الفصـل السـادس
حـدود الشفاعـة
من الطبيعي للباحث في مسائل الآخرة والحساب والشفاعة والجنة والنار ، أن يتذكر دائماً أن مصدر معلوماته عن ذلك العالم وكل عوالم الغيب إنما هو النصوص الشريفة من القرآن والسنة ، وأن بحثه في مسائله يعني الاِهتداء بالعقل والفكر في إطار هذه النصوص لا خارجها . . ولذلك يحتاج في كثير من التفاصيل وأحياناً في أمرٍ أساسي ، إلى التوقف عند القدر المتيقن من النصوص ، حتى لا يقول في دين الله تعالى بغير علم .
ومن الملاحظ في آيات الجنة والنار والشفاعة أن أحاديثها التي تصنف الناس بأنهم من أهل النار أو من أهل الجنة ، لا تستوعب كل أصناف الناس ، بل تبقى أصناف كثيرة خارجة عن القدر المتيقن من الطرفين . . وكذلك الاَمر في الشفاعة حيث نجد في القرآن الكريم شروطاً للشفعاء وللمشفوع لهم ، ونجد في السنة تفصيلات لها وذكراً لأصناف من الناس تشملهم الشفاعة ، أو لا تشملهم . . وتبقى أصناف أخرى من الناس لا تذكرها النصوص ولا تشملها .

( 112 )
والحل في مثل هذه الحالة التوقف وعدم التورط في تصنيف عباد الله في الجنة أو النار ، أو داخل الشفاعة أو خارجها ، بالظنون والاِحتمالات ، كما يفعل البعض !

المذاهب في حدود الشفاعة ( من ارتضى )
هذا البحث من أهم بحوث الشفاعة من ناحية نظرية ، كما أنه بحث حساس من ناحية تطبيقية ، لأنه يصنِّف المسلمين إلى مرضيين عند الله ورسوله وغير مرضيين . . ولذلك اختلفت فيه آراء المذاهب والفئات ، وكثر في تاريخ المسلمين وكتبهم البحث في الذين تشملهم شفاعة النبي صلى الله عليه وآله والذين لا تشملهم . .
وأهم الاَقوال أو المذاهب في المسألة أربعة :
القول الاَول : قول أهل البيت عليهم السلام الذي يشترط للشفاعة : الاِسلام ، وعدم الشرك، وعدم الظلم ، وإطاعة النبي صلى الله عليه وآله في مودة أهل بيته عليهم السلام .
القول الثاني : القول بتوسيع الشفاعة ، وهو قول أكثر المذاهب السنية التي توسعها إلى جميع المسلمين ، بل إلى غيرهم من اليهود والنصارى . . وستعرف أن فيه عدة آراء بل مذاهب .
القول الثالث : إنكار شفاعة النبي صلى الله عليه وآله أصلاً ، وهو قول قدماء الخوارج ، وقد رد عليهم أهل البيت عليهم السلام وبقية المذاهب . وقد ولد هذا الرأي ردةَ فعلٍ على مذهب توسعة الشفاعة الذي تبنته الدولة وأفرطت فيه .
القول الرابع : قول المعتزلة بأن الشفاعة لا تشمل المسلم الذي يرتكب المعاصي الكبائر لاَنه يستحق النار ، بل تختص بالمسلم الذي يرتكب المحرمات الصغائر المعفو عنها ، وفائدتها رفع درجته في الجنة .
وسوف نستعرض هذه المذاهب في الفقرات التالية إن شاء الله تعالى .

* *

( 113 )

حـدود الشفاعة عند أهل البيت عليهم السلام

ما دل على استثناء المشرك والظالم من الشفاعة

ـ التوحيد للصدوق ص 407
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير قال : سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال والشرك . ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تبارك وتعالى : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً .
قال فقلت له : يابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين ؟
قال : حدثني أبي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إنما شفاعتي لاَهل الكبائر من أمتي ، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل .
قال ابن أبي عمير فقلت له : يابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لاَهل الكبائر والله تعالى ذكره يقول : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ؟ ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى !
فقال : يا أبا أحمد مامن مؤمن يرتكب ذنباً إلا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : كفى بالندم توبة .
وقال صلى الله عليه وآله : من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة ، وكان ظالماً والله تعالى ذكره يقول : ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع .
فقلت له : يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمناً من لم يندم على ذنب يرتكبه ؟ فقال : يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب ، ومتى ندم كان تائباً مستحقاً للشفاعة ، ومتى لم يندم
( 114 )
عليها كان مصراً ، والمصر لا يغفر له ، لاَنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم . وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : لا كبيرة مع الاِستغفار ، ولا صغيرة مع الاِصرار . وأما قول الله عز وجل : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ، فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ، والدين الاِقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات ، فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب ، لمعرفته بعاقبته في القيامة . انتهى . ورواه في وسائل الشيعة ج 11 ص 266 ، وفي تفسير نور الثقلين ج 4 ص 517

ـ الاِعتقادات للصدوق ص 44
إعتقادنا في الشفاعة : أنها لمن ارتضى دينه من أهل الكبائر والصغائر ، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة .
قال النبي صلى الله عليه وآله : من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي .
وقال صلى الله عليه وآله : لا شفيع أنجح من التوبة .
والشفاعة للاَنبياء والاَوصياء عليهم السلام ، وفي المؤمنين من يشفع مثل ربيعة ومضر ، وأقل المؤمنين من يشفع ثلاثين ألفاً .
والشفاعة لا تكون لاَهل الشك والشرك ، ولا لاَهل الكفر والجحود ، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد .

ـ من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 574
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنما شفاعتي لاَهل الكبائر من أمتي .
وقال الصادق عليه السلام : شفاعتنا لاَهل الكبائر من شيعتنا ، وأما التائبون فإن الله عز وجل يقول : ما على المحسنين من سبيل . ورواهما في وسائل الشيعة ج 11 ص 264

ـ روضة الواعظين ص 501
قيل للرضاعليه السلام : يابن رسول الله فما معنى قول الله تعالى : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ؟ قال : لا يشفعون إلا لمن ارتضى دينه ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شفاعتي لاَهل الكبائر من أمتي ما خلا الشرك والظلم .

( 115 )

ـ الاِختصاص للمفيد ص 33
باب فيه مسائل اليهودي التي ألقاها على النبي صلى الله عليه وآله
حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الحسين بن مهران قال : حدثني الحسين بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله وأنه يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران ؟ قال : نعم ، أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، أنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين .
فقال : يا محمد إلى العرب أرسلت أم إلى العجم أم إلينا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني رسول الله إلى الناس كافة .
فقال : إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها موسى في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبيٌّ مرسل أو ملكٌ مقرب .
فقال النبي صلى الله عليه وآله : سل عما بدا لك .
فقال : يا محمد أخبرني عن الكلمات التي اختارها الله لاِبراهيم عليه السلام حين بنى هذا البيت ؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله : نعم : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إلَه إلا الله ، والله أكبر .
فقال : يا محمد لاَي شيء بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة مربعاً ؟
قال : لاَن الكلمات أربعة .
قال : فلاي شيء سميت الكعبة كعبة ؟
قال : لأنها وسط الدنيا .
قال : فأخبرني عن تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إلَه إلا الله والله أكبر ؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله : علم الله أن ابن آدم والجن يكذبون على الله تعالى فقال : سبحان الله ، يعني بريَ مما يقولون .

( 116 )
وأما قوله : الحمد لله ، علم الله أن العباد لا يؤدون شكر نعمته ، فحمد نفسه عز وجل قبل أن يحمده الخلائق ، وهي أول الكلام ، لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بنعمة .
وأما قوله : لا إلَه إلا الله ، وهي وحدانيته لا يقبل الله الاَعمال إلا به ، ولا يدخل الجنة أحد إلا به ، وهي كلمة التقوى سميت التقوى لما تثقل بالميزان يوم القيامة .
وأما قوله : الله أكبر ، فهي كلمة ليس أعلاها كلام وأحبها إلى الله ، يعني ليس أكبر منه ، لأنه يستفتح الصلوات به لكرامته على الله ، وهو اسم من أسماء الله الاَكبر .
فقال : صدقت يا محمد ما جزاء قائلها ؟
قال : إذا قال العبد : سبحان الله سبح كل شيء معه مادون العرش ، فيعطى قائلها عشر أمثالها . وإذا قال : الحمد لله أنعم الله عليه بنعيم الدنيا حتى يلقاه بنعيم الآخرة ، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها ، والكلام ينقطع في الدنيا ما خلا الحمد ، وذلك قولهم : تحيتهم فيها سلام ، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .
وأما ثواب : لا إلَه إلا الله فالجنة ، وذلك قوله : هل جزاء الاِحسان إلا الاِحسان .
وأما قوله : الله أكبر ، فهي أكبر درجات في الجنة وأعلاها منزلة عند الله .
فقال اليهودي : صدقت يا محمد ، أديت واحدة ، تأذن لي أن أسألك الثانية ؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله : سلني ما شئت ـ وجبرئيل عن يمين النبي صلى الله عليه وآله وميكائيل عن يساره يلقنانه ـ فقال اليهودي : لاَي شيء سميت محمداً وأحمد وأبا القاسم وبشيراً ونذيراً وداعيا ؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله : أما محمد فإني محمود في السماء ، وأما أحمد فإني محمود في الاَرض ، وأما أبو القاسم فإن الله تبارك وتعالى يقسم يوم القيامة قسمة النار بمن كفر بي أو يكذبني من الاَولين والآخرين ، وأما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين ربي إلى الاِسلام ، وأما النذير فإني أنذر بالنار من عصاني ، وأما البشير فإني أبشر بالجنة من أطاعني .

( 117 )
قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن الثالثة لأَي شيء وقت الله هذه الصلوات الخمس في خمس مواقيت على أمتك ، في ساعات الليل والنهار . . . . .
قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن العاشرة : تسعة خصال أعطاك الله من بين النبيين ، وأعطى أمتك من بين الاَمم ؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله : فاتحة الكتاب ، والاَذان ، والاِقامة ، والجماعة في مساجد المسلمين ، ويوم الجمعة ، والاِجهار في ثلاث صلوات ، والرخصة لاَمتي عند الاَمراض والسفر ، والصلاة على الجنائز ، والشفاعة في أصحاب الكبائر من أمتي . . . وأما شفاعتي في أصحاب الكبائر من أمتي ما خلا الشرك والمظالم .
قال : صدقت يا محمد ، أشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنك خاتم النبيين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين .
ثم أخرج ورقاً أبيض من كمه مكتوب عليه جميع ما قال النبي صلى الله عليه وآله حقاً ، فقال . . . يا محمد فقد كنت أمحي إسمك في التوراة أربعين سنة ، فكلما محوت وجدت إسمك مكتوباً فيها ! وقد قرأت في التوراة هذه المسائل لا يخرجها غيرك ، وإن ساعة ترد جواب هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك .
فقال النبي صلى الله عليه وآله : جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري !

ـ الخصال للصدوق ص 355
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي ، عن عبد الله بن جبلة ، عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في حديث طويل قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن أشياء فكان فيما سأله : أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى أمتك من بين الأمم . . . . الخ. وهو شبيه بما تقدم عن الاِختصاص ، ولعل السبع تصحيف
( 118 )
للتسع ورواه في تفسير نور الثقلين ج 1 ص 77 وبعضه في مستدرك الوسائل ج 11 ص 364

ـ بشارة المصطفى ص 20
قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام : أغفل الناس قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي بن أبي طالب يوم مشربة أم إبراهيم ، كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خم ! إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في مشربة أم إبراهيم وعنده أصحابه إذ جاءه علي عليه السلام فلم يفرجوا له ، فلما رآهم لم يفرجوا له قال لهم : يا معاشر الناس هذا علي من أهل بيتي ، وتستَخِفُّونَ بهم وأنا حيٌّ بين ظهرانيكم ! أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم ، إن الرَّوْحَ والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه ، وسلم له وللاَوصياء من ولده . إن حقاً عليَّ أن أدخلهم في شفاعتي لاَنهم أتباعي فمن تبعني فإنه مني ، سنة جرت فيَّ من إبراهيم لاَني من إبراهيم وإبراهيم مني ، وفضلي فضله وفضله فضلي ، وأنا أفضل منه ، تصديق قول ربي : ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .

ـ التبيان في تفسير القرآن ج 10 ص 187
فقال الله تعالى لهم : فما تنفعهم شفاعة الشافعين ، الذين يشفعون لهم ، لاَن عذاب الكفر لا يسقطه الله بالشفاعة بالاِجماع .

أصناف من الناس موعودون بالشفاعة
وردت في مصادر الفريقين أحاديث متعددة وَعَدت أصنافاً من الناس بالشفاعة جزاء لأعمالهم ، أو جعلتهم من أهل الشفاعة لغيرهم ، أو حذرتهم من الحرمان منها عقاباً على أعمالهم ، ونذكر منها نماذج من مصادرنا، ومن مصادر السنيين في محلها:

1 ـ من قضى لاَخيه المؤمن حاجة

ـ وسائل الشيعة ج 11 ص 588
في ثواب الاَعمال ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ،
( 119 )
عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن شرحبيل بن سعد الاَنصاري ، عن أشيد بن حضيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أغاث أخاه المسلم حتى يخرجه من هم وكربة وورطة ، كتب الله له عشر حسنات ورفع له عشر درجات ، وأعطاه ثواب عتق عشر نسمات ، ودفع عنه عشر نقمات ، وأعد له يوم القيامة عشر شفاعات .

ـ مستدرك الوسائل ج 12 ص 405
عوالي اللآلي : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من قضى حاجة لاَخيه كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح وإلا شفعت له .

ـ مستدرك الوسائل ج 12 ص 407
وعن إبراهيم التيمي قال : كنت في الطواف إذ أخذ أبو عبد الله عليه السلام بعضدي فسلم عليَّ ثم قال : ألا أخبرك بفضل الطواف حول هذا البيت ؟ قلت : بلى قال : أيما مسلم طاف حول هذاالبيت أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين كتب الله له ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة ، وأثبت له ألف شفاعة ، ثم قال : ألا أخبرك بأفضل من ذلك ؟ قلت : بلى قال : قضاء حاجة امرىَ مسلم أفضل من طواف أسبوع وأسبوع ، حتى بلغ عشرة .

ـ مستدرك الوسائل ج 12 ص 409
وعن أبي عبد الله عليه السلام : من مشى في حاجة أخيه كتب الله له بها عشر حسنات ، وأعطاه الله عشر شفاعات .

2 ـ من سعى في حوائج ذرية النبي صلى الله عليه وآله

ـ الكافي ج 4 ص 60
وعنه ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر
( 120 )
ذريتي ، ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق ، ورجل أحب ذريتي باللسان وبالقلب، ورجل يسعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا . ورواه في من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 65 وفي تهذيب الأحكام ج 4 ص 111 وفي تأويل الآيات ج 2 ص109 وفي وسائل الشيعة ج 11 ص 556 وفي مستدرك الوسائل ج 12 ص 382

3 ـ من زار قبر النبي صلى الله عليه وآله

ـ الكافي ج 4 ص 548
علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبي حجر الاَسلمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ، ومن مات في أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب ، ومن مات مهاجراً إلى الله عز وجل ، حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر .

4 ـ من زار أخاه المؤمن لوجه الله تعالى

ـ الكافي ج 2 ص 178
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل الله عز وجل به ملكاً فيضع جناحاً في الاَرض وجناحاً في السماء يظلّه ، فإذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى : أيها العبد المعظم لحقي المتبع لآثار نبيي ، حقَّ علي إعظامك ، سلني أعطك ، أدعني أجبك ، أسكت أبتدئك ، فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله ، ثم يناديه تبارك و تعالى : أيها العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك ، قد أوجبت لك جنتي ، وشفعتك في عبادي .

( 121 )

ـ الكافي ج 2 ص 176
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حدثني جبرئيل عليه السلام أن الله عز وجل أهبط إلى الاَرض ملكاً فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار ، فقال له الملك ما حاجتك إلى رب هذه الدار ؟ قال : أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى ، قال له الملك : ما جاء بك إلا ذاك ؟ فقال : ما جاء بي إلا ذاك ، فقال : إني رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام ويقول : وجبت لك الجنة . وقال الملك : إن الله عز وجل يقول : أيما مسلم زار مسلماً ، فليس إياه زار ، إياي زار وثوابه عليَّ الجنة .

5 ـ من يدعو للمؤمنين

ـ الكافي ج 2 ص 507
علي بن محمد ، عن محمد بن سليمان ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد التميمي ، عن حسين بن علوان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمناتإلا رد الله عز وجل عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة . إن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات : يا رب هذا الذي كان يدعو لنا فشفعنا فيه ، فيشفعهم الله عز وجل فيه ، فينجو من النار برحمة الله عزوجل . ورواه في وسائل الشيعة ج 4 ص 541 وفي مستدرك الوسائل ج 5 ص 242 عن أمالي الشيخ الطوسي .

6 ـ شفاعة الملائكة لاَهل مجلس الدعاء

ـ الكافي ج 2 ص 187
الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعاً ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن
( 122 )
محمد بن مسلم ، عن أحمد بن زكريا ، عن محمد بن خالد بن ميمون ، عن عبد الله بن سنان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعداً إلا حضر من الملائكة مثلهم فإن دعوا بخير أمَّنوا وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم ، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها . وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين . ورواه في وسائل الشيعة ج 11 ص 568

7 ـ من شيع جنازة مسلم

ـ الكافي ج 3 ص 173
أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن ميسر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : من تبع جنازة مسلم أعطي يوم القيامة أربع شفاعات ولم يقل شيئاً إلا وقال الملك : ولك مثل ذلك . ورواه في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 161 وفي تهذيب الاَحكام ج 1 ص 455

8 ـ من حفظ على أمتي أربعين حديثاً

ـ وسائل الشيعة ج 18 ص 67
وعن طاهر بن محمد ، عن حياة الفقيه ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن جعفر بن محمد بن سوار ، عن علي بن حجر السعدي ، عن سعيد بن نجيح ، عن ابن جريح، عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة .

ـ وسائل الشيعة ج 18 ص 70
محمد بن علي الفارسي في روضة الواعظين قال قال النبي صلى الله عليه وآله : من حفظ من أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة . ورواه في العمدة ص 17 بلفظ ( من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي ) .

( 123 )

9 ـ من عاهد أخاه المؤمن على الشفاعة

ـ مستدرك الوسائل ج 6 ص 278
قال في ضمن أعمال هذا اليوم المبارك ( يوم الغدير ) : وينبغي عقد الاَخوة في هذا اليوم مع الاِخوان بأن يضع يده اليمنى على يمنى أخيه المؤمن ويقول : واخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله ، وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والاَئمة المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة ، لا أدخلها إلا وأنت معي . فيقول الاَخ المؤمن : قبلت ، فيقول : أسقطت عنك جميع حقوق الاِخوة ما خلا الشفاعة ، والدعاء ، والزيارة .

10 ـ مجموعة أعمال وصفات توجب الشفاعة

ـ من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 17
ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، فإن مات وهو على ذلك وكل الله عز وجل به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويبشرونه ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث .
ألا ومن أذن محتسباً يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ، ويدخل في شفاعته أربعون ألف مسيَ من أمتي إلى الجنة .
ألا وإن المؤذن إذا قال ( أشهد أن لا إلَه إلا الله ) صلى عليه سبعون ألف ملك ويستغفرون له وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ويكتب له ثواب قوله ( أشهد أن محمداً رسول الله ) أربعون ألف ملك .

* *

هذا ، وتوجد أحاديث كثيرة ضمنت الجنة لبعض أصناف الناس على أعمالهم الحسنة ، وهي تصلح بنحوٍ للإستدلال على شمول الشفاعة لهم ، لاَن الوعد من النبي صلى الله عليه وآله قد يكون بسبب شمولهم لشفاعته ، ونذكر منهم :

( 124 )

1 ـ من شفع لاَخيه المؤمن في حاجة

ـ وسائل الشيعة ج 11 ص 562
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ومن شفع لاَخيه شفاعة طلبها ، نظر الله إليه فكان حقاً على الله أن لا يعذبه أبداً ، فإن هو شفع لاَخيه شفاعة من غير أن يطلبها ، كان له أجر سبعين شهيداً .

2 ـ من قام بخدمة لمجتمع المسلمين

ـ الكافي ج 2 ص 164
عنه عن علي بن الحكم ، عن مثنى بن الوليد الحناط ، عن فطر بن خليفة ، عن عمر بن علي بن الحسين ، عن أبيه صلوات الله عليهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من رد عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار ، وجبت له الجنة .

3 ـ من ربَّى بنتاً أو أكثر

ـ الكافي ج 6 ص 6
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات ، وجبت له الجنة فقيل : يا رسول الله واثنتين ؟ فقال : واثنتين ، فقيل : يا رسول الله وواحدة ؟ فقال : وواحدة .

4 ـ من احترم نعمة الله تعالى

ـ من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 27
ودخل أبو جعفر الباقر عليه السلام الخلاء فوجد لقمة خبز في القذر فأخذها وغسلها ودفعها إلى مملوك كان معه فقال : تكون معك لآكلها إذا خرجت ، فلما خرج عليه السلام قال للمملوك : أين اللقمة ؟ قال أكلتها يا ابن رسول الله ، فقال : إنها ما استقرت في
( 125 )
جوف أحد إلا وجبت له الجنة فاذهب فأنت حر، فإني أكره أن استخدم رجلاً من أهل الجنة .

5 ـ أصناف أخرى موعودون بالجنة

ـ من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 140
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ضمنت لستة الجنة : رجل خرج بصدقة فمات فله الجنة، ورجل خرج يعود مريضاً فمات فله الجنة ، ورجل خرج مجاهداً في سبيل الله فمات فله الجنة ، ورجل خرج حاجاً فمات فله الجنة ، ورجل خرج إلى الجمعة فمات فله الجنة ، ورجل خرج في جنازة رجل مسلم فمات فله الجنة .

ـ من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 17
ألا ومن تصدق بصدقة ، فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة ، ومن مشى بصدقه إلى محتاج ، كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء ، ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فإن أقام حتى يدفن ويحثى عليه التراب ، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الاَجر ، والقيراط مثل جبل أحد .
ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله عز وجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكللاً بالدر والجوهر ، فيه ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

* *


أصناف لا تنالهم الشفاعة

1 ـ السلطان الظالم الغشوم

ـ قرب الاَسناد ص 64
وعنه ، عن مسعدة بن صدقه قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قال
( 126 )
رسول الله صلى الله عليه وآله : صنفان لا تنالهما شفاعتي : سلطان غشوم عسوف ، وغال في الدين مارق منه ، غير تائب ولا نازع .

ـ الخصال ص 63
حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عبد الجبار بإسناده يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : رجلان لا تنالهما شفاعتي : صاحب سلطان عسوف غشوم ، وغال في الدين مارق . ورواه في مناقب أميرالمؤمنين ج 2 ص 330 ونحوه في مستدرك الوسائل ج 12 ص 99

ـ تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 96
أربع من فعلهن فقد خرج من الاِسلام : من رفع لواء ضلالة ، ومن أعان ظالماً أو سار معه أو مشى معه وهو يعلم أنه ظالم ، ومن اخترم بذمة .
ورجلان لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة : أمير ظلوم ، ورجل غال في الدين مارق منه . والاَمير العادل لا ترد دعوته .

2 ـ المنان والبخيل والنمام

ـ من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 17
ثم قال عليه السلام : يقول الله عز وجل : حرَّمت الجنة على المنان والبخيل والقتات ، وهو النمام . انتهى .
ولا نطيل في تعداد هذه الاَصناف ، وهي في مصادرنا مشابهة لما يأتي في مصادر إخواننا السنيين ، مع تأكيدها على عدم شمول الشفاعة لمن عصى النبي صلى الله عليه وآله في مودة أهل بيته وولايتهم وإطاعتهم .

الذين يخرجون من النار بالشفاعة يكونون أدنى درجة
تفردت مصادر أهل البيت عليهم السلام ببيان أن الموحدين الذين يخرجون من النار دخلون جنة أخرى أدنى درجةً ، وهي غير الجنة التي يسكنها أولياء الله تعالى .

( 127 )

ـ ففي بحار الاَنوار ج 8 ص 361
ين : فضالة ، عن عمر بن أبان ، عن آدم أخي أيوب ، عن حمران قال : قلت لاَبي عبد الله عليه السلام : إنهم يقولون ألا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوماً من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه ؟ فقال : أما يقرؤون قول الله تبارك وتعالى : ومن دونهما جنتان ، إنها جنة دون جنة ، ونار دون نار ، إنهم لا يساكنون أولياء الله ! وقال : بينهما والله منزلة ، ولكن لا أستطيع أن أتكلم ، إن أمرهم لاَضيق من الحلقة ، إن القائم لو قام لبدأ بهؤلاء .

* *

رأي السنيين القريب من رأي أهل البيت عليهم السلام
وهو الرأي القائل بأن الشفاعة تشمل بعض العاصين من المسلمين وليس كلهم .
ويدل عليه من مصادرهم :
أولاً : أحاديث كثيرة صحيحة السند عندهم ، لكن دلالتها ضاعت ، لاَنها مخلوطة بأحاديث توسيع الشفاعة وشمولها لكل العاصين والمنافقين !
ونكتفي منها بالاَحاديث التي نصت على أن عدداً من صحابة النبي صلى الله عليه وآله سيغيرون ويبدلون بعده ، فلايشفع لهم يوم القيامة ، فيؤمر بهم إلى النار . فقد روى البخاري في صحيحه ج 7 ص 208 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، فقلت أين ؟ قال إلى النار والله ! قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، قلت أين ؟ قال إلى النار والله ! قلت ماشأنهم؟ ! قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ! فلا أراه يخلص منهم إلا مثل هَمَل النعم . انتهى .

( 128 )
وروى شبيهاً به في ج 7 ص195 وص 207 ـ 210 وفي نفس المجلد أيضاً ص 84 و87 وج 8 ص 86 و87 وروى نحوه مسلم في ج 1 ص 150 وج 7 ص 66 وابن ماجة ج 2 ص1440 وأحمد في ج 2 ص 25 وص 408 وج 3 ص 28 وج 5 ص 21 وص 24 وص 50 وج 6 ص 16 ورواه البيهقي في سننه ج 4 ص 14 ونقل رواياته المتعددة في كنز العمال في ج13 ص 157 وج 14 ص 48 و ج 15 ص 647 وقال رواه ( مالك والشافعي حم م ن ـ عن أبي هريرة ) انتهى .
فلو كانت الشفاعة تشمل كل الخلق أو كل الموحدين أو كل المسلمين ، لشملت هؤلاء الصحابة المعروفين ! فلابد من القول بأن شفاعته صلى الله عليه وآله مشروطة بشروط من أولها الاِسلام وعدم الاِنحراف الكبير الذي ارتكبه هؤلاء الصحابة المطرودون !
ثانياً : أحاديث اشترطت شروطاً أخرى فوق الشهادتين للشفاعة ، كالذيرواهالبخاري ج 8 ص 139 : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ! قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى . انتهى . وفيه تصريح أن المستثنى هم الذين عصوا الرسول صلى الله عليه وآله من أمته وأنهم لا يدخلون الجنة ! ورواه الحاكم أيضاً بلفظ قريب منه في ج 1 ص 55 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
والذي رواه النسائي في سننه ج 7 من ص 88 عن أبي أيوب الاَنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويجتنب الكبائر ، كان له الجنة . فسألوه عن الكبائر فقال : الاِشراك بالله ، وقتل النفس المسلمة ، والفرار يوم الزحف .
والذي رواه أحمد في ج 2 ص 176 عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما عمل الجنة ؟ قال : الصدق ، وإذا صدق العبد برَّ ، وإذا بر آمن ، وإذا آمن دخل الجنة .

( 129 )
قال يا رسول الله ما عمل النار ؟
قال : الكذب ، إذا كذب فجر ، وإذا فجر كفر ، وإذا كفر دخل . . يعني النار . انتهى .
فهذه الاَحاديث تشترط لدخول الجنة شروطاً أخرى غير التوحيد ، فلو كان التوحيد وحده كافياً لما كان لهذه الشروط معنى .
ثالثاً : أحاديث نصت على أن الشفاعة تشمل أصنافاً معينين من الناس ، نذكر منها :

1 ـ من قضى لاخيه حاجة

ـ الدر المنثور ج 3 ص 71
وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قضى لاَخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح ، وإلا شفعت له .
ـ الدر المنثور ج 3 ص 256
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاَولين والآخرين ثم أمر منادياً ينادي : ألا ليقم أهل المعروف في الدنيا فيقومون حتى يقفوا بين يدي الله فيقول الله أنتم أهل المعروف في الدنيا ، فيقولون نعم فيقول : وأنتم أهل المعروف في الآخرة فقوموا مع الاَنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم فأدخلوه الجنة ، حتى تدخلوا عليهم المعروف في الآخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا .

2 ـ من صلى على النبي صلى الله عليه وآله

ـ في مسند أحمد ج 4 ص 108
من صلى على محمد وقال : اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي . ورواه في فردوس الاَخبار ج 4 ص 21 ح 5555

( 130 )

ـ وفي مسند أحمد في ج 4 ص 61 ح 5680
أبو الدرداء : من صلى ( عليَّ ) حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة . ورواه في مجمع الزوائد ج 10 ص 120 و163

3 ـ من زار قبر النبي صلى الله عليه وآله

ـ وفي الدر المنثور ج 1 ص 237
وأخرج الحكيم الترمذي والبزار وابن خزيمة وابن عدي والدارقطني والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زار قبري وجبت له شفاعتي . ( ورواه في سنن الدار قطني ج 2 ص 278 ح 194 والذهبي في تاريخ الاسلام ج 11 ص 212 ورواه بنص آخر : من زارني بعد موتي وجبت شفاعتي ).
وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً على أن أكون له شفيعاً يوم القيامة .
وأخرج الطيالسي والبيهقي في الشعب عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من زار قبري كنت له شفيعاً أو شهيداً ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة

ـ مختصر تاريخ دمشق ج 1 جزء 2 ص 406
وعن علي بن أبي طالب قال : من سأل لرسول الله ( ص ) الدرجة الوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة ومن زار قبر رسول الله ( ص ) كان في جوار رسول الله (ص )

ـ هامش طبقات المحدثين بإصبهان ج 2 ص 420 ، 167
عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ص ) : من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً على الله أن أكون له شفيعاً يوم القيامة . وشبيهه في ج 1 ص 55 .
وراجع أيضاً مجمع الزوائد ج 4 ص 2 وكنز العمال ج 15 ص 383 وص 651

( 131 )
وقد اقتصرنا من أحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وآله على ماورد فيه ذكرالشفاعة وسنورد بقية أحاديثها في محلها إن شاء الله تعالى مع جواب شبهة الوهابيين في تحريمهم زيارة القبور وخيرها وأشرفها قبر سيد المرسلين صلى الله عليه وآله !

4 ـ من دعا للنبي صلى الله عليه وآله بالوسيلة

ـ روى البخاري ج 5 ص 228
من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة .
ورواه أيضاً في ج 1 جزء 1 ص 152 ورواه البيهقي في سننه ج 1 ص 409 ومجمع الزوائد ج 1 ص 333 والنويري في نهاية الاِرب ج 3 جزء 5 ص 308 .

5 ـ من حفظ من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله أربعين حديثاً

ـ روى الديلمي في فردوس الاَخبار ج 4 ص 91 ح 5778
عن ابن عباس : من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها ، فهو من العلماء وكنت له شفيعاً يوم القيامة . ونحوه في كنز العمال ج 10 ص 158

ـ وفي كتاب المجروحين لابن حبان ج 2 ص 133
عن أبي الدرداء قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ما حد العلم الذى إذا بلغه الرجل كان فقيهاً ؟ فقال : من حفظ على أمتي أربعين حديثاً في أمر دينها بعثه الله فقيهاً ، وكنت له شافعاً وشهيداً .

6 ـ من حفظ أسماء الله الحسنى

ـ صحيح البخاري ج 8 ص 169
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة .

( 132 )
ونحوه في ج 7 ص 169 ونحوه في مستدرك الحاكم ج 1 ص 16

7 ـ من قرأ بعض سور القرآن

ـ روى في فردوس الاَخبار ج 4 ص 30 ح 5587
أبو الدرداء : من قرأ مائتي آية في كل يوم شفع في سبع قبور حول قبره وخفف الله عز وجل عن والديه وإن كانا مشركين . وفي ص 34 ح 5598 : ابن عباس : من قرأ سورة الاَعراف جعل الله بينه وبين إبليس ستراً وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة . انتهى .
فهذه المجموعة من الاَحاديث تدل على أن بعض المسلمين من أصحاب الاَعمال الحسنة يستحقون الدخول في شفاعة النبي صلى الله عليه وآله . ولو كانت الشفاعة تشمل كل المسلمين لما صح جعلها ميزة لاَصناف معينة من أصحاب الاَعمال الحسنة ، كما نصت هذه المجموعة .
ولا يضر بالاِستدلال بها أن يكون بعضها ضعيفاً أو مكذوباً ، لاَن الاستدلال بمجموعها ، بل حتى لو كانت كلها موضوعة فهي تدل على أن المرتكز في أذهان المسلمين أن الشفاعة مخصوصة بأصناف من المسلمين وليست عامة .
رابعاً : أحاديث نصت على أن الشفاعة لا تشمل أصنافاً من الناس ، أو دلت على أنهم لا يدخلون الجنة ، بسبب سوء أعمالهم ، نذكر منها :

1 ـ السلطان الظلوم الغشوم

ـ روى الديلمي في فردوس الاَخبار ج 2 ص 558 ح 3598
أبو أمامة : صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ولن أشفع لهما ولن يدخلا شفاعتي : سلطان ظلوم غشوم عسوف ، وغال مارق عن الدين . انتهى . ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 1 صفحة 352 عن الطبراني وفي كنز العمال ج 6 ص 21 وص30 وفي مجمع الزوائد ج 5 ص 235 وص 236

( 133 )
وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أشد أهل النار عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو إمام جائر . قلت : في الصحيح بعضه ، رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات . ورواه البزار إلا أنه قال : وإمام ضلالة ، ورجاله ثقات ، وكذلك رواه أحمد .

2 ـ الذي يكذب على النبي صلى الله عليه وآله

ـ روى البخاري في ج 1 ص 35
عن سلمة بن الاَكوع قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار .
وروى نحوه أيضاً في ج 1 من ص 36 وج 2 ص 81 وج 4 ص 145 وص 156 و ج 6 ص 84 وص 118 ورواه مسلم في ج 1 ص 7 و8 وص 57 وج 7 ورواه غيرهما من مصادر السنة والشيعة .

3 ـ الذي يبغض ذرية النبي صلى الله عليه وآله أو يظلمهم

ـ لسان الميزان ج 3 ص 276
عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً : من أحبني فليحب علياً ، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي حرم شفاعتي . . الحديث .

ـ كنز العمال ج 12 ص 103
عن الطبراني والرافعي عن ابن عباس : من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي . انتهى .
والاَحاديث في ذلك كثيرة ، سنوردها في مسائل الاِمامة إن شاء الله .

( 134 )

4 ـ أصحاب البدع المخالفين للسنة

ـ قال الشاطبي في الاِعتصام ج 1 ص 120
البدعة مانعة من شفاعة محمد ، لما روى أنه صلى الله عليه وسلم قال : حلت شفاعتي لاَمتي إلا صاحب بدعة .

ـ قال السبكي في طبقات الشافعيه ج 6 ص 291
حديث : إن لله ملكاً ينادي كل يوم : من خالف السنة لم تنله الشفاعة ( ورد في إحياء الغزالي ) .

5 ـ من طلب العلم للدنيا أو طلب الدنيا بعمل الآخرة

ـ في مجمع الزوائد ج 1 ص 184
عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء في المجالس ، لم يرح رائحة الجنة . ورواه في كنز العمال ج 10 ص 201 ـ 203
ـ وفي كنز العمال ج 3 ص 474 عن الديلمي عن ابن عباس : ريح الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عام ، ولا يجدها من طلب الدنيا بعمل الآخرة .

6 ـ من يؤذي جيرانه

ـ صحيح مسلم ج 1 ص 49
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه .

ـ وفي مستدرك الحاكم ج 1 ص 11
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المؤمن من أمنه الناس ، والمسلم من
( 135 )
سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر السوء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه .

ـ وفي مسند أحمد ج 2 ص 440
عن أبي هريرة قال قال رجل : يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ، غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها ! قال : هي في النار . قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ، وأنها تصدق بالاَتوار من الاَقط ، ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في الجنة .

7 ـ الذي يسيَء إدارة من تحت يده
ـ روى البخاري في ج 8 ص 107 بروايتين : عن معقل : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة. ونحوه في كنز العمال ج 4 ص 567 عن ابن سعد وابن عساكر ، وفي ج 6 ص 20 وص35 ( عق ش م حم طب وابن عساكر عن معقل بن يسار ) .

ـ وفي سنن الترمذي ج 3 ص 225
عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة سيء الملكة . انتهى . ورواه أحمد في مسنده ج 1 ص 7 وص 12 وج 5 ص 22 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 211

ـ وفي كنز العمال ج 6 ص 39
من ولى ذا قرابة محاباةً وهو يجد خيراً منه ، لم يجد رائحة الجنة .

