مضيفاً: "يأتي المشروع سيراً وتطبيقاً للنهج الذي تبنّته عتباتُ كربلاء المقدّسة من أنّ وظيفتها لا تقتصر على خدمة الزائرين الكرام وإن كانت هذه الخدمة هي من الأولويات التي نحاول تقديمها بأفضل ما يمكن من تطوّر وسعة وراحة للزائرين، بل تعدّت لتشمل الخدمات الأساسية التي توفّر للإنسان حياةً حرّةً كريمة وسعيدة سواءً كان في مجال التعليم أو الصحة أو الثقافة أو في القرآن الكريم والتنمية البشرية وغيرها من جوانب الحياة".
مؤكّداً: "إنّ نظرتنا الى العتبات المقدّسة لا تقتصر على كونها مزارات مقدّسة يؤمّها الزائرون لأداء مراسيم الزيارة والعبادة ولكنّها مراكز إشعاع فكري وثقافي ومواقع خدمة للمواطنين في أشدّ احتياجاتهم الإنسانية والعلمية".
وأضاف الشيخ الكربلائي: "من هنا جاء هذا المشروع الذي يمثّل حلقةً مهمّة ومتطوّرة في الخدمات الطبية بكوادره واختصاصاته وأجهزته وتعامله الإنساني في مراحل العلاج وتطبيب المرضى، ونودّ أن نبيّن للإخوة أنّنا لا نريد أن نكون بدلاء عن دوائر الدولة المختصّة كالصحّة والتربية والتعليم والثقافة والفكر وغيرها بل نريد أن نكون عوناً وسنداً لهم ناظرين الى أنّ المسؤولية الوطنيّة في العراق تقتضي نوعاً من الجهد التضامنيّ المبنيّ على تكاتف وتعاون الجميع للوصول الى الأهداف المرجوّة خصوصاً توفير الفرص لتحقيق ذلك".
وتابع: "إنّ تفويت هذه الفرص لا ينبغي أن يصدر من أيّ شخص بوّأه الله تعالى موقع المسؤولية فإنّ ذلك مطيّة التخلّف والتراجع الى الوراء، ومن هنا فإنّنا نأمل من الجميع في كلّ مواقع المسؤولية في الدولة أن تكون السياسة المتّبعة في إدارة العلاقة العامّة مع العتبات المقدّسة ونوع التعامل معها هو التسهيل والمرونة والتعاون والتفاهم للوصول الى أفضل النتائج لإنجاز هذه المشاريع المهمّة والنشاطات المتعدّدة، ضمن السياقات الإدارية والقانونية ولكن بعيداً عن التعقيد والروتين والإجراءات التي يُمكن أن تؤخّر وتعرقل العمل".
وأضاف: "النشاط النوعي الذي تشهده العتبات المقدّسة في العراق من قبل -وهو فرصة- وأقولها بكلّ وضوح إن لم نغتنمها بسبب عدم تفهّمنا للأهداف ولطبيعة هذه السياسة في إدارة العتبات ستجعلنا نندم على فوات مشاريع نوعية تخدمهم خدمة يفتخرون بها أمام الآخرين".
واختتم الشيخ الكربلائي: "بعد تحقيق هذا الإنجاز نتوجّه بالشكر لمؤسّسة الكوثر الخيريّة على جهودها وما بذلته من عملٍ دؤوب خلال سنوات عديدة لبناء وإنجاز هذا المشروع الطبّي الكبير، كما نشكر القسم الهندسيّ والمالي وبقيّة الأقسام في العتبة الحسينيّة المقدّسة".