101 ـ باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله
والائمة ( عليهم السلام )

[ 21102 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : تعرض الاعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله أعمال العباد كل صباح ، أبرارها وفجارها ، فاحذروها ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ) (1) وسكت.
[ 21103 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشا قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : ان الاعمال تعرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبرارها وفجارها.
[ 21104 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عبدالله الطائي ، عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (1) قال : هم الائمة عليهم السلام.
[ 21105 ] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ،
____________
الباب 101
فيه 25 حديثا

1 ـ الكافي 1 : 170 | 1.
(1) التوبة : 9 : 105.
2 ـ الكافي 1 : 171 | 6 ، وبصائر الدرجات : 445 | 7.
3 ـ الكافي 1 : 171 | 2 ، لم نجده في التهذيب المطبوع.
(1) التوبة 9 : 105.
4 ـ الكافي 1 : 171 | 3 ، وبصائر الدرجات : 465 | 8.

( 108 )

عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ما لكم تسوءون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فقال له رجل : كيف نسوءه ؟ فقال : أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك ، فلا تسوءوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسروه.
ورواه الحسين بن سعيد في ( كتاب الزهد ) عن عثمان بن عيسى (1).
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله (2) ، وكذا الذي قبله.
[ 21106 ] 5 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد الزيات ، عن عبدالله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا ( عليه السلام ) قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : ادع الله لي ولاهل بيتي ، فقال : أو لست أفعل إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة ، قال : فاستعظمت ذلك ، فقال لي : أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (1) قال : هو والله علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
ورواه الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن إبراهيم بن هاشم (2) وكذا الذي قبله.
[ 21107 ] 6 ـ وعن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي عبدالله بن الصلت (1) ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي جعفر ( عليه السلام )
____________
(1) الزهد : 16 | 32.
(2) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع.
5 ـ الكافي 1 : 171 | 4.
(1) التوبة 9 : 105.
(2) بصائر الدرجات : 449 | 2.
6 ـ الكافي 1 : 171 | 5.
(1) في المصدر : ابي عبدالله الصامت.

( 109 )

أنه ذكر هذه الآية ( فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (2) قال : هو والله علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
[ 21108 ] 7 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حياتي خير لكم ، ومماتي خير لكم ـ إلى أن قال : ـ وأما مفارقتي إياكم فإن أعمالكم تعرض عليّ كل يوم ، فما كان من حسن استزدت الله لكم ، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم... الحديث.
[ 21109 ] 8 ـ قال : وروي أن أعمال العباد تعرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى الائمة ( عليهم السلام ) كل يوم أبرارها وفجارها ، فاحذروا ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (1).
[ 21110 ] 9 ـ وفي ( معاني الاخبار ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن أبي سعيد الآدمي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة (1) ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إن أبا الخطاب كان يقول : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تعرض عليه أعمال أمته كل خميس ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ليس هكذا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها ، فاحذروا ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
____________
(2) التوبة 9 : 105.
7 ـ الفقيه 1 : 121 | 582.
8 ـ الفقيه 1 : 122 | 583.
(1) التوبة 9 : 105.
9 ـ معاني الاخبار : 392 | 37 ، وبصائر الدرجات : 444 | 4 بسند آخر الى قوله : المؤمنين.
(1) في المصدر زيادة : عن ابيه.

( 110 )

