المحسن السبط ::: 601 ـ 610
(601)
وزارت المرحوم ا لعلاّمة الكبير الشيخ السماوي ( رحمه الله ) ، فاشترت منه مجموعة نادرة من كتبه كان منها نسخة كتاب العين على ما ببالي.
     ج ـ ومن ذلك ما جاء في الحديث عن مُؤَرِّج السدوسي في صفحة 18 من المقدمة ، فذكر المحقق له أربعة كتب سمّاها وقال : ( وله كتب اُخرى غيرها لم يصلنا منها شيء ).
     وهذا أيضاً من غرائبه ، إذ لم يعلم بوجود ( كتاب الأمثال ) لمؤرّج السدوسي في مكتبة الاسكوريال ، كما فاته التنبيه على ذكر كتاب في نسب قريش لمؤرّج المطبوع باسم ( حذف من نسب قريش ) حققه الدكتور صلاح الدين المنجّد ، وطبعه سنة 1960 م.
     د ـ ومن ذلك ما يتعلق بترجمة ابن قتيبة ، فقد ذكر تلاميذه ، وفاته ذكر موسى بن جميل الذي روى كتاب المعارف عن مؤلفه ابن قتيبة ، ورواه عنه محمد بن شبل وآخرون ، بتفاوت النقل عنه ، كما مرت الإشارة إلى ذلك باقتضاب.
     ه ـ جاء في ص 211 من الكتاب مايلي : ( بنات علي ( رضي الله عنه ) ، فأما زينب الكبرى ... وأمّا اُم كلثوم الكبرى وهي بنت فاطمة ، فكانت عند عمر بن الخطاب ، وولدت له أولاداً قد ذكرناهم ، فلما قتل عمر تزوجها جعفر بن أبي طالب فماتت عنه ).
     وهذه طامة ما بعدها من طامة ، وغلط فاحش لا يمكن الاعتذار عنه بوجه ، حيث لم يتفطن إلى ان جعفر بن أبي طالب هو عم اُم كلثوم ، فكيف يصح القول انّه تزوجها ( ؟ ) وأيّ مسلم تخفى عليه آية التحريم : « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ ... » الآية (1).
1 ـ النساء : 23.

(602)
ولما كانت اُم كلثوم قد تزوجها بعد عمر ابن عمها محمد بن جعفر بن أبي طالب ، فاحتملنا أن يكون هناك سقط مطبعي ، فلاحظنا جدول التصحيح في آخر الكتاب ، فلم نجد التنبيه عليه ، وهذا أيضاً عجيب غريب.
     و ـ جاء في ص 213 من الكتاب ( وقَتَلَ إبراهيم بـ ( باخمرا ) على ستة عشر فرسخاً من الكوفة ).
     هكذا ورد النص في المتن بإعراب ( قَتَل ) مبني للمعلوم ، بينما الصحيح ( قُتِل ) مبني للمجهول ، وليس هذا بشيء إذا ما قيس إلى ما جاء في تعليق المحقق العكاشي على كلمة باخمرا فقال : ( ط ، هـ ، و ( بباجمرا ) وهو موضع دون تكريت ، وانظر معجم البلدان ).
     أقول : وهذا منه بمنتهى الغرابة ، إذ انّ المؤلف ـ ابن قتيبة ـ قد حدّد موضع باخمرا على ستة عشر فرسخاً من الكوفة ، فلا معنى لتعليقته ، ثم ان عذرناه لانّه مصري لا يعلم أبعاد ما بين المدن العراقية ، فأين الكوفة وأين تكريت؟! وما بينهما أكثر من أربعين فرسخاً ، لكن لا نعذره في عدم التفاته إلى انّ ابن قتيبة ذكر باخمرا وعرّفها ، بينما الدكتور المحقق ( ؟ ) عرّف لنا باجمرا التي وجدها في النسخ المرموز إليها ، ولم يتنبه إلى انّ ذلك من تصحيف النسّاخ فلم يتنبه له ، وقد نبّه الدكتور الناقد على ذلك باقتضاب.
     ز ـ جاء في ص215 ( فأمّا جعفر بن محمد فيكنى أبا عبدالله وإليه تنسب الجعفرية ).
     هكذا ورد النص في المتن ، فعلق المحقق في الهامش على ( الجعفرية ) فقال : ( محلة كبيرة في الجانب الشرقي من بغداد ) معجم البلدان.
     وهكذا ما زال الدكتور المحقق يتحف قراء تحقيقه بعجائب وغرائب ، فهو تخيل أنّ الجعفرية في النص اسم مكان ، فرجع إلى معجم البلدان فسطر منه الذي


(603)
سطر ، وهذا منه قلة تدبّر في كلام ابن قتيبة ، فهو يعني بالجعفرية الفرقة التي تنسب إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، ولو راعى المحقق القرينة الحالية و المقالية ، لكان دقيقاً في قراءة النص ، فلا يصدر حكماً ولا يبدي رأياً ولا يخط حرفاً إلاّ بعد الإمعان في قراءة النص وفهم المراد منه ، ثم ليعلّق بعد ذلك بما شاء مما استقر فهمه عنده ، أمّا وهو لا يفرّق بين ( الجعفرية ) اسم الفرقة ، وبين الجعفرية اسم المكان ، فلا يعذر في تعليقه ، ثم انّ قوة الملاحظة لو كانت لديه ، لعرف أنّ الجعفرية حين ترد في كتب الأنساب ، فالمراد بها النسبة إلى جعفر الطيار ( عليه السلام ) فيقال لأولاده الجعفرية ، كما يقال لهم الجعفريون.
     وحين ترد في كتب الحديث والفرق ، فالمراد بها إحدى فرقتين ، أولاهما ( الجعفرية ) عند الشيعة نسبة إلى إمامهم جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وثانيهما ( الجعفرية ) عند المعتزلة نسبة إلى جعفر بن حرب أو جعفر بن مبشر.
     وحين ترد في كتب التاريخ والأدب عند ذكر الأماكن ، فيراد بها المحلة الكبيرة ببغداد نسبة إلى جعفر البرمكي ، وهكذا فكل تدلّ عليه قرينة حالية أو مقالية.
     ولا ينقضي عجبي من المرحوم الناقد كيف غفل عن التنبيه عليه ، وهذا من الغفلات النادرة بالنسبة إليه.
     وحسبنا بهذه الشواهد السبعة في الدلالة على أوهام الدكتور المحقق في المقدمة والمتن ، أمّا ما جاء في الفهارس من خبط وخلط فحدث ولا حرج ، وإلى القارئ نموذجاً واحداً :
     فقد ذكر في صفحة / 712 في فهرس الأعلام اسم ( عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ) وذكر بعده أرقام 32 صفحة يرد فيها ذكره ، ولدى المراجعة لم نجد إلاّ الرقم الأول صحيحاً حيث يرد ذكره ، وذكر البقية كان غلطاً ، فانّ ثلاثين مورداً


(604)
منها إنّما ورد فيها ذكر عبد الله بن الزبير بن العوام ، ورقماً واحداً وهو في صفحة 253 سطر 15 فلم يرد فيها ذكر أيّ منهما ، ومن المضحك أن الصفحة ليس فيها سوى تسعة سطور ، بينما يحيل المحقق على السطر 15 ، وعلى هذه فقس ما سواها.
     وبعد ما تقدم من الشواهد هل نتوقع من محقق لم يراع بسائط فنّ التحقيق أن يبحث لنا عن النصوص الضائعة من كتاب المعارف؟
     وهل نتوقع منه إن وجدها أن يثبتها في مواضعها كما هي منقولة وموثقة ويشير إلى ذلك؟
     كيف وأنّى ، وقد عرفنا مبلغ علمه ومنتهى جهده ، فعسى أن ينبري بعض المحققين إلى سدّ الثغرات في الكتاب ، وذلك بجمع ما تناثر في بطون الكتب مما نقل عن كتاب المعارف ولا يوجد في نسخه المطبوعة ، وانّ في صحاح الجوهري ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ، وعمدة القاري للعيني جملة صالحة من المنقول عن كتاب المعارف ، حبّذا لو قورنت مع المطبوع من نسخة المعارف.
     وختاماً أعود فأذكر القارئ بالداعي الذي دعاني إلى هذا البحث في كتاب المعارف ، هو تضييع بعض النصوص عن عمد فيما أرى ، كالنص الذي تقدم في أول البحث ذكره وهو : ( وإنّ محسناً فسد من زحم قنفذ العدوي ).
     وإنّما قلت عن عمد لأنّ الرواة لم تسمح لهم ظروفهم الخاصة برواية الأحداث التي صاحبت سقوط السيد السبط المحسن السقط كما هي ، ويبقى الحديث عنها مهموساً في المجالس الخاصة ، وبالكناية والتعريض ، وهذا ما أشار إلى جانب منه ما ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة (1) من خبر ترويع هبّار بن الأسود لزينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث روّعها بالرمح وهي في الهودج وكانت
1 ـ شرح النهج لابن أبي الحديد 4 : 351.

(605)
حاملاً ، فلما رجعت طرحت ما في بطنها ، وقد كانت من خوفها رأت دماً في الهودج ، فلذلك أباح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دم هبّار بن الأسود يوم فتح مكة.
     قال ابن أبي الحديد : قلت : وهذا الخبر قرأته على النقيب أبي جعفر ( رحمه الله ) فقال : إذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أباح دم هبّار بن الأسود لأنه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال انّه لو كان حيّاً لأباح دم من روّع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها.
     فقلت : أروي عنك ما يقوله قوم انّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن؟ فقال : لا تروه عني ، ولا ترو عني بطلانه ، فإنّي متوقف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي ... أه ـ..
     أقول : ولم يعقّب ابن أبي الحديد على ذلك بشيء ، فهل هو أيضاً من المتوقفين؟ أم انّه كشيخه ، يتقي المصارحة خوفاً من الحشوية ، فالله أعلم بحقيقة الحال ، وتبقى ظلامة الزهراء ( عليها السلام ) أعظم رزية كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث السادس من باب مرض النبي ( صلى الله عليه وآله ) (1) فقال :
     وعند الطبري من وجه آخر عن عائشة أنّه صلى الله عليه ( وآله ) (2) وسلم قال لفاطمة : ( إنّ جبريل أخبرني انّه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك ، فلا تكوني أدنى امرأة منهنّ صبراً ).
1 ـ فتح الباري 9 : 201.
2 ـ من عادة الحافظ ابن حجر ذكر التصلية تماماً على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , ملتزماً بذلك في سائر كتبه, إلاّ انّ الطبعات الحديثة لبعض كتبه نجد فيها الصلاة البتراء , بتر الله عُمر من بتر.


(606)

(607)
    الملحق الثالث :
    المحسن بن الحسين ( عليه السلام ) :

     إنّ من آثار الظلم الذي لحق بأهل البيت ( عليهم السلام ) من جراءبيعة الفلتة في السقيفة ، ما بقي أثره شاهداً وماثلاً للعيان حتى يومنا الحاضر ، هي تلك المشاهد المشرّفة لآل النبي ( صلى الله عليه وآله ) المنتشرة في شتى بقاع الأرض ، حيث توالت عليهم المحن والرزايا منذ التحق النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالرفيق الأعلى ( لم يمتثل أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الهادين بعد الهادين ، والأمة مصرّة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده ، إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقُتل من قتل ، وسُبي من سبي ، وأقصي من أقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ).
     وقد أشار شاعرهم دعبل بن علي الخزاعي إلى بعض تلك المشاهد التي كانت في أيامه ، فسعدت بضم رفاتهم وخلدت بجميل تاريخهم ، حيث يقول في تائيته الخالدة :
قبورٌ بكوفان وأخرى بطيبةٍ وأخرى بجنب النهر من أرض كربلا وأخرى بأرض الجوزجان محلها وقبر ببغداد لنفس زكية وقبر بطوس يالها من مصيبة وأخرى بفخ نالها صلواتي معرّسهم فيها بشطّ فرات وقبر بباخمرى لدى المغرباتي تضمّنها الرحمان في الغرفات ألحّت على الأحشاء بالزفرات


(608)
     وزاد عليه شاعر آخر فقال :
لاتأمن الدهر إنّ الدهر ذو غير أخنى على عترة الهادي فشتتهم بعض بطيبة مدفون وبعضهم وأرض طوس وسامرا وقد سعدت وذو لسانين في الدنيا ووجهين فما ترى جامعاً منهم بشخصين بكربلاء وبعض بالغريين بغداد بدرين حلا وسط قبرين
     وقد جمع ذكرهم ببراعة فائقة أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي ( ت553 هـ ) في بيت شعر من قصيدته الخالدة (1) فقال :
قوم لهم في كل أرض مشهد لا بل لهم في كل قلب مشهد
     ولئن ضاعت معالم تلك المشاهد وما أكثر الدوارس منها ، لكن لا يزال حديث أصحابها يعطر الأفواه والأجواء كأنه المسك الزاكي ، ويقص علينا تاريخهم المليء بالمآسي من الأمة شاكي ، كمثل المحسن السبط الذي كانت هذه الرسالة باسمه ، وهو أول شهيد من ضحايا العنف السياسي فلم يعرف له قبر ، وأنّى وقد دفنته فضة في ناحية البيت.
     ولكن لسميّه وابن أخيه وشبهه في المأساة ( المحسن السقط بن الحسين ( عليه السلام ) ) مشهدٌ معروف ولا يزال ماثلاً للعيان ، شاهق البنيان ، في غربي حلب ، ويعرف بمشهد الدكة ، ومشهد الطرح ، ومشهد المحسن بن الحسين ( عليهما السلام ).
     وقد حفظ التاريخ شيئاً من مأساته ، حين ذكر المؤرخون كالطبري وابن الأثير في أحداث سنة 61 هـ ، والخوارزمي في مقتل الحسين ( عليه السلام ) وغيرهم ، حديث وقعة كربلاء ، واستشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته وأنصاره ، وما
1 ـ راجع تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : 205 ـ 206, والشذرات الذهبية لابن طولان : 43.

(609)
جرى على آله من بعده من سبي العيال والأطفال من كربلاء إلى الكوفة وفيها إلى الشام ، وكانت الطريق السالكة يومئذٍ بين الكوفة والشام تمر بحلب وحمص وحماه ثم الشام.
     فجاء الحفاة الطغاة بأهل البيت من هذا الطريق ، ولا تزال في بعض المنازل توجد مساجد باسم الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وفي حلب يوجد ـ إلى الآن ـ مشهدان أحدهما يعرف بمشهد النقطة ، والآخر بمشهد المحسن.
     قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (1) : جبل في غربي حلب ( في سفحه مقابر ومشاهد للشيعة ... ) (2) ، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدن ، ويقال : أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي ( رضي الله عنه ) ونساؤه ، وكانت زوجة الحسين حاملاً ، فأسقطت هناك ، فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً وماء فشتموها ومنعوها فدعت عليهم ، فمن الآن من عمل فيه لا يربح ، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ، ويسمى بمشهد الدكة ، والسقط يسمى بمحسن بن الحسين ( رضي الله عنه ).
     قال الغزي في نهر الذهب في تاريخ حلب (3) : وفي سنة 61 هـ قتل الحسين بن علي ( رضي الله عنهما ) بكربلاء ، واحتز رأسه الشريف شمر بن ذي الجوشن ، وسار به وبمن معه من آل الحسين إلى يزيد بدمشق ، فمر بطريقه على حلب ، ونزل عند الجبل غربي حلب ، ووضعه على صخرة من صخراته ، فقطرت منه قطرة دم ، عمّر على أثرها مشهد عُرف بمشهد النقطة.
1 ـ معجم البلدان 2 : 186 ( جوشن ).
2 ـ ما بين القوسين لا يوجد في طبعة دار صادر مع أنّه منقول عن معجم ياقوت.
3 ـ نهر الذهب في تاريخ حلب 3 : 22.


(610)
     وقال (1) : إنّ سبب بناء مشهد النقطة هو أن الرأس لما وصلوا به إلى هذا الجبل ، وضعوه على الأرض فقطرت منه قطرة فوق صخر بني عليها الحلبيون هذا المشهد وسمّي مشهد النقطة ، ولعل هذه الصخرة نقلت من هذا المشهد بعد خرابه إلى محراب مشهد الحسين فبني عليها.
     وقال أيضاً (2) : فأما مشهد محسن فيعرف بمشهد الدكة ومشهد الطرح ، وهو غربي حلب ، سمي بهذا لأنّ سيف الدولة حمدان كان له دكة على الجبل المطل على موضع المشهد يجلس عليها لينظر حلبة السباق ، فإنّها كانت تقام بين يديه هناك.
     وعن تاريخ ابن أبي طي : أنّ مشهد الدكة ظهر في سنة 351 ، وأنّ سبب ظهوره هو أنّ سيف الدولة كان في احدى مناظره التي بداره خارج المدينة ، فرآى نوراً ينزل على مكان المشهد ، وتكرر ذلك فركب بنفسه إلى ذلك المكان ، وحفره فوجد حجراً عليه كتابة : ( هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) فجمع سيف الدولة العلويين وسألهم ، هل كان للحسين ( عليه السلام ) ولد اسمه المحسن ، فقال بعضهم ما بلغنا ذلك ، وإنّما بلغنا أنّ فاطمة كانت حاملاً ، فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : في بطنك محسن ، فلما كان يوم البيعة هجموا على بيتها لإخراج علي إلى البيعة فأخرجت ، وفي صحة هذا نظر (3) ، وقال بعضهم ـ بعض العلويين ـ : انّ سبي نساء الحسين لما مروا بهنّ على هذا المكان طرحت بعض نسائه هذا الولد.
1 ـ المصدر نفسه 2 : 282.
2 ـ المصدر نفسه 2 : 278 و289.
3 ـ المراد بالتنظر في صحة هذا بعدما جاء السؤال عنه وهو هل للحسين ولد اسمه المحسن, فأجاب العلويين في صحة هذا نظر, فلا يتوهم أن التنظر في إسقاط فاطمة ( عليها السلام ) حملها المحسن, كيف يكون ذلك وقد مرّت مصادر ذلك, ولا يعقل أن ذلك المجيب من بعض العلويين لم يعلم ذلك.
المحسن السبط ::: فهرس