الى

نصائح لصحتك أثناء الصيام

لما كانت صحّة الجسم مطلباً أساسياً حتى يستطيع الإنسان القيام بما أمره به ربّه في هذه الأرض من عبادته عزّ وجلّ، وعمارة الأرض، وطلب العلم، ورفع الظلم، والجهاد في سبيل الله، جعل الله عزّ وجلّ كثيراً من العبادات والفرائض وقاية وعلاجاً لكثير من الأمراض والعلل التي قد يصاب بها جسم الإنسان، فكانت لنا تلك الفرائض عبادة ووقاية.
وشهر رمضان الكريم شهر عزيز على كلّ مسلم، يلتزم بصيامه وقيامه كلّ سنة، فهل هناك فوائد صحية لهذا الشهر الكريم إضافة إلى فوائده الروحيّة والاجتماعية؟.
إذا تأمّلت سوف تجد أن شهر رمضان هو نظام غذائيّ جديد يلتزم به الإنسان المسلم كلّ سنة، ويزداد تأمّلك إذا علمت أن الإنسان ليس وحده هو الذي يصوم بل إن الصوم موجود أيضا في الحيوانات، فلقد لاحظ العلماء أن كثيرا من الكائنات الحية تمر بفترة صوم اختيارية بالرغم من توافر الغذاء حولها، فمثلا من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينة كل عام، وبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الأنهار لفترة معينة بدون طعام .
حيث يمتاز الصيام بفوائد عظيمة لجسم الإنسان: كالتخلص من السموم والدهون الضارة، وتجديد خلايا الأعضاء الحيوية، وتعزيز المناعة والذاكرة وتحسين أنظمة الإحساس ووقاية جهاز المناعة؛ لأنّ الجسم في فتره الصيام يعتمد في طاقته على المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجة الجسم، فيتم تخليص الجسم من السموم المتراكمة.
ويبدأ الجسم باستهلاك الخلايا المريضة أو الهرمة المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية، ومع تناول الإفطار تتجدد بناء الخلايا الهرمة بخلايا جديدة تعطي الجسم قوة ونشاطاً وحيوية.
عند الافطار ينصح بتناول التمر والشوربة، ومن ثم الصلاة، وبعد ذلك تكملة الوجبة الأساسية، وعدم تأخير الافطار الى ساعات أطول..
لكن يفضل تناول الافطار على مرحلتين:
المرحلة الأولى: تكون بمثابة منبه بسيط للجهاز الهضمي، ويفضل أن تحتوي على مصدر سكري سريع الهضم مثل: التمر.. الخ.
إن أهمية هذه المرحلة تكمن في ازالة الشعور بالجوع، وتفيد الصائم بالتحكم في الكميات التي سيتناولها في المرحلة الثانية لإفطاره، حيث أن تناول وجبة الافطار على مرحلة واحدة حدّ الشعور بالتخمة هو عبارة عن نوع من الممارسات المغلوطة للصيام التي تتنافى مع المبادئ الغذائية الصحيحة، وأيضاً مع تعاليم السنة النبوية الشريفة والتي تؤدي الى أضرار صحية منها حدوث تلبك معوي، وعسر في الهضم، وتدهور عام في الصحة والكسل والخمول.
المرحلة الثانية: يفضل تناول الشوربة الدافئة؛ لأنها تعمل على تنبيه أعصاب المعدة، وبعدها تناول الطعام الذي يفيدك بشكل صحي.
وإليك بعض النصائح والمعلومات المفيدة:
1- الانتظام بتناولك للسوائل لتعويض ما تم فقدانه في فترات الصيام حتى لا تصاب بالإمساك.
2- عدم الاكثار من تناول السكريات او الاملاح في السحور لأنها تساعد على الشعور بالعطش
3- الاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة؛ لأنها غنية بالمياه والفيتامينات والمعادن.
4- ينصح بعدم تناول المشروبات الصناعية واستبدالها بالمشروبات الطبيعية.
5- أصحاب الثقافة الرياضية نقول لهم: إن وقت ممارسة الرياضة يكون بعد الافطار بثلاث ساعات أو أقل؛ لكي نعطي للجسم الفسحة اللازمة لممارسة كافة أعماله.
6- الابتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل خاصة عند وجبة السحور؛ لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها.
7- من الضروري أن تحتوي وجبة السحور على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش بعد ذلك.
8- تناول حبات التمر أو الرطب مهم جداً للصائم لتمده بالطاقة اللازمة؛ لاحتوائها على السكريات والماء والألياف والبروتينات والدهنيات النباتية والفيتامينات والمعادن الاخرى.
9- ينصح الخبراء بترك المعدة والأمعاء بعد تناول التمر لمدة 15 إلى 20 دقيقة لتمتص وتستخلص السكر، ليعود السكر في الجسم إلى مستواه الطبيعي، حيث يعتبر التمر مقوياً للكبد ومنجماً من الفيتامينات لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية: كالفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت والفيتامينات أ وب1 وب2 ود.. الخ.
10 - شوربة العدس لها فوائدها، حيث يُفضل تناولها بدون خبز، فالعدس أصلا يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، فهي تلين المعدة وتقلل تلبك الأمعاء وتساعد على ترطيب الجسم وغنية بالبروتين ومصدر للألياف وغنية بالمعادن مثل: الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم، وهي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
11 - ينصح بعدم تناول المشروبات شديدة البرودة او الحرارة؛ لأنها تستفز ردود فعل عصبية سلبية في المعدة، وتعوق عملية الهضم وتسبب عسره.
12- ينصح بعدم شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر والمشروبات الباردة الأخرى قبل تناول طعام الإفطار مما يربك المعدة.
13- تناول كميات منتظمة من السوائل بين فترة وأخرى خلال ساعات الليل وهو أمر في بالغ الأهمية لصحة وظائف الجسم والكلى خاصة لدى الأشخاص المسنين الذين ينسون غالباً شرب الماء والسوائل، وبالتالي يكونون أكثر عرضة لمشكلات الجفاف، وارتفاع درجة حرارة الجسم ومضاعفاتها على الكلى ووظائف الأعضاء.
14- بحسب الأبحاث، فإن الصيام يكافح الجراثيم والعدوى في جسم الانسان.
15- بعض أمراض الحساسية وحب الشباب تتزايد في الأيام العادية، ولكن أثناء الصيام يستريح الجسم منها.
16- من المشروبات الرمضانية المشهورة (التمر الهندي) حيث اكدت الدراسات على انه يحتوي على مضادات حيوية قادرة على التخلص من البكتيريا الضارة بالإنسان، ويعتبر من مضادات الحموضة، وملطف وخافض للحرارة، ومفيد للهضم، وطارد للغازات، ومنعش للجسم، وبالتالي يقلل من حالة الكسل والخمول التي تحدث بعد الإفطار، ويعمل على تخليص الدم من حموضته الزائدة، وطرد ما يحتويه من سموم.
ملاحظة:
يجب الحذر من اكتساب الوزن أيضاً؛ بسبب كثرة الولائم والتركيز على الأطعمة عالية الدهون والسكريات والسعرات الحرارية والتي تشكل جميعها حمية غذائية غير متوازنة وغير صحية، والتي تفاقم بعض الحالات المرضية المذكورة, لذا يعتبر الصيام فرصة ذهبية لفقدان الوزن والوقاية والشفاء لكثير من الامراض.