مهدي القرشي

الرَّسُولُ الأعْظَم

صلى الله عليه وآله

مَع خُلفَائِهِ


قدم له

باقر شريف القرشي


منشورات

مؤسسة الأعلمي للمطبوعات



(6)

كتاب عقـائدي اقـتبست مـواضيـعه من
الأحداث ، والصور الـتي التـقطها التاريـخ
من شاشة الحياة الغـابرة من عصر الـرسول
الأعـظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأعصر الخلفاء
الأربعة وسلط علـيها الـبحث الدقـيق أنواره
الكاشفة للحق واليقـين وصيغت بقوالب شفافة
تحكي ما حـوته عن وعي وتعقـل ، سنـدها
الكتاب العزيز والسنة المحمدية .


(7)

بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أو أَخْطَأنا . رَبَّنا
وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِين مِنْ
قَبْلِنا . رَبَّنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طَاقَةَ لَنا بِهِ . واعْفُو
عَنّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَولانا فَانْصُرْنا عَلى
القَوْمِ الكافِرين .

« القرآن الكريم »



(8)

الاهـداء

« قُـل هذه سَبيلي أدْعو إلى الله على بَصيرةٍ أنا وَمَن اتّبعني ، وسبُحانَ الله وما أنا من المشركين » بهذا الوعي الاسلامي الأصيل ، وبوحي من الغدير ، كتبت هذا المجهود ، وأنا أدفعه بكلتا يدي إلى وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومولى المسلمين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، راجياً من الله أن تكون لي ذريعة « يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم » ولقلة بضاعتي ، وضعف حيلتي أقول كما قال إخوة يوسف لأخيهم : و « قالوا يا أيها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ ، وجئنا ببضاعة مُّزجَاةٍ ، فأوف لنا الكيل ، وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين » .


المـؤلف



(9)

تقديم :
باقر شريف القرشي

1

وموضوع الخلافة في الإسلام من أهم القضايا التي منيت بالتعقيد والغموض فقد امتحن المسلمون بها امتحاناً عسيراً ، وأُرهقوا إرهاقاً شديداً ، فهي مصدر الفتنة الكبرى التي أدت إلى نشوب النزاع ، واحتدام الجدال ، واختلاف النزعات بين المسلمين .
إن المآسي الفظيعة ، والمحن الشاقة التي جابهها المسلمون في الفترات المختلفة من الأمويين والعباسيين كانت ـ من دون شك ـ من النتائج المباشرة للخلافة التي انحرفت عما أراده الله ورسوله من جعلها في العترة الطاهرة التي هي أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واشبههم به في ورعه وعلمه ، والتزامه بحرفية الإسلام .
ولو قُدر للخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تأخذ طريقها المستنير الذي عينه رسول الله ، لما حلت تلك الأحداث المؤسفة في الإسلام ، ولما حدث التناحر المرير بين المسلمين الذي لا يعلم بانقضائه إلا الله .
لقد كانت شهوة الحكم وحب الرياسة قد استولت على طباع القوم فأجمع رأيهم على صرف الخلافة عن أهلها ، فعُقِدت السقيفة وأُبرم فيها العهد فخرج القوم ضافرين بالحكم ، والنبي مسجى في فراش الموت لم يغيبه عن عيون القوم مثواه .


(10)

وانطلقت العترة بعد مواراة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعها خيار الصحابة وأعلام الدين وهم يشجبون استئثارهم بالأمر ، ويذكّرونهم الدار الآخرة ، ويحذّرونهم مغبة الأمر ، وما تنتجه هذه المباغتات والفلتات من المضاعفات السيئة التي تتغير بها مجرى الحياة الكريمة في الإسلام ، فكان الرد عليهم « لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد . »
وهو منطق رخيص لا يساعده الدليل في جميع أحواله .
لماذا لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت الوحى ومعدن العلم ، ومهبط الملائكة ؟ ! .
ألقصور في العترة الطاهرة عن تحمل المسؤولية وقيادة الأمة ، وهي من دون شك لو تولت زمام الحكم بعد النبي صلى الله عليه وآله لوفرت للمسلمين جميع ما يحتاجون إليه ، ولحققت على مسرح الحياة العدل الإجتماعي ، والعدل السياسي ، وأوجدت الفرص المتكافئة لجميع المواطنين .
إنه ليس هناك من عامل سوى الحسد والأنانية التي أُترعت بها نفوس القوم ، فأقصوا العترة الطاهرة عن الخلافة ، وقد فسحوا بذلك المجال للأسر المعادية للأسلام والباغية عليه أن تغزوا المنصب الديني الإعلى ، وأن تنزوا على منابر المسلمين وتتحكم في رقابهم وفي مصيرهم .
لقد أنتجت عملية فصل الخلافة عن أهل البيت أن يؤل أمر المسلمين إلى معاوية بن أبي سفيان وإلى يزيد وإلى مروان والوليد ، وأن يكون الولاة على الأقاليم والأنصار الإسلامية أمثال سمرة بن جندب ، وبُسر بن أرطاة ، وزياد ابن أبيه ، وعبيد الله بن زياد ، والحجّاج بن يوسف ، وأمثالهم من البغاة والجلادين الذين تنكروا للاسلام ، وسحقوا جميع مقدساته ونواميسه ، وقد أثبتوا في نشاطهم السياسي والإداري أنهم يحاولون تصفية الحساب مع المسلمين واستعبادهم ، وإخضاعهم للذل والعبودية ، وإشاعة المنكر والفسوق والإثم في بلادهم ، بالإضافة إلى ما صّبوه على العترة الطاهرة من القتل ، والصلب والتشريد ، وسبي ودائع النبوة وكرائم الوحي ، فلم ترع فيهم حرمة النبي صلى الله عليه وآله ولا ذمام الإسلام الذي الزم بودهم واحترامهم .


(11)

كل هذه الفجائع والمآسي كانت ناجمة من دون شك عن فصل الخلافة عن أهل البيت عليهم السلام .
وكان المنطق الرخيص سائداً في تلك العصور ، ولا يزال سائداً حتى يوم الناس هذا من أنه يجب علينا أن نحمل أفعال القوم على الصحة وأن نقدس جميع خطواتهم الإيجابية ، ونقول إنهم قد صانوا الاسلام فيما فعلوه وحفظوا له مثاليته ، وقد احتاطوا في جميع ما فعلوه ، وقد ابتغوا الدار الآخرة ، وليس لنا إلا الرضا والسكوت ، وتأويل أفعالهم وحملها على خلاف ظاهرها وواقعها ، وليس للعقل في ذلك حكم ، ولا للمنطق مجال ، ولا للرأي حكومة ، ومن الطبيعي أن هذا الإلتواء لا يقُرِّه الإسلام بحال من الأحوال .
فقد أعلن ـ والحمد لله ـ حرية النقد لكل عمل جاء في الواقع وشذ عن سنن الاسلام ، ونعي على العقل الجمود ، ودعاه إلى الانطلاق ، وإلى التفكير في كل شيء ، ومن الطبيعي أن عزل العقل عن النظر والتأمل في الأحداث الجسام التي وقعت في الصدر الأول من الاسلام إنما هو تجميد لقوى الفكر ، وسد لأبواب النظر والعرفان التي هي من الخصائص الذاتية لهذا الانسان .
ونحن في حاجة إلى البحوث الحرة التي تكشف لنا الحقائق ، وتدلنا على واقع الأمور ، فقد خلط التاريخ الاسلامي بكثير من الموضوعات والمفتريات أوجبت خفاء الحق ، وتظليل الرأي العام في كثير من جوانب حياته العقائدية .
وكان عامل الدس والافتراء إنما هو تأييد السلطة الحاكمة وتدعيم حكمها ، وعزل أهل البيت عن القيادة العامة للأمة ، ومن أظهر ألوان ذلك الدس للأخبار التي تُعمِّد وضعها في مناقب بعض الصحابة ، وجعلهم في مستوى النبوة ، وفوق مستوى المسلمين ، وإنهم لا يؤاخذون على ما يقولون ، ولا يحاسبون على ما يفعلون وإن كان على خلاف الحق .
لقد تعمد معاوية إلى ذلك فعهد إلى لجان الوضع التي أغراها بأمواله وسلطانه


(12)

أن تروي في بعض الصحابة كل ألوان التقديس والثناء (1) ليجعلهم قبال العترة الطاهرة ، وقد دونت ـ مع الأسف ـ تلك الموضوعات في كتب الأخبار ، ورواها الثقات وهم ـ من دون شك ـ لا يعلمون بوضعها ، ولو علموا ذلك لتحرّجوا من روايتها فضلاً عن تدوينها ، ومن هنا نشأت المحنة الكبرى في حمل مطلق الصحابة على الصحة ، وعدم النظر في أعمالهم ، وسد باب النقد والمؤاخذة على ما صدر من بعضهم من شذوذ أو التواء .

2

وإذا عرضنا قصة الصحابة على المنطق ، وتجردنا من العواطف ، ولم نخضع للمؤثرات التقليدية ، نرى أن الصحابة فيهم الصلحاء والأخيار ممن ساهموا في بناء الاسلام وأقاموا دعائمه ، ووهبوا أرواحهم وأموالهم لله ، وقد أثنى عليهم تعالى في غير آية من كتابه فقال فيهم : « الذين آمنوا بالله ولم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون » وقال تعالى : « رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابداً ذلك الفوز العظيم . » (2)
وهؤلاء هم الذين آمنوا بالله ، ونصروا الاسلام في ايام محنته وغربته وكافحوا
____________
1 ـ يقول المحدث ابن عرفة المعروف بنفطويه : ( إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة أفتعلت في أيام بني أمية تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم ) وقد كتب معاوية إلى جميع عماله مذكرة جاء فيها ( إن الحديث قد كثر في عثمان ، وفشا في كل مصر ، وفي كل ناحية فإذا جاءكم كتابي فادعوهم إلى الرواية في أبي بكر وعمر ، فإن فضلهما وسوابقهما أحب إلي ، وأقر لعيني ، وأدحض لحجة أهل هذا البيت ، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله ) وقد كثرت لجان الوضع ، وأنتشر الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وكان ذلك من أعظم الوسائل التي اعتمد عليها معاوية لتدعيم حكمه ، فقد أوجبت تخدير الجماهير ، وشل حركة الثورة في النفوس .
2 ـ سورة التوبة : آية 100 .

(13)

جبابرة العرب وطغاة قريش ، فلاقوا في سبيل الدين اشد الوان المحن والتنكيل ، فلهم على كل مسلم حق وفضل ، ويجب أن نكنّ لهم في اعماق نفوسنا الإكبار والتقدير والود والتكريم لما اسدوه على الاسلام من اياد ، وألطاف .
ومن الصحابة من مردوا على النفاق ، وابتغوا الفتنة ، واظهروا الغدر وانهمروا الكيد ، فلم ينفث الاسلام الى قلوبهم ، وإنما كانوا يبدونه بألسنتهم حفظاً على دمائهم واموالهم ، وقد وصفهم تعالى بقوله : « ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا انفسهم وما يشعرون » . (1)
وقد مهروا في النفاق والخديعة والمكر فكانوا إذا التقوا بالمؤمنين اظهروا لهم الإيمان والإنقياد لله ، وإذا خلوا بزملائهم من المنافقين قالوا لهم : إنا معكم ، وقد حكى ذلك تعالى بقوله : « وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن »(2) .
وقد أنزل تعالى فيهم سورة من كتابه وهي سورة المنافقين تشهيراً بهم ، وفضحاً لنواياهم ، واستهانة بهم ، واعد لهم في الدار الآخرة العذاب الأليم .
لقد تحدث النبي صلى الله عليه وآله في غير موقف من مواقفه عن هؤلاء الذين كادوا للاسلام وبغوا عليه ، فأخبر أن الله سيعاقبهم ويؤاخذهم على ما سيحدثونه من بعده فقد اخرج الترمذي عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : « ويؤخذ بأصحابي ذات اليمين وذات الشمال ، فأقول ياربي اصحابي ، فيقال إنك لاتدري ما احدثوا بعدك فإنهم لن يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول : كما قال العبد الصالح إن تعذبهم فإنهم عبادك . » (3)
وقال صلى الله عليه وآله : « انا فرطكم على الحوض ، ولأنازعن اقواماً ثم لأغلبن عليهم ، فأقول يا رب اصحابي ، فيقول لا تدري ما احدثوا بعدك . » (4)
____________
1 ـ سورة البقرة : آية 8 ـ 9 .
2 ـ سورة البقرة : آية 14 .
3 ـ صحيح الترمذي 5 ـ 231 .
4 ـ مسند أحمد 5 ـ 231 .

(14)

واخرج البيهقي بسنده عن ابي عبد الله الأشعري عن ابي الدرداء قال : قلت يا رسول الله بلغني انك تقول : ليرتدن اقوام بعد ايمانهم ، قال صلى الله عليه وآله اجل ولست منهم (1) .
إلى غير ذلك من الأخبار التي اعلنت بوجود المنافقين والمرتابين في دينهم والمرتدين على أعقابهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وليس لنا بعد ذلك أن نحكم حكماً مطلقاً بأن كل صحابي عادل ، وأن الصحبة توجب العصمة ، وتنفي الزيغ من النفوس . فإن هذا المنطق لا يساعد عليه الدليل ولا البرهان ، وهو في نفس الوقت بعيد عن روح الاسلام ، وبعيد عن هديه ، فإنه جعل المقياس في تفاوت الناس ، وفي اختلاف قيمهم إنما هي الأعمال ولا أثر لغيرها ، وقد أناط تعالى بها ثوابه وعقابه قال تعالى : « وأن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى » وقال تعالى : « فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره » .
أن الإسلام الذي بني على العدل الخالص والحق المحض لا يرى هناك قيمة ترتفع بها مكانة الشخص سوى العمل الصالح الذي يقرب الانسان من ربه ، ويبعده عن بواعث الهوى والغرور .

3

وتناول هذا الكتاب ببحوثه الحرة الأحداث التي جرت في العصر الأول وهي ـ من دون شك ـ قد أدت إلى انقسام المسلمين ، وتصدع شملهم ، وظهور النزعات المختلفة في صفوفهم ، عرضها المصنف بأسلوب رائع رصين ، فصوّر قيام المحشر ، وسؤال النبي صلى الله عليه وآله لخلفائه عما وقع منهم من الأحداث المؤسفة ، وما أفتوا به في بعض القضايا مما كان من الإجتهاد قبال النص ، وهو أمر لا تقره الشريعة بحال ، فإن الاجتهاد لا يشرع في مثل ذلك ، فإن نصوص الكتاب والسنة يجب التعبد
____________
1 ـ تاريخ ابن كثير 6 ـ 207 .
(15)

بهما ، وليس للفقيه الافتاء في أي نازلة إلا أن يكون له مأخذ من الأدلة الشرعية ، فإن الاجتهاد فيما يرى الدهلوي عبارة عن « استفراغ الجهد في إدراك الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية الراجعة كلياتها إلى أربعة أقسام : الكتاب والسنة والاجماع والقياس » (1) .
ولم تستند تلك الأحكام التي صدرت من الخلفاء إلى هذه الأدلة التي يقتبس منها الحكم الشرعي بإجماع العلماء ، ومن الطبيعي أنه لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك .
ذكر المؤلف ـ حفظه الله ـ بعض فتاوى الخلفاء ، ومطالبة النبي صلى الله عليه وآله ، لهم في يوم الحشر ـ بمداركها وأدلتها ، وإبداء أسفه وأساه على ما صدر منهم .
إن الأحداث المؤسفة التي صدرت من الخلفاء ، واجتهادهم في بعض القضايا ، وتأولهم لنصوص الكتاب فيها ، لا تزال موضع البحث والنزاع ، فقد عرضها المتكلمون من الشيعة منذ أقدم العصور ، وأجاب عنها المعتزلة من أهل السنة ، وقد أفردت لها كثير من الكتب ، وكان من أروعها وأوثقها عند الشيعة ـ في هذه العصور المتأخرة ـ ( النص والاجتهاد ) لسماحة الامام المغفور له شرف الدين ، فقد عرض فيه إلى كثير من الأحداث والفتاوى التي صدرت من كبار الصحابة ، وهي بظاهرها لا تتفق مع النص ، ولا تساير واحداً من الأدلة الاجتهادية .
وقد تأثر المؤلف بمراجعته ( للنص والاجتهاد ) ـ كما يقول في تقديم كتابه ـ فألف هذا الكتاب القيم ، ولم يكن له ـ يعلم الله ـ أي مقصد أو هدف من وراء ذلك إلا خدمة الحق ، والانتصار لعقيدته ومبدئه ، فقد هام ـ حفظه الله ـ بحب أهل البيت ، وانطبع حبهم في قلبه ، ومشاعره ، حتى صار ذلك عنصراً من عناصر ذاته ، ومقوماً من مقومات مزاجه ، وهو يعتقد اعتقاداً جازماً لا يخامره أدنى شك ان ما لحق العترة الطاهرة ـ التي هي عديلة القرآن الكريم ـ من أذى وضيم ، واضطهاد ، ومحن وخطوب ، كل ذلك مسبب عن الصدر الأول ، فهم الذي فسحوا المجال ـ من حيث يدرون ولا يدرون ـ إلى القوى المعادية
____________
1 ـ دائرة المعارف محمد فريد وجدي 2 ـ 236 .
(16)

للاسلام أن تحتل منصب الخلافة الاسلامية ، وتمعن في إرهاق أبناء النبي صلى الله عليه وآله وإنزال الكوارث والخطوب بهم .
وعلى أي حال فإن البوادر التي أثبتها المصنف ودان بها الخلفاء قد أجمع الثقات من الرواة على تدوينها ، وقد ذكر مصادرها في هامش الكتاب ، ولم تكن موضع النزاع والجدل بين العلماء من ناحية صدورها إلا التماس العذر وحمل الصحابة على الصحة ، وهو منطق ـ كما ذكرنا ـ لا يساعد عليه الدليل ، ولا تقره قواعد العلم .
ونحن لا يخامرنا شك في أن هذه البحوث سوف تتبلور في عصور النهضة الفكرية ، وستعالجها بصورة موضوعية أقلام الأحرار والمفكرين ويبرز الحق واضحاً جلياً لا غبار عليه .
وقد أولى من سماحة المؤلف شرف تقديم كتابه ، فعكفت على مراجعته ، والامعان في بحوثه ، وإني اُهنيه على هذا المجهود القيم ، سائلاً من الله تعالى ان يمنَّ على الأمة بأمثاله من العلماء المحققين انه تعالى ولي القصد والتوفيق .

النجف الأشرف :

باقر شريف القرشي




(17)

المُـقَدّمَـة

1

واقتضى عدل الله الفياض بالرحمة ، وحكمته البالغة ، وألطافه اللامتناهية . . أن يبعث للناس كافة ـ حاضرهم وباديهم ، أبيضهم وأسودهم ، عربيهم وأعجميهم ـ أنبياء ، ويرسل لهم رسلاً مبشرين ومنذرين ، ليكونوا رحمة للعالمين « يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراً » (1) .
واختيار الأنبياء حق من حقوقه تعالى ، وتعيينهم لطف من ألطافه ، لا ينازعه فيه منازع من خلقه ، وقد أعلن ذلك كتاب الله العزيز ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ في غير آي من آياته قال تعالى : « يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالعدل » (2) ، وقال تعالى : « وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة سبحان الله و تعالى عما يشركون » (3) ، وقال تعالى : « وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً » (4) .
وقد جعل تعالى آدم خليفة في أرضه قال تعالى : « وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
____________
1 ـ سورة الأحزاب : آية 45 ـ 46 .
2 ـ سورة ص : آية 26 .
3 ـ سورة القصص : آية 68 .
4 ـ سورة الأحزاب : آية 36 .

(18)

ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون » (1) ، وانتخب تعالى طالوت ملكاً على بني إسرائيل قال تعالى : « وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم » (2) .
واختار تعالى خليله ابراهيم إماماً للناس « قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين » (3) .
واختار الله سبحانه محمداً صلى الله عليه وآله سيداً لرسله وخاتماً لأنبيائه قال تعالى : « ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين » (4) .

2

والإمامة كالنبوة لا تنالها يد الجعل ، وإنما أمرها بيد الله تعالى فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده ، وقد اختار تعالى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وصياً لرسوله ، وخليفة من بعده ، وجعله إماماً على جميع المسلمين ، وقرن طاعته بطاعته وطاعة رسوله ، وقد نطق بذلك التنزيل قال تعالى : « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » (5) ، فقد اتفق المفسرون والمحدثون من العامة والخاصة أنها نزلت في أمير المؤمنين لما تصدق بخاتمه في أثناء صلاته على المسلمين (6) ، وهي تدل على المطلوب بصراحة ووضوح
____________
1 ـ سورة البقرة : آية 30 .
2 ـ سورة البقرة : آية 247 .
3 ـ سورة البقرة : آية 124 .
4 ـ سورة الأحزاب : آية 45 ـ 46 .
5 ـ سورة المائدة آية 55 .
6 ـ نص على ذلك الرازي في تفسيره 3 / 618 ، والزمخشري في تفسيره 1 / 264 والبيضاوي في تفسيره ص 154 ، والنيسابوري في تفسيره 2 / 28 ، والطبرسي في تفسيره مجمع البيان 6 / 165 ، وعلي المتقي في كنز العمال 6 / 391 .

(19)

فإن كلمة إنما للحصر باتفاق أهل اللغة ، والولي بمعنى الأولى بالتصرف وهو مرادف للامام والخليفة عند أهل اللغة والشرع .
وجعله تعالى في آية المباهلة نفس النبي قال تعالى : « فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين » (1) .
واتفق جمهور المفسرين ، ونقلة الحديث أنها نزلت في أهل البيت عليهم السلام (2) ، وأن أبناءنا أشارة إلى « الحسنين » ونساءنا إشارة إلى فاطمة عليها السلام ، وأنفسنا إلى علي عليه السلام فهو يساوي النبي صلى الله عليه وآله في الولاية العامة على المسلمين ويفترق عنه في النبوة .
وأمر الله تعالى نبيه أن يأخذ لأمير المؤمنين البيعة يوم غدير خم ، وينصبه علماً من بعده ، قال تعالى : «يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين » (3).
ولما تمت البيعة ، وأحكم النبي صلى الله عليه وآله عقدها نزل قوله تعالى « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا » (4) .
وأذهب الله عنه الرجس ، وطّهره من الفتن والزيغ ، وعصمه من الفتن والآثام ، قال تعالى : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطّهركم تطهيراً » (5) .
____________
1 ـ سورة آل عمران : آية 61 .
2 ـ تفسير روح البيان 1 / 457 ، تفسير البيضاوي ص 76 ، تفسير الرازي 2 / 699 ، تفسير الجلالين 1 / 35 ، تفسير الكشاف 1 / 149 ، مصابيح السنة للبغوي 2 / 201 ، صحيح الترمذي 2 / 166 ، مسند أحمد بن حنبل 1 ـ 185 .
3 ـ سورة المائدة : آية 67 ، نص على نزولها في يوم الغدير ، الواحدي في أسباب النزول ص 150 ، والفخر الرازي في تفسيره وغيرهما .
4 ـ سورة المائدة : آية 3 ، نص على نزولها في يوم الغدير السيوطي في الدر المنثور 2 ـ 259 والخطيب البغدادي في تأريخه 8 ـ 290 وغيرهما .
5 ـ سورة الأحزاب آية : 33 .

(20)

وقد أجمع المفسرون ورواة الأخبار أنها نزلت في أهل البيت عليهم السلام وفي طليعتهم أمير المؤمنين عليه السلام والآية صريحة في عصمته عن المعاصي والأرجاس فقد دلت على ذلك كلمة إنما وهي من أقوى أدوات الحصر ، بالإضافة إلى دخول اللام في الكلام الخبري ، وتكرار لفظ الطهارة ، وذلك يدل ـ بحسب الصناعة ـ على الحصر والإختصاص ، كما نسب تعالى إرادة ذلك إليه ، ويستحيل في إرادته تعالى أن يتخلف المراد عن الارادة « إنما أمرهُ إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون » (1) .
إلى غير ذلك من الآيات التي أشادت بفضل أمير المؤمنين عليه السلام وهي صريحة في إمامته وعصمته .
لقد قرأنا فضل أبي الحسين « في صحف مكرمة مرفوعة مطهّرة بأيدي سفرة كرام بررة » (2) ، وعلمنا أن الله قد اختاره لمنصب الإمامة والخلافة ، وليس بعد اختيار الله حق لاختيار أحد .

3

وقرن النبي صلى الله عليه وآله الدعوة إلى الامامة بالدعوة إلى النبوة ، وابتدأ ذلك بحادثة أنذاره لعشيرته الاقربين ، فاتخذ أمير المؤمنين عليه السلام أخاً ووصياً له ، وخليفة من بعده ، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا (3) .
واستمر صلى الله عليه وآله يواصل الدعوة إلى امامة امير المؤمنين ، ويذلل له الصعاب ، ويمهد في سبيل ذلك جميع الوسائل والطرق ، ولما حج صلى الله عليه وآله حجّة الوداع
____________
1 ـ تفسير الرازي 6 ـ 783 ، الدر المنثور 5 ـ 199 ، النيسابوري في تفسير سورة الأحزاب ، صحيح مسلم 2 ـ 331 ، الخصائص الكبرى 2 ـ 264 ، الرياض النضرة 2 ـ 188 ، مسند أحمد بن حنبل 4 ـ 107 ، سنن البيهقي 2 ـ 150 ، مشكل الآثار 1 ـ 334 .
2 ـ سورة عبس : آية 13 و 14 و 15 .
3 ـ تاريخ الطبري 2 ـ 62 ، كنز العمال 6 ـ 392 .

(21)

قام في عرفات خطيباً ، وكان عدد الحجاج مائة ألف أو يزيدون فقال صلى الله عليه وآله : « ايها الناس ، يوشك أن أُدعى فأُجيب ؛ وإني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به فلن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي . وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » .
واعتلى صلى الله عليه وآله راحلته متخذاً ظهرها منبراً ، وهم محدّقون به يشخصون إليه بأبصارهم واسماعهم وافئدتهم ، فقال صلى الله عليه وآله :
ولما قفل من حجّة الوداع بمن معه من الحجاج ، كان يوجس في نفسه الرحيل الى الله قبل أن يرحمه ويقي أمته من الفتن والأهواء .
ولما بلغ غدير خم أوحى إليه الله تعالى « يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين » .
واضطرب النبي صلى الله عليه وآله من هذا الانذار ونزل عن راحلته واستنزل من معه عن رواحلهم ، واسترجع المتقدمين منهم وانتظر المتأخرين ، حتى اجتمع الناس في صعيد واحد ، وكان الزمن شديد الحر . فوضعوا ثيابهم تحت ارجلهم من حرارة الرمضاء فصلى صلى الله عليه وآله فيهم . . . وصنع له منبر من حدائج الأبل بين دوحتين .
فرقى صلى الله عليه وآله ذروة المنبر ، ووقف أمير المؤمنين عليه السلام دونه بمرقاة ، وارتجل صلى الله عليه وآله خطيباً فحمد الله واثنى عليه .
ثم قال : « أيها الناس يوشك أن أُدعى فأجيب ، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا انتم قائلون ؟ » .
فانبروا جميعاً قائلين بلسان واحد .
« أنك قد بلغت ، وجاهدت ، ونصحت فجزاك الله خيراً »
فقال صلى الله عليه وآله :
« ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، واني محمد عبده ورسوله ، وان جنته
____________
1 ـ الصواعق المحرقة .
(22)

حق ، وان الموت حق ، وإن الساعة آتية لا ريب فيها ، وان الله يبعث من في القبور . »
ووجه خطابه الى المسلمين قائلاً :
« يا أيها الناس أنا فرطكم (1) وانكم واردون على الحوض حوض اعرض مما بين بُصرى (2) إلى صنعاء (3) فيه ـ عدد النجوم ـ قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون عليَّ الحوض ، عن الثقلين . كيف تخلـفوني فيهما ؟ الثـقل الأكبر كتاب الله عزّ وجلّ طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض » (4) .
ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك قاما إلى أمير المؤمنين فقلا له :
____________
1 ـ الفرط : السابق والمتقدم .
2 ـ بصرى : مدينة في بلاد الشام .
3 ـ صنعاء : بلدة في اليمن .
4 ـ حديث الغدير من الأحاديث المتواترة التي اجمع المسلمون على روايته ، ذكره ابن ماجة في صحيحه ص 12 ، واحمد بن حنبل في مسنده 4 ـ 281 ، والمتقي في كنز العمال 6 ـ 397 ، والمحب الطبري في الرياض النضرة 2 ـ 169 ، والحاكم في مستدركه 3 ـ 109 ، والنسائي في خصائصه ص 25 ، والبغدادي في تأريخه 8 ـ 290 ، وابن حجر في صواعقه ص 25 ، وذكره ابن الاثير في اسد الغابة 1 ـ 367 ، وغيرهم وقد استوفى المحقق الاميني البحث عن الغدير بما لا يدع مجالاً للشك فيه .

(23)

وقام حسان بن ثابت فاستأذن من النبي ليلقي قصيدته العصماء التي سجل فيها الحادث باحرف من نور ، فأذن صلى الله عليه وآله في ذلك فأنبرى يتلو رائعته قائلا :

يناديـهـم يوم الـغـدير نبـيهـم * بـخمٍ وأسمِع بالـرسول منـاديـا
فقـال فمـن مـولاكـم ونـبيـكم * فقـالوا ولم يبـدوا هناك التعاديـا

إن بيعة الغدير صريحة واضحة في إمامة أمير المؤمنين وقد احتج بها اعلام الاسلام على أحقيّة الإمام بالخلافة .

4

وإني واثق وثوقاً لا يتخلـله ريب ، ولا يشوبه شك أن موفقيّة الكاتب في الفصول العقائدية ، أو المواضيع الدينية ، وقوة تأثيره بتوجيه المجتمع الوجهة الصالحة ، وتدليله على الحق ، وارشاده إلى الوسائل السليمة ، كل ذلك إنما يتحقق فيما إذا كتب إلى الحق ، وتجرد من الميول والأهواء ، ولم يخضع للعواطف وسائر النزعات .
وقد شعرت بذلك كله في قراءتي « للمراجعات » و « النص والإجتهاد » و « الفصول المهمة » لآية الله العظمى الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين تغمده الله برحمته ، فقد كان في كتبه هذه المحقق العدل للنصوص الصريحة في الكتاب والسنة التي تدل على إمامة أمير المؤمنين وإمامة الأئمة الهداة المتقين أبنائه عليهم السلام ، وقد كشف شرف الدين الغطاء في بحوثه الرائعة عن زيف المتأولين بعقولهم ، والمجتهدين بآرائهم قبال النص الصريح ، ولم يبق أدنى مجال للشك في خطأهم وبعدهم عن الحق .
____________
1 ـ فيض القدير 6 ـ 217 .
(24)

وتأثرت كذلك كثيراً في مطالعاتي لكتاب « الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام » لرائد الحق وناصر الإسلام العلامة الكبير السيد عبد الفتاح عبد المقصود حفظه الله .
لقد تولعت كثيراً بمراجعتي كتب هذين العلمين ، واجتذبتـني سَورَةُ الحق الطافح عليها ، فمضغت معانيها ، ومقاصدها حتى سرت بمشاعري ، وعواطفي ، وأحاسيسي ، وأتحدث بكياني ، وانعكست أضواؤها على بصيرتي « أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده » .
ودفعتني هذه العوامل النفسية ، والتجاذب الروحي ، وتأثري البالغ بحادثة الغدير ، إلى رسم هذه البحوث ، وقد صورت فيها قيام الساعة ، وتقدم النبي صلى الله عليه وآله بعرض ظلامة وصيه وباب مدينة علمه ، وما جرى عليه من الخطوب والآلام .
وقد صورت الأحداث التي جرت في العصر الإسلامي الأول بدقة وعمق ، معتمداً في نقلها على أوثق المصادر القديمة ، ناقلاً كل بادرة من مجموعة من المصادر ، وهي لو تأملها القارئ مجرداً عن عواطفه التقليدية لآمن إيماناً لا يخامره شك في هدف ما قلته ، وما صوّرته من إثبات الخلافة والإمامة للامام علي عليه السلام من بعد النبي صلى الله عليه وآله مباشرة .
وإني أسأل من الله تعالى أن يثيبنا على ذلك ، إنه تعالى ولي ذلك ، وولي القصد والتوفيق .
مهدي القرشي