الأخلاقيات

[826] الشيخ الصدوق قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الاسواري المذكر ، قال : حدثنا مكي بن أحمد بن سعدويه البرذعي ، قال : حدثنا أبو محمد زكريا بن يحيى بن عبيد العطار بدمياط (1) ، قال : حدثنا القلانسي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبدالله الأويسي قال : حدثنا علي بن جعفر ، عن معتب مولى جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال : ( بهم ثلاثة عشر :
الفيل ، والدب ، والخنزير ، والقرد ، والجريث ، والضب ، والوطواط ، والدعموص ، والعقرب ، والعنكبوت ، والأرنب ، وسهيل ، والزهرة ) .
فقيل : يا رسول الله وما كان سبب مسخهم ؟ .
فقال : ( اما الفيل : فكان رجلا لوطياً لا يدع رطباً ولا يابساً .
وأما الدب : فكان رجلا مؤنثاً يدعو الرجال إلى نفسه .
وأما الخنازير : فكانوا قوماً نصارى سألوا ربهم انزال المائدة عليهم ، فلما انزلت عليهم كانوا أشد ما كانوا كفراً وأشد تكذيباً .
وأما القردة : فقوم اعتدوا في السبت .
وأما الجريث : فكان رجلاً ديوثاً يدعو الرجال الى حليلته .
____________
(1) دمياط : اسم مدينة قديمة ، تعد من الثغور . معجم البلدان 2 : 472 .

( 334 )

وأما الضب : فكان رجلا أعرابياً يسرق الحاج بمحجنه .
وأما الوطواط : فكان رجلاً يسرق الثمار من رؤوس النخل .
وأما الدعموص : فكان نماماً يفرق بين الأحبة .
وأما العقرب : فكان رجلاً لذاعاً لا يسلم على لسانه أحد .
وأما العنكبوت : فكانت امرأة تخون زوجها .
وأما الأرنب : فكانت امرأة لا تطهر من حيض ولا غيره .
وأما سهيل : فكان عشاراً باليمن .
وأما الزهرة : فكانت امرأة نصرانية ، وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل ، وهي التي فتن بها هاروت وماروت ، وكان إسمها ناهيل ، والناس يقولون : ناهيد )»(1) .
[827] حدثنا علي بن أحمد بن محمد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن إسماعيل العلوي ، حدثني علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : حدثنا علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد عليه السلام ، قال :
« المسوخ ثلاثة عشر : الفيل ، والدب ، والأرنب ، والعقرب ، والضب ، والعنكبوت ، والدعموص ، والجري ، والوطواط ، والقرد ، والخنزير ، والزهرة ، وسهيل » .
قيل : يا ابن رسول الله ماكان سبب مسخ هؤلاء ؟
قال : « أما الفيل : فكان رجلا جباراً لوطياً لا يدع رطباً ولا يابساً .
وأما الدب : فكان رجلاً مخنثاً يدعو الرجال الى نفسه .
وأما الأرنب : فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض ولا جنابة ، ولا
____________
(1) الخصال : 494|2 ، علل الشرايع : 488|5 ـ باب 239 ـ .

( 335 )

غير ذلك .
وأما العقرب : فكان رجلاً همازاً لا يسلم منه أحد .
وأما الضب : فكان رجلاً أعرابياً يسرق الحاج بمحجنه (1) .
وأما العنكبوت : فكانت إمرأة سحرت زوجها .
وأما الدعموص : فكان رجلاً نماماً يقطع بين الأحبة .
وأما الجري : فكان رجل ديوثاً يجلب الرجال على حلائله .
وأما الوطواط : فكان سارقاً يسرق الرطب من رؤوس النخل .
وأما القردة : فاليهود اعتدوا في السبت .
وأما الخنازير : فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشد ما كانوا تكذيباً .
وأما سهيل : فكان رجلاً عشاراً باليمن .
وأما الزهرة : فإنها كانت إمرأة تسمى ناهيد ، وهي التي تقول الناس : أنه افتتن بها هاروت وماروت » (2) .
[828] الشيخ الصدوق (3) قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن جعفر ، عن مغيرة ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جده عليه السلام ، قال :
« المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر صنفا منهم : القردة ، والخنازير ، والخفاش ،
____________
(1) المحجن : عصا في رأسها اعوجاج . تاج العروس 9 : 171 ـ حجن ـ .
(2) علل الشرايع : 486|2 ـ باب 239 ـ .
(3) روى الشيخ الصدوق ( قدس سره ) هذه الرواية تارة بهذا اللفظ ، واخرى بلفظ ثاني ، وثالثة بلفظ مختلف عنهما وبتقديم وتأخير ، وبأسانيد مختلفة آثرنا نقلها بألفاظها تحرزا من ارباك المراجع لكثرة الاختلافات والاشارة اليها .

( 336 )

والضب ، والدب ، والفيل ، والدعموص ، والجريث ، والعقرب ، وسهيل ، والقنفذ ، والزهرة ، والعنكبوت .
فأما القردة : فكانوا قوماً من بني إسرائيل ، كانوا ينزلون على شاطىء البحر ، اعتدوا في السبت ، فصادوا الحيتان ، فمسخهم الله قردة .
وأما الخنازير : فكانوا قوماً من بني إسرائيل ، دعا عليهم عيسى بن مريم عليه السلام ، فمسخهم الله خنازير .
وأما الخفاش : فكانت امرأة مع ظئر لها فسحرتها؛ فمسخها الله خفاشاً .
وأما الضب : فكان أعرابياً بدوياً لا يدع عن قتل من مر به من الناس ، فمسخه الله ضباً .
وأما الدب : فكان رجلاً يسرق الحاج فمسخه الله دباً .
وأما الفيل : فكان رجلاً ينكح البهائم ، فمسخه الله فيلاً .
وأما الدعموص : فكان رجلا زاني الفرج لا يدع من شيء فمسخه الله دعموصاً .
وأما الجريث : فكان رجلاً نماماً فمسخه الله جريثاً .
وأما العقرب : فكان رجلاً همازاً لمازاً فمسخه الله عقرباً .
وأما سهيل : فكان رجلاً عشاراً صاحب مكاس ، فمسخه الله كوكباً .
وأما الزهرة : فكانت امرأة فتنت هاروت وماروت ، فمسخها الله .
وأما العنكبوت : فكانت امرأة سيئة الخلق ، عاصية لزوجها ، مولية عنه ، فمسخها الله عنكبوتاً .
وأما القنفذ : فكان رجلاً سيىء الخلق ، فمسخه الله قنفذاً » (1) .
[829] حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (2) ، قال : حدثنا جعفر
____________
(1) الخصال : 493| 1 ، علل الشرايع : 487|4 ـ باب 239 ـ .
(2) ورواه الشهيد الأول بسنده الى ابن بابويه : عن ابن نما ، عن ابن سعيد ، عن ابن زهرة ، عن

=


( 337 )

ابن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، قال : حدثنا العمركي ، عن علي ابن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام .
قال : « التبتل : أن تقلب كفيك في الدعاء اذا دعوت .
والابتهال : أن تبسطهما وتقدمهما .
والرغبة : أن تستقبل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك .
والرهبة : أن تكفىء كفيك فترفعهما الى الوجه .
والتضرع : أن تحرك إصبعيك وتشير بهما » (1)(2) .
[830] ( الشيخ المفيد ) قال : أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن سيابة ، قال : حدثنا عمر بن عبد الجبار ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
« قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم لأصحابه : ( ألا إنه قد دب إليكم داء الامم من قبلكم ، وهو الحسد ، ليس بحالق الشعر ، لكنه حالق الدين (3) وينجي منه أن يكف الإنسان يده ، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن )»(4) .
[831] وروى علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين
____________
=
البغدادي ، عن الراوندي ، عن المجتبى والمرتضى ، عن الداعي الحسني ، عن الدوريستي ، عن ابيه ، عن أبن بابويه . . . . . .
(1) جاء في ذيل الحديث وفي المصدرين ما لفظه : وفي حديث آخر : ان البصبصة : ان ترفع سبابتيك الى السماء ، وتحركهما ، وتدعو .
(2) معاني الأخبار : 369|2 ، الاربعون حديثاً للشهيد : 67| 0 3 .
(3) قال الشريف في مجازاته : 178|139 ما لفظه هذه استعارة ، والمراد بالحالقة ها هنا المبيرة المهلكة ، أي : هذه الخلة المذمومة تهلك الدين تستأصله كما تستأصل الموسى الشعر ، والمقراض الوبر .
(4) امالي المفيد : 344|8 .

( 338 )

(عليه السلام ) انه كان يقول لبنيه :
« جالسوا أهل الدين والمعرفة ، فان لم تقدروا عليهم فالوحدة انس وأسلم ، فان أبيتم إلا مجالسة الناس . فجالسوا أهل المروات فانهم لا يرفثون في مجالسهم » (1) .
[832] محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال :
« إن الله خلق قلوب المؤمنين مطوية مبهمة(2) على الايمان ، فإذا أراد استنارة(3) ما فيها نضحها بالحكمة وزرعها بالعلم . وزارعها والقيم عليها رب العالمين » (4) .
[833] الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن علي بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول :
« من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله عز وجل ساقها إليه . فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا ، وهو موصول بولاية الله تبارك وتعالى . وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله عليه شجاعاً من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة ، مغفور له أو معذب ، فان عذره الطالب كان أسوء حالاً (5)» .
[834] الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن عليه السلام ، قال : سمعته يقول :
____________
(1) اختيار معرفة الرجال 2 : 788| ذيل الحديث 954 .
(2) مبهمة : المغلقة التي لا يدخلها شيء . الصحاح 5 : 1875 ـ بهم ـ .
(3) في هامش المصدر عن بعض نسخه : استثاره ، وعن اخرى : أستشاره .
(4) الكافي 2 : 307|3 ـ باب 184 ـ .
(5) الكافي 2 : 157|13 ـ باب 83 ـ ، وصدر حديث في 2 : 273|4 ـ باب 157 ـ بنفس السند ، ورواه الشيخ المفيد مرسلاً في الاختصاص : 250 .

( 339 )

« من قصد اليه رجل من اخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يجره ، بعد أن يقدر عليه ، فقد قطع ولاية الله تبارك وتعالى » (1) .
وأتاه رجل آخر ، فقال له : جعلت فداك ، اريد وجه كذا وكذا ، فعلمني إستخارة إن كان ذلك الوجه خيرة أن ييسره الله لي ، وإن كان شراً صرفه الله عني .
فقال له : « وتحب أن تخرج في ذلك الوجه » ؟
قال الرجل : نعم ، قال ، قل : « اللهم قدر لي كذا وكذا ، واجعله خيراً لي ، فإنك تقدر على ذلك » (2) .
[835] عنه (3) ، عن موسى بن القاسم ، عن (4) علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق (عليهما السلام ) قال :
« قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (من أسبغ (5) وضوءه ، وأحسن صلا ته ، وأدى زكاة ماله ، وكف غضبه ، وسجن لسانه (6) ، واستغفر لذنبه ، وأدى النصيحة لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله (7) فقد إستكمل حقائق الإيمان ، وأبواب الجنة مفتحة له )» (8) .
____________
(1) الكافي 2 : 272|4 ـ باب 156 ـ وذيل حديث في 2 : 273|4 ـ باب 157ـ بنفس السند .
(2) قرب الاسناد : 123 .
(3) أي : أحمد بن أبي عبدالله البرقي .
(4) ورواها الشيخ الصدوق تارة بسنده عن ابن بابويه القمي ، عن ابن زياد الهمداني ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن الجهضمي ، عن علي بن جعفر . واخرى بسنده عن ابيه ، عن العطار ، عن العمركي ، عن علي بن جعفر . وفي البشارة : عن العمركي ، عن علي بن جعفر . وفي النوادر مرسلاً .
(5) في البشارة : أحسن .
(6) في الامالي : وحزن لسانه ، وكف غضبه .
(7) في الأمالي : رسوله صلى الله عليه وآله ، وفي الثواب : نبيه صلى الله عليه وآله وكذا البشارة .
(8) المحاسن : 290|438 ـ باب 64 ـ ، أمالي الصدوق : 273| 1 ، ثواب الأعمال : 45 ، نوادر الراوندي : 5 ، بشارة المصطفى : 190 .

( 340 )

[836] حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر ، قال : جاء رجل إلى أخي موسى بن جعفر عليهما السلام ، فقال له : جعلت فداك إني اريد الخروج فادع لي .
فقال : « ومتى تخرج » ؟
قال : يوم الإثنين .
فقال له : « ولم تخرج يوم الإثنين » ؟ قال : أطلب فيه البركة ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله ولد يوم الإثنين .
فقال : « كذبوا ، ولد رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة ، وما من يوم أعظم شؤماً من يوم الإثنين ، يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه واله ، وانقطع فيه وحي السماء وظلمنا فيه حقنا . ألا اُدلك على يوم سهل لين الان الله لداود عليه السلام فيه الحديد » ؟
فقال الرجل : بلى ، جعلت فداك .
فقال : « اخرج يوم الثلاثاً » (1) .
[837] الشيخ المفيد ( رحمه الله ) قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر بن سالم بن البراء الجعابي ، قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن بريد البجلي ، قال : حدثنا محمد بن ثواب الهباري ، قال : حدثنا محمد بن علي بن جعفر ، عن أبيه ، قال : حدثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة : من كان عصمته شهادة أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله . ومن إذا أنعم الله عليه بنعمة قال : الحمد لله . و من إذا أصاب ذنباً قال : أستغفر الله . ومن إذا
____________
(1) الخصال : 385|67 ، قرب الاسناد : 122 .

( 341 )

أصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ) » (1) .
[838] محمد بن يحيى ، عن سليمان بن حفص ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام :
« إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أتاه الضيف اكل معه ، ولم يرفع يده من الخوان حتى يرفع الضيف [ يده ](2) » (3) .
[839] الشيخ الصدوق ( قال : قال ) أبي رحمه الله قال : حدثني محمد بن يحيى العطار ، عن العمركي الخراساني ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : « قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( يؤمر برجال الى النار ، فيقول الله عزوجل لمالك : قل للنار لا تحرق لهم أقداماً ؛ فقد كانوا يمشون بها الى المساجد ، ولا تحرق لهم وجوهاً ؛ فقد كانوا يرفعونها بالدعاء ، ولا تحرق لهم السنة ؛ فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن .
قال : فيقول لهم خازن النار : يا أشقياء ما حالكم ؟ !
قالوا : كنا نعمل لغير الله عزوجل ، فقيل : لتأخذوا ثوابكم ممن عملتم له )»(4) .
[840] ما روي عن علي بن جعفر ، قال : قلت لأبي الحسن أينا أشد حباً لدينه ؟
قال : « أشدكم حباً لصاحبه » في حديث طويل ثم قال لي : « يا علي إن هذا المتوكل يبني بين المدينة بناء لا يتم بناؤه ، ويكون هلاكه قبل تمامه على يدي فرعون من فراعنة الترك » (5) .
____________
(1) امالي المفيد : 76|1 .
(2) كذا في المصدر .
(3) الكافي 6 : 286|4 ـ باب 40 ـ .
(4) ثواب الأعمال : 266|1 ، علل الشرايع : 465|18 ـ باب 222ـ .
(5) الخرائج والجرائح : 110 .

