29 ـ باب جواز التقية في اظهار كلمة الكفر كسبّ الانبياء
والائمة ( عليهم السلام ) والبراءة منهم وعدم وجوب التقية
في ذلك وان تيقن القتل
[ 21422 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :
إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك ،
فآتاهم الله أجرهم مرتين.
ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
الطالقاني ، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ،
عن جعفر بن سليمان ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق
جعفر بن محمد ( عليه السلام ) مثله
(1).
[ 21423 ] 2 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن
مسعدة بن صدقة قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إن الناس يروون
أن عليا ( عليه السلام ) قال على منبر الكوفة : ايها الناس انكم ستدعون إلى
سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة منّي فلا تبروؤا مني ، فقال : ما أكثر ما
يكذب
(1) الناس على علي ( عليه السلام ) ، ثم قال : إنما قال : انكم
ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني وإني لعلى دين محمد
( صلى الله عليه وآله ) ، ولم يقل : ولا تبرؤوا مني ، فقال له السائل :
____________
الباب 29
فيه 21 حديثا
1 ـ الكافي 1 : 373 | 28.
(1) امالي الصدوق : 492 | 12.
2 ـ الكافي 2 : 173 | 10.
(1) يأتي وجه التكذيب ( منه. قده ).
( 226 )
أرايت ان اختار القتل دون البراءة ، فقال : والله ما ذلك عليه ، وماله إلا ما
مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان ، فأنزل
الله عزّ وجلّ فيه : (
إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان )
(2) فقال له النبي
( صلى الله عليه وآله ) عندها : يا عمار إن عادوا فعد ، فقد انزل الله
عذرك ، وامرك ان تعود إن عادوا.
ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم مثله
(3).
[ 21424 ] 3 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن
محمد بن مروان قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ما منع ميثم رحمه
الله من التقية ؟ فوالله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه : (
إلا
من أكره وقلبه مطمئن بالايمان )
(1).
[ 21425 ] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،
عن زكريا المؤمن ، عن عبدالله بن أسد ، عن عبدالله بن عطا قال : قلت لابي
جعفر ( عليه السلام ) : رجلان من أهل الكوفة اخذا فقيل لهما : ابرءا من
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فبرىء واحد منهما ، وأبى الآخر فخلي سبيل
الذي برىء وقتل الآخر ، فقال : أما الذي برىء فرجل فقيه في دينه ، وأما
الذى لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة.
[ 21426 ] 5 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن خالد بن نافع ،
عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أن رجلا أتى النبي
____________
(2) النحل 16 : 106.
(3) قرب الإسناد : 8.
3 ـ الكافي 2 : 174 | 15.
(1) النحل 16 : 106.
4 ـ الكافي 2 : 175 | 21.
5 ـ الكافي 2 : 126 | 2 ، واورده في الحديث 4 من الباب 92 من ابواب احكام الاولاد.
( 227 )
( صلى الله عليه وآله ) فقال : أوصني فقال : لا تشرك بالله شيئا وإن
أحرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالايمان ، ووالديك فأطعهما...
الحديث.
[ 21427 ] 6 ـ عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإسناد ) عن أحمد بن
إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن التقية
ترس المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقية له ، فقلت له : جعلت فداك قول الله
تبارك وتعالى : (
إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان )
(1) قال : وهل التقية الا
هذا.
[ 21428 ] 7 ـ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال )
عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عبدالله بن مهران ، عن محمد بن علي
الصيرفي ، عن علي بن محمد ، عن يوسف بن عمران الميثمي قال : سمعت
ميثم النهرواني يقول : دعاني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) وقال : كيف أنت يا ميثم اذا دعاك دعي بني أمية ـ عبيد الله بن زياد ـ
إلى البراءة منّي ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك ؟ قال : إذا
والله يقتلك ويصلبك ، قلت : أصبر ، فداك في الله قليل فقال : يا ميثم اذا
تكون معي في درجتي... الحديث.
ورواه الراوندي في ( الخرائج والجرائح ) عن عمران ، عن أبيه ميثم ،
مثله
(1).
[ 21429 ] 8 ـ الحسن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن
____________
6 ـ قرب الإسناد : 17.
(1) النحل 16 : 106.
7 ـ رجال الكشي 1 : 295 | 139.
(1) الخرائج والجرائح : 61.
8 ـ امالي الطوسي 1 : 213.
( 228 )
محمد بن محمد ، عن محمد بن عمر الجعابي ، عن أحمد بن محمد بن
سعيد ، عن يحيى بن زكريا يابن شيبان ، عن بكر بن مسلم
(1) ، عن
محمد بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده
قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ستدعون إلى سبّي
فسبوني ، وتدعون إلى البراءة مني فمدوا الرقاب فاني على الفطرة.
[ 21430 ] 9 ـ وعن أبيه ، عن هلال بن محمد الحفار ، عن إسماعيل بن
علي الدعبلي ، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي الخزاعي ، عن علي بن
موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم
السلام ) انه قال : انكم ستعرضون على سبي ، فإن خفتم على أنفسكم
فسبوني ، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تفعلوا فإني على
الفطرة.
