الفصل الاول

« المواسم » و « المراسم »
في سطور ...




( 18 )


( 19 )

أول من احتفل بالمولد النبوي
يقولون إنّ أول من احتفل بمولد النبي عليه الصلاة والسلام ، هو ـ كما يقال ـ الامير ابو سعيد مظفر الدين الاربلي المتوفى عام 630 هـ . ق 1 .
وكان يفد الى هذا العيد طوائف من الناس من بغداد ، والموصل ، والجزيرة ، وسنجار ، ونصيبين ، بل ومن فارس : منهم العلماء والمتصوفون ، والوعّاظ ، والقرّاء ، والشعراء ، وهناك يقضون في اربلا من المحرم الى أوائل ربيع الاوّل .
وكان الامير يقيم في الشارع الاعظم مناضد عظيمة من الخشب ، ذات طبقات كثيرة ، بعضها فوق بعض ، تبلغ الأربع والخمس ، ويزيّنها ، ويجلس عليها ـ المغنّون ، والموسيقيون ، ولاعبو الخيال حتى أعلاها الخ ... » 2 .
____________
1 ـ الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري | ج 2 | ص 299 عن الزرقاوي | ج 1 | ص 164 ، وراجع : التوسل بالنبي وجهلة الوهابيين | ص 115 ، ورسالة حسن المقصد | للسيوطي ، المطبوعة مع النعمة الكبرى على العالم ص 80 و 75 و 77 ؛ والبداية والنهاية | ج 13| ص 137 و 136 ، ولم يصرح بالأولية ، وكذا في تاريخ ابن الوردي | ج 2 | ص 228 ، وجواهر البحار | ج 3 | ص 337 ، والسيرة الحلبية | ج 1 | ص 83 و 84 ، والسيرة النبوية | لدحلان | ج 1 | ص 24 . ومنهاج الفرقة الناجية | ص 110 ، والانصاف فيما قيل في المولد من الغلوّ والاجحاف | ص 45 ، لابي بكر جابر الجزائري ، وص 46 و 50 و 57 .
2 ـ وفيات الاعيان | ط . سنة 1310 هـ . ق | ج 1 ص 436 | 437 ، وشذرات الذهب | ج 5 | ص

=


( 20 )

وقد صنف له ابن دحية كتاب : « التنوير ، في مولد السراج المنير » لما رأى من اهتمام مظفر الدين به ، فاعطاه الامير الف دينار غير ما غرم عليه مدة إقامته 1 .
وقد اطنبوا في وصف حاكم اربل ، بالصلاح ، والخير ، والبر ، والتقوى كما يعلم من مراجعة ترجمته عندهم 2 .
ولكن السيد رشيد رضا لا يوافق على ذلك ، ويقول : « أول من أبدع الاجتماع لقراءة قصة المولد النبوي ، أحد ملوك الشراكسة في مصر » 3 .
وقال غيره عن الموالد : « أول من أحدثها ، بالقاهرة ، الخلفاء الفاطميون ، أولهم المعز لدين الله ، توجه من المغرب الى مصر في شوال سنة 361 ... الى ان قال : إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش » 4 .
هذا ... وقد قتل الأفضل في سنة 515 .
ويؤيد هذا القول الأخير أيضا ما ذكره المقريزي عن أعياد الخلفاء الفاطميين ، فليراجعه من أراد . 5
____________
139 | 140 عنه ، وعن ابن شهبة ، وراجع : السيرة النبوبة لدحلان | ج 1 ص 24 | 25 ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابيين | ص 116 عن سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ، ، وراجع : رسالة حسن المقصد للسيوطي ، المطبوع مع النعمة الكبرى على العالم | ص 76 ، والبداية والنهاية | ج 23 | ص 137 ، وجواهر البحار | ج 3 | ص 337 و 338 ، والانصاف فيما قيل في المولد من الغلوّ والاجحاف | ص 50 | 51 عن الحادي للسوطي .
1 ـ وفيات الأعيان | ج 1 | ص 437 و 381 ، والتوسل بالنبيّ وجهلة الوهابيين | ص 115 | 116 ، ورسالة حسن المقصد للسيوطي | ص 75 و 77 و 80 ، والبداية والنهاية ج 13 | ص 137 ، وجواهر البحار | ج 3 | ص 338 ، عن روح السير الابراهيم الحلبي ، والسيرة النبوية لدحلان | ج 1 ص 24 ، والإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والاجحاف | ص 50 ، والقول الفصل | ص 69 عن أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام | ص 52 ، والسيرة الحلبية | ج 1 : ص 83 | 84 .
2 ـ وفيات الأعيان | ج 1 ص 435 ـ 438 ، والسيرة لدحلان | ج 1 | ص 24 ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابيين | ص 115 ، وحسن المقصد | ص 80 و 75 و 76 ، والبداية والنهاية | ج 3 | ص 137 ، وشذرات الذهب | ج 5 | ص 138 ـ 140 .
3 ـ راجع القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل | ص 205 عن الفتاوي | ج 4 .
4 ـ القول الفصل | ص 18 و 68 عن كتاب : أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام | ص 44 | 45 للشيخ محمد بخيت المطيعي ، وعن المحاضرات الفكرية ، المحاضرة العاشرة | ص 84 ، وعن الابداع في مضار الابتداع | ص 126 ، وعن كتاب المعزّلدين الله | ص 284 ، وراجع الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري | ج 2 | ص 299 .
5 ـ الخطط للمقريزي | ج 1 | ص 490 ، ومنهاج الفرقة الناجية | ص 110 .

( 21 )

والظاهر هو أنه لا منافاة بين الأقوال السالفة ، لإمكان أن يكون مرادهم أن صاحب أربل أول من أحدثه في أربل ، واوّلئك أول من أحدثه في القاهرة ، وفي مصر ، نعم ... تبقى المناقاة بين ما تقدم نقله عن السيد رشيد رضا ، وما نقل عن غيره ، حول أول من أحدثه في مصر .
كما أن من الممكن أن يقصد البعض : أن حاكم أربل أول من أحتفل بالمولد احتفالاً عظيماً ، وبهذه الصورة الخاصة ، التي كانت تكلفه عشرات بل مئات الالوف من الدنانير ، حسبما صرّحوا به .
ومهما يكن من أمر ... فإن الاهتمام بالمولد ، كان أسبق من التواريخ المتقدمة حيث نجدهم يقولون : كان ازدياد التعظيم للنبيّ عليه السلام بين أهل الصلاح والورع سبباً في أن صار يحتفل بمولده عام 300 هـ . وكان ذلك بدعة في نظر المتمسكين بالعادات الاسلامية الأولى .
ويحكى عن الكرجي ( المتوفى عام 343 ـ 954 م ) وكان من الزهاد المتعبدين : أنه كان لا يفطر إلاّ من العيدين ، وفي يوم مولد النبيّ عليه السلام ... » 1 . وقال السخاوي : « لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة وإنما حدث بعد » 2 .
أمّا نحن فنقول : إن الاهتمام بالمناسبات والمواسم قد بدأ من عهد النبي صلّى الله عليه وآله ، ومن شخص رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، حسبما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى ...

المولد عيد عند البعض ، وما يفعل فيه
قال القسطلاني : « ... ولازال أهل الاسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام ، ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرر ويزيدون في المبرّات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم » .
إلى أن قال : « فرحم الله امرء اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ،
____________
1 ـ الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري | ج 2 | ص 298 .
2 ـ السيرة الحلبية | ج 1 ص 83 و 84 وراجع السيرة النبوية لدحلان | ج 24 .

=


( 22 )

ليكون أشدّ علة على من في قلبه مرض ، وأعياه داءً .
ولقد أطنب ابن الحاج في الدخل في الإنكار على ما أحدثه الناس من البدع والأهواء ، والغناء بالآلات المحرّمة عند عمل المولد الشريف ، فالله تعالى يثيبه على قصده الجميل 1 » . وقال ابن عباد في رسائله الكبرى : « ... وأما المولد فالذي يظهرلي : أنه عيد المسلمين ، وموسم من مواسمهم . وكل ما يفعل فيه مما يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك ، من إيقاد الشمع ، وإمتاع البصر والسمع ، والتزيّن بلباس فاخر الثياب ، وركوب فاره الدواب ، أمر مباح لاينكر على أحد » 2 .
وعن ابن حجر انه قال : « واما ما يعمل فيه ، فينبغي الاقتصار على ما يفهم منه الشكر لله تعالى ، من التلاوة ، والإطعام ، والصدقة ، وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية ... وأمّا ما يتبع ذلك من السماع واللهو ، وغير ذلك ، فما كان من ذلك مباحا ، بحيث لا ينقص السرور بذلك اليوم ، لابأس بإلحاقه به ، وأمّا ما كان حراما ، أو مكروها ، فيمنع ، وكذا ما كان خلاف الأولى » 3 .

ابن تيمية ... والغناء في العيد
وقد أوضح ابن تيمية : أن العيد لايختص بالعبادة، والصدقات ، ونحوها ، بل يتعدّى ذلك إلى اللعب ، وإظهار الفرح أيضا .
وقد رأى ابن تيمية : أن بذلك أصلاً في السنة ، أي في الرواية التي تذكر أنه قد كان عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم جوار يغنين ، فدخل أبوبكر ، فأنكر ذلك ، وقال : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله ؟
فقال له النبي ( ص ) : ان لكل قوم عيداً ، وإنّ عيدنا هذا اليوم . 4
____________
1 ـ المواهب اللدنية | ج 1 | ص 27 وراجع : ايضا السيرة النبوية لدحلان | ج 1 | ص 24 ، والسيرة الحلبية | ج 1 | ص 83 و 84 .
2 ـ راجع : القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل | ص 175 .
3 ـ تلخيص من رسالة حسن المقصد للسيوطي ، والمطبوعة مع : النعمة الكبرى على العالم | ص 90 .
4 ـ اقتضاء الصراط المستقيم | ص 194 ـ 195 والرواية في ص 193 عن الصحيحين . وراجع : صحيح البخاري | ج 1 | ص 111 ط الميمنية ، وصحيح مسلم | ج 3 | ص 22 ، والسيرة الحلبية | ج 2 | ص 61 ـ 62 ، وشرح مسلم للنووي بهامش إرشاد الساري | ج 4 | ص 195 ـ 197 ، ودلائل الصدق | ج 1 |

( 23 )

وأضاف : « إن المقتضي لما يفعل في العيد ، من الاكل والشرب ، واللباس والزينة ، واللعب والراحة ، ونحو ذلك ، قائم في النفوس كلها ، إذا لم يوجد مانع ، خصوصا نفوس الصبيان ، والنساء ، وأكثر الفارغين » 1 .
ولكننا نعتقد : ان الرواية المتقدمة لا أساس لها من الصحة ، لأن الروايات في ذلك متضاربة ومتناقضة ، ولأن أكثرها يدل على حرمة الغناء ، حيث لا يعقل أن يحلل الشارع ما يعتبره العقلاء من مزامير الشيطان ... إلى آخر ما ذكرناه في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم | ج 2 | ص 314 ـ 329 ، فليراجع ...

الغناء في العيد عند اهل الكتاب
والغريب في الامر اننا نجد ابن كثير الحنبلي ، حينما وصل به الكلام الى الحديث عن مريم أخت عمران ، التي كانت في زمان موسى ، يقول :
« ... وضربها بالدف في مثل هذا اليوم ، الذي هو أعظم الأعياد عندهم ، دليل على أنه قد كان شرع من قبلنا ضرب الدف في العبد ... » 2 .
ثم نراه يحكم بجواز ذلك في الأعياد ، وعند قدوم الغيّاب ، تماما على وفق ما استنبطه من رواية مريم ، وذلك استنادا للرواية المتقدمة ، التي استند إليها سلفه ابن تيمية .

التهنئة في العيد
قال ابن حجر الهيثمي : « وأخرج ابن عساكر ، عن إبراهيم بن أبي عيلة ، قال : دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد ، والناس يسلمون عليه ويقولون : تقبّل الله منّا ومنك يا أمير المؤمنين ، فيردّ عليهم ، ولا ينكر عليهم .
قال بعض الحفاظ الفقهاء من المتأخرين : « وهذا أصل حسن للتهنئة بالعيد
____________
ص 389 ، وسنن البيهقي | ج 10 | ص 224 ، واللمع لأبي نصر | ص 274 ، والبداية والنهاية | ج 1 | ص 276 ، والمدخل لابن الحاج | ج 3 | ص 109 ، والمصنف | ج 11 | ص 104 ، ومجمع الزوائد 2 | ص 206 عن الطبراني في الكبير .
1 ـ اقتضاء الصراط المستقيم | 195 .
2 ـ البداية والنهاية | ج 1 | ص 276 .

( 24 )

والعام ، والشهر ، انتهى . وهو كمال قال ، فان عمر بن عبدالعزيز كان من أوعية العلم والدين ، وأئمة الحق والهدى الخ ... » 1 .
وقبل ذلك نجد أن هذا النص قد قاله عمرو الانصاري لأبي وائلة فيردّ عليه نفس العبارة 2 :
وليت شعري ، لماذا لا تكون تهنئة الشيخين لعليّ يوم الغدير أساسا لتهنئة في العيد 3 .

المولد في جميع الأقطار الاسلامية
وقال السخاوي : « لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة ، وإنما حدث بعد ، ثم لازال أهل الاسلام ، من سائر الأقطار ، والمدن الكبار يعملون المولد ، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم » 4 .

من خواص المولد
قال ابن الجوزي : « ومن خواصه : أنه أمان في ذلك العام ، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام » 5 .
« وحكى بعضهم : أنه وقع في خطب عظيم ، فرزقه الله النجاة من أهواله بمجرد أن خطر عمل المولد النبوي بباله » 6 .

استحباب القيام
وقد ذكروا : أنهم كانوا حينما يقرؤون المولد ، فإذا وصلوا إلى ذكر ولادته (ص)
____________
1 ـ الصواعق المحرقة | ص 223 .
2 ـ مجمع الزوائد | ج 2 | ص 206 عن الطبراني في الكبير .
3 ـ راجع كتاب : الغدير ، للعلامة الأميني ، الجزء الأوّل .
4 ـ السيرة الحلبية | ج 1 | ص 83 ـ 84 ، والسيرة النبوية لدحلان | ج 1 | ص 24 ، وراجع تاريخ الخميس | ج 1 | ص 223 .
5 ـ المواهب اللدنية | ج 1 ص 27 ، وتاريخ الخميس | ج 1 ص 223 و جواهر البحار | ص3 | ص 340 عن أحمد عابدين ، والهيثمي والقسطلاني ، والسيرة النبوية لدحلان | ج 1 | ص 24 .
6 ـ جواهر العلم | ج 3 | ص 340 .

( 25 )

يقرمون وقوفا ، احتراما وإجلالا ، وقد تكلّموا في حكم هذا القيام :
فقال الصفوري الشافعي : « مسألة القيام عند ولادته ، لا إنكار فيه ، فانه من البدع المستحسنة . وقد أفتى جماعة باستحبابه عند ذكر ولادته . وقال جماعة بوجوب الصلاة عليه عند ذكره ، وذلك من الإكرام والتعظيم له ( ص ) ، وإكرامه وتعظيمه واجب على كل مؤمن . ولا شك أن القيام له عند الولادة من باب التعظيم والإكرام ... » 1 .
وسيأتي من الحلبي الشافعي وغيره ، التأكيد على مشروعية القيام عند ولادته ( ص ) .

النعمة الكبرى على العالم
هذا ... وقد ألف العديد من الكتب والرسائل ، ونشرت بحوث كثيرة ، تتحدث عن مشروعية المولد النبوي ، وسائر المواسم والمراسم ، هذا عدا عن البحوث المبثوثة في الكتب المختلفة ، المؤلفة لاغراض أخرى ...
وعلى هذا ...
فليس كتاب التنوير لابن دحية ، ثم رسالة السيوطي ، المسمّاة بحسن المقصد ، ولا المولد الذي ألّفه ابن الديبع هي البداية ، ولا النهاية في هذا المجال .
ولكن ما لفت نظرنا هنا هو ذلك الكتاب المطبوع باسم : « النعمة الكبرى على العالم ، في مولد سيد ولد آدم » والمنسوب الى شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي الشافعي . وهو اسم صاحب الكتاب المعروف المسمى : بالصواعق المحرقة .
حيث قد تضمن هذا الكتاب كلمات منسوبة إلى ابي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي عليه السلام ، والحسن البصري ، والجنيد البغدادي ، ومعروف الكرخي ، وفخر الدين ، والإمام الشافعي ، والسري السقطي .
ونحن نشك فيه نسبة تلك الكلمات الى هؤلاء وذلك لأننا لم نعثر على شيء منها في المصادر الاخرى ، التي في حرزتنا ، وإن كنا لا ندّعي أننا بلغنا الغاية في الإستقصاء .
____________
1 ـ نزهة المجالس | ج 2 | ص 80 .
( 26 )

وعلى كل حال ، فإننا نكل أم هذه المنسوبات ، وأم الكتاب ومؤلفه الحقيقي إلى الله ، فهو المطّلع على السرائر ، والمحيط بما في الخواطر ...