والمؤمنون ) (2) وسكت قال أبو بصير : إنما عنى الائمة عليهم السلام.
[ 21111 ] 10 ـ وعن علي بن عبدالله بن بابويه ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن أبي سعيد الطبري ، عن خراش ، عن مولاه أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حياتي خير لكم ، ومماتي خير لكم ، أما حياتي فتحدثوني وأحدثكم ، وأما موتي فتعرض عليّ أعمالكم عشية الاثنين والخميس ، فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه ، وما كان من عمل سيّئ استغفرت الله لكم.
[ 21112 ] 11 ـ قال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة.
[ 21113 ] 12 ـ وفي ( عيون الاخبار ) بأسانيد تقدمت في اسباغ الوضوء (1) عن الرضا عن آبائه ، عن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : ان أعمال هذه الامة ما من صباح إلا وتعرض على الله تعالى.
[ 21114 ] 13 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن أبي القاسم بن سبيل بن الوكيل ، عن ظفر بن حمدون ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمري ، عن محمد بن عبد الحميد وعبدالله بن الصلت ، عن حنان بن سدير (1) ، وعن إبراهيم الاحمري عن عبدالله بن حماد ، عن
____________
(2) التوبة 9 : 105.
10 ـ معاني الاخبار : 410 | 97.
11 ـ معاني الاخبار : 411 | 99 ، واورده في الحديث 10 من الباب 22 من هذه الابواب.
12 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 44 | 156.
(1) تقدمت في الحديث 4 من الباب 54 من ابواب الوضوء.
13 ـ امالي الطوسي 2 : 22.
(1) في المصدر زيادة : عن ابيه.

( 111 )

سدير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في نفر من أصحابه : إن مقامي بين أظهركم خير لكم ، وإن مفارقتي إياكم خير لكم ـ إلى ان قال : ـ أما مقامي بين أظهركم خير لكم فإن الله يقول : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) (2) ـ يعني : يعذبهم بالسيف ـ وأما مفارقتي إياكم خير لكم فإن أعمالكم تعرض عليّ كل اثنين وخميس ، فما كان من حسن حمدت الله عليه ، وما كان من سيّء استغفرت لكم.
[ 21115 ] 14 ـ وبالإسناد عن إبراهيم الاحمري ، عن محمد بن الحسين (1) ويعقوب بن يزيد وعبدالله بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور وأيوب والقاسم ومحمد بن عيسى ومحمد بن خالد وغيرهم ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت له : قول الله عزّ وجلّ : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (2) قال : إيانا عنى.
[ 21116 ] 15 ـ وعن أبيه ، عن محمد بن محمد ، عن علي بن بلال ، عن علي بن سليمان ، عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن سعيد بن مسلم ، عن داود بن كثير الرقي قال : كنت جالسا عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) إذ قال مبتدئا من قبل نفسه : يا داود لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك إنّي علمت أن صلتك له أسرع
____________
(2) الانفال 8 : 33.
14 ـ امالي الطوسي 2 : 23.
(1) في المصدر : محمد بن الحسن.
(2) التوبة 9 : 105.
15 ـ امالي الطوسي 2 : 27 ، وروى نحوه الصفار في البصائر : 449 | 3.

( 112 )

لفناء عمره وقطع أجله ، قال داود : وكان لي ابن عم معاندا ناصبيا خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حال ، فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة ، فلما صرت في المدينة أخبرني أبو عبدالله ( عليه السلام ) بذلك (1).
[ 21117 ] 16 ـ علي بن موسى بن طاووس ، في رسالة ( محاسبة النفس ) قال : رأيت ورويت في عدة روايات متفقات أن يوم الاثنين ويوم الخميس تعرض فيهما الاعمال على الله وعلى رسوله وعلى الائمة ( عليهم السلام ).
ثم إنه روى في ذلك أحاديث كثيرة من كتاب ( التبيان ) للشيخ ومن كتاب ( ابن عقدة ) ومن كتاب ( الدلائل ) لعبدالله بن جعفر الحميري ومن كتاب محمد بن العباس بن مروان ( فيما نزل من القرآن في النبي والائمة عليهم السلام ). ومن كتاب ( محمد بن عمران المرزباني ).
أقول : وتقدم ما يدل على عرض الاعمال يوم الخميس في الصوم المندوب (1).
[ 21118 ] 17 ـ محمد بن الحسن الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد بن عمر (1) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : سئل عن قول الله عزّ وجلّ : ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (2) قال : إن أعمال العباد تعرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا.
____________
(1) فيه صلة الناصبي عند ضرورته وقرابته ، وكأنه للتقية ودفع ضرره ، لما مر في الصدقة ( منه قده ).
16 ـ محاسبة النفس : 16.
(1) تقدم في الحديثين 2 ، 8 من الباب 7 من ابواب الصوم المندوب.
17 ـ بصائر الدرجات : 444 | 2.
(1) في المصدر : احمد بن عمير.
(2) التوبة 9 : 105.

( 113 )

[ 21119 ] 18 ـ وعن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كل عشية خميس فليستحيي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح.
[ 21120 ] 19 ـ وعن أحمد بن موسى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وغير واحد قال : تعرض الاعمال يوم الخميس على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى الائمة ( عليهم السلام ).
[ 21121 ] 20 ـ وعن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد العجلي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فسألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (1) قال : إيانا عنى.
[ 21122 ] 21 ـ وعن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال في قوله تعالى : ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (1) قال : هم الائمة ( عليهم السلام ).
[ 21123 ] 22 ـ وعن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن عبد الكريم أو عمن رواه ، عن عبد الكريم بن يحيى ، عن بريد العجلي قال : قلت لابي جعفر
____________
18 ـ بصائر الدرجات : 446 | 14.
19 ـ بصائر الدرجات : 446 | 16.
20 ـ بصائر الدرجات 447 | 1.
(1) التوبة 9 : 105.
21 ـ بصائر الدرجات : 447 | 4.
(1) التوبة 9 : 105.
22 ـ بصائر الدرجات : 448 | 10.

( 114 )

( عليه السلام ) : ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (1) فقال : ما من مؤمن يموت ولا كافر فتوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى علي وهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد.
[ 21124 ] 23 ـ وعن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : قول الله عزّ وجلّ : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (1) ما المؤمنون ؟ قال : من عسى أن يكون إلا صاحبك.
[ 21125 ] 24 ـ وعن الهيثم النهدي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن أبان قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : ادع الله لي ولمواليك ، فقال : ( والله إنّي لاعرض أعمالهم على الله في كل خميس ) (1).
[ 21126 ] 25 ـ وعنه ، عن محمد بن علي بن سعيد الزيات ، عن عبدالله بن أبان قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم ، فقال : والله إني لاعرض أعمالهم على الله في كل يوم.
تم كتاب الجهاد بقلم مؤلفه محمد الحر.
____________
(1) التوبة 9 : 105.
23 ـ بصائر الدرجات 449 | 1.
(1) التوبة 9 : 105.
24 ـ بصائر الدرجات : 450 | 8.
(1) في المصدر : والله ان اعمالكم لتعرض عليّ في كل خميس.
25 ـ بصائر الدرجات : 450 | 11 ، باختلاف في المتن ولكنه اورد المتن بسند آخر في ص 535 | 37.

( 115 )

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وما يلحق به


فهرس أنواع الابواب إجمالا :
أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما.
أبواب فعل المعروف.





( 116 )

تفصيل الابواب



( 117 )

أبواب الامر والنهي وما يناسبهما

1 ـ باب وجوبهما وتحريم تركهما

[ 21127 ] 1 ـ محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي سعيد الزهري ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام قال : ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن علي بن النعمان مثله (1).
[ 21128 ] 2 ـ وبإسناده قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : بئس القوم
____________

ابواب الامر بالمعروف والنهي وما يناسبهما

الباب 1
فيه 25 حديثا

1 ـ الكافي 5 : 56 | 4 ، والتهذيب 6 : 176 | 353.
(1) الزهد : 19 | 41.
2 ـ الكافي 5 : 57 | 5.

( 118 )

قوم يعيبون الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد (1) ، وكذا الذي قبله.
[ 21129 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم قال : كان أبو عبدالله ( عليه السلام ) إذا مر بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا : اتقوا الله ، يرفع بها صوته.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله (1).
وعن علي ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن غياث نحوه (2).
[ 21130 ] 4 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن عرفة (1) قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : لتأمرن بالمعروف ، ولتنهن عن المنكر ، أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم.
[ 21131 ] 5 ـ وبالإسناد عن الرضا ( عليه السلام ) أنه سمعه يقول : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إذا أُمّتي تواكلت (1) الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله.
____________
(1) التهذيب 6 : 176 | 354.
3 ـ الكافي 5 : 59 | 12.
(1) التهذيب 6 : 180 | 370.
(2) الكافي 5 : 61 | 4.
4 ـ الكافي 5 : 61 | 3 ، والتهذيب 6 : 176 | 352.
(1) في المصدر : محمد بن عمر بن عرفة.
5 ـ الكافي 5 : 59 | 13.
(1) في نسخة : تواكلوا ( هامش المخطوط ).
.
( 119 )

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد (2) ، وكذا الذي قبله.
ورواه الصدوق في ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى مثله (3).
[ 21132 ] 6 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن بشر بن عبدالله (1) ، عن أبي عصمة قاضي مرو ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يكون في آخر الزمان قوم ينبغ (2) فيهم قوم مراؤون ـ إلى أن قال : ـ ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها ، إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، هنالك يتم غضب الله عزّ وجلّ عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الابرار في دار الاشرار ، والصغار في دار الكبار ، إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء ، ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحل المكاسب ، وترد المظالم ، وتعمر الارض ، وينتصف من الاعداء ، ويستقيم الامر... الحديث.
ورواه الشيخ كالذي قبله (3).
[ 21133 ] 7 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي
____________
(2) التهذيب 6 : 177 | 358.
(3) عقاب الاعمال : 304 | 1.
6 ـ الكافي 5 : 55 | 1 ، واورد صدره في الحديث 6 من الباب 2 وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 3 ، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب.
(1) في التهذيب : بشير بن عبدالله.
(2) في نسخة : يتبع ( هامش المخطوط ).
(3) التهذيب 6 : 180 | 372.
7 ـ الكافي 5 : 57 | 6.

( 120 )

نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة ، عن يحيى بن عقيل ، عن حسن قال : خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنه انما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك ، وانهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات ، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، واعلموا أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يقربا أجلا ولن يقطعا رزقا... الحديث.
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة ، عن يحيى بن عقيل ، عن حبشي مثله (1).
[ 21134 ] 8 ـ وعنهم ، عن سهل ، عن علي بن أسباط ، عن العلا بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال : كتب أبو عبدالله ( عليه السلام ) إلى الشيعة : ليعطفن ذوو السن منكم والنهى على ذوي الجهل وطلاب الرئاسة ، أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين.
[ 21135 ] 9 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جماعة من أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما قدّست أُمّة لم يؤخذ لضعيفها من قويها غير متعتع (1).
ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم مثله (2).
____________
(1) الزهد : 105 | 288.
8 ـ الكافي 8 : 158 | 152.
9 ـ الكافي 5 : 56 | 2.
(1) في نسخة : متضع ، واخرى : متصنع ( هامش المخطوط ) وتعتعه : تلتله وحركه بعنف واكرهه في الأمر حتى قلق ( القاموس ـ تعع ـ 3 : 9 ).
(2) التهذيب 6 : 180 | 371.

( 121 )

[ 21136 ] 10 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن علي بن اسباط ، عن أبي إسحاق الخراساني ، عن بعض رجاله قال إن الله أوحى إلى داود أني قد غفرت ذنبك ، وجعلت عار ذنبك على بني إسرائيل ، فقال : كيف يا رب وأنت لا تظلم ؟ قال : انهم لم يعاجلوك بالنكرة.
أقول : المراد بالذنب مخالفة الاولى أو ترك الندب ، ولعل الانكار عليه كان مطلوبا على وجه الندب من بعض أنبياء بني إسرائيل لئلا ينافي العصمة الثابتة بالادلة القطعية.
[ 21137 ] 11 ـ وعن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة (1) ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالله بن محمد (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله أخبرني ما أفضل الاسلام ؟ قال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : فقال الرجل : فأخبرني أي الاعمال أبغض إلى الله ؟ قال : الشرك بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : ثم قطيعة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : الامر بالمنكر والنهي عن المعروف.
وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه ، وحذف صدره (3).
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن محمد بن سنان
____________
10 ـ الكافي 5 : 58 | 7.
11 ـ الكافي 5 : 58 | 9 ، والتهذيب 6 : 176 | 355.
(1) في المصدر : الحسين بن محمد ، عن سماعة.
(2) في التهذيب زيادة : بن طلحة ( هامش المخطوط ).
(3) الكافي 2 : 220 | 4.

( 122 )

وعبدالله بن المغيرة جميعا ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله (4).
[ 21138 ] 12 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : كيف بكم إذا فسدت نساؤكم ، وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ، ولم تنهوا عن المنكر ؟ فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله ؟ فقال : نعم وشر من ذلك ، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ؟ فقيل له : يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال : نعم وشر من ذلك ، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ؟!.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (1) ، وكذا الذي قبله.
ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم مثله (2).
[ 21139 ] 13 ـ وبهذا الإسناد قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عزّ وجلّ ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له ، فقيل : وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له ؟ قال : الذي لا ينهى عن المنكر.
[ 21140 ] 14 ـ الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن عثمان بن عيسى ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ويل لمن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف.
____________
(4) المحاسن : 291 | 444.
12 ـ الكافي 5 : 59 | 14.
(1) التهذيب 6 : 177 | 359.
(2) قرب الإسناد : 26.
13 ـ الكافي 5 : 59 | 15.
14 ـ الزهد : 106 | 290.

( 123 )

[ 21141 ] 15 ـ أحمد بن أبي عبدالله في ( المحاسن ) عن النوفلي ، عن السكوني (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن آبائه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده ما أُنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير.
[ 21142 ] 16 ـ وعن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي الحسن الاصفهاني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قولوا الخير تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله.
[ 21143 ] 17 ـ وعن علي بن أسباط رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رحم الله من قال خيرا فغنم ، أو سكت على سوء فسلم.
[ 21144 ] 18 ـ محمد بن الحسن الطوسي قال : روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لا تزال أُمّتي بخير ما أمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، وتعاونوا على البر والتقوى ، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء.
ورواه المفيد في ( المقنعة ) أيضا مرسلا (1).
[ 21145 ] 19 ـ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال : من ألفاظ رسول
____________
15 ـ المحاسن : 15 | 41.
(1) ( عن السكوني ) ليس في المصدر.
16 ـ المحاسن : 15 | 42.
17 ـ المحاسن : 15 | 43.
18 ـ التهذيب 6 : 181 | 373.
(1) المقنعة : 129.
19 ـ الفقيه 4 : 272 ، واورده في الحديث 3 من الباب 16 من هذه الابواب وفي الحديث 5 من الباب 1 من ابواب فعل المعروف.

( 124 )

الله ( صلى الله عليه وآله ) : الدال على الخير كفاعله.
وفي ( ثواب الاعمال ) مرسلا مثله (1).
[ 21146 ] 20 ـ وعن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد رفعه قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله ، فمن نصرهما أعزه الله ، ومن خذلهما خذله الله.
ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد (1).
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله مثله (2).
وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى مثله (3).
[ 21147 ] 21 ـ وعن محمد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي عن السكوني (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو أشار به فهو شريك ، ومن أمر بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك.
____________
(1) ثواب الاعمال : 15.
20 ـ ثواب الاعمال : 192 | 1 ، واورده عن الكافي والتهذيب في الحديث 2 من الباب 8 من هذه الابواب.
(1) الكافي 5 : 59 | 11.
(2) التهذيب 6 : 177 | 357.
(3) الخصال : 42 | 32.
21 ـ الخصال : 138 | 156.
(1) لم يرد في الاصل ، وذكر المصنف في الهامش : كذا في اربع نسخ ( بخطه ره ).

( 125 )

[ 21148 ] 22 ـ وبإسناده عن الاعمش ، عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ـ في حديث شرائع الدين ـ قال : والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على من أمكنه ذلك ، ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه.
وفي ( عيون الاخبار ) بإسناده عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في كتابه إلى المأمون ـ نحوه وأسقط قوله : ولا على أصحابه (1).
[ 21149 ] 23 ـ وفي ( معاني الاخبار ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ان الله يبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له ، وقال : هو الذي لا ينهى عن المنكر.
قال الصدوق : وجدت بخط البرقي : أن الزبر : العقل.
[ 21150 ] 24 ـ علي بن إبراهيم ، في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، فإن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يباعدا رزقا.
[ 21151 ] 25 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمد بن محمد ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسين بن سهيل الضبي ، عن عبدالله بن شبيب ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن الحسن ، عن أبيه ،
____________
22 ـ الخصال : 609 ، واورده عن عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) في الحديث 8 من الباب 2 من هذه الابواب.
(1) عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 125.
23 ـ معاني الاخبار : 344 | 1.
24 ـ تفسير القمي 2 : 36.
25 ـ امالي الطوسي 1 : 54.

( 126 )

عن جده قال : كان يقال : لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك في مقدمة العبادات (1) ، وغيرها (2) ، ويأتي ما يدل عليه (3).

2 ـ باب اشتراط الوجوب بالعلم بالمعروف والمنكر وتجويز
التاثير والامن من الضرر

[ 21152 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول ـ وسئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو على الامة جميعا ؟ فقال ـ : لا ، فقيل له : ولم ؟ قال : إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر ، لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى أي من أي يقول من الحق إلى الباطل ، والدليل على ذلك كتاب الله عزّ وجلّ قوله : ( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) (1) فهذا خاص غير عام ، وكما قال الله عزّ وجلّ : ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) (2) ولم يقل : على أمة موسى ولا على كل قومه ، وهم يومئذ أُمم مختلفة ، والامة واحد فصاعدا ، كما قال الله عز
____________
(1) تقدم في الاحاديث 8 ، 19 ، 20 ، 22 ، 23 ، 32 من الباب 1 من ابواب مقدمة العبادات.
(2) تقدم في الحديث 3 من الباب 49 من ابواب احكام الملابس ، وفي الحديث 1 من الباب 9 ، وفي الباب 61 من ابواب جهاد العدو ، وفي الحديث 11 من الباب 4 ، وفي الحديث 22 من الباب 49 من ابواب جهاد النفس.
(3) يأتي في البابين 2 ، 3 ، وفي الحديث 6 من الباب 41 من هذه الابواب.

الباب 2
فيه 10 احاديث

1 ـ الكافي 5 : 59 | 16.
(1) آل عمران 3 : 104.
(2) الاعراف 7 : 159.

( 127 )

وجل : ( إن إبراهيم كان أُمَّةً قانتا لله ) (3) يقول : مطيعا لله عزّ وجلّ ، وليس على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له ولا عدد ولا طاعة .
قال مسعدة : وسمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : وسئل عن الحديث الذي جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ، ما معناه ؟ قال : هذا على أن يأمره بعد معرفته ، وهو مع ذلك يقبل منه وإلا فلا.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، وذكر المسألتين (4).
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب كذلك (5).
[ 21153 ] 2 ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يحيى الطويل صاحب المقري (1) قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ ، أو جاهل فيتعلم ، فأما صاحب سوط أو سيف فلا.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن يحيى الطويل البصري مثله (2).
[ 21154 ] 3 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضل بن يزيد ،
____________
(3) النحل 16 : 120.
(4) الخصال : 6 | 16.
(5) التهذيب : 6 : 177 | 360.
2 ـ الكافي 5 : 60 | 2 ، والتهذيب 6 : 178 | 362.
(1) في نسخة من التهذيب : المصري وفي نسخة : المنقري ( هامش المخطوط ) وفي التهذيب والكافي : صاحب المنقري وفي الخصال : البصري.
(2) الخصال : 35 | 9.
3 ـ الكافي 5 : 60 | 3.

( 128 )

عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لي : يا مفضل من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يؤجر عليها ، ولم يرزق الصبر عليها.
ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم (1) وكذا الذي قبله.
ورواه الصدوق في ( عقاب الاعمال ) عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (2).
[ 21155 ] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن محفوظ الاسكاف ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ انه أنكر على رجل أمرا فلم يقبل منه فطأطأ رأسه ومضى.
[ 21156 ] 5 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الدهقان ، عن عبدالله بن القاسم وابن أبي نجران جميعا ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان المسيح ( عليه السلام ) يقول : إن التارك شفاء المجروح من جرحه شريك جارحه لا محالة ـ إلى أن قال : ـ فكذلك لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتجهلوا ، ولا تمنعوها أهلها فتأثموا ، وليكن أحدكم بمنزلة الطبيب المداوي إن رأى موضعا لدوائه وإلا أمسك.
[ 21157 ] 6 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن بشر بن عبدالله ، عن أبي عصمة قاضي مرو (1) ، عن أبي
____________
(1) التهذيب 6 : 178 | 363.
(2) عقاب الاعمال : 296 | 1.
4 ـ الكافي 5 : 61 | 5.
5 ـ الكافي 8 : 345 | 545 ، واورد صدره في الحديث 2 من الباب 4 من ابواب الاحتضار.
6 ـ الكافي 5 : 55 | 1 ، واورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 1 ، واخرى في الحديث 1 من الباب 3 ، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب.
(1) في المصدر زيادة : عن جابر.

( 129 )

جعفر ( عليه السلام ) قال : يكون في آخر الزمان قوم ينبع فيهم قوم مراؤون ينفرون (2) وينسكون ، حدثاء سفهاء ، لا يوجبون أمرا بمعروف ، ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر ، يطلبون لانفسهم الرخص والمعاذير ـ إلى أن قال : ـ هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد (3).
أقول : الضرر هنا محمول على فوات النفع ويمكن حمله على وجوب تحمل الضرر اليسير ، وعلى استحباب تحمل الضرر العظيم ، ويظهر من بعض الاصحاب حمله على حصول الضرر للمأمور والمنهي كما إذا افتقر إلى الجرح والقتل.
[ 21158 ] 7 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( عيون الاخبار ) عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن الريان بن الصلت قال : جاء قوم بخراسان إلى الرضا ( عليه السلام ) فقالوا : إن قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة ، فلو نهيتهم عنها ، فقال : لا أفعل ، قيل : ولم ؟ قال : لاني سمعت أبي ( عليه السلام ) يقول : النصيحة خشنة.
[ 21159 ] 8 ـ وبأسانيده الآتية عن الفضل بن شاذان (1) ، عن الرضا عليه السلام أنه كتب إلى المأمون : محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله ـ إلى أن قال : ـ والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان اذا أمكن ولم يكن خيفة على النفس.
____________
(2) في نسخة من التهذيب : ينعرون ( هامش المخطوط ) وفي التهذيب والكافي : يتقرؤون.
(3) التهذيب 6 : 180 | 372.
7 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 290 | 38.
8 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 121 | 1 ، واورده عن الخصال في الحديث 22 من الباب 1 من هذه الابواب.
(1) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ب ).

( 130 )

[ 21160 ] 9 ـ الحسن بن علي بن شعبة في ( تحف العقول ) عن الحسين ( عليه السلام ) قال : ويروى عن علي ( عليه السلام ) اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الاحبار ، إذ يقول : ( لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم ) (1) وقال : ( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل ـ إلى قوله ـ لبئس ما كانوا يفعلون ) (2) وإنما عاب الله ذلك عليهم لانهم كانوا يرون من الظلمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ، ورهبة مما يحذرون ، والله يقول : ( فلا تخشوا الناس واخشون ) (3) وقال : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) (4) فبدا الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها اذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هيهنا وصعبها ، وذلك أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع رد المظالم ، ومخالفة الظالم وقسمة الفيء والغنائم ، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها.
أقول : قد عرفت وجهه (5).
[ 21161 ] 10 ـ محمد بن علي بن الفتال في ( روضة الواعظين ) عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عالم بما يأمر به تارك لما ينهى عنه ، عادل فيما يأمر ، عادل فيما ينهى ، رفيق فيما يأمر ، رفيق فيما ينهى.
____________
9 ـ تحف العقول : 237.
(1) المائدة 5 : 63.
(2) المائدة 5 : 78 ، 79.
(3) المائدة 5 : 44.
(4) التوبة 9 : 71.
(5) عرفت وجهه في ذيل الحديث 6 من هذا الباب.
10 ـ روضة الواعظين : 365 ، وأورده في الحديث 3 من الباب 10 من هذه الابواب.
وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث 22 من الباب 1 من هذه الابواب.