بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: 51 ـ 60
(51)
وفي يوم خم رقى منبراً فأمنحه إمرة المؤمنين وفي كفّه كفّه معلناً وقال : فمن كنت مولى له وبلّغ والصحب لم ترحل من اللّه مستخلف المنحل ينادي بأمر العزيز العلي علي له اليوم نعم الولي (1)
    شبهتان واهيتان :
    وقد توالى فهم الاُدباء والعلماء على ذلك في طيّات القرون عبر النظم والنثر.
    غير أنّ هناك لفيفاً من الناس ممّن يعاند الحقيقة ولا يرضى بقبولها ، أبدى شبهتين ضعيفتين نذكرهما على وجه الإجمال :

    الشبهة الاُولى :
    إنّ المولى يراد به معان مختلفة فمنها ، المحبّ والناصر ، فمن أين علم أنّ المراد بها المتولّي والمالك للأمر والأولى بالتصرّف ؟
    يلاحظ عليه : أنّ لفظ المولى ليس له إلاّ معنى واحد وهو: الأولى. قال سبحانه : ( فَالْيَوْمَ لا يُؤخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَ لاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُم النَّارُ هِي مَوْلاكُمْ وَبِئسَ المَصير ) (2) وقد فسّره غير واحد من المفسّرين بأنّ المراد أنّ النار أولى بكم ، غير أنّ الذي يجب التركيز عليه هوأنّ الاُولى هوالمعنى الوحيد للمولى
1 ـ والقصيدة تربوعلى 66 بيتا ، نقل قسماً منها ابن أبي الحديد في شرحه 10 / 56 ـ 57 ونقلها برمتها الأميني في الغدير 2 / 115 ـ 117.
2 ـ الحديد / 15.


(52)
وانّ كلّما ذكر من المعاني المختلفة له إنّما هي من موارد استعماله ومتعلّقاته ، فقد ذكروا له من المعاني سبعة وعشرين معنى ، خلطوا فيها المتعلّق بالمعنى ، ومورد الاستعمال بالموضوع له ، فقد قيل إنّ من معانيه الرب ، والعم ، والمعتق ، والعبد ، والمالك ، والتابع ، والمحب ، والناصر وكلّها متعلّقات للمعنى ، وليس له إلاّ معنى واحد وهوالجامع لهاتيك المعاني جمعاء ، ومأخوذ في كل منها بنوع من العناية ، ولم يطلق لفظ المولى على شيء منها إلاّ بمناسبة.
    1 ـ فالربّ سبحانه هوأولى بخلقه من أي قاهر عليهم ، خلق العالمين كما شاءت حكمته يتصرّف فيه بمشيئته.
    2 ـ والعم أولى الناس بكلاءة ابن أخيه والعطف عليه وهوالقائم مقام والده الذي كان أولى به.
    3 ـ و« المعتِق » أولى بالتفضّل على من أعتقه ، كما أنّ المعتق أولى بأن يعرف جميل من أعتقه عليه.
    4 ـ والمالك أولى بالتصرّف في ماله وكلاءة مماليكه.
    5 ـ والتابع أولى بمناصرة متبوعه ممّن لا يتبعه.
    6 ـ والمحب والناصر أولى بالدفاع عمّن أحبّه أوالتزم بنصرته.
    فإذن ليس للمولى إلاّ معنى واحد ، وتختلف هذه الأولوية بحسب الاستعمال في الموارد المختلفة.

    الشبهة الثانية :
    المراد أنّه أولى بالإمامة مآلاً وإلاّ كان هوالإمام مع وجود النبي ولا تعرض فيه لوقت المآل ، فكان المراد حين يوجد عقد البيعة له ، فلا ينافي حينئذ تقديم الأئمّة


(53)
الثلاثة عليه (1).
    وهذه الشبهة من الوهن بمكان ، وذلك لأنّه لا يجتمع مع حكمة المتكلّم وبلاغته ولا مع شيء من أفعاله العظيمة وأقواله الجسيمة ، وهويستلزم أن لا تعم ولايته جميع الناس والحضّار ، فيخرج عن ولايته الخلفاء الثلاثة ، مع أنّ الشيخين ـ حينما سمعا قول رسول اللّه ـ قالا له : بخ بخ لك يا علي ، أمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (2).

    حصيلة البحث :
    إنّ من سبر غضون السير والتواريخ يقف على أنّ النبي الأكرم لم يبرح يدعوالناس إلى علي بالتصريح تارة ، والاشارة اُخرى من بدء الدعوة إلى ختامها. فتارة يعرّفة بأنّه خليفته ووصيّه ووزيره ، واُخرى بأنّ منزلته منه منزلة هارون من موسى ، وأنّ له كل المناصب الثابتة لهارون إلاّ منصب واحد وهوالنبوّة ، والدليل على ذلك هوالاستثناء « إلاّ أنّه لا نبي بعدي » وقد كان هارون وزيراً لموسى وشريكاً له في النبوّة قال سبحانه : ( وَ أَخِى هَارُونُ هُوَ أفْصَحُ مِنِّى لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِى إِِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنا أَنتَُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الغَالِبُونَ ) (3) وقال سبحانه حاكياً عن موسى : ( وَاجْعَل لِى وَزيراً مِنْ أَهْلِى * هَارُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنْتَ
1 ـ الصواعق المحرقة 44.
2 ـ مسند أحمد 4 / 281.
3 ـ القصص / 34 ـ 35.


(54)
بِنا بَصيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى ) (1).
    وثالثة ينصبه قائداً وإماماً في هواء حار وأرض جافة في محتشد عظيم مبتدئاً كلامه بما يرجع إلى اُصول الدين من أخذ الشهادة من الناس على ولاية اللّه وولاية الرسول ثم يأخذ بيد علي وهوعلى المنبر محرّكاً شعور الحاضرين وليشد القلوب نحوعلي ويقول : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ».
    ودلالة هذه الأحاديث على خلافة من عيّنه الرسول على وجه لا ينكره إلاّ مكابر ولا يردّه إلاّ معاند ، وكفانا في الموضوع ما ألّفه أصحابنا حول هذه الأحاديث الثلاثة.

    مرجعية أهل البيت الفكرية بعد الرسول :
    دلّت الأحاديث السابقة على أنّ الزعامة السياسية والخلافة بعد الرسول تتمثّل في علي وعترته ، وهناك أحاديث متوفّرة تسوقنا إلى مرجعيتهم الفكرية وأنّهم الأئمة والأوصياء بعد الرسول وأنّه لابدّ للمسلم أن يرجع إليهم في دينه ، ويأخذ عنهم اُصوله وفروعه ، وأنّ النبي الأكرم جعلهم المفزع بعده ، والعترة والكتاب توأمان لايفترقان ، وإليك بعض ما ورد عن الرسول في المقام :

    4 ـ حديث الثقلين :
    إنّ النبي الأكرم أيقظ الغافلين وبيّن مرجع الاُمّة بعد رحلته بهتافه الدوي وقال : « يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي
1 ـ طه / 29 ـ 36.

(55)
أهل بيتي » (1).
    وقال : « إنّي تركت ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).
    وقال : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).
    وقال ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (4).
    وقال : « إنّي اُوشك أن اُدعى فاُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّوجلّ وعترتي ، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (5).
    وقال في منصرفه من حجّة الوداع ونزوله غدير خم : « كأنّي دعيت فاجبت ، انّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (6).
1 ـ كنز العمال 1 / 44 ، أخرجه الترمذي والنسائي عن جابر.
2 ـ كنز العمال 1 / 44 ، أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم.
3 ـ مسند أحمد 5 / 182 ، 189.
4 ـ المستدرك للحاكم 3 / 148.
5 ـ مسند أحمد 3 / 17 ـ 26 ، أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري.
6 ـ المستدرك للحاكم 3 / 109 ، أخرجه من حديث زيد بن أرقم.


(56)
    5 ـ حديث السفينة :
    إنّ النبي الأكرم يشبّه أهل بيته بسفينة نوح ويقول : « ألا انّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق » (1). وفي حديث آخر يقول : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلّف عنها غرق ، و انّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له » (2) وفي حديث ثالث : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس » (3).
    ومن المعلوم أنّ المراد ليس جميع أهل بيته على سبيل الاستغراق لأنّ هذه المنزلة ليست إلاّ لحجج اللّه ولفيف من أهل بيته ، وقد فهمه ابن حجر وقال : يحتمل أنّ المراد بأهل البيت الذين هم أمان ، علماؤهم ، لأنّهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ، والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ، ـ وقال في مقام آخر ـ انّه قيل لرسول اللّه : « ما بقاء الناس بعدهم ؟ » قال : « بقاء الحمار إذا كسر صلبه » (4).
    والمراد من تشبيههم ( عليهم السلام ) بسفينة نوح : أنّ من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه واُصوله عن أئمّتهم الميامين نجا من عذاب اللّه ، ومن تخلّف عنهم كمن أوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر اللّه غير أنّ ذاك غرق في الماء ، وهذا غرق في الحميم.
    والوجه في تشبيههم بباب حطة هوأنّ اللّه تعالى جعل ذلك الباب مظهراً من مظاهر التواضع لجلاله ، والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سبباً للمغفرة ، وقد جعل انقياد
1 ـ مستدرك الحاكم بسنده إلى أبي ذر 3 / 151.
2 ـ الأربعون حديثاً للنبهاني 216 ، نقله عن الطبراني في الأوسط.
3 ـ مستدرك الحاكم بسنده إلى ابن عباس 3 / 149.
4 ـ الصواعق لابن حجر ( الباب الحادي عشر ) : 91 ، 142.


(57)
هذه الاُمّة لأهل بيت نبيّها وأتباعهم ، مظهراً من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سبباً للمغفرة.
    ثمّ إنّ ابن حجر قد أوضح حقيقة التشبيه في كلامه وقال : « ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبّهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرّفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعيم ، وهلك في مفاوز الطغيان ـ إلى أن قال : ـ وبباب حطة ـ يعني ووجه تشبيههم بباب حطة ـ انّ اللّه جعل دخول ذلك الباب الذي هوباب أريحا أوبيت المقدس مع التواضع والاستغفار سبباً للمغفرة ، وجعل لهذه الاُمّة مودّة أهل البيت سبباً لها » (1).
    وفي هذه الأحاديث الخمسة غنى وكفاية لطلاّب الحق.

    الائمّة الاثنا عشر في حديث الرسول :
    إنّ هناك روايات تحدّد وتعيّن عدد الأئمّة بعد الرسول ، وإن لم تذكر أسماءهم ، ولكنّها تذكر سماتهم وهذه هي أحاديث الأئمة الاثني عشر رواها أصحاب الصحاح والمسانيد نذكرها إكمالاً للبحث ، وهي على وجه لا ينطبق إلاّ على من عيّنهم الرسول ووصفهم بالخلافة والزعامة ، ولذلك نذكرها في عداد أدلّة التنصيص على الخلافة. والإمعان فيها يرشد القارىء إلى الحق ، ويأخذ بيده حتّى يرسي مركبه على شاطىء الأمان والحقيقة.
1 ـ لاحظ الصواعق ( الباب الحادي عشر ) : 91 ، وقد علّق سيّدنا الإمام شرف الدين على كلام ابن حجر وقال : قل لي لماذا لم يأخذ بهدي أئمّتهم في شيء من فروع الدين وعقائده ، ولا شيء من اُصول الفقه وقواعده ، ولا شيء من علوم السنّة والكتاب ، ولا في شيء من الأخلاق والسلوك والآداب فلماذا تخلّف عنهم فأغرق نفسه في بحار كفر النعم ، وأهلكها في مفاوز الطغيان ( المراجعات 25 ).

(58)
    ويطيب لي أن أذكر مجموع هذه النصوص فإنّها تؤكّد بعضها بعضاً وإليك البيان :

    الائمة الاثنا عشر :
    1 ـ روى البخاري عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول اللّه يقول : « يكون اثنا عشر أميرا » فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : أنّه قال : « كلّهم من قريش » (1).
    2 ـ روى مسلم عنه أيضاً قال : دخلت مع أبي على النبي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) فسمعته يقول : « إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة » قال ثمّ تكلّم بكلام خفي عليّ ، قال فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : « كلّهم من قريش ».
    3 ـ وروى مسلم عنه أيضاً قال : سمعت النبي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) يقول : « لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً » ثمّ تكلّم النبي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي : ماذا قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) ؟فقال : « كلّهم من قريش ».
    4 ـ وروى عنه أيضاً نفس الحديث إلاّ أنّه لم يذكر : « لا يزال أمر الناس ماضياً ».
    5 ـ وروى مسلم عنه أيضاً يقول : سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) يقول : « لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة » ثمّ قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : « كلّهم من قريش » (2).
1 ـ صحيح البخاري 9 / 101 ، كتاب الأحكام ، الباب 51 ( باب الاستخلاف ).
2 ـ صحيح مسلم 6 / 3.


(59)
    6 ـ وروى مسلم عنه ايضاً قال : انطلقت إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) ومعي أبي فسمعته يقول : « لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة » فقال كلمة صمَّنيها الناس ، فقلت لأبي : ما قال ؟ ، قال : « كلّهم من قريش ».
    7 ـ وروى مسلم عنه أيضاً قال : سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : « لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة أويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (1).
    8 ـ روى أبوداود عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول اللّه يقول : « لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر » فكبّر الناس وضجّوا ، ثمّ قال كلمة ، خفيت ، قلت لأبي : يا أبه ما قال ؟ قال : « كلّهم من قريش » (2).
    9 ـ روى الترمذي عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه : « يكون من بعدي اثنا عشر أميراً » ثمّ تكلّم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني ، فقال : قال : « كلّهم من قريش » قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن جابر ، ثمّ ذكر طريقاً آخر إلى جابر (3).
    10 ـ روى أحمد في مسنده عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي يقول : « يكون لهذه الاُمّة اثناعشر خليفة » ورواه عن 34 طريقاً (4).
    11 ـ روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب معرفة الصحابة عن عون بن جحيفة عن أبيه قال : كنت مع عمّي عند النبي فقال : « لا يزال أمر اُمّتي
1 ـ صحيح مسلم 6 / 3 ـ 4.
2 ـ صحيح أبي داود 2 ، كتاب المهدي 207 ( طبع مصر ) وروى أيضاً نحوه بطريقين آخرين.
3 ـ صحيح الترمذي 2 / 45 ( طبع عام 1342 ).
4 ـ مسند أحمد 5 / 86 ـ 108.


(60)
صالحاً حتّى يمضي اثنا عشر خليفة » ثمّ قال كلمة وخفض بها صوته ، فقلت لعمّي ـ وكان أمامي ـ : ما قال يا عم ؟ قال : قال : « كلّهم من قريش » (1).
    12 ـ وروى أيضاً بسنده عن جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر قال : كنت عند رسول اللّه فسمعته يقول : « لا يزال أمر هذه الاُمّة ظاهراً حتى يقوم اثناعشر خليفة » و قال كلمة خفيت عليّ و كان أبي أدنى إليه مجلساً منّي فقلت : ما قال ؟ فقال « كلّهم من قريش »(2).
    ونحن نكتفي في حديث « الأئمة الاثنا عشر » بالأحاديث الاثنا عشر ولا نتجاوز عنها تيمّناً وتبرّكاً ، ورواه كثير من أعلام الاُمّة في مجامعهم الحديثية والتاريخية.
    1 ـ رواه أحمد بسنده عن مسروق قال : كنّا جلوساً عند عبداللّه بن مسعود وهويقرئنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبدالرحمان هم سألتم رسول اللّه كم يملك هذه الاُمّة من خليفة ؟ فقال عبداللّه بن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثمّ قال : نعم ، ولقد سألنا رسول اللّه فقال : « اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل (3).
    2 ـ رواه الخطيب في تاريخه بسند عن جابر بن سمرة (4).
    3 ـ وقال المتّقي الهندي في منتخب كنز العمّال : يملك هذه الاُمّة اثناعشر خليفة كعدد نقباء بني إسرائيل ، وأخرجه عن أحمد والطبراني في المعجم الكبير ، والحاكم في المستدرك (5).
1 ـ المستدرك على الصحيحين ( كتاب معرفة الصحابة ) 3 / 617 ـ 618 ( طبع الهند ).
2 ـ المصدر نفسه.
3 ـ مسند أحمد 1 / 398.
4 ـ تاريخ بفداد 14 / 353 برقم 7673.
5 ـ منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد 5 / 312.
بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: فهرس