لا يخفى على الحضور الأكارم أنّ للعتبات المقدّسة في العراق الكثير من الأدوار، وأحد أدوارها هو نشر العلم والثقافة، وهذه المهرجانات بحمد الله تعالى تتواصل سنةً بعد أخرى، ونشاط العتبات المقدّسة في العراق لا يقتصر على مثل هذه المهرجانات، فهناك الكثير من المؤتمرات والإصدارات العلميّة والمجلّات الثقافيّة ومراكز البحوث والدّراسات، وكلّها تصبّ في خدمة الناس وهدايتهم الى دينهم بحمد الله تعالى وتحقّق ما تحقّق، ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا للمزيد".
مبيّناً: "من الأدوار الأساسيّة للعتبة المقدّسة ما تشهدونه جميعكم فيما يتعلّق بدعم فتوى الجهاد الكفائيّ، حيث كانت العتبات المقدّسة من أوائل الجهات التي سارعت لدعم الفتوى، وهناك حضورٌ متميّز في جبهات القتال لقوىً قتاليّة تُساند القوى الأمنيّة وتساند قوى الحشد الشعبيّ في سبيل الدفاع عن الوطن والمقدّسات، كما كان لها الدور الكبير في رعاية عوائل الشهداء والنازحين منذ الأيّام الأولى، حيث قدم النازحون من جهاتٍ مختلفة من العراق للعتبات المقدّسة من المسلمين وغيرهم، فعملت على إيوائهم ورعايتهم في رحاب المدن المقدّسة، بل في المساجد والحسينيّات أيضاً ومدن الزائرين وتقديم الخَدَمات والمساعدات".
وأوضح الدبّاغ: "العتبات المقدّسة في العراق تؤدّي أدواراً أساسيّة هي في الأصل أدوار ينبغي أن تقوم بها الدولة، وخدمات العتبات المقدّسة في العراق واضحة في مجال الصحّة والإسكان والتعليم والدفاع والخدمات الاجتماعيّة المختلفة، بدا للعتبات المقدّسة دورٌ واضح وهو الدور العالميّ منذ سنوات في زيارة الأربعين وفي أيّام أخرى، يأتي الزائرون من أنحاء مختلفة من العالم فبدأت العتبات المقدّسة باستقبال هؤلاء الزائرين".
مضيفاً: "من المؤكّد حينما يكون هناك دورٌ عالميّ للعتبات المقدّسة الموضوع سيختلف ويتطوّر عمّا كان عليه في السابق، خصوصاً ونحن نشهد في هذه المهرجانات وغيرها حضور الكثير من الشخصيّات والعلماء والأساتذة الأفاضل من مختلف أنحاء العالم، وهذا مؤشّر على أنّ هذه المهرجانات استطاعت أن تستقطب هؤلاء الأشخاص، وكما استمعنا قبل قليل الى ممثّل الاتّحاد الأوروبي السابق في الشرق الأوسط، وهذه الكلمة الرائعة التي ألقاها وعبّر فيها عن تفاعله مع هذا المهرجان وعن معاني جديدة قد توصّل اليها".
مختتماً: "الضيوف الأفاضل.. عشتم في كربلاء لمدّةٍ لا تقلّ عن خمسة أيّام، ومن المؤكّد أنّكم شاهدتم كيف أنّ هذه العتبات المقدّسة مفتوحة أمام الجميع وترحّب بالجميع، وليس هناك أيّ تمييز بين زائرٍ وزائرٍ آخر، إنّها رسالة المحبّة والسلام التي تُطلقها العتبات المقدّسة الى جميع الزائرين، من أينما قدموا ترحّب بهم وتقدّمُ لهم الخدمات، وكان هناك في رحاب العتبة الحسينيّة المقدّسة قبل أيّام المؤتمر الثاني للعتبات المقدّسة في العالم الإسلاميّ، وكان الهدفُ من هذا المؤتمر هو خدمةُ الزائر وكيفيّة تطوير هذه الخدمات".