وعندما حطّوا رحالهم في أرض كربلاء كانت العتبةُ العبّاسية المقدّسة قد هيّأت لهم كلّ ما يحتاجونه، لتسهيل عمليّة مكوثهم فيها كي يؤدّوا زيارتهم التي ينشدون، حيث قامت العتبة العبّاسية المقدّسة بتفريغ سراديب الصحن الشريف وتهيئتها بآلاف الأفرشة والأغطية، فضلاً عن تهيئة باقي المنشآت التابعة لها خارج الصحن الشريف، كذلك شمّر مضيفُ أبي الفضل(عليه السلام) عن سواعده لإطعام هذا العدد الكبير من زوّار أبي عبدالله(عليه السلام) الذين لم يحالفهم الحظّ للقدوم أيّام الزيارة الأربعينيّة، أمّا ما يخصّ عمليّة دخولهم الى الضريح الطاهر وخروجهم منه فقد قامت العتبة العبّاسية المقدّسة بتسهيل هذا الأمر، على نحوٍ سلس كفيلٍ بإقامة هذه الجموع لشعائرها بكلّ سهولةٍ ويُسر، كذلك في تجوالهم وتنظيم حركتهم داخل المدينة القديمة.
تجدرُ الإشارة الى أنّ الآلاف من الزائرين الأجانب ممّن لم تُكتب لهم زيارة سيّد الشهداء وأداء مراسيم الزيارة الأربعينيّة، كانوا قد جاءوا الى كربلاء بعد انقضاء مراسيم الزيارة، وكعادتها لم تتوانَ العتبةُ العبّاسية المقدّسة عن تقديم ما تجود به من خيرات أبي الفضل، لكلّ من قصد زيارة الإمام الحسين وأخيه (عليهما السلام).