ورد أهل البيت عليهم السلام حديث القناديل وحواصل الطيور

ـ الكافي ج 3 ص 244
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له : جعلت فداك يروون أن أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش ؟ فقال : لا ، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ، ولكن في أبدان كأبدانهم .
ـ الكافي ج 3 ص 245

( 96 )
ــ الكافي ج 3 ص 245
محمد ، عن أحمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه الحسن ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : قلت لاَبي عبدالله عليه السلام : إنا نتحدث عن أرواح المؤمنين أنها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش ، فقال : لا ، ما هي في حواصل طير ، قلت : فأين هي قال : في روضة كهيئة الاَجساد في الجنة . انتهى . وروى نحوه الطوسي في تهذيب الاَحكام ج 1 ص 466

واختلفت رواياتهم فيما هو مكتوب على العرش

ـ تاريخ بغداد ج 11 ص 173
عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً لا إلَه إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي ، نصرته بعلي .

ـ لسان الميزان ج 2 ص 484
وحدثنا محمد بن عثمان ثنا زكريا بن يحيى الكسائي ثنا يحيي بن سالم ثنا أشعث بن عم الحسن بن صالح ثنا مسعر عن عطية العوفي عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً : مكتوب على باب الجنة لا إلَه إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بعلي .
قال أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو علي بن الصواف ومحمد بن علي بن سهل وسليمان الطبراني والحسن بن علي بن الخطاب قالوا : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة فساقه بنحوه ، لكن لفظه على باب الجنة لا إلَه إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله قبل أن يخلق الله السموات بألفي عام ، ساقه الخطيب عن أبي نعيم في ترجمة الحسن هذا ، وقد روى الكسائي عن ابن فضيل وجماعة ، وقال النسائي والدارقطني متروك . انتهى . وقد تقدم في ترجمة أشعث ابن عم الحسن بن صالح لهذا الرجل ذكر بالتشيع ، وسيأتي كلام ابن عداء فيه في ترجمة علي بن القاسم .


( 97 )
ـ الجواهر الحسان للثعالبي ج 1 ص 67
وقالت طائفة إن آدم رأى مكتوباً على ساق العرش : محمد رسول الله ، فتشفع به ، فهي الكلمات . .

ـ لسان الميزان ج 3 ص 237
ومن أباطيله عن خالد بن أبي عمرو الاَزدي عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مكتوب على العرش لاإلَه إلا الله ، محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي.

ـ ميزان الاِعتدال ج 3 ص 182
عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني . عن أبيه وغيره . كذبه ابن معين . وقال النسائي والدارقطني : متروك . وقال ابن عدي : يسرق الحديث . . . وقال ابن جرير الطبري : حدثنا عمر بن إسماعيل ، حدثنا ابن فضيل ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي الدرداء مرفوعاً : رأيت ليلة الاِسراء جريدة خضراء فيها مكتوب بنور : لا إلَه إلا الله ، أبوبكر الصديق ، عمر الفاروق . تابعه السري بن عاصم .

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 4 ص 410
البراء بن عازب : مكتوب على العرش لا إلَه إلا الله ، محمد رسول الله ، أبي بكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان الشهيد ، علي الرضا .

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 5 ص 468
تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم ، فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول : يا عدل ، أحكم بيني وبين قاتل ولدي ، فيحكم لابنتي ورب الكعبة .

ـ لسان الميزان ج 3 ص 423
عبدالرحمن بن عفان . . . قال ابن الجنيد سمعت يحيى بن معين وذكر أبابكر بن عفان ختن مهدي بن حفص فقال : كذاب مكذب رأيت له حديثاً حدث به عن أبي إسحاق الفزاري كذباً .

( 98 )
قلت : وله خبر آخر عن محمد بن محمد بن الصائغ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعاً : لما أسرى بي رأيت على العرش مكتوباً لا إلَه إلا الله محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذو النورين ، يقتل ظلماً . رواه الختلي في الديباج عنه ، والمتهم به صاحب الترجمة .

ـ الموضوعات ج 1 ص 327
أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت قال : أخبرني أحمد بن عمر بن علي القاضي قال : أنبأنا أحمد بن علي بن محمد بن الجهم قال : حدثنا محمد بن جرير الطبري قال : حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدثنا ابن فضيل عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ليلة أسري بي في العرش فرندة خضراء فيها مكتوب بنور أبيض : لا إلَه إلا الله ، محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق . هذا حديث لا يصح ، والمتهم به عمر بن اسماعيل ، قال يحيى : ليس بشيء كذاب دجال سوء خبيث ، وقال النسائي والدارقطني : متروك الحديث .

ـ الموضوعات ج 1 ص 336
أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال : أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت قال : أنبأنا القاضي أبوالفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي قال : حدثنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي قال : حدثنا أحمد ابن محمد القاضي قال : حدثنا الاِحتياطي قال : حدثنا علي بن جميل ، عن جرير بن عبدالحميد ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على ورقة محمد رسول الله ، أبوبكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذو النورين . اسم الاِحتياطي الحسن بن عبد الرحمن بن عباد أبو علي .
قال أبوحاتم بن حبان : هذا باطل موضوع ، وعلي بن جميل كان يضع الحديث لا تحل الرواية عنه بحال . . .

( 99 )
أنبأنا أبو منصور القزاز قال : أنبأنا أبوبكر أحمد بن علي ابن ثابت قال : أنبأنا محمد بن عبيدالله الحنائي قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال : أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال : حدثنا أبوبكر عبدالرحمن بن عنان الصوفي قال : حدثنا محمد بن مجيب الصائغ قال : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوباً لا إلَه إلا الله ، محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذو النورين يقتل مظلوماً . هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأبو بكر الصوفي ومحمد بن مجيب كذابان ، قاله يحيى بن معين .

ـ لسان الميزان ج 2 ص 295
وقال الهيثم بن خلف حدثنا الحسن بن عبدالرحمن الاِحتياطي ، ثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس في الجنه شجرة إلا على كل ورقة منها مكتوب لا إلَه إلا الله ، محمد رسول الله ، أبوبكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذوالنورين . قلت : هذا باطل والمتهم به الحسين . انتهى . وكذا في ميزان الاِعتدال ج 1 ص 540 ونحوه في لسان الميزان ج 6 ص 61 وميزان الاِعتدال ج 4 ص 145 وفي كتاب المجروحين ج 1 ص 116 وقال أخبرناه الحسن بن عبدالله بن يزيد القطان بالرقة قال : حدثنا على بن جميل . وهذان خبران باطلان موضوعان لا شك فيه ، وله مثل هذا أشياء كثيرة يطول الكتاب بذكرها . ومات علي بن جميل بالرقة سنة تسع وأربعين ومائتين . ونحوه في المجروحين ج 1 ص 366

ـ نهج الحق للعلامة الحلي ص 252
وقد ذكرت في كتاب : كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين : أن الفضائل إما قبل ولادته ، مثل ما روى أخطب خوارزم ، من علماء الجمهور ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم ، فقال : الحمد لله ، فأوحى الله تعالى إليه حمدني عبدي ، وعزتي وجلالي لو لا عبدان أريد أن
( 100 )
أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك ، قال : إلَهي فيكونان مني قال : نعم يا آدم ، ارفع رأسك ، وانظر ، فرفع رأسه ، فإذا مكتوب على العرش : لا إلَه إلا الله ، محمد نبي الرحمة ، وعلي مقيم الحجة ، من عرف حق علي زكا وطاب ، ومن أنكر حقه لعن وخاب ، أقسمت بعزتي وجلالي : أن أدخل الجنة من أطاعه ، وإن عصاني ، وأقسمت بعزتي : أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني . والاَخبار في ذلك كثيرة .
وقال في هامشه : رواه في المناقب ، بسنده عن الاَعمش ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود ، كما في ينابيع المودة ص 11 .

وقالوا إنه تعالى أثقل من الحديد

ـ الدر المنثور ج 6 ص 3
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبوالشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما : تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ، قال : من الثقل . انتهى . أي من ثقل الله تعالى ! وستأتي بقية رواياتهم عن أطيط العرش وحريره في تفسير آيات الاِستواء على العرش .

وقالوا يرى بالعين في الآخرة ويناقش رجلاً ويضحك عليه

ـ صحيح البخاري ج 1 ص 195
( عن أبي هريرة ) أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
قال : هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟
قالوا : لا يا رسول الله .
قال : فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟
قالوا : لا .
قال : فإنكم ترونه كذلك . يحشر الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتبع ، فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت ،
( 101 )
وتبقى هذه الاَمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله عز وجل فيقول أنا ربكم .
فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله فيقول : أنا ربكم .
فيقولون : أنت ربنا ؟ !
فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل و كلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم . وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم شوك السعدان ؟
قالوا : نعم .
قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو ، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار ، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود ، فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل !
ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ، ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولاً الجنة مقبلاً بوجهه قبل النار ، فيقول : يا رب إصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها .
فيقول : هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك ؟
فيقول : لا وعزتك ، فيعطي الله ما يشاء من عهد و ميثاق فيصرف الله وجهه عن النار ، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال : يا رب قدمني عند باب الجنة .
فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت:
فيقول : يا رب لا أكون أشقى خلقك .

( 102 )
فيقول : فما عسيت أن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره .
فيقول : لا وعزتك لا أسأل غير ذلك ، فيعطي ربه ما شاء من عهد و ميثاق فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول :
يا رب أدخلني الجنة .
فيقول الله تعالى : ويحك يا ابن آدم ما أغدرك ، أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت ؟
فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول له : تمنَّ ، فيتمنى ، حتى إذا انقطع أمنيته قال الله عز وجل : زد من كذا وكذا ، وأقبل يذكره ربه عز وجل ، حتى إذا انتهت به الاَماني ، قال الله تعالى : لك ذلك ومثله معه .
قال أبو سعيد الخدري لاَبي هريرة رضي الله عنهما : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز و جل لك ذلك و عشرة أمثاله .
قال أبو هريرة : لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه .
قال أبو سعيد الخدري : إني سمعته يقول ذلك لك وعشرة أمثاله .
وروى نحوه في ج 7 ص 205 وفيه ( فلا يزال يدعو حتى يضحك ، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها فإذا دخل فيها ، قيل تمن من كذا فيتمنى ، ثم يقال له تمن من كذا فيتمنى ، حتى تنقطع به الاَماني فيقول : هذا لك ومثله معه .
قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً . قال عطاء وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه حتى انتهى إلى قوله هذا لك ومثله معه ، قال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هذا لك وعشرة أمثاله ، قال أبو هريرة : حفظت مثله معه .

( 103 )
وروى البخاري نحوه أيضاً في عدة مواضع من صحيحه كما في ج 1 جزء 1 ص 138 و 143 و 195 وجزء 2 ص 113 ـ 114 وج 3 جزء 6 ص 48 ، 56 و 72 وج 4 جزء 7 ص 198 ، 203 ، 204 ، 205 و 206 وج 4 جزء 8 ص 179 ، 181 ، 184 ، 203 وج 5 ص 179 وج 6 ص48 وج 8 ، ص 167 ، 179 و 186 !!

وقالوا يكشف عن ساقه بل عن ساقيه ويعفو عن المنافقين

زاد مسلم على البخاري إضافات وتفصيلات عن تجسد الله تعالى وعن شمول شفاعة النبي صلى الله عليه وآله للمنافقين والمشركين حتى لا يكاد يبقى في النار أحد ! فقال في ج1 ص 112 :
عن أبي سعيد الخدري أن ناساً في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم .
قال هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس معها سحاب ؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيها سحاب ؟
قالوا : لا يا رسول الله .
قال : ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما .
إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الاَصنام والاَنصاب إلا يتساقطون في النار ، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبدالله من بر وفاجر ، وغير أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزيراً بن الله ، فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فماذا تبغون ؟ قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا ، فيشار إليهم ألا تردون ، فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فيتساقطون في النار .

( 104 )
ثم يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فيقال لهم ماذا تبغون ؟ فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا ، قال فيشار إليهم ألا تردون ، فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فيتساقطون في النار .
حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبدالله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها .
قال فما تنتظرون ، تتبع كل أمة ما كانت تعبد !
قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم .
فيقول أنا ربكم .
فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئاً ، مرتين أو ثلاثاً !
حتى أن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها ؟
فيقولون نعم ، فيكشف عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء ، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ، ثم يرفعون رؤسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال : أنا ربكم .
فيقولون أنت ربنا .
ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون اللهم سلم سلم .
قيل يا رسول الله وما الجسر ؟ قال دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان ، فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب ، فناج مسلم ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد منا شدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لاِخوانهم الذين في النار ، يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون ، فيقال
( 105 )
لهم أخرجوا من عرفتم ، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقاً كثيراً قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه ، ثم يقولون ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به ، فيقول إرجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه ، فيخرجون خلقاً كثيراً ، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا ، ثم يقول إرجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحداً ، ثم يقول إرجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه ، فيخرجون خلقاً كثيراً ، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيراً .
وكان أبو سعيد الخدري يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم : إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً ، فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين ، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لن يعملوا خيراً قط ، قد عادوا حمماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة ، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ، ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض ، فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية ، قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ، ثم يقول أدخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم ، فيقولون ربنا أعطيتنا مالم تعط أحداً من العالمين ، فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبداً .

ـ وروى مسلم عدداً من أحاديث الرؤية أيضاً في ج 2 ص 113
ـ وروى أبو داود في سننه نحو حديث البخاري المتقدم في ج 2 ص 419

ـ وروى أحمد في مسنده ج 3 ص 383 :
. . . أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يسأل عن الورود قال : نحن يوم
( 106 )
القيامة على كذا وكذا أنظر أي ذلك فوق البأس ، قال فتدعي الاَمم بأوثانها وما كانت تعبد الاَول فالاَول ، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنظرون ؟ فيقولون ننتظر ربنا عز وجل ، فيقول أنا ربكم ، يقولون حتى ننظر إليك ، فيتجلى لهم يضحك ، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال : فينطلق بهم ويتبعونه ويعطي كل إنسان منافق أو مؤمن نوراً ، ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ، ثم يطفأ نور المنافق ثم ينجو المؤمنون فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفاً لا يحاسبون ، ثم الذين يلونهم كأضوأ أنجم في السماء ، ثم كذلك ، ثم تحل الشفاعة حتى يخرج من النار من قال لا إلَه إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ، فيجعلون بفناء أهل الجنة ، ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات الشيء في السيل ، ثم يسأل حتى يجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها .
ـ ورواه ابن ماجه في سننه ج 1 ص 63 ، 66 ، 590 وج 2 ص 731 و 1450 وفيه ( ويتبدي لهم في روضة من رياض الجنة . . . ويجلس أدناهم ) .
ـ وأبو داود في سننه ج 2 ص 420 وج 4 ص 233 ـ والترمذي ج 4 ص 90 وج 4 ص 92 ، 93 ، 95 ـ والبغوي في المصابيح ج 3 ص 533 وص 542 وص 569 ـ وروى من أحاديث الرؤية في الآخرة ابن أبي شيبة في المصنف ج 2 ص 58 ـ والهيثمي في مجمع الزوائد ج 10 ص 343 ـ وابن الاَثير في أُسد الغابة ج 1 ص 334 ـ والهندي في كنز العمال ج 14 ص 436 و446 و493 ـ والبيهقي في سننه ج 10 ص 41 وفي البعث والنشور ص 262 وفي شعب الاِيمان ج 3 ص 202 ، ـ وقال في شعب الاِيمان ج 3 ص 99 :
عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله أن الناس يجلسون يوم القيامة من الله على قدر رواحهم إلى الجمعة ، الاَول ثم الثاني ثم الثالث . انتهى . ورواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 560 و ص 582 مع تفاوت في التفاصيل . ورواه الطبري في تفسيره ج 25 ص 94 وفي ج 29 ص 26 وج 30 ص 119 ، ـ وقال في ج 29 ص 24
ـ قال أبو الزهراء عن عبد الله يتمثل الله للخلق يوم القيامة . .

( 107 )
ـ وأورد السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 290 عدداً وفيراً من أحاديث الرؤية قال :
وأخرج عبدالرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني في الرؤية والبيهقي في الاَسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون الشمس . . . الخ .
وأخرج الدار قطني في الرؤية عن أبي هريرة قال : سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون . . . الخ . وفيه تفصيلات لا توجد في غيره .
وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جمع الله الاَولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب عز وجل إلى المؤمنين فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول هل تعرفون ربكم عز وجل فيقولون إن عرفنا نفسه عرفناه فيقول لهم الثانية هل تعرفون ربكم فيقولون إن عرفنا نفسه عرفناه فيتجلى لهم عز وجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجداً .
وأخرج النسائي والدار قطني وصححه عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا . . . الخ .
وأخرج الدار قطني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ترون الله عز وجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر . . . الخ .
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدار قطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة . . . الخ .

