المؤمنون المُحيون لهذه الليلة توزّعوا على أماكن عديدة، منها الصحنان الشريفان للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) أو في ساحة ما بين الحرمين أو في الساحات والمناطق المجاورة لهما.
الجموع المؤمنة أدّت أعمالها العباديّة بين تلاوة القرآن الكريم وأداء الصلاة وقراءة الأدعية الواردة بفضلها عن أهل البيت(عليهم السلام)، وقد تصدّر دعاء المؤمنين وابتهالاتهم بتعجيل فرج صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وأن يحفظ الله العراق وأهله من كلّ مكروه وأن يرحم شهداءه من القوّات الأمنيّة والحشد الشعبي، ويشفي جرحاهم ويرجع مقاتليه سالمين غانمين لأهليهم، مكلّلين بالنصر المؤزّر وتحرير ما تبقّى من أرضه الطاهرة.
هذا وقد استنفرت كافّة الأقسام الخدميّة في العتبتين المقدّستين كلّ جهودهم وطاقاتهم لتوفير مستلزمات الراحة للزائرين من فراشٍ وماء بارد وملء المكتبات بالمصاحف وكتب الأدعية والزيارات، وتوفير سيّارات النقل من مناطق القطوعات الى أقرب نقطة من العتبات المقدّسة وبالعكس، ومن كافة مداخل المدينة المقدّسة.
وليلة الثالث والعشرين هي من ليالي القدر التي لا تقايسها ليلة أخرى في الفضيلة، والعمل فيها بالعبادات والطاعات يعادل ألف شهر، وفي هذه الليلة تقدّر الأرزاق والآجال، وفيها تنزّل الملائكة على وليّ الله الأعظم الإمام المهديّ المنتظر(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ليعرضوا عليه مقدّرات العباد فيُمضي ما يشاء ويردّ ما يشاء بإذن الله.