( 342 )

[841] الصدوق ، عن أبيه رحمه الله ، عن سعد بن عبدالله ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن محمد الأشعث ، عن الدهقان ، عن أحمد بن يزيد ، عن علي ابن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام .
قال : « إنما شيعتنا المعادن ، والاشراف ، واهل البيوتات ، ومن مولده طيب » .
قال علي بن جعفر : فسألته عن تفسير ذلك ؟ فقال :
« المعادن من قريش ، والأشراف من العرب ، وأهل البيوتات من الموالي ، ومن مولده طيب من أهل السواد » (1) .
[842] وسمعت أخي موسى بن جعفر عليهما السلام يقول :
« من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها أثبت الله عزوجل قدميه على الصراط » (2) .
[843] محمد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران ، عن عمه الحسين ابن عيسى بن عبدالله ، عن علي بن جعفر . عن أخيه أبي الحسن موسى عليه السلام .
قال : « أخذ أبي بيدي ثم قال : يابني إن أبي محمد بن علي عليه السلام أخذ بيدي كما أخذت بيدك وقال : إن أبي علي بن الحسين عليهما السلام أخذ بيدي وقال : يا بني إفعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله . وإن شتمك رجل عن يمينك
____________
(1) معاني الاخبار : 158| 1 .
(2) قرب الاسناد : 122 . ورواه الشيخ الطوسي عن محمد بن محمد بسنده الى علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ابلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته فانه من ابلغ . . . . انظر أمالي الشيخ 1 : 206 . وانظر مستطرفات السرائر : 56|15 .

( 343 )

ثم تحول الى يسارك فاعتذر إليك فأقبل عذره » (1) .
[844] محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن عليه السلام .
قال : « من قبل ـ للرحم ـ ذا قرابة فليس عليه شيء . وقبلة الأخ على الخد . وقبلة الامام بين عينيه » (2) .
[845] محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن اليعقوبي ، عن عيسى بن عبدالله ، عن علي بن جعفر ، قال : كان أبو الحسن موسى عليه السلام يستعط بالشليثا وبالزنبق الشديد الحر خسفيه .
قال : وكان الرضا عليه السلام أيضا يستعط به ، فقلت لعلي بن جعفر : لم ذلك ؟ . فقال علي : ذكرت ذلك لبعض المتطببين فذكر أنه جيد للجماع (3) .
[846] الشيخ الصدوق قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن النهيكي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام :
قال : « ثلاثة يستظلون بظل عرش الله ، يوم لا ظل إلا ظله : رجل زوج أخاه المسلم . أو أخدمه . أو كتم له سراً » (4) .
[847] حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد ابادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، قال : حدثني علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام .
____________
(1) الكافي 8 : 152|141 ، تنبيه الخواطر 2 : 147 .
(2) الكافي 2 : 148|5 ـ باب 53 ـ .
(3) الكافي 6 : 542|2 ـ باب 61ـ .
(4) الخصال : 141|162 .

( 344 )

قال : « قال علي بن الحسين عليه السلام : ليس لك أن تقعد مع من شئت ، لأن الله تبارك و تعالى يقول : « إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين » (1) .
وليس لك أن تتكلم بما شئت ، لأن الله تعالى ، قال : « ولا تقف ما ليس لك به علم » (2) . ولأن رسول الله صلى الله عليه واله قال : ( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو صمت فسلم ) .
وليس لك أن تسمع ما شئت لأن الله تعالى يقول « إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا » (3) » (4) .
[848] أبي رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن العمركي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام قال :
« إن الله تعالى إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال : لو لا الذين يتحابون بجلالي ، ويعمرون مساجدي ، ويستغفرون بالأسحار ، لأنزلت عذابي » (5) .
[849] حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن المقرئي الخراساني ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهم السلام قال :
« أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام : يا موسى لا تفرح بكثرة المال ، ولا تدع ذكري على كل حال ، فإن كثرة المال تنسي الذنوب ، وإن ترك
____________
(1) الأنعام 6 : 68 .
( 2 و 3) الا سراء 17 : 36 .
(4) علل الشرايع : 605|80 ـ باب 385ـ .
(5) علل الشرايع : 521|1 ـ باب 298ـ .

( 345 )

ذكري يقسي القلوب » (1) .
[850] عنه ، عن عبدالله بن علي العمري ، عن علي بن الحسن ، عن علي ابن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن علي عليهم السلام ، قال :
« ثلاث موبقات : نكث الصفقة ، وترك السنة ، وفراق الجماعة » قال أبو عبدالله عليه السلام : « من نكث صفقة الإمام جاء إلى الله أجذم » (2) .
[851] وعنه ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى الجلودي ، قال : حدثنا محمد بن سهل ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، قال : حدثني علي بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن جده علي بن أبي طالب ، عن النبي [ صلى الله عليه وآله ] قال :
«( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تمر فاطمة بنت محمد ، فتكون أول من يكسى ، وتستقبلها من الفردوس إثنا عشر ألف حوراء ، وخمسون ألف ملك ، على نجائب من الياقوت ، أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ الرطب ، ركبها من زبرجد ، عليها رحل من الدر ، على كل رحل نمرقة من سندس حتى يجوزوا بها الصراط ، ويأتوا بها الفردوس ، فيتباشر بمجيئها أهل الجنان . فتجلس على كرسي من نور ، ويجلسون حولها .
وهي جنة الفرودس التي سقفها عرش الرحمان ، وفيها قصران قصر أبيض وقصر أصفر من لؤلؤة على عرق واحد ، في القصر الأبيض سبعون ألف دار ، مساكن محمد وآل محمد . وفي القصر الأصفر سبعون ألف دار ، مساكن إبراهيم وال إبراهيم .
ثم يبعث الله ملكاً لها لم يبعث لأحد قبلها ولا يبعث لأحد بعدها .
____________
(1) علل الشرايع : 81|2 ـ باب 74ـ .
(2) المحاسن : 94|52 .

( 346 )

فيقول : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول : سليني .
فتقول : هو السلام ، ومنه السلام ، قد أتم علي نعمته ، وهنأني كرامته ، وأباحني جنته ، وفضلني على سائر خلقه ، أسأله ولدي وذريتي ، ومن ودهم بعدي وحفظهم في .
فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكانه ، أخبرها أني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم فيها ، وحفظهم بعدها ، فتقول : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن ، وأقرعيني ) فيقر الله بذلك عين محمد » (1) .
[852] وعنه ، قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل ، قال : حدثني أحمد بن اسحاق بن العباس أبو القاسم الموسوي بدبيل (2) ، قال : أخبرني أبي اسحاق بن العباس ، قال : حدثني اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني علي بن جعفر بن محمد وعلي بن موسى بن جعفر ، هذا عن أخيه وهذا عن أبيه موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام : « أن رسول الله صلى الله عليه وآله أغزى علياً عليه السلام في سرية ( وأمر المسلمين أن ينتدبوا معه في سريته .
فقال رجل من الأنصار لاخ له : اغزبنا في سرية )(3)علي لعلنا نصيب خادماً أو دابة أو شيئاً نتبلغ به ، فبلغ النبي صلى الله عليه واله قوله .
فقال : ( إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرىء ما نوى ، فمن غزا إبتغاء ما عند الله عزوجل فقد وقع أجره على الله عزوجل ، ومن غزا يريد عرض الدنيا أو نوى عقالاً لم يكن له إلا مانوى )»(4) .
____________
(1) دلائل الامامة : 57 .
(2) دبيل : موضع يتاخم اعراض اليمامة ، ويقال : مدينة بأرمينية « معجم البلدان 2 : 439 » .
(3) ما بين القوسين ساقط من المتن أتممناه من البحار ومن دونه المعنى مضطرب .
(4) امالي الطوسي 2 : 231 ، وعنه في البحار 70 : 212|38 .

( 347 )

[853] جعفر بن أحمد ، عن العمركي ( ابن علي ) ، عن العبيدي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن علي بن جعفر ، عن أبي ابراهيم [ عليه السلام ] ، قال : « لكل صلاة وقتان وقت يوم الجمعة زوال الشمس ، ثم تلا هذه الآية « الحمد لله الذي خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون » (1) قال : يعدلون بين الظلمات والنور ، وبين الجور والعدل » (2) .
[854] عنه ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبي عبدالله عليه السلام .
قال : « ما من مؤمن يؤدي فريضة من فرائض الله إلا كان له عند أدائها دعوة مستجابة » (3) .
[855] ( وبه ) قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح التميمي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : حدثنا الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، عن أبيه [ عن ] محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( من صام يوم الجمعة صبر واحتسابا اعطي به عشرة أيام غراً زهراً لا تشاكل أيام الدنيا) » (4) .
[856] وروى أيوب بن نوح ، عن الحسن بن فضال ، قال : سمعت
____________
(1) الانعام 6 : 1 .
(2) تفسير العياشي 1 : 354|4 .
(3) المحاسن 50|72 .
(4) الأمالي الخميسية 1 : 276 .

( 348 )

علي بن جعفر يقول : كنت عند أخي موسى بن جعفر عليه السلام ـ وكان والله حجة بعد أبي صلوات الله عليه ـ إذ طلع إبنه علي . فقال لي :
« يا علي هذا صاحبك ، وهو مني بمنزلتي من أبي ، فثبتك الله على دينه » فبكيت ، فقلت في نفسي : نعى والله نفسه فقال :
« يا علي لا بد من أن تمضي مقادير الله في ، ولي برسول الله صلى الله عليه واله اسوة ، وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام » .
وكان هذا قبل أن يحمله هارون الرشيد في المرة الثانية بثلاثة أيام (1) ( تمام الخبر ) .
[857] محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي النيسابوري ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : سألته عن الفأرة الرطبة قد وقعت في الماء تمشي على الثياب أيصلى فيها ؟
قال : « إغسل ما رأيت من أثرها ، وما لم تره فانضحه بالماء » (2) .
[858] عن محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : سألته عن الرجل يصيب ثوبه خنزير فلم يغسله فذكر( ذلك ) وهو في صلاته كيف يصنع ؟ قال : « إن كان دخل في صلاته فليمض ، وان لم يكن دخل في صلاته فلينضح ما أصاب من ثوبه إلا أن يكون فيه أثر فيغسله » (3) .
[859] وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليهما السلام عن الرجل الجنب هل يجزيه عن غسل الجنابة أن يقوم في المطر حتى يغسل رأسه وجسده وهو يقدر على ماء سوى ذلك ؟
____________
(1) غيبة الطوسي : 28 .
(2) الكافي 3 : 60|3.
(3) الكافي 3 : 61|6 ، التهذيب 1 : 261|760 .

( 349 )

فقال : « إذا غسله إغتساله بالماء أجزاه ذلك » (1) .
[860] عنه ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، قال : سألته عن الدار والحجرة فيها التماثيل ، أيصلى فيها ؟ فقال :
« لا تصلي فيها ومنها ما يستقبلك ، إلا أن لا تجد بداً فتقطع رؤوسها ، وإلا فلا تصل فيها » (2) .
[861] عنه ، عن محمد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن جعفر ، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : « ما من دابة يريد صاحبها أن يركبها إلا قالت : اللهم اجعله بي رحيما » (3) .
[862] وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليهما السلام عن الرجل يأكله السبع أو الطير فتبقى عظامه بغير لحم كيف يصنع به ؟ قال :
« يغسل ، ويكفن ، ويصلى عليه ، ويدفن » (4) .
[863] حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه ، قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، قال : حدثني عدة من أصحابنا ، عن علي ابن أسباط ، عن علي بن جعفر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام .
قال : « حرمت الجنة على ثلاثة : النمام ، ومدمن الخمر ، والديوث » وهو الفاجر (5) .
[864] قال ابن طاووس : فيما نذكره عن مولا نا موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه في إزالة القطوع في العمر إذا دل مولد الانسان عليه : من ذلك
____________
(1) الفقيه 1 : 14|27 ، التهذيب 1 : 149|424 ، الاستبصار 1 : 125|425 .
(2) المحاسن : 260|57 ، الكافي 6 : 527|9 .
(3) المحاسن : 626|92 .
(4) الفقيه 1 : 96|444 .
(5) عقاب الأعمال : 262|3.

( 350 )

ما رواه عبدالله بن الصلت في كتاب (التواقيع ) من اصول الأخبار قال : حملت الكتاب وهو الذي نقلته من العراق كتب مصقلة بن اسحاق إلى علي بن جعفر رقعة يعلمه فيها أن المنجم كتب ميلاده ووقت عمره وقاتا وقد قارب ذلك الوقت ، وخاف على نفسه ، فأحب أن يسأله أن يدله على عمل يعمله يتقرب به إلى الله عز وجل .
فأوصل علي بن جعفر رقعته التي كتبها الى موسى بن جعفر عليه السلام فكتب اليه :
« بسم الله الرحمن الرحيم متعني الله بك ، قرأت رقعة فلان فأصابني ـ والله ـ ما أخرجني إلى بعض لائمتك ، سبحان الله ، أنت تعلم حاله منا وفي طاعتنا وامورنا ، فما منعك من نقل الخبر إلينا ، ليستقبل الأمر ببعض السهولة ، حتى لو نقلت أنه رأى رؤيا في منامه ، أو بلغ من أبيه أو أنكر شيئاً من نفسه ؟ !
فكان الأمر يخف وقوعه ، ويسهل خطبه ، ويحتسب هذه الامورعند الله عز وجل . بالأمس تذكره في اللفظ بأن ليس أحد يصلح لنا غيره ، واعتمادنا عليه على ماتعلم ، فليحمد الله كثيراً ويسأله الإمتاع بنعمته ، وما أصلح المولى وأحسن الأعوان عونا برحمته ومغفرته ، مر فلاناً ـ لافجعنا الله به ـ بما يقدر عليه من الصيام كل يوم أو يوماً ويوماً ، أو ثلاثة في الشهر ، ولا يخلي كل يوم أو يومين من صدقة على ستين مسكيناً ، وما يحركه عليه النسبة وما يجري [ كذا ] .
ثم يستعمل نفسه في صلاة الليل والنهار إستعمالاً شديداً ، وكذلك في الاستغفار وقراءة القرآن ، وذكر الله تعالى ، والإعتراف في القنوت بذنوبه ، والإستغفار منها ، ويجعل أبواباً في الصدقة والعتق والتوبة عن أشياء يسميها من ذنوبه ، ويخلص نيته في اعتقاد الحق ، ويصل رحمه ، وينشر الخير فيها ، فنرجوا أن ينفعه الله عزوجل لمكانه منا وما وهب الله تعالى من رضاناً وحمدنا إياه .
فلقد والله ساءني أمره فوق ما أصف ، وأنا أرجو أن يزيد الله في عمره ، ويبطل
( 351 )

قول المنجم فيما أطلعه على الغيب ، والحمد لله » .
وقد رأيت هذا الحديث في كتاب ( التوقيعات ) لعبدالله بن جعفر الحميري ـ رحمه الله ـ وقد رواه عن أحمد بن محمد بن عيسى بإسناده إلى الكاظم عليه السلام (1) .
____________
(1) فرج المهموم : 114 .