3 ـ باب وجوب الامر والنهي بالقلب ثم باللسان ثم باليد ،
وحكم القتال على ذلك واقامة الحدود
[ 21162 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن
محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن بشر بن عبدالله ، عن أبي عصمة
قاضي مرو ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ـ في حديث ـ قال :
فانكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم ، وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله
لومة لائم ، فإن اتّعظوا والى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم إنما السبيل على
الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ،
هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم ، غير طالبين سلطانا ، ولا
باغين مالا ، ولا مرتدين بالظلم ظفراً ، حتى يفيؤا إلى أمر الله ويمضوا على
طاعته.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله
(1).
[ 21163 ] 2 ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يحيى
الطويل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما جعل الله بسط اللسان
وكف اليد ، ولكن جعلهما يبسطان معا ويكفإن معاً.

أقول : وتقدم ما يدل على حكم القتال في الجهاد
(1).
____________
الباب 3
فيه 12 حديثا
1 ـ الكافي 5 : 55 | 1 ، واورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 1 ، وصدره في الحديث 6 من الباب
2 ، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب.

(1) التهذيب 6 : 180 | 372.
2 ـ الكافي 5 : 55 | 1 ، واورده في الحديث 1 من الباب 61 من ابواب جهاد العدو.

(1) تقدم في الحديث 1 من الباب 5 ، وفي الباب 61 من ابواب جهاد العدو.
( 132 )
[ 21164 ] 3 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،
عن علي بن الحكم ، عن محمد بن سنان ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ملخصه ـ أن ابليس احتال على عابد من بني
إسرائيل حتى ذهب إلى فاجرة يريد الزنا بها ، فقالت له : إن ترك الذنب
أيسر من طلب التوبة ، وليس كل من طلب التوبة وجدها ، فانصرف وماتت من
ليلتها فأصبحت واذا على بابها مكتوب : احضروا فلانة فإنها من أهل الجنة ،
فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها ، فأوحى الله عزّ وجلّ
إلى نبي من الانبياء ـ ولا أعلمه الا موسى بن عمران ـ أن ائت فلانة فصل عليها ،
ومر الناس فليصلوا عليها ، فاني قد غفرت لها ، وأوجبت لها الجنة بتثبيطها
عبدي فلانا عن معصيتي.
[ 21165 ] 4 ـ محمد بن الحسن قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
من ترك انكار المنكر بقلبه ولسانه ( ويده )
(1) فهو ميت بين الاحياء ، في كلام
هذا ختامه.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) أيضا مرسلا
(2).
[ 21166 ] 5 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) وفي ( عيون
الاخبار ) عن محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني ، عن أحمد بن محمد بن
سعيد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا
( عليه السلام ) قال : قلت له : لم سمي الحواريون الحواريين ؟ فقال : أما
عند الناس ـ إلى ان قال : ـ وأما عندنا فسموا الحواريون الحواريين لانهم كانوا
____________
3 ـ الكافي 8 : 384 | 584.
4 ـ التهذيب 6 : 181 | 374.
(1) لم ترد في بعض النسخ.
(2) المقنعة : 129.
5 ـ علل الشرائع : 80 | 1 ، وعيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 79 | 10.
( 133 )
مخلصين في انفسهم ، ومخلصين لغيرهم من اوساخ الذنوب بالوعظ
والتذكير... الحديث.
[ 21167 ] 6 ـ وفي ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالله ،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبدالله بن جبلة ، عن أبي عبد
الله الخراساني ، عن الحسين بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
قال : ايما ناشىء نشأ في قومه ثم لم يؤدب على معصية كان الله اول ما يعاقبهم
به أن ينقص في
(1) أرزاقهم.
[ 21168 ] 7 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : من أحد سنان الغضب لله قوي على قتل
أشداء الباطل.
[ 21169 ] 8 ـ قال : وروى ابن جرير الطبري في ( تاريخه ) عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قال : إني سمعت عليا ( عليه السلام ) يقول
يوم لقينا أهل الشام : أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى
اليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر ، وهو أفضل من
صاحبه ، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى
فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ، وقام على الطريق ، ونور في قلبه اليقين.

ورواه ابن الفتال في ( روضة الواعظين ) مرسلا
(1).
____________
6 ـ عقاب الاعمال 265 | 1.
(1) في نسخة : من ( هامش المخطوط ).
7 ـ نهج البلاغة 3 : 194 | 174.
8 ـ نهج البلاغة 3 : 243 | 373.
(1) روضة الواعظين : 364.
( 134 )
[ 21170 ] 9 ـ قال الرضي : وقد قال ( عليه السلام ) ـ في كلام له يجري
هذا المجرى ـ : فمنهم المنكر للمنكر بقلبه ولسانه ويده فذلك المستكمل
لخصال الخير ، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه التارك بيده فذلك متمسك
بخصلتين من خصال الخير ، ومضيع خصلة ، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده
ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة ،
ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الاحياء ، وما أعمال
البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا
كنقية في بحر لجي ، وأن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من
أجل ولا ينقصان من رزق ، وأفضل من ذلك كلمة عدل عند إمام جائر.
[ 21171 ] 10 ـ قال : وعن أبي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) يقول : ان أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ، ثم
بألسنتكم ، ثم بقلوبكم ، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب
فجعل أعلاه أسفله.

ورواه علي بن إبراهيم ( في تفسيره ) مرسلا
(1).
[ 21172 ] 11 ـ محمد بن ادريس في آخر ( السرائر ) نقلا من رواية أبي
القاسم بن قولويه ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من مشى
إلى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين الجن
والانس ، ومثل أعمالهم.
[ 21173 ] 12 ـ الامام الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) في
( تفسيره ) عن آبائه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال :
____________
9 ـ نهج البلاغة 3 : 243 | 374.
10 ـ نهج البلاغة 3 : 244 | 375.
(1) تفسير القمي 1 : 213.
11 ـ مستطرفات السرائر : 141 | 1.
12 ـ تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) 480 | 307.
( 135 )
لقد أوحى الله إلى جبرئيل وأمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفار والفجار ،
فقال جبرئيل : يا رب أخسف بهم إلا بفلان الزاهد ليعرف ماذا يأمره الله فيه ،
فقال : اخسف بفلان قبلهم ، فسأل ربه فقال : يا رب عرفني لم ذلك وهو
زاهد عابد ، قال : مكنت له وأقدرته فهو لا يأمر بالمعروف ، ولا ينهى عن
المنكر ، وكان يتوفر على حبهم في غضبي ، فقالوا : يا رسول الله فكيف بنا
ونحن لا نقدر على انكار ما نشاهده من منكركم فقال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) : لتأمرن بالمعروف ، ولتنهن عن المنكر ، أو ليعمنكم عذاب الله ،
ثمّ : قال : من رأى منكم منكرا فلينكر بيده إن استطاع ، فإن لم يستطع
فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنه لذلك كاره.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك هنا
(1) وفي الجهاد
(2) ، ويأتي ما يدل
عليه هنا
(3) ، وعلى اقامة الحدود في محله
(4).
4 ـ باب وجوب انكار العامة على الخاصة وتغيير المنكر
اذا عملوا به
[ 21174 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن أبيه ، عن
عبدالله بن جعفر ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن
جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن
الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة إذا عملت الخاصة بالمنكر سرا من غير أن
____________
(1) تقدم ما يدل على ذلك بعمومه في البابين 1 ، 2 من هذه الابواب.
(2) تقدم ما يدل عليه في الباب 61 من ابواب جهاد العدو.
(3) يأتي ما يدل على المقصود في الابواب 4 ، 5 ، 6 ، 7 من هذه الابواب.
(4) يأتي في الباب 1 من ابواب مقدمات الحدود وابواب الحدود.
الباب 4
فيه 3 احاديث
1 ـ علل الشرائع : 522 | 6 ، وقرب الإسناد : 26.
( 136 )
تعلم العامة ، فاذا عملت الخاصة بالمنكر جهارا فلم تغير ذلك العامة
استوجب الفريقان العقوبة من الله عزّ وجلّ.

وفي ( عقاب الاعمال ) عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن أبي
القاسم ، عن هارون بن مسلم مثله ، وزاد قال : وقال رسول الله صلى الله
عليه وآله : إن المعصية إذا عمل بها العبد سرا لم تضرّ إلا عاملها ، فاذا
عمل بها علانية ولم يغير عليه أضرت بالعامة .

قال جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : وذلك انه يذل بعمله دين الله
ويقتدي به أهل عداوة الله
(1).
[ 21175 ] 2 ـ وبهذا الإسناد قال : قال علي ( عليه السلام ) : ان الله لا
يعذب العامة بذنب الخاصة. وذكر الحديث الاول ، ثم قال : وقال لا
يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدواناً ، ولا مقتولا ولا
مظلوما إذا لم ينصره ، لان نصرته على المؤمن فريضة واجبة إذا هو حضره ،
والعافية أوسع ما لم تلزمك الحجة الظاهرة ، قال : ولما جعل التفضل في بني
إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهي ، فلا
يمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه حتى ضرب الله عزّ وجلّ قلوب
بعضهم ببعض ، ونزل فيهم القرآن حيث يقول عزّ وجلّ : (
لعن الذين كفروا
من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه )
(1) الآية.

ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم مثله إلى قوله :
____________
(1) عقاب الاعمال : 310 | 2.
2 ـ عقاب الاعمال : 311 | 3 ، واورده عن قرب الإسناد في الحديث 1 من الباب 4 من ابواب
مقدمات الحدود.
(1) المائدة 5 : 78 ، 79.
( 137 )
الحجة الظاهرة
(2) ، وكذا كل ما قبله.
[ 21176 ] 3 ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن
سنان رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما أقر قوم بالمنكر بين
أظهرهم لا يغيرونه إلا أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(1).
5 ـ باب وجوب انكار المنكر بالقلب على كل حال ،
وتحريم الرضا به ووجوب الرضا بالمعروف
[ 21177 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير ، عن يحيى الطويل صاحب المقري
(1) ، عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) قال : حسب المؤمن غيرا إذا رأى منكرا أن يعلم الله عزّ وجلّ
من قلبه إنكاره.

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم بالإسناد إلا أنه قال : حسب
المؤمن عذراً إذا رأى منكرا أن يعلم الله من نيته أنه له كاره
(2).
[ 21178 ] 2 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار ،
____________
(2) قرب الإسناد : 26.
3 ـ عقاب الاعمال : 310 | 1.
(1) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الباب 1 ، وفي الحديث 12 من الباب 3 من هذه الابواب.
ويأتي ما يدل على المقصود في الباب 5 ، وفي الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب.
الباب 5
فيه 17 حديثا
1 ـ الكافي 5 : 60 | 1.

(1) في نسخة من التهذيب : المصري ( هامش المخطوط ) وفي التهذيب والكافي : المنقري.

(2) التهذيب 6 : 178 | 361.
2 ـ التهذيب 6 : 170 | 327.
( 138 )
عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ،
عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن
شهده.
[ 21179 ] 3 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير ،
عن
(1) زياد النهدي عن عبدالله بن وهب ، عن الصادق جعفر بن محمد
( عليه السلام ) قال : حسب المؤمن نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله.

ورواه أيضا مرسلا
(2).

ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن
ابن أبي عمير
(3).

ورواه في ( المجالس ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن
عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير
(4) مثله
(5).
[ 21180 ] 4 ـ وفي ( عيون الاخبار ) وفي ( العلل ) عن أحمد بن زياد بن
جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن
عبد السلام بن صالح الهروي قال : قلت لابي الحسن علي بن موسى الرضا
____________
3 ـ الفقيه 4 : 284 | 847.
(1) في نسخة زيادة : ابي ( هامش المخطوط ) وكذا المصدر.
(2) الفقيه 4 : 293 | 884.
(3) الخصال : 27 | 96.
(4) في الامالي : ابي عمير.
(5) امالي الصدوق : 41 | 5.
4 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 273 | 5 ، وعلل الشرائع 229 | 1.
( 139 )
( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق ( عليه
السلام ) قال إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين ( عليه السلام ) بفعال
آبائها ؟ فقال ( عليه السلام ) : هو كذلك ، فقلت : قول الله عزّ وجلّ
(
ولا تزر وازرة وزر أخرى )
(1) ما معناه ؟ قال : صدق الله في جميع
أقواله ، ولكن ذراري قتلة الحسين ( عليه السلام ) يرضون بفعال آبائهم
ويفتخرون بها ، ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ، ولو أن رجلا قتل بالمشرق
فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزّ وجلّ شريك القاتل ،
وإنما يقتلهم القائم ( عليه السلام ) إذا خرج ، لرضاهم بفعل آبائهم...
الحديث.
[ 21181 ] 5 ـ وفي ( العلل ) و ( التوحيد ) و ( عيون الاخبار ) بهذا الإسناد
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قلت له : لاي علة أغرق الله عزّ وجلّ الدنيا
كلها في زمن نوح ( عليه السلام ) وفيهم الاطفال ومن لا ذنب له ؟ فقال : ما
كان فيهم الاطفال لان الله عزّ وجلّ أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم
أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم ، ما كان الله ليهلك بعذابه من
لا ذنب له ، وأما الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيبهم لنبي
الله نوح ( عليه السلام ) وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين ، ومن
غاب عن أمر فرضي به كان كمن شاهده وأتاه.
[ 21182 ] 6 ـ وفي ( الخصال ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن
العباس بن معروف ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن
____________
(1) الانعام 6 : 164 ، الإسراء 17 : 15 ، فاطر 35 : 18 ، الزمر 39 : 7.
5 ـ علل الشرائع : 30 | 1 ، التوحيد : 392 | 2 ، وعيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 75 |
2.
6 ـ الخصال : 107 | 72.
( 140 )
محمد ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : العامل بالظلم والراضي
به والمعين عليه شركاء ثلاثة.
[ 21183 ] 7 ـ وعن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن
أبي عمير رفعه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الساعي قاتل ثلاثة :
قاتل نفسه ، وقاتل من سعى به ، وقاتل من سعى اليه.
[ 21184 ] 8 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن
جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الفضل بن محمد ، عن هارون بن عمرو
المجاشعي ، عن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم
السلام ، وعن المجاشعي ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم
السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يأتي على الناس زمان
يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الانك في النار ، يعني
الرصاص ، وما ذاك إلا لما يرى من البلاء والاحداث في دينهم ولا يستطيعون
له غيرا.
[ 21185 ] 9 ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن محمد بن
مسلم
(1) رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنما يجمع الناس
الرضا والسخط ، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه ، ومن سخطه فقد خرج منه.
[ 21186 ] 10 ـ وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن جعفر بن بشير ،
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) قال : لو أن أهل السماوات والارض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا
____________
7 ـ الخصال : 107 | 73.
8 ـ امالي الطوسي 2 : 132.
9 ـ المحاسن : 262 | 323.
(1) في المصدر : محمد بن سلمة.
10 ـ المحاسن : 262 | 324.
( 141 )
مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لكانوا من أهل النار.
[ 21187 ] 11 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال في خطبة له يذكر فيها أصحاب الجمل :
فوالله لو لم يصيبوا من المسلمين إلا رجلا واحدا معتمدين لقتله بلا جرم لحل
لي قتل ذلك الجيش كله إذ حضروه ، ولم ينكروا ولم يدفعوا عنه بلسان ولا
يد ، دع ما أنهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدة التي دخلوا بها عليهم.
[ 21188 ] 12 ـ وقال ( عليه السلام ) : الراضي بفعل قوم كالداخل معهم
فيه ، وعلى كل داخل في باطل إثمان : إثم العمل به ، وإثم الرضا به.
[ 21189 ] 13 ـ محمد بن مسعود العياشي في ( تفسيره ) عن محمد بن
هاشم ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لما نزلت هذه
الآية (
قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن
كنتم صادقين )
(1) وقد علم أن قد قالوا : والله ما قتلنا ولا شهدنا ، وإنما قيل
لهم : ابرأوا من قتلتهم فأبوا.
[ 21190 ] 14 ـ وعن محمد بن الارقط ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
قال ، قال لي : تنزل الكوفة ؟ فقلت : نعم ، فقال : ترون قتلة الحسين
( عليه السلام ) بين أظهركم ؟ قال : قلت : جعلت فداك ما بقي منهم أحد.
قال : فأنت إذا لا ترى القاتل إلا من قتل ، أو من ولي القتل ؟! ألم تسمع
إلى قول الله : (
قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم
____________
11 ـ نهج البلاغة 2 : 104 | 167.
12 ـ نهج البلاغة 3 : 191 | 154.
13 ـ تفسير العياشي 1 : 209 | 164 ، واورده في الحديث 4 من الباب 39 من هذه الابواب.
(1) آل عمران 3 : 183.
14 ـ تفسير العياشي 1 : 209 | 165.
( 142 )
قتلتموهم إن كنتم صادقين )
(1) فأي رسول قتل الذين كان محمد صلى الله
عليه وآله بين أظهرهم ، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول ، وإنما رضوا قتل
أولئك فسموا قاتلين.
[ 21191 ] 15 ـ وعن الحسن بياع الهروى يرفعه عن أحدهما عليهما
السلام في قوله : (
لا عدوان إلا على الظالمين )
(1) قال : إلا على ذرية قتلة الحسين ( عليه السلام ).
[ 21192 ] 16 ـ وعن إبراهيم ، عمن رواه ، عن أحدهما ( عليهما السلام )
قال : قلت : (
فَلا عدوان إلا على الظالمين )
(1) قال : لا يعتدي الله على أحد إلا على نسل ولد قتلة الحسين ( عليه السلام ).

أقول : تقدم وجهه وعلته
(2) ، والاعتداء مجاز.
[ 21193 ] 17 ـ وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول
الله عزّ وجلّ : (
أو كالذى مر على قرية وهي خاوية على عروشها )
(1) قال
(2) : إن الله بعث إلى بني إسرائيل نبيا يقال له : ارميا ـ إلى أن قال : ـ فأوحى الله إليه أن قل لهم ان البيت بيت المقدس ، والغرس بنو إسرائيل ،
عملوا بالمعاصي فلأُسلّطنّ عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم ويأخذ
أموالهم ، فإن بكوا إلي لم أرحم بكاءهم وإن دعوني لم أستجب دعاءهم ثم
____________
(1) آل عمران 3 : 183.
15 ـ تفسير العياشي 1 : 86 | 214.
(1) البقرة 2 : 193.
16 ـ تفسير العياشي 1 : 87 | 216.
(1) البقرة 2 : 193.
(2) تقدم وجهه في الاحاديث 4 ، 5 ، 11 ، 12 ، 13 ، 14 من هذا الباب.
17 ـ تفسير العياشي 1 : 140 | 466.
(1) البقرة 2 : 259.
(2) في المصدر زياد : انى يحيى الله بعد موتها فقال...
( 143 )
لا خربنها مائة عام ، ثم لاعمرنها ، فلما حدثهم اجتمع العلماء فقالوا : يا
رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ؟ فعاود لنا ربك ـ إلى أن قال : ـ
ثم أوحى الله قل لهم : لانكم رأيتم المنكر فلم تنكروه ، فسلط الله عليهم
بخت نصر فصنع بهم ما قد بلغك... الحديث.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(3) ، ويأتي ما يدل عليه
(4).
6 ـ باب وجوب اظهار الكراهة للمنكر ، والاعراض
عن فاعله
[ 21194 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير
المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب ، إلا انه قال : قال أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) : أدنى الانكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه
مكفهرة
(1).
[ 21195 ] 2 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن الحسين ، عن عليّ بن
مهزيار ، عن النضر بن سويد ، عن درست ، عن بعض أصحابه ، عن أبي
____________
(3) تقدم في الاحاديث 1 ، 4 ، 8 ، 9 ، 10 ، 12 من الباب 3 من هذه الابواب.
(4) يأتي في الحديث 12 من الباب 38 ، وفي الحديثين 5 ، 6 من الباب 39 ، وفي الحديث 6 من
الباب 41.
وما يناسب المقصود في البابين 17 ، 18 من هذه الابواب.
الباب 6
فيه حديثان
1 ـ الكافي 5 : 58 | 10.

(1) التهذيب 6 : 176 | 356.
2 ـ الكافي 5 : 58 | 8.
( 144 )
عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على
أهلها فلما انتهيا إلى المدينة فوجدا فيها رجلا يدعو ويتضرع ـ إلى أن قال : ـ
فعاد أحدهما إلى الله ، فقال : يا رب إنّي انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك
فلانا يدعوك ويتضرع إليك فقال : امض لما أمرتك به ، فإنّ ذا رجل لم
يتمعر
(1) وجهه غيظا لي قط.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (2).
7 ـ باب وجوب هجر فاعل المنكر والتوصل إلى ازالته بكل
وجه ممكن
[ 21196 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن
محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الاعلى قال : سمعت أبا عبدالله عليه
السلام يقول : والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا
بما نكره ، فاذا عرفتم من عبد اذاعة فامشوا إليه فردوه عنها ، فإن قبل
(1) منكم
وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه ، فإن الرجل منكم يطلب
الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في
حوائجكم ، فإن هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ...
الحديث.
[ 21197 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن صفوان بن
____________
(1) تمعر لونه : تغير غضبا ( الصحاح ـ معر ـ 2 : 818 ).
(2) يأتي في الباب 7 ، وفي الحديث 5 : من الباب 37 من هذه الابواب.
الباب 7
فيه 5 احاديث
1 ـ الكافي 2 : 176 | 5 ، واورد صدره في الحديث 5 من الباب 32 من هذه الابواب.

(1) في الأصل : قبلوا.
2 ـ الكافي 8 : 158 | 150.
( 145 )
يحيى ، عن الحارث بن المغيرة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) لآخذن
البريء منكم بذنب السقيم ، ولم لا أفعل ويبلغكم عن الرجل ما يشينكم
ويشينني فتجالسونهم وتحدثونهم فيمر بكم المار فيقول : هؤلاء شر من هذا ،
فلو أنكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون زبرتموهم ونهيتموهم كان أبر بكم وبي.
[ 21198 ] 3 ـ وعنهم ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن خطاب بن
محمد ، عن الحارث بن المغيرة ، أن أبا عبدالله ( عليه السلام ) قال له :
لاحملن ذنوب سفهائكم إلى علمائكم ـ إلى أن قال : ـ ما يمنعكم إذا بلغكم
عن الرجل منكم ما تكرهون وما يدخل علينا به الاذى أن تأتوه فتؤنبوه وتعذلوه
وتقولوا له قولا بليغا ، قلت : جعلت فداك إذا لا يقبلون منا ؟ قال :
اهجروهم واجتنبوا مجالسهم.

ورواه ابن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من كتاب ( المشيخة ) للحسن بن محبوب ، عن أبي محمد ، عن الحارث بن المغيرة مثله
(1).
[ 21199 ] 4 ـ محمد بن الحسن قال : قال الصادق ( عليه السلام ) لقوم
من أصحابه : إنه قد حق لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم ، وكيف لا يحق
لي ذلك وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه ، ولا تهجرونه
ولا تؤذونه حتى يترك.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) أيضا مرسلا
(1).
[ 21200 ] 5 ـ وفي ( المجالس والاخبار ) بالإسناد الآتي
(1) عن
____________
3 ـ الكافي 8 : 162 | 169.
(1) مستطرفات السرائر : 88 | 39.
4 ـ التهذيب 6 : 181 | 375.
(1) المقنعة : 129.
5 ـ امالي الطوسي 2 : 275.
(1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (50).
( 146 )
هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لو أنكم إذا بلغكم عن
الرجل شيء تمشيتم إليه فقلتم : يا هذا إما أن تعتزلنا وتجتنبنا ، وإما أن تكف
عن هذا ، فإن فعل وإلا فاجتنبوه.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(2) ، ويأتي ما يدل عليه
(3).
8 ـ باب وجوب الغضب لله بما غضب به لنفسه
[ 21201 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن
محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن بشر بن عبدالله ، عن أبي عصمة
قاضي مرو ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال :
اوحى الله إلى شعيب النبي ( عليه السلام ) : اني معذب من قومك مأئة ألف :
أربعين ألفا من شرارهم ، وستين ألفا من خيارهم ، فقال ( عليه السلام ) : يا
رب هؤلاء الاشرار ، فما بالاخيار ؟ فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : داهنوا أهل
المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
[ 21202 ] 2 ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد رفعه قال : قال
أبو عبدالله ( عليه السلام ) إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من
خلق الله ، فمن نصرهما نصره الله ، ومن خذلهما خذله الله.

ورواه الشيخ بإسناده ، عن أحمد بن أبي عبدالله
(1) ، وكذا الذي قبله.
____________
(2) تقدم ما يدل على بعض المقصود في البابين 1 ، 4 من هذه الابواب.
(3) يأتي في الابواب 8 ، 15 ، 17 ، 37 ، 38 من هذه الابواب.
الباب 8
فيه 4 احاديث
1 ـ الكافي 5 : 55 | 1 ، والتهذيب 6 : 180 | 372 ، واورده في الحديث 6 من الباب 2 ، واورد
صدره في الحديث 6 من الباب 1 ، وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 3 من هذه الابواب.

2 ـ الكافي 5 : 59 | 11 ، واورده في الحديث 20 من الباب 1 من هذه الابواب.

(1) التهذيب 6 : 177 | 357.