الى

السيد أحمد الصافي يدعو المشاركين في مؤتمر العميد العلمي العالمي الأول إلى أن يقرؤون العراق من زاويةٍ أخرى

السيد الصافي
دعا الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي الأكاديميين المشاركين في مؤتمر العميد العلمي العالمي الأول، إلى أن يقرؤون العراق من زاويةٍ أخرى، لأن العراق بلد عريق في الثقافة والعلم، لكن تشويش الإعلام قد يعطي صورة أخرى، والأنسان قد يكون صورة غير الصورة الموجودة على أرض الواقع، لأنه عندما يرى تتكون عنده صورة وعندما يسمع تتكون صورة أخرى.
جاء هذا خلال كلمة ألقها صباح اليوم الجمعة 19 ذي الحجة 1434 هـ الموافق 25 تشرين الاول 2013 م على قاعة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام )، خلال حفل افتتاح مؤتمر العميد العلمي العالمي الأول، الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة في الفترة من 19 ذي الحجة 1434 هـ ولغاية 20منه والموافق 25 -26 تشرين الأول 2013م.
ورحب في بداية هذه الكلمة بالحضور الكريم من أساتذة الجامعات والعلماء الذين حضورا لهذا المؤتمر سواء أكانوا من خارج العراق والذين وفدوا من بلدهم الثاني إلى بلدهم الأول، وكذلك أساتذة الجامعات العراقية، كما وجه لهم الشكر والامتنان على استجابتهم لدعوات حضور هذا المؤتمر .
وبين الصافي في كلمته عدت نقاط كانت كالتالي:
1- عندما تجتمع ثلة من أهل الفكر ونخبة خيرة، تحمل طابعاً معيناً، فأن تحقق هذا اللقاء هو بنفسة سيكون مكسباً كبيراً، فبعض الأساتذة يشكون من قلة التواصل مع زملائهم، ولا نريد الخوض في الأسباب، فبعضها قد يكون سياسياً أو مشاكل السفر أو الوضع المادي، ولكن بغض النظر عن كل هذه الأسباب هناك حاجة إلى أن تلتقي هذه النخب المفكرة، وجزء من هذه الحاجة والحمد لله تحقق في عقد هذا المؤتمر.
2- هناك حالة قد تنشأ من مؤشر خطير وهو مشاكل العالم العربي، وهذه الحالة هي عدم قدرة المفكر العربي على التغيير، هذا الشعور إن أصاب النخبة ماتت الأمة، لذا لا بد أن تشعر النخبة دائماً بالتفاؤل، لأنها يمكن أن تكون صاحبة مشروع، لأن عامة الناس تكون في موضع المتلقي، والملتقي قد لا يكون صاحب مشروع، لكن النخبة عندما تصاب بالإحباط لا سمح الله تعتبر الأمة ميتة، لذا فأن جزء من أهداف هذا الملتقى هو إذكاء روح البحث وعدم الاستسلام لأي ظرف وأي سبب، لذا لابد أن تكون هذه النخبة في الطليعة دائماً، قد تتعرض للسجن أو التضييق عليها، وهذا إن كان ما هو إلا دليل على قوتها وأهميتها في المجتمع.
3- لا شك أن بعض البحوث في عالمنا العربي تُرِك على الرفوف، والأنسان قد يبذل جزءاً كبيراً في سبيل أن يحصل على معلومة، لكن بالنتيجة ترك هذه البحوث على الرفوف، "هذا الواقع للأسف"، ولكن هذا الواقع أيضاً يحتاج إلى تغيير، لذا يجب على صاحب النخبة أن يُشهد الأخرين دائماً أنه موجود، سواء كان في حضوره في مؤتمر أو في وسائل الإعلام أو أي معترك يمكن أن يظهر فيه نفسه، لأن بمجرد وجود هذا البحث على الرف وعليه بعض الأتربة، يصاب الباحث بشعور عدم وجود جدوى بما كتب، خصوصاً وأن بعض البحوث عندما تكتب في زمن ما فالأخرين لا يفهمون ما كتب ولا يشعرون بأهميتها، وخير دليل على ذلك العالم العربي، نبدأ من اليمن وننتهي بالمغرب، تجده مملوءاً بتراث خطي لحد الآن لم يكشف عنه، ولم تنشر في وقتها لبعض السياسات أو الضغوط، ولكن نحن الآن في عالم مفتوح والمسافات قريبة جداً لذا يجب استغلال هذا الأمر في نشر البحوث.
مؤكداً أن هذا المؤتمر هو مؤتمركم أيها الأخوة والأخوات، ونحن لا نكون إلا قد هيأنا فرصة المكان بقرب بطل من أبطال واقعة الطف ألا هو أبو الفضل العباس عليه السلام، لكي يشعر الأخوة بالطمأنينة في حرية التفكير والتعبير والبحث والكتابة، وهذه الحرية تجعل الباحث أن ينطلق بانطلاقة قوية، وتفتح آفاقه إلى الأمام.
وأكد مرةً أخرى أن هذا المؤتمر مؤتمركم أيها الأخوة القادمون من المغرب والجزائر وليبيا ومصر وتونس وبقية الدول الأخرى وما نحن إلا ضيوف عندكم.
وبين الصافي إن المثقف العربي لا بد أن يلتقي ويجتمع ولا بد من أن تظهر الجذور العربية الإسلامية الرصينة التي يمتلكها والتي تجعل منه صاحب رسالة، وصاحب الرسالة يتحمل المشقات، ولكن كما قلنا سابقاً هم النخبة والأخرون يستمدون الطاقة والعزيمة منهم.
وفي ختام كلمته سأل الله عز وجل أن يكون هذا المؤتمر فيه حالة من الرقي كما هو عنوانه(نلتقي في رحاب العميد لنرتقي) ونحن شعرنا بالغبطة عندما أستقبلنا مجموعة من الأساتذة والعلماء.
وأعتذر السيد الصافي سلفاً من الحاضرين على أي تقصير قد يحصل ودعاهم إلى أن يقرؤوا العراق من زاويةٍ أخرى، ، لأن العراق بلد عريق في الثقافة والعلم، لكن تشويش الإعلام قد يعطي صورة أخرى، والأنسان قد يكون صورة غير الصورة الموجودة على أرض الواقع، لأنه عندما يرى تتكون عنده صورة وعندما يسمع تتكون صورة أخرى.
متمنياً أن تكثر اللقاءات في والعراق وبقية البلدان حتى تقترب المسافات والتي ما أحوجنا إليها في هذا الوقت.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: