الى

بدء فعاليات الجلسات البحثيّة لمهرجان فتوى الدفاع المقدّس الثقافيّ..

جانب من الجلسة
انطلقت صباح اليوم الجمعة (19شعبان 1437هـ) الموافق لـ(27آيار 2016م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات الجلسة البحثيّة المنضوية ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان فتوى الدفاع المقدّس الثقافيّ الأوّل الذي يُقيمه قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبّاسية المقدّسة تحت شعار: (بمداد العلماء ودماء الشهداء نحفظ أرض الأنبياء) إحياءً للذكرى السنوية الثانية لفتوى المرجعية الدينيّة العُليا.

استُهِلَّت الجلسةُ التي شهدت حضوراً أكاديميّاً بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق لينطلق الباحثون بعدها في طرح بحوثهم التي تمحورت جميعها حول بيان دور وأهمّية الفتوى المباركة للمرجعية الدينيّة العُليا.

حيث كان البحثُ الأوّل للباحث الشيخ الدكتور أحمد الخفاجي الذي توسّم بعنوان: (الدور السياسيّ للسيد السيستاني وأثره في بناء عراق دستوري جديد) والذي بيّن فيه الحقوق السياسية التي تنظّم علاقة الفرد بالدولة التي أكّد عليها سماحة السيد السيستاني(دام ظلّه) وأهمّها حقّ الانتخاب، وإنّ تدخّل المرجعية في الحياة السياسية نابعٌ من مواقفها وحرصها الشديد على أن ينال كلّ العراقيّين حقوقهم، الذي يأتي من تفهّم المرجعيّة الرشيدة لأهمّية الدستور في حياة أيّ أمّة، كما بيّن الباحث أنّ المرجعية الدينية في النجف الأشرف مثّلت صمام أمان لعموم فئات الشعب منذ ثورة العشرين الى يومنا هذا من خلال حثّ الناس على الجهاد ومنع الفتنة الطائفية التي انتهجها بعضُ الساسة من خلال ما لمسناه في بيانات السيّد السيستاني(دام ظلّه).

جاء بعده البحث الثاني للأستاذ المساعد الدكتور علي خضير حجّي الذي قدّم بحثاً مشتركاً مع الأستاذة آلاء علي وكان بعنوان: (دور فتوى الجهاد لدى الفقهاء في إصلاح الدولة.. السيد السيستاني أنموذجاً) حاول الباحث من خلاله الربط بين فتاوى الجهاد التي انطلقت من مرجعية النجف الأشرف وفتوى الجهاد التي انطلقت من سماحة السيد السيستاني(دام ظلّه) مبيّناً كيف أنّ فتوى السيد محمد كاظم اليزدي كانت استعداداً لفتوى السيد محمد تقي الشيرازي في إعادة بناء الدولة العراقية ومقارنتها مع فتوى السيد السيستاني المسدّدة من قبل الله تعالى التي أعادت هيبة الدولة في عام (2014م) بعدما تعرّضت الى الانهيار لتُثبت أنّ مرجعية النجف هي مرجعيّةٌ رساليةٌ مستمدّة من القرآن الكريم والسنّة المطهّرة وتسديد أهل البيت(عليهم السلام).

أمّا البحث الثالث فكان للأستاذ الدكتور عماد علّو الربيعي وكان بعنوان: (دور المرجعيّة الدينيّة العُليا في بلورة استراتيجية الحشد.. قراءة عسكرية) الذي حاول فيه الباحث المزاوجة بين فتوى المرجعية الدينيّة العُليا والتوزيعات والمهامّ العسكرية من خلال التركيز على دور المرجعية الدينيّة العُليا من خلال خطب الجمعة التي ألقاها ممثّلا المرجعية في الصحن الحسينيّ الشريف ومنها الخطبة التي أعلنت فتوى الجهاد الكفائي وكيف أنّها كانت لحظةً فاصلةً تاريخيةً وذات أبعاد استراتيجية مهمة وشكّلت استجابة مهمّة قويّة وحشّدت كلّ طاقات الشعب العراقي من أجل مواجهة هجمة العصابات الإجرامية، وبيّن الباحث كيف كانت أهمّية الفتوى في تحشيد ولمّ قدرات الشعب العراقيّ من خلال تشكيل الحشد الشعبيّ في تطوير القدرات القتالية لقوّاتنا ودحر الهجمة الإرهابية.

في حين جاء البحث الرابع بعنوان: (الأبعاد الاستراتيجية في فتوى الدفاع المقدّس) للأستاذ طارق الغانمي الذي وضّح من خلاله آلية الجهاد وفق رؤية إسلامية مبنيّة على عدّة آياتٍ قرآنية وروايات من تراث أهل البيت(عليهم السلام)، بالإضافة الى بيان دور الشعب العراقيّ في تصدّيه لقوى التكفير من خلال دور المرجعية في إطلاق الفتوى المباركة التي استنهضت الهمم، كما تناول الأبعاد الاستراتيجية للفتوى وتحقيقها مبدأ التعايش السلمي بين مكوّنات الشعب العراقيّ.

جاء بعدها البحث الخامس للأستاذ عامر العامري وكان بعنوان: (قراءة في فتوى الدفاع المقدّس للإمام السيستاني) الذي بيّن فيه أنّ فتوى الدفاع المقدّس هي ثورةٌ إسلامية ونهضةٌ فكريّة قدحت الأذهان وهيّأت العقول لقضية ظهور الإمام المهديّ(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وكيف أنّ الفتوى المباركة أخمدت بوادر الفتنة الطائفية والحرب الأهلية التي كان هناك مخطّطٌ لإشعالها، كما أنّها شخّصت أخطاء مرحلة ما قبل صدورها ليكون العراق والعالم بعد ذلك أمام حقيقة ولادة الحشد الشعبيّ المقدّس الوليد الشرعيّ للفتوى والركيزة الأساسية لإنقاذ الوطن والمقدّسات الذي استطاع بالتوكّل على الله وإرادته العقائدية مسك زمام المبادرة الأمنية والعسكرية على الأرض، ولولاه ما كان هناك موطن اسمه العراق.

أمّا البحث السادس فكان للأستاذ عبد الكريم الكشفي الذي قدّم بحثاً مشتركاً مع الدكتور خالد مبارك بعنوان: (المرجعية والأمن السلميّ) الذي تناول فيه فتاوى المرجعية الجهادية بدءً من الفتوى التي أصدرها المجدّد الشيرازي عام (1890م) بخصوص ثورة (التنباك) المشهورة بالإضافة الى بيان أهمّيتها في الدفاع والحفاظ على الأوطان، كما بيّن كيف أنّ فتوى المرجعية منعت نشوب الطائفية والقومية خصوصاً خلال الهجمة الإرهابية الداعشية التي تعرّض لها العراق قبل عامين والتي كادت أن تؤدّي الى نشوب حرب أهلية.

هذا وتخلّل الجلسةَ طرحُ العديد من الأسئلة والاستفسارات والمداخلات من قبل الحاضرين التي قام الباحثون من جانبهم بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: