إخوتكم في العتبة العباسية المقدسة هم جند المرجعية الدينية العليا ويدها الضاربة قد لبّوا النداء، وشمّروا السواعد، واستحكموا العلم والقلم، فجند هناك في جبهات القتال من فرقة العباس (عليه السلام) البطلة، يبذلون النفوس، ويذودون عن العرض والوطن ويدافعون عن المقدسات، ويزفون الشهداء حمائم الى علياء القدس، قد اوقفوا زحف العدو، وكسروا شوكة الشرك، وحفظوا أمن الوطن.. وجند هناك من المنتسبين الغيارى قد شمروا السواعد، وواصلوا الليل بالنهار خدمة للزائرين الكرام".
وأضاف: "قسم المضيف وقسم الخدمية وحفظ النظام وغيرهم كثيرون يعملون جاهدين لتوفير الخدمات والأمن لكل الوافدين الى هذه المدينة المقدسة، ابتداء من حدود المدينة حيث هناك المضايف، ومدن الزائرين، والخدمات الصحية الأخرى، وانتهاء بخدمات الصحن الشريف.. وهناك جند القلم في قسم الشؤون الفكرية والثقافية، وقسم الشؤون الدينية، وقسم التربية والتعليم، ومراكز التراث، وغيرها.. تسترشد فكر اهل البيت (عليهم السلام) من المرجعية العليا؛ لينتج من ذلك الفكر جامعات ومدارس للتعليم، وكتب وقراطيس ومقالات مكتوبة ومقروءة ينهل منها المستبصر ويهتدي بها الضال".
وتابع: "أما الذين استحكموا العلم والعمل في قسم المشاريع الهندسية، نعتقد أنهم حققوا معظم ما أوكلت إليهم المرجعية العليا متمثلة بسماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) المتولي الشرعي للعتبة المقدسة، فكان هذا القسم بحق من مهندسين وفنيين وإداريين اليد الضاربة للمستحيل وللزمن، فقد حققوا في فترة وجيزة مشاريع عملاقة ومتنوعة ابتدأت من مركز العتبة المقدسة، حيث مشروع التوسعة الرائع وخدمات الزائرين، واستمرت الى مشاريع البنى التحتية والخدمية والاستثمارية، فما هذا المشروع إلا جزء من مشاريع عدة نفذت في الصحن الشريف، كانت تسير وفق منهاج علمي يتماشى من متطلبات مشاريع التوسعة التي حصلت في الصحن الشريف، والتي تعتبر بداية مرحلة معمارية جديدة للعتبات منذ اكثر من 600 سنة".
موضحاً: "سار هذا المشروع بشكل متوازٍ مع منظومات اخرى في مشروع التوسعة: منظومة كهرباء، وتبريد، غطت الصحن والحرم القديم، وكذلك مشروع التوسعة، هذا المشروع الذي غطت منظوماته وكاميراته كل الصحن، ومشروع التوسعة والحرم والمنطقة الخارجية المحيطة بمنظومة متطورة جدا من الكاميرات، وكذلك اتصالات لا سلكية وغيرها".
مبيناً: "نفذ هذا المشروع من قبل شركة عراقية هي شركة الموشور وفقاً لأحدث التقنيات العالمية، وقد اوفدت العتبة المقدسة كادراً متخصصاً من قسم الصيانة الهندسية للتدريب خارج البلد على هذه المنظومات، حيث تعمل حالياً من قبل هذا الكادر، ودخل المشروع الخدمة، وهذا غيض من فيض مما تقدمه العتبات المقدسة للزائرين وللمجتمع والوطن".