 إن فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ لتضرب آباط الإبل بحثاً عن الحق ورواده .. علماً بأن الحق لا يتمثل إلاّ بها ولكن مع هذه كله ، ففاطمة البتول ، تفتش أبداً عن أهل الحق ، ولا تمشي إلا في طريق الحق ، كوان قلّ سالكوه ، إنها لا تستوحش من طريق الحق لقلة سالكيه .. فإذا كان هناك واحد يمشي معها في هذا الطريق ، فإن ذلك يدخل السرور في قلبها ، ويجعلها تأنس برفيق الإيمان ولهذا كانت إذا نظرت إلى وجه الإمام علي ، تدفقت السعادة في وجهها وإذا نظر علي اليها أشرق وجهه بالبشرى ، حتى كان يقول : إذا رأيت فاطمة انجلت عني الهموم والأحزان ، فهي حين علمها أبوها النبي ، التسبيح المعروف بتسبيح الزهراء ، أخذته بقوة لتحوله ـ رأساً ـ إلى منهج عملي ، وسلوك يتحرك بنوره في الناس .. فهي بدل أن تذهب إلى بيتها نراها ذهبت إلى قبر الحمزة بن عبد المطلب لتصنع من تراب القبر حبات لمسبحتها التي ستدير تسبيح الزهراء فيها ! (1) . ومن هذا القصة والقضية التي حصلت للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام شرّع هذا التسبيح المنسوب إليها .
إن فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ لتضرب آباط الإبل بحثاً عن الحق ورواده .. علماً بأن الحق لا يتمثل إلاّ بها ولكن مع هذه كله ، ففاطمة البتول ، تفتش أبداً عن أهل الحق ، ولا تمشي إلا في طريق الحق ، كوان قلّ سالكوه ، إنها لا تستوحش من طريق الحق لقلة سالكيه .. فإذا كان هناك واحد يمشي معها في هذا الطريق ، فإن ذلك يدخل السرور في قلبها ، ويجعلها تأنس برفيق الإيمان ولهذا كانت إذا نظرت إلى وجه الإمام علي ، تدفقت السعادة في وجهها وإذا نظر علي اليها أشرق وجهه بالبشرى ، حتى كان يقول : إذا رأيت فاطمة انجلت عني الهموم والأحزان ، فهي حين علمها أبوها النبي ، التسبيح المعروف بتسبيح الزهراء ، أخذته بقوة لتحوله ـ رأساً ـ إلى منهج عملي ، وسلوك يتحرك بنوره في الناس .. فهي بدل أن تذهب إلى بيتها نراها ذهبت إلى قبر الحمزة بن عبد المطلب لتصنع من تراب القبر حبات لمسبحتها التي ستدير تسبيح الزهراء فيها ! (1) . ومن هذا القصة والقضية التي حصلت للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام شرّع هذا التسبيح المنسوب إليها .
 قد وقع الخلاف بين العلامة والخاصة في كيفية تسبيحها عليها السلام ، ومنشاً هذا الإختلاف ناشئ من الأخبار المختلفة في الباب من كلا الفريقين على أن كلاهما يقول عند البدء به بالتكبير ووقوع الإختلاف إنما كان في تقديم التحميد على التسبيح أو العكس ، واختلف أصحابنا والمخالفون في ذلك ، مع اتفاقهم جميعاً على استحبابه .
قد وقع الخلاف بين العلامة والخاصة في كيفية تسبيحها عليها السلام ، ومنشاً هذا الإختلاف ناشئ من الأخبار المختلفة في الباب من كلا الفريقين على أن كلاهما يقول عند البدء به بالتكبير ووقوع الإختلاف إنما كان في تقديم التحميد على التسبيح أو العكس ، واختلف أصحابنا والمخالفون في ذلك ، مع اتفاقهم جميعاً على استحبابه .
 وإليك الأقوال المختلفة في الأخبار عند العامة ثم نقدم بعد ذلك أخبار وأقوال الخاصة من الشيعة الإمامية لكي يتضح لنا بعد ما هو الصحيح .
وإليك الأقوال المختلفة في الأخبار عند العامة ثم نقدم بعد ذلك أخبار وأقوال الخاصة من الشيعة الإمامية لكي يتضح لنا بعد ما هو الصحيح .
 * عن مسند فاطمة للسيوطي : عن ابن شهاب (2) . سمعت أبا هريرة يقول : سمعت
* عن مسند فاطمة للسيوطي : عن ابن شهاب (2) . سمعت أبا هريرة يقول : سمعت
 (1) للاطلاع اكثر راجع كتاب اعلموا أني فاطمة : 2 | 661 ـ 672 .
(1) للاطلاع اكثر راجع كتاب اعلموا أني فاطمة : 2 | 661 ـ 672 .
 (2) هو محمد بن مسملم بن عبيد الله بن عبدالله بن مهاجر الحارث بن زهرة . راجع « تهذيب
(2) هو محمد بن مسملم بن عبيد الله بن عبدالله بن مهاجر الحارث بن زهرة . راجع « تهذيب
 * وعن الذريّة الطاهرة المطهرة : ( بإسناده ) عن أبي هريرة ، عن فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنها انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسأله خادماً ، قال صلى الله عليه وآله وسلم  : ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك ؟
* وعن الذريّة الطاهرة المطهرة : ( بإسناده ) عن أبي هريرة ، عن فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنها انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسأله خادماً ، قال صلى الله عليه وآله وسلم  : ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك ؟
 إذا أويت إلى فراشك فسبحي ثلاثاً وثلاثين ، واحمدي ثلاثاً وثلاثين ، وكبّري أربعاً وثلاثين ، فهو خير لك من ذلك ، أرضيت يا بنيّة ! قالت : قدر رضيت (2) .
إذا أويت إلى فراشك فسبحي ثلاثاً وثلاثين ، واحمدي ثلاثاً وثلاثين ، وكبّري أربعاً وثلاثين ، فهو خير لك من ذلك ، أرضيت يا بنيّة ! قالت : قدر رضيت (2) .
 * وعن شرح السنّة : ( بإسناده ) عن أبي هريرة قال : جاءت فاطمة عليها السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسأله خادماً ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ألا أدلّك ما هو خير من خادم ؟ تسبّحين الله ثلاثاً وثلاثين ، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين ، وتكبّرين الله أربعاً وثلاثين عند كلّ صلاة ، وعند منامك  .
* وعن شرح السنّة : ( بإسناده ) عن أبي هريرة قال : جاءت فاطمة عليها السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسأله خادماً ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ألا أدلّك ما هو خير من خادم ؟ تسبّحين الله ثلاثاً وثلاثين ، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين ، وتكبّرين الله أربعاً وثلاثين عند كلّ صلاة ، وعند منامك  .
 ( هذا حديث صحيح ، أخرجه مسلم بن اميّة بسطام ، ولم يذكر الصلاة ) (3) .
( هذا حديث صحيح ، أخرجه مسلم بن اميّة بسطام ، ولم يذكر الصلاة ) (3) .
 * وعن مسند أحمد بن حنبل : ( بإسناده ) عن شهر ، قال :
* وعن مسند أحمد بن حنبل : ( بإسناده ) عن شهر ، قال : 
 سمعت أمّ سلمة تحدّث ، زعمت أنّ فاطمة عليها السلام جاءت إلي نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم تشتكي إليه الخدمة : فقالت : يا رسول الله ! لقد مجلت يدي من الوحي ، أطحن مرّة ، وأعجن مرّة ؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن يرزقك الله شيئاً يأتك ، وسأدلّك على خير من ذلك .
سمعت أمّ سلمة تحدّث ، زعمت أنّ فاطمة عليها السلام جاءت إلي نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم تشتكي إليه الخدمة : فقالت : يا رسول الله ! لقد مجلت يدي من الوحي ، أطحن مرّة ، وأعجن مرّة ؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن يرزقك الله شيئاً يأتك ، وسأدلّك على خير من ذلك .
 إذا الزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبّري ثلاثاً وثلاثين ، واحمدي
إذا الزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبّري ثلاثاً وثلاثين ، واحمدي 
 (1) هو سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي ، أبو عبدالله المدني روى عن أبيه وعن  أبي هريرة ، وعنه ابنه أبوبكر والزهري . راجع في ذلك « تهذيب التهذيب : 3 | 436 » .
(1) هو سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي ، أبو عبدالله المدني روى عن أبيه وعن  أبي هريرة ، وعنه ابنه أبوبكر والزهري . راجع في ذلك « تهذيب التهذيب : 3 | 436 » .
 (2) 103 ، عنه الإحقاق : 25 | 346 .
(2) 103 ، عنه الإحقاق : 25 | 346 .
 (3) 5 | 107 ، عنه الإحقاق : 25 | 345 .
(3) 5 | 107 ، عنه الإحقاق : 25 | 345 .
 أقول : يظهر من هذه الأخبار التي روتها العامة ان الإختلاف وقع بينهم في قضية تقديم التكبير على التسبيح وبالعكس فالخبر الأول يقدم التكبير والخبر الثاني يقدم التسبيح ومنه يظهر التعارض بين أخبارهم على أنه هناك الكثير من الأخبار التي تنقل لنا هذا الإختلاف فيما بينهم ولا يسعنا المقام لنقل أخبارهم كله فنكتفي بهذه .
أقول : يظهر من هذه الأخبار التي روتها العامة ان الإختلاف وقع بينهم في قضية تقديم التكبير على التسبيح وبالعكس فالخبر الأول يقدم التكبير والخبر الثاني يقدم التسبيح ومنه يظهر التعارض بين أخبارهم على أنه هناك الكثير من الأخبار التي تنقل لنا هذا الإختلاف فيما بينهم ولا يسعنا المقام لنقل أخبارهم كله فنكتفي بهذه .
 وأما ما ورد عن الخاصة :
وأما ما ورد عن الخاصة :
 * فعن جامع الأحاديث : عن القاسم مولى معاوية : أنّه سمع عليّ بن أبي طالب عليه السلام فذكر أنّه أمر فاطمة عليها السلام تستخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالت :
* فعن جامع الأحاديث : عن القاسم مولى معاوية : أنّه سمع عليّ بن أبي طالب عليه السلام فذكر أنّه أمر فاطمة عليها السلام تستخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالت : 
 يا رسول الله ، انّه قد شقّ عليّ الرحى ـ وأرته أثراً في يديها من أثر الرحى ـ فسألته أن يخدمها خادماً ، فقال : أولا اعلمّك خيراً من ذلك ـ أو قال : خيراً من الدنيا وما فيها ؟ ـ
يا رسول الله ، انّه قد شقّ عليّ الرحى ـ وأرته أثراً في يديها من أثر الرحى ـ فسألته أن يخدمها خادماً ، فقال : أولا اعلمّك خيراً من ذلك ـ أو قال : خيراً من الدنيا وما فيها ؟ ـ
 إذا أويت إلى فاشك : فكبّري أربعاً وثلاثين تكبيرة ، وثلاثاً وثلاثين تحميدة ، وثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، فذلك خير لك من الدنيا وما فيها (2) .
إذا أويت إلى فاشك : فكبّري أربعاً وثلاثين تكبيرة ، وثلاثاً وثلاثين تحميدة ، وثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، فذلك خير لك من الدنيا وما فيها (2) .
 * وع مشكاة الأنوار : قال : دخل رجل على أبي عبدالله عليه السلام وكلّمة فلم يسمع كلام أبي عبدالله عليه السلام وشكى إليه ثقلاً في أذنيه ، فقال له : ما ينعك ؟ وأين أنت من تسبيح فاطمة عليها السلام ؟ قال : جعلت فداك ، وما تسبيح فاطمة عليها السلام ؟
* وع مشكاة الأنوار : قال : دخل رجل على أبي عبدالله عليه السلام وكلّمة فلم يسمع كلام أبي عبدالله عليه السلام وشكى إليه ثقلاً في أذنيه ، فقال له : ما ينعك ؟ وأين أنت من تسبيح فاطمة عليها السلام ؟ قال : جعلت فداك ، وما تسبيح فاطمة عليها السلام ؟ 
 فقال : تكبّر الله أربعاً وثلاثين ، وتحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وتسبّح الله ثلاثاً وثلاثين تمام المائة .
فقال : تكبّر الله أربعاً وثلاثين ، وتحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وتسبّح الله ثلاثاً وثلاثين تمام المائة .
 قال : فما فعلت ذلك إلا يسيراً ، حتّى أذهب عنّي ما كنت أجده (3) .
قال : فما فعلت ذلك إلا يسيراً ، حتّى أذهب عنّي ما كنت أجده (3) .
 وعن المحاسن : عن يحيى بن محمد ؛ وعمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، قال : دخلت مع أبي على أبي عبدالله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة عليها السلام ؟
وعن المحاسن : عن يحيى بن محمد ؛ وعمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، قال : دخلت مع أبي على أبي عبدالله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة عليها السلام ؟
 فقال : الله أكبر حتّى أحصاها أربعة وثلاثين ، ثم قال : الحمد الله حتى بلغ سبعاً
فقال : الله أكبر حتّى أحصاها أربعة وثلاثين ، ثم قال : الحمد الله حتى بلغ سبعاً 
 (1) 6 | 298 ، كنز العمال : 20 | 55 .
(1) 6 | 298 ، كنز العمال : 20 | 55 .
 (2) جامع الإحاديث : 4 | 614 ، كنز العمال : 2 | 57 .
(2) جامع الإحاديث : 4 | 614 ، كنز العمال : 2 | 57 .
 (3) مشكاة الأنوار : 278 ح 14 ، البحار : 85 | 334 ح 21 .
(3) مشكاة الأنوار : 278 ح 14 ، البحار : 85 | 334 ح 21 .
 أقول : هذه الأخبار ظاهرة في تقديم التكبير أولاً ثم يعقبها بالتحميد وبعد ذلك التسبيح .. أما الطائفة من الأخبار التي رواها أصحابنا فهي ظاهرة في أن التسبيح مقدم على التحميد وإليك بعضها :
أقول : هذه الأخبار ظاهرة في تقديم التكبير أولاً ثم يعقبها بالتحميد وبعد ذلك التسبيح .. أما الطائفة من الأخبار التي رواها أصحابنا فهي ظاهرة في أن التسبيح مقدم على التحميد وإليك بعضها :
 * عن فقه الرضا عليه السلام قال : إذا فرغت من صلاتك فارفع يديك ـ وأنت جالس ـ فكبّر ثلاثاً وقل : لا إله إلا الله وحده وحده [ لا شريك له ] ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، وأعزّ جنده وحده ، فله الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وييت ويحيي ، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير .
* عن فقه الرضا عليه السلام قال : إذا فرغت من صلاتك فارفع يديك ـ وأنت جالس ـ فكبّر ثلاثاً وقل : لا إله إلا الله وحده وحده [ لا شريك له ] ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، وأعزّ جنده وحده ، فله الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وييت ويحيي ، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير .
 وتسبّح بتسبيح فاطمة عليها السلام : وهو أربع وثلاثون تكبيرة ، وثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة ؛ ثمّ قل : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، ولك السلام ، وإليك يعود السلام ، سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين .
وتسبّح بتسبيح فاطمة عليها السلام : وهو أربع وثلاثون تكبيرة ، وثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة ؛ ثمّ قل : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، ولك السلام ، وإليك يعود السلام ، سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين .
 * وتقول : السلام عليك أيّها النبّي ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الراشدين المهديّين من آل طه ويس ... (1) .
* وتقول : السلام عليك أيّها النبّي ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الراشدين المهديّين من آل طه ويس ... (1) .
 * وعن الإحتجاج : وسأل عن تسبيح فاطمة عليها السلام ، من سهى فجاز التكبير أكثر من أربع وثلاثين ، هل يرجع إلى أربع وثلاثين أو يستأنف ؟ وإذا سبّح تما سبعة وستين هل يرجع إلى ستّة وستّين أو يستأنف ، وماالذي يجب في ذلك ؟
* وعن الإحتجاج : وسأل عن تسبيح فاطمة عليها السلام ، من سهى فجاز التكبير أكثر من أربع وثلاثين ، هل يرجع إلى أربع وثلاثين أو يستأنف ؟ وإذا سبّح تما سبعة وستين هل يرجع إلى ستّة وستّين أو يستأنف ، وماالذي يجب في ذلك ؟
 فأجاب عليه السلام : إذا سهى في التكبير حتّى تجاوز أربعاً وثلاثين ، عاد إلى ثلاث وثلاثين ، ويبني عليها ، واذا سهى في التسبيح فتجاوز سبعاً وستّين تسبيحة عاد إلى ستّ وستّين ، وبنى عليها ، فإذا جاوز التحميد فلا شيء عليه (2) .
فأجاب عليه السلام : إذا سهى في التكبير حتّى تجاوز أربعاً وثلاثين ، عاد إلى ثلاث وثلاثين ، ويبني عليها ، واذا سهى في التسبيح فتجاوز سبعاً وستّين تسبيحة عاد إلى ستّ وستّين ، وبنى عليها ، فإذا جاوز التحميد فلا شيء عليه (2) .
 * وعن التهذيب : عليّ بن حاتم ، عن محمد بن جعفر بن أحمد بن بطّة القمّي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمد بن سنان ، وأبو محمد هارون بن موسى ، قال : حدّثنا محمد بن علي بن معمّر ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد
* وعن التهذيب : عليّ بن حاتم ، عن محمد بن جعفر بن أحمد بن بطّة القمّي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمد بن سنان ، وأبو محمد هارون بن موسى ، قال : حدّثنا محمد بن علي بن معمّر ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد 
 (1) فقه الرضا : 115 ، مستدرك الوسائل : 5 | 51 ح 1 .
(1) فقه الرضا : 115 ، مستدرك الوسائل : 5 | 51 ح 1 .
 (2) الإحتجاج : 1 | 315 ، الوسائل : 4 | 1039 ح 4 .
(2) الإحتجاج : 1 | 315 ، الوسائل : 4 | 1039 ح 4 .
 اقول : يظهر من هذه الأخبار اختلافها عن المتقدمة من جهة الحيثية التي استظهرناها ، ومن هنا كان لابد لنا من معالجة الأخبار لكي نخرج هذا الاختلاف عن ظاهرة وتوجيهه التوجيه الصحيح بحيث لا يبقى أي اختلاف وتعارض قال في المختلف : المشهور تقديم التكبير ، ثم التحميد ، ثم التسبيح ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار وابن الصلاح وابن ادريس . وقال علي بن بابويه ، يسبح تسبيح الزهراء ، وهو أربع وثلاثون تكبيرة ، وثلاث وثلاثون تسبيحة ، وثلاث وثلاثون تحميدة ، وهو يشعر بتقديم التسبيح على التحميد وكذا قال ابنه أبو جعفر وابن جنيد ، والشيخ في الاقتصاد واحتجوا برواية فاطمة عليها السلام .
اقول : يظهر من هذه الأخبار اختلافها عن المتقدمة من جهة الحيثية التي استظهرناها ، ومن هنا كان لابد لنا من معالجة الأخبار لكي نخرج هذا الاختلاف عن ظاهرة وتوجيهه التوجيه الصحيح بحيث لا يبقى أي اختلاف وتعارض قال في المختلف : المشهور تقديم التكبير ، ثم التحميد ، ثم التسبيح ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار وابن الصلاح وابن ادريس . وقال علي بن بابويه ، يسبح تسبيح الزهراء ، وهو أربع وثلاثون تكبيرة ، وثلاث وثلاثون تسبيحة ، وثلاث وثلاثون تحميدة ، وهو يشعر بتقديم التسبيح على التحميد وكذا قال ابنه أبو جعفر وابن جنيد ، والشيخ في الاقتصاد واحتجوا برواية فاطمة عليها السلام .
 والجواب : انه ليس فيها تصريح بتقديم التسبيح ، اقصى ما في الباب ان قدمه في الذكر ، وذلك لا يدل على الترتيب ، والعطف بالواو لا يدل عليه ، انتهى . وقال الشيخ البهائي رحمة الله في مفتاح الفلاح : أعلم ان المشهور استحباب تسبيح الزهراء عليها السلام في وقتين : أحدهما بعد الصلاة ، والآخر عند النوم ، وظاهر الرواية الواردة في تسبيح الزهراء عليها السلام على الاطلاق يقتضي تاخيره عنه . والمشهور الذي عليه العلماء في التعقيبات : تقديم التحميد على التسبيح ، وظاهر الروايات المعتبرة الصحيحة ذلك وهي شاملة بأطلاقها لما يفعل بعد الصلاة وما يفعل عند النوم ، وما احتج به بعضهم في كون تقديم التسبيح على التحميد انما يكون عند النوم مردود بكون الرواية التي استدلوها بها غير صريحة في تقديم التسبيح على التحميد فان الواو لا تفيد الترتيب وانما هي لمطلق الجمع على الاصح كما مبين في محله من الاصول ، إلاّ اللهم ان يقال ان ظاهر اللفظ يقتضي ذلك .
والجواب : انه ليس فيها تصريح بتقديم التسبيح ، اقصى ما في الباب ان قدمه في الذكر ، وذلك لا يدل على الترتيب ، والعطف بالواو لا يدل عليه ، انتهى . وقال الشيخ البهائي رحمة الله في مفتاح الفلاح : أعلم ان المشهور استحباب تسبيح الزهراء عليها السلام في وقتين : أحدهما بعد الصلاة ، والآخر عند النوم ، وظاهر الرواية الواردة في تسبيح الزهراء عليها السلام على الاطلاق يقتضي تاخيره عنه . والمشهور الذي عليه العلماء في التعقيبات : تقديم التحميد على التسبيح ، وظاهر الروايات المعتبرة الصحيحة ذلك وهي شاملة بأطلاقها لما يفعل بعد الصلاة وما يفعل عند النوم ، وما احتج به بعضهم في كون تقديم التسبيح على التحميد انما يكون عند النوم مردود بكون الرواية التي استدلوها بها غير صريحة في تقديم التسبيح على التحميد فان الواو لا تفيد الترتيب وانما هي لمطلق الجمع على الاصح كما مبين في محله من الاصول ، إلاّ اللهم ان يقال ان ظاهر اللفظ يقتضي ذلك .
 (1) التهذيب : 3 | 67 ح 21 .
(1) التهذيب : 3 | 67 ح 21 .
 فالتسبيح شعار ، او قل : شعيرة من شعائر الدين ومحتواه الفداء والتضحية والفداء لا يكون إلاّ اذا سبقته تربية ، وهو بعد ذلك كل يحتاج إلى رمز يدل عليه ، وهنا نستطيع بقليل من التركيز والانتباه ان نلمس هذين الشرطين في تسبيح الزهراء ...
فالتسبيح شعار ، او قل : شعيرة من شعائر الدين ومحتواه الفداء والتضحية والفداء لا يكون إلاّ اذا سبقته تربية ، وهو بعد ذلك كل يحتاج إلى رمز يدل عليه ، وهنا نستطيع بقليل من التركيز والانتباه ان نلمس هذين الشرطين في تسبيح الزهراء ...
 الشرط الأوّل ، هو الشرط التربوي .. ونلمسه في تركيبة هذا التسبيح الذي علمه النبي ـ صلى الله علي وآله وسلم ـ لا بنته فاطمة الزهراء والتسبيح يتكون من أربع وثلاثين مرة الله اكبر ... وثلاث وثلاثين مرة الحمد لله ، وثلاث وثلاثين مرة سبحان الله ... وفي نظرة واعية نلقيها على هذا الترتيب المتقدم نجد ان التسبيح يبدأ باسم الله وينتهي باسم الله ، فهو لم يبدأ بالحمد الله ، ولابدأ بسبحان الله ، وانما بدأ بالله اكبر . وختم بسبحان الله حتى تكون اول كلمة في التسبيح هي كلمة الله ، واخر كلمة في التسبيح هي كلمة الله . ( الله اكبر .. سبحان الله .. الحمد لله ) . انظروا إلى الكلمتين اللتين احاطتا بالتسبيح كما يحيط الهلال بحفة النجوم في صدره ، هذا هو الشرط الأوّل ، الشرط التربوي .. حيث ظهرت فيه الاشارة واضحة إلى المبدأ والمعاد .. فنحن من الله وسنرجع إليه ... انا لله ، وانا إليه راجعون ، وهذا معناه ان القراءة والدعاء ، والتسبيح وكل حركة في الحياة يجب ان تكون باسم الله ... كما كانت اول كلمة في القرآن : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ) (2) .
الشرط الأوّل ، هو الشرط التربوي .. ونلمسه في تركيبة هذا التسبيح الذي علمه النبي ـ صلى الله علي وآله وسلم ـ لا بنته فاطمة الزهراء والتسبيح يتكون من أربع وثلاثين مرة الله اكبر ... وثلاث وثلاثين مرة الحمد لله ، وثلاث وثلاثين مرة سبحان الله ... وفي نظرة واعية نلقيها على هذا الترتيب المتقدم نجد ان التسبيح يبدأ باسم الله وينتهي باسم الله ، فهو لم يبدأ بالحمد الله ، ولابدأ بسبحان الله ، وانما بدأ بالله اكبر . وختم بسبحان الله حتى تكون اول كلمة في التسبيح هي كلمة الله ، واخر كلمة في التسبيح هي كلمة الله . ( الله اكبر .. سبحان الله .. الحمد لله ) . انظروا إلى الكلمتين اللتين احاطتا بالتسبيح كما يحيط الهلال بحفة النجوم في صدره ، هذا هو الشرط الأوّل ، الشرط التربوي .. حيث ظهرت فيه الاشارة واضحة إلى المبدأ والمعاد .. فنحن من الله وسنرجع إليه ... انا لله ، وانا إليه راجعون ، وهذا معناه ان القراءة والدعاء ، والتسبيح وكل حركة في الحياة يجب ان تكون باسم الله ... كما كانت اول كلمة في القرآن : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ) (2) .
 (1) من كتاب اعلموا اني فاطمة : 2 | 642 .
(1) من كتاب اعلموا اني فاطمة : 2 | 642 .
 (2) سورة العلق : الايات من 1 ـ 5 .
(2) سورة العلق : الايات من 1 ـ 5 .
 فجعل القراءة منصبة في قالب أدبي تربوي .. ( اقرأ باسم ربك ) أي ان القراءة يجب ان تنصب في اطار تربوي أدبي ، لأنّ التربية مشتقة من الرب ، او كلمة الرب مشتقة من التربية وهو الاصح في اللغة . هذا هو الشرط الأوّل ، اما الشرط الثاني والذي يعني ان هناك رمزاً نتخذ منه قدوة ، واسوة حسنة في تطبيق مضمون التسبيح ، فهو الفداء ، والتضحية ... وهنا تجد فاطمة الزهراء عليها السلام حين اخذت درس هذا التسبيح من أبيها الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم اقول : حين اخذته من أبيها ، هذا الدرس انطلقت به إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عليه السلام وحين وصلت إلى القبر ، جلست تصنع جبات لمسبحتها من تراب قبر الشهيد ، اجل .. فاطمة تصنع مسبحة من تراب قبر الحمزة من اجل ان تعبق حبات هذه المسبحة برائحة الشهادة ، وتتضوع بعطر الشهيد الذي أقدم الفداء والتضحية ، من اجل الحق ، من أجل ان يحيا الإنسان في أمن وطمأنينة ، من اجل ان يعبد الناس رب العالمين في حرية ودون اكراه .. من اجل اعطاء الناس حرية وحقا وعدالة اجتماعية .. من اجل ان يندحر الظالمون ، وينهزم المستكبرون ويذل الطغاة في الأرض . وفاطمة الزهراء ، هنا تعطي الصلاة بعدا جهاديا تربويا ، انها تعطي العبادات ابعادا توعوية تزيد في رشد الأمة ، وتنقص من غبائها وبلادتها ، نعم انها مسبحة للصلاة ، ولكنها ليست مسبحة جامدة فيها حبات من الطين ... كلا .. انما هي مسبحة مصنوعة من تراب ممزوج بدم الشهادة ونور الولاية .. وهذا هو الذي يجعل للصلاة معنى وقيمة ووزنا . ومن هنا جاءت فكرة السجود على تربة الحسين عليه السلام في الصلاة وذلك حتى نتذكر دائما ان الصلاة لا تقوم في الأرض إلاّ بدماء الشهداء حيث :
فجعل القراءة منصبة في قالب أدبي تربوي .. ( اقرأ باسم ربك ) أي ان القراءة يجب ان تنصب في اطار تربوي أدبي ، لأنّ التربية مشتقة من الرب ، او كلمة الرب مشتقة من التربية وهو الاصح في اللغة . هذا هو الشرط الأوّل ، اما الشرط الثاني والذي يعني ان هناك رمزاً نتخذ منه قدوة ، واسوة حسنة في تطبيق مضمون التسبيح ، فهو الفداء ، والتضحية ... وهنا تجد فاطمة الزهراء عليها السلام حين اخذت درس هذا التسبيح من أبيها الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم اقول : حين اخذته من أبيها ، هذا الدرس انطلقت به إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عليه السلام وحين وصلت إلى القبر ، جلست تصنع جبات لمسبحتها من تراب قبر الشهيد ، اجل .. فاطمة تصنع مسبحة من تراب قبر الحمزة من اجل ان تعبق حبات هذه المسبحة برائحة الشهادة ، وتتضوع بعطر الشهيد الذي أقدم الفداء والتضحية ، من اجل الحق ، من أجل ان يحيا الإنسان في أمن وطمأنينة ، من اجل ان يعبد الناس رب العالمين في حرية ودون اكراه .. من اجل اعطاء الناس حرية وحقا وعدالة اجتماعية .. من اجل ان يندحر الظالمون ، وينهزم المستكبرون ويذل الطغاة في الأرض . وفاطمة الزهراء ، هنا تعطي الصلاة بعدا جهاديا تربويا ، انها تعطي العبادات ابعادا توعوية تزيد في رشد الأمة ، وتنقص من غبائها وبلادتها ، نعم انها مسبحة للصلاة ، ولكنها ليست مسبحة جامدة فيها حبات من الطين ... كلا .. انما هي مسبحة مصنوعة من تراب ممزوج بدم الشهادة ونور الولاية .. وهذا هو الذي يجعل للصلاة معنى وقيمة ووزنا . ومن هنا جاءت فكرة السجود على تربة الحسين عليه السلام في الصلاة وذلك حتى نتذكر دائما ان الصلاة لا تقوم في الأرض إلاّ بدماء الشهداء حيث :
 من كل ذلك نخرج بحصيلة نافعة مفادها : ان الشعائر الفارغة لا تؤدي دورا نافعا في الحياة ... بخلاف الشعائر المليئة بالمضمون ، والمحتوى فانها تبني الحياة وتسعد القلوب ، وتربي النفوس ، وهي بعد ذلك قائمة على التقوى ، وملاكها طهارة القلوب وصفاء النفوس . ولهذا نجد الزهراء ، حولت الشعائر الاسلامية إلى سلوك يتحرك في اعماق الإنسان ، وبين يديه ومن خلفه .. ان فاطمة حركت الشعائر في القلوب واعطتها قوة
من كل ذلك نخرج بحصيلة نافعة مفادها : ان الشعائر الفارغة لا تؤدي دورا نافعا في الحياة ... بخلاف الشعائر المليئة بالمضمون ، والمحتوى فانها تبني الحياة وتسعد القلوب ، وتربي النفوس ، وهي بعد ذلك قائمة على التقوى ، وملاكها طهارة القلوب وصفاء النفوس . ولهذا نجد الزهراء ، حولت الشعائر الاسلامية إلى سلوك يتحرك في اعماق الإنسان ، وبين يديه ومن خلفه .. ان فاطمة حركت الشعائر في القلوب واعطتها قوة
 شعارات كثيرة ارتفعت في الدنيا ، وزعماء لمعت اسماؤهم فترة من الزمن ، ولكنهم انطفأوا وانطفأت أسماؤهم ، عندما داست الجماهير شعارتهم تحت الارجل . في حين نجد شعارات انطلقت على أفواه زعماء آخرين مخلصين فعاش الزعماء والقادة في القلوب ، وظلت الشعارات متوجهة متدفقة لا ينقطع عطاؤها أبداً .. ولم تستطع قوى الظلام والضلال مجتمعة ان تطفىء شعيرة واحدة من تلكم الشعائر .. لانها انطلقت من الصدق والحق والحرية فعاشت في القلوب . ومن هنا نستطيع ان ندرك ـ على الفور ـ السبب المباشر في بقاء شعائر ، واندثار اخرى .. وفي انطفاء زعيم وعيش زعيم اخر . ان السبب الرئيسي في كل ذلك هو الصدق .. والصدق وحده هو الذي يستبقي الشعار ويجعله خالداً .. لأنّ معنى ذلك ان ليس هناك تنافر ولا تنازع بين الشعار وبين المبدأ الذي يحمله هذا القائد او ذلك . ان اول ما يؤدي سقوط الشعار هو ان يكون الشعار مخالفاً لسلوك الزعيم الذي يرفعه .. اما اذا التقيا : الشعار والمبدأ فان النتيجة واضحة وستكون حسنة وجيدة، وهي الخلود الكامل للشعار وحامله ، ومن هنا فاننا نجد شعارات الاسلام وجيدة ، وهي الخلود الكامل للشعار وحامله ، ومن هنا فاننا نجد شعارات الاسلام خالدة وباقية لانها تنطلق من فطرة الإنسان تتغذى بالتقوى ، والإيمان بالله . يقول الحق : ( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ) (1) .
شعارات كثيرة ارتفعت في الدنيا ، وزعماء لمعت اسماؤهم فترة من الزمن ، ولكنهم انطفأوا وانطفأت أسماؤهم ، عندما داست الجماهير شعارتهم تحت الارجل . في حين نجد شعارات انطلقت على أفواه زعماء آخرين مخلصين فعاش الزعماء والقادة في القلوب ، وظلت الشعارات متوجهة متدفقة لا ينقطع عطاؤها أبداً .. ولم تستطع قوى الظلام والضلال مجتمعة ان تطفىء شعيرة واحدة من تلكم الشعائر .. لانها انطلقت من الصدق والحق والحرية فعاشت في القلوب . ومن هنا نستطيع ان ندرك ـ على الفور ـ السبب المباشر في بقاء شعائر ، واندثار اخرى .. وفي انطفاء زعيم وعيش زعيم اخر . ان السبب الرئيسي في كل ذلك هو الصدق .. والصدق وحده هو الذي يستبقي الشعار ويجعله خالداً .. لأنّ معنى ذلك ان ليس هناك تنافر ولا تنازع بين الشعار وبين المبدأ الذي يحمله هذا القائد او ذلك . ان اول ما يؤدي سقوط الشعار هو ان يكون الشعار مخالفاً لسلوك الزعيم الذي يرفعه .. اما اذا التقيا : الشعار والمبدأ فان النتيجة واضحة وستكون حسنة وجيدة، وهي الخلود الكامل للشعار وحامله ، ومن هنا فاننا نجد شعارات الاسلام وجيدة ، وهي الخلود الكامل للشعار وحامله ، ومن هنا فاننا نجد شعارات الاسلام خالدة وباقية لانها تنطلق من فطرة الإنسان تتغذى بالتقوى ، والإيمان بالله . يقول الحق : ( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ) (1) .
 أي ان القلوب المليئة بالتقوى هي وحدها التي تغذي هذه الشعائر وتخفظها من
أي ان القلوب المليئة بالتقوى هي وحدها التي تغذي هذه الشعائر وتخفظها من 
 (1) سورة الحج : الآية 32 .
(1) سورة الحج : الآية 32 .
 وفي تسبيح الزهراء ، نجد ان الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام قد حاولت هذا الشعار إلى سلوك يومي ، وذلك عندما علمها أبوها النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا التسبيح ، ذهبت إلى قبر الحمزة بن عبد المطلب .. وأخذت تصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها لتدير بها هذا التسبيح . ومعنى ذلك انها اعطت الشعار محتوى ومضمونا ، ومعنىّ ، أي انها جعلته شعارا حيا ، وليس مجرد كلمات تتحرك بها الشفاه واللسان ، دون ادراك ولا اسيتعاب . ان التسبيح هو تنزيه الله عن البعث ، انه تسبيح يؤكد الحكمة التي اقامهاالله عزوجل عليها الكون والحياة والإنسان .. والشهادة هي قمة هذه الحكمة .. أي ان الشهيد قد بلغ حداً من الحكمة والكمال ليس بعده حد .. وهذه هي الفلسفة ،والرشد ، الذي تريده الزهراء ، انه امتزاج بين التسبيح وبين دماء الشهداء . ان الصلاة من دون دم الشهيد لا تساوي شيئا . او قل ؛ لولا الشهداء لما قام لهذا الدين عمود ، وحمزة هو سيد الشهداء ، طبعا قبل واقعة الط ، وقبل مجيء يوم عاشوراء  ، فلما جاء يوم عاشوراء ، يوم الحسين ، اصبح الحسين عليه السلام هو سيد الشهداء ، كما انه سيد شباب أهل الجنة ، وسيد الاحرار في العالم ، انه احتكاك فكري ، وحضاري بين التسبيح وبين دماء الشهداء ، وهذا هو الفارق الذي تنفرد به الحضارة الاسلامية عن غيرها من حضارات خاوية فارغة ، ونحن حينما نصلي على تربة الحسين ، فاننا نقيم هذا المعنى في القلوب ، وهو : ان الصلاة لا تقوم إلاّ بالشهادة ، وذلك نخاطب الحسين في الزيارة ؛ اشهد انك قد أقمت الصلاة » أي اشهد انك بشهادتك قد أقمت الصلاة ، وحفظتها من
وفي تسبيح الزهراء ، نجد ان الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام قد حاولت هذا الشعار إلى سلوك يومي ، وذلك عندما علمها أبوها النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا التسبيح ، ذهبت إلى قبر الحمزة بن عبد المطلب .. وأخذت تصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها لتدير بها هذا التسبيح . ومعنى ذلك انها اعطت الشعار محتوى ومضمونا ، ومعنىّ ، أي انها جعلته شعارا حيا ، وليس مجرد كلمات تتحرك بها الشفاه واللسان ، دون ادراك ولا اسيتعاب . ان التسبيح هو تنزيه الله عن البعث ، انه تسبيح يؤكد الحكمة التي اقامهاالله عزوجل عليها الكون والحياة والإنسان .. والشهادة هي قمة هذه الحكمة .. أي ان الشهيد قد بلغ حداً من الحكمة والكمال ليس بعده حد .. وهذه هي الفلسفة ،والرشد ، الذي تريده الزهراء ، انه امتزاج بين التسبيح وبين دماء الشهداء . ان الصلاة من دون دم الشهيد لا تساوي شيئا . او قل ؛ لولا الشهداء لما قام لهذا الدين عمود ، وحمزة هو سيد الشهداء ، طبعا قبل واقعة الط ، وقبل مجيء يوم عاشوراء  ، فلما جاء يوم عاشوراء ، يوم الحسين ، اصبح الحسين عليه السلام هو سيد الشهداء ، كما انه سيد شباب أهل الجنة ، وسيد الاحرار في العالم ، انه احتكاك فكري ، وحضاري بين التسبيح وبين دماء الشهداء ، وهذا هو الفارق الذي تنفرد به الحضارة الاسلامية عن غيرها من حضارات خاوية فارغة ، ونحن حينما نصلي على تربة الحسين ، فاننا نقيم هذا المعنى في القلوب ، وهو : ان الصلاة لا تقوم إلاّ بالشهادة ، وذلك نخاطب الحسين في الزيارة ؛ اشهد انك قد أقمت الصلاة » أي اشهد انك بشهادتك قد أقمت الصلاة ، وحفظتها من 
 (1) المزار الكبير : 149 | ح 207 ، مستدرك الوسائل : 4 | 12 ح 2 .
(1) المزار الكبير : 149 | ح 207 ، مستدرك الوسائل : 4 | 12 ح 2 . 
 وللفائدة أقول : إنه لا فرق بين الشعار والشعيرة في هذا الموضوع بالذات .. فالشعار جمعه شعارات والشعيرة جمعه شعائر ، وكلها تصب في نهر واحد ، لأنّ الغاية من ذكرها هنا تحقيق غاية سامية ، وهدف شريف رباني واذا كان الشعار وحده لا يبني مجتمعا خاصة ، اذا كان خاليا من محتوى ، فان اهداف الشهادة هي المضمون الجيد للشعار ، وهي المحتوى الراقي لشعائر الله والتسبيح معناه التنزية لله من كل عبث في الكون
وللفائدة أقول : إنه لا فرق بين الشعار والشعيرة في هذا الموضوع بالذات .. فالشعار جمعه شعارات والشعيرة جمعه شعائر ، وكلها تصب في نهر واحد ، لأنّ الغاية من ذكرها هنا تحقيق غاية سامية ، وهدف شريف رباني واذا كان الشعار وحده لا يبني مجتمعا خاصة ، اذا كان خاليا من محتوى ، فان اهداف الشهادة هي المضمون الجيد للشعار ، وهي المحتوى الراقي لشعائر الله والتسبيح معناه التنزية لله من كل عبث في الكون 
 (1) سورة البقرة : الآية 44 .
(1) سورة البقرة : الآية 44 .
 (2) سورة الصف : الايتان 2 و 3 .
(2) سورة الصف : الايتان 2 و 3 .
 (3) سورة الحج : الآية 32 .
(3) سورة الحج : الآية 32 .
 الأوّل : اننا نطبق سنة شريفة جارية ، وهي السجود على الأرض وفقا لتعاليم الحبيب المصطفى .
الأوّل : اننا نطبق سنة شريفة جارية ، وهي السجود على الأرض وفقا لتعاليم الحبيب المصطفى .
 والثاني : اننا نتذكر الحسين دائما الذي كان اقرب الناس إلى قلب جده رسول الله ، والذي كان يوم عاشوراء يلبس جبة النبي ، وعمامته .. والقرآن الكريم يقول : ( ما أتاكم الرسول فخذوه ، ومانهاكم عنه فانتهوا ) (1) . وقد أتانا النبي بالحسين وأهل بيته ، فقال : « حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينا » . فكما ان الزهراء ، تريد ان تجعل اهداف الشهداء نصب عينيها حين تصنع سبحة لها من تراب قبر الشهيد ، كذلك نحن نريد ان نتذكر اهداف الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ حين نصلي على قطعة من تراب ارض كربلاء المقدسة . اذن ففاطمة الزهراء بذهابها إلى قبر الحمزة ، اعطت شعيرة للتسبيح هذه دفقا معنويا ، وحياة ، وعطاء تربويا ، لا حدود له ، هذا بالاضافة إلى انها علمتنا كيف نتعامل مع شعائر الله ، وكيف نحول الشعار إلى
والثاني : اننا نتذكر الحسين دائما الذي كان اقرب الناس إلى قلب جده رسول الله ، والذي كان يوم عاشوراء يلبس جبة النبي ، وعمامته .. والقرآن الكريم يقول : ( ما أتاكم الرسول فخذوه ، ومانهاكم عنه فانتهوا ) (1) . وقد أتانا النبي بالحسين وأهل بيته ، فقال : « حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينا » . فكما ان الزهراء ، تريد ان تجعل اهداف الشهداء نصب عينيها حين تصنع سبحة لها من تراب قبر الشهيد ، كذلك نحن نريد ان نتذكر اهداف الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ حين نصلي على قطعة من تراب ارض كربلاء المقدسة . اذن ففاطمة الزهراء بذهابها إلى قبر الحمزة ، اعطت شعيرة للتسبيح هذه دفقا معنويا ، وحياة ، وعطاء تربويا ، لا حدود له ، هذا بالاضافة إلى انها علمتنا كيف نتعامل مع شعائر الله ، وكيف نحول الشعار إلى
 (1) سورة الحشر : الآية 7 .
(1) سورة الحشر : الآية 7 .
 أقول : الحديث الذي أتينا من أهل البيت الذي اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، يأتي حديثا لهم نور هو من نور القرآن ، بل اننا نجد حديثهم يتعانق مع القرآن عناقا طويلا ، في مودة واخلاص .. فليس هناك حديث عن أهل البيت يخالف القرآن ابداً .. ومن هنا جاء حديث الثقلين الشهير الذي تذكره كل كتب الصحاح والحديث بدءا من صحيح البخاري ومسلم ، مرورا بصحيح الترمذي والنسائي وابن ماجه وابي داود ، وانتهاء بمسند بن حنبل والصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني ... كل هذه الكتب قد اجمعت واتفقت على كلمة واحدة وهي : ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ، وقد نبأني اللطيف الخبير انهما ، أي الكتاب والعترة لن يفترتا حتى يردا على الحوض » .
أقول : الحديث الذي أتينا من أهل البيت الذي اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، يأتي حديثا لهم نور هو من نور القرآن ، بل اننا نجد حديثهم يتعانق مع القرآن عناقا طويلا ، في مودة واخلاص .. فليس هناك حديث عن أهل البيت يخالف القرآن ابداً .. ومن هنا جاء حديث الثقلين الشهير الذي تذكره كل كتب الصحاح والحديث بدءا من صحيح البخاري ومسلم ، مرورا بصحيح الترمذي والنسائي وابن ماجه وابي داود ، وانتهاء بمسند بن حنبل والصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني ... كل هذه الكتب قد اجمعت واتفقت على كلمة واحدة وهي : ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ، وقد نبأني اللطيف الخبير انهما ، أي الكتاب والعترة لن يفترتا حتى يردا على الحوض » . 
 والآن وبعد هذه الجولة السريعة في رحاب التسبيح ، وبعد هذه السباحة في شاطيء تسبيح الصديقة فاطمة الزهراء ـ صلوات الله وسلامه عليها ـ فانه يجدر بنا ان نرجع إلى معالم هذا التسبيح الذي اصبح شعاراً يرفعه المناضلون ، والمجاهدون في وجوه الطغاة والجلادين .. بل ان هذا التسبيح ـ أعني تسبيح الزهراء ـ قد جمع كل مناهج الإنسان المؤمن في ، الحياة فهو يبدأ بالله اكبر .. ثم الحمد لله وينتهي بسبحان الله . وهذه هي مناهج المؤمن ومعالم الإيمان في الأرض . ان تبدأ بسم الله .. وتعتقد ان الله اكبر من كل شيء في هذا الوجود ، انه اكبر من المال ، واكبر من السطان ، واكبر من لاهل ، والنفس ، والحياة ، واذا كان اكبر من كل هذه الاشياء ، فمعنى ذلك انك تكون على اهبة الإستعداد لأن تضحي بنفسك واهلك ، ومالك وكل غال ونفيس في سبيل كلمة « الله اكبر » .. ومن هنا ندرك السر المكنون الذي جعل الصديقة الزهراء تذهب إلى قبر الحمزة سيد الشهداء وتصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها ، وكأنها بهذا العمل تلقنا درسا لاننساه ابدا ، وهو ان كلمة الله اكبر التي جاءت في أول تسبيح الزهراء ، هذه الكلمة لا يحفظها إلاّ الشهداء ، ولا يحصنها من غائلة العوادي إلاّ دماء الشهداء ... ان  كلمة الله اكبر .. تعني الصدق والوفاء والاخلاص ، والشجاعة والعفة والزهد ، والشرف
والآن وبعد هذه الجولة السريعة في رحاب التسبيح ، وبعد هذه السباحة في شاطيء تسبيح الصديقة فاطمة الزهراء ـ صلوات الله وسلامه عليها ـ فانه يجدر بنا ان نرجع إلى معالم هذا التسبيح الذي اصبح شعاراً يرفعه المناضلون ، والمجاهدون في وجوه الطغاة والجلادين .. بل ان هذا التسبيح ـ أعني تسبيح الزهراء ـ قد جمع كل مناهج الإنسان المؤمن في ، الحياة فهو يبدأ بالله اكبر .. ثم الحمد لله وينتهي بسبحان الله . وهذه هي مناهج المؤمن ومعالم الإيمان في الأرض . ان تبدأ بسم الله .. وتعتقد ان الله اكبر من كل شيء في هذا الوجود ، انه اكبر من المال ، واكبر من السطان ، واكبر من لاهل ، والنفس ، والحياة ، واذا كان اكبر من كل هذه الاشياء ، فمعنى ذلك انك تكون على اهبة الإستعداد لأن تضحي بنفسك واهلك ، ومالك وكل غال ونفيس في سبيل كلمة « الله اكبر » .. ومن هنا ندرك السر المكنون الذي جعل الصديقة الزهراء تذهب إلى قبر الحمزة سيد الشهداء وتصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها ، وكأنها بهذا العمل تلقنا درسا لاننساه ابدا ، وهو ان كلمة الله اكبر التي جاءت في أول تسبيح الزهراء ، هذه الكلمة لا يحفظها إلاّ الشهداء ، ولا يحصنها من غائلة العوادي إلاّ دماء الشهداء ... ان  كلمة الله اكبر .. تعني الصدق والوفاء والاخلاص ، والشجاعة والعفة والزهد ، والشرف 
| لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى | * | حتى يــراق عــلى جـوانـبه الدم | 
| إذا الشعــب يــوما اراد الحـياة | * | فــــلابد ان يســــتجيب القـدر | 
| ولابــــد للــيل ان يــنجلي | * | ولابــد للــقيد ان يــنكســــر | 
 اجل ... ان فاطمة الزهراء عليها السلام لتدرك جيداً ان هذا الشعار الذي اخذته من النبي لايمكن حفظه إلاّ بالتضحية ، والشهادة ولذلك قامت بخطوة تكريمية للشهداء ، وهي انها جعلت من تراب قبر الشهيد حبات لمسبحتها ، لتدير عليها هذا المنهج الملائكي النوراني الذي سمي : تسبيح الزهراء . ونفس الشيء يقال بالنسبة للحمد ، فالحمد هو اعلى قمة يمكن ان يصل اليها الإنسان ، ومن هنا كانت سورة الحمد ام الكتاب ، لانها جمعت التعبير كله ولخصت مسيرة الأنبياء جميعا في مضمونها ، وكما في التكبير والتحميد كذلك في التسبيح ، وهو سبحان الله وكما قلت سابقا ان هذا التسبيح جاء مصبوبا في قالب ادبي واخلاقي وتربوي ، وذلك انه بدأ بـ « اسم الله » وانتهى بـ « باسم الله » فهو يبدأ بـ « الحمد الله » مثلا لما حصل هذا المعنى وهذا الاطار التربوي الجميل ، وهو مشتق ونابع من قول الله تعالى : ( انا الله وانا إليه راجعون ) اذن تسبيح فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ انما جاء ليزرع في أعماقنا شتائل النور ، ويبادر الحب والعطاء .. لقد جاء هذا التسبيح الجامعي العظيم ، ليشعل في قلوبنا قناديل الامل والرجاء ويمنحنا الطمأنينة والسلام ، ولكي نتذوق حلاوة التسبيح ، فانه لابد لنا من المواظبة على قراءته في أعقاب كل صلاة نصليها وذلك لانه يدفع البلاء عنا ، ويجلب الرزق ويعمنا بسحاب البركة والخير الكثير والله ولي التوفيق (1) . وختاما للموضوع نذكر اهم فوائد وآثار هذا التسبيح المبارك الذي منه رسول الله علينا من لسان ابنته
اجل ... ان فاطمة الزهراء عليها السلام لتدرك جيداً ان هذا الشعار الذي اخذته من النبي لايمكن حفظه إلاّ بالتضحية ، والشهادة ولذلك قامت بخطوة تكريمية للشهداء ، وهي انها جعلت من تراب قبر الشهيد حبات لمسبحتها ، لتدير عليها هذا المنهج الملائكي النوراني الذي سمي : تسبيح الزهراء . ونفس الشيء يقال بالنسبة للحمد ، فالحمد هو اعلى قمة يمكن ان يصل اليها الإنسان ، ومن هنا كانت سورة الحمد ام الكتاب ، لانها جمعت التعبير كله ولخصت مسيرة الأنبياء جميعا في مضمونها ، وكما في التكبير والتحميد كذلك في التسبيح ، وهو سبحان الله وكما قلت سابقا ان هذا التسبيح جاء مصبوبا في قالب ادبي واخلاقي وتربوي ، وذلك انه بدأ بـ « اسم الله » وانتهى بـ « باسم الله » فهو يبدأ بـ « الحمد الله » مثلا لما حصل هذا المعنى وهذا الاطار التربوي الجميل ، وهو مشتق ونابع من قول الله تعالى : ( انا الله وانا إليه راجعون ) اذن تسبيح فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ انما جاء ليزرع في أعماقنا شتائل النور ، ويبادر الحب والعطاء .. لقد جاء هذا التسبيح الجامعي العظيم ، ليشعل في قلوبنا قناديل الامل والرجاء ويمنحنا الطمأنينة والسلام ، ولكي نتذوق حلاوة التسبيح ، فانه لابد لنا من المواظبة على قراءته في أعقاب كل صلاة نصليها وذلك لانه يدفع البلاء عنا ، ويجلب الرزق ويعمنا بسحاب البركة والخير الكثير والله ولي التوفيق (1) . وختاما للموضوع نذكر اهم فوائد وآثار هذا التسبيح المبارك الذي منه رسول الله علينا من لسان ابنته 
 (1) اعلموا اني فاطمة : 2 | 681 ـ 698 .
