ت ـ أصل الشِّيعة واُصولها ( وهو الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم ) .
ث ـ الفردوس الأعلى .
ج ـ الآيات البينات .
ح ـ جنة الماوى.
خ ـ التوضيح ( جزءان ، وقد تقدَمت الاشارة اليه ) .
د ـ مبادئ الايمان في الدروس الدينية .
ذ ـ نبذة من السياسة الحسينية .
ر ـ حاشية على كتاب الأسفار لملا صدر الدين رحمه الله تعالى ( مخطوط ).
ز ـ حاشية على العرشية ورسالة الوجود لملا صدر الدين رحمه الله تعالى أيضاً ( مخطوط ) .
ص ـ حاشية على رسالة الوجود لصدر المتالّهين رحمه الله تعالى أيضاً ( مخطوط ).

2 ـ في السياسة والموعظة :

أ ـ المُثل العليا في الاسلام لا في بحمدون ( اشرنا اليه سابقاً، فراجع ).
ب ـ المحاورة بين سفيرين .
ت ـ الميثاق العربي الوطني .
ث ـ خطبة الاتحاد والاقتصاد في الكوفة .
ج ـ الخطبة التاريخية في القدس .
ح ـ الخطب الأربع .


( 102 )

خ ـ خطبته في باكستان .

3 ـ في الفقه وأصوله :

أ ـ حاشية على كتاب التبصرة للعلاّمة الحلّي رحمه الله تعالى.
ب ـ المسائل القندهارية ( فارسي تُرجم إلى العربية وأُلحق بكتاب الفردوس الاعلى ) .
ت ـ سؤال وجواب .
ث ـ وجيزة الأحكام .
ج ـ زاد المقلِّدين ( فارسي ) .
ح ـ الأرض والتربة الحسينية .
خ ـ حاشية على سفينة النجاة لأخيه الشيخ الفقيه أحمد كاشف الغطاء رحمه الله تعالى .
د ـ حاشية على كتاب العروة الوثقى للسيِّد محمَّد كاظم اليزدي رحمه اللهّ تعالى .
ذ ـ مناسك الحج ( عربي وفارسي ) .
س ـ تحرير المجلة ( خمسة أجزاء ، فقه مقارن ) .
ش ـ حاشية على مجمع الرسائل ( فارسي مطبوع مع حواشي السيِّد البروجردي رحمه الله تعالى ) .
ر ـ شرح العروة الوثقى ( خمسة مجلدات ، مخطوط ) .
ز ـ تنقيح الأصول ( مخطوط ) .
س ـ رسالة في الجمع بين الأحكام الظاهرية والواقعية ( مخطوط ).
ش ـ حاشية على مكاسب الشَّيخ مرتضى ـ الأنصاري رحمه الله تعالى ( مخطوط ).


( 103 )

ص ـ حاشية على القوانين ( مخطوط ) .
ض ـ مجموعة الفتاوى ( مخطوط ) .
ط ـ حاشية على الكفاية للآخوند الخراساني رحمه تعالى ( مخطوط ) .
ظ ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد ( مخطوط ) .
ع ـ حاشية على رسائل الشَّيخ الأنصاري رحمه الله تعالى ( مخطوط ) .

4 ـ في الأدب والتفسير وغيرهما ( وأكثرها لا زال مخطوطاً ) :

أ ـ مغني الغواني عن الأغاني ( مختصر كتاب الأغاني ).
ب ـ نزهة السمر ونهزة السفر ( عن رحلته الأولى إلى سوريا ومصر ) .
ت ـ ديوان شعره الذي أسماه : الشعر الحسن من شعر الحسين .
ث ـ تعليقات على أمالي السيِّد المرتضى رحمه الله تعالى .
ج ـ تعليقات على كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة .
ح ـ مجموعتان من المنتخبات الشِّعرية .
خ ـ منتخبات من الشعر القديم .
د ـ عقود حياتي ( ترجمة حياة المؤلِّف بقلمه ) .
ذ ـ صحائف الأبرار في وظائف الأسحار.
ر ـ جنَّة الماوى .
ز ـ رسالة عن الاجتهاد عند الشِّيعة .
س ـ تعليقات على كتاب الوجيز في تفسير القرآن العزيز.
ش ـ تعليقات على نهج البلاغة ، ونقود على بعض شروحات الشَّيخ محمَّد عبده له .
ص ـ تعليق على كتاب الفتنة الكبرى للدكتور طه حسين .
ض ـ تعريب كتاب فارسي هيئة .


( 104 )

ط ـ تعريب كتاب حجة الشهادة .
ظ ـ تعريب وتلخيص رحلة ناصر خسرو المشهورة .
ع ـ كتاب في استشهاد الامام الحسين عليه السلام .
غ ـ العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ، في تاريخ عائلة ال كاشف الغطاء ، وعلماء النجف ، وتاريخها الحديث.
هذا عدا ما كان ينشره في الصحف والمجلات من المقالات والمباحث المختلفة التي يصعب حصرها .


( 105 )

وفاته :

اُصيب الشَّيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى في أواخر سني عمره الشَّريف بمرض عجز انذاك الأطباء عن ايجاد العلاج له ، وخصوصاً في عمره الذي تجاوز السبعين عاماً ، وهو التهاب المجاري البولية ، فانتقل إلى مدينة بغداد للمعالجة في مستشفى الكرخ الذي يشرف فيه على علاجه حذّاق الأطباء ، وكبار المتخصِّصين ، بيد أنَّ ادنى تحسُّن لم يطرأ على حالته الصحية التي بدت وكأنَّها تسوء يوماً بعد يوم .
وبعد اقامة قاربت من الشهر الواحد في تلك المستشفى ، شد الشَّيخ رحاله للاستجمام في قرية كرندا الجبلية الواقعة في الأراضي الايرانية الحدودية ، بين خانقين وكرمانشاه ـ وكان رحمه الله تعالى قد حلَّ فيها مصطافاً في صيف عام (1366هـ ) ـ ولكن المنية عاجلته فيها ، فتوفي بعد صلاة الفجر من يوم الاثنين الثامن عشر من شهر ذي القعدة عام (1373 هـ) الموافق لليوم التاسع عشر من شهر تموز عام (1954 م ) .
وكان يوم وفاته رحمه الله تعالى يوماً مشهوداً ، حيثما ما أنْ اُشيع خبر وفاته ـ الذي تناقلته محطات الاذاعة في معظم انحاء العالم ـ حتى انهالت جموع الناس المفجوعين من انحاء ايران نحو تلك القرية الصغيرة التي غصت بجموع المعزِّين الوافدين اليها على حين غرة .
ولم يلبث الجثمان الطاهر للشَّيخ كاشف الغطاء أنْ حُمل صوب الأراض العراقية عبر حدودها التي تقاطر عليها الكثير من الناس بشتى طبقاتهم ، يتقدمهم العديد من كبار رجال الدولة آنذاك .
فحُمل جثمانه رحمه الله تعالى نحو مدينة بغداد ، ومنها إلى مدينة الكاظمية المقدسة ، فمدينة كربلاء المقدسة ، لينتهى به في مدينة النجف


( 106 )

الأشرف ، وبالتحديد في بقعة وادي السلام ، حيث مقبرته الخاصة التي أعدها بنفسه لأن تكون محطته الأخيرة في هذه الدنيا الفانية . . . رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ، وأسكنه فسيح جنّاته ، وجزاه عن جميع المسلمين أفضل وأحسن الجزاء ، انه نعم المولى ونعم النصير(1).
____________
(1) اعتمدنا في اعداد هذه الترجمة الخاصة بحياة الشيخ كاشف الغطاء على جملة من المراجع أهمها : مقدمة جامع ومرتَب كتاب ( جنة المأوى ) للشيخ كاشف الغطاء ، وهو السيّد محمد علي الطباطبائي . مقدمة جامع وناشر كتاب الشَيخ الموسوم بـ ( في السياسة والحكمة ) وهو ولده عبدالحليم آل كاشف الغطاء . مقدمة الطبعة الثامنة لكتابنا ـ نشر المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف ( 1389هـ ـ 1969م ) ـ بقلم كاظم المظفر. كتاب ( محاورة مع السفيرين البريطاني والأمريكي ) نشر المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف (1373هـ ـ 1954 م).
( 107 )

عملنا في هذا الكتاب :

لم تكن تجاربي السّابقة في الكتابة والتحقيق ـ رغم بساطتها وقلَّة شأنها ـ لتمنحني ذلك الشعور باللذة والتفاعل والاندفاع والحرص على تقديم الأفضل ـ شغفاً بالكتاب ، واعتزازاً وتقديراً له ولمؤلِّفه ، لا بحثاً عن الاشادة والتقدير ـ قدر ما كان يرافقني ذلك طيلة الأشهر المتواصلة التي امتد على طولها عملي في تحقيق هذا الكتاب .
وحقاً أقول : إنَّ المرء لتنتابه الغبطة العارمة ، والسعادة البالغة وهو يجد عياناً جهوده التي أنفقها في انجاز عمل ما تتجسد بشكل واضح على أرض الواقع والحقيقة ، بعد فترة طويلة من الترقُّب والانتظار ، والمتابعة والسعي ، وهو سمة ثابتة يتفق في تحسسها جميع المؤلِّفين والمحققين في كلَ مكان وزمان ، بيد أنَ تلك الغبطة والمسرة تكون أشد وأكثر حدة وتصاعداً في الأعمال التي يتفاعل معها المرء تفاعلاً روحياً ، وينشد اليها انشداداً نفسياً ، فتبدو في ناظره أمنية عزيزة ، ورغبة غالية ، وذلك هو عين تعاملي مع هذا السفر الجليل الماثل بين يدي القارئ الكريم .
نعم ، فعندما شرعت بتحقيق هذا الكتاب حاولت قدر الامكان ـ بعد التّوكُّل على الله تعالى والاستعانة به ـ اخراج هذا الكتاب بالحلَّة التي ينبغي أنْ يتشح بها ، والتي ينبغي أنْ تتناسب وأهميته ، وشهرته التي طبق صيتها الآفاق ، لادراكي بأنَّ هذا الكتاب لا يصنَّف قطعاً ضمن المؤلَفات التي تُقتنى لتزيَّن بها المكتبات من قِبل البعض فحسب ، بل إنَّ له وجوداً يفرض على الجميع مطالعته وقراءته ، من شيعي مستزيد وهبه الله تعالى حرصاً على البحث والمطالعة ، الى آخر لا يدري ما التشيُّع وما الشِّيعة ، وبين الاثنين تندرج جماعات متفاوتة المذاهب والمشارب .


( 108 )

ولا اُخفي على القارئ الكريم بأنَّ النسخ المطبوعة المتداولة لهذا الكتاب ، والتي بلغت طبعاتها العشرات ـ وأخص منها العربية التي أمكنني مطالعتها ، ونتيجة سعي الكثير من دور النشر للحصول على الربح المادي دون الاعتناء بمادة الكتاب ، وذلك أمر شائع ومعروف ـ وجدتها مليئة بالأخطاء والتصحيفات والسقوطات المخلَّة بشكل بيَّن بمادة الكتاب ، وبأهميته ، والتي كان يزيدها سوءاً اعتماد بعض الدور في اعادة طبعها لهذا الكتاب على تلك النسخ المغلوطة ، فتتكرر الأخطاء وتتضاعف ، وتتعاظم الحاجة وتتأكَّد في وجوب تحقيق هذا الكتاب وضبط متنه .
ومن هنا فقد كان همي الأوَّل اخراج متن صحيح وسالم لهذا الكتاب ، وأنْ يكون قدر الأمكان قريب من النموذج الأصلي الذي كتبه مؤلِّفه رحمه الله تعالى ، فكان لا بُدَّ لي من الحصول على جملة من النسخ المطبوعة التي تبدو أقرب من غيرها الى ، الصحة ، ولأماكن مختلفة ، فوفَّقني الله تبارك وتعالى في الحصول ثلاثة نسخ مطبوعة في العراق وإيران ولبنان ، ولدور نشر متفرقة ، تبين لي بعد المطالعة والاستقراء أنَّ أصحهنَّ هي نسخة المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، والمطبوعة في عام ( 1389هـ ـ 1969م ) فاعتبرتها النسخة الأم ، رغم عدم خلوها من الأخطاء المطبعية التي لا تخفى المطالع المتفحِّص ، والقارئ المتمرِّس ، وذلك أمر يكاد لا يخلو منه أي كتاب .
ومن هنا فانِّي بعد مقابلتي لتلك النسخة الأم مع النسختين الأخريتين اللتين اعتمدتهما كمساعدتين لتلك النسخة ـ والتي طبعت احداهما في ايران ، وهي طبعة دار القرآن الكريم ( الطبعة الثالثة ، عام 1410 هـ ) والأخرى في بيروت ، وهي طبعة دار الأعلمي ( الطبعة الرابعة ، عام 1402 هـ ) ـ عمدت إلى ضبط النص قدر الامكان ، باعتماد النسخ المذكورة ، أو باجتهاد مني عند قناعتي بعدم صحة ما جاء في تلك النسخ ، مع اشارتي إلى


( 109 )

ذلك في الهامش ، أو وضع ما ارتأيت اضافته في المتن لتصحيح السياق بين معقوفين .
ثم اني وبعد انتهائي من تصحيح النص وضبطه شرعت بانجاز الأعمال الأخرى المكمِّلة للتحقيق ، كالتخريج ، والتعليق ، والشرح وغيرها ، وبالقدر الذي مكنني الله تعالى عليه ، ووجدت أنَّه من ضروريات التحقيق .
كما انَي وأثناء عملي في هذا الكتاب وجدت أنَّ الشَّيخ رحمه الله تعالى قد أورد جملة واسعة من الأعلام ، لعلَّ العديد منهم غير معروفين لدى الكثير من القرّاء ، رغم كونهم كانوا يُعدون من فضلاء العلماء ، وفطاحل الشُعراء ، وكبار الأدباء ، وعظماء رجال السياسة والدولة في تلك الأزمنة الغابرة والمطوية ، فابتغيت تقديم خدمة اضافية للقرّاء الكرام من خلال ترجمتي المختصرة المعرِّفة بشكل ما لاولئك الأعلام ، والذين أورد الشيخ اكثرهم على اعتبارهم من رجال الشِّيعة ووجهائهم ، وألحقت ذلك في آخر الكتاب .
ثم لم أجد بُداً من أن أُلحق الكتاب بجملة من الفهارس الفنية التي أصبحت في وقتنا الحاضر من الضروريات التي لا ينبغي ان تخلو منها الكتب المحققة ، وبشتى تصانيفها ، واختلاف أبوابها .
وأخيراً أقول : لقد حرصت في عملي هذا على أنْ اُقدم للمكتبة الاسلامية كتاباً محققاً صحيحاً لأحد أعلام الطائفة الكبار ، وبذلت في سبيل ذلك جهداً كبيراً ، وزمناً طويلاً ـ مبتغياً الأجر من الله تعالى والمثوبة على عمل قصدت فيه خدمة هذا الدين المبارك العظيم الذي جاء به نبينا الكريم ، ورحمة الله تعالى المهداة إلى العالمين ، الرسول المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلّم ـ ولكن ذلك لا يحول دون سهو القلم ، وشطحات الأفكار ، ولذا فاني أستميح سادتي العلماء ، وأساتذتي الكرام ،


( 110)

وزملائي المحققين العذر عند الكبوات والعثرات ، والأخطاء والزلات ، عسى البارئ جلَّ اسمه أنْ يوفِّقنا لتقديم ما هوأكمل وأصح ، إنَّه الموفِّق لكلِّ خير.

شكر وتقدير :

لم يسعني وأنا أُقدِّم هذا الكتاب النفيس بين يدي القارئ الكريم إلا أنْ اُشيد بمن مد لي يد العون وبأي شكل ما في اخراجه بهذه الحلَّة الجديدة القشيبة.
نعم ، فإذا كان الفضل أوَّلاً وآخراً لله تبارك وتعالى ، فإنَّه جل اسمه يوفَق البعض من عباده إلى مد يد العون والمساعدة للآخرين ، فتطوق أفضالهم تلك الأعناق بالجميل والمنة التي لا يسع أحد إلا الاشادة بها وشكرها ، ولعلَّ لمؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث اليد الطولى ، والفضل الأكبر في انجازي لهذا العمل ، وأخص بالذات عميدها سماحة السيِّد جواد الشهرستاني حفظه اللهّ تعالى ، الذي أتاح لي بكرمه المعهود الاستفادة من الخدمات المتيسرة في مؤسسته العامرة التي أتشرَّف بالانتساب اليها .
كما واخص بجزيل الشكر والامتنان مؤسسة الامام علي عليه السّلام لتفضلها بنشر هذا الكتاب الذي جعلته باكورة أعمالها المباركة في هذا المضمار المقدس .
ثم لا يسعني أخيراً تجاوز الاشارة إلى مدى الفضل الكبير والمتواصل لزوجتي الطيبة الوفية التي كانت نعم العون لي في انجاز جميع أعمالي ، ومنها هذا العمل .


( 111)

وفَّقنا الله تعالى وإياهم لما فيه رضاه ، انه نعم المولى ونعم النصير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلّى الله على محمَّد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .

عـلاء آل جـعـفـر
ربـيـع الأول 1415 هـ




( 112)


( 113)



تأليف
الامام المصلح
الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء
المتوفى سنة 1373 هـ

تحقيق
عَـلاء آل جَـعـفـر

مؤسسة الامام علي عليه السلام


( 114)


( 115)


« مقدمة الطبعة الثانية »

بقلم المؤلَف

كيف يتحد المسلمون؟

أو كلمة في الاصلاح لا بد منها

( وَاعْتَصمُوا بِحَبْلِ الله جَميعاً وَلا تَفَرَقُوا ) (1)

لم يبق ذو حس وشعور في شرق الارض وغربها ، إلا وقد احسَّ وشعر بضرورة الاتحاد والاتفاق ، ومضرَّة الفرقة والاختلاف ، حتى أ صبح هذا الحس والشعور أمراً وجدانياً محسوساً يحسُّ به كلُّ فرد من المسلمين ، كما يحسُّ بعوارضه الشخصية مِنْ صحته وسقمه ، وجوعه وعطشه ، وذلك بفضل الجهود التي قام بها جملة من أفذاذ الرجال المصلحين في هذه العصور الأخيرة ، الذين أهابوا بالمجتمع الاسلامي ، وصرخوا فيه صرخة المعلِّم الماهر ، وتمثَّلوا للمسلمين بمثال الطبيب النطاسي (2) الذي شخص الداء وحصر الدواء ، واصاب الهدف بما عيَّن ووصف ، وبعث النفوس بعثاً
____________
(1) آل عمران 3 : 103.
(2) النطاس : للعالم الحاذق بالطب والخبير به .
اُنظر : القامرس المحيط 2 : 254 .

( 116)

حثيثاً ، وشوَّقها إلى استعمال الدواء لقطع مادة ذلك الداء الخبيث ، والعلل والأمراض المهلكة ، قبل أنْ تقضي على هذا الجسد الحي ، فيدخل في خبر كان ، ويعود كأمس الدابر.
صرخ المصلحون فسمع المسلمون كلّهم عظيم صرخاتهم بأنَّ داء المسلمين تفرُّقهم وتضارب بعضهم ببعض ، ودواؤهم ـ الذي لا يصلح آخرهم إلا به كما لا يصلح إلا عليه أولهم ـ ألا وهو الاتفاق والوحدة ، ومؤازرة بعضهم لبعض ، ونبذ التشاحن ، وطرح بواعث البغضاء والأحن والاحقاد تحت اقدامهم ، ولم يزل السعي لهذا المقصد السامي ، والغرض الشريف إلى اليوم دأب رجالات أنار الله بصائرهم ، وشحذ عزائمهم ، وأشعل جذوة الاخلاص لصالح هذه الاُمَّة من وراء شغاف افئدتهم ، فما انفكُّوا يدعون إلى تلك الوحدة المقدسة « وحدة أبناء التوحيد » وانضمام جميع المسلمين تحت راية « لا إله إلا الله محمَّد رسول الله » من غير فرق بين عناصرهم ، ولا بين مذاهبهم .
يدعون إلى هذه الجامعة السامية ، والعروة الوثقى ، والسبب المتين الذي أمر الله تعالى بالاعتصام به ، والحبل القوي الذي امر الله عزَّ وجلَّ به أنْ يُوصل ، يدعون اليها لأنَّها هي الحياة ، وبها النجاة للامَّة الاسلامية ، وإلا فالهلاك المؤبَّد ، والموت المخلَّد .
اُولئك دعاة الوحدة ، وحملة مشعل التوحيد ، اُولئك دعاة الحقِّ ، وأنبياء الحقيقة ، ورسل الله إلى عباده في هذا العصر ، يجدِّدون من معالم الاسلام ما درس ، ويرفعون من منار المحمَّدية ما طمس ، وكان بفضل تلك المساعي الدائبة ، والجهود المستمرة من اُولئك الرجال ( وقليلٌ ما هم ) قد بدت بشائر الخير ، وظهرت طلائع النجاح ، ودبَّت وتسرَّبت في نفوس المسلمين تلك الروح الطاهرة ، وصار يتقارب بعضهم من بعض ، ويتعرَّض


( 117 )

فريق لفريق ، وكان أول بزوغ تلك الحقيقة ، ونمو لبذر تلك الفكرة ، ما حدث بين المسلمين قبل بضعة أعوام في المؤتمر الاسلامي العام في القدس الشريف (1)، من اجتماع ثلة من كبار المسلمين ، وتداولهم في الشؤون الاسلامية ، وتبادل الثقة والاخاء فيما بينهم ، على اختلافهم في المذاهب والقومية ، وتباعد اقطارهم وديارهم ، ذلك الاجتماع الذي هو الأول من نوعه والوحيد في بابه ، الذي علق عليه سائر المسلمين الأمال الجسام ، فكان قرة عين المسلمين ، كما كان قذى عيون المستعمرين ، والذي حسبوا له الف حساب ، واوصدوا دونه ـ حسب امكانهم ـ كلَّ باب ....
ولكن على رغم كلِّ ما ا قام به اُولئك الاعلام من التمهيدات لتلك الغاية ، وما بذلوه من التضحيات والمفادات في غرس تلك البذرة ، وتعاهدها بالعناية والرعاية ، حتى تثمر الثمر الجني ، وتأخذ حظَّها من الرسوخ والقوة ،
____________
(1) كان ذلك في عام 1350هـ ، وللقارئ الكريم أنْ يرى الحالة التي آلت اليها أوضاع المسلمين في أيامنا هذه ، وكيف أمسى ما كان يخجل البعض أو يخشى حتى من مجرد الهمس به في أضيق الحدود قضية تتناقلها العديد من وسائل الاعلام الاسلامية ، وتطبِّل لها دون أي خجل أوحياء ، بل وتجدها عبارات فضفاضة تتردد على شفاه العديد من الرموز التي طالما تبجحت بصلف ، وادعت زوراً بانها أولى من غيرها في التصدي لرفع راية الجهاد والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم ، وأن هذا الحق المنصوب لا بد وأنْ يُستعاد يوماً وبايديهم وبنادقهم ، هم لا أحد سواهم ، وأنَ القدس لا بد وأنْ تعود للمسلمين كما كانت ، طاهرة مطهرة ، لا وصاية لليهود عليها ، ولا تدوس أرضها الطيبة أقدامهم القذرة النجسة . . . فاين هذه العبارات القاطعة والحدية ممّا نراه ونسمعه هذه الأيام من مظاهر الذلة والاستكانة والخضوع ، والتسابق المحموم في مد جسور العلاقة مع الصهاينة المغتصبين الذين لم تجف أيديهم بعد من دماء المسلمين ، ولم ولن تنتهي أحلامهم المريضة ببناء دولتهم المزعومة من النيل الى الفرات . . . ! ! فلا يعدوهذا الجريان نحو السَّلام الموعود قبال الأرض إلا وهم محض ، واسترخاء كاذب ، واستسلام عجيب أمام استشراء داء السرطان الخبيث في جسد هذه الاُمة المبتلاة بالعديد من الرموز الخائنة ، ورحم الله تعالى شيخنا كاشف الغطاء ، فما تراه قائلاً لو سمع ما نسمع ، ورأى ما نرى ؟
( 118 )

لا نزال نحن ـ معاشر المسلمين ـ بالنظر العام نتعلَّق بحبال الامال ، ونكتفي بالأقوال عن الاعمال ، وندور على دوائر الظواهر والمظاهر ، دون الحقائق والجواهر ، ندور على القشور ولا نعرف كيف نصل إلى اللب ، على العكس مما كان عليه أسلافنا ، أهل الجدِّ والنشاط ، أهل الصدق في العمل قبل القول ، وفي العزائم قبل الحديث ، تلك السجايا الجبارةِ التي اخذها عنهم الاغيار فسبقونا ، وكان السبق لنا ، وكانت لنا الدائرة عليهم فأصبحت علينا تلك ( سُنَّةَ الله في الَّذينَ خَلَوا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً ) (1).
نحن نحسب أنَّنا إذا قلنا : قد اتحدنا وَاتفقنا ، وملأَنا بتلك الكلمات لهواتنا وأشداقنا ، وشحنا بها صحفنا وأوراقنا ، نحسب بهذا ومثله يحصل الغرض المهم من الاتحاد ، ونكون كاُمة من الأُمم الحيَّة التي نالت بوحدتها عزَّها وشرفها ، وأخذت المستوى الذي يحقُّ لها . ولذلك تجدنا لا نزداد إلا هبوطاً ، ولا تنال مساعينا إلا إخفاقأً وحبوطاً ، لا تجد لأَقوالنا واعمالنا اثراً ، إلا اننا نأنس بها ساعة سماعنا لها وما هي بعد ذلك إلا ( كَسَراب بَقيعَةٍ يَحْسَبهُ الظَمآنُ ماءً حتى إذا جَاءَ ه لَمْ يَجدْه شَيْئاً )(2).
ويستحيل لو بقي المسلمَون على هذا الحال أنْ تقوم لهم قائمة ، أو تجتمع لهم كلمة ، أو تثبت لهم في المجتمع البشري دعامة ، ولو ملئوا الصحف والطوامير ، وشحنوا أرجاء الارض وآفاق السماء بألفاظ الاتحاد والوحدة ، وكلّ ما يُشتق منها ويرادفها ، بل ولو صاغوا سبائك الخطب منها باساليب البلاغة ، ونظموا فيها عقود جواهر الابداع والبراعة ، كلُّ ذلك لا يجدي إذا لم يندفعوا إلى العمل الجدي ، والحركة الجوهرية ، ويحرِّروا
____________
(1) الاحزاب 33 : 62 .
(2) النور 24 : 39 .

( 119 )

