الجزء الخامس



( 282 )


( 283 )

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ وبالاسناد عن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علي الرواس ، قال : حدثنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله العمري ، قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة ، قال : حدثني أخي محمد بن المغيرة ، عن محمد بن سنان ، عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، قال : قال أبي لجابر بن عبد الله : لي اليك حاجة أريد أخلو بك فيها ، فلما خلا به في بعض الأيام قال له : أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي (1) امي فاطمة ( عليها السلام ) .
قال جابر : أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لاهنئها بولدها الحسين ، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك (2) الأذفر ، فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقال : هذا لوح أهداه الله عز وجل الى أبي فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي .
فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ، ففعلت ، قال له : فهل لك أن تعارضني (3) به ؟ قال : نعم ، فمضى جابر إلى منزله فأتى بصحيفة من كاغذ فقال له : انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك فكان في صحيفته مكتوب :
____________
(1) في أمالي الشيخ : يد .
(2) أمالي الشيخ : أطيب من رائحة المسك .
(3) في الأمالي : تتعارضني .

( 284 )

« بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ، أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيين ، يا محمد عظم أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ولا ترج سواي ولا تخش غيري فانه من يرجو سواى ويخشى غيري أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، يا محمد اني اصطفيتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء ، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه ، والحسين خير أولاد الأولين والآخرين ، فيه تثبت الإمامة ، ومنه يعقب علي زين العابدين ، ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحق ، وجعفر الصادق في القول والعمل سبب (1) من بعده فتنة صماء ، فالويل كل الويل للمكذب لعبدي (2) وخيرتي في خلقي موسى ، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن في المدينة (3) التي بناها العبد الصالح الى جنب شر خلق الله ، ومحمد الهادي الى سبيلي الذاب عن حريمي والقائم في رعيته الحسن الأغر (4) ، يخرج منه ذو الاسمين علي ، والخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس ، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلان والخافقان ، وهو المهدي من آل محمد يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا » (5) .
2 ـ حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن [ عدي بن ] ثابت ، عن البراء قال :
« لما أقبلنا مع رسول الله في حجة الوداع كنا بغدير خم ، فنادى [ ان ] الصلاة جامعة ، وكسح [ للنبي ] تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : ألست أولى بكل مؤمن بنفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
قال : فلقيه عمر فقال [ له ] : هنيئا لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (6) .
____________
(1) في الأمالي : في العقل والعمل ثبت .
(2) في الأمالي : بعبدي .
(3) في الأمالي : بالمدينة .
(4) في الأمالي : القيم في رعيته حسن الاغر .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 298 ، والصدوق في اكماله 1 : 308 ، والعيون : 25 .
(6) رواه السيد في الطرائف : 147 ، عنه البحار 37 : 179 .

( 285 )

3 ـ وعن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني المنصوري ، قال : عم أبي أبو موسى بن عيسى بن أحمد ( قال : حدثنا عمر بن موسى بن عيسى بن أحمد ) (1) ، قال : حدثني الامام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) قال : قال سيدنا الصادق ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« يا علي ان الله عز وجل قد غفر لك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ، فابشر فانك الأنزع البطين منزوع من الشرك بطين (2) من العلم » (3) .
4 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« إنما سميت ابنتي فاطمة ، لأن الله عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار » (4) .
5 ـ حدثنا سعيد بن عثمان عن الفضيل بن الزبير ، قال : أنبأني داود قال : قلت لابن عمر : ألا احدثك بحديث حدثنيه زيد بن أرقم ؟ قال : بلى ، قلت : أخبرني زيد انه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم الغدير : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : أنا رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بيد علي ( عليه السلام ) حتى رأيت بياض اباطيهما ورسول الله يقول :
« من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : قلت : أسمع ذلك أبو بكر وعمر ؟ قال : إي والله لقد سمعا » .
6 ـ عن الحسين بن الحكم قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : أنبأني أبو الجارود حدثني يحيى بن مساور عن أبي الجارود عن بريدة الأسلمي قال :
« كنا إذا سافرنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان علي ( عليه السلام ) صاحب متاعه يضمه إليه ،
____________
(1) ليس في الأمالي .
(2) في صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : مبطون .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 300 ، عنه البحار 68 : 101 .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 300 ، أقول : مر تحت أرقام : 222 و 237 ، وذكرنا تحت رقم 222 مصادرها .

( 286 )

وإذا نزلنا تعاهد متاعه ، فان كان شيء يرمه رمه أو كانت نعل خصفها ، فنزلنا يوما منزلا فأقبل علي بنعل رسول الله فدخل أبو بكر على رسول الله ، فقال : يا أبا بكر سلم على أمير المؤمنين ، قال : يارسول الله وأنت حي ؟ قال : وأنا حي ، قال : ومن ذلك ؟ قال : خاصف النعل .
ثم جاء عمر حتى دخل عليه فسلم عليه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اذهب فسلم على أمير المؤمنين ، قال : وأنت حي ؟ قال : وأنا حي ، قال : ومن ذلك : قال : خاصف النعل » .
قال بريدة : فكنت أنا فيمن دخل معهم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأمرني أن اسلم على علي صلوات الله عليه فأتيته فسلمت كما سلموا عليه .
قال أبو الجارود : وحدثني حبيب بن مساور وعثمان بن نشيط بمثله .
7 ـ حدثنا إسماعيل بن الغزالي ، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، أخبرنا عطا بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« إذا كان يوم القيامة أقف أنا وعلي بن أبي طالب على الصراط بيد كل واحد منا سيف ، فما يمر أحد [ من خلق الله ] (1) إلا سألناه عن ولاية علي بن أبي طالب فمن كانت معه [ شيء منها نجا وفاز ] (2) وإلا ضربنا عنقه والقيناه في النار وذلك قوله تعالى :
( وقفوفهم إنهم مسؤولون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون ) (3) » (4) .
8 ـ عن أبي محمد الفحام قال : حدثني المنصوري ، قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري ، قال : حدثني الامام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي : قال : حدثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي وآبائه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
____________
(1 و 2) من تأويل الآيات .
(3) الصافات : 24 ـ 26 .
(4) رواه في تأويل الآيات 2 : 494 ، عنه البحار 24 : 273 .

( 287 )

« يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم ، فافرغ ذاك [ النور ] (1) في صلبه ، فأفضى به إلى عبد المطلب ، ثم افترقا من عبد المطلب أنا في عبد الله وأنت في أبي طالب ، لا تصلح النبوة إلا لي ولا تصلح الوصية إلا لك ، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي [ ومن جحد نبوتي ] (2) أكبه الله على منخريه في النار » (3) .
9 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« لما اسري بي الى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلي ربي ما أوحى ، ثم قال : يا محمد اقرأ ان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، فما سميت بهذا الاسم أحدا قبله ولا اسمي بهذا أحدا بعده » (4) .
10 ـ قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، عن عبد الله بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبي رافع :
« ان راية النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم احد كانت مع علي بن أبي طالب ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة ، وكان لواء المشركين مع ابن أبي طلحة الجهني من بني عبدالدار ، فقال له علي ( عليه السلام ) : أنا القاصم ، وحمل علي على طلحة فقتله ووقع اللواء ، فأخذه أبو سعيد بن أبي طلحة الجهني فحمله ، ثم قال : هل لك يا قاصم ؟ قال علي : نعم .
وحمل عليه ثم قتله ، ووقع اللواء ، فأخذه عثمان بن عبد الله الجهني ، فحمل علي ( عليه السلام ) فقتله ووقع اللواء ، فأخذه كلدة بن طلحة ، فحمل عليه علي فقتله ، ووقع اللواء ، فأخذه المحالس بن طلحة ، فحمل عليه علي فقتله ووقع اللواء ، فأخذه مولاهم ضرار فحمل عليه علي فضرب يده اليمنى فطرح اللواء فأخذه ضرار بشماله فنصبه ، فحمل علي عليه فضرب شماله فانابها ، فأخذ ضرار اللواء بذراعيه فنصبه على صدره ، فحمل عليه علي فقتله ، فوقع اللواء ، فأخذته عمرة ابنة الحارث بن علقمة من بني عبد الدار فنصبته لقريش ، فقال حسان بن ثابت :
____________
(1 و 2) من أمالي الشيخ .
(3 و 4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 301 .

