[ 21203 ] 3 ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن جعفر بن محمد ، عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : قال موسى بن عمران ( عليه السلام ) : يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ؟ فأوحى الله إليه : الطاهرة قلوبهم ، والبريئة أيديهم ، الذين يذكرون جلالي ذكر آبائهم ـ إلى أن قال : ـ والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا جرح.
[ 21204 ] 4 ـ محمد بن عليّ بن الحسين في ( المجالس ) عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ( عليهم السلام ) قال : دخل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) على هارون الرشيد وقد استخفه الغضب على رجل فأمر أن يضرب ثلاثة حدود ، فقال : انما تغضب لله ، فلا تغضب له بأكثر مما غضب لنفسه.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2).

9 ـ باب وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر

[ 21205 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن
____________
3 ـ المحاسن : 16 | 45.
4 ـ امالي الصدوق : 27 | 2.
(1) تقدم في الحديثين 7 ، 12 من الباب 3 ، وفي البابين 6 ، 7 من هذه الابواب ، وفي الاحاديث 1 ، 14 ، 20 من الباب 53 من ابواب جهاد النفس.
(2) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الابواب 15 ، 17 ، 18 من هذه الابواب.

الباب 9
فيه 3 احاديث

1 ـ الكافي 5 : 62 | 1 ، والتهذيب 6 : 178 | 364.

( 148 )

محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن عذافر ، عن إسحاق بن عمار ، عن عبد الاعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لما نزلت هذة الاية : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) (1) جلس رجل من المسلمين يبكي ، وقال : أنا عجزت عن نفسي ، كلفت أهلي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك ، وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.
[ 21206 ] 2 ـ وعنهم عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، في قول الله عزّ وجلّ : ( قوا انفسكم وأهليكم نارا ) (1) قلت : كيف أقيهم ؟ قال : تأمرهم بما أمر الله ، وتنهاهم عما نهاهم الله ، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم ، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد (2) وكذا الذي قبله.
[ 21207 ] 3 ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) (1) كيف نقي أهلنا ؟ قال : تأمرونهم وتنهونهم.
الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن النضر بن سويد ، عن زرعة ، عن أبي بصير ، وذكر الحديث (2) والذي قبله.
____________
(1) التحريم 66 : 6.
2 ـ الكافي 5 : 62 | 2 ، والزهد : 17 | 36 ، وتفسير القمي 2 : 377.
(1) التحريم 66 : 6.
(2) التهذيب 6 : 179 | 365.
3 ـ الكافي 5 : 62 | 3.
(1) التحريم 66 : 6.
(2) الزهد : 17 | 36.

( 149 )

ورواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد (3) ، وكذا الذي قبله.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك عموما (4) ، ويأتي ما يدل على عليه (5).

10 ـ باب وجوب الاتيان بما يأمر به من الواجبات ، وترك ما
ينهى عنه من المحرمات

[ 21208 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عمرو بن عثمان ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ) (1) قال : كانوا ثلاثة أصناف : صنف ائتمروا وأمروا فنجوا ، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا ، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن سهل بن زياد نحوه (2).
[ 21209 ] 2 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ـ في وصيته لولده محمد بن الحنفية : ـ يا بني ، اقبل من
____________
(3) تفسير القمي 2 : 277.
(4) تقدم في الباب 1 من هذه الابواب.
(5) يأتي في البابين 19 ، 20 من هذه الابواب.

الباب 10
فيه 12 حديثا

1 ـ الكافي 8 : 158 | 151.
(1) الاعراف 7 : 165.
(2) الخصال : 100 | 54.
2 ـ الفقيه 4 : 277.

( 150 )

الحكماء مواعظهم ، وتدبر أحكامهم ، وكن آخذ الناس بما تأمر به ، وأكف الناس عما تنهى عنه ، وأمر بالمعروف تكن من أهله ، فإن استتمام الامور عند الله تبارك وتعالى الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.
[ 21210 ] 3 ـ وفي ( الخصال ) عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عامل (1) بما يأمر به ، تارك لما ينهى عنه ، عادل فيما يأمر ، عادل فيما ينهى ، رفيق فيما يأمر ، رفيق فيما ينهى.
[ 21211 ] 4 ـ وفي ( المجالس ) عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) : بم يعرف الناجي ؟ فقال : من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً ، فانما ذلك مستودع.
[ 21212 ] 5 ـ وعن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن عبدالله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ـ في حديث وصف المؤمن والمنافق ـ قال : والمنافق ينهى ولا ينتهي ، ويأمر بما لا يأتي.
[ 21213 ] 6 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير
____________
3 ـ الخصال : 109 | 79 ، واورده عن الكافي في الحديث 10 من الباب 2 من هذه الابواب.
(1) في نسخة : عالم ( هامش المخطوط ).
4 ـ امالي الصدوق : 293 | 7.
5 ـ امالي الصدوق : 399 | 12 ، واورده عن الكافي في الحديث 11 من الباب 49 وصدره عن كتب اخرى في الحديث 12 من الباب 4 من ابواب جهاد النفس.
6 ـ نهج البلاغة 3 : 166 | 73.

