فقال (عليه السلام): (هَلْ لَهَا اسمٌ غير هذا)؟ قيل: اسمُها كربلاء، فقال (عليه السلام): (اللّهمّ أعوذُ بك من الكَرْبِ والبَلاء).
ثمّ قال (عليه السلام): (هَذا مَوضع كَربٍ وبَلاء، انزلوا، هَاهُنا مَحطُّ رِحالِنا ومَسفَكُ دِمائِنَا، وهَاهُنا مَحلُّ قبورِنا، بِهَذا حدّثني جَدِّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)فنزلوا جميعاً.
وكان يوم وصول الإمام (عليه السلام) إلى كربلاء في الثاني من شهر محرم الحرام لسنة إحدى وستين للهجرة وكان -على أغلب الروايات- يوم الخميس.. نزل الإمام الحسين (عليه السلام) أرض كربلاء، وضَرَب فسطاطه، وراح يُعدُّ سلاحه، ويصلح سيفه، مُردّداً الأبيات الآتية:
يـــا دهــر أف لــك مـــن خليـل *** كم لــــك بالإشــــراق والأصيل
مــــن صــــاحب أو طالب قتيل*** والـــدهر لا يــــقنع بالبديــــــل
وإنــمــا الأمــر إلى الــجــلـيــل *** وكــــــل حــــي ســالك سبيـــل
فلمّا سمعت السيّدة زينب (عليها السلام) تلك الأبيات، قالت: (يا أخي، هذا كلام مَن أيقَن بالقَتل)! فقال (عليه السلام): «نَعَمْ يا أُختَاه»، فقالت: (وَاثكْلاه، يَنعىي الحُسَين إليّ نَفسَه).
وقد نصبت خيام الركب الحسيني في البقعة الطاهرة التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم في كربلاء في بقعة بعيدة عن الماء تحيط بها سلسلة ممدودة من تلال و ربوات، وقد ضربت خيمة الإمام وأهل بيته (عليهم السلام) ثم خيام عشيرته حوله ثم خيام بقية الأنصار.