( 288 )

فخرتم باللواء وشر فخر * لواء حين رد الى ضرار

وقال أيضا :

ولــولا لواء الحارثية أصبحوا * يباعون في الأسواق بالثمن الوكس

فقتل علي ( عليه السلام ) أصحاب الألوية كلهم من بني عبدالدار بن قصي ، ثم أبصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جماعة من المشركين ، فقال : يا علي احمل فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل هشام بن امية المخزومي ، ثم رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) جماعة اخرى ، فقال : يا علي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك من بني عامر بن لوي .
ثم رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) جماعة اخرى فقال : يا علي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل عمرة بن عبد الله .
فقال جبرئيل : يا محمد هذه المواساة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : انه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما .
ثم صاح من السماء : « لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي » .
فلما رجعوا إلى المدينة رجع بسيفه مختضبا بالدماء منحنيا فقال :

أفاطم هاك السيف غيـر ذميــم * فلست برعـديــد ولا بلئيــم
لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد * وطاعـة رب بالعبـاد عليــم
أريد ثواب الله لا شـيء غيــره * ورضوانـه فـي جنــة ونعيم

11 ـ قال : حدثنا الإمام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ( عليهم السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
« من أحب أن يجاوز الخليل في داره ويأمن حر ناره ، فليتول علي بن أبي طالب » (1) .
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 301 .
( 289 )

12 ـ وبالاسناد عن أبي محمد الفحام قال :
« دخل سماعة بن مهران على الصادق ( عليه السلام ) فقال : يا سماعة من شر الناس ؟ قال : نحن يابن رسول الله ، قال : فغضب ( عليه السلام ) حتى احمرت وجنتاه ، ثم استوى جالسا وكان متكئا وقال : يا سماعة من شر الناس ( عند الناس ) (1) ؟ فقلت : والله لا (2) كذبتك يابن رسول الله نحن شر الناس عند الناس ، لأنهم سمونا كفارا ورافضة (3) ، فنظر إلي ثم قال :
كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون : مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار ، يا سماعة بن مهران انه والله من أساء منكم اساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فيشفعنا (4) والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال والله لا يدخل النار منكم رجل واحد فتنافسوا في الدرجات وأكمدوا عدوكم بالورع » (5) .
13 ـ وذكر بعضهم : قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن الأزهر ، حدثنا مسنة بن عبد ربه ، حدثنا أبي ، عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، حدثنا أبي موسى وحدثنا سلمان القمي عن مسروق مولى عائشة قال :
« دخل على عائشة نسوة من أهل العراق ونسوة من أهل الشام فسألوا عائشة عن علي ( عليه السلام ) فقالت أين مثل علي بن أبي طالب كان والله للقرآن تاليا وبالنهار صائما وبالليل قائما وللسر غالبا وعن المنكر ناهيا وللدين ناصرا ، وعلي والله أقعدكن في البيوت آمنات وسماكن مؤمنات ، وتنفست صعداء ثم قالت : آه سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي : يا أبا الحسن حبك حسنة لا يضر معها سيئة وبغضك سيئة لا ينفع معها حسنة وان محبك يدخل الجنة مدلا » .
____________
(1) ليس في أمالي الشيخ .
(2) في الأمالي : ما .
(3) في الأمالي : رفضه .
(4) في الأمالي : فنشفع .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 301 .