الى

في رحاب شهادة الكوكب الحادي عشر من أئمّة الهدى(عليهم السلام)..

في الثامن من ربيع الأوّل تمرّ على قلوب عشّاق أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) ذكرى أليمةٌ ألا وهي شهادة النور الحادي عشر من الأنوار المحمدية الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام)، فكانت سيرته (عليه السلام) غنيّة بجميع معاني السموّ والزهد في الدنيا والإقبال على الله، وكانت من ظواهر شخصيّته الكريمة شدّة خوفه من الله عزّ وجلّ في صباه فإنّه كان لمّا ينظر الى الحطب والنار يبكي خوفاً من الله حتى يُغشى عليه، وذلك ليس بغريبٍ ولا عجيب على أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام).

كان (عليه السلام) يحظى بمقامٍ رفيعٍ عند والده الإمام علي الهادي(عليه السلام) فهو أوّل مَنْ عاصره وعرفه حقّ معرفته، فإنّه وإن حجب ولده عن الناس ولم يُطلع أحداً على مقامه الرفيع إلاّ خاصة أوليائه؛ حفظاً على بقاء نسل الإمامة، غير أنّه قال ما يعكس شيئاً من حقيقته، فنراه يعرّف ولده الحسن العسكري(عليه السلام) للفهفكي حينما سأله عن القائم مقامه قائلاً(عليه السلام): أبو محمد أنصح آل محمد غريزةً وأوثقهم حجّةً، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف، وإليه تنتهي عُرى الإمامة وأحكامها، فما كنتَ سائلي فسلْه عنه، فعنده ما يُحتاج إليه. كما اكتسب الإمام العسكريّ(عليه السلام) مقاماً رفيعاً بين علماء عصره وقالوا فيه ما يُحيّر العقول والألباب.

كانت مدّة إمامته (عليه السلام) ستّ سنوات، واشتهر بألقاب عديدة منها العسكريّ، الرفيق، الزكيّ، الفاضل، الأمين، الميمون، النقيّ، الطاهر، الناطق عن الله، المؤمن بالله، المرشد إلى الله، الصادق، الصامت، الأمين على سرّ الله.. كما اشتهر بألقاب أخرى وكان كلّ لقبٍ يمثّل صفةً بارزة من صفاته الحميدة(عليه السلام)، كالهادي والمهتدي والمضيء والشافي، والمرضيّ، والخالص، والخاصّ والتقيّ والشفيع والموفي والسخيّ والمستودع.

استُشِهدَ الإمامُ الحسنُ العسكريّ(عليه السلام) في الثامن من شهر ربيع الأوّل عام (260هـ) وكان عمرُهُ الشريف 28 عاماً، بعد أن دُسّ اليه السُمّ من قبل المعتمد العبّاسي الذي كان قد أزعجه تعظيمُ الأمّة للإمام العسكريّ وتقديمهم له على جميع الهاشميّين من علويّين وعبّاسيّين، فأجمع رأيه على الفتك به ليلتحق بالرفيق الأعلى بعد أن أدّى (عليه السلام) مسؤوليّته بشكلٍ كامل تجاه دينه وأمّة جدّه(صلّى الله عليه وآله) وولده الحجّة المنتظر(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) الذي خلفه في الإمامة وعمره آنذاك خمس سنين، وقد آتاه اللهُ الحكمةَ وفصلَ الخطاب، ودُفِن الإمامُ العسكريّ(عليه السلام) إلى جانب أبيه الإمام الهادي(عليه السلام) في سامراء.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: