الى

السيد الصافي: الخزين من التُّحف أضعافُ ما هو معروض في متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، ومن حقّ الناس أن تراها..

السيد الصافي
أكّد الأمينُ العام للعتبة العباسيّة المقدّسة السيد أحمد الصافي خلال الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح مؤتمر الكفيل الدوليّ الأوّل الذي أقامه متحفُ الكفيل للنفائس والمخطوطات صباح يوم الأحد (27ذي الحجّة 1436هـ) الموافق لـ(11تشرين الأوّل 2015م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات، والذي عقد تحت شعار: (الحفاظ على المورث الإنساني واجبٌ أخلاقي) "إنّ الخزين من التحف والنفائس والمخطوطات أضعاف ما هو معروض في مُتحف الكفيل للنفائس والمخطوطات ومن حقّ الناس أن تراها".

وأضاف: "إنّ الأممَ تفخر بما لديها من تراثٍ وتحاول أن تُثبت أنّها أمّة قديمة، وتحاول أن تستدلّ على ذلك بما فَعَل وكتب وعمّر وترك الأجداد، والعراق من البلدان التي شهد لها الآخرون بأنّه بلدٌ عريق في حضارته ومرّت به أطوارٌ كثيرة، لذا كان بلداً حضاريّاً قديماً يكتب ويقرأ وهو الذي كتب وغيره قرأ.

مبيّناً: "بيدنا مجموعةٌ كبيرةٌ من الآثار نحتاج إلى أن نطلّ عليها لأكثر من سببٍ لكن تجتمع في مسألتين:

المسألةُ الأولى: نريد أن نتعلّم من الحياة المشرقة من حياة السابقين، ونعرف ماذا خلّف وترك وعمل أسلافنا، حتى لا نقف وقفة المتأمّل فقط، بل نقف حتى نُكمل مسيرة الأجداد، فماذا علينا أن نفعل؟، نحتاج إلى أن نقف على آثارهم ونكمل مسيرتهم ونخلّف تركةً للأجيال القادمة.

المسألة الثانية: هناك بعض الآثار خلّفت ظلماً على هذه الكرة الأرضية، نحتاج أن نقف عندها ونستخلص منها العبرة ونبتعد عنها".

موضّحاً: "العتبة العباسية المقدّسة لها موقعٌ في نفوس المسلمين وهذا جعلها محطّ أنظار، وخلال قرونٍ زمنية تجمّعت فيها الكثير من النفائس والمخطوطات الثمينة، وللأسف الشديد لم يحالفها الحظّ أن تُعرض، بل كانت على شكل خزانةٍ لا يطّلع عليها إلّا من كان ذا حظٍّ عظيم، والأدوار السياسية في العراق كانت جاهلة لم ترحم هذا التراث الحضاريّ والفكري، ففي تسعينيات القرن الماضي وأبّان الهجمة الشرسة على عتبات كربلاء المقدّسة كانت تُحرق المخطوطات والكتب من قبل الجنود لأجل صناعة الشاي وأمثال ذلك".

وأضاف الصافي: "الآن نمرّ بأزمةٍ إنسانية في العالم من خلال فعل أوباشٍ لا علاقة لهم بالإنسانية والدين، أخذوا يدمّرون الآثار التي تصل إليها أيديهم، لذا لابُدّ لأهل الحضارة أن يدافعوا باستماتةٍ عن الجوانب الأثرية في مدنهم.

العراق نصيبه من الاهتمام قليلٌ جداً، وهو يملك قرابة الـ(20 ألف) موقع أثريّ، وهذا رقمٌ ملفت للنظر ويُمكن الاستفادة منها، وقد تعرّضت العتبةُ المقدّسة إلى إهمال نفائسها، ولم تطلها يد العناية إلّا في الفترة الأخيرة، وقد أظهرت هذه النفائس بعد ترميمها وصيانتها وفق طرقٍ علميةٍ بالتعاون مع المتحف العراقيّ إيماناً منّا بخبراتهم، وكان النتاج افتتاح هذا المتحف المتواضع في قلّة المساحة، لكن الهدف هو إخراج هذه النفائس من الخزائن ونُريها للناس.

هناك مشروعٌ مستقبليّ وهو إنشاء بنايةٍ خاصّة بالمتحف خارج أسوار العتبة العباسية المقدّسة، وقدّم عددٌ من الإخوة المهندسين خمس تصاميم لهذه البناية تتناسب مع طبيعة المتحف، على أن تحتوي على منائر لسببين، الأوّل: لتكون شاهداً يُرى من بعيد بعد أن غطّى العمرانُ الحالي العتبتين المقدّستين، والثاني: ليؤرّخ للحدود أو لمسألة الحدود العمرانية التي تمرّ بها المدينة في الوقت الحالي".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: