بحوث في الملل والنحل ـ الجزء الرابع ::: 361 ـ 370
(361)
    14 ـ وأخير الردود لا آخرها ـ التوحيد والشرك في القرآن الكريم ، له أيضاً ، استعرض فيه الآيات الواردة حولهما بإمعان ودقة ، وفند جميع مستمسكات الوهابيين فيه.
    ولنكتف بهذا المقدار ، وإلاّ فاردود عليها من الشيعة بألسنة مختلفة كثيرة.      « فاحتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها »
الإمام الصادق ( عليه السَّلام)



(362)
تاريخ الإمارة القبلية السعودية
الفترة الأُولى
     وقد تصدى للحكم فيها من عام 1137 إلى 1233 الأُمراء التالية أسماؤهم : 1 ـ محمد بن سعود 2 ـ عبدالعزيز بن محمد بن سعود 3 ـ سعود بن عبدالعزيز 4 ـ عبد اللّه بن سعود.

الفترة الثانية
1240 ـ 1309
    5 ـ تركي ابن أخي عبد العزيز 6 ـ مشاري بن عبدالرَّحمن 7 ـ فيصل بن تركي 8 ـ خالد بن سعود 9 ـ عبداللّه بن ثنيان 10 ـ فيصل بن تركي 11 ـ عبداللّه بن فيصل التركي 12 ـ سعود بن فيصل التركي 13 ـ عبدالرَّحمن بن فيصل.

الفترة الثالثة
1319 ـ ...
    14 ـ عبد العزيز بن عبدالرَّحمن 15 ـ سعود بن عبدالعزيز 16 ـ فيصل بن عبدالعزيز 17 ـ خالد بن عبدالعزيز 18 ـ فهد بن عبدالعزيز.
    ويعلم اللّه من سيتحكم في الديار المقدسة بعد هذا الرجل.


(363)
تاريخ الإمارة القبلية السعودية
    قد تعرفت على أنّ آل سعود وعلى رأسهم محمّد بن سعود كانوا هم الحماة لدعوة محمّد بن عبد الوهاب ، وقد تمخض عنها إبرام اتفاقية بين ابن عبد الوهاب وأمير العائلة السعودية ، وهذه الاتفاقية لا تزال باقية إلى يومنا هذا وإن تبدلت بأشكال مختلفة ، غير أن الوقوف على كيفية توسع نطاق دعوة ابن عبد الوهاب يتوقف على دراسة تاريخ حياة هذه القبيلة بعد هذه الاتفاقية ، كيف أنّهم سلّوا سيوفهم في طريق نشرها إلى حدّ خضبوا وجه الأرض بإراقة دماء الصالحين والمؤمنين ، وقتل الأطاف في حجور أُمهاتهم ، وتدمير الأبنية ، وإحراق الأشجار والنخيل ، إلى غير ذلك ممّا يكلّ البيان عن وصفه والقلم عن الإحاطة به ، والقارىء إذا استطلع ما سنذكره مؤيداً بمصادر موثقة ، يقف على أنّه لم تكن هناك رسالة دينية ولا إنسانية ، بل كانت الدعوة الوهابية واجهة وغطاء لما تربّوا عليه وألفوه في حياتهم القبلية من النهب والغارة والقتل والسفك ، وتوسيع نطاق السلطة ، إلى غير ذلك مما كانوا يمارسونه قبل قبول الدعوة الوهابية ، الّتي تركز بزعمهم على رفض الشرك وزيادة رقة الموحدين ، وكانت فكرةً اغترّ بها البسطاء وانطلت على عقولهم الساذجة ، لأنّهم كانوا يعيشون في واحات الصحاري منقطعين عن الأُمم المتحضرة ، فلأجل ذلك تمكنت الدعوة الوهابية من النفوذ إلى أذهانهم بيسر وسهولة ، فصار البدو أداة طيعة بيد الأمير وصاحب الدعوة ، فأشاعا الفساد بما أوتيا من قوة.
    إنّ تاريخ العائلة السعودية حسبما يذكره المؤرخون تتلخص في فترات ثلاث :
    الفترة الأُولى : وهي تبتدىء من عام 1137 هـ إلى 1233 هـ.
    الفترة الثانية : تبتدىء من عام 1240 هـ إلى 1309 هـ.
    الفترة الثالثة : تبتدىء من عام 1319 هـ إلى عصرنا هذا.


(364)
الفترة الأولى لحياة العائلة
    1 ـ إمارة محمد بن سعود : ( 1137 هـ ـ 1179 هـ ) .
    إنّ محمد بن سعود هو أول من صافح محمد بن عبد الوهاب و كان معه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في العام الآنف الذكر ، وقد حصل صدام بينه وبين عثمان بن معمر شيخ « العيينة » ، وقد خشي عثمان من امتداد السلطة السعودية فعقد حلفاً مع « ثرمدة » و « ابن سويط » شيخ الظفير ، ولكنه باء بالفشل واغتيل على يد الوهابيين عند خروجه من المسجد ، فانضمت « العيينة » بعد ذلك إلى الحكم السعودي ، وقد آل معمر دورهم السياسي في نجد (1).
    يقول زيني دحلان : « كان ابتداء ظهوره أمره ( ابن عبد الوهاب ) في الشرق سنة 1143 هـ ، واشتهر أمره بعد الخمسين وألف ومئة بنجد وقراها ، فتبعه وقام بنصرته أمير الدرعية محمد بن سعود ، وجعل ذلك وسيلة إلى اتساع ملكه ونفاذ أمره ، فأحمل أهل « الدرعية » على متابعة محمد بن عبدالوهاب فيما يقول ، فتبعه أهل « الدرعية » وما حولها ، ومازال يطيعه على ذلك كثير من أحياء العرب ، حي بعد حي ، وقبيلة بعد قبيلة ، حتّى قوي امره فخافته البادية ، فكان يقول لهم إنما أدعوكم إلى التوحيد ، وترك الشبرك باللّه ، ويزين لهم القول وهم بَواد في غاية الجهل لا يعرفون شيئاً من أُمور الدين ، فاستحسنوا ما جاءهم به ، وكان يقول لهم إنّي أدعوكم إلى الدين ، وجميع من هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق ومن قتل مشركاً فله الجنة ، فتابعوه وصارت نفوسهم بهذا القول مطمئنة ، وكان محمد بن عبدالوهاب بينهم كالنبي في أمته ، لا يتركون شيئاً مما يقول ، والذا قتلوا إنساناً أخذوا ماله وأعطوا الأمير محمد بن سعود الخمس ، واقتسموا الباقي ، وكانوا يمشون حينما مشى ، ويأتمرون له بما شاء ، والأمير محمد بن سعود ينفذ كل ما يقول ، حتّى اتسع له الملك.
1 ـ أبو عليه ، عبدالفتاح : محاضرات في تاريخ الدولة السعودية ، ص 16.

(365)
البعثة الوهابية إلى مكة
    تولى ولاية مكة الشريف مسعود من عام 1146 إلى عام وفاته 1165 هـ ، وقد أرسل محمد بن سعود عندما استحفل أمر محمد بن عبدالوهاب ثلاثين عالماً إلى مكة يستأذنونه في الحج ، ولكن كان هدفهم هو الدعوة إلى الوهابية ونشرها في أوساط أهل الحرمين ، وقد كان أهلهما قد سمعوا بظهورهم في نجد وإفسادهم عقائد البوادي ، ولم يعرفوا حقيقتهم بعد عن كثب ، فلما وصلت بعثته أمر الشريف مسعود أن يناظرهم علماء الحرمين ، فإذا بهم فوجئوا بعقائد غريبة ، فأقاموا عليهم الحجة والبرهان ، فقبض على جماعة منهم ، بينما فرّ بجلدته البعض الآخر (1).

الصدام مع حاكم الرياض
    كان دهام بن دواس حاكماً على الرياض ، وكان من ألد الأعداء للدعوة الوهابية ، وقد دامت الحروب بين الرياض والدرعية زهاء سبعة وعشرين عاماً على الرغم من قرب المسافة بينهما ، وكانت سجالا ، فلم تمرّ سنة إلاّ وقعت فيها غزوة بين البلدين ، وفي إحدى هذه الهجمات قتل ولدا محمد بن سعود ، أعني فيصلا وسعوداً (2).
    وظل أمير الرياض المنافس الرئيسي لمحمد بن سعود ، وكانت الغزوات بين الدرعية والرياض تدور رحاها كل عام تقريباً.
    ففي عام 1178 هـ اتفق أبناء « يام » من أهالي نجران وقبيلتي العجمان و « بني خالد » وتحالفوا على سحق محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب.
    فقد تحالف بنو يام على أن يسيروا من نجران بقيادة السيد حسن بن هبة اللّه ، وأن يسير بنو خالد والعجمان من الأحساء بقيادة حاكمها آنذاك باسم الخالدي ، وتواعد الجميع على الزحف على الدرعية ، فصارت جموع من
1 ـ الدرر السنية ، ص 43 ـ بتصرف.
2 ـ أبو علية ، عبدالفتاح : محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى ، ص 19 ـ 20.


(366)
نجران والأحساء ، ولكن قائد نجران قد وصل إلى ضواحي « الدرعية » قبل وصول العجمان وبني خالد ، وبوحدتهم تمكنوا من سحق الجند السعودي واختفى محمد بن سعود ، وكاد ينتهي أظلم حكم دخيل عرفته شبه الجزيرة العربية على أيدي أهالي نجران الأبطال ، لو لم يلجأ محمد بن عبدالوهاب إلى المكر والخداع ، فقد رفع راية الصلح على أن يقف أهالي نجران عند حدهم ويمتنعوا من دخول « الدرعية » ، وأنّ يسلّموا ما تحت أيديهم من الأسرى السعوديين ، ويتعهد كل من محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود بدفع عشرة آلاف جنيه ذهب كتعويض لأهالي نجران عن رحتلهم هذه ، وأن لا يتعدى محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب حدود « الدرعية » ، وبهذا شهد محمد بن عبدالوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران.
    ولما وصلت قوات الخالدي المسلحة بالمدافع إلى ضواحي « الدرعية » ، وكان قد انضمّ إليها الكثير من النجديين فوجئوا بهذا الصلح ، والقبوله تمشياً مع ما اتّخذه أبناء عمهم من أبناء نجران ، ولم يكن سبب فشلها الاّ التصرفات الفردية للشيخ حسن بن هبة اللّه ، وإلاّ لقضي على الوجود السعودي في ذلك الوقت ، وقد كان عنف الهجوم وإيجاد الرعب على حد أُصيب محمد بن سعود بإسهال ، ومرض مرضاً شديدياً من جزاء ما انتابه من رعب شديد حينما شاهد أنّ أبناء يام يحاصرون « الدرعية » ، بعد سحقهم للجند السعودي ، وقد تسبب ذلك هلاك محمد بن سعود من جراء المرض الّذي أصابه من ذلك الحادث ، ومات عام 1179 هـ (1).

2 ـ عبدالعزيز بن محمد بن سعود ( 1179 ـ 1218 هـ )
    اختار محمّد بن سعود ولده عبدالعزيز وليّاً للعهد من بعده ، باقتراح من محمد بن عبدالوهاب ، فكان أول أمير يبايع بولاية العهد من السعوديين ، ومنذ ذلك الحين أصبحت الإمارة تنتقل بالمبايعة بولاية العهد ، تماماً كما فعل
1 ـ ناصر السعيد : تاريخ آل سعود ، ص 30.

(367)
معاوية مع ولده يزيد ، وهذه واحدة من بدع الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وقد تزوج عبدالعزيز ابنة محمد بن عبدالوهاب ، وامتزج النسب بعضه ببعض أكثر من ذي قبل (1).
    ولم تكن سيرة عبدالعزيز خيراً من سيرة أبيه بل شرّاً منه ، وقد نجمت في عهده حروب دامية سفكت فيها دماء الأبرياء بما يتجاوز حد الوصف ، وإن كنت في شك مما نقول فعليك بقراءة ما أسجله لك من وثائق موثقة :

احتلال الأحساء عام 1207 هـ
    تشكل الأحساء وسواحلها وموانئها جزءاً من البلاد المطلة على الخليج ، والّتي يتنازع عليها العثمانيون وولاة العراق ومصر.
    كانت الأحساء في القرن الثاني عشر ( 1100 ـ 1200 ) تخضع لنفوذ قبائل بني خالد ، وهي قبائل نجدية كبيرة منتشرة على شاطىء الخليج تحت حكم شيخهم محمد آل حميد ، الّذي أنذر عثمان بن معمر شيخ العيينة بطرد محمد بن عبد الوهاب من قريته ، لما أساءت تعاليمه إلى القرى المجاورة ، وكان ذلك من أسباب العداء بين بني خالد وآل سعود ، بالإضافة إلى رغبة هؤلاء في التوسع ، وأدى ذلك إلى سقوط الأحساء في يد الوهابيين عام 1785 م « حوالي 1207 هـ ».
    وفي خريف 1703 م « حوالي 1215 هـ » توجه سعود بن عبدالعزيز مع قوات كبيرة إلى الأحساء ، ونهبت قواته البدوية كل ما صادفته في طريقها ، وقتلت دون رحمة كل من أبدى مقاومة ، ودمرت بساتين النخيل واستأثرت بمحاصيل التمور ، ورعت الماشية في الحقول ، وأعربت الأحساء كلها عن خضوعها لهم ، وعيّن براك بن عبدالمحسن أميراً للأحساء (2) ولكنه حاول في ربيع 1796 م أن يتخلص من سلطة الوهابيين ، ولكنه اطّلع عليه سعود بن عبدالعزيز
1 ـ المصدرالسابق ، ص 30.
2 ـ ابن غنام : تاريخ نجد ، ج 2 ص 158 ـ 166.


(368)
فجاء بجيش قوي إلى الأحساء وقمع الحركة فيها من جديد (1).
    يقول ابن بشر في كيفية إخضاع الأحساء : فلما أصبح الإصباح رحل سعود بعد صلاة الصبح ، فلما استووا على ظهور ركائبهم وقربوا من الأحساء ، أطلقوا رصاص بنادقهم دفعة واحدة ، فاسقط الكثير من النساء الحوامل ما في بطونهم لهول الموقف ، فاحتلها ، ثم نزل سعود فأمرهم بالخروج إليه ، فخرج فأقام هناك مدة أشهر يقتل من أراد قتله ، يجلي من أراد إجلاءه ، ويحبس من أراد حبسه ، ويأخذ من الأموال ، يهدم من المحالّ ، ويبني ثغوراً ويهدم دوراً ، وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم ، وذلك لما تكرر منهم من نقض العهد ومنابذة المسلمين وأكثر فيها القتل ( إلى أن يقول ) فلما أراد ابن سعود الرحيل من الأحساء أمسك عدة رجال من رؤساء أهلها ... فاستقدمهم إلى « الدرعية » وأسكنهم فيها ، واستعمل في الأحساء أميراً باسم ( ناجم ) وهو رجل منهم (2).

تدمير كربلاء والتصفية الجسدية
    وفي سنة 1216 هـ جهز سعود بن عبد العزيز بن محمد جيشاً جراراً من أعراب نجد ، وغزا به العراق ، وحاصر كربلاء ثم دخلها عنوة ، وأعمل في أهلها السيف ، ولم ينج منهم إلاّ من فرّ هارباً ، أو اختفى في مخبأ من حطب ونحوه فلم يعثروا عليه ، وهدم قبر الحسين( عليه السَّلام ) واقتلع الشباك الموضوع على القبر الشريف ، ونهب جميع ما في خزانة المشهد ، ولم يرع لرسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) ولا لذريته أدنى حرمة ، وجدد بجريمته النكراء مأساة واقعة كربلاء ويوم الحرة ، وجرائم بني أُمية وبني العباس.
    ويتناول كوران سيز وصف تلك الواقعة بقوله :
    وقد جرت العادة أن يحتفل الشيعة كل عام بعيد الغدير في يوم الغدير في
1 ـ ابن غنام : تاريخ نجد : ج 2 ص 174 ـ 175.
2 ـ نفس المصدر : ج 2 ، ص 174 ـ 175 ـ ابن بشر : عنوان المجد ، ج 1 ، ص 105 ـ 106.


(369)
النجف الأشرف ، فخرج أهالي كربلاء من بلدتهم ، فانتهز الوهابيون فرصة غيابهم عن البلدة واقتحموها ، وهم حوالي اثني عشر ألف جندي ، ولم يكن في البلدة إلاّ عدد قليل من الرجال المستضعفين ، قتلهم الوهابيون ولم يبقوا أحداً منهم حيّاً ، ويقدر عدد الضحايا خلال يوم واحد بثلاثة آلاف ، وأمّا السلب فكان فوق الوصف ، ويقال إنّ مائتي بعير حملت فوق طاقاتها بالمنهوبات الثمينة ، فقد استولى الوهابيون على كل الكنوز والأموال ، وجردوا القبة من صفائح النحاس المطلية بالذهب (1).
    وقال « فيلبي » في تاريخ نجد : اقتحم سعود بجيش أبيه كربلاء ، وبعد حصار قصير أعمل السيف في رقاب أهلها ، ودمر ضريح الحسين ( عليه السَّلام ) ، ونهب المجوهرات الّتي كانت تغطي الضريح ، وجمع كل شيء ذا قيمة في المدينة ...
    والحق أن يقال إنّ عمله هذا هزّ العالم كله ، فضلا عن الشيعة ، فقد كان منعطفاً تاريخياً للثورة على الوهابيين ، كما أدّى فيما بعد إلى عواقب وخيمة على سلطة هذه الإمارة الضالة (2).
    ويقول العلاّمة السيد جواد العاملي مؤلف مفتاح الكرامة :
     « ... فأغار سعود بن عبدالعزيز في سنة 1216 هـ على مشهد الحسين( عليه السَّلام ) وقتل الرجال والأطفال ، وأخذ الأموال ، وعاث بالحضرة المقدسة ، وخرب بنيانها وهدم أركانها ، ثم إنّه بعد ذلك استولى على مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وفعل بالبقيع ما فعل ، ولم يستثن من ذلك إلاّ قبر النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) » (3).
1 ـ الدكتور منير العجلاني : تاريخ البلاد العربية ، ص 126 ـ 127.
2 ـ فيلبي : تاريخ نجد ، ص 99.
وهذا الكاتب ، أعني فيلبي كان رجلا إنكليزياً باسم « سنت جون فيلبي » فقد أظهر الإسلام وأقام مدة مديدة في نجد ، وكان له علاقة وطيدة مع السعوديين ثم توترت علاقته معهم بسبب تسجيله هذه الحوادث التاريخية المريرة الّتي أصبحت وصمة عار في جبين الأسرة السعودية إلى الأبد.
3 ـ العاملي ، السيد جواد : مفتاح الكرامة ، ج 5 ص 512.


(370)
    كان تدمير كربلاء أفدح هزيمة مني بها سليمان باشا والي بغداد ، مما زاد في تدهور وضع الوالي.

احتلال الطائف عام 1217 هـ
    قال الجبرتي : في أواخر سنة 1217 هـ أغار الوهابيون على الحجاز ، فلما قاربوا الطائف خرج إليهم الشريف غالب فهزموه ، فرجع إلى الطائف وأحرقت داره وهرب إلى مكة ، فحاربوا الطائف ثلاثة أيام حتّى دخلوها عنوة ، وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال ، وهذا دأبهم في من يحاربهم ، وهدموا قبة ابن عباس في الطائف (1).
    يقول زيني دحلان : فدخلوا البلد عنوة في ذي القعدة سنة 1217 هـ فقتلوا الناس قتلا عاماً حتّى الأطفال ، وكانوا يذبحون الطفل الرضيع على صدر اُمه ، وكان جماعة من أهل الطائف خرجوا قبل ذلك هاربين ، فأدركتهم الخيل وقتلت أكثرهم ، وفتشوا على من توارى في البيوت وقتلوه ، وقتلوا من في المساجد ـ إلى أن قال ـ : وصارت الأعراب تدخل كل يوم إلى الطائف وتنقل المنهوبات إلى الخارج حتّى صارت كأمثال الجبال ، فأعطوا خمسها للأمير واقتسموا الباقي ، ونشروا المصاحف وكتب الحديث والفقه والنحو في الأزقة ، وأخبروا أن الأموال مدفونة في المخابىء فحفروا في موضع فوجدوا فيه مالا ، وعندها حفروا جميع بيوت البلد حتّى بيوت الخلاء والبالوعات.

استيلاء الوهابيين على مكة في سنة 1218 هـ
    عزم الوهابيون في سنة 1217 هـ على الاستيلاء على مكة المكرمة وإخضاعها لسيطرتهم ونفوذهم ، فأعدّوا العدة وحشدوا الحشود المكثفة لذلك في أول الأشهر الحرم ، فشاع خبرهم في الآفاق وبلغ مسامع الناس وهم في موسم الحج ، وقد كان ممن حج في ذلك العام ، إمام مسقط : سلطان بن سعيد ونقباء وأمراء حجيج مصر والشام وغيرهما ، فاستنجد بهم الشريف غالب
1 ـ غالب محمد أديب : أخبار الحجاز ونجد في تاريخ الجبرتي ، ص 93.
بحوث في الملل والنحل ـ الجزء الرابع ::: فهرس