8 ـ المتكبر ولو مثقال حبة خردل

ـ روى مسلم في صحيحه ج 1 ص 65
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه
( 136 )
مثقال ذرة من كبر . انتهى . ورواه ابن ماجة في ج 2 ص 1397 وأحمد ج 1 ص 412 وص 416 وص 451 و ج2 ص 164 وص 248 والحاكم في ج 3 ص 416

ـ وفي مجمع الزوائد ج 6 ص 255
وعن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة مسكين مستكبر ، ولا شيخ زان ، ولا منان على الله تعالى بعمله . رواه الطبراني وتابعه الصباح بن خالد بن أبي أمية لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات .

ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 116
وأخرج البيهقي عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل ، فلما رآه القوم أثنوا عليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني لاَرى على وجهه سفعة من النار ، فلما جاء وجلس قال : أنشدك بالله أجئت وأنت ترى أنك أفضل القوم ؟ قال نعم . انتهى .
وقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام أن التكبر المانع من دخول الجنة هو التكبر عن قبول الحق وليس التكبر العادي وإن كان معصية كبيرة .
ويؤيده ما رواه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 26 : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة من كبر ، فقال رجل : يا رسول الله إنه ليعجبني أن يكون ثوبي جديداً ورأسي دهيناً وشراك نعلي جديداً ، قال وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه ، فقال : ذاك جمال ، والله جميل يحب الجمال ، ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس . هذا حديث صحيح الاِسناد ولم يخرجاه وقد احتجا جميعاً برواته .

9 ـ من قتل نفسه

ـ مسند أحمد ج 2 ص 435
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : الذي يطعن نفسه إنما يطعنها في
( 137 )
النار ، والذي يتقحم فيها يتقحم فيها في النار ، والذي يخنق نفسه يخنقها في النار .

10 ـ من نبت لحمه من سحت

ـ روى أحمد في ج 3 ص 321
قول النبي صلى الله عليه وآله لكعب بن عجرة : يا كعب بن عجرة ، الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة ، والصلاة قربان أو قال برهان . يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت ، النار أولى به .
ورواه في ج 3 ص 399 وفي مجمع الزوائد ج 10 ص 230 وص 293

11 ـ من زنى بذات محرم

ـ في مجمع الزوائد ج 6 ص 269
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، غير يحيى بن حسان الكوفي وهو ثقة .

12ـ من نسب نفسه إلى غير أبيه

ـ روى ابن ماجة في ج 2 ص 870
عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله (ص) : من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام . انتهى . ورواه أحمد في ج 2 ص 71 وفيه ( وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاماً) ورواه في ج 2 ص 171 وص 194 وفي مجمع الزوائد ج 1 ص 98 وص 148 وكنز العمال ج 6 ص 195 وج 16 ص 32

13 ـ مدمن الخمر وقاطع الرحم والنمام وقاسي القلب . . . الخ .

ـ مسند أحمد ج 4 ص 399
من حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر ، وقاطع رحم ، ومصدق بالسحر .

( 138 )
وفي ج 2 ص 69 : ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر في أهله الخبث .
ونحوه في ج 2 ص 164 وص 201 و203 وفي سنن البيهقي ج8 ص 288
وفي ج 8 ص 166 : عن إبراهيم عن همام قال : كنت جالساً عند حذيفة فمر رجل فقالوا : هذا يرفع الحديث إلى السلطان ، فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قتات . قال الاَعمش : والقتات النمام . أخرجه مسلم في الصحيح .
ـ مسند أحمد ج 2 ص 134
قال عبد الله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث . وثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة : العاق بوالديه ، والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى . وروى نحوه في ج 2 ص 69 وص 134 والحاكم ج 1 ص 72

ـ وفي مسند أحمد ج 1 ص 190
عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أربى الربا الاِستطالة في عرض مسلم بغير حق ، وإن هذه الرحم شجنة من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة .

ـ وفي مسند أحمد ج 3 ص 14
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة صاحب خمس : مدمن خمر ، ولا مؤمن بسحر ، ولا قاطع رحم ، ولا كاهن ، ولا منان. ونحوه مسند أحمد ج 3 ص 28

ـ وفي مجمع الزوائد ج 8 ص 149 ونحوه في ج 5 ص 125
فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام ، والله لا يجده عاق ، ولا قاطع رحم ،
( 139 )
والباغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي ، ولا قاطع رحم ، ولا شيخ زان ، ولا جارُّ إزاره خيلاء .
ـ وفي مجمع الزوائد ج 6 ص 257 ونحوه في ج 8 ص 148
وعن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل الجنة عاق ، ولا مدمن خمر ، ولا منان ، ولا ولد زنية . قلت : رواه النسائي غير قوله ولا ولد زنية . رواه أحمد والطبراني وفيه جابان وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح .

ـ سنن الترمذي ج 3 ص 232
عن أبي بكر الصديق ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة خب ، ولا بخيل ، ولا منان . هذا حديث حسن غريب .ونحوه في كنز العمال ج 3 ص 546

ـ وفي مجمع الزوائد ج 10 ص 243
وعن نافع قال سمع ابن عمر رجلاً يقول: الشحيح أعذر من الظالم ، فقال ابن عمر: كذبت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الشحيح لا يدخل الجنة .
ـ وفي مجمع الزوائد ج 8 ص 155
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد ، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده . والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم . قلنا يا رسول الله : كلنا يرحم ، قال : ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه ، إنما الرحمة أن يرحم الناس .

ـ وفي كنز العمال ج 16 ص 53
لا يدخل الجنة ولد زنى ، ولا مدمن خمر ، ولا عاق ، ولا منان ( ابن جرير ع ـ عن أبي سعيد ) .