أيّها الأحبّة نحتفل في هذه الأيّام المباركة بولادة الأقمار الهاشميّة (عليهم السلام)، منارات الهدى ومصابيح الدّجى في مهرجانٍ حمل اسماً ومسمّى ألا وهو: (مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الثالث عشر) الذي اجتمعت فيه هذه الوفود المباركة من مختلف الأديان والمذاهب والبلاد، لكي يشاركوا فيه حبّاً واتّباعاً لمن أوصى بهم نبيّ الرّحمة -ضمناً في الحديث- الذي قال فيه(صلى الله عليه وآله): (...قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
فقد تميّز اليوم الثالث والرابع والخامس من شهر شعبان المعظّم بولادة رجالٍ كانوا من التاريخ عظماءه ومن الإسلام أبطاله، ومن سلالة سيّد المرسلين ومن صلب أمير المؤمنين، أوّلهم سيّدهم الذي بدمه أرخت البطولة، وبمواقفه قوّم القويم، وبثباته جاد دمه وهو سيّد الشهداء الحسين بن علي(عليهما السلام).
وثانيهم رجلٌ عرف بالإيثار وتميّز بالشجاعة والصمود العقائدي العظيم وهو أبو الفضل العبّاس بن أمير المؤمنين(عليهما السلام).
وثالثهم عُرِف بالعبادة وكان دأبه التهجّد والدعاء بجسدٍ وروحٍ متعلّقة بنهج جدّه سيّد المرسلين وخاتم النبيّين ذي الشفاعة المدخّرة والسيرة المطهّرة، وهو إمام المسلمين وقدوة الساجدين زين العابدين عليّ بن الحسين(عليهما السلام).
لهذا قدمنا الى هذا المحفل المبارك لنشارك في احتفال المسلمين وغير المسلمين عرباً وغيرهم، وكلّهم واضعٌ نصب عينيه أنّ (الحسين يوحّدنا).
فبالأصالة عن نفسي ممثّلاً عن دار الإفتاء العراقيّة وسماحة مفتي جمهوريّة العراق (الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي) ونيابةً عن الوفود المشاركة في هذا المهرجان المبارك نتقدّم بأحرّ التهاني والتبريكات لجميع المسلمين في بقاع الأرض مشارقها ومغاربها، بولادة هذه الأقمار المنيرة التي أنارت عتمة الجاهليّة والاستعباد، سائلين المولى جلّ في علاه أن نكون من المتّبعين لنهجهم الذي تربّوا عليه في مدرسة النبوّة، فبارك الله لنا وعلينا وحفظ المسلمين من كيد الكائدين وغدر الغادرين، والشكر كلّ الشكر لسماحة فضيلة الشيخ عبد المهدي الكربلائي المتولّي الشرعيّ للعتبة الحسينيّة المطهّرة ولسماحة السيد أحمد الصافي المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المطهّرة وأمنائها العامّين ولكلّ من ساهم ودعم وشارك في هذا المهرجان المبارك.
ولا يسعنا في هذا المحفل المبارك إلّا أن نذكر أبطالنا من قوّات الجيش والشرطة الاتّحادية والحشد الشعبيّ وأبناء العشائر والقوّات الأمنيّة بكافّة أصنافها، الذين وقفوا جنباً الى جنب فاختلطت دماؤهم ومقدّراتهم، وأن ندعو لهم رافعين أكفّ الضراعة لله سبحانه وتعالى أن ينصرهم ويثبّت أقدامهم، وأن يحرّر البلاد والعباد من جور من انتسبوا الى الإسلام زوراً وبهتاناً، اللهم فانصر جيشنا وحشدنا وارحم شهداءنا وشافِ جرحانا".