« صلى بنا رسول الله صلاة العصر ، فلما : انفتل جلس في قبلته والناس حوله فبينما هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب [ عليه ] (1) سمل قد تهلل (2) واخلق (3) ، وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا (4) .
فأقبل عليه رسول الله يستجليه (5) الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله أنا جائع الكبد فاطعمني وعاري الجسد فاكسني وفقير فارشيني ، فقال : ما أجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة ، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه .
و [ قال ] (6) : يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة ، فانطلق الاعرابي مع بلال فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته :
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل عن عند رب العالمين ، فقالت فاطمة : وعليك السلام ، من أنت يا هذا ؟ قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة بعيدة ، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسيني رحمك الله .
وكان لفاطمة وعلي ورسول الله (7) ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما ، وقد علم رسول الله ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ (8) كان ينام عليه الحسن والحسين : فقالت : خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك (9) ما هو خير منه .
____________
(1) من البحار .
(2) السمل ـ بالتحريك ـ الثوب الخلق ، قوله : قد تهلل أي الرجل ، من قولهم : تهلل وجهه إذا استنار وظهر فيه آثار السرور ، أو الثوب كناية عن انخراقه ـ البحار .
(3) في « ط » : اختلق .
(4) في « ط » : ضعفا وكبرا .
(5) في البحار : يستحثه ، وهو بمعنى يسأله الخير ويحثه ويرغبه على ذكر أحواله .
(6) عنه البحار .
(7) في « ط » : وعلى في تلك الحال ورسول الله .
(8) القرظ : ورق السلم يدبغ به .
(9) في « م » : فعسى ان يتاح لك ، أقول : أرتاح الله لفلان : أي رحمه .

( 219 )

فقال الأعرابي : يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب (1) .
قال : فعمدت ( عليها السلام ) لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي ، فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه .
فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله ، والنبي جالس في أصحابه ، فقال : يارسول الله أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد وقالت : بعه فعسى أن يصنع الله لك ، قال : فبكى النبي وقال : وكيف لا يصنع الله (2) لك وقد أعطتك (3) فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم .
فقام عمار بن ياسر ( رحمه الله ) فقال : يارسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟ قال : اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار ، فقال عمار : بكم هذا العقد يا أعرابي ؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانية استر بها عورتي واصلي فيها لربي ودينار يبلغني إلى أهلي ، وكان عمار قد باع سهمه الذي نقله رسول الله من خيبر ولم يبق منه شيئا ، فقال : لك عشرون دينارا ومائتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلغك ( إلى ) (4) أهلك وشبعة من خبز البر واللحم ، فقال الأعرابي : ما اسخاك بالمال [ ايها الرجل ] (5) ، وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له .
وعاد الأعرابي إلى رسول الله فقال له رسول الله : أشبعت واكتسيت ؟ قال الأعرابي : نعم واستغنيت (6) بأبي أنت وامي ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : فأجز فاطمة بصنيعها ، فقال الأعرابي :
اللهم انك إله ما استحدثناك ولا إله لنا نعبده سواك ، وأنت رازقنا على كل الجهات ، اللهم إعط فاطمة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ، فأمن النبي على
____________
(1) السغب : الجوع .
(2) في « ط » : قال : لا كيف يصنع الله .
(3) في البحار : اعطيتك .
(4) ليس في البحار .
(5) عنه البحار .
(6) في « ط » : نعم يارسول الله واستغنيت .

( 220 )

دعائه (1) وأقبل على أصحابه فقال :
ان الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك : أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي ، وعلي بعلها ولولا علي ما كان لفاطمة كفوا أبدا ، واعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا أهل الجنة ـ وكان بازائه مقداد وعمار وسلمان رضي الله عنهم ـ فقال : وأزيدكم ؟ فقالوا : نعم يارسول الله .
قال : أتاني الروح الأمين ـ يعني جبرئيل ـ إنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها : من ربك فتقول : الله ربي ، فيقولان : من نبيك فتقول : أبي ، فيقولان : فمن وليك فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب ، ألا وأزيدكم من فضلها ان الله قد وكل بها رعيلا (2) من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن زار فاطمة فكأنما زارني ، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا ، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما .
فعمد عمار إلى العقد وطيبه بالمسك ولفه في بردة يمانية وكان له عبد اسمه سهم ، ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنت له ، فأخذ ( المملوك ) (3) العقد فأتى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخبره بقول عمار ( رحمه الله ) فقال النبي : انطلق الى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله ، فأخذت فاطمة العقد وأعتقت المملوك فضحك الغلام فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ما يضحكك يا غلام ؟
____________
(1) في « م » : دعاء الأعرابي .
(2) قال الجزري : يقال للقطعة من الفرسان : الرعلة ، ولجماعة الخيل : الرعيل ، ومنه حديث علي : سراعا أي مره رعيلا ، أي ركابا على الخيل .
(3) ليس في « ط » .

( 221 )

فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعا وكسى عريانا وأغنى فقيرا وأعتق عبدا ورجع إلى ربه » (1) .
45 ـ حدثنا الشيخ العالم أبو إسحاق إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد الديلمي في داره بآمل في محلة مشهد الناصر للحق في ربيع الأول سنة عشرين وخمسمائة من لفظه ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن بندار الصيرفي ، قال : أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن علي الجبلي ، قال : أخبرنا السيد الامام أبو طالب الحسيني ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن الدينوري ، قال : أخبرني علي بن شاكر بن البختري ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الضبي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيدالله بن الوسيم ، عن أبي رافع قال :
« كنت الاعب الحسن بن علي وهو صبي بالمداحي ، فإذا أصبات مدحاتي مدحاته قلت : احملني ، فيقول : ويحك أتركب ظهرا حمله رسول الله ، فأتركه ، فإذا أصاب مدحاته مدحاتي ، قلت له : لا أحملك كما لا تحملني (2) ، فيقول : أو ما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأحمله » .
46 ـ أخبرنا الشيخ الامام أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) عنه بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن يحيى الفحام السامري ، قال : حدثني عمي عمر بن يحيى الفحام ، قال : حدثني عبد الله بن أحمد بن عامر ، قال : حدثني أبي أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني ابي جعفر بن محمد ، قال : حدثني ابي الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
____________
(1) عنه البحار 43 : 56 ـ 58 ، عنه قطعة 100 ـ 123 .
(2) في « م » : لم تحملني .

( 222 )

« أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المحب لأهل بيتي ، والموالي لهم والمعادي فيهم ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم فيما ينوبهم (1) من امورهم » (2) .
47 ـ أخبرنا الشيخ الامام أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) فيما أجاز لي أن أرويه عنه وقد نسخته من أصله وقابلت مع ولده ، قال : أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه الشيخ أبي الحسن علي بن الحسين ابن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح ، عن السري ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الحميد بن عواض الطائي ، عن عمر بن يحيى بن بسام ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
« ان أحق الناس بالورع آل محمد وشيعتهم كي تقتدي الرعية بهم » .
قال محمد بن أبي القاسم : كما أن الشيعة أحق بالورع والتقوى بعد آل محمد ( عليهم السلام ) فهكذا يكونون أحق بالثواب والجزاء ، فاعملوا يا اخوتي ( من ) (3) شيعة آل محمد المصطفى ، ليوم نعمه لا تبيد ولا تفنى (4) ، أحسن توفيقنا رب السماء بحق يس وآل طه .
48 ـ أخبرنا الشيخ العفيف أبو البقاء إبراهيم بن الحسن (5) البصري ( رحمه الله ) قراءة عليه في صفر سنة عشرة (6) وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة ، قال : حدثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن خالد المداري ، قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني في شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ببغداد في نهر الدجاج في دار الصيداوي المنشد ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن
____________
(1) في الأمالي : ينوؤهم .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 286 ، أقول : مر في ج 1 : الرقم 27 ، وج 2 : الرقم 1 مثله .
(3) في « ط » : نعمته لا تبيد ولا تضى .
(4) ليس في « م » .
(5) في « م » : الحسين .
(6) في « م » : ست عشرة .