أخلاقهم وملكاتهم ، ويكبحوا جماح أهوائهم ونفوسهم ، بارسان (1) العقل والروية ، والحنكة والحكمة ، فيجد كلُ مسلم أنَّ مصلحة أخيه المسلم هي مصلحة نفسه ، فيسعى لها كما يسعى لمصالح ذاته ، ذلك حيث ينزع الغل من صدره ، والحقد من قلبه ، وينظر كلٌّ من المسلمين الى الآخر ـ مهما كان ـ نظر الاخاء لا نظر العداء ، وبعين الرضا لا بعين السخط ، وبلحاظ الرحمة لا الغضب والنقمة .
ذاك حيث يحس بوجدانه ، ويجد بضرورة حسه ، أنَّ عزَّه بعزِّ اخوانه ، وقوَّته بقوَّة أعوانه ، وأنَّ كلَّ واحد منهم عون للآخر . . فهل يتقاعس عن تقوية عونه ، وتعزيز عزِّه وصونه . . ؟
كلا ، ثم إذا كان التخلُّق بهذا الخلق الشريف عسيراً لا يُنال ، وشأواً متعالياً لا يُدرك ، ولا يستطيع المسلم أنْ يُواسي أخاه ألمسلم ، وأنْ يُحب لأخيه المسلم ما يُحب لنفسه ، وأنْ يجد أنَّ صلاحه بصلاح اُمَّته ، وعزه بعزَّة قومه ، فلا أقل من التناصف والتعادل ، والمشاطرة والتوازن ، فلا يجحد المسلم لأخيه حقَّاً ، ولا يبخسه كيلاً ، ولا يطفِّف له وزناً . .. والاصل والملاك في كلِّ ذلك : اقتلاع رذيلة الحرص ، والجشع ، والغلبة ، والاستئثار ، والحسد ، والتنافس . فإنَّ هذه الرذائل سلسلة شقاء ، وحلقات بلاء ، يتصل بعضها ببعض ، ويجر بعضها إلى بعض ، حتى تنتهي إلى هلاك الاُمة التي تتغلغل فيها ، ثم تهوي بها إلى أحط مهاوي الشقاء والتعاسة .
والبذرة الأولى لكلٍ من تلك الثمار الموبوءة هو : حب الاثرة . وقد قيل : الاستئثار يُوجب الحسد ، والحسد يُوجب البغضاء ، والبغضاء تُوجب
____________
(1) مفردها الرسن ، وهو الحبل .
أنظر : الصحاح ـ رسن ـ 5 : 2123 .

( 120 )

الاختلاف ، والاختلاف يُوجب الفرقة ، والفرقة تُوجب الضعف ، والضعف يُوجب الذل ، والذلًّ يوجب زوال الدولة ، وزاول النعمة ، وهلاك الاُمة . . . والتأريخ يحدِّثنا ، والعيان والوجدان يشهدان لنا شهادة حقٍ : أنَّه حيث تكون تلك السخائم والمآثم ، فهناك : فناء الأمم ، وموت الهمم ، وفشل العزائم ، وتلاشي العناصر . هناك : الاستعباد والاستعمار ، والهلكة والبوار ، وتغلُّب الاجانب ، وسيطرة العدو . . .
أمّا حيث تكون الآراء مجتمعة ، والاهواء مؤتلفة ، والقلوب متآلفة ، والايدي مترادفة ، والبصائر متناصرة ، والعزائم متوازرة ، فلا القلوب متضاغنة ، ولا الصدور متشاحنة ، ولا النفوس متدابرة ، ولا الأيدي متخاذلة ، فهناك : العزُّ والبقاء ، والعافية والنعماء ، والقهر والقوة ، والملك والثروة ، والكرامة والسطوة ، هناك يجعل الله لهم من مضائق البلاء فرجاً ، ومن حلقات السوء مخرجاً ، ويبدلهم العزَّ مكان الذلِّ ، والأمن مكان الخوف . فيصبحوا ملوكاً حكّاماً ، وأئمة أعلاماً .
وليعتبر المسلمون اليوم بحال آبائهم بالامس ، كيف كانوا قبل الاسلام إخوان وبر ودبر ، وأبناء حل وترحال ، أذل الاُمم داراً ، واشقاهم قراراً ، لا جناح دعوة يأوون إلى كنفها ، ولا ظل وحدة يستظلّون بفيئها ، في أطواق بلاء ، وإطباق جهل ، من نيران حرب مشبوبة ، وغارات مشنونة ، إلى بنات موؤدة ، وأصنام معبودة ، وأرحام مقطوعة ، ودماء مهدورة(1) .
____________
(1) لعلَ أبلغ الوصف وأروعه في رسم الصورة الحياتية التي كان عليها العرب قبل مبعث رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ما نُقل عن سيد البلغاء والمتكلَمين علي بن أبي طالب عليه السَلام ، حيث قال : إنْ الله تعالى بعثَ محمداً صلّى الله عليه وآله نذيراً َللعالمين ، وأميناً على التنزيل ، وأنتم معشرَ العرب على شر دين ، وفي شر دارٍ ، مُنيخونَ بين حجارةً خُشنِ ، وحياتٍ صُمٍّ ، تشربونَ الكَدِرَ ، وتأكلونَ الجشبَ ، وتسفكونَ دماءكم ، وتقطعون أرحامَكم . الاصنامُ فيكم منصوبة ، والأثام بكم معصوبة . . . الخ ( الخطبة 26 ) .
( 121 )

