الى

رمضان في ذاكرة كربلاء: الدخول بلا استئذان..

ما إن تدخل أبواب المدينة حتى تجده حديث الساعة، (متى ينتهي شهر شعبان؟ هل هذا الشهر ثلاثون يوماً أم تسعة وعشرون؟ من سترسلون الى النجف الأشرف من أجل تأكيد الرؤيا؟ وووو..) الكلّ أصبح يتداوله في حديثه، داخل البيوت, البقّالون , القصّابون والخبّازون وغيرهم من أصحاب الحرف والمهن, الرجال في المقاهي, النسوة في البيوت ومن جيران الأزقّة العتيقة, يكاد حتى الهواء من فرط لفظه وتداوله على ألسنة الناس ان يتغيّر فيصبح بطعمه , هكذا هي كربلاء بشيبها وشبابها وأطفالها كلّهم بشوق وسعادة غامرة لأداء هذه الشعيرة المباركة صياماً وصلاةً ودعاء.
حين تكون على مشارف شهر رمضان الكريم، ترى الابتسامة تزيّن ثغور الأهالي ابتهاجاً بقدومه، والتأهّب والتحضير من قبل النسوة في البيوت لاستقباله قائمٌ على قدم وساق حتى تحين لحظة ولادته وتجهر الناس برؤية هلال أول الشهر أو بقدوم الموفد للنجف الأشرف (الطارش) ببشرى رمضان.
يقول الأديب علي الخبّاز مسؤول شعبة الإعلام في العتبة العبّاسية المقدّسة الذي التجأنا اليه من أجل أن يطلعنا على ما علق بذاكرته أو ما نقل اليه فتحدّث قائلاً: "يبدو جلياً أن هذا الشهر المبارك قد يختلف في مدينة كربلاء عن باقي الشهور بميزات خاصة، ربّما لا نجدها في مدن العراق الأخرى، رمضان كربلاء القديمة كانت له بعض الخصوصيات, هذه الخصوصيات أُعيد بعضها بعد عام 2003, مثلاً كان أهالي كربلاء في رمضان يواظبون طوال شهر رمضان على حضور المجالس, وكانت هذه المجالس تقام في صحني الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) وكذلك في بعض جوامع وحسينيّات الأحياء المحيطة بمركز المدينة, لذا فإنّ أهالي كربلاء في العقود الماضية كانوا طيلة شهر رمضان يتواجدون ويواظبون على التواجد في هذه الأماكن من أجل أن ينهلوا من هذه المجالس" .