( 223 )

معقل العجلي القرميسني بشهرزور ، قال : حدثنا محمد بن أبي الصهبان الباهلي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ( رحمه الله ) ، عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس ، عن عبد الله بن عباس ( رضي الله عنه ) قال :
« عقم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما كشفت (1) النساء ذيولهن عن مثله ، لا والله ما رأيت فارسا محدثا يوزن به لرأيته يوما ونحن معه بصفين وعلى رأسه عمامة سوداء وكأن عينيه سراجا سليط تتوقدان من تحتهما يقف على شرذمة (2) يخطبهم ، حتى انتهى إلى نفر أنا فيهم وطلعت خيل لمعاوية لعنه الله تدعى بالكتيبة الشهباء عشرة آلاف دارع على عشرة آلاف أشهب ، فاقشعر الناس لها لما رأوها وانحاز بعضهم إلى بعض .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فيما النخع والخنع يا أهل العراق هل هي إلا أشخاص مائلة فيها قلوب طائرة لو مستها سيوف أهل الحق لرأيتموها كجراد بقيعة سفته الريح في يوم عاصف ، ألا فاستشعروا الخشية وتجلببوا (3) السكينة وادرعوا الصبر وغضوا الأصوات وقلقوا الأسياف في الأغماد قبل السلة وانظروا الخزر واطعنوا الشزر وكافحوا بالضبا (4) وصلوا السيوف بالخطى والنبال بالرماح وعاودوا الكر واستحيوا من الفر ، فانه عار في الاعقاب ونار يوم الحساب فطيبوا عن أنفسكم نفسا وامشوا إلى الموت مشية سجحا فانكم بعين الله عز وجل ومع أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعليكم بهذا السرادق الأدلم والرواق المظلم واضربوا بثجة ، فان الشيطان راقد في كسره ناقش حضينه مفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجلا فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ها أنا شاد فشدوا ، بسم الله الرحمن الرحيم حم لا يبصرون .
ثم حمل عليهم أمير المؤمنين (5) صلى الله عليه وعلى ذريته الصلاة والسلام
____________
(1) في « ط » كشف .
(2) ليس في « ط » .
(3) في « م » : تحلوا .
(4) في « م » : انظروا الشزر واطعنوا الوخز وكافحوا بالظبي .
(5) في « ط » : بسم الله حم لا ينصرون ثم حمل أمير المؤمنين .

( 224 )

حملة وتبعته خويلة لم تبلغ المائة فارس فأجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بثقالها فارتفعت عجاجة منعتني النظر ثم انجلت ، فأثبت النظر فلم نر إلا رأسا نادرا ويدا طايحة فيما كان بأسرع من أن ولوا مدبرين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة فإذا أمير المؤمنين قد أقبل وسيفه ينطف ووجهه كشقة القمر وهو يقول : قاتلوا أئمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون .
قال عكرمة : وكان ابن عباس ( رضي الله عنه ) يحدث فيقول (1) : أمر رسول الله عليا ( عليه السلام ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أنك لمقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله » .
49 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام ، قال : حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن بويطة ـ وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك ـ فقال لي :
« جئت يوم عاشوراء نصف نهار ظهر (2) والشمس تغلي والطريق خال من أحد وأنا فزع من الذعار ومن أهل البلد أتخفى ، إلى أن بلغت الحائط الذي امضي منه إلى الشباك ، فممدت عيني فإذا أنا برجل جالس على الباب ظهره إلي ، كأنه ينظر في دفتر فقال لي : أين يا أبا الطيب ، بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن محمد بن الرضا (3) .
فقلت : هذا حسين قد جاء يزور أخاه ، فقلت : يا سيدي امضي أزور من الشباك وأجيئك فاقضي حقك ، فقال : ولم لا تدخل يا أبا الطيب [ فقلت له : الدار لها مالك لا أدخلها من غير اذنه ، فقال : يا أبا الطيب ] (4) تكون مولى لنا ورقا وتوالينا حقا ونمنعك تدخل الدار ادخل يا أبا الطيب ، فقلت : امضي اسلم عليه ولا أقبل منه .
____________
(1) في « م » : قال .
(2) في « ط » : نصف النهار ظهرا .
(3) في « م » : علي بن جعفر بن الرضا .
(4) عن الأمالي .

( 225 )

فجئت إلى الباب وليس عليه أحد فيشعر بي وبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ، ففتح لي الباب فدخلت فكان يقول : أليس كنت لا تدخل الدار ؟ فقال (1) : أما أنا فقد أذنوا لي بقيتم أنتم » (2) .
قال محمد بن أبي القاسم : لا شك انه كان صاحب الدار القائم بالحق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه لما رأى وليه أبا الطيب انه يزورهم من وراء الشباك ولا يدخل الدار احتراما منه لصاحب الأمر فقال له : هذا القول وأذن له بالدخول .
50 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه إجازة ، عن عمه أبي جعفر محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه أبي جعفر محمد بن بابويه ، قال : حدثني محمد بن موسى ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مراد ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن كليب بن معاوية الأسدي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
« أما انكم والله لعلى دين الله ودين ملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ، عليكم بالصلاة [ والعبادة ] (3) ، عليكم بالورع » (4) .
51 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، عن أبيه أبي جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام ، قال : حدثني عمي عمر بن يحيى ، قال : حدثني إسحاق بن عبدوس ، قال : حدثنا محمد بن بهار بن عمار ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى ، عن جابر بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
« أتيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعنده أبو بكر وعمر ، فجلست بينه وبين عائشة فقالت
____________
(1) في « ط » : فدخلت فكنا نقول له : أليس كنت لا تدخل ، فقال .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 294 .
(3) من الأمالي .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 31 ، والمفيد في أماليه : 270 ، أقول : مر مثله في ج 2 : الرقم 25 .

( 226 )

عائشة : ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله (1) ، فقال : مه يا عائشة لا تؤذيني في علي فانه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وهو أمير المؤمنين ، يجلسه (2) الله يوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار » (3) .
52 ـ أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه إجازة وقراءة على ولده بعد أن نسخته من أصله سنة عشرة وخمسمائة عن محمد بن ( الحسن ، عن أبيه ) (4) الحسن بن الحسين عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه الفقيه القمي ، قال : حدثني أحمد (5) بن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي المعزى ، عن يزيد بن خليفة قال :
« قال لنا (6) أبو عبد الله ( عليه السلام ) ونحن عنده : ( نظرتم حيث ) (7) نظر الله واخترتم من اختار الله ، أخذ الناس يمينا وشمالا وقصدتم محمدا ، أما انكم لعلى المحجة البيضاء فأعينونا على ذلك بورع ، ثم قال : حيث أردنا أن نخرج وما على أحدكم إذا عرفه الله هذا الأمر ان لا يعرفه الناس أنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومن عمل لله كان ثوابه على الله » (8) .
53 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن أبيه برد الله مضجعهما ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن يحيى الفحام ، قال : حدثني أبو الطيب محمد بن الفرحان الدوري ، قال :
____________
(1) في « ط » : غير فخذي وفخذ رسول الله .
(2) في « ط » : يجعله .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 296 ، أقول : يأتي في ج 4 : الرقم 15 مثله .
(4) ليس في « ط » .
(5) في « ط » : محمد .
(6) في « ط » : لي .
(7) ليس في « ط » ، وفي نوادر السرائر : نظرتم والله .
(8) رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر : 163 ، أخرجه في العيون 2 : 122 ، وصدره في المحاسن : 148 والبحار 68 : 89 ، أقول : يأتي في ضمن ج 7 : الرقم 35 .

( 227 )

حدثنا محمد [ بن علي ] (1) بن فرات الدهان ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن ابن المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب : ادخلا الجنة من أحبكما وادخلا النار من أبغضكما ، وذلك قوله تعالى : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) (2) » (3) .
54 ـ وبهذا الاسناد عن أبي محمد الفحام ، قال : حدثنا أبو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسامراء ، قال : حدثنا أبي هاشم الهاشمي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا بن عبد الله الجوهري البصري ، عن عبد الله بن المثنى ، عن تمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال :
« إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه (4) جواز فيه بولاية (5) علي بن أبي طالب ، وذلك قوله تعالى : ( وقفوهم انهم مسؤولون ) (6) ، يعني عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب » (7) .
____________
(1) عن الامالي .
(2) سورة ق : 24 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 296 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 21 مثله .
(4) في « ط » : من كان معه .
(5) في الأمالي : ولاية .
(6) الصافات : 24 .
(7) رواه الشيخ في أماليه 1 : 296 ، البحار 39 : 202 عن مناقب آل أبي طالب 2 : 346 ، أقول : يأتي مثله في ج 5 : الرقم 7 ، ومختصرا في ج 8 : الرقم 12 .