11 ـ قال : حدثنا الحسن بن الحسين ، قال : حدثنا أبو عيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق ، عن أبي الطفيل قال :
« كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا ( عليه السلام ) يقول : أنشدكم الله جميعا أفيكم أحد صلى القبلتين مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وآله غيري ؟ قالوا : اللهم : لا ، قال : أنشدكم الله جميعا هل أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله جميعا هل فيكم أحد أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيدي شباب أهل الجنة ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد ناجاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقدم بين يدي نجواه صدقة غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أنشدكم الله هل فيكم أحد أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فدخلت عليه فلم يأكل معه أحد غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم اشهد » (1) .
12 ـ عن الشعبي عن ابن عباس : في قوله تعالى ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) (2) قال : « عن ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » (3) .
13 ـ عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( يا أيها الرسول بلغ
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 342 ، والصدوق في أماليه : 521 .
(2) الصافات : 24 .
(3) رواه في تأويل الآيات 2 : 493 ، عنه البحار 24 : 270 ، البرهان 4 : 17 ، تفسير فرات : 130 ، أخرجه من شواهد التنزيل 2 : 108 .

( 375 )

ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين ) (1) . نزلت في علي ( عليه السلام ) أمر الله النبي ( صلى الله عليه وآله ) ان يبلغ فيه فأخذ النبي بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (2) .
14 ـ حدثنا المبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد ، قال :
« حدثني رجل من الأنصار ان رجلا من الأنصار ولد له غلام على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فدعا له ووضع إبهامه بين عينيه فنبت وغرة شعره كأنها أذناب الخيل غرة من أحسن في الأرض فشب الغلام ونشأ على خير ما ينشأ عليه واحد في الفقه والقرآن حتى إذا خرج أهل النهروان مر بهم فسقطت الشعرة بين عينيه .
قال علي بن زيد : أنا والله ممن رآها حين طلعت وحين سقطت وحين عادت . قال أبوه : شر ورب الكعبة ، سقط أثر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من وجهك لا والله ما سقط إلا من شئ أحدثته ، قال : ثم أخذه فقيده ، فلما أقبل أهل النهروان عرف ضلالتهم واستبان له أمرهم تاب إلى الله عز وجل ، فجعل يبكي ويدعو الله أن يتوب عليه ، فقال لأبيه : جزاك الله من أب خيرا فبك الذي حبسني الله فأطلقني رحمك الله ، قال : كذبت ورب الكعبة لا أطلقك أبدا حتى تموت فيها أو يرجع أثر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وجهك . قال : فجعل يدعو ويبكي اللهم اللهم حتى إطلع الله عز وجل الشعر ، فأطلقه أبوه فلم يزل في عبادة حتى مات » .
15 ـ قال : حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلاني الجوهري ، قال : حدثنا عبيدالله بن محمد ، يعني ابن عائشة ، قال : حدثني أبي وغيره عشية الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة أربع وخمسين قالوا :
« حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك فطاف بالبيت فحيد (3) أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه ، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس
____________
(1) المائدة : 67 .
(2) رواه في البرهان 1 : 490 .
(3) حيد عن الطريق : مال عنه وعدل .

( 376 )

ومعه أهل الشام ، إذ أقبل علي بن الحسين بن أبي طالب ( عليهم السلام ) من أحسن الناس وجها وأطيبهم أرجا (1) فطاف بالبيت ، فلما بلغ إلى الحجر تنحى الناس حتى يستلمه ، فقال رجل من أهل الشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه ـ مخافة ان يرغب فيه أهل الشام ـ وكان الفرزدق حاضرا فقال : لكني أعرفه ، فقال الشامي من هو يا أبا فراس ؟ فقال :

هذا الذي تعــرف البطحــاء وطأته * والبيت يعرفــه والحــل والحــرم

هذا ابن خيــر عبــاد الله كلهــم * هــذا التقــي النقــي الطاهر العلم

إذا رأته قريــش قـال قائلــهــا * إلــى مكــارم هذا ينتهــي الكـرم

ينمى إلى ذروة العز التي قصــرت * عن نيلها عـرب الإســلام والعجــم

يكاد يمسكه عرفــان راحتــه (2) * ركن الحطيــم إذا ما جــاء يستلــم

يغضي (3) حياء ويغضى من مهابتـه * ولا يكـلــم إلا حـيــن يبتـســم

من جده دان فضل الأنبيــاء لــه * وفضــل امتــه دانت لــه الامــم

ينشق نور الهـدى عن نـور غرتـه * كالشمس ينجاب (4) عن إشراقها الظلم (5)

مشتقة مـن رسـول الله نبعـتــه * طابـت عناصـره والخيـم (6) والشيم (7)

فقال : فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة وبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إلى الفرزدق بأثني عشر ألف درهم وقال : اعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من ذلك لوصلناك به ، فردها الفرزدق وقال : يابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله وما كنت لارزأ عليه شيئا ، فقال : شكر الله لك ذلك إلا إنا أهل البيت إذا أنفذنا أمرا لم نعد فيه ، فقبلها وجعل يهجو هشاما
____________
(1) أرج أرجا : فاحت منه رائحة طيبة .
(2) عرفان راحته مفعول لأجله .
(3) الاغضاء : إدناء الجفون ، وأغضى على الشيء : سكت .
(4) ينجاب ، انجابت السحاب : انكشفت .
(5) في الأصل : القتم ، وما أثبتناه من البحار ، والقتم : الغبار .
(6) الخيم ـ بالكسر ـ السجية والطبيعة .
(7) الشيم ـ بالكسر ـ وهي الطبيعة .

( 377 )

وهو في الحبس وكان مما هجاه :

أتحبسني بين المدينة والتـي * إليها قلـوب الناس يهوى منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعيــن له حولاء بان عيوبها

فبعث فأخرجه .
وبعد البيت الذي أوله : هذا ابن فاطمة ... برواية ، وهو :

فليس قولك من هــذا بضائــره * العرب تعرف من أنكرت والعجم » (1)

495 ـ قال : حدثني عثمان بن عيسى ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال :
« قال الحسن بن علي ( عليهما السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أبة ما جزاء من زارك ؟ فقال : من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك ، كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة حتى اخلصه من ذنوبه » (2) .
16 ـ عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة » (3) .
17 ـ ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال :
« لما نزل قول الله : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : يا علي أنا المنذر وأنت الهادي ، بك يا علي يهتدي المهتدون ـ تمام الخبر (4) » .
18 ـ قال : حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني عمر بن مرو قال :
« كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس ، قال : فتعرفت إليه ، فقال : فمن أنت ؟ فقلت : من قريش ، قال : من أي قريش ؟ قلت : من بني هاشم ، قال : من
____________
(1) ديوان الفرزدق 2 : 848 .
(2) رواه الصدوق في العلل : 46 وابن قولويه في الكامل : 11 ، عنه البحار 100 : 140 .
(3) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : 68 ، عنه البحار 97 : 112 .
(4) رواه ابن شهرآشوب في مناقبه 1 : 566 ، عن الثعلبي ، والأربلي في كشف الغمة : 92 ، والعياشي في تفسيره ، عنه البحار 35 : 403 ، وفي مفاتيح الغيب 5 : 190 .

( 378 )

أي بني هاشم ؟ فسكت ، فقال : من أي بني هاشم ؟ فقلت : مولى علي بن أبي طالب ، فقال عمر : حدثني عدة أنهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثم قال : يا مزاحم كم تعطي أمثاله قال : مائة درهم أو مائتين درهم قال : إعطه خمسين دينارا لولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » .
19 ـ حدثنا شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
« علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر » (1) .
20 ـ قال : حدثني أحمد بن محمد بن عثمان بن سعيد الأحول ، قال : هذا كتاب جدي عثمان بن سعيد ، فقرأت فيه : حدثني زياد بن رستم أبو معاذ الخراز ، قال : عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) :
« ان فاطمة بنت محمد نبي الله صلى الله عليها وعلى ذريتها مرضت في عهد رسول الله ، فأتاها نبي الله عايدا لها في نفر من أصحابه فاستأذن فقالت : يا أبة لا تقدر على الدخول ان علي عباءة إذا غطيت بها رأسي انكشف رجلاي وإذا غطيت بها رجلاي انكشف رأسي ، فلف رسول الله ثوبه والقاه إليها فتسترت به ، ثم دخل فقال : كيف نجدك يا بنية ؟ قالت : ما هدني يارسول الله وجعه وما بي من الوجع أشد علي من الوجع .
قال : لا تقولي ذلك يا بنية ، فان الله تعالى لم يرض الدنيا لأحد من أنبيائه ولا من أوليائه ، أما ترضين انه زوجتك أقدم امتي سلما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما ان الله اطلع على خلقه واختار منهم أباك فبعثه رحمة للعالمين ثم أشرف الثانية فاصطفى زوجك على العالمين وأوصى إلي فزوجتك ثم أشرف الثالثة فاصطفاك على نساء العالمين ، ثم أشرف الرابعة فاصطفى بنيك على شباب العالمين ، فاهتز العرش وسأل الله ان يزينه بهما فهما يوم القيامة جنبتي العرش كقرطي الذهب ،
____________
(1) رواه الصدوق في أماليه : 72 ، عيون الأخبار 2 : 59 ، عنهما البحار 38 : 4 ، رواه الطوسي في أماليه : 213 ، والأربلي في كشف الغمة 1 : 156 ، عنه البحار 38 : 12 .
( 379 )