ثم كيف أصبحوا بعد أنْ جمع الله بالإسلام كلمتهم ، وعقد بدين التوحيد وحدتهم ، ونشر على دعوة الحقِّ رايتهم . هنالك نشرت الرحمة عليهم جناح كرامتها ، وأسالت لهم جداول نعيمها ، حتى تربَّعت الايام بهم في ظل سلطان قاهر ، واوتهم الوحدة إلى كنف عزِّ غالب ، وتعطَفت الاُمور عليهم في ذرى ملك ثابت . فما عتموا أنْ أصبحوا ـ بعد ذلك الذلِّ وتلك الهنّات ـ حكاماً على العالمين ، وملوكاً في أطراف الارضين ، يملكون الاُمور على من كان يملكها عليهم ، ويُمضون الاحكام فيمن كان يُمضيها فيهم . لا تُغمز لهم قناة ، ولا تُقرع لهم صفات . . . ذاك يوم كان للمسلمين وحدة جامعة ، واُخوة صادقة . يوم كانوا متحدين بحقيقة الوحدة وصحيح الاخاء . يوم كانت مصالح المسلمين مشتركة ، ومنافعهم متبادلة ، وعزائمهم متكافلة ، ولا يجد المسلم من أخيه فيما يهمه إلا كلَّ نصر ومعونة ، ورعاية وكفاية .
ثم دارت الدوائر ، ودالت الايام والايام دول ، وأصبح المسلم لا يجد من أخيه القريب ـ فضلاً عن البعيد ـ إلا القطيعة ـ بل الوقيعة ـ ولا يرتقب منه إلا المخاوف ـ بل المتالف ـ ولا يحذر من عدوه الكافر أكثر من حذره من أخيه المسلم ، فكيف يُرجى ـ وحال المسلمين هذه ـ أنْ تقوم لهم قائمة ، أو تُشاد لهم دعامة .
وهيهات أنْ يسعدوا ما لم يتحدوا ، وهيهات أنْ يتحدوا ما لم يتساعدوا . . . فيا أيُّها المسلمون لا تبلغون الاتحاد الذي بلغ به اباؤكم ما بلغوا بتزويق الالفاظ ، وتنميق العبارات ، أو نشر الخطب والمقالات ، وضجيج الصحف وعجيج الاقلام . . . ليس الاتحاد الفاظاً فارغة ، واقوالاً بليغة وحِكَماً بالغة مهما بلغت من أوج البلاغة ، وشأو الفصاحة . . . ملاك الاتحاد ، وحقيقة التوحيد هنا : صفاء نية ، واخلاص طوية ، واعمال جد ونشاط .


( 122 )

الاتحاد سجايا وصفات ، وأعمال وملكات ، ملكات راسخة ، وأخلاق فاضلة ، وحقائق راهنة ، ونفوس متضامنة ، وسجايا شريفة ، وعواطف كريمة . الاتحاد أنْ يتبادل المسلمون المنافع ، ويشتركوا في الفوائد ، ويأخذوا بموازين القسط ، وقوانين العدل ، ونواميس النصف . فإذا كان في قطر من الاقطار كسوريا والعراق طائفتان من المسلمين أو أكثر فالواجب أنْ يفترضوا جميعاً أنفسهم كأخوين شقيقين قد ورثا من أبيهما داراً أو عقاراً فهم يقتسمونه عدلاً ، ويوزعونه قسطاً ، ولا يستأثر فريق على آخر فيستبد عليه بحظه ، ويشح عليه بحقه ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ )(1) فتكون المنافع عامَّة ، والمصالح في الكلَ مشاعة ، والاعمال على الجميع موزَّعة .
وليس معنى الوحدة في الاُمة أنْ يهضم أحد الفريقين حقوق الاخر فيصمت ، ويتغلَب عليه فيسكت . ولا من العدل أنْ يُقال للمهضوم إذا طالب بحقِ ، أو دعا إلى عدل : انَك مُفرِّق أو مشاغب ، بل ينظر الاخرون إلى طلبه ، فإنْ كان حقاً نصروه ، وإنْ كان حيفاً ارشدوه وأقنعوه ، وإلا جادلوه بالتي هي أحسن ، مجادلة الحميم لحميمه ، والشقيق لشقيقه ، لا بالشتائمِ والسباب ، والمنابزة بالألقاب ، فتحتدم نار البغضاء بينهما حتى يكونا لها معاً حطباً ويصبحا معاً للأجنبي لقمة سائغة ، وغنيمة باردة .
وقد عرف اليوم حتى الأبكم والاصم من المسلمين أنَّ لكلِّ قطر من الاقطار الاسلامية حوتاً من حيتان الغرب ، وأفعى من أفاعي الاستعمار فاغراً فاه لالتهام ذلك القطر وما فيه . . . أفلا يكفي هذا جامعاً للمسلمين ، ومؤجِّجاً لنار الغيرة والحماس في عزائمهم ، أفلا تكون شدة تلك الآلام وآلام تلك الشدة باعثة لهم على الاتحاد وإماتة ما بينهم من الاضغان والاحقاد ،
____________
(1) الحشر 59 : 9 ، والتغابن 64 : 16 .