14 ـ عن زيد بن أرقم : قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل ، فان ربي غرس قضبانها بيده ، فليتول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فانه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة » (1) .
15 ـ الحسين بن علي بن عمرة ، عن زرارة بن أوفى ، قال عبد الله بن عباس :
« بينا أنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله في مسجده بعد العشاء الآخرة وعنده جماعة من أصحابه إذ انقض نجم ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من انقض هذا في حجرته فهو الوصي من بعدي ، قال : فوثب الجماعة وإذا النجم قد انقض في حجرة علي ( عليه السلام ) ، فقالوا : لقد ضل محمد في حب علي ، فأنزل الله تعالى : [ والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * إن هو إلا وحي يوحى ] (2) » (3) .
16 ـ أبو سعيد الخدري : « أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخل على ابنته فاطمة وابناها الى جنبها وعلي نائم فاستسقى الحسن فأتى بناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال : يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة : كأنه آثر عندك منه ، فقال : ما هو عندي وأنهما عندي بمنزلة واحدة وانك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد في القيامة » .
17 ـ قال الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة 511 بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السر من رأى قال : حدثني عمي محمد بن جعفر ، قال : حدثني محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : « خدمت
____________
(1) عنه البحار 27 : 106 ، أقول : مر تحت الرقم 81 .
(2) النجم : 1 ـ 3 .
(3) رواه الصدوق مفصلا في أماليه : 453 ، عنه البحار 35 : 272 ، أخرجه في تأويل الآيات 2 : 622 ، تفسير فرات الكوفي : 174 .

( 291 )

سيدنا الامام أبا جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) ثمانية عشر سنة ، فلما أردت الخروج ودعته وقلت له : أفدني : فقال : بعد ثمانية عشر سنة يا جابر ، قلت : نعم انكم بحر لاينزف ولا يبلغ قعره ، قال :
يا جابر بلغ شيعتي مني السلام واعلمهم انه لا قرابة بيننا وبين الله عز وجل ، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة ، يا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ومن عصى الله لم ينفعه حبنا ، يا جابر من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه ، أو توكل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه ، يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلته تريد التحويل عنه وهل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت فأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها أو كثوب لبسته أو كجارية وطأتها .
يا جابر الدنيا عند ذوي الألباب كفي الضلال ، لا إله إلا الله أعوان لأهل دعوته ، والصلاة تثبيت للاخلاص وتبرية عن الكبر ، والزكاة تزيد في الرزق ، والصيام والحج تسكين القلوب ، والقصاص والحدود حقن الدماء ، وحقنا أهل البيت نظام الدين جعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون » (1) .
18 ـ قال : حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد المنصوري ، قال : حدثنا عبيد بن كثير قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق العمي ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبيه عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من شك في علي فهو كافر » .
19 ـ قال حدثني محمد بن أحمد بن داود ، قال : روى الى الحسين بن أحمد بن علي الرياحي قال :
« كنا بحضرة المتوكل وعنده أربعة من ولد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) منهم الحسن وجعفر أخوه ومحمد بن جعفر وعبيد الله بن القاسم ، فقال المتوكل للحسن : يابن رسول الله روي بأنه كان لأبيكم ستة لم تكن للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فما هي الستة ؟
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 302 .
( 292 )

قال : نعم ، رويته مسندا عن أبي علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي ( عليهم السلام ) ، عن عبد الله بن العباس ، وكانوا هم أعلم وأحكم وإنما أردت به تأكيدا عليك وعلى الناس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) انه قال :
أعطى الله عليا ستا لم تكن لي ولا للنبيين من الأولين : حموه مثلي وليس لي حمو مثله وحماة مثل خديجة الكبرى وليست لي حماة مثلها ، وزوجة مثل فاطمة وليس لي زوجة مثلها ، وولدان مثل الحسن والحسين وليس لي ولدان مثلهما ، وولادته في بيت الله الحرام وأنا ولدت في دار جدي عبد المطلب » .
20 ـ حدثني العمركي الخراساني ، عن علي بن جعفر ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من أحسن وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله ، وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه ، فقد استكمل حقايق الايمان وأبواب الجنة مفتحة له » .
21 ـ إبراهيم بن ظريف السلمي ، حدثنا يوسف ، عن الصقر ، عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنذر ، عن جابر بن عبد الله قال : قلت : يارسول الله ما تقول في علي بن أبي طالب قال :
« يا جابر خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام نقلنا إلى صلبه ولم نزل نسير في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة حتى افترقنا إلى صلب عبد المطلب فجعل في النبوة والرسالة وفيه الخلافة والسؤدد .
يا جابر ان عليا لم يعبد صنما ولا وثنا ولم يشرب خمرا ولم يرتكب معصية قط ، ولا عرف له خطيئة ولا إثما فمن أراد أن يبرأ من النفاق فليحب أهل بيتي فانهم أصلي وورثة علمي مثلهم في الجنة كمثل الفردوس في الجنان ألا ان جبرئيل أخبرني بما قلت يا جابر » .


( 293 )

22 ـ أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد ، قال : حدثني الامام علي بن محمد ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) قال :
« ان رجلا جاء إلى سيدنا الصادق ( عليه السلام ) فشكا إليه الفقر فقال : ليس الأمر كما ذكرت وما أعرفك فقيرا ، قال : والله يا سيدي ما كذبت ، وذكر من الفقر قطعة والصادق ( عليه السلام ) يكذبه إلى أن قال له : أخبرني لو اعطيت بالبراءة منا مائة دينار كنت تأخذ ؟ قال : لا إلى أن ذكر له الوف الدنانير والرجل يحلف انه لا يفعل ، فقال : من معه يعطى بها هذا المال لا يبيعها ، هو فقير » .
فهذه بشارة عظيمة لفقراء الشيعة أغناهم الله .
23 ـ حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان العزرمي ، عن عبد الرحيم ، عن زاذان ، قال :
« سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الرحبة وهو يقول : انشد الله رجلا سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم يقول ما قال إلا قام ، فقام ثلاثة عشر رجلا فقالوا : نشهد إنا سمعنا رسول الله يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) » .
24 ـ عن الأصبغ بن نباتة بعد حذف الاسناد انه قال أمير المؤمنين في بعض خطبه :
« أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني ، فان الفراق قريب ، أنا خير البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء [ هذه ] (2) الامة وأبو العترة الطاهرة والأئمة الهادية أخو رسول الله ووصيه ووليه وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين حربي حرب الله وسلمي سلم الله
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه : 160 ، عنه البحار 37 : 125 ، أقول : مر في ج3: الرقم 22 ، 32 ، ويأتي في ج10 : الرقم 15 .
(2) من أمالي الشيخ .

( 294 )

وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله والذي خلقني ولم أك شيئا ، لقد علم المستحفظون من أصحاب [ رسول الله ] (1) محمد ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الامي ، وقد خاب من افترى » (2) .
25 ـ قال : وكتب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيما كتب إلى سهل بن حنيف :
« والله ما قلعت باب خيبر وقذفت بها أربعين ذراعا لم يحس به أعضائي بقوة جسدية ولا حركة غذائية ولكني ايدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضية ، فأنا من أحمد كالضوء من الضوء ، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت ولو أمكنتني الفرصة من الفرار ، ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط » (3) .
26 ـ زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عز وجل في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب » (4) .
27 ـ عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها ربي فليتول علي بن أبي طالب وليا ثم الأوصياء من ولده ، فانهم عترتي خلقوا من طينتي ، إلى الله أشكوا أعداءهم من امتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي وايم الله لتقتلن ابني بعدي الحسين لا أنالهم الله شفاعتي » (5) .
28 ـ جابر ( رضي الله عنه ) عنه قال :
« دخل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : يا علي عد عمران
____________
(1) من أمالي الشيخ .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 485 .
(3) رواه في عيون المعجزات : 12 ، عنه مدينة المعاجز : 101 .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 467 مع اختلاف .
(5) عنه البحار 36 : 227 ، أقول : مرفي ج4 : الرقم 25 ، ويأتي في ج9 : الرقم 21. .

