من مصادر السنيين

ـ تاريخ البخاري ج 6 ص 533
روى وكيع عن محمد بن قيس قال : أدنى أهل الجنة منزلة الذي يشفع في الرجل من أهل بيته .

ـ مسند أبي يعلي ج 2 ص 292
حدثنا أبوبكر حدثنا محمد بن بشر حدثنا زكريا بن أبي زائدة حدثني عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أمتي من يشفع للرجل وأهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته .

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 1 ص 105
أنس بن مالك : أكثروا من المعارف من المؤمنين ، فإن لكل مؤمن شفاعة عند الله يوم القيامة .

ـ الدر المنثور ج 6 ص 8
وأخرج ابن جرير من طريق قتادة عن أبي إبراهيم اللخمي في قوله : ويزيدهم من فضله قال يشفعون في إخوان إخوانهم .

ـ تفسير الطبري ج 25 ص 18
قوله تعالى : ويزيدهم من فضله . . . . وقيل إن ذلك الفضل الذي ضمن جل ثناؤه أن يزيدهموه هو أن يشفعهم في إخوان إخوانهم ، إذا هم شفعوا في إخوانهم فشفعهوا فيهم .

ـ تفسير الطبري ج 29 ص 105
فما تنفعهم شفاعة الشافعين ، يقول فما يشفع لهم الذين شفعهم الله في أهل الذنوب . . وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن الله مشفع بعض خلقه في بعض .

( 464 )

ـ هامش طبقات المحدثين بأصبهان ج 2 ص 346
عن أبي أمامة عن النبي ( ص ) قال : إن ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش شافع مشفع .

ـ الاِيمان لابن تيمية ص 115
أبو الحسن الاَشعري نصر قول جهم في الاِيمان مع أنه نصر المشهور من أهل السنة في أنه يستثني في الاِيمان فيقول : أنا مؤمن إن شاء الله لاَنه نصر مذهب أهل السنة في أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة ولا يخلدون في النار وتقبل منهم الشفاعة ونحو ذلك .

ـ فتاوي الاَلباني ص 286
سؤال : هل تارك الصلاة كافر ولا ينفعه أي عمل ؟
جواب : نحن قلنا إن إخواننا كانوا يصلون ويصومون إلى آخره ، فيأذن الله عز وجل بأن يشفع لهم فيشفعون ، ثم يشفعون لوجبة أخرى .

* *

( 465 )
الفصل الثالث عشر
شفاعة القرآن ، والكعبة ، والحجاج ، والزوار
وأصناف أخرى من الناس . . .

وردت في مصادر الفريقين أحاديث عن شفاعة القرآن ، وصرح بعضها بأن القرآن يتجسد يوم القيامة على صورة إنسان وملك نوراني ، ويتكلم مع أهل المحشر .
وقد ورد في أحاديث البعث والقيامة والحساب والجنة والنار ، من طرق الجميع مايدل على تجسد القرآن ، وتجسد بعض الاَعمال، والاَمور والاَمكنة والاَزمنة . .
وقد كان هذا الاَمر صعب التصديق بل صعب التصور في العصور السابقة ، أما في عصر الذرة والجينات فقد عرف الناس حقائق مدهشة من خلق الله تعالى وقوانينه ، وصار الاِيمان بضبط أعمال الاِنسان وتجسدها في هذه الدنيا أمراً معقولاً فضلاً عن عالم الآخرة !

( 466 )

شفاعة القرآن

ـ في نهج البلاغة ج 2 ص 91
واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ، والمحدث الذي لا يكذب .
وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى أو نقصان في عمى .
واعلموا أنه ليس على أحدٍ بعد القرآن من فاقة ، ولا لاَحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لاَوائكم ، فإن فيه شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال .
فاسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه ، ولا تسألوا به خلقه ، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله .
واعلموا أنه شافع مشفع ، وقائل مصدق ، وإنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فإنه ينادي مناد يوم القيامة : ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حَرَثَةِ القرآن ، فكونوا من حرثته وأتباعه ، واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه آراءكم ، واستغشوا فيه أهواءكم . العملَ العملِ ، ثم النهاية النهاية . انتهى .

ـ وفي الكافي ج 2 ص 596 ـ كتاب فضل القرآن
علي بن محمد ، عن علي بن العباس ، عن الحسين بن عبد الرحمن ، عن سفيان الحريري ، عن أبيه ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا سعد تعلموا القرآن ، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق ، والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف ، ثمانون ألف صف أمة محمد صلى الله عليه وآله وأربعون ألف صف من سائر الاَمم ، فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل فيسلَّم ، فينظرون إليه ثم يقولون : لا إلَه إلا الله الحليم الكريم ، إن هذا الرجل من المسلمين نعرفه بنعته
( 467 )
وصفته ، غير أنه كان أشد اجتهاداً منا في القرآن ، فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه ، ثم يجاوز حتى يأتي على صف الشهداء ، فينظرون إليه ثم يقولون : لا إلَه إلا الله الرب الرحيم ، إن هذا الرجل من الشهداء نعرفه بسمته وصفته ، غير أنه من شهداء البحر ، فمن هناك أعطي من البهاء والفضل ما لم نعطه ، قال : فيتجاوز حتى يأتي على صف شهداء البحر في صورة شهيد ، فينظر إليه شهداء البحر فيكثر تعجبهم يقولون : إن هذا من شهداء البحر نعرفه بسمته وصفته ، غير أن الجزيره التي أصيب فيها كانت أعظم هولاً من الجزيرة التي أصبنا فيها ، فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه ، ثم يجاوز حتى يأتي صف النبيين والمرسلين في صورة نبي مرسل ، فينظر النبيون والمرسلون إليه ، فيشتد لذلك تعجبهم ويقولون : لا إلَه إلا الله الحليم الكريم ، إن هذا النبي مرسل نعرفه بسمته وصفته ، غير أنه أعطي فضلاً كثيراً ، قال : فيجتمعون فيأتون رسول الله صلى الله عليه وآله فيسألونه ويقولون : يا محمد من هذا؟ فيقول لهم : أو ما تعرفونه ؟ فيقولون ما نعرفه ، هذا ممن لم يغضب الله عليه ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا حجة الله على خلقه .
فيسلم ثم يجاوز حتى يأتي على صف الملائكة في سورة ملك مقرب ، فتنظر إليه الملائكة فيشتد تعجبهم ، ويكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله ، ويقولون : تعالى ربنا وتقدس إن هذا العبد من الملائكه نعرفه بسمته وصفته ، غير أنه كان أقرب الملائكة إلى الله عز وجل ، مقاماً ، فمن هناك ألبس من النور والجمال ما لم نلبس ، ثم يجاوز حتى ينتهي إلى رب العزة تبارك وتعالى ، فيخر تحت العرش ، فيناديه تبارك وتعالى : ياحجتي في الاَرض وكلامي الصادق الناطق ، إرفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع ، فيرفع رأسه ، فيقول الله تبارك وتعالى : كيف رأيت عبادي ؟ فيقول : يا رب منهم من صانني وحافظ علي ولم يضيع شيئاً ، ومنهم من ضيعني واستخف بحقي وكذب بي وأنا حجتك على جميع خلقك ، فيقول الله تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي ، وارتفاع مكاني لاَثيبن عليك اليوم أحسن الثواب ، ولاَعاقبن عليك اليوم أليم العقاب .( ورواه في وسائل الشيعة ج 4 ص 213 )

( 468 )
ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أيها الناس إنكم في دار هدنة ، وأنتم على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ، فأعدوا الجهاز لبعد المجاز .
قال : فقام المقداد بن الاَسود فقال : يا رسول الله وما دار الهدنة ؟ قال : دار بلاغ وانقطاع ، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع ، وماحلٌ مصدق ، ومن جعله أمامه قادة إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة . . فَلْيجُلْ جَالٍ بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ، ويتخلص من نشب ، فإن التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص . انتهى .
ورواه في وسائل الشيعة ج 4 ص 218 وفي تفسير نور الثقلين ج 4 ص 13

* *


ـ وفي صحيح مسلم ج 2 ص 197
عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إقرؤوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاَصحابه . إقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير ، صوافُّ تحاجان عن أصحابهما . إقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة . قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة . انتهى . ورواه أحمد في ج 5 ص 248 ـ 249

( 469 )

ـ وفي مستدرك الحاكم ج 1 ص 554
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد ، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فيشفعان . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . انتهى . ورواه أحمد في مسنده ج 2 ص 174 وقال عنه في مجمع الزوائد ج 10 ص 380 : رواه أحمد وإسناده حسن على شعف في ابن لهيعة وقد وثق . وقال في عنه الدر المنثور ج 1 ص 182 : وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو . ورواه الديلمي في فردوس الاَخبار ج 2 ص 568 ح3631 وكنز العمال ج 8 ص 444

ـ وفي مستدرك الحاكم ج 1 ص 568
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إعملوا بالقرآن ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه ، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي الاَمر من بعدي كيما يخبروكم .
وآمنوا بالتوراة والاِنجيل والزبور ، وما أوتي النبيون من ربهم .
وليسعكم القرآن وما فيه من البيان ، فإنه شافع مشفع وماحل مصدق . ألا ولكل آية نور يوم القيامة ، وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الاَول ، وأعطيت طه وطواسين والحواميم من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش . هذا حديث صحيح الاِسناد ولم يخرجاه . وروى نحوه في ج 3 ص 578 ورواه في كنز العمال ج 1 ص 190

ـ وفي مسند أحمد ج 5 ص 348
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب ، فيقول له هل : تعرفني ؟ فيقول ما أعرفك ! فيقول له : هل تعرفني ؟ فيقول ما أعرفك ! فيقول : أنا صاحبك القرآن الذي
( 470 )
أظمأتك في الهواجر ، وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجارة ، فيعطى الملك بيمينه ، والخلد بشماله ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويكسي والداه حلتين ، لا يقوم لهما أهل الدنيا ، فيقولان بم كسينا هذه ؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن ! ثم يقال له : إقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها ، فهو في صعود ما دام يقرأ هذاً كان أو ترتيلاً . وروى نحوه في الدر المنثور ج 6 ص 277 :عن ابن أبي شيبة وابن الضريس عن مجاهد

ـ وفي الدر المنثور ج 3 ص 56
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، وابن الضريس ، ومحمد بن نصر ، والطبراني عن ابن مسعود قال : إن هذا القرآن شافع مشفع وماحل مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعل خلفه ساقه إلى النار . انتهى . وروى نحوه في كنز العمال ج 1 ص 552 ونحوه في ج 1 ص 516 و ص 519 و ج 2 ص 292 عن ابن مسعود وكذا في فردوس الاَخبار ج 3 ص 281 ح 4710 وفي المعجم الكبير للطبراني ج 9 ص 132

ـ وفي كنز العمال ج 14 ص 390
عن فردوس الاَخبار عن أبي هريرة : الشفعاء خمسة : القرآن ، والرحم ، والاَمانة ، ونبيكم ، وأهل بيته .

ـ وفي سنن الدارمي ج 2 ص 430
عن أبي هريرة يقول : إقرؤوا القرآن ، فإنه نعم الشفيع يوم القيامة ، إنه يقول يوم القيامة : يا رب حلِّه حليةَ الكرامة ، فيحلى حلية الكرامة ، يا رب أكسه كسوة الكرامة ، فيكسى كسوة الكرامة ، يا رب ألبسه تاج الكرامة ، يا رب إرض عنه ، فليس بعد رضاك شيء .
عن ابن عمر قال : يجيَ القرآن يشفع لصاحبه يقول : يا رب لكل عامل عمالة من عمله ، وإني كنت أمنعه اللذة والنوم فأكرمه ، فيقال : أبسط يمينك فيملاَ من رضوان
( 471 )
الله ، ثم يقال أبسط شمالك فيملاَ من رضوان الله ، ويكسى كسوة الكرامة ، ويحلى حلية الكرامة ، ويلبس تاج الكرامة .
عن أبي صالح قال : القرآن يشفع لصاحبه فيكسى حلة الكرامة ، ثم يقول : رب زده ، فيكسى تاج الكرامه ، قال فيقول رب زده فآته فآته ، يقول : رضائي .
قال أبو محمد : قال وهيب بن الورد : إجعل قراءتك القرآن علماً ولا تجعله عملاً .

ـ وفي سنن الدارمي ج 2 ص 433
عن ابن مسعود كان يقول : يجيءالقرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه ، فيكون له قائداً إلى الجنة ، ويشهد عليه ، ويكون سائقاً به إلى النار .

ـ وفي الدر المنثور ج 1 ص 18
وأخرج أبو عبيد وأحمد وحميد بن زنجويه في فضائل القرآن ومسلم وابن الضريس وابن حبان والطبري وأبوذر الهروي في فضائله والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاَصحابه . انتهى .
ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج 8 ص 118

* *

ـ وقد بالغ بعضهم في شفاعة القرآن حتى جعلها أعظم من شفاعة النبي صلى الله عليه وآله ! قال السبكي في طبقات الشافعيه ج 6 ص 301 نقلاً عن إحياء الدين للغزالي : ما من شفيع أعظم عند الله منزلة من القرآن !

* *

شفاعة سور القرآن وآياته

روت مصادر الشيعة والسنة أحاديث كثيرة في فضل سور القرآن وآياته ،
( 472 )
وشفاعتها لمن قرأها أو حفظها أو علمها أو تعلمها أو عمل بها ، أو إعطائه حق الشفاعة بسبب ذلك . . ويطول الكلام لو أردنا استعراض هذه الاَحاديث لكثرتها وضعف سند بعضها أو متنه . . لذا نكتفي بتقديم نماذج منها من مصادر الفريقين :

ـ ففي وسائل الشيعة ج 4 ص 199
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها، فإنها لا تقر في قلوب المنافقين ، وتأتي بها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة وأطيب ريح ، حتى تقف من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها ، فيقول لها : من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك ؟ فتقول : يا رب فلان وفلان ، فتبيض وجوههم ، فيقول لهم : إشفعوا فيمن أجبتم ، فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له ، فيقول لهم : أدخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم .
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قرأ التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة ، وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ، ثم لا يفارقها حتى يدخل الجنة .

ـ وفي تفسير نور الثقلين ج 2 ص 2
ـ في كتاب ثواب الاَعمال بإسناده إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : من قرأ سورة الاَعراف في كل شهر ، كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . فلا تدعوا قراءتها ، فإنها تشهد يوم القيامة لمن قرأها .
وفي مصباح الكفعمي عنه صلى الله عليه وآله : من قرأها جعل الله بينه وبين إبليس ستراً ، وكان آدم عليه السلام شفيعاً له يوم القيامة . ( ورواه في فردوس الاَخبار ج 4 ص 34 ح 8 559 )

ـ وفي مستدرك الوسائل ج 4 ص 351
وعنه صلى الله عليه وآله قال : ومن قرأ سورة الممتحنة ، كان المؤمنون والمؤمنات له شفعاء يوم القيامة .

وفي مستدرك الوسائل ج 4 ص 335
وقال صلى الله عليه وآله : من قرأ آية الكرسي مرة ، محي اسمه من ديوان الاَشقياء ، ومن قرأها
( 473 )
ثلاث مرات ، استغفرت له الملائكة ، ومن قرأها أربع مرات شفع له الاَنبياء ، ومن قرأها خمس مرات كتب الله اسمه في ديوان الاَبرار ، واستغفرت له الحيتان في البحار ووقي شر الشيطان ، ومن قرأها سبع مرات أغلقت عنه أبواب النيران ، ومن قرأها ثماني مرات فتحت له أبواب الجنان ، ومن قرأها تسع مرات كفي هم الدنيا والآخرة ، ومن قرأها عشر مرات نظر الله إليه بالرحمة ، ومن نظر الله إليه بالرحمة فلا يعذبه .