( 151 )

المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
[ 21214 ] 7 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) لرجل سأله أن يعظه : لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل ـ إلى أن قال ـ ينهى ولا ينتهي ويأمر بما لا يأتي... الحديث.
[ 21215 ] 8 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : ( وأمروا بالمعروف وائتمروا به ) (1) ، وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه ، وإنما أمرنا (2) بالنهي بعد التناهي.
[ 21216 ] 9 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) ـ في خطبة له : ـ فانا لله وإنا اليه راجعون ، ظهر الفساد فلا منكر مغير ، ولا زاجر مزدجر ، لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له ، والناهين عن المنكر العاملين به.
[ 21217 ] 10 ـ الحسن بن محمد الديلمي في ( الارشاد ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : قيل له : لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله ولا ننهى عن المنكر حتى ننتهي عنه كله ؟ فقال : لا بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله ، وانهوا عن المنكر وان لم تنتهوا عنه كله.
[ 21218 ] 11 ـ قال : وقال ( صلى الله عليه وآله ) : رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، ثم ترمى ،
____________
7 ـ نهج البلاغة 3 : 189 | 150.
8 ـ نهج البلاغة 1 : 202 | ذيل خطبة 101.
(1) ليس في المصدر.
(2) في المصدر : أمرتم.
9 ـ نهج البلاغة 2 : 17 | 125.
10 ـ إرشاد القلوب : 14.
11 ـ إرشاد القلوب : 16.

( 152 )

فقلت ، يا جبرئيل من هؤلاء ؟ فقال : خطباء أمتك ، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون.
[ 21219 ] 12 ـ محمد بن الحسن في ( المجالس والاخبار ) بإسناده الآتي (1) ، عن أبي ذر ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ في وصيته له ـ قال : يا أبا ذر يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون : ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم ؟ فيقولون : إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (2).

11 ـ باب تحريم اسخاط الخالق في مرضاة المخلوق حتى
الوالدين ووجوب العكس

[ 21220 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله.
[ 21221 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن
____________
12 ـ امالي الطوسي 2 : 140.
(1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة رقم (49).
(2) تقدم في الحديث 19 من الباب 21 ، وفي الحديث 1 من الباب 37 ، وفي الباب 38 من ابواب جهاد النفس ، وفي الحديث 7 من الباب 1 من ابواب احكام العشرة.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 6 من الباب 41 من هذه الابواب.

الباب 11
فيه 12 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 276 | 4.
2 ـ الكافي 2 : 276 | 2 و 5 : 62 | 1.

( 153 )

إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) (1) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزّ وجلّ كان حامده من الناس ذاما ، ومن آثر طاعة الله عزّ وجلّ بما بغضب الناس كفاه الله عزّ وجلّ عداوة كل عدو ، وحسد كل حاسد ، وبغي كل باغ ، وكان الله له ناصرا وظهيرا.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (2).
[ 21222 ] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كتب رجل إلى الحسين ( عليه السلام ) : عظني بحرفين ، فكتب إليه : من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو ، وأسرع لمجيء ما يحذر.
[ 21223 ] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أرضى سلطانا جائرا بسخط الله خرج من دين الله.
[ 21224 ] 5 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزّ وجلّ كان حامده من الناس ذاما.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن
____________
(1) في نسخة من التهذيب : عن ابي عبدالله ( عليه السلام ).
(2) التهذيب 6 : 179 | 366.
3 ـ الكافي 2 : 276 | 3.
4 ـ الكافي 2 : 277 | 5.
5 ـ الكافي 2 : 276 | 2 و 5 : 63 | 3.