( 295 )

ابن حصين فانه مريض ، قال : فعاده وعنده معاذ بن جبل وأبو هريرة فجعل عمران يحد النظر الى علي ( عليه السلام ) ، فقال له معاذ : مالك يا عمران تحد النظر الى علي ؟ قال : لأ ني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : النظر الى علي عبادة ، قال معاذ : وأنا أيضا سمعت من رسول الله ، فقال أبو هريرة وأنا أيضا سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (1) » .
29 ـ علي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من قال : رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا وبأهل بيته أولياء كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة » .
30 ـ حدثني الامام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد الباقر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) قال :
« كنت اماشي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على الفرات ، إذ خرجت موجة عظيمة فغطته حتى استتر عني ثم انحسرت عنه ولا رطوبة عليه ، فوجمت لذلك وتعجبت وسألته عنه فقال : ورأيت ذلك ؟ قلت : نعم ، قال : إنما الملك الموكل بالماء خرج فسلم علي واعتنقني » (2) .
31 ـ الاسناد قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
« إذا حشر الناس يوم القيامة نادى مناد : يارسول الله ! ان الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبي أهل بيتك ، الموالين لهم والمعادين من عاداهم فيك (3) ، فكافهم بما شئت ، فأقول : يا رب الجنة ، وانادي : بوئهم (4) منها حيث شئت ،
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 360 والصدوق في أماليه : 296 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 304 ، عنه مدينة المعاجز : 440 ، إثبات الهداة 4 : 496 .
(3) في تأويل الآيات : المعادين لهم فيك .
(4) في الامالي : فولهم .

( 296 )

فذلك المقام المحمود الذي وعدت [ به ] (1) » (2) .
32 ـ حذف الاسناد فيه عن جابر بن سمرة العامري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يمضي اثنا عشر إماما كلهم من قريش » (3) .
33 ـ وذكر بعضهم عن جابر بن عبد الله قال :
« كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذ جاءه علي فقال : قد جاءكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضرب بيده وقال : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انه أولكم ايمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية ، قال : ونزلت الآية : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ) (4) قال : فكان أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) إذا أقبل علي ( عليه السلام ) قالوا : قد جاء خير البرية » (5) .
34 ـ الاسناد عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي :
« يا علي ان عن يمين العرش لمنابر من نور ومواسيد من نور فإذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك تجلسون على تلك المنابر تأكلون وتشربون والناس في الموقف يحاسبون » .
35 ـ الاسناد قال : حدثنا يحيى بن سابق ، عن أبي حازم قال :
« سمعت سهلا يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله تعالى على يديه ، قال : فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها ، قال : فلما أصبح الناس غدو على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كلهم يرجون أن يعطوها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا : يشتكى عينيه ، قال : ارسلوا إليه ، قال :
____________
(1) من التأويل .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 304 ، عنه البحار 8 : 39 ، 68 : 117 ، رواه في البرهان 2 : 438 ، تأويل الآيات 1 : 286 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 255 مع اختلاف .
(4) البينة : 7 .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 257 ، أقول : مر مثله في ج2 : الرقم 104 وج3: الرقم 15.

( 297 )

فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، قال : فأعطى الراية .
قال : فقال علي ( عليه السلام ) : يارسول الله اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : فقال : انفذ أحسنه على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام واخبرهم بما عليهم فيه ، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم » (1) .
36 ـ الاسناد عن محمد بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) :
« من قال في ركوعه وسجوده وقيامه : اللهم صل على محمد وآل محمد كتب له بمثل الركوع والسجود والقيام » (2) .
37 ـ قال : حدثنا أبو أحمد يحيى بن يحيى المقري الفتى الظريف قال : وجدت في كتاب عمي الفضل فيما كتبه عن أبي منصور أحمد بن العباس عن أبيه الفضل بن يحيى ، قال سئل أبو جعفر محمد بن علي عن قول الله عز وجل : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول [ وأولي الأمر منكم ] (3) ) فكان جوابه أن قال : « ألم تر إلى الذين اتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ـ فلان وفلان (4) ـ ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا * اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك ـ يعني من الإمامة والخلافة ـ فإذا لا يؤتون الناس نقيرا » (5) .
قال أبو جعفر : والنقير النقطة التي تكون في وسط النواة .
« أم يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله ـ [ نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من ] (6) الإمامة دون خلق الله جميعا ـ فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما » (7) [ يقول ] (8) فجعلنا منهم الرسل والأنبياء
____________
(1) رواه السيد في الطرائف : 151 ، عن مسند أحمد بن حنبل : 1 : 84 ، عنه البحار 37 : 188 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 415 .
(2) رواه الصدوق في ثواب الاعمال : 32 ، والكليني في الكافي 3 : 324 ، عنه البحار 85 : 108 .
(3 و 4) من المصادر .
(5) النساء : 51 ـ 53 .
(6) من المصادر .
(7) النساء : 54 .
(8) من المصادر .