ـ وفي مستدرك الوسائل ج 4 ص 323
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن لكل شيَ قلباً وقلب القرآن يَس ، فمن قرأ يَس في نهاره قبل أن يمسي ، كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي ، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكَّل به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ، ومن كل آفة وإن مات في يومه أدخله الله الجنة . . . ثم يقول له الرب تعالى : إشفع عبدي اشفعك في جميع ما تشفع ، وسلني عبدي أعطك جميع ما تسأل ، فيسأل ويعطى ويشفع فيشفع ، ولا يحاسب فيمن يحاسب ، ولا يذل مع من يذل ، ولا يبكت بخطيئته ولا بشيَ من سوء عمله ، ويعطى كتاباً منشوراً فيقول الناس بأجمعهم : سبحان الله ما كان لهذا العبد خطيئة واحدة ، ويكون من رفقاء محمد صلى الله عليه وآله .

ـ وفي مستدرك الوسائل ج 6 ص 356
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يصلي ليلة السبت أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وآية الكرسي ثلاث مرات ، وقل هو الله أحد مرة ، فإذا سلم ، قرأ في دبر هذه الصلاة آية الكرسي ثلاث مرات ، غفر الله تبارك وتعالى له ولوالديه ، وكان ممن يشفع له محمد صلى الله عليه وآله .

* *

ـ وفي سنن ابن ماجة ج 2 ص 525
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن سورة في القرآن ، ثلاثون
( 474 )
آية ، شفعت لصاحبها حتى غفر له : تبارك الذى بيده الملك .
ورواه أبو داود ج 1 ص316 والترمذي ج 4 ص 238 والحاكم ج 1 ص 565 وأحمد ج 2 ص 299 وكنز العمال ج 1 ص 583 وص 594 وفردوس الاَخبار ج 2 ص 470 ح 3318

ـ وفي سنن الدارمي ج 2 ص 454
عن خالد بن معدان قال : إقرؤا المنجية ، وهي أ. ل. م. تنزيل ، فإنه بلغني أن رجلاً كان يقرؤها ما يقرأ شيئاً غيرها ، وكان كثير الخطايا ، فنشرت جناحها عليه ، وقالت : رب اغفر له ، فإنه كان يكثر قراءتي ، فشفعها الرب فيه وقال : اكتبوا له بكل خطيئة حسنة ، وارفعوا له درجة .

ـ وفي سنن الدارمي ج 2 ص 459
عن سعيد بن المسيب يقول إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة ، ومن قرأها عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة ، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له بها ثلاثة قصور في الجنة . فقال عمر بن الخطاب : والله يا رسول الله إذن لنكثرن قصورنا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أوسع من ذلك .

ـ وفي الدر المنثور ج 6 ص 247
وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعاً قال : يبعث رجل يوم القيامة لم يترك شيئاً من المعاصى إلا ركبها ، إلا أنه كان يوحد الله ، ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة واحدة ، فيؤمر به إلى النار ، فطار من جوفه شيء كالشهاب ، فقالت : اللهم إني مما أنزلت على نبيك صلى الله عليه وسلم ، وكان عبدك هذا يقرؤني ، فما زالت تشفع ، حتى أدخلته الجنة ، وهي المنجية : تبارك الذي بيده الملك .

ـ وفي فردوس الاَخبار ج 4 ص 30 ح 5587
أبو الدرداء : من قرأ مائتي آية في كل يوم ، شفع في سبع قبور حول قبره ، وخفف
( 475 )
الله عز وجل عن والديه ، وإن كانا مشركين . ورواه في كنز العمال ج 1 ص 537 2408 عن ابن أبي داود في المصاحف والديلمي .

شفاعة القرآن لمن يتعلمه ويعلمه

ـ في سنن ابن ماجة ج 1 ص 78
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ القرآن وحفظه أدخله الله الجنة ، وشفعه في عشرة من أهل بيته ، كلهم قد استوجب النار .
ورواه أحمد في مسنده ج 1 ص 148 وفي ج 1 ص 149 عن علي أيضاً، ورواه الترمذي في ج 4 ص 245 عن علي عليه السلام أيضاً ورواه البيهقي في شعب الاِيمان ج 2 ص 328 وص 329 وص 552 وكنز العمال ج 1 ص 521 وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج 11 ص 395 نحوه عن عائشة .

ـ وفي مسند أحمد ج 3 ص 440
عن سهل ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة . ومن قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيه ، ألبس والديه يوم القيامة تاجاً هو أحسن من ضوء الشمس في بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه ، فما ظنكم بالذي عمل به !

* *

كما روت المصادر ذم من يتعلم القرآن للدنيا ، ففي سنن النسائي ج 6 ص 23 :
عن أبي هريرة فقال له قائل من أهل الشام : أيها الشيخ حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة : رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت ، ولكنك قاتلت ليقال فلان جرىَ فقد قيل ! ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار !
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال فما
( 476 )
عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن . قال : كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم ! وقرأت القرآن ليقال قارئ ، فقد قيل ! ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار .
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب كما أردت أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال كذبت ، ولكن ليقال إنه جواد ، فقد قيل ! ثم أمر به فسحب على وجهه فألقى في النار ! ورواه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 107 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة . انتهى .

شفاعة الكعبة لمن زارها


ـ في الدر المنثور ج 1 ص 137
وأخرج ابن مردويه والاِصبهاني في الترغيب والديلمي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة البيت الحرام إلى قبري ، فتقول : السلام عليك يا محمد ، فأقول وعليك السلام يا بيت الله ، ما صنع بك أمتي بعدي ؟ فتقول : يا محمد من أتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعاً ، ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعاً .
وروى في مستدرك الوسائل ج 8 ص 40 رواية أخرى في تجسد الكعبة وشفاعتها أشبه من رواية السيوطي بالاسرائيليات وإن كان موضوعها الكعبة الشريفة ! قال :
عن وهب بن منبه أنه قال : مكتوب في التوراة : إن الله تعالى يبعث يوم القيامة سبعمائة ألف ملك ، ومعهم سلاسل من الذهب ليأتوا بالكعبة إلى عرصات القيامة ، فيأتون بها بسلاسل الذهب إلى موقف القيامة فيقول لها ملك : يا كعبة الله سيري ، فتقول : لا أذهب حتى تقضي حاجتي ، فيقول ما حاجتك ؟ إلى أن قال ما حاجتك سلي حتى تعطي ؟ فتقول : إلَهي عبادك العصاة ، أتوا إليَّ من كل فج عميق ، شعثاً
( 477 )
غبراً وخلفوا أهليهم وأولادهم وبيوتهم ، وودعوا أحباءهم وأصحابهم لزيارتي وأداء المناسك كما أمرت ، إلَهي فاشفع لهم لتؤمنهم من الفزع الاَكبر ، فاقبل شفاعتي واجعلهم في كنفي .
فينادي ملك : إن فيهم أصحاب الكبائر والمصرين على الذنوب ، المستحقين النار ! فتقول الكعبة : أنا أشفع في أهل الكبائر ، فيقول الله تعالى : قبلت شفاعتك وقضيت حاجتك ، فينادي ملك : ألا من كان من أهل الكعبة فليخرج من بين أهل الجمع ، فيخرج جميع الحاج من بينهم ، ويحتوشون الكعبة بيض الوجوه آمنون من الجحيم ، يطوفون حول الكعبة ، وينادون لبيك ، فينادي ملك : يا كعبة الله سيري ، فتسير الكعبة وتنادي : لبيك اللهم لبيك لبيك ، إن الحمد والملك والنعمة لك لا شريك لك لبيك ، وأهلها يتبعونها . انتهى .

* *

وقد روت المصادر أحاديث في شفاعة الحجر الاَسود أعزه الله تعالى ، كالذي في الدر المنثور ج 1 ص 136 عن عائشة : قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشهدوا هذا الحجر خيراً ، فإنه يأتي يوم القيامة شافع مشفع ، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه . وقد رواه في مجمع الزوائد ج 3 ص 242 وفي كنز العمال ج 12 ص 217 .
وورد في مصادر الطرفين أن الحجر الاَسود ملكٌ من ملائكة الجنة ، وأنه شهد على ميثاق بني آدم، ثم أنزله الله تعالى مع آدم إلى الاَرض ، ولا يتسع المجال لبحث ذلك.