( 154 )

أبيه ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن السكوني مثله (1).
[ 21225 ] 6 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن صفوان بن يحيى (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا تسخطوا الله برضى أحد من خلقه ، ولا تتقربوا إلى الناس بتباعد من الله.
[ 21226 ] 7 ـ قال : ومن ألفاظ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ورواه الرضي في ( نهج البلاغة ) مرسلا عن علي ( عليه السلام ) (1).
[ 21227 ] 8 ـ وفي ( عيون الاخبار ) بأسانيده السابقة في اسباغ الوضوء (1) عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : لا دين لم دان بطاعة مخلوق في معصية الخالق.
[ 21228 ] 9 ـ وبإسناده يأتي في فعل المعروف إلى غير اهله (1) ، عن الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أرضى سلطانا بما أسخط الله خرج من دين الله.
____________
(1) الخصال : 3 | 6.
6 ـ الفقيه 4 : 288 | 864.
(1) في المصدر زيادة : عن ابي الصباح الكناني.
7 ـ الفقيه 4 : 273 ، واورده عن المعتبر في الحديث 7 من الباب 59 من ابواب وجوب الحج.
(1) نهج البلاغة : 193 | حكمه 165. الكافي : 175 | 17.
8 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 43 | 149.
(1) تقدم في الحديث 4 من الباب 54 من ابواب الوضوء.
9 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 69 | 318.
(1) يأتي في الحديث 6 من الباب 3 من ابواب فعل المعروف.

( 155 )

[ 21229 ] 10 ـ وبإسناده عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في كتابه إلى المأمون ـ قال : وبر الوالدين واجب وإن كانا مشركين ، ولا طاعة لهما في معصية الخالق ولا لغيرهما فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وفي ( الخصال ) بإسناده عن الاعمش ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ـ في حديث شرايع الدين ـ مثله (1).
[ 21230 ] 11 ـ وفي ( كتاب التوحيد ) عن علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن إسماعيل البرمكيّ ، عن الحسين بن الحسن بن بردة ، عن العباس بن عمرو الفقيميّ ، عن إبراهيم بن محمد العلوي ، عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال : سمعته ( عليه السلام ) يقول : ما (1) اتقى الله يتقى ، ومن أطاع الله يطاع ، وقال : من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوقين ومن أسخط الخالق فقمن أن يسلط الله عليه سخط المخلوق... الحديث.
ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن المختار بن محمد بن المختار ، وعن محمد بن الحسن ، عن عبدالله بن الحسن العلوي جميعاً ، عن الفتح بن يزيد مثله (2).
[ 21231 ] 12 ـ علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن جعفر بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن الحسين بن عليّ بن أبي حمزة (1) ، عن أبيه ، عن
____________
10 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 124.
(1) الخصال : 608 | 2.
11 ـ التوحيد : 60 | 18.
(1) كذا صوبه المصنف بعد ان كتبها ( من ) وفي المصدر : من.
(2) الكافي 1 : 107 | 3.
12 ـ تفسير القمي 2 : 55.
(1) في المصدر : الحسن بن علي بن ابي حمزة.

( 156 )

أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ : ( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ) (2) قال : ليس العبادة هي السجود والركوع إنما هي طاعة الرجال ، من أطال المخلوق في معصية الخالق فقد عبده.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (3).

12 ـ باب كراهة التعرض للذل

[ 21232 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن الحسين (1) ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي الحسن الاحمسي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله فوض إلى المؤمن أموره كلها ، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا ، أما تسمع الله عزّ وجلّ يقول : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) (2) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلاً ، ثم قال : إن المؤمن أعز من الجبل إن الجبل يستقل
____________
(2) مريم 19 : 81 ، 82.
(3) تقدم في الباب 59 من ابواب وجوب الحج ، وفي الحديث 8 من الباب 1 من ابواب جهاد العدو ، وفي الباب 3 ، وفي الحديث 5 من الباب 7 ، وفي الحديث 1 من الباب 36 من ابواب جهاد النفس.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 1 من الباب 49 من ابواب ما يكتسب به ، وفي الحديث 17 من الباب 10 من ابواب صفات القاضي.

الباب 12
فيه 4 احاديث

1 ـ الكافي 5 : 63 | 1.
(1) في التهذيب : محمد بن الحسن ( هامش المخطوط ).
(2) المنافقون 63 : 8.

( 157 )

منه بالمعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن الحسن مثله (3).
[ 21233 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إن الله عزّ وجلّ فوض إلى المؤمن أموره كلها ، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه ، أما تسمع لقول الله عزّ وجلّ : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) (1) فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزاً ، ولا يكون ذليلا يعزه الله بالايمان والاسلام.
وعن محمد بن أحمد ، عن (2) عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عن سعدان ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله ، إلى قوله : ولا يكون ذليلا (3).
[ 21234 ] 3 ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن كل شيء إلا إذلال نفسه.
[ 21235 ] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن خلاد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام )
____________
(3) التهذيب 6 : 179 | 367.
2 ـ الكافي 5 : 63 | 2.
(1) المنافقون 63 : 8.
(2) في نسخة : بن ( هامش المخطوط ).
(3) الكافي 5 : 64 | 6.
3 ـ الكافي 5 : 63 | 3.
4 ـ الخصال : 23 | 81.

( 158 )

قال : ما احب أن لي بذل نفسي حمر النعم ، وما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا أكافئ بها صاحبها.
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (1).

13 ـ باب كراهة التعرض لما لا يطيق ، والدخول فيما
يوجب الاعتذار

[ 21236 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن داود الرقي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ، قيل له وكيف يذل نفسه ؟ قال : يتعرض لما لا يطيق.
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله (1).
[ 21237 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل بن عمر قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ، قلت : بما يذل نفسه ؟ قال (1) : يدخل فيما يعتذر منه.
____________
(1) يأتي في الباب 13 من هذه الابواب ، وفي الباب 1 من ابواب الدين ، وفي الباب 53 من ابواب الشهادات.
وتقدم ما يدل عليه في الابواب 1 ، 2 ، 3 من ابواب الملابس ، وفي الباب 32 من ابواب الصدقة.

الباب 13
فيه 4 احاديث

1 ـ الكافي 5 : 63 | 4.
(1) التهذيب 6 : 180 | 368.
2 ـ الكافي 5 : 64 | 5.
(1) في التهذيب زيادة : لا ( هامش المخطوط ).

( 159 )

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (2).
[ 21238 ] 3 ـ الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان والحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إياك وما تعتذر منه فإن المؤمن لا يسيء ولا يعتذر ، والمنافق يسيء كل يوم ويعتذر.
[ 21239 ] 4 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : الاستغناء عن العذر أعز من الصدق به.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1).

14 ـ باب استحباب الرفق بالمؤمنين في أمرهم
بالمندوبات ، والاقتصار على ما لا يثقل على المأمور ويزهد
في الدين ، وكذا النهي عن المكروهات

[ 21240 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يا عمر لا تحملوا على شيعتنا ، وارفقوا بهم ، فإن الناس لا يحتملون ما تحملون.
[ 21241 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن
____________
(2) التهذيب 6 : 180 | 369.
3 ـ الزهد : 5 | 7.
4 ـ نهج البلاغة 3 : 231 | 329.
(1) تقدم في الباب 12 من هذه الابواب.

الباب 14
فيه 9 احاديث

1 ـ الكافي 8 : 334 | 522.
2 ـ الكافي 2 : 35 | 1.

( 160 )

الحسن بن محبوب ، عن عمار بن أبي الاحوص ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ان الله وضع الايمان على سبعة أسهم : على البر ، والصدق ، واليقين ، والرضا ، والوفاء ، والعلم ، والحلم ، ثم قسم ذلك بين الناس ، فمن جعل فيه السبعة الاسهم فهو كامل محتمل ، وقسم لبعض الناس السهم ، ولبعضهم السهمين ، ولبعضهم الثلاثة حتى انتهوا إلى سبعة ثم قال : لا تحملوا على صاحب السهم سهمين ، ولا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهظوهم ، ثم قال كذلك حتى انتهى إلى سبعة.
[ 21242 ] 3 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن ابن فضال ، عن حسن بن الجهم ، عن أبي اليقظان عن يعقوب بن الضحاك ، عن رجل (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنه جرى ذكر قوم ، قال : فقلت له : إنا لنبرأ منهم إنهم لا يقولون ما نقول ، قال : فقال : يتولونا ولا يقولون ما تقولون تبرأون منهم ؟ قلت : نعم ، قال : فهو ذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم ـ إلى أن قال : ـ فتولوهم ولا تبرأوا منهم إن من المسلمين من له سهم ، ومنهم من له سهمان ، ومنهم من له ثلاثة أسهم ، ومنهم من له أربعة أسهم ، ومنهم من له خمسة أسهم ، ومنهم من له ستة أسهم ، ومنهم من له سبعة أسهم ، فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين ، ولا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة ، ولا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الاربعة ، ولا صاحب الاربعة ، على ما عليه صاحب الخمسة ، ولا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة ، ولا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة ، وسأضرب لك مثلا ، إن رجلا
____________
3 ـ الكافي 2 : 35 | 2.
(1) في المصدر : عن رجل من اصحابنا سراج وكان خادما لابي عبدالله ( عليه السلام ).

( 161 )

كان له جار وكان نصرانيا فدعاه إلى الاسلام وزينه له فأجابه ، فأتاه سحيرا فقرع عليه الباب ، فقال : من هذا ؟ قال : أنا فلان ، قال : وما حاجتك ؟ قال توضأ والبس ثوبيك ومر بنا إلى الصلاة ، قال : فتوضأ ولبس ثوبيه وخرج معه ، قال : فصليا ما شاء ، الله ثم صليا الفجر ، ثم مكثا حتى أصبحا ، فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله ، فقال له الرجل : أين تذهب ؟ النهار قصير ، والذي بينك وبين الظهر قليل ، قال : فجلس معه إلى أن صلى الظهر ، ثم قال : وما بين الظهر والعصر قليل ، فاحتبسه حتى صلى العصر ، قال : ثم قام وأراد أن ينصرف إلى منزله فقال له : ان هذا آخر النهار وأقل من أوله ، فاحتبسه حتى صلى المغرب ، ثم أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له : إنما بقيت صلاة واحدة ، قال : فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ثم تفرقا ، فلما كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب ، فقال : من هذا ؟ قال : أنا فلان ، قال : وما حاجتك ؟ قال : توضأ والبس ثوبيك واخرج فصل ، قال : اطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني ، وأنا إنسان مسكين وعليّ عيال ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أدخله في شيء أخرجه منه ، أو قال : أدخله من مثل ذه وأخرجه من مثل هذا.
[ 21243 ] 4 ـ وعن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن موسى ، عن أحمد بن عمر ، عن يحيى بن أبان ، عن شهاب قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الخلق لم يلم أحد أحدا ، فقلت : أصلحك الله فكيف ذلك ؟ فقال إن الله خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءا ، ثم جعل الاجزاء أعشارا ، فجعل الجزء عشرة أعشار ، ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء وفي آخر عشري جزء حتى بلغ به جزءا تاما ، وفي آخر جزءا وعشر جزء ، وفي آخر جزءا وعشري جزء ، وآخر جزءا وثلاثة أعشار جزء حتى بلغ به جزئين تامين ،
____________
4 ـ الكافي 2 : 37 | 1.
( 162 )

ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزءا ، فمن لم يجعل فيه إلا عشر جزء لم يقدر أن يكون مثل صاحب العشرين ، وكذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الاعشار (1) ، وكذلك من تم له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزئين ولو علم الناس ان الله عزّ وجلّ خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا.
[ 21244 ] 5 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابه ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن محمد بن عثمان ، عن محمد بن حماد الخزاز ، عن عبد العزيز القراطيسيّ قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلّم ، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشرة ، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك ، وإذا رأيت من هو اسفل منك بدرجة فارفعه (1) إليك برفق ، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره ، فإنّ من كسر مؤمنا فعليه جبره.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن محمد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن ابي عبدالله الرازي ، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان مثله (2).
وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن الحسين بن معاوية ، عن محمد بن حماد نحوه ، وزاد في الروايتين : وكان المقداد في الثامنة وأبوذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة (3).
____________
(1) في المصدر : صاحب الثلاثة الاعشار.
5 ـ الكافي 2 : 37 | 2.
(1) في المصدر : فارفقه.
(2) الخصال : 447 | 48.
(3) الخصال : 448 | 49.

( 163 )

[ 21245 ] 6 ـ وعنه عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إن المؤمنين على منازل ، منهم على واحدة ، ومنهم على اثنتين ، ومنهم على ثلاث ، ومنهم على أربع ، ومنهم على خمس ، ومنهم على ست ، ومنهم على سبع ، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو ، وعلى صاحب الثنتين ثلاثا لم يقو ، وعلى صاحب الثلاث أربعا لم يقو ، وعلى صاحب الاربع خمسا لم يقو ، وعلى صاحب الخمس ستا لم يقو ، وعلى صاحب الست سبعا لم يقو ، وعلى هذه الدرجات.
[ 21246 ] 7 ـ وعنه عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن محمد بن سنان ، عن الصباح بن سيابة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما أنتم والبراءة يبرأ بعضكم من بعض ، إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض ، وبعضهم أكثر صلاة من بعض ، وبعضهم أنفذ بصرا (1) من بعض وهي الدرجات.
[ 21247 ] 8 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن القاسم بن محمد الاصفهاني ، عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : كان آخر ما أوصى به الخضر موسى ( عليه السلام ) قال : لا تعيرن أحدا بذنب ، وإن أحب الامور إلى الله ثلاثة : القصد في الجدة ، والعفو في المقدرة ، والرفق بعباد الله ، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة ، ورأس الحكمة مخافة الله عزّ وجلّ.
____________
6 ـ الكافي 2 : 37 | 3.
7 ـ الكافي 2 : 38 | 4.
(1) في نسخة : بصيرة ( هامش المخطوط ).
8 ـ الخصال : 111 | 83.