36 ـ وعنه ( رحمه الله ) عن عمه عن أبيه عن عمه أبي جعفر ، قال : حدثني أبي ( رحمه الله ) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا العباس بن معروف ، قال : حدثنا أبو حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :
« قال رسول الله : إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة ، قال : فسألت النبي عن الوسيلة ، فقال : هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا ، وهي ما بين مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد ، ومرقاة ياقوتة إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته ، فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلق : هذه درجة محمد .
فأقبل وأنا يومئذ متزر (1) بريطة [ من نور ] (2) وعلي تاج الملك وأكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب امامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد ، مكتوب عليه : لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون بالله ، وإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان [ كريمان ] (3) مقربان ولم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني ، حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل مني بدرجة ، ولا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي ، طوبى لمن أحبه والويل لمن أبغضه وكذب عليه .
ثم قال رسول الله : فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا
____________
(1) في « ط » : مؤتز .
(2) من الأمالي .
(3) من الأمالي .

( 47 )

[ أو جحد لك حقا ] (1) إلا اسود وجهه واضطربت قدماه .
وبينا انا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي أما أحدهما رضوان خازن الجنان ، وأما الآخر فمالك خازن النار (2) ، فيأتي (3) رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ( ايها الملك ) (4) من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول : أنا رضوان خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنة ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي له الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثم يرجع فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ايها الملك من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ! فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، ثم يرجع مالك فيقبل علي بن أبي طالب ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على حجرة (5) جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول [ له جهنم ] (6) : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : قري يا جهنم ، خذي هذا واتركي هذا ، خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي ، فجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، وإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق » (7) .
37 ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :
____________
(1) من الأمالي .
(2) في « ط » : النيران .
(3) في الأمالي : فيدنو .
(4) ليس في « ط » .
(5) في الأمالي : عجزة .
(6) من الأمالي .
(7) رواه في الأمالي : 102 .

( 48 )

« ابلغ شيعتي أن زيارتي عند الله تعالى تعدل ألف حجة (1) : قال : فقلت لأبي جعفر ( ابنه ) (2) ألف حجة ؟ قال : إي والله ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه » (3) .
38 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : حدثني المظفر بن محمد الوراق ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن زكريا البصري ، قال : حدثنا عمر بن المختار ، قال : حدثنا أبو محمد البرسي (4) ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله : « كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقدمت (5) الصراط وقيل للناس جوزوا وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك ، فقال علي : يا رسول الله ومن اولئك ؟ فقال : اولئك شيعتك معك حيث كنت » (6) .
39 ـ أخبرني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه أبي جعفر ، عن أبيه الحسن ، عن عمه أبي جعفر ، قال : حدثنا أبي ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الإصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن سلمان بن عبد الله الهاشمي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) يقول : سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « يا علي
____________
(1) في « ط » : تعدل ألف حجة لمن زاره ، وفي الأمالي والعيون : تعدل عند الله .
(2) ليس في « ط » .
(3) رواه في الأمالي : 61 و 104 ، والعيون 1 : 257 ، وكامل الزيارة : 306 .
(4) في « م » : البرنسي .
(5) في « م » : قد مدت .
(6) عنه البحار 29 : 198 .

( 49 )

أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد وفاتي ، محبك محبي ومبغضك مبغضي ، وعدوك عدوي ووليك وليي » (1) .
40 ـ أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن بابويه ، عن عمه ، عن أبيه ، عن عمه أبي جعفر ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله : " ان الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله لي وصيا ( وخليفة ) (2) فعلي مني وأنا منه ، محبه محبي ومبغضه مبغضي وان الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته » (3) .
41 ـ قال : وبهذا الإسناد عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن سعيد الهاشمي ، قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن ظهير ، قال : حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله :
« يوم غدير خم أفضل أعياد امتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين وأتم على امتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا ، ثم قال عليه وآله السلام : معاشر الناس ! ان علي بن أبي طالب مني وأنا من علي ، خلق علي من طينتي وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين ، معاشر الناس ! من أحب عليا أحببته ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا
____________
(1) رواه في الأمالي : 108 .
(2) ليس في « ط » .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 108 و 223 .

( 50 )

عليا جفوته ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته ، معاشر الناس ! أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولا تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم انه يحبني ويبغض عليا ، معاشر الناس ! والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته » (1) .
42 ـ وبهذا الإسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه جاء إليه رجل فقال له : يا أبا الحسن ! انك تدعا أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم ؟ قال : الله جل جلاله أمرني عليهم ، فجاء الرجل إلى رسول الله فقال : يارسول الله ! أيصدق علي فيما يقول ، ان الله أمره على خلقه ؟ فغضب النبي ثم قال :
« ان عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عز وجل عقدها له فوق عرشه ، واشهد على ذلك الملائكة ان عليا خليفة الله وحجة الله وانه لإمام المسلمين ، طاعته مقرونة (2) بطاعة الله ، ومعصيته مقرونة بمعصية الله ، فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد نقصني (3) ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبه فقد سبني ، لأنه مني ، خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين ، ثم قال : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه ، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله » (4) .
43 ـ أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري بقراءتي عليه في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن
____________
(1) رواه في الأمالي : 109 .
(2) في « ط » : طاعته مفروضة مقرونة .
(3) في الأمالي : تنقصني .
(4) رواه في الأمالي : 114 .

( 51 )

أبي طالب ، قال : حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن وهبان الدبيلي (1) ، قال : حدثني علي بن أحمد بن بشر العسكري ، قال : حدثني أحمد بن المفضل أبو سلمة الإصفهاني ، قال : أخبرني راشد بن علي بن وائل القرشي ، قال : حدثني عبد الله بن حفص المدني ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، عن سعيد بن زيد بن أرطأة قال : لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقال : ألا اخبرك بوصية أوصاني بها يوما ( هي خير لك من الدنيا بما فيها ) (2) فقلت : بلى ، قال : قال لي علي ( عليه السلام ) :
« يا كميل بن زياد سم كل يوم باسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وتوكل على الله ، واذكرنا وسم بأسمائنا وصل علينا ، واستعذ بالله ربنا ، وأدرء ( بذلك ) (3) عن نفسك وما تحوطه عنايتك تكف شر ذلك اليوم ، يا كميل ان رسول الله أدبه الله عز وجل وهو أدبني ، وأنا اؤدب المؤمنين واورث الأدب المكرمين ، يا كميل ما من علم إلا وأنا افتحه ، وما من سر إلا والقائم ( عليه السلام ) يختمه ، يا كميل ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا ، يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج إلى معونة فيها إلى معرفة ، يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء (4) ، وهو الشفاء من جميع الأسواء ، يا كميل إذا أكلت الطعام فواكل به ولا تبخل به ، فانك لم ترزق الناس ( شيئا ) (5) والله يجزل لك الثواب بذلك .
يا كميل احسن خلقك وابسط إلى جليسك ولا تنهرن خادمك ، يا كميل إذا ( أنت ) (6) أكلت فطول أكلك ، يستوف من معك ويرزق منه غيرك ، يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك
____________
(1) في « م » : الدنبلي .
(2) ليس في « م » .
(3) ليس في « ط » .
(4) في « م » : داء .
(5) ليس في « م » .
(6) ليس في « ط » .

( 52 )

فيعظم بذلك أجرك ، يا كميل لا توقرن معدتك طعاما ودع فيها للماء (1) موضعا وللريح مجالا ، يا كميل لا تنفذ طعامك فان رسول الله لم ينفذه ، يا كميل لا ترفعن يدك (2) من الطعام إلا وأنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه ، يا كميل صحة الجسم (3) من قلة الطعام وقلة الماء ، يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلة الأقربين وهم الأقربون ( لنا ) (4) .
يا كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين ، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف وتصدق على المساكين ، يا كميل لا تردن سائلا ولو بشق تمرة أو من شطر عنب ، يا كميل الصدقة تنمى عند الله ، يا كميل حسن خلق المؤمن التواضع وجماله التعطف وشرفه الشفقة (5) ، وعزه ترك القال والقيل ، يا كميل إياك والمراء فانك تغري بنفسك السفهاء إذا فعلت وتفسد الاخاء . يا كميل إذا جادلت في الله تعالى فلا تخاطب إلا من يشبه العقلاء ، وهذا ضرورة ، يا كميل هم على كل حال سفهاء ما قال الله تعالى : ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) (6) ، يا كميل في كل صنف قوم أرفع من قوم فاياك ومناظرة الخسيس منهم إذا شتموك (7) فاحتمل ، وكن من الذين وصفهم الله تعالى ( بقوله ) (8) : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) (9) .
يا كميل قل الحق على كل حال ، ووازر المتقين واهجر الفاسقين ، يا كميل جانب المنافقين ولا تصاحب الخائنين ، يا كميل إياك إياك والتطرق الى أبواب (10) الظالمين والاختلاط بهم والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم وأن تشهد (11) في
____________
(1) في « م » : للماء فيها .
(2) في « م » : يديك .
(3) في « م » : الجسد .
(4) ليس في « م » .
(5) في « م » : الفقه .
(6) البقرة : 13 .
(7) في « ط » : ان اسمعوك .
(8) ليس في « م » .
(9) الفرقان : 63 .
(10) في « ط » : الى ابواب ، أقول : لا تطرق أي لا تقرع واطرق الرجل : سكت ولم يتكلم .
(11) في « م » : أو تشهد .

( 53 )

مجالسهم بما يسخط الله ( عليك ) (1) .
يا كميل إن (2) اضطررت الى حضورهم (3) فداوم ذكر الله تعالى والتوكل عليه ، واستعذ بالله من شرهم واطرق عنهم ، وانكر بقلبك فعلهم واجهر بتعظيم الله عز وجل لتسمعهم (4) ، فانهم يهابوك وتكفي شرهم ، يا كميل ان احب ما امت العباد الى الله تعالى بعد الاقرار به وبأوليائه التجمل والتعفف والاصطبار ، يا كميل لا بأس بأن لا يعلم سرك .
يا كميل لا تر(5) الناس افتقارك ( واضطرارك ) (6) ، واصبر (7) عليه احتسابا تعرف بستر ، يا كميل ومن أخوك ؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدة ، ولا يقعد (8) عنك عند الجريرة (9) ، ولا يخدعك حين تسأله ، ولا يتركك وأمرك حتى يعلمه فان كان مميلا (10) أصلحه .
يا كميل المؤمن مرآة المؤمن يتأمله ( ويسد فاقته ) (11) ويجمل حالته ، يا كميل المؤمنون اخوة ولا شئ آثر عند كل أخ من أخيه ، يا كميل ان (12) لم تحب أخاك فلست أخاه ، يا كميل انما المؤمن (13) من قال بقولنا ، فمن تخلف عنا قصر عنا ، ومن قصر عنا لم يلحق بنا ، ومن لم يكن معنا ففي الدرك الأسفل من النار .
يا كميل كل مصدور (14) ينفث فمن نفث إليك منا بأمر وأمرك بستره فاياك (15)
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) في « م » : إذا .
(3) في « ط » : حضورها .
(4) في « ط » : واسمعهم .
(5) في « ط » : ترين .
(6) ليس في « م » .
(7) في « ط » : اصطبر .
(8) في « ط » : لا يغفل .
(9) الجريرة : الجناية ، لانها تجر العقوبة الى الجاني .
(10) المميل : اسم فاعل من امال ، أي أن كان ضالا يدعوك أي ضلاله فاصلحه .
(11) ليس في « م » .
(12) في « ط » : إذا .
(13) في « ط » : المؤمنون .
(14) المصدور : الذي يشتكي من صدره ، ينفث المصدور أي رمى بالنفاثة ، والمراد ان من ملأ صدره من محبتنا وأمرنا لا يمكن له أن يقيها ولا يبرزها فإذا أبرزها أمر بسترها .
(15) في « م » : بامر فاستره واياك .

( 54 )

أن تبديه ، فليس لك من إبدائه توبة ، وإذا لم تكن (1) لك توبة فالمصير الى لظى ، يا كميل اذاعة سر آل محمد ( عليهم السلام ) لا يقبل (2) الله تعالى منها ولا يحتمل أحد عليها (3) . يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلا مؤمنا موفقا (4) ، يا كميل لا تعلم الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها ، يا كميل لابد لماضيكم من اوبة ولا بد لباقيكم من غلبة (5) ، يا كميل سيجمع الله لكم خير البدء والعاقبة .
يا كميل أنتم ممتعون بأعدائكم تطربون بطربهم وتشربون بشربهم وتأكلون بأكلهم وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم ، إي والله على إكراه منهم لذلك ، ولكن الله عز وجل ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم وظهر صاحبكم ، لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ولم يقرعوا أبوابكم ولم ينالوا نعمتكم أذلة خاسئين ، اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا .
يا كميل احمد الله تعالى والمؤمنون على ذلك وعلى كل نعمة ، يا كميل قل عند كل شدة : لا حول ولا قوة إلا بالله (6) ، تكفها ، وقل عند كل نعمة : الحمد لله نزد (7) منها وإذا أبطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يوسع عليك فيها .
يا كميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضي ، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة والناس أجمعين وسلم ، تكف مؤونة ابليس والشياطين معه ، ولو انهم كلهم أبالسة مثله يا كميل ان لهم خداعا (8) وشقاشق وزخاريف ووساوس وخيلاء على كل أحد ( على ) (9) قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فيحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة (10) .
____________
(1) في « ط » : فإذا لم يكن .
(2) في « م » : يقبل .
(3) في « ط » : عليها أحد .
(4) في تحف العقول : موقنا .
(5) في « ط » : لماضيكم خير من اوبة ولابد لنا فيكم من غلبة .
(6) في « ط » : زيادة : العلي العظيم .
(7) في « م » : تزاد ، وفي التحف : تزدد .
(8) في « م » : خدعا .
(9) ليس في « ط » .
(10) في « م » : في الغلبة .

( 55 )

يا كميل لا عدو أعدى منهم ولا ضار أضر ( بك ) (1) منهم ، أمنيتهم أن تكون معهم غدا إذا اجتثوا (2) في العذاب ( الأليم ) (3) ، لا يفتر عنهم شرره ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا ، يا كميل سخط الله تعالى محيط بمن لم يحترز منهم باسمه واسم نبيه وجميع عزائمه وعوذه جل وعز وصلوات الله على نبيه وآله وسلم .
يا كميل انهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم يجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم اليك شهواتك ، وأعطائك أمانيك وارادتك ، ويسولون لك وينسونك وينهونك ويأمرونك ، ويحسنون ظنك بالله عز وجل حتى ترجوه فتغتر بذلك وتعصيه وجزاء العاصي لظى .
يا كميل احفظ قول الله عز وجل : ( الشيطان سول لهم وأملى لهم ) (4) ، والمسول الشيطان والمملي الله تعالى ، يا كميل اذكر قول الله تعالى لأبليس لعنه الله : ( واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) (5) ، يا كميل ان ابليس لا يعد عن نفسه وانما يعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم ، يا كميل انه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك (6) بما يعلم انك قد الفته من طاعة لا تدعها فتحسب (7) ان ذلك ملك كريم وانما هو شيطان رجيم فإذا سكنت إليه واطمأننت ( حملك ) (8) على العظايم المهلكة التي لا نجاة معها ، يا كميل ان له فخاخا ينصبها فاحذر ان يوقعك فيها .
يا كميل ان الأرض مملوءة من فخاخهم فلن ينجو منها إلا من تشبث بنا ، وقد أعلمك الله عز وجل انه لن ينجو منها إلا عباده وعباده أولياؤنا ، يا كميل وهو قول الله (9) عز وجل : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) (10)
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) في « م » : جثوا .
(3) ليس في « م » .
(4) محمد ( ص ) : 25 .
(5) الإسراء : 64 .
(6) في « م » : ويأمرك .
(7) في « م » : لتحسب .
(8) ليس في « ط » .
(9) في « م » : قوله .
(10) الحجر : 42 .

( 56 )

وقوله عز وجل : ( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) (1) ، يا كميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر .
يا كميل لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيداومون ويتصدقون فيحسبون أنهم موفقون (2) ، يا كميل اقسم بالله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ان الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش ، مثل الزنا وشرب الخمر والربا ، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الائمة الذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون .
يا كميل انه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، يا كميل انما تستحق أن تكون مستقرا إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك الى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و ( ما ) (3) هديناك إليه ، يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة ، يا كميل ان الله عز وجل لا يسائل إلا على ما فرض ، وانما (4) قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للاهوال العظام والطامة يوم المقام ، يا كميل ان الله أعظم (5) من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ، ولكن من تطوع خيرا فهو خير له ، يا كميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعمة الله عليك أكثر من كل عملك (6) .
يا كميل أنه لا تخلو من نعمة الله عز وجل عندك وعافيته ، فلا تخل من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كل حال ، يا كميل لا تكونن من الذين قال الله عز وجل : ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) (7) ونسبهم الى الفسق ( اولئك هم الفاسقون ) (8) .
____________
(1) النحل : 100 .
(2) في « م » : موقنون .
(3) ليس في « ط » .
(4) في « ط » : لا يسألك إلا عما فرض وانا .
(5) في « م » : ان الواجب لله أعظم .
(6) في « ط » : عمل .
(7) الحشر : 19 .
(8) النور : 4 .

( 57 )

يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، ( انما ) (1) الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي ابقاء للحد (2) فيها ، يا كميل عند الركوع والسجود وما بينهما تبتلت العروق ( فيها ) (3) والمفاصل حتى تستوفي ( ولا ) (4) الى ما تأنى به من جميع صلواتك ، يا كميل انظر فيم تصلي وعلام تصلي ان لم يكن من وجهه وحله فلا قبول .
يا كميل اللسان (5) يبوح (6) من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذي قلبك وجسمك ، فان لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تسبيحك ولا شكرك ، يا كميل افهم واعلم انا لا نرخص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق فمن روى عني في ذلك رخصه فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب ، اقسم لسمعت رسول الله يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا : يا أبا الحسن أد الأمانة الى البر والفاجر فيما قل وجل في الخيط والمخيط .
يا كميل لا غزو إلا مع إمام عادل ، ونفل (7) إلا مع إمام فاضل ، يا كميل أرأيت لو ( ان الله ) (8) لم يظهر نبيا وكان في الارض مؤمن تقي أكان في دعائه الى الله مخطئا أو مصيبا ؟ بل والله مخطئا حتى ينصبه الله عز وجل ويؤهله .
يا كميل الدين لله فلا تغترن بأقوال الامة (9) المخدوعة التي ضلت بعد ما أهتدت وأنكرت وجحدت بعد ما قبلت ، يا كميل الدين لله فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلا رسولا أو نبيا أو وصيا ، يا كميل هي نبوة ورسالة وإمامة وما (10) بعد ذلك إلا متولين ومتغلبين وضالين ومعتدين .
يا كميل ان النصارى لم تعطل الله تعالى ولا اليهود ولا جحدت موسى
____________
(1) ليس في « م » .
(2) في « م » : واتقا للحد .
(3) ليس في « ط » .
(4) ليس في « ط » .
(5) في « ط » : ان اللسان .
(6) في التحف : ينزح ، المراد منها هاهنا الترشح .
(7) النفل ـ محركة ـ الغنيمة .
(8) ليس في « م » .
(9) في « م » : الأئمة .
(10) في « م » : لا ، وفي التحف : ليس .

( 58 )

ولا عيسى ، ولكنهم زادوا ونقصوا وحرفوا وألحدوا فلعنوا ومقتوا ولم يتوبوا ولم يقبلوا ( يا كميل انما يتقبل الله من المتقين ) (1) .
يا كميل ان أبانا آدم لم يلد يهوديا ولا نصرانيا ولا كان ابنه إلا حنيفا مسلما ، فلم يقم بالواجب عليه ، فأداه الى أن لم يقبل قربانه (2) ، بل قبل من أخيه فحسده وقتله وهو من المسجونين في الفلق الذين (3) عدتهم اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين والفلق الأسفل من النار ومن بخاره حر جهنم وحسبك فيما حر جهنم من بخاره (4) .
يا كميل نحن والله الذين اتقوا والذين هم محسنون ، يا كميل ان الله عز وجل كريم رحيم عظيم حليم (5) ، دلنا على الخلافة وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها ، فقد أديناها غير مختلفين وأرسلناها غير منافقين ، وصدقناها غير مكذبين وقبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا والله شياطين نوحي إليها وتوحي الينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عز وجل ( باسمائهم ) (6) في كتابه فاقرأ (7) كما أنزل : ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) (8) ، يا كميل الويل لهم فسوف يلقون غيا .
يا كميل لست والله متعلقا حتى أطاع وممتنا حتى اعصى ، ولا مهانا لطغام الأعراب حتى انتحل إمرة المؤمنين أو ادعي بها ، يا كميل نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله وقد جمعهم فنادى ( فيهم ) (9) الصلاة جامعة يوم كذا وكذا وأياما سبعة وقت كذا وكذا (10) ، فلم يتخلف أحد .
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس إني مود
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) في « ط » : فاداه ذلك الى أن يقبل الله له قربانا .
(3) في « م » : الذي .
(4) في « م » : فيما من بخاره حر جهنم .
(5) في « م » : كريم حليم عظيم رحيم .
(6) ليس في « ط » .
(7) في « م » : لو قرأ .
(8) الأنعام : 112 .
(9) ليس في « م » .
(10) في « م » : أيام سبعة يوم كذا كذا .

( 59 )

عن ربي عز وجل ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فلله صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عز وجل ، ومن كذب الله أعقبه النيران .
ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي الى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله تعالى ، انه ربي وربكم أن أعلمكم ان القران ( هو ) (1) الثقل الأكبر وأن وصيي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم هم الثقل الأصغر (2) ( يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر ) (3) للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازمة لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد .
يا كميل فإذا كنا كذلك فعلام تقدمنا (4) من تقدم وتأخر عنا من تأخر ، يا كميل قد ابلغهم (5) رسول الله رسالة ربه ونصح لهم ولكن لا يحبون الناصحين ، يا كميل قال رسول الله لي قولا ( اعلنه ) (6) والمهاجرين والأنصار متوافرون يوما بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائما على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيبون مني وأنا منهم وهم الطيبون بعد امهم وهم سفينة (7) من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى الناجي في الجنة والهاوي في لظى .
يا كميل الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، يا كميل علام يحسدوننا والله أنشأنا ( من ) (8) قبل أن يعرفونا أفتراهم بحسدهم إيانا عن ربنا يزيلوننا ؟
يا كميل من لا يسكن الجنة فبشره بعذاب أليم وخزي مقيم وأكبال ومقامع وسلاسل طوال ومقطعات النيران ومقارنة كل شيطان ، الشراب صديد واللباس
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) في « ط » من أصلابهم حاملا وصاياهم الثقل الأصغر .
(3) ليس في « م » .
(4) في « م » : يتقدمنا .
(5) في « ط » : بلغهم .
(6) ليس في « ط » .
(7) في « م » : علي وابناي منه والطيبون مني وأنا منهم وهم الطيبون بعد امهم وهم السفينة .
(8) ليس في « م » .

( 60 )

حديد والخزنة فضضة والنار ملتهبة والأبواب موثقة مطبقة ينادون فلا يجابون ويستغيثون فلا يرحمون ، نداؤهم : ( يا مالك ليقض علينا ربك قال انكم ما كثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثرهم للحق كارهون ) (1) .
يا كميل نحن والله الحق الذي قال الله عز وجل : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ) (2) ، يا كميل ثم ينادون الله تقدست أسماؤه بعد أن يمكثوا أحقابا اجعلنا على الرجا فيجيبهم : ( اخسأوا فيها ولا تكلمون ) (3) .
يا كميل فعندها ييأسون من الكرة واشتدت الحسرة وأيقنوا بالهلكة والمكث جزاء بما كسبوا عذبوا ، ( يا كميل قل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) (4) ، يا كميل أنا أحمد الله على توفيقه إياي والمؤمنين وعلى كل حال ، ( يا كميل ) (5) انما حظا من حظا بدنيا زايلة مدبرة فافهم تحظى بآخرة باقية ثابتة ، يا كميل كل يصير الى الآخرة والذي يرغب منها رضا الله تعالى (6) والدرجات العلى من الجنة التي لا يورثها إلا من كان تقيا ، يا كميل إن شئت فقم » (7) .
44 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن علي بن عثمان ، عن محمد ابن الفرات ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي وحجة الله وحجتي ، وباب الله
____________
(1) الزخرف : 77 و 78 .
(2) المؤمنون : 71 .
(3) المؤمنون : 108 .
(4) ليس في « م » .
(5) ليس في « م » .
(6) في « م » : يرغب فيه منها ثواب الله عز وجل .
(7) رواه مختصرا في تحف العقول : 171 ـ 176 ، عنه البحار 83 : 284 و 84 : 230 .

( 61 )

وبابي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي ، وعدوه عدوي ، وحربه حربي ، وسلمه سلمي ، وقوله قولي ، وأمره أمري ، وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وهو سيد الوصيين وخير امتي أجمعين » (1) .
45 ـ قال : وبهذا الإسناد قال : حدثنا الحسن بن محمد الهاشمي الكوفي ، قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن ظهير ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين (2) ابن أخ يونس البغدادي ، ببغداد قال : حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن النبي ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن الله جل جلاله انه سبحانه قال :
« أنا الله لا إله أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا الى خلقي (3) واصطفيت ( له ) (4) عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي ( وخليفتي الى ) (5) عبادي ، ويبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي اؤتى منه ، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه ، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي .
لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي ،
____________
(1) عنه البحار 38 : 127 ، رواه الصدوق في الأمالي : 169 .
(2) في « ط » : الحسن بن محمد بن الحسين .
(3) في « ط » : خلقي وخليقتي .
(4) ليس في « ط » .
(5) ليس في « ط » .

( 62 )

فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته [ ومعرفته ، ومن ابغضته من عبادي ابغضته لانصرافه عن معرفته وولايته ] (1) فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا [ ابغضته و ] (2) أدخلته النار وبئس المصير » (3) .
46 ـ وبهذا الإسناد قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم وأبو يزيد (4) القرشي ، قالا : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني [ أخي ] (5) موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
« أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة » (6) .
47 ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي (7) ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن عمار الجارودي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، عن أبي الجارود ، عن أبي الهيثم ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان الله تبارك وتعالى يبعث اناسا وجوههم من نور على كراسي من نور ، عليهم ثياب من نور في ظل العرش بمنزلة الأنبياء [ وليسوا بالأنبياء ] (8) وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء ، فقال رجل : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قال آخر : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قيل : من هم ؟ [ يارسول الله ؟ قال ] (9) فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب وقال : هذا وشيعته » (10) .
____________
(1) من الأمالي والعيون .
(2) منهما .
(3) رواه في الأمالي : 184 ، والعيون : 2 : 49 .
(4) في « ط » : أبو زيد .
(5) من الأمالي .
(6) رواه في الأمالي : 190 أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 25 .
(7) في الأمالي : العبدي .
(8 و 9) من الأمالي .
(10) رواه في الأمالي : 202 .