(1) اعلموا اني فاطمة : 2 | 681 ـ 698 . 
 1 ـ ان تسبيح فاطمة عليها السلام من الخير الكثير للمؤمن (1) .
1 ـ ان تسبيح فاطمة عليها السلام من الخير الكثير للمؤمن (1) .
 2 ـ من قرأ هذا التسبيح عند النوم بات وله الف حسنة وعند قيامه من نومه ـ الذي قرأ فيه التسبيح ـ له الف حسنة (2) .
2 ـ من قرأ هذا التسبيح عند النوم بات وله الف حسنة وعند قيامه من نومه ـ الذي قرأ فيه التسبيح ـ له الف حسنة (2) .
 3 ـ ان هذا التسبيح مائة باللسان وألف في الميزان وذلك قوله تعالى « من جاء بالحسنة فله عشر امثالها » إلى مائة الف (3) .
3 ـ ان هذا التسبيح مائة باللسان وألف في الميزان وذلك قوله تعالى « من جاء بالحسنة فله عشر امثالها » إلى مائة الف (3) .
 4 ـ انه ما عبدالله تعالى بشيء من التمجيد افضل من تسبيح فاطمة (4) .
4 ـ انه ما عبدالله تعالى بشيء من التمجيد افضل من تسبيح فاطمة (4) .
 5 ـ من سبح هذا التسبيح ثم استغفر الهل غفر له وهي مائة باللسان ـ أي التسبيحة ـ وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضي الرحمن (5) .
5 ـ من سبح هذا التسبيح ثم استغفر الهل غفر له وهي مائة باللسان ـ أي التسبيحة ـ وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضي الرحمن (5) .
 6 ـ انه مايلزمه عند مؤمن فشقي في حياته (6) .
6 ـ انه مايلزمه عند مؤمن فشقي في حياته (6) .
 7 ـ انه من سبح هذا التسبيح في دبر الصلاة المكتوبة من قبل ان يبسط رجليه اوجب الله له الجنة ـ وفي رواية غفر له (7) .
7 ـ انه من سبح هذا التسبيح في دبر الصلاة المكتوبة من قبل ان يبسط رجليه اوجب الله له الجنة ـ وفي رواية غفر له (7) .
 8 ـ من سبح هذا التسبيح قبل ان يثني رجليه بعد انصرافه من صلاة الغداة غفر له (8) .
8 ـ من سبح هذا التسبيح قبل ان يثني رجليه بعد انصرافه من صلاة الغداة غفر له (8) .
 9 ـ ان من قرأه وكان في سمعه ثقل دفع الله عنه هذا الثقل الذي في أذنيه (9) .
9 ـ ان من قرأه وكان في سمعه ثقل دفع الله عنه هذا الثقل الذي في أذنيه (9) .
 10 ـ ان هذا التسبيح افضل شي علمه رسول الله لفاطمة عليها السلام (10) .
10 ـ ان هذا التسبيح افضل شي علمه رسول الله لفاطمة عليها السلام (10) .
 (1) شرح السنة : 5 | 107 ، مسند احمد : 6 | 298 وكنز العمال : 20 | 55 .
(1) شرح السنة : 5 | 107 ، مسند احمد : 6 | 298 وكنز العمال : 20 | 55 .
 (2) حلية الأولياء : 1 | 69 ، نظم درر السمطين : 192 فتح الباري في شرح البخاري : 11 | 102 ، اعلام النساء : 3 | 1202 .
(2) حلية الأولياء : 1 | 69 ، نظم درر السمطين : 192 فتح الباري في شرح البخاري : 11 | 102 ، اعلام النساء : 3 | 1202 .
 (3) كنز العمال : 2 | 58 .
(3) كنز العمال : 2 | 58 .
 (4) الكافي : 3 | 343 ح 14 ، الوسائل : 4 | 1204 ح 1 .
(4) الكافي : 3 | 343 ح 14 ، الوسائل : 4 | 1204 ح 1 .
 (5) ثواب الاعمال : 196 ح 2 ، البلد الامين : 9 قطعة ـ الوسائل : 4 | 1023 ح 3 .
(5) ثواب الاعمال : 196 ح 2 ، البلد الامين : 9 قطعة ـ الوسائل : 4 | 1023 ح 3 .
 (6) امالي الصدوق : 464 ح 16 ، ثواب الاعمال : 195 .
(6) امالي الصدوق : 464 ح 16 ، ثواب الاعمال : 195 .
 (7) فلاح السائل : 165 ، ثواب الاعمال : 196 ح 4 .
(7) فلاح السائل : 165 ، ثواب الاعمال : 196 ح 4 .
 (8) المصدر السابق .
(8) المصدر السابق .
 (9) مشكاة الانوار : 278 ح 14 .
(9) مشكاة الانوار : 278 ح 14 .
 (10) التهذيب : 3 | 67 ح 21 .
(10) التهذيب : 3 | 67 ح 21 .
 11 ـ ان هذه التسبيح عند الأئمة عليهم السلام دبر كل صلاة احب اليهم من صلاة الف ركعة في كل يوم (1) .
11 ـ ان هذه التسبيح عند الأئمة عليهم السلام دبر كل صلاة احب اليهم من صلاة الف ركعة في كل يوم (1) .
 12 ـ انه من الذكر الكثير ـ أي من سبح هذا التسبيح المبارك كان من الذاكرين من الله كثيرا « واذكروا الله ذكرا كثيرا » والذاكرين الله والذاكرات الله » (2) .
12 ـ انه من الذكر الكثير ـ أي من سبح هذا التسبيح المبارك كان من الذاكرين من الله كثيرا « واذكروا الله ذكرا كثيرا » والذاكرين الله والذاكرات الله » (2) .
 13 ـ ان من سبح تسبيح الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام بسبحة من طين قبر الحسين عليه السلام كتب الله له اربعمائة حسنة ومحى عنه اربعمائة سيئة وقضيت له اربعمائة حاجة ورفع له اربعمائة درجة (3) .
13 ـ ان من سبح تسبيح الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام بسبحة من طين قبر الحسين عليه السلام كتب الله له اربعمائة حسنة ومحى عنه اربعمائة سيئة وقضيت له اربعمائة حاجة ورفع له اربعمائة درجة (3) .
 (1) كشف الغمة : 1 | 471 .
(1) كشف الغمة : 1 | 471 .
 (2) معاني الأخبار : 193 ح 5 ، تفسير العياشي : 1 | 68 .
(2) معاني الأخبار : 193 ح 5 ، تفسير العياشي : 1 | 68 .
 (3) البحار : 85 | 340 ح 32 .
(3) البحار : 85 | 340 ح 32 .