قالت : رضيت عن الله ورسوله واستبشرت ، فوضع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يديها بين كتفيها ثم قال : اللهم رافع الوصية وكافل الضائعة اذهب عن فاطمة بنت نبيك ، فكانت فاطمة تقول : ما وجدت سمعة سغب بعد دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » (1) .
21 ـ قال : حدثنا عمر بن قيس (2) عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، قال : أخبرني رجل من تميم قال :
« كنا مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بذي قار ونحن نرى إنا سنختطف في يومنا ( هذا ) (3) فسمعته يقول : والله لنظهرن على هذه (4) الفرقة ولنقتلن هذين الرجلين ـ يعني طلحة والزبير ـ ولنستبيحن عسكرهما .
قال التميمي : فأتيت [ إلى ] (5) عبد الله بن العباس ، فقلت : أما ترى إلى ابن عمك وما يقول ؟ فقال : لا تعجل حتى ننظر ما يكون ، فلما كان من أمر البصرة ما كان أتيته ، فقلت : لا أرى ابن عمك إلا صادقا في مقاله ، فقال : ويحك إنا كنا نتحدث أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ان النبي عهد إليه ثمانين عهدا لم يعهد شيئا منها إلى أحد غيره ، فلعل هذا مما عهد إليه » (6) .
22 ـ قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : أخبرني الحسن ابن علي الزعفراني ، قال : حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا إبراهيم بن عمر ، قال : حدثني أبي ، عن أخيه ، عن بكر بن عيسى قال :
« لما اصطف الناس للحرب بالبصرة خرج طلحة والزبير في صف ( من ) (7) أصحابهما ، فنادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الزبير بن العوام فقال له : يا أبا عبد الله ادن مني لأفضي إليك بسر عندي ، فدنا منه حتى اختلف أعناق
____________
(1) أورده الراوندي مع اختلاف واختصار في الخرائج : 1 : 52 ، عنه البحار 81 : 12 ، وفي الخصائص الكبرى 3 : 74 ، عن ابن أبي شيبة في مسنده ، وفي البحار 43 : 62 ، 43 : 77 عن مصباح الأنوار .
(2) في الأمالي : عمر بن أبي قيس .
(3) ليس في الأمالي .
(4) في الأصل : هذين ، وما أثبتناه من الأمالي .
(5) من الأمالي .
(6) رواه الشيخ في أماليه : 1 : 112 .
(7) ليس في الأمالي .

( 380 )

فرسيهما ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنشدتك الله ان ذكرتك شيئا فذكرته أما تعترف به ؟ فقال : نعم ، فقال : أما تذكر يوما كنت مقبلا علي بالمدينة تحدثني ، إذ خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرآك [ معي ] (1) وأنت تبسم إلي ، فقال لك : يا زبير أتحب عليا ؟ فقلت : وكيف لا احبه وبيني وبينه من النسب والمودة في الله ما ليس لغيره ، فقال : إنك ستقاتله وأنت ظالم له (2) ، فقلت : أعوذ بالله من ذلك ؟ فنكس الزبير رأسه ثم قال : إني انسيت هذا المقام .
فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : دع هذا فلست بايعتني طوعا (3) ؟ قال : بلى ، قال : فوجدت مني حدثا يوجب مفارقتي ، فسكت ، ثم قال : لا جرم والله ما قاتلتك ، ورجع متوجها نحو البصرة .
فقال [ له ] (4) طلحة : مالك يا زبير تنصرف عنا سحرك ابن أبي طالب ، فقال : لا ولكن ذكرني ما كان انسانية الدهر واحتج علي ببيعتي له ، فقال طلحة : لا ولكن جبنت وانتفخ سحرك ، فقال الزبير : لم أجبن لكن أذكرت فذكرت ، فقال له عبد الله : يا أبة جئت بهذين العسكرين العظيمين حتى إذا اصطفا للحرب ، قلت : اتركهما وانصرف ، فما تقول قريش غدا بالمدينة ، الله الله يا أبة لا تشمت بنا الأعداء ولا تشمتن (5) نفسك بالهزيمة قبل القتال ، قال : يا بني ما أصنع ، وقد حلفت له بالله ألا اقاتله ؟ قال [ له ] (6) : فكفر عن يمينك ولا تفسد أمرنا ، فقال الزبير : عبدي مكحول حر لوجه الله كفارة ليميني (7) ، ثم عاد معهم للقتال . فقال همام الثقفي في فعل الزبير وما فعل وعتقه عبده في قتال علي ( عليه السلام ) :

أيعتق مكحولا ويعصــي نبيه * لقد تاه عن قصد الهدى ثم عوق
أينوي بهذا الصدق والبر والتقى * سيعلم يومــا من يبر ويصدق

____________
(1) من الأمالي .
(2) في الأمالي : له ظالم .
(3) في الأمالي : طائعا .
(4) من الأمالي .
(5) في الأمالي : لا تشمر .
(6) من الأمالي .
(7) في الأمالي : يميني .

( 381 )

لشتان ما بين الضلالــة والهـدى * وشتــان من يعصي النبي ويعتق

ومن هــو فـي ذات الإلـه مشمر * يكبـر بـرا ربه ويصدق أفي الحق

أن يعصــى النبــي سفاهـــة * ويعتــق عن عصيانــه ويطلق

كدافـق مــاء للســراب يؤمه * ألا فـي ضلال ما يصب ويدفق » (1)

23 ـ عن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
« حرم الله عز وجل النساء على علي (2) ما دامت فاطمة حية ، قلت : وكيف ؟ قال : لأنها كانت طاهرة لا تحيض » (3) .
قال محمد بن أبي القاسم : هذا من جملة خبر الآحاد وقد قال الله تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) (4) ولا يجوز تحريم ذلك في حق أحد إلا بسنة قاطعة أو آية محكمة .
24 ـ هشام بن الحكم قال : « سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول : يقولون كذا فيقول : يقال لهم كذا ، فقلت : هذا الحلال والحرام والقرآن أعلم إنك صاحبه وأعلم الناس به وهذا الكلام فقال : ويحك يا هشام يحتج الله على خلقه بحجة لا يكون قائما بكل ما يحتاج إليه » .
25 ـ عن الحسن قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين ( إلى يوم القيامة ) حتى ينزل عيسى بن مريم فيقولون (5) : تقدم فصل بنا ، فيقول : يتقدم أمامكم ، فان الله تعالى جعل بعضكم لبعض ائمة لكرامة هذه الامة » (6) .
26 ـ عن المنهال عن عمرو ، عن عبد الله بن الحرث بن نوفل : انه سمع عليا يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 137 .
(2) في الأمالي : على علي النساء .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 42 .
(4) النساء : 4 .
(5) في البحار : فيقول أميرهم تعال فصل بنا .
(6) رواه في البحار 5 : 88 عن البخاري ومسلم في صحيحهما .

( 382 )

« ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش ، فكان أول من يدعى إبراهيم الخليل فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش ثم يفجر إلى شعب من الجنة الى الحوض حوضي أعرض ، ما بين صنعاء وبصري ، فيه عدد نجوم السماء قدحان فأشرب وأتوضا ثم اكسى ثوبين أبيضين ثم اقام عن يسار العرش فتدعى وتشرب وتتوضأ ثم تكسى ثوبين ، فتقام عن يميني ثم لا ادعى لخير إلا دعيت له » (1) .
27 ـ قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب :
« أحبوا الأشراف وتوددوا إليهم واتقوا أعراضكم من السفلة ، وأعلموا انه لا يتم لأحد شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب وحبه » (2).
28 ـ قال : حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثني أبي ، قال : [ حدثني ] (3) محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، قال : حدثني من سمع حنان بن سدير يقول : سمعت أبي سدير الصيرفي ، يقول :
« رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما يرى النائم وبين يديه طبق مغطى بمنديل ، فدنوت منه وسلمت عليه ، فرد السلام ثم كشف (4) المنديل عن الطبق ، فإذا فيه رطب ، فجعل يأكل منه ، فدنوت منه ، فقلت : يارسول الله ناولني رطبة ، فناولني واحدة ، فأكلتها [ ثم ] (5) قلت : يارسول الله ناولني اخرى ، فناولنيها فأكلتها وجعلت كلما أكلت واحدة سألته اخرى ، حتى أعطاني ثمان رطبات ، فأكلتها ، ثم طلبت منه اخرى ، فقال لي : حسبك .
قال : فانتبهت من منامي ، فلما كان من غد دخلت على الصادق ( عليه السلام ) وبين يديه طبق مغطى بمنديل ، كأنه الذي رأيته في المنام بين يدي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فسلمت
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 65 .
(2) مر ما يشابهه تحت الرقم : 463 .
(3) من الأمالي .
(4) في الأمالي : فكشف .
(5) من الأمالي .

( 383 )

عليه فرد علي السلام ، ثم كشف عن الطبق ، فإذا فيه رطب فجعل يأكل منه ، فعجبت لذلك وقلت : جعلت فداك ناولني رطبة ، فناولني ، فأكلتها ، ثم طلبت اخرى ، فناولني ، فأكلتها ، وطلبت اخرى ، حتى أكلت ثمان رطبات ، ثم طلبت منه اخرى ، فقال [ لي ] (1) : لو زادك جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لزدناك (2) ، فأخبرته الخبر ، فتبسم تبسم (3) عارف بما كان » (4) .
29 ـ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع الناس ببلاد أشد منه حتى تضيق عليهم الرحبة ، وحتى تملأ الأرض جورا وظلما ، ثم ان الله يبعث رجلا يملأ الله عز وجل به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها (5) شيئا إلا أخرجته والسماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عز وجل عليهم مدرارا ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسعا يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من الخير » (6) .
30 ـ قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، عن أبي داود ، عن عبد الله بن شريك العامري ، عن حبة العرني ان عليا ( عليه السلام ) قال :
« لو ان رجلا قام بين الركن والمقام وصام الدهر كله ، ولم يكن على ولايتنا ، ما أغنى ذلك عنه شيئا » .
31 ـ قال : حدثنا عبد الله بن يحيى العسكري ، قال : حدثني أحمد بن زيد ابن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن يحيى بن أكثم [ أبو عبد الله ، قال : حدثني
____________
(1) من الأمالي .
(2) في الأمالي : لزدتك .
(3) في الأمالي : متبسم .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 112 .
(5) في الطرائف : نباتها .
(6) رواه السيد في الطرائف : 177 ، باسناده عن أبي محمد بن مسعود الفراء في كتاب المصابيح ، عنه البحار 51 : 104 ، أورده القندوزي في ينابيع المودة : 431 ، وابن حجر في الصواعق : 97 .

( 284 )


أبي يحيى بن أكثم ] (1) القاضي ، قال :
« أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي ( رحمه الله ) وآمنه على نفسه ، فلما مثل بين يديه ـ وكنت جالسا بين يدي المأمون ـ فقال [ له ] (2) أنشدني قصيدتك الكبيرة ، فجحدها دعبل وأنكر معرفتها ، فقال له : لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك ، فأنشده :

تأسفت جارتي لمــا رأت زوري (3) * وعدت الحلـم ذنبا غير مغتفــر(4)

ترجو الصبـا بعدما شابت ذوائبها (5) * وقد جرت طلقـا في حلية الكبـر (6)

أجارتــي ان شيب الرأس يعلمني (7) * ذكر المعاد وأرضاني عن القــدر (8)

لو كنت أركــن للدنيــا وزينتهــا * إذا بكيت على الماضيــن من نفــر

أخنى الزمـان على أهلي فصدعهم (9) * تصدع الشعب لاقى صدمة الحجر (10)

بعض أقام وبعض قد أصات بهم (11) * داعي المنية والباقــي على الأثــر

أما المقيـم فأخشــى أن يفارقنــي * ولست أوبــة من ولــى بمنتـظـر

أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولـدي * كحالــم قـص رؤيــا بعد مدكــر

لـولا تشاغل عيني بالاولــى سلفوا * من أهل بيت رســول الله لم أقر (12)

وفي مواليك للأحــزان مشغلة (13) * من أن تبيت لمفقــود على أثـر
(14)
كم من ذراع لهم بالطــف بائنــة * وعــارض بصعيــد الترب منعفـر

____________
(1) من الأمالي .
(2) من الأمالي .
(3) زوري : ازواري بعدي عن النساء .
(4) الحلم : الأناة والعقل .
(5) ترجو الصبي : أي ترجو مني أن اتصابى لها .
(6) في الأمالي : الحلبة ، وهو بالتسكين : خيل تجمع للسباق من كل أوب لا تخرج من اصطبل واحد .
(7) في الأصل : ثقلني ، وما أثبتناه من الأمالي .
(8) في الأمالي : أرضائي .
(9) أخنى عليه الدهر : أتى عليه وأهلكه .
(10) الشعب : الصدع في الشيء وأصلاحه .
(11) في الأصل : به ، وما أثبتناه من الأمالي ، أقول : أصات بهم : صوت بهم ودعاهم .
(12) لم اقر : من وقر يقر بمعنى جلس .
(13) خ في الأمالي : للتحزين .
(14) خ في الأمالي : لمشغول .

( 385 )

أمسى الحسين ومسراهم (1) لمقتله (2) * وهم يقولون : هــذا سيـد البشــر

يا امة السوء ما جازيت أحمد عن (3) * حسن البلاء على التنزيـل والســور

خلفتموه على الأبناء حيـن مضــى * خــلافـة الذئب في انقاذ ذي بقر (4)

قال يحيى : فأنفذني المأمون في حاجة ، فقمت وعدت إليه وقد إنتهى إلى قوله :

لم يبـق حـي مـن الأحيـاء نعلمــه * مـن ذي يمــان ولا بكــر ولا مضر

إلا وهـم شركــاء فـي دمـائـهــم * كـمـا تشــارك أيسـار على جزر (5)

قتلـى وأسـرى وتحريقـا ومنهبـة (6) * فعـل الغزاة بأرض الـروم والخـزر (7)

أرى اميــة معذوريــن إن قـتـلـوا * ولا أرى لبنــي العبــاس من عذر (8)

قــوم قتلتــم علــى الإسلام أولهـم * حتى إذا استمكنوا جــازوا على الكفــر

أبناء حــرب ومــروان واسرتهــم * بنــو معيــط ولاة الحقــد والوغـر

أربع بطوس على قبــر الزكـي بهـا * إن كنت تربع (9) من دين على وطر (10)

هيهات كل إمرئ رهن بمــا كسبــت * لــه يداه فخــذ ما شئــت أو فــذر

قال : فضرب المأمون عمامته على الأرض وقال : صدقت والله يا دعبل » (11) .
32 ـ قال : حدثني الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثني هارون بن عبد الله المهلبي ، قال : حدثني دعبل بن علي قال :
« جاءني خبر موت الرضا ( عليه السلام ) وأنا بقم ، فقلت قصيدتي الرائية :

أرى امية معذورين إن قتلــوا * ولا أرى لبنــي العباس من عذر
أولاد حـرب ومروان واسرتهم * بني معيط ولاة الحقــد والوغـر

____________
(1) مسراهم بمقتله : أي ساروا ورجعوا بالليل مخبرين بقتله .
(2) خ في الأمالي : بمقتله .
(3) في الأمالي : في .
(4) ذو بقر : اسم واد بين اخيلة حمى الربذة .
(5) الأيسار : القوم المجتمعون على الميسر .
(6) في الأمالي : تخويفا .
(7) في الأمالي : الجرز .
(8) في الأمالي : الفتاح .
(9) إن كنت تربع : أي تقف وتقيم .
(10) وطر : الحاجة .
(11) رواه الشيخ في أماليه 1 : 98 عنه البحار 49 : 322 .

( 386 )

قوم قتلتــم على الإســلام أولهــم * حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر (1)

أربع بطوس على القبــر الزكي بـه * إن كنت تربـع من ديــن على وطر

قبــران في طوس خير الناس كلهـم * وقبــر شرهم ، هـذا مـن العبــر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي ومـا * على الزكـي بقـرب الرجس من ضرر

هيهـات كــل امرئ رهن بـم كسبت * له يداه فخــذ ما شئت أو فـذر » (2)

____________
(1) استمسكوا ( خ ل ) .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 660 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 251 ، عنهما البحار 49 : 318 .