ـ كتاب العين ج 7 ص 326
والمساواة والاِستواء واحد ، فأما يسوى فإنها نادرة . . . . ويقال : هما على سوية من الاَمر أي : على سواء وتسوية واستواء .

ـ مفردات الراغب ص 251
واستوى يقال على وجهين ، أحدهما : يسند إليه فاعلان فصاعداً نحو استوى زيد وعمرو في كذا أي تساويا ، وقال : لا يستوون عند الله . والثاني أن يقال لاعتدال الشيء في ذاته نحو : ذو مرة فاستوى ، وقال : فإذا استويت أنت . لتستووا على ظهوره. فاستوى على سوقه . واستوى فلان على عمالته واستوى أمر فلان .
ومتى عدي بعلى اقتضى معنى الاِستيلاء كقوله : الرحمن على العرش استوى ، وقيل معناه استوى له ما في السموات وما في الاَرض ، أي استقام الكل على مراده بتسوية الله تعالى إياه ، كقوله : ثم استوى إلى السماء فسواهن . وقيل معناه استوى كل شيء في النسبة إليه فلا شيء أقرب إليه من شيء ، إذ كان تعالى ليس كالاَجسام الحالة في مكان دون مكان .
وإذا عدي بإلى اقتضى معنى الاِنتهاء إليه إما بالذات أو بالتدبير ، وعلى الثاني قوله : ثم استوى إلى السماء وهي دخان .

معنى العرش والكرسي عند أهل البيت عليهم السلام

ـ الكافي للكليني ج 1 ص 130
أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى قال : سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته فأذن لي ، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له : أفتقرُّ أن الله محمول ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : كل محمول للمفعول مضاف ، إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة ، وكذلك قول القائل : فوق وتحت وأعلا
( 395 )
وأسفل، وقد قال الله : وله الاَسماء الحسنى فادعوه بها ، ولم يقل في كتبه إنه المحمول ، بل قال : إنه الحامل في البر وبالبحر والممسك السماوات والاَرض أن تزولا ، والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه : يا محمول !
قال أبوقرة : فإنه قال : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ، وقال : الذين يحملون العرش .
فقال أبو الحسن عليه السلام : العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة ، وعرش فيه كل شيء ، ثم أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلقه ، لاَنه استعبد خلقه بحمل عرشه، وهم حملة علمه ، وخلقاً يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه ، وملائكة يكتبون أعمال عباده ، واستعبد أهل الاَرض بالطواف حول بيته ، والله على العرش استوى كما قال ، والعرش ومن يحمله ومن حول العرش ، الله الحامل لهم الحافظ لهم الممسك القائم على كل نفس وفوق كل شيء وعلى كل شيء، ولا يقال محمول ولا أسفل ، قولاً مفرداً لا يوصل بشيء فيفسد اللفظ والمعنى .
قال أبوقرة : فتكذب بالرواية التي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم فيخرون سجداً ، فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم ؟
فقال أبوالحسن عليه السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه فمتى رضي ، وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه ! كيف تجتريء أن تصف ربك بالتغير من حال إلى حال وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين ! سبحانه وتعالى لم يزل مع الزائلين ولم يتغير مع المتغيرين ولم يتبدل مع المتبدلين ، وَمَنْ دونَه يدُه وتدبيره ، وكلهم إليه محتاج وهو غني عمن سواه !
محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي ابن
( 396 )
عبدالله ، عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : وسع كرسيه السماوات والاَرض ، فقال : يا فضيل كل شيء في الكرسي ، السماوات والاَرض وكل شيء في الكرسي .
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : وسع كرسيه السماوات والاَرض ، السماوات والاَرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والاَرض ؟ فقال : بل الكرسي وسع السماوات والاَرض والعرش ، وكل شيء وسع الكرسي .
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : وسع كرسيه السماوات والاَرض ، السماوات والاَرض وسعن الكرسي أو الكرسي وسع السماوات والاَرض ؟ فقال : إن كل شيء في الكرسي .

ـ التوحيد للصدوق ص 108
ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، قال : ذاكرت أبا عبد الله عليه السلام فيما يروون من الرؤية ، فقال : الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزء من نور الحجاب ، والحجاب جزء من سبعين جزء من نور الستر ، فإن كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب .

ـ التوحيد للصدوق ص 319
باب معنى قوله عز وجل : وكان عرشه على الماء .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ؛ ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا جذعان بن نصر
( 397 )
أبونصر الكندي قال : حدثني سهل بن زياد الآدمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالرحمن بن كثير عن داود الرقي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله عز وجل : وكان عرشه على الماء ، فقال لي : ما يقولون في ذلك . قلت : يقولون إن العرش كان على الماء والرب فوقه . فقال : كذبوا ، من زعم هذا فقد صير الله محمولاً ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه ! قلت : بين لي جعلت فداك .فقال : إن الله عز وجل حمل علمه ودينه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر ، فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم : من ربكم فكان أول من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والاَئمة صلوات الله عليهم ، فقالوا : أنت ربنا ، فحملهم العلم والدين ، ثم قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون ، ثم قيل لبني آدم : أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا: نعم ربنا أقررنا ، فقال للملائكة : إشهدوا ، فقالت الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين ، أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون . يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق .
حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن علي الاَنصاري ، عن أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي قال : سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن قول الله عز وجل : وهو الذي خلق السموات والاَرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، فقال : إن الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السموات والاَرض ، وكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله عز وجل ، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فيعلموا أنه على كل شيء قدير ، ثم رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السموات السبع ، وخلق السموات والاَرض في ستة أيام ، وهو مستول على عرشه ، وكان قادراً على أن يخلقها في طرفة عين ، ولكنه عز وجل
( 398 )
خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء ، وتستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مرة بعد مرة ، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه ، لاَنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق ، لا يوصف بالكون على العرش لاَنه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علواً كبيرا .
وأما قوله عز وجل : ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، فإنه عز وجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الاِمتحان والتجربة ، لاَنه لم يزل عليماً بكل شيء .
فقال المأمون : فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك .

ـ التوحيد للصدوق ص 321
باب العرش وصفاته .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن قال : حدثني أبي ، عن حنان بن سدير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن العرش والكرسي فقال : إن للعرش صفات كثيرة مختلفة ، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة . فقوله : رب العرش العظيم ، يقول : الملك العظيم ، وقوله : الرحمن على العرش استوى ، يقول : على الملك احتوى ، وهذا ملك لكيفوفية الاَشياء .
ثم العرش في الوصل متفرد من الكرسي ، لاَنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعاً غيبان ، وهما في الغيب مقرونان ، لاَن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الاَشياء كلها ، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والاَين والمشية وصفة الاِرادة ، وعلم الاَلفاظ والحركات والترك ، وعلم العود والبدء ، فهما في العلم بابان مقرونان ، لاَن ملك العرش سوى ملك الكرسي وعلمه أغيب من علم الكرسي ، فمن ذلك قال : رب العرش العظيم ، أي صفته أعظم من صفة الكرسي ، وهما في ذلك مقرونان .

( 399 )
قلت : جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي ؟
قال : إنه صار جاره لاَن علم الكيفوفية فيه ، وفيه الظاهر من أبواب البداء وأينيتها وحد رتقها وفتقها ، فهذان جاران أحدهما حمل صاحبه في الصرف وبمثل صرف العلماء (كذا) وليستدلوا على صدق دعواهما لاَنه يختص برحمته من يشاء وهو القوي العزيز .
فمن اختلاف صفات العرش أنه قال تبارك وتعالى : رب العرش عما يصفون ، وهو وصف عرش الوحدانية لاَن قوماً أشركوا كما قلت لك ، قال تبارك وتعالى : رب العرش ، رب الواحدانية عما يصفون . وقوماً وصفوه بيدين فقالوا : يد الله مغلولة . وقوماً وصفوه بالرجلين فقالوا : وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء . وقوماً وصفوه بالاَنامل فقالوا : إن محمداً صلى الله عليه وآله قال : إني وجدت برد أنامله على قلبي !
فلمثل هذه الصفات قال : رب العرش عما يصفون ، يقول رب المثل الاَعلى عما به مثلوه ، ولله المثل الاَعلى الذي لا يشبهه شيء ولا يوصف ولا يتوهم ، فذلك المثل الاَعلى ، ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الاَمثال وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به ، فلذلك قال : وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ، فليس له شبه ولا مثل ولا عدل ، وله الاَسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره ، وهي التي وصفها في الكتاب فقال : فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ، جهلاً بغير علم ، فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم ، ويكفر به وهو يظن أنه يحسن ، فلذلك قال : وما يومن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ، فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها .
يا حنان إن الله تبارك وتعالى أمر أن يتخذ قوم أولياء ، فهم الذين أعطاهم الله الفضل وخصهم بما لم يخص به غيرهم ، فأرسل محمداً صلى الله عليه وآله فكان الدليل على الله بإذن الله عز وجل ، حتى مضى دليلاً هادياً ، فقام من بعده وصيه عليه السلام دليلاً هادياً على ما كان هو دل عليه من أمر ربه من ظاهر علمه ، ثم الاَئمة الراشدون عليهم السلام .

( 400 )
ـ التوحيد للصدوق ص 324
باب أن العرش خلق أرباعاً .
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : إن الله عز وجل خلق العرش أرباعاً ، لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء : الهواء والقلم والنور ، ثم خلقه من أنوار مختلفة : فمن ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة ، ونور أصفر اصفرت منه الصفرة ، ونور أحمر احمرت منه الحمرة ، ونور أبيض وهو نور الاَنوار ومنه ضوء النهار ، ثم جعله سبعين ألف طبق ، غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين ، ليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة، ولو أذن للسانٍ منها فأسمع شيئاً مما تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون، ولخسف البحار ولاَهلك ما دونه .
له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلا الله عز وجل ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، ولو أحس شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين . بينه وبين الاِحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم العلم ، وليس وراء هذا مقال .
حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : وسع كرسيه السموات والاَرض فقال : السماوات والاَرض وما بينهما في الكرسي ، والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره .

ـ أخبار مكة للازرقي ج 1 ص 50
عن أبي الطفيل قال : شهدت علياً رضي الله عنه وهو يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به . وسلوني عن كتاب الله فوالله
( 401 )
ما منه آية إلا وأنا أعلم أنها بليل نزلت أم بنهار ، أم بسهل نزلت أم بجبل . فقام ابن الكواء وأنا بينه وبين علي رضي الله عنه وهو خلفي قال : أفرأيت البيت المعمور ما هو قال : ذاك الضراح فوق سبع سموات ، تحت العرش ، يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة .

تفسير إخواننا الموافق لمذهبنا

ـ تفسير البيضاوي ج 3 ص 12
ثم استوى على العرش : استوى أمره أو استولى ، وعن أصحابنا أن الاِستواء على العرش صفة لله بلا كيف ، والمعنى : أن له تعالى استواء على العرض على الوجه الذي عناه ، منزهاً عن الاِستقرار والتمكن .
والعرش الجسم المحيط بسائر الاَجسام ، سمي به لاِرتفاعه أو للتشبيه بسرير الملك ، فإن الاَمور والتدابير تنزل منه ، وقيل الملك .

ـ سير أعلام النبلاء ج 20 ص 87
قال أبو موسى المديني : سألت إسماعيل يوماً ( إسماعيل بن محمد الحافظ ) : أليس قد روي عن ابن عباس في قوله استوى ، قعد قال : نعم . قلت له : إسحاق بن راهويه يقول : إنما يوصف بالقعود من يمل القيام . قال : لا أدري أيش يقول إسحاق .
وسمعته يقول : أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة ، ولا يطعن عليه بذلك ، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب .
قال أبوموسى : أشار بهذا إلى أنه قل إمام إلا وله زلة ، فإذا ترك لاَجل زلته ، ترك كثير من الاَئمة ، وهذا لا ينبغي أن يفعل .

ـ إرشاد الساري ج 3 ص 24
إضافة الظل إليه سبحانه وتعالى إضافة تشريف . . . . والله تعالى منزه عن الظل لاَنه من خواص الاَجسام ، فالمراد ظل عرشه ، كما في حديث سلمان .

( 402 )
ـ إرشاد الساري ج 10 ص 420
قوله تعالى : ثم استوى على العرش ، وتفسير العرش بالسرير والاِستواء بالاِستقرار كما يقول المشبه باطل ، لاَنه تعالى كان قبل العرش ولا مكان ، وهو الآن كما كان ، والتغير من صفات الاَكوان .

ـ الجواهر الحسان للثعالبي ج 2 ص 179
قوله سبحانه : ثم استوى على العرش ، إنه سبحانه مستوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزهاً عن المماسة والاِستقرار والتمكن والحلول والاِنتقال .

ـ نهاية الاِرب للنويري ج 1 ص 32
روي أن أبا ذر قال يا رسول الله ( ص ) أي آية أنزلت عليك أعظم ؟ قال : آية الكرسي ، ثم قال : يا أبا ذر أتدري ما الكرسي قلت لا ، فقال ما السماوات والاَرض في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في فلاة .ونحوه في الجواهر الحسان للثعالبي ج 1 ص196 ونحوه في فتح القدير للشوكاني ج 1 ص 347

ـ لسان الميزان ج 1 ص 78
إبراهيم بن عبدالصمد ، عن عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : الرحمن على العرش استوى على جميع بريته فلا يخلو منه مكان، وعنه عبدالله بن داود الواسطي بهذا . أورده ابن عبد البر في التمهيد وقال لا يصح ، وعبد الله وعبدالوهاب ضعيفان ، وإبراهيم مجهول لا يعرف .

ـ حياة الحيوان للدميري ج 1 ص 382
سئل إمام الحرمين : هل الباري تعالى في جهة ؟ فقال : هو متعال عن ذلك .

ـ الفرق بين الفرق للنوبختي ص 292
وقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته لا مكاناً لذاته. وقال أيضاً : قد كان ولا مكان ، وهو الآن على ما كان .

( 403 )
ـ معالم السنن للخطابي ج 4 ص 302
قال الشيخ : هذا الكلام ( أتدري ما الله إن عرشه على سماواته وقال بأصابعه مثل القبه .. ) إذا جرى على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية ، والكيفية عن الله وصفاته منفية .

ـ تفسير المنار لرشيد رضا ج 12 ص 16
أما عرش الرحمن عز وجل فهو من عالم الغيب الذي لا ندركه بحواسنا ، ولا نستطيع تصويره بأفكارنا ، فأجدر بنا أن لا نعلم كنه استوائه عليه . . . . إن بعض المتكلمين تكلفوا تفسير السموات السبع والكرسي والعرش العظيم ، أو تأويلهن بالاَفلاك التسعة عند فلاسفة اليونان المخالف للقرآن . . . .

ـ خزانة الاَدب للحموي ج 1 ص 240
قال الزمخشري : . . . . قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى .. الاِستواء على معنيين ، أحدهما الاِستقرار في المكان وهو المعنى القريب المورى به الذي هو غير مقصود ، لاَن الحق تعالى وتقدس منزه عن ذلك .
ـ وقد طعن المستشرق اليهودي جولد تسيهر في تفسير الاِستواء على العرش بغير القعود المادي ، تأييداً لمذهبه في التجسيم ، فقال في مذاهب التفسير الاِسلامي ص169 : وجاء ذكر كرسي الله سبحانه في آية الكرسي . . . . ويقول الزمخشري في ذلك : وما هو إلا تصوير لعظمته وتخييل فقط . ولا كرسي ثمة ولا قعود ولا قاعد . انتهى . وقد كذب هذا اليهودي على الزمخشري ليشنع عليه ، لاَنه خالف مذهبه في التجسيم .

تفسيرهم الذي فيه تجسيم

قالوا إن الله جالس على كرسيه كما قال اليهود

ـ تاريخ بغداد ج 1 ص 295
محمد بن أحمد بن خالد بن شيرزاذ .. أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرىَ عليَّ أبي الحسين بن مظفر وأنا أسمع ، حدثكم أبوبكر محمد بن أحمد بن خالد
( 404 )
القاضي ، قال نا سعيد بن محمد ، قال نا سلم بن قتيبة ، قال نا شعبة ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : على العرش استوى ، قال : حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل . انتهى . ونحوه في فردوس الاَخبار ج 1 ص220 وفتح القدير ج 1 ص 347

ـ مسند احمد ج 1 ص 295
عن أبي نضرة قال خطبنا ابن عباس على هذا المنبر منبر البصرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لم يكن نبي إلا له دعوة تنجزها في الدنيا ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لاَمتي ، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من تنشق عنه الاَرض ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، آدم فمن دونه تحت لوائي . قال : ويطول يوم القيامة على الناس . . . . قال ثم آتي باب الجنة فآخذ بحلقة باب الجنة فأقرع الباب فيقال من أنت فأقول محمد فيفتح لي فأرى ربي عز وجل وهو على كرسيه أو سريره ، فأخر له ساجداً وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي ، فيقال : إرفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع .
قال فأرفع رأسي فأقول : أي رب أمتي أمتي ، فيقال لي : أخرج من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا فأخرجهم ، ثم أعود فأخر ساجداً وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي ، فيقال لي : إرفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أي رب أمتي أمتي ، فيقال : أخرج من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا فأخرجهم ، قال وقال في الثالثة مثل هذا أيضاً ! انتهى .
وهذه الرواية مضافاً إلى ما فيها من تجسيم فهي واحدة من روايات توسيع الشفاعة لتشمل جميع الاَمة برها وفاجرها وظالمها ومظلومها ، وقاتلها ومقتولها ، بل لتشمل كل الكفار تقريباً كما سترى في باب الشفاعة إن شاء الله تعالى . ولم يستثن إخواننا من هذه الشفاعة الموسعة المجانية إلا أهل بيت النبي وشيعتهم !!

( 405 )
ـ مجمع الزوائد ج 1 ص 126
وعن ثعلبة بن الحكم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لفصل عباده : إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم ، إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم ولا أبالي . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون .

ـ سير أعلام النبلاء ج 17 ص 656
قال أبونصر السجزي في كتاب الاَبانة : وأئمتنا كسفيان ، ومالك ، والحمادين ، وابن عيينة ، والفضيل ، وابن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق ، متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش ، وعلمه بكل مكان ، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا ، وأنه يغضب ويرضى ، ويتكلم بما شاء !

ـ دلائل النبوة للبيهقي ج 5 ص 481
يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إلى الله وهو جالس على كرسيه . انتهى .
وقد أوردنا في الفصلين الثالث والخامس عدداً آخر من رواياتهم في جلوس الله تعالى على عرشه وأطيط العرش من ثقله بزعمهم ، وأثبتنا أن أول من فتح القول بالتجسيم في الاِسلام هو كعب الاَحبار والخليفة عمر .

وتناقضت رواياتهم في العرش والكرسي

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 1 ص 219
ابن عمر : إن الله عز وجل ملأ عرشه ، يفضل منه كما يدور العرش أربعة أصابع بأصابع الرحمن عز وجل .

ـ تفسير الطبري ج 3 ص 8
ـ عن عبدالله بن خليفة أتت امرأة النبي فقال أدع الله أن يدخلني الجنه.. ثم قال (ص) إن كرسيه وسع السموات والاَرض وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع .

( 406 )
ـ تفسير الطبري ج 3 ص 7
عن الربيع : وسع كرسيه السموات والاَرض ، قال لما نزلت .. قال أصحاب النبي : يا رسول الله هذا الكرسي وسع السموات والاَرض فكيف العرش ؟ فأنزل الله تعالى وما قدروا الله حق قدره . . . . عن أبي موسى : قال الكرسي موضع القدمين . وعن السدي : والكرسي بين يدي العرش وهو موضع قدميه .

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 5 ص 128
ابن عباس : وسع كرسيه السموات والاَرض ، كرسيه موضع قدمه ، والعرش لا يقدر قدره . ونحوه في تاريخ بغداد ج 9 ص 251 وفي تفسير الصنعاني ج 2 ص 203 وفي فردوس الاَخبار ج 5 ص 128

ـ مجمع الزوائد ج 10 ص 343
وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يجمع الاَمم يوم القيامة ثم ينزل من عرشه إلى كرسيه ، وكرسيه وسع السموات والاَرض .

ـ سنن أبي داود ج 2 ص 419
قال ابن بشار في حديثه : إن الله فوق عرشه ، وعرشه فوق سمواته . وساق الحديث .

ـ إرشاد الساري للقسطلاني ج 5 ص 249
عن بعض السلف أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه محيط بالعالم من كل جهه .

ـ إرشاد الساري للقسطلاني ج 7 ص 42
قال قوم هو ( أي الكرسي ) جسم بين يدي العرش . . . . وزعم بعض أهل الهيئة من الاِسلاميين أن الكرسي هو الفلك الثامن . . . . وهو الاَطلس .

ـ إرشاد الساري للقسطلاني ج 7 ص 312
قال ابن كثير : والعرش فوق العالم مما يلي رؤس الناس .

( 407 )
وقالوا عرش الله كرسي متحرك

ـ مجمع الزوائد ج 10 ص 154
وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول . . . . فيكون كذلك حتى يصبح الصبح ثم يعلو عز وجل على كرسيه . رواه الطبراني في الكبير والاَوسط بنحوه . . . . ويحيى بن إسحاق لم يسمع من عبادة ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة ، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح .

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 5 ص 360
عبادة بن الصامت : ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا فلا يزال كذلك حتى يصلي الصبح ، ثم يعلو ربنا عز وجل على كرسيه .

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 5 ص 361
ينزل ربنا عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة ، ويضع عرشه حيث يشاء من الاَرض .

وقالوا العرش غير الكرسي ، وقالوا العرش هو الكرسي!

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 5 ص 365
ينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي .

ـ معالم التنزيل للبغوي ج 1 ص 239
أبو هريرة : الكرسي هو العرش .

ـ وروى السيوطي في ج 1 ص 324
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال كان الحسن يقول الكرسي هو العرش . . . . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . . وسع كرسيه السموات والاَرض ، فهي تئط من عظمته وجلاله كما يئط الرحل الجديد .ورواه في كنز العمال ج 14 ص 636

( 408 )
تفسير قوله تعالى : عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً

قال اللّه تعالى : أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا . ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً . الاِسراء 78 ـ 79

وقالوا يجلس الله على عرشه ويُجْلس النبي إلى جانبه

ـ روى الدارمي في سننه ج 2 ص 325
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل له ما المقام المحمود ؟ قال : ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به ، وهو كسعة ما بين السماء والاَرض ، ويجاء بكم حفاة عراة غزلاً ، فيكون أول من يكسى إبراهيم ، يقول الله تعالى أكسوا خليلي ، فيؤتي بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ، ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاماً يغبطني الاَولون والآخرون . ورواه الحاكم في المستدرك ج 2 ص 364 والبغوي في مصابيحه ج 3 ص 552 والهندي في كنز العمال ج 14 ص 412 والسيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 84

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 34 وص 328 وص 324
وأخرج ابن المنذر وأبوالشيخ عن ابن مسعود قال قال رجل يا رسول الله ما المقام المحمود ؟ قال : ذلك يوم ينزل الله على كرسيه يئط منه كما يئط الرحل الجديد من تضايقه ، وهو كسعة ما بين السماء والاَرض . ورواه في كنز العمال ج 14 ص 636

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 198
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا ، قال : يجلسه بينه وبين جبريل عليه السلام ويشفع لاَمته ، فذلك المقام المحمود .

( 409 )
ـ وروى البيهقي في دلائل النبوة ج 5 ص 481
يأتي رسول الله ( ص ) يوم القيامة إلى الله وهو جالس على كرسيه .

ـ دلائل النبوة للبيهقي ج 5 ص 486
عن عبد الله بن سلام : .. وينجو النبي ( ص ) والصالحون معه وتتلقاهم الملائكة يرونهم منازلهم .. حتى ينتهي إلى الله عز وجل فيلقى له كرسي .

ـ وروى الديلمي في فردوس الاَخبار ج 3 ص 85
ابن عمر : عسى الله أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ، يجلسني معه على السرير .

ـ وفي فردوس الاَخبار ج 4 ص 298
أنس بن مالك : من كرامتي على ربي عز وجل قعودي على العرش .

ـ وقال الشوكاني في فتح القدير ج 3 ص 316
إن المقام المحمود هو أن الله سبحانه يجلس محمداً ( ص ) معه على كرسيه ، حكاه ابن جرير . . . . وقد ورد في ذلك حديث .

ـ تاريخ بغداد ج 3 ص 22
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي ، أخبرنا يحيى بن وصيف الخواص ، حدثنا أحمد بن علي الخراز ، حدثنا المعيطي وغير واحد قالوا : حدثنا محمد بن فضيل عن ليث بن مجاهد في قوله : عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا ، قال : يقعده معه على العرش ..

ـ تاريخ بغداد ج 8 ص 52
عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد !

( 410 )
قال أبوبكر المروذي قال لي أبو علي الحسين بن شبيب قال لي أبو بكر بن سلم العابد حين قدمنا إلى بغداد : أخرج ذلك الحديث الذي كتبناه عن أبي حمزة فكتبه أبو بكر بن سلم بخطه وسمعناه جميعاً ، وقال أبو بكر بن سلم : إن الموضع الذي يفضل لمحمد صلى الله عليه وسلم ليجلسه عليه . قال أبو بكر الصيدلاني : من رد هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي ، وعلى أبي بكر بن سلم العابد . . . .

ونفى الفكرة بعض علماء السنة

ـ صحيح شرح العقيدة الطحاوية ج 1 ص 570
قال الاِمام الطحاوي رحمه الله : والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الاَخبار ، ونرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ، ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ، ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ، ولا نقنطهم .
الشرح : لقد ثبتت الشفاعة منطوقاً ومفهوماً في القرآن الكريم وخاصة للنبي صلى الله عليه وآله ، ومن تلك الآيات قوله تعالى : ولسوف يعطيك ربك فترضى ، الضحى 3 ، وقال تعالى: عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا . الاِسراء 79 ، وتفسير المقام المحمود بالشفاعة ثابت في الصحيحين وغيرهما ( 338 ) . وقال الله تعالى : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً . طه 9 ـ 10 . وقال تعالى : ما من شفيع إلا من بعد إذنه يونس ـ 3 . وفي شفاعة الملائكة قوله تعالى : بل عباد مكرمون . لا يسبقونه بالقول . وهم بأمره يعملون . يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون .الاَنبياء : 78 .
وقال في هامشه : ( 338 ) أنظر البخاري 3 ـ 338 و 8 ـ 399 و 13 ـ 422 ومسلم 1 ـ 179 . ومن الغريب العجيب أن يعرض المجسمة والمشبهة عن هذا الوارد الثابت في الصحيحين ، ويفسروا المقام المحمود بجلوس سيدنا محمد على العرش بجنب
( 411 )
الله!! تعالى الله عن إفكهم وكذبهم علواً كبيراً ، وهم يعتمدون على ذلك على ما يروى عن مجاهد بسند ضعيف من أنه قال ما ذكرناه من التفسير المنكر المستشنع ، وتكفل الخلال في كتابه السنة 1 ـ 209 بنصرة التفسير المخطئ المستبشع ، وقد نطق بما هو مستنشع عند جميع العقلاء !

وقال المستشرقون إنها فكرة مسيحية

ـ مذاهب التفسير الاِسلامي لجولد شهر ص 122 ـ 123
. . . سجلت فتنة ببغداد ، أثارها نزاع على مسألة من التفسير ذلك هو تفسير الآية 79 من سورة الاِسراء : ومن الليل فتهجد به نافلة عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا. ما المراد من المقام المحمود ؟ ذهب الحنابلة . . . . إلى أن الذي يفهم من ذلك هو أن الله سبحانه يقعد النبي معه على العرش . . . . ربما كان هذا متأثراً بما جاء في إنجيل مرقص 16 ، 19 ، وآخرون ذهبوا إلى أن المقام المحمود .. هو مرتبة الشفاعة التي يرفع اليها النبي .

واعترفوا بأن بعض هذه الاَحاديث موضوع

ـ ميزان الاِعتدال ج 4 ص 174
أنبأني جماعة عن عين الشمس الثقفية ، أخبرنا محمد ابن أبي ذر سنة ست وعشرين وخمسمائة ، أخبرنا أبوطاهر عبدالرحيم ، أخبرنا عبدالله بن محمد القباب، أخبرنا أحمد بن الحسن بن هارون الاَشعري ، حدثنا على بن محمد القادسي بعكبرا سنة ست وخمسين ومائتين ، حدثنا محمد بن حماد ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين حبيب الله فيتخطى صفوف الملائكة حتى يصير إلى العرش ، حتى يجلسه معه على العرش ، حتى يمس ركبته . فهذا لعله وضعه أحد هؤلاء أصحاب مقاتل أو القادسي .

( 412 )
وقالوا يجلس صاحب أحمد بن حنبل على سجاد العرش

ـ تاريخ بغداد ج 12 ص 112
حدثنا أحمد بن عبد الله الحفار ، قال رأيت أحمد بن حنبل في النوم فقلت : يا أبا عبد الله ما صنع الله بك ؟ قال : حباني وأعطاني وقربني وأدناني . قال قلت : الشيخ الزمن علي بن الموفق ما صنع الله به ؟ قال : الساعة تركته على زلالي ، يريد العرش . انتهى . وقال في هامشه : الزلية : بكسر الزاي واللام البساط ، والجمع زلالي . عن القاموس .

وقالوا يُجْلس أبا بكر على كرسي عند العرش

ـ تاريخ بغداد ج 4 ص 386
عن ابن أبي ذئب ، عن معن بن الوليد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة نصب لاِبراهيم منبر أمام العرش ونصب لي منبر أمام العرش ، ونصب لاَبي بكر كرسي ، فنجلس عليها وينادي مناد يالك من صديق بين خليل وحبيب . !!

تفسير قوله تعالى : فلما آسفونا انتقمنا منهم

قال تعالى عن فرعون : فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين . فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين . الزخرف 54 ـ 55

قال أهل البيت عليهم السلام : إن الله لا يأسف كأسفنا

ـ الكافي ج 1 ص 144
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : فلما آسفونا انتقمنا منهم ، فقال : إن الله عز وجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون
( 413 )
ويرضون وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه، لاَنه جعلهم الدعاة إليه والاَدلاء عليه ، فلذلك صاروا كذلك ، وليس أن ذلك يصل إلى خلقه ، لكن هذا معنى ما قال من ذلك ، وقد قال : من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها ، وقال : ومن يطع الرسول فقد أطاع الله . وقال : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم . فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك ، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الاَشياء مما يشاكل ذلك .
ولو كان يصل إلى الله الاَسف والضجر وهو الذي خلقهما وأنشأهما ، لجاز لقائل هذا أن يقول : إن الخالق يبيد يوماً ما ، لاَنه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغيير ، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الاِبادة ، ثم لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور عليه ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى الله عن هذا القول علواً كبيرا ، بل هو الخالق للاَشياء لا لحاجة ، فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه ، فافهم إن شاء الله تعالى . انتهى .
أقول : ومما يؤيد تفسير آسفونا في الآية بأنهم آسفوا الاَنبياء والاَوصياء عليهم السلام ، أنه تعالى قال ( آسفونا ) بجمع المتكلم ولم يقل آسفوني بالمفرد ، وقد فسرها الاِمام عليه السلام بأن الله تعالى نسب الفعل إلى نفسه لاَنهم آسفوا عباده الخاصين ، لاَن إغضابهم إغضاب له تعالى .
وهذا يفتح لنا باباً لفهم نسبة الفعل الاِلَهي وقانونها في القرآن ، ومتى يسند الفعل إلى الله تعالى بصيغة المفرد المتكلم ، ومتى يسند بصيغة الجمع ، أو بصيغة الغائب . فإن دراسة الاَفعال المسندة إلى الله تعالى في القرآن ، عن طريق إحصائها وتقسيمها وتحليلها ، سيعطينا فوائد متعددة في معرفة أنواع الفعل الاِلَهي ووسائله . ففي كل نوع من صيغ نسبته إلى الله تعالى هدف ، ووراءه قاعدة ..
فبعض الاَفعال أسندها عز وجل إلى نفسه بصيغة المفرد المتكلم وجمع المتكلم والمفرد الغائب ، مثل : أوحيت ، أوحينا ، نوحي ، أوحي . . . . وبعضها أسندها
( 414 )
بصيغة جمع المتكلم والغائب فقط ولم يسندها بصيغة المفرد مثل : بشرنا ، أرسلنا ، صورنا ، رزقنا ، بينا .. الخ . ولم يقل بشرت أو رزقت . . . . الخ .
إن كلمات القرآن وحروفه موضوعة في مواضعها بموجب علوم إلَهية عميقة وحسابات ربانية دقيقة ، كما وضعت النجوم في مواضعها ومداراتها في الكون ( فلا أقسم بمواقع النجوم ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ، إنه لقرآن كريم ) . وإن كشف أصل وجود القاعدة في نسبة الفعل الاِلَهي في القرآن بحد ذاته أمر مهم . ولكن معادلتها وتطبيقاتها ستبقى على الاَرجح ظناً وتخميناً ، لاَننا محرومون من الذي عنده علم الكتاب روحي فداه !
روى في الاِحتجاج أن شخصاً جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له : لولا ما في القرآن من الاِختلاف والتناقص لدخلت في دينكم ! فقال له عليه السلام : وما هو فقال : . . . . أجد الله يقول : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ، وفي موضع آخر يقول : الله يتوفى الاَنفس حين موتها ، والذين تتوفاهم الملائكة طيبين ، وما أشبه ذلك ، فمرة يجعل الفعل لنفسه ومرة لملك الموت ، ومرة للملائكة . . . . فقال أمير المؤمنين : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، تبارك وتعالى ، هو الحي الدائم ، القائم على كل نفس بما كسبت ، هات أيضاً ما شككت فيه :
قال : حسبي ما ذكرت . . . . . قال عليه السلام : فأما قوله : الله يتوفى الاَنفس حين موتها ، وقوله : يتوفاكم ملك الموت ، وتوفته رسلنا ، والذين تتوفاهم الملائكة طيبين ، والذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم . . . . فهو تبارك وتعالى أعظم وأجل من أن يتولى ذلك بنفسه ، وفعل رسله وملائكته فعله ، لاَنهم بأمره يعملون ، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلاً وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال فيهم : الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس .. فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة ، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره ، وفعلهم فعله ، وكل ما
( 415 )
يأتون به منسوب إليه ، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت وفعل ملك الموت فعل الله لاَنه يتوفى الاَنفس على يد من يشاء ، ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء ، وإن فعل أمنائه فعله . انتهى .

ـ التوحيد للصدوق ص 168
باب معنى رضاه عز وجل وسخطه .
حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثني أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد عيسى اليقطيني ، عن المشرقي ، عن حمزة بن الربيع ، عمن ذكره قال : كنت في مجلس أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له : جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى : ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ، ما ذلك الغضب ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : هو العقاب يا عمرو ، إنه من زعم أن الله عز وجل زال من شيء إلى شيء فقد وصفه صفة مخلوق ، إن الله عز وجل لا يستفزه شيء ولا يغيره .
وبهذا الاِسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله : ـ . . . . كما في رواية الكافي المتقدمة .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو الفقيمي ، عن هشام بن الحكم أن رجلاً سأل أبا عبدالله عليه السلام عن الله تبارك وتعالى له رضا وسخط ؟ فقال : نعم ، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ، وذلك أن الرضا والغضب دَخَال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال ( لاَن المخلوق أجوف ) معتمل مركب ، للاَشياء فيه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للاَشياء فيه ، واحد أحدي الذات واحدي المعنى ، فرضاه ثوابه ، وسخطه عقابه ، من غير شيء يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال ، فإن ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين ، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز الذي لا حاجة به إلى شيء مما خلق ، وخلقه جميعاً محتاجون إليه ، إنما خلق الاَشياء من غير حاجة ولا سبب ، اختراعاً وابتداعاً .

( 416 )
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي السكري قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له : يابن رسول الله أخبرني عن الله عز وجل هل له رضا وسخط ؟ فقال : نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ولكن غضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه .

ـ بحار الاَنوار ج 4 ص 63
روى حديث توحيد الصدوق الثالث ، وقال :
بيان : في الكافي هكذا : فينقله من حال إلى حال لاَن المخلوق أجوف معتمل . وهو الظاهر . والحاصل أن عروض تلك الاَحوال والتغيرات إنما يكون لمخلوق أجوف له قابلية ما يحصل فيه ويدخله ، معتمل يعمل بأعمال صفاته وآلاته ، مركب من أمور مختلفة وجهات مختلفة للاَشياء من الصفات والجهات والآلات فيه مدخل، وخالقنا تبارك اسمه لا مدخل للاَشياء فيه لاستحالة التركيب في ذاته ، فإنه أحدي الذات واحدي المعنى ، فإذن لا كثرة فيه لا في ذاته ولا في صفاته الحقيقية ، وإنما الاِختلاف في الفعل فيثيب عند الرضا ويعاقب عند السخط . قال السيد الداماد رحمه الله : المخلوق أجوف لما قد برهن واستبان في حكمة ما فوق الطبيعة أن كل ممكن زوج تركيبي ، وكل مركب مروج الحقيقة فإنه أجوف الذات لا محالة ، فما لا جوف لذاته على الحقيقة هو الاَحد الحق سبحانه لا غير ، فإذن الصمد الحق ليس هو إلا الذات الاَحدية الحقة من كل جهة ، فقد تصحح من هذا الحديث الشريف تأويل الصمد بما لا جوف له وما لا مدخل لمفهوم من المفهومات وشيء من الاَشياء في ذاته أصلاً .
الاحتجاج : عن هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق عن الصادق عليه السلام . فقال : فلم يزل صانع العالم عالماً بالاَحداث التي أحدثها قبل أن يحدثها ؟ قال : لم يزل يعلم فخلق . قال : أمختلف هو أم مؤتلف ؟ قال : لا يليق به الاِختلاف ولا الايتلاف ، إنما يختلف المتجزي ويأتلف المتبعض ، فلا يقال له : مؤتلف ولا مختلف .

( 417 )
قال : فكيف هو الله الواحد ؟
قال : واحد في ذاته فلا واحد كواحد ، لاَن ما سواه من الواحد متجزئ ، وهو تبارك وتعالى واحد لا متجزئ ، ولا يقع عليه العد .

تفسير إخواننا الموافق لمذهبنا

ـ إرشاد الساري ج 4 ص 235
الغضب من المخلوقين شيء يداخل قلوبهم ، ولا يليق أن يوصف الباري تعالى بذلك ، فيؤول ذلك على ما يليق به تعالى ، فيحمل على آثاره ولوازمه .وفي ج 5 ص 229 والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال الشر إلى المغضوب عليه .وفي ج 6 ص 156 نسبة الضحك والتعجب إلى الباري جل وعلا مجازية ، والمراد بهما الرضا بصنيعهما .

ـ شرح مسلم للنووي ج 2 جزء 3 ص 68
المراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامه فيمن عصاه .. لاَن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب .

تفسيرهم الذي فيه تجسيم

ـ تفسير الصنعاني ج 2 ص 166
حدثنا عبد الرزاق قال : سمعت ابن جريج يقول : وغضب في شيء فقيل له : أتغضب يا أبا خالد ! فقال : قد غضب خالق الاَحلام ، إن الله تعالى يقول لما آسفونا ، أغضبونا .
عن سماك بن الفضل قال : كنت عند عروة بن محمد جالساً وعنده وهب بن منبه فأتى بعامل لعروة .. فقالوا فعل وفعل ، وثبت عليه البينة ، قال فلم يملك وهب بن منبه نفسه فضربه على قرنه بعصا وقال : أفي زمن عمر بن عبدالعزيز يصنع مثل هذا
( 418 )
قال : فاشتهاها عروة . . . . وقال : يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب ! قال وهب : قد غضب خالق الاَحلام ، إن الله يقول : فلما أسفونا انتقمنا منهم ، يقول أغضبونا . انتهى . وقد ذكرنا في فصل مكانة المشبهين والمجسمين في مصادر إخواننا : أن وهباً استند في الظاهر إلى الآية ليثبت أن الغضب الاِلَهي كغضب البشر ، ولكن أصل الغضب الاِلَهي في ثقافته هو الغضب التلمودي الذي قال عنه الدكتور أحمد شلبي في مقارنة الاَديان ج 1 ص 267 : يروي التلمود أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل ، ومما يرويه التلمود على لسان الله قوله : تب لي لاَني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي . وليست العصمة من صفات الله في رأي التلمود، لاَنه غضب مرة على بني إسرائيل فاستولى عليه الطيش فحلف بحرمانهم من الحياة الاَبدية ، ولكنه ندم على ذلك بعد أن هدأ غضبه ، ولم ينفذ قسمه لاَنه عرف أنه فعل فعلاً ضد العدالة . انتهى . والمصيبة أن اخواننا أخذوا نسبة الغضب البشري إلى الله تعالى من وهب وأمثاله من اليهود وجعلوها من عقائد الاِسلام ، ثم قعدوا يبكون من خطر الاسرائيليات على الاِسلام والمسلمين !

ـ الدر المنثور ج 6 ص 19
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة : فلما آسفونا ، قال أغضبونا .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : فلما آسفونا ، قال أغضبونا . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : فلما آسفونا ، قال أغضبونا .

ـ دلائل النبوة للبيهقي ج 5 ص 477
عن أبي هريرة قال : . . . . فيأتون موسى فيقولون : يا موسى أنت رسول الله .. إشفع لنا عند ربك .. فيقول لهم موسى : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله ، وإني قتلت نفساً لم أومر بقتلها .. نفسي نفسي ، إذهبوا إلى عيسى . . . . قال : فيأتون عيسى
( 419 )
فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله إشفع لنا عند ربك . . . . فيقول لهم عيسى : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله ، ولم يذكر ذنباً ، نفسي نفسي ، إذهبوا إلى غيري ، إذهبوا إلى محمد ( ص ) .

ـ مقالات الاِسلاميين للاشعري ج 1 ص 211
واختلف الناس في حملة العرش ما الذي يحمله ؟ فقال قائلون الحملة تحمل الباري وأنه إذا غضب ثقل على كواهلهم ، وإذا رضي خف ! .. وقال بعضهم الحملة ثمانية أملاك . وقال بعضهم ثمانية أصناف . وقال قائلون : إنه على العرش .

ـ الاِيمان لابن تيمية ص 424
وفي الصحيحين في حديث الشفاعة : يقول كل من الرسل إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله . . . . عن النبي : لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بأرض دوية مهلكة .. وكذلك ضحكه إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ، وضحكه إلى الذي يدخل الجنة آخر الناس ويقول أتسخر بي وأنت رب العالمين . . . . وكل هذا في الصحيح ..

ـ فتاوى ابن باز ج 2 ص 96
وهكذا القول في باقي الصفات ، من السمع ، والبصر ، والرضى ، والغضب ، واليد ، والقدم ، والاَصابع ، والكلام ، والاِرادة ، وغير ذلك ، كلها يقال إنها معلومة من حيث اللغة العربية ! فالاِيمان بها واجب والكيف مجهول لنا لا يعلمه إلا الله . . . انتهى .
وإذا كان الكيف مجهولاً كما يقول المفتي ابن باز فلماذا يصر على تفسيره بالظاهر الحسي ولماذا لا يكون مفوضاً مثل مفوضة السلف ، اللذين أوكلوا هذه الصفات إلى الله تعالى ؟!


( 420 )
تفسير آيات أخرى تتعلق بالموضوع

ـ قال الصدوق في التوحيد ص 159

باب تفسير قول الله عز وجل : نسوا الله فنسيهم

حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان قال : حدثنا أبوحامد عمران بن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن بن القاسم الرقام ، عن القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبدالعزيز بن مسلم قال : سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل : نسوا الله فنسيهم ، فقال : إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ، ألا تسمعه عز وجل يقول : وما كان ربك نسياً ، وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم ، كما قال عز وجل : ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون . وقوله عز وجل : فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا . أي نتركهم كما تركوا الاِستعداد للقاء يومهم هذا .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : قوله : نتركهم أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه ، لاَن الترك لا يجوز على الله عز وجل .
وأما قول الله عز وجل : وتركهم في ظلمات لا يبصرون ، أي لم يعاجلهم بالعقوبة وأمهلهم ليتوبوا .

باب تفسير قوله عز وجل :

والاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه .
حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال : سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام عن قول الله عز
( 421 )
وجل : والاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه ، فقال : ذلك تعبير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه ، ألا ترى أنه قال : وما قدروا الله حق قدره ، ومعناه إذ قالوا : إن الاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه ، كما قال عز وجل : وما قدروا الله حق قدره ، إذ قالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء ، ثم نزه عز وجل نفسه عن القبضة واليمين فقال : سبحانه وتعالى عما يشركون .
حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رحمه الله قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : والاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة ، فقال : يعني ملكه لا يملكها معه أحد ، والقبض من الله تبارك وتعالى في موضع آخر المنع ، والبسط منه الاِعطاء والتوسيع ، كما قال عز وجل : والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ، يعني يعطي ويوسع ويمنع ويضيق ، والقبض منه عز وجل في وجه آخر الاَخذ في وجه القبول منه كما قال : ويأخذ الصدقات ، أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها .
قلت : فقوله عز وجل : والسموات مطويات بيمينه قال : اليمين اليد ، واليد القدرة والقوة ، يقول عز وجل : السماوات مطويات بقدرته وقوته ، سبحانه وتعالى عما يشركون .

باب تفسير قول الله عز وجل : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ، فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ، ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم لمحجوبون .

( 422 )
باب تفسير قوله عز وجل : وجاء ربك والملك صفاً صفاً
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل : وجاء ربك والملك صفاً صفاً ، فقال : إن الله عز وجل لا يوصف بالمجئ والذهاب ، تعالى عن الاِنتقال ، إنما يعني بذلك : وجاء أمر ربك والملك صفاً صفاً .

باب تفسير قوله عزوجل : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ، قال : يقول هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام ، وهكذا نزلت . انتهى . أي هكذا نزل تفسيرها معها .

باب تفسير قوله عز وجل : سخر الله منهم ، وقوله عز وجل : الله يستهزيَ بهم ، وقوله عز وجل : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ، وقوله عز وجل : يخادعون الله وهو خادعهم .
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : سخر الله منهم ، وعن قول الله عز وجل : الله يستهزيَ بهم ، وعن قوله : ومكروا ومكر الله ، وعن قوله :
( 423 )
يخادعون الله وهو خادعهم ، فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزيَ ولا يمكر ولا يخادع ، ولكنه عز وجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاِستهزاء وجزاء المكر والخديعة ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا .

باب معنى الحجزة

حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن محمد بن بشر الهمداني قال : سمعت محمد بن الحنفية يقول : حدثني أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذ بحجزة الله ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، قلت : يا أمير المؤمنين وما الحجزة قال : الله أعظم من أن يوصف بالحجزة أو غير ذلك ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله آخذ بأمر الله ، ونحن آل محمد آخذون بأمر نبينا ، وشيعتنا آخذون بأمرنا .
أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الخزاز ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذ بحجزة الله ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، ثم قال : والحجزة النور .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثني علي بن العباس قال : حدثنا الحسن بن يوسف ، عن عبدالسلام ، عن عمار ابن أبي اليقظان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يجيء رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذاً بحجزة ربه ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، فنحن وشيعتنا حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون ، والله ما نزعم أنها حجزة الاِزار ولكنها أعظم من ذلك ، يجيء رسول الله صلى الله عليه وآله آخذاً بدين الله ، ونجيء نحن آخذين بدين نبينا ، وتجيء شيعتنا آخذين بديننا.
( 424 )
وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : الصلاة حجزة الله ، وذلك أنها تحجز المصلي عن المعاصي مادام في صلاته ، قال الله عز وجل : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .

باب معنى العين والاَذن واللسان
أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن لله عز وجل خلقاً من رحمته خلقهم من نوره ورحمته ، من رحمته لرحمته فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتاً ، وبهم يميت حياً ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته . قلت : جعلت فداك من هؤلاء ؟ قال : الاَوصياء .

باب معنى قوله عز وجل : وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان .
أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن نعمان ، عن إسحاق بن عمار ، عمن سمعه ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال في قوله الله عز وجل : وقالت اليهود يد الله مغلولة ، لم يعنوا أنه هكذا ، ولكنهم قالوا : قد فرغ من الاَمر فلا يزيد ولا ينقص ، فقال الله جل جلاله تكذيباً لقولهم : غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ، بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء . ألم تسمع الله عز وجل يقول : يمحو الله ما يشاء ويثبت و عنده أم الكتاب .
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن المشرقي ، عن عبد الله بن قيس ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سمعته يقول : بل يداه مبسوطتان ، فقلت : له يدان هكذا ، وأشرت بيدي إلى يده ، فقال : لا ، لو كان هكذا لكان مخلوقاً .

( 425 )
باب معنى قوله عز وجل : ونفخت فيه من روحي
حدثنا حمزة بن محمد العلوي رحمه الله ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله الله عز وجل : ونفخت فيه من روحي ، قال : روح اختاره الله واصطفاه وخلقه إلى نفسه (كذا) وفضله على جميع الاَرواح ، فأمر فنفخ منه في آدم .
أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحلبي وزرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أحد ، صمد ، ليس له جوف ، وإنما الروح خلق من خلقه ، نصر وتأييد وقوة ، يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا بكر بن صالح ، عن القاسم بن عروة ، عن عبد الحميد الطائي ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : ونفخت فيه من روحي ، كيف هذا النفخ ؟ فقال : إن الروح متحرك كالريح ، وإنما سمي روحاً لاَنه اشتق اسمه من الريح ، وإنما أخرجه على لفظ الروح لاَن الروح مجانس للريح ، وإنما أضافه إلى نفسه لاَنه اصطفاه على سائر الاَرواح ، كما اصطفى بيتاً من البيوت فقال بيتي ، وقال لرسول من الرسل خليلي ، وأشباه ذلك ، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث ، مربوب مدبر .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبي جعفر الاَصم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الروح التي في آدم عليه السلام والتي في عيسى عليه السلام ماهما ؟ قال : روحان مخلوقان اختارهما واصطفاهما ، روح آدم عليه السلام وروح عيسى عليه السلام .

( 426 )
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا علي بن العباس ، قال : حدثنا علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل : ونفخت فيه من روحي ، قال : من قدرتي .
حدثنا محمد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران رضي الله عنهم قالوا : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا محمد بن أسماعيل البرمكي قال : حدثنا علي بن العباس قال : حدثنا عبيس بن هشام ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل : فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ، قال : إن الله عز وجل خلق خلقاً وخلق روحاً ، ثم أمر ملكاً فنفخ فيه ، فليست بالتي نقصت من قدرة الله شيئاً من قدرته .

تم المجلد الثاني من كتاب العقائد الاِسلامية
ويليه المجلد الثالث إن شاء الله تعالى ، وأوله بحث الشفاعة .

* *