( 298 )

والأئمة ، فكيف يقرون [ به ] (1) في آل عمران وينكرون في آل محمد ، ( فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا * ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما * والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ) (2) .
ثم قال : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) (3) إذا ظفرنا وظهرنا ، ثم قال للناس ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) (4) .
قال : قلت : فذاك ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) (5) ، قال : إيانا عنى ، قلت : فقوله : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (6) قال : إيانا عنى ، قلت : فقوله : ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) (7) قال : نحن الامة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه ، قلت : فقوله : ( فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ) (8) قال : الملك العظيم ان جعل منهم أئمة ، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم .
قلت : فقوله : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين ) (9) قال : إيانا عنى نحن
____________
(1) من المصادر .
(2) النساء : 55 ـ 57 .
(3) النساء : 58 .
(4) النساء : 59 .
(5) المائدة : 55 .
(6) التوبة : 105 .
(7) البقرة : 143 .
(8) النساء : 54 .
(9) الحج : 77 ـ 78 .

( 299 )

مجتبون ، ولم يجعل علينا في الدين من ضيق ، والحرج أشد من الضيق ، ( ملة أبيكم إبراهيم ) ، قال : إيانا عنى خاصة ، هو سماكم المسلمين من قبل ـ في الكتب التي مضت ـ وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم ـ فرسول الله شهيد علينا فيما بلغنا عن الله عز وجل ونحن الشهداء على الناس فمن صدقنا يوم القيامة صدقناه ومن كذبنا يوم القيامة كذبناه .
قال : فقوله : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ، قال : إيانا عنى وعلي أقضانا وأولنا وخيرنا بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قلت : فقوله : ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) (1) ، قال : إيانا عنى نحن المسئولون ونحن أهل الذكر ، فقلت : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) (2) ، قال : المنذر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي كل زمان منا إمام يهدي الى ما جاء به نبي الله ثم الهداة من بعده علي بن أبي طالب والأوصياء ، قلت : فقوله : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) (3) ، قال : فرسول الله أفضل الراسخين قد علم جميع ما انزل عليه وما كاد لينزل عليه شيئا لم يعلمه ، وأوصياؤنا من بعده يعلمون ذلك كله ، فقال : الذين لا يعلمون ما يقول إذا لم يعلم تأويله نادى بهم الله يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، والقرآن له خاص وعام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه والراسخون في العلم يعلمونه .
قلت : فقوله : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) (4) قال : إيانا عنى فالسابق الامام ، والمقتصد العارف ، والظالم الشاك الواقف منهم (5) » .
38 ـ قال : حدثنا عبيد بن يحيى بن مهران ، عن محمد ، عن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن آبائه ، عن جده ، عن علي ( عليهم السلام ) قال :
____________
(1) الزخرف : 44 .
(2) الرعد : 7 .
(3) آل عمران : 7 .
(4) فاطر : 32 .
(5) رواه مع اختلافات في الكافي 1 : 205 ، العياشي : 1 : 246 ، الامامة والتبصرة : 40 ، البحار 23 : 289 ، إرشاد القلوب 2 : 298 .

( 300 )

« زارنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا ام ايمن قعبا من لبن وزبدا وصفحة تمر ، فتوضأ رسول الله ثم قام واستقبل القبلة فدعا الله ما شاء ثم أكب إلى الأرض بدموع غزيرة مثل المطر فهبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن نسأله ، فوثب الحسن ( عليه السلام ) فقال : يا أبه رأيتك تصنع شيئا ما صنعت مثله ؟
قال : يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم مثله ، وان حبيبي جبرئيل أتاني وأخبرني انكم قتلى وان مصارعكم شت ، فدعوت الله لكم فأخبرني ذلك ، قال الحسين ( عليه السلام ) : يارسول الله فمن يزورنا على تشتتنا ويتعاهد قبورنا ؟ فقال : طائفة من امتي يريدون بري وصلتي إذا كان يوم القيامة زرتها فأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده » .