"ومن المقاصد المهمّة لهذا السفر الإلهي هو تثبيت المبدأ الأساس الذي انطلق منه الإمام الحسين(عليه السلام) في مسيرته من المدينة المنوّرة الى كربلاء المقدّسة وأراد من شيعته ومحبّيه الالتزام به في أحلك الظروف وأقساها، ألا وهو التضحية بالنفس والمال والولد لحماية قيم الإسلام ومبادئه والحفاظ عليها من دون تغيير وتحريف، والإيثار والشجاعة والصبر والصمود والعزيمة الراسخة والإرادة الصلبة في هذا السبيل، ولاشكّ في أنّ المعركة المصيرية في هذه الأيام ضدّ عصابات داعش تتجلّى فيها تلك القيم بأسمى صورها ومعانيها ولاسيّما من أحبّتنا الأبطال المقاتلين بمختلف عناوينهم، الذين يرابطون في الجبهات وقد تركوا الدنيا وما فيها وفارقوا الأهل والولد والأحبّة ليجسّدوا قيم الفداء والتضحية والإيثار بأنفسهم من أجل الحفاظ على هذا البلد ومقدّساته وأعراض مواطنيه، ولعلّ من أجلّ مظاهر الولاء والارتباط بالإمام الحسين(عليه السلام) في هذه الأيّام وسبق التوجّه اليه بالزيارة هو إدامة زخم المعركة ضدّ داعش، وذلك بتعزيز روح الصمود وإرادة القتال ودعم المقاتلين بالمعونات والرجال الأشدّاء أولي البأس والعزم لتطهير أرض العراق كلّها من دنس هذه العصابات، فإنّ الشعب الذي استطاع أن يتحدّى الإرهاب وسيّاراته المفخّخة وأحزمته الناسفة طوال هذه السنوات وحقّق الانتصار في الكثير من المعارك لقادرٌ أن يديم زخم الانتصارات في معركته الحالية ضدّ عصابات داعش لبلوغ النصر النهائيّ إن شاء الله تعالى".