[ 21431 ] 10 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن امير
المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب
البلعوم ، مندحق البطن
(1) ، يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ولن
تقتلوه ، ألا وإنه سيأمركم بسبي ، والبراءة مني ، فأما السب فسبوني فانه لي
زكاة ، ولكم نجاة ، وأما البراءة فلا تتبرأوا مني ، فإني ولدت على الفطرة ،
وسبقت إلى الايمان والهجرة.
[ 21432 ] 11 ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج )
____________
(1) في المصدر : بكير بن سلم.
9 ـ أمالي الطوسي 1 : 374.
10 ـ نهج البلاغة 1 : 101 | 56.
(1) مندحق البطن : واسعها . ( لسان العرب ـ دحق ـ 10 : 95 ).
11 ـ الاحتجاج : 238.
( 229 )
عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في احتجاجه على بعض اليونان قال :
وآمرك أن تصون دينك ، وعلمنا الذي أودعناك ، فلا تبد علومنا لمن يقابلها
بالعناد
(1) ، ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا ، وآمرك أن تستعمل التقية في
دينك فإن الله يقول : (
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة )
(2) وقد اذنت
لكم في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه وفي إظهار البراءة إن حملك
الوجل عليه وفي ترك الصلوات
(3) المكتوبات ان خشيت على حشاشة
(4)
نفسك الآفات والعاهات ، فإن تفضيلك أعداءنا عند خوفك لا ينفعهم ولا
يضرنا ، وإن اظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح ، فينا ولا ينقصنا ، ولئن
تبرأ منا ساعة بلسانك وانت موال لنا بجنانك ، لتبقي على نفسك روحها التي
بها قوامها ، ومالها الذي به قيامها ، وجاهها الذي به تمسكها ، وتصون من
عرف بذلك أولياءنا واخواننا ، فإن ذلك أفضل من ان تتعرض للهلاك ،
وتنقطع به عن عمل في الدين ، وصلاح اخوانك المؤمنين ، وإياك ثم إياك أن
تترك التقية التي أمرتك بها ، فانك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض
لنعمتك ونعمتهم للزوال ، ومذل لهم في أيدي اعداء دين الله ، وقد أمرك الله
باعزازهم ، فانك ان خالفت وصيتي كان ضررك على إخوانك ونفسك أشد من
ضرر الناصب لنا ، الكافر بنا.
ورواه العسكري في ( تفسيره ) عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام )
مثله
(5).
____________
(1) في المصدر زيادة : ويقابلك من اهلها بالشتم واللعن ، والتناول من العرض والبدن.
(2) آل عمران 3 : 28.
(3) المراد ترك ما زاد على الايماء ، لما تقدم في صلاة الخوف وغيره ( منه . قده ).
(4) الحشاشة : بقية الروح ( الصحاح ـ حشش ـ 3 : 1002 ).
(5) تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) : 175 | 84.
( 230 )
[ 21433 ] 12 ـ محمد بن مسعود العياشي في ( تفسيره ) عن أبي بكر
الحضرمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ انه قيل له : مد
الرقاب أحب اليك ام البراءة من علي ( عليه السلام ) ؟ فقال : الرخصة أحب
إليّ ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ في عمار : (
إلا من أكره وقلبه مطمئن
بالايمان )
(1).
[ 21434 ] 13 ـ وعن عبدالله بن عجلان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
قال : سألته فقلت له : ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك ان ندعى إلى
البراءة من علي ( عليه السلام ) ، فكيف نصنع ؟ قال : فابرأ منه ، قلت : أيهما
أحب اليك ؟ قال : ان تمضوا على ما مضى عليه عمار بن ياسر ، أخذ بمكة
فقالوا له : ابرأ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فبرأ منه فأنزل الله
عزّ وجلّ عذره : (
إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان )
(1).
[ 21435 ] 14 ـ وعن عبدالله بن يحيى
(1) ، عن أبي عبدالله ( عليه
السلام ) أنه ذكر أصحاب الكهف فقال : لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم ،
فقيل له : وما كلفهم قومهم ؟ فقال : كلفوهم الشرك بالله العظيم ، فأظهروا
لهم الشرك ، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج.
[ 21436 ] 15 ـ وعن درست ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما
____________
12 ـ تفسير العياشي 2 : 272 | 74.
(1) النحل 16 : 106.
13 ـ تفسير العياشي 2 : 272 | 76.
(1) النحل 16 : 106.
14 ـ تفسير العياشي 2 : 323 | 8.
(1) في المصدر : عبيدالله بن يحيى.
15 ـ تفسير العياشي 2 : 323 | 9 ، واورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 26 من هذه الابواب.
( 231 )
بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف ، إنهم كانوا يشدون الزنانير ،
ويشهدون الاعياد فآتاهم الله أجرهم مرتين.
[ 21437 ] 16 ـ وعن الكاهلي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن
أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر ، وكانوا على إجهار الكفر
اعظم أجرا منهم على إسرار الايمان.
[ 21438 ] 17 ـ فخار بن معد الموسوي في كتاب ( الحجة على الذاهب
إلى تكفير أبى طالب ) بإسناده إلى ابن بابويه ، عن أبيه ، عن الحسين بن
أحمد المