الى

المرجعيّة الدينيّة العُليا تخاطب المقاتلين وتقسم: لقد تحمّلتم مسؤوليّة الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته فكنتم -وأيم الله- على مستوى هذه المسؤوليّة العظيمة..

من حقّ كلّ أمّةٍ أن تفخر بأبطالها كما تفخر بشهدائها الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل الدفاع عن الوطن ولا يُمكن لأيّ أمّة أن تتغاضى عن الانتصارات التي يحقّقها أبناؤها المقاتلون في ساحات الوغى، وها هم العراقيّون اليوم يخوضون معركة العزّ والكرامة معركة الشرف دفاعاً عن الأرض والعِرْض والمقدّسات, حيث بيّن الشيخ الكربلائيّ في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (19محرّم الحرام 1438هـ) الموافق لـ(21تشرين الأوّل 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، أنّ المرتبة العظيمة التي يحملها هؤلاء المقاتلون الأبطال وبفعل هذه المبادئ العظيمة التي تجسّدت من خلال التربية الحسينيّة وصلنا الى هذا النصر، وهذه الصفات السامية البليغة العظيمة التي وصفت بها المرجعيّة الدينيّةُ العُليا هؤلاء المقاتلين الأبطال الذين علينا أن نفتخر بهم وأن نجعلهم قدوةً لنا، فهؤلاء هم عزُّنا شرفُنا وفخرُنا وهم قدوة لنا فيما يجسّدونه من هذه المبادئ العظيمة.. حيث كان ممّا جاء في خطبة الجمعة الثانية:

((أيّها الأبطال الميامين.. يا من ليس لنا من نفتخرُ بهم غيرُكم.. لقد تحمّلتم مسؤوليّة الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته في أحلك الظروف وأصعبها منذ ما يزيد على عامين، فكنتم -وأيم الله- على مستوى هذه المسؤوليّة العظيمة لم تملّوا ولم تكلّوا في القيام بمتطلّباتها، بل كلّما مضى الوقتُ ازددتُم صلابةً في عزائمكم لمواصلة القتال حتى تحقيق هذا الهدف العظيم فاسترخصتم الأرواح وبذلتم الدّماء وقدّمتم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في هذا السبيل وسطّرتم ولا زلتم تسطّرون أروع ملاحم البطولة والفداء في سوح الوغى ممّا سيُخلّدها لكم التاريخ.

ونأمل أن تكونوا قد اقتربتم من النصر النهائيّ على الإرهابيّين الدواعش بتطهير جميع الأرض العراقيّة من دنس وجودهم وإبعاد خطرهم عنها، ليعود الوطن موحّداً ويعود النازحون الى مناطقهم معزّزين مكرّمين، كما أنّنا نتطلّع الى اليوم الذي تُطوى فيه هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق المليئة بإراقة الدماء وخراب الديار وآهات الثكالى ودموع اليتامى وأنين الجرحى والمصابين، وتُفتح صفحةٌ أخرى يحلّ فيها الأمنُ والاستقرار على ربوع هذا البلد الطيّب ويتكاتف فيها الجميع من مختلف المكوّنات على بناء وطنهم بعيداً عن الإحن والأحقاد، يأخذون العبر والدروس من تجاربهم المريرة الماضية وينتبهون الى أخطائهم وخطاياهم ويتفادون تكرارها، ولا يسمحون للأجنبيّ باستغلال خلافاتهم للتدخّل في شؤونهم الداخليّة وخرق سيادة بلدهم بذرائع مختَلَقة كما يحصل اليوم.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: