في ذكرى وفاة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام)...

السيدة سكينة العفيفة الطاهرة، والشريفة المطهرة، كانت سيدة نساء عصرها، أحسنهن أخلاقا، وأكثرهن زهدا وعبادة، ذات بيان وفصاحة، ولها السيرة الحسنة، والكرم الوافر، والعقل الراجح، تتصف بنبل الخصال، وجميل الفعال، وطيب الشمائل.
قرابتها من المعصوم:حفيدة الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وبنت الإمام الحسين، وأُخت الإمام زين العابدين، وعمّة الإمام الباقر(عليهم السلام).
اسمها ونسبها :سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
أُمّها:الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي.
حضورها في كربلاء:كانت(رضي الله عنها) حاضرة يوم الطف في كربلاء، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بأبيها الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من القتل، واعتنقت جسد أبيها بعد قتله.
حضورها مع السبايا:أُخِذَت(رضي الله عنها) أسيرة ضمن سبايا أهل البيت(عليهم السلام)، ومعهم رؤوس الشهداء إلى الكوفة، ثمّ منها إلى الشام، وبعدها عادت مع أخيها الإمام زين العابدين(عليه السلام) والسبايا إلى المدينة المنوّرة.
حبّ الإمام الحسين(عليه السلام) لها:روي أنّ يزيد بن معاوية لمّا أُدخِل عليه نساء أهل البيت(عليهم السلام) قال للرباب (أُم سكينة): أنتِ التي كان يقول فيكِ الحسين وفي ابنتك سكينة:
لعمرك إنّني لأُحبّ داراً *** تكون بها سكينة والرباب
وأُحبّهما وأبذل جلّ مالي *** وليس لعاتب عندي عتاب.
وفاتها:تُوفّيت(رضي الله عنها) في 5 ربيع الأوّل ۱۱۷ﻫ بالمدينة المنوّرة ودفنت بالبقيع كما ذكر في شذرات الذهب، نقلها السيّد محسن الأمين في أعيانه، كانت وفاتها بالمدينة، الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأوّل من سنة 117 هـ. والمشهور أنّها دفنت بالمدينة.
من أقوال الشعراء فيها:قال الشاعر سيف بن عميرة النخعي الكوفي ـ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم(عليهما السلام) ـ:
وعبدكم سيف بن عميرة *** لعبد عبيد حيدر قنبر
وسكينة عنها السَّكينة فارقت *** لما ابتديت بفرقة وتغيّر
ورقية رقّ الحسود لضعفها *** وغدا ليعذرها الذي لم يعذر
ولأُمّ كلثوم يجد جديدها *** لئم عقيب دموعها لم يكرّر
لم أنسها سكينة ورقية *** يبكينه بتحسّر وتزفّر.

فسلامٌ عليها سيدة جليلة عالمة يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث إن شاء الله.