مؤكداً " أن الاوائل رغم كل الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها إلا أنهم بذلوا جهودا جبارة من اجل ان تصل الينا المعلومة كما وصلت الان، فكان هناك مؤلفون ومؤلفات ومكتبات ضخمة تتنافس في اهميتها على عدد الكتب الموجودة فيها، والعصور الاسلامية والعربية مرت بمشاكل وحروب وما اشبه ذلك، وللأسف الشديد كان من جملة الثمن الذي دفع هو تصدي العدو الى حرق المكتبات فبين فترة واخرى كانت هناك هجمات وكانت المكتبات هدفا للغزاة على تنوعهم".
مبيناً" حفظ التراث جزء منه تسهيل عملية تلقي هذا التراث واذا كان القانون الان في صدد ابقاء التراث على ما هو عليه او ايصاله الى الاخرين او تطويره بالنتيجة لا بد ان نحافظ عليه بطريقة يسهل الوصول إليه، فقد كانت الفهرسة كمعاجم اللغة العربية قد حفظت لنا واقعا الاثار الطيبة للغة العربية سواء كانت المعاجم الاولى او حتى المعاجم المتأخرة في النجف، بالنتيجة هذه المعاجم ساهمت بشكل او باخر في خدمة العلم وبعض المعاجم كانت بطريقة جيدة وجميلة وسهلة للمتلقي و بقيت بعض المعاجم الان موجودة لكن يصعب الوصول لها و الى الكلمة ومشتقاتها ومفرداتها لذلك هناك مناشدات لإعادة فهرسة هذه المعاجم حتى يسهل الوصول إليها.
موضحاً:" فهرسة المكتبات اليوم تعتبر من العلوم الجيدة والعلوم النخبوية والاختصاصية المهمة جدا ولعل بعض المكتبات الان تتربع على عرش هذا الجانب سواء كان في فن التصنيف او في كمية الكتب الموجودة او نوعيتها باعتبار بعض الكتب كلما كانت قائمة في القدم ومحافظة على نفس النسخة، ستكون لها قيمة معنوية وان طبعت بطبعات متكررة".
وأضاف: هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا وهو الحفاظ على التراث والحفاظ على التراث لا بد ان تتهيأ له جميع الظروف المناسبة، هنا في هذه العتبة المقدسة فقد تعرضت مكتبتها لما تعرض له الجانب الثقافي للبلد الى اهمال كبير في السنين السابقة، وحين تشرفنا بالخدمة لم نظفر الا بأعداد قليلة من المخطوطات وكانت مهملة جداً حاولنا بجهدنا الخاص ان نهيأ الظروف المناسبة، لذلك وصلنا إلى اكثر من خمسة الاف مخطوطة بحمد الله تعالى في علوم متنوعة وعلوم واسعة، وكذلك بعض المخطوطات التي هي كتاب واحد في اكثر من مخطوطة وبحسب سنين نسخ الكتاب ثم بعد ذلك عطفنا على وضع مشفى للكتب المخطوطة وارسلنا مجموعة من الاخوة الى بعض الدول الاوربية وتعلموا هناك حتى حصلوا على بعض الشهادات التي تبيح لهم العمل في عموم الاتحاد الاوربي ثم ايضا وضعنا فهارس للمكتبة ولا زال العمل قائم في الجزء الثالث من فهرسة المخطوطات بعد ان فرغنا من الجزء الاول والثاني بل اكثر من ذلك بدانا بتحقيق بعض الكتب الخطية و ايضا اضفنا مطبعة حديثة ساهمت في اثراء المكتبة بجودة مطبوعاتها والى الان طبعنا اكثر من الف عنوان رغم ان عمر المطبعة قصير وكللنا ذلك بطبع المصحف الشريف الذي هو بخط احد الخطاطين العراقيين" .
مضيفاً :" عالمنا العربي اليوم يعيش محنة وهذه المحنة محورها شيء واحد وهو عدم الثقة بأنفسنا ان نكون من المبدعين، وهذه المحنة لها مناشئ خصوصا في العلوم الطبيعية، فنحن الان متلقين للعلوم الطبيعية وباحتياج أكتشافات الجهة الفلانية ونتفاعل معه ونهتم به وكأن الثقة مسلوبة منا، في وقت اننا قادرين على نكون من المبدعين لأن الطاقات الموجودة عندنا طاقات هائلة جدا، لذا لا بد ان تكون عندنا ارادة ان تكون عندنا ثقة بأنفسنا باننا نستطيع ان نصل الى ما وصل اليه الاخرون.
فهذه العلوم التي بين ايدينا يستطيع الاخوة بهمتهم وقدرتهم وطاقاتهم ان يكونوا من المبدعين فالمهم ان لا نكون مهزومين نفسيا، فالهزيمة النفسية اشد مرارة من الهزيمة الظاهرية لان الظاهرية ممكن ان تعوض، واعتقد نحن كمسلمين عشنا الهزيمة الظاهرية في معركة احد ولكن لم يكن المسلمون عموما مهزومين داخليا وانما استعادوا هذه الثقة الحمد لله وصلت الامور الى ما وصلت اليه العالم العربي، اليوم بمفكريه بطاقاته بقدراته لا بد ان يحيا هذه الحياة القوية والارادة الصلبة في ان يعمل رغم المشاكل والمعوقات فالإرادة القوية والاصرار لدى مفكرينا وعلمائنا سابقا اوجدت عندنا الان ما شاء الله من كنوز الكتب والمخطوطات حقيقة لا زالت تنتظر من يطمح ان يعمل تراث عنها كيف وصل لنا هذا التراث كيف كتب الاخوة هذا التراث الكم الهائل الذي وصلنا من كتب هؤلاء العلماء مع انشغالهم بامور كثيرة.
اليوم نحن مسؤولون مسؤولية اخلاقية امام الحفاظ على تراثنا ومحاولة الابداع فيه، نحن امة لا نحب ان نقف على التراث فقط وانما نذكر التراث حتى نبين اننا متجذرون في التاريخ، ليس من الصحيح ان الانسان يقف على تراثه وتنتهي بالعكس الوقوف على التراث بلا عمل بلا همة قد تكون هذه خيانة للتراث ان الانسان يستفيد من التراث حتى يقول نحن امة لها ما لها فكما خلف الاوائل لنا نحن ايضا نخلف للأجيال وبالنتيجة هذه الفترات الزمنية سنسال عنها من قبل الاجيال كما نحن نسال ماذا فعل الاوائل قبل مئة سنة أو أكثر وهكذا هذه الامور نحن مسؤولون على احياء التراث والابداع ومسؤولون ايضا على الفهرسة والتصنيف، وهذا الملتقى لا بد ان يكون في حالة الاثراء وحالة من الفائدة التي تعمم لا نكون بخلاء في العلم.
نحن ننفتح على اي فكرة تاتي من اي احد و نتعامل مع المسالة بموضوعية مجردة فالغرض من هذا الملتقى هو تلاقح الافكار والاستفادة من كل الخبرات وتتعزز هذه الطاقات يوما بعد اخر على الصعيد الفكري خصوصا ان مكتباتنا التي تعاني لا شك ولا ريب على اختلافها بحالة من عدم الاهتمام الزائد نقول زائد لان العلم لا يوجد اثمن منه والعلم مع كون الشهيد يدافع ببدنه ودمه ولكن تأتي الروايات تقول مداد العلماء خير من دماء الشهداء فالأمة العالمة امة حية والامة العالمة امة لا تسرق وهذا مهم جدا ان لا يسرق تراثنا ويتبجح به الاخرين نحن اولى به بمعيتكم ومساعدتكم في وضع كل امكاناتكم في خدمة عموم القراء .