ـ وقال البخاري في ج 6 ص 72
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً . انتهى . ورواه في ج 8 ص 181 وهو يشبه ما تقدم عن رؤية الله تعالى وفيه :

( 108 )
( فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس . . . وإنما ننتظر ربنا قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الاَنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً ) . وروى نحوه في ج 3 جزء 6 ص 72 وروى نحوه الدارمي في سننه ج 2 ص 326 والحاكم في المستدرك ج 4 ص 590 وج 4 ص 599 وأحمد في ج 3 ص17 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 10 ص 329 وج 10 ص 340 والهندي في كنز العمال ج14 ص 298 وص 441 والسيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 292 ـ وقال الصنعاني في تفسيره ج 2 ص 248 ـ عن ابن مسعود في قوله تعالى : يوم يكشف عن ساق قال : يعني ساقيه تبارك وتعالى ! وقال المنذري في الترغيب والترهيب ج 4 ص 391 :عن عبدالله ابن مسعود قال النبي ( ص ) . . . أن أمة محمد تبقى يوم القيامة تنتظر خروج ربها فلا يعرفونه إلا بكشف ساقه . انتهى . وقال في ج 5 ص 369: ابن مسعود : يكشف ربنا عز وجل عن ساقه يوم القيامة .

ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 10 ص 340
وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الاَولين الآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء ، قال وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ، ثم ينادي مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، أليس ذلك عدلاً من ربكم ؟ قالوا بلى ، قال فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويقولون في الدنيا قال فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم من ينطلق إلى القمر والاَوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون ، قال ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزير .

( 109 )
ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، قال فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول : ما لكم لا تنطلقون كانطلاق الناس ؟ فيقولون إن لنا لاِلَهاً ما رأيناه ، فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها ، قال فيقول ما هي ؟ فنقول يكشف عن ساقه ، قال فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره ، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون ، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ، ثم يقول ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك ، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضىء مرة ويطفأ مرة ، فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفىء قام ، قال والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف ، قال فيقول مروا فيمرون على قدر نورهم ، منهم من يمر كطرفة العين ، ومنهم من يمر كالبرق ، ومنهم من يمر كالسحاب ، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كشد الفرس ، ومنهم من يمر كشد الرحل ، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخرُّ يدٌ وتعلق يد ، وتخر رجل وتعلق رجل ، وتصيب جوانبه النار ، فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها ، قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم ، فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول الله أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار ، فيقول رب اجعل بيني وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها ، قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم ، فيقول رب أعطني ذلك المنزل فيقول له لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره ، وأنى منزل أحسن منه ، فيعطي فينزله ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم ، قال رب أعطني ذلك المنزل ، فيقول الله تبارك وتعالى له فلعلك إن
( 110 )
أعطيتكه تسأل غيره ، فيقول وعزتك يا رب وأنى منزل يكون أحسن منه فيعطاه وينزله ثم يسكت ، فيقول الله جل ذكره مالك لا تسأل ، فيقول رب قد سألتك حتى قد استحييتك وأقسمت حتى استحييتك ، فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه ، فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله !
قال فرأيت عبدالله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك ، فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً كلما بلغت هذا المكان ضحكت ، قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مراراً كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه ، قال فيقول الرب جل ذكره لا ولكني على ذلك قادر ، سل فيقول ألحقني بالناس ، فيقول الحق بالناس ، قال فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً ، فيقال له إرفع رأسك مالك ، فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي ، فيقال له إنما هو منزل من منازلك ، قال ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له فيقال له مه ، فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة ، فيقول إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه ، قال فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون باباً كل باب يفضى إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضى إلى جوهرة على غير لون الاَخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف ، أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت قبل ذلك ، فيقول لها والله لقد أزددت في عيني سبعين ضعفاً ، وتقول له وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفاً ، يقال له أشرف فيشرف فيقال له ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك .

( 111 )
قال فقال عمر ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلاً فكيف أعلاهم ؟ قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، إن الله جل ذكره خلق داراً جعل فيها ما شاء من الاَزواج والثمرات والاَشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة ، ثم قال كعب : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءاً بما كانوا يعملون ، قال وخلق دون ذلك جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه ، ثم قال من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد ، حتى أن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه ، فيستبشرون لريحه فيقولون واهاً لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه .
قال ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها ، فقال كعب إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خرَّ لركبتيه ، حتى أن إبراهيم خليل الله ليقول : رب نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبياً إلى عملك لظننت أن لا تنجو . . . رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة ) . انتهى .
ويدل هذا الحديث الذي وثقه الطبراني على أن دار الخلافة بحضور الخليفة عمر كانت عامرة بمثل هذه الاَحاديث ، وأن كعب الاَحبار كان المرجع الذي يؤخذ برأيه ! وتفصيل ذلك في الفصل الخامس .

ـ وقال البغوي في مصابيحه ج 3 ص 529
وقال ( ص ) : يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنه . انتهى . ورواه الديلمي في فردوس الاَخبار ج 5 ص 369 ورواه السهمي في تاريخ جرجان ص 391
ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 254
قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق ) الآية . . أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد . . . .

( 112 )
وأخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوم يكشف عن ساق ، قال يكشف الله عز وجل عن ساقه .
وأخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مندة عن ابن مسعود في قوله : يوم يكشف عن ساق ، قال عن ساقيه تبارك وتعالى ، قال ابن مندة : لعله في قراءة ابن مسعودي كشف بفتح الياء وكسر الشين .
وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر قال : والذي أنزل التوراة على موسى والاِنجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن يوم يكشف عن ساق إلى قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون الصلوات الخمس إذا نودي بها .
وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبدالله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال . . . الخ . ونحوه في الدر المنثور ج 5 ص 341

وحاول الصنعاني والنووي تخليص الله تعالى من كشف ساقه

ـ تفسير الصنعاني ج 2 ص 247
عن إبراهيم في قوله تعالى : يوم يكشف عن ساق قال : عن أمر عظيم وقال : قد قامت الحرب على ساق . وقال إبراهيم . . . قال ابن عباس : يكشف عن ساق فيسجد كل مؤمن ويقسو ظهر الكافر فيكون عظماً واحداً .

ـ وقال النووي في شرح مسلم ج 2 جزء 3 ص 27 :
قوله ( ص ) فيكشف عن ساق . . . أي يكشف عن شدة وأمر مهول . . . وكشف عن ساقه للاِهتمام به . قال القاضي : وقيل المراد بالساق هنا نور عظيم . . وقيل قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين . انتهى .

( 113 )
وسوف نورد في تفسير آية : يوم يكشف عن ساق ، أن كشفت الحرب عن ساقها ، أو كشف الاَمر عن ساقه ، في اللغة العربية تعبير عن حلول الاَمر الشديد ، وسنورد عدداً من الاَحاديث التي فسرت الآية بذلك .

وقالوا إنه يجلس على الجسر ويضع رجله على الاَخرى

ـ روى ابن أبي شيبة في المصنف ج 6 ص 112
عن الحكم قال : سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس ويضع إحدى رجليه على الاَخرى فقال : لا بأس به إنما هو شيء كرهته اليهود ، قالوا إنه خلق السموات والاَرض في ستة أيام ، ثم استوى يوم السبت فجلس تلك الجلسة .

ـ روى الديلمي في فردوس الاَخبار ج 5 ص 369
عن ثوبان مولى النبي ( ص ) : يقبل الجبار عز وجل يوم القيامة فيثني رجله على الجسر !

ـ وروى الذهبي في تاريخ الاِسلام ج 9 ص 520
عثمان بن أبي عاتكة . . . روى عن أبي أمامة عن رسول الله ( ص ) : إن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار .

الاِمام الصادق يقول إنها رواية يهودية

ـ تفسير العياشي ج 1 ص 137
. . . عن حماد عنه ( الاِمام جعفر الصادق عليه السلام ) قال : رأيته جالساً متوركاً برجله على فخذه فقال له رجل عنده : جعلت فداك هذه جلسة مكروهة ، فقال : لا ، إن اليهود قالت : إن الرب لما فرغ من خلق السموات والاَرض جلس على الكرسي هذه الجلسة ليستريح ، فأنزل الله : الله لا إلَه إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم .

( 114 )
وقالوا لا تمتليء النار حتى يضع رجله فيها

ـ صحيح البخاري ج 3 جزء 6 ص 47
. . . عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه فتقول قط قط .
. . . عن أبي هريرة . . . يقال لجهنم هل امتلاَت وتقول هل من مزيد ، فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط . . إلى آخر الرواية وفيها من مناظرة بين الجنة والنار .
. . . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ، قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله فتقول قط قط ، فهنالك تمتليء ويزوى بعضها إلى بعض .

ـ صحيح البخاري ج 4 جزء 7 ص 224
عن أنس بن مالك : قال النبي ( ص ) لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط .

ـ صحيح البخاري ج 4 جزء 8 ص 166
وقال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم تقول جهنم قط قط وعزتك .

ـ صحيح البخاري ج 4 جزء 8 ص 167
عن أنس عن النبي ( ص ) قال : لا يزال يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول قد قد بعزتك .

( 115 )
صحيح البخاري ج 4 جزء 8 ص 186
عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال . . وإنه ينشأ للنار من يشاء فيلقون فيها ، فتقول هل من مزيد ثلاثاً ، حتى يضع قومه فتمتليء ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط .

ـ صحيح مسلم ج 8 ص 151
فأما النار فلا تمتليء فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتليء ويزوى بعضها إلى بعض . . . فأما النار فلا تمتليء حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط قط، فهنالك تمتليَ ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله من خلقه أحداً . وأما الجنة فإن الله ينشىء لها خلقاً .

ـ صحيح مسلم ج 8 ص 152
. . . جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول قط قط وعزتك ، ويزوى بعضها إلى بعض . . .
. . . عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك . ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشىء الله لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة .

ـ سنن الترمذي ج 4 ص 95
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول : ألا يتبع كل إنسان ما كانوا يعبدون فيمثل لصاحب الصليب صليبه ولصاحب التصاوير تصاويره ولصاحب النار ناره ، فيتبعون ما كانوا يعبدون ، ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين فيقول : ألا تتبعون الناس ؟ فيقولون : نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك ، الله ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا ، وهو يأمرهم ويثبتهم ! قالوا : وهل نراه يا رسول الله قال : وهل
( 116 )
تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا : لا يا رسول الله قال : فإنكم لا تضارون في رؤيته تلك الساعة ثم يتوارى ، ثم يطلع فيعرفهم نفسه ثم يقول : أنا ربكم فاتبعوني ، فيقوم المسلمون ويوضع الصراط فيمر عليه مثل جياد الخيل والركاب وقولهم عليه سلم سلم ، ويبقى أهل النار فيطرح منهم فيها فوج فيقال هل امتلاَت ، فتقول هل من مزيد ، ثم يطرح فيها فوج فيقال هل امتلاَت ، فتقول هل من مزيد ، حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها وأزوى بعضها إلى بعض ، ثم قال : قط . قالت : قط قط ... هذا حديث حسن صحيح .

ـ الطبري في تفسيره ج 26 ص 105
إن الله الملك قد سبقت منه كلمة لاَملاَن جهنم ، لا يلقى فيها شيء إلا ذهب فيها لا يملؤها شيء حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها ، وهي لا يملؤها شيء ، أتاها الرب فوضع قدمه عليها ثم قال لها : هل امتلاَت يا جهنم ؟ فتقول قط قط قد امتلاَت ، ملاَتني من الجن والاِنس ، فليس فيَّ مزيد ! قال ابن عباس ولم يكن يملؤها شيء حتى وجدت مس قدم الله تعالى ذكره . فتضايقت فما فيها موضع إبرة ! ! . انتهى . وروى نحوه الدارمي في سننه ج 2 ص 341 والبيهقي في سننه ج ص 42 وروى نحوه أحمد في ج 2 ص 276 بأربع قطات وفي ص 314 وص 369 بثلاث قطات .
وفي ص 507 وفي ج 3 ص 134 وص 141 وص 230 وص 234 وص 279 بقطين ورواه الصنعاني في المصنف ج 11 ص 422 بثلاث قطات ، والديلمي في فردوس الاَخبار ج 5 ص237 بقطين ، والبغوي في معالم التنزيل ج 4 ص 224 بقطين ، وفي مصابيح السنة ج 4 ص 14 و ص 15 بدون قط ، والبيهقي في البعث والنشور ص 136 بقطين ، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بإصبهان ج 1 ص 238 بقطين ، وابن القيم في زاد المعاد ج 1 ص 337 ، ورواه الهندي في كنز العمال ج 1 ص 234 وج 14 ص 428 وص 521 وص 436 وص 544 وج 16 ص 208 بروايات كثيرة عن مصادر متعددة .