جزء من الكتيبة
حيثُ تمّت المباشرة بصناعة هذه الكتائب وفقاً لقياساتٍ مطابقةٍ للكتائب القديمة، وخُطّت عليها نفسُ الأبيات الشعرية القديمة الموجودة حالياً على الشبّاك الشريف، وهي من عينيّة المرحوم آية الله السيد محمد جمال الهاشمي(رحمه الله) والتي يقول في بعضٍ منها:
ضَرِيْحُكَ مَفْزَعُنَا الأَمْنَعُ بِهِ كُلُّ نَازِلَةٍ تُدْفَـــــعُ
وَبَابُكَ لِلْخَلْقِ بَابُ النَّجَاةِ تَلوذُ بِعُرْوَتِهِ الـــــرُّوَّعٌ
أَبا الفَضْلِ وَالفَضْلُ يُنْمَى إلَيْــك َ فَأَنْتَ لِأَلـْــطافِـــهِ مَنْبَـعُ
وَيَا بَطَلَ الطَّفِّ هَذَا لِوَاكَ عَلَى كُلِّ شَاهِقَةٍ يُرْفَعُ
وَهَذَا حُسَامُكَ أُنْشُودَةٌ بِهَا يَنْتَشِي البَطَلُ الأَرْوَعُ
وغيرها من الأبيات،وقد نُقِشَت هذه الأبياتُ على كتائب معدنية مصنوعة من النحاس بسُمْكِ(7ملم) وارتفاع (18سم)، واستُخْدِمَ فيها خطُّ الثلث بطريقةٍ مفتوحة وسهلة للقراءة،حيث قام بهذه المهمّة الخطاط الدكتور روضان بهية وهو من خيرة الخطّاطين العراقيّين حالياً.
وشكّلت هذه الكتائب على مقاطع يبلغ طول كلّ مقطعٍ منها (1,20سم)ويفصل بين كلّ قطعةٍوأخرى (صدر البيت الشعري وعجزه)فاصلٌدائريّ يسمّى (الطرّة) خطّ عليها اسمٌ من أسماء الله الحسنى، وتكون حلقة وصلٍ بين كلّ قطعة كتيبة وترتبط معهما بطريقة تركيبٍ خاصة.
تمرّ هذه القطع (الكتائب الشعرية) بعدّة عمليات، فبعد أخذ القياسات اللازمة لها والخطوط الخاصة بها، والتي ستُنقش وتُخَطّ بمكائن (CNC) يتمّ تصحيح الخطوط ووضع حركاتها يدويّاً، كون أنّ هذه الماكنة لاتعطي نتائج وفقاً لما هو مطلوب، بعدها تأتي أعمال استئصال الزوائد المعدنية (التشذيب) والتنعيم والتلميع ولُحام أماكن تثبيتها على الهيكل الخشبيّ، وبعد التأكّد من مطابقتها للقياسات عن طريق ربطها على هيكل الخشب تُختَتَم بأعمال الطلاء بماء الذهب والمينا والتي تتمّ بورشٍ خاصة داخل مصنع شبابيك الأضرحةفي العتبة العباسية المقدّسة وبمعايير ونسب خلط قياسيةخاصةودقيقة.
علماً أنّ الأعمال بهذه الكتائب مستمرّ ومتواصل وقد تمّ إنجاز نسبٍ كبيرة منها ورُكّب بعضٌ منهاعلى الهيكل الخشبي، وإنّ هذه الأعمال تجري بالتوازي مع أعمالٍ تصنيعيةٍأخرى خاصة بقطع الشباك الجديد لأبي الفضل العباس(عليه السلام).