شفاعة حجاج بيت الله الحرام

ـ في الكافي ج 4 ص 255
محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن صالح ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الحاج
( 478 )
والمعتمر وفد الله ، إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه أجابهم ، وإن شفعوا شفعهم ، وإن سكتوا ابتدأهم ، ويعوضون بالدرهم ألف درهم . ( وفي نسخة ألف ألف درهم ) ورواه في وسائل الشيعة ج 8 ص 68 وروى أحاديث متعددد عن استحقاق الجاج للجنة .

ـ وفي من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 217
ومن حج أربعين حجة قيل له : اشفع فيمن أحببت ، ويفتح له باب من أبواب الجنة ، يدخل منه هو ومن يشفع له .

ـ وفي وسائل الشيعة ج 8 ص 92
عن زكريا الموصلي كوكب الدم ، قال : سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول : من حج أربعين حجة ، قيل له : إشفع فيمن أحببت ، ويفتح له باب من أبواب الجنة ، يدخل منه هو ومن يشفع له .

ـ وفي سائل الشيعة ج 9 ص 512
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : الساعي بين الصفا والمروة ، تشفع له الملائكة ، فيشسفع فيه بالاِيجاب .

* *


ـ وفي مجمع الزوائد ج 3 ص 211
الحاج يشفع في أربعمائة أهل بيت ، أو قال من أهل بيته ، ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . ورواه في كنز العمال ج 5 ص 14 وفي الدر المنثور ج 1 ص 210

ـ وفي ذكر أخبار أصبهان ج 1 ص 148
عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان عشية يوم عرفة أشرف الرب عز وجل من عرشه إلى عباده فيقول : يا ملائكتي أنظروا إلى عبادي شعثاً غبراً ، قد أقبلوا يضربون إلى من كل فج عميق ، أشهدكم أني قد شفعت
( 479 )
محسنهم في ميسئهم ، وأني قد غفرت لهم جميع ذنوبهم ، إلا التبعات التي بينهم وبين خلقي . قال : فإذا أتوا المزدلفة وشهدوا جمعاً ، ثم أتوا مني فرموا الجمار وذبحوا وحلقوا ثم زاروا البيت ، قال : يا ملائكتي أشهدكم أني قد شفعت محسنهم في مسيئهم ، وأني غفرت لهم جميع ذنوبهم ، وأني قد خلفتهم في عيالاتهم ، وأني قد استجبت لهم جميع ما دعوا به ، وأني قد غفرت لهم التبعات التي بينهم وبين خلقي ، وعليَّ رضاء عبادي .

ـ وفي مجمع الزوائد ج 3 ص 275
عن أنس بن مالك قال : كنت قاعداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد مني ، فأتاه رجل من الاَنصار ورجل من ثقيف فسلما عليه ودعيا له دعاء حسناً فقالا : يا رسول الله جئنا لنسألك ، فقال : إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أسكت وتسألاني فعلت ؟ فقالا : أخبرنا يا رسول الله نزدد إيماناً أو يقيناً ـ الشك من إسماعيل قال لا أدري أيهما قال إيماناً أو يقيناً ـ فقال الاَنصاري للثقفي : سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الثقفي : بل أنت فسله فإني أعرف لك حقك ، فسأله فقال : أخبرني يا رسول الله .
قال : جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ، ومالك فيه ، وعن طوافك بالبيت وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما ، وعن طوافك بالصفا والمروة وما لك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار ومالك فيه ، وعن نحرك ومالك فيه ، وعن حلقك ورأسك ومالك فيه ، وعن طوافك بالبيت بعد ذلك يعني طواف الاِفاضة .
قال : والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك .
قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ، لا تضع ناقتك خفاً ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة وحط عنك به خطيئة ورفعك درجة ، وأما ركعتاك بعد
( 480 )
الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل .
وأما طوافك بين الصفا والمروة بعد ذلك ، كعتق سبعين رقبة .
وأما وقوفك عشية عرفة ، فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى السماء الدنيا يباهي بكم الملائكة ، يقول هؤلاء عبادي جاؤوا شعثاً شفعاء من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ومغفرتي ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل وكعدد القطر وكزبد البحر لغفرتها !
أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له . . .

وروى بعضه في كنز العمال ج 5 ص 71 وروى في ص 74
ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة ثم يقول : لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، مائة مرة ثم يقرأ أم الكتاب مائة مرة ، ثم يقول أشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله مائة مرة ، ثم يسبح الله مائة مرة فيقول : سبحان الله والحمد لله ولا إلَه إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، ثم يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة ، إلا قال الله تعالى : يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني ومجدني ونسبني وعرفني وأثنى علي وصلى على نبيي . . إشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه ، ولو شاء أن يشفع في أهل الموقف لشفعته . ( هب وابن النجار والديلمي عن جابر ) قال أبو بكر بن مهران الحافظ : تفرد به عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة وقال ( هب ) : هذا متن غريب وليس في إسناده من نسب إلى الوضع .انتهى .
وقد أوردنا عدداً من أحاديث عرفة في المجلد الثاني ، في أحاديث النزول وغيرها ، ونقدنا مافيها من تجسيد !

* *

( 481 )
شفاعة النبي صلى الله عليه وآله الخاصة لزوار قبره

ـ في الكافي ج 4 ص 548
أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبان عن السدوسي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة. ورواه في تهذيب الاَحكام ج6 ص4

ـ وفي تفسير نور الثقلين ج 1 ص 541
علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبي حجر الاَسلمي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة . ورواه في من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 565 وفي تهذيب الاَحكام ج 6 ص 4 وفي وسائل الشيعة ج 10 ص 261
وروى في الوسائل ج 1 ص 263 :
عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال : من زارني حياً أو ميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة .

ـ وفي المقنعة للمفيد ص 457
روي عن الصادق عليه السلام ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من زارني بعد موتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسلام ، فإنه يبلغني .
وقال عليه السلام : من أتاني زائراً ، كنت شفيعه يوم القيامة .

ـ وفي مستدرك الوسائل ج 10 ص 185
القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : من زار قبري وجبت له شفاعتي ، ومن زارني ميتاً فكأنما زرارني حياً .
وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال : من زار قبري حلت له شفاعتي .

* *

( 482 )

ـ وفي سنن الدار قطني ج 2 ص 278 ح 194
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زار قبري وجبت له شفاعتي .
ورواه الذهبي في تاريخ الاِسلام ج 11 ص 212 ورواه بنص آخر : من زارني بعد موتي وجبت شفاعتي .
ـ وفي هامش طبقات المحدثين بأصبهان ج 2 ص 167 ونحوه في ج 1 ص 55
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي ، كان حقاً على الله أن أكون له شفيعاً يوم القيامة . انتهى .

* *

وقد اقتصرنا من أحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وآله على ما ورد فيه ذكر الشفاعة ، وسنورد بقية أحاديثها في محلها إن شاء الله تعالى ، مع الجواب على شبهة الوهابيين في تحريمهم زيارة القبور وخيرها وأشرفها قبر سيد المرسلين صلى الله عليه وآله !
هذا وقد تقدم ذكر عدد من الاَصناف الذين يستحقون الشفاعة فتشملهم ، أو يعطيهم الله تعالى حق الشفاعة بغيرهم ويقبل شفاعتهم ، في الفصل السادس ( حدود الشفاعة ) وهم أنواع عديدة .
وكل هذه الاَحاديث تدل على أن شفاعة المؤمنين حقيقةٌ مسلَّمَةٌ عند الجميع ، فلا عجبَ أن تكون شفاعة الاَئمة الاَطهار من عترة النبي أعظم من جميع الشفاعات بعد شفاعة جدهم ، وأشمل وأكمل ، صلى الله عليه وعليهم ، ورزقنا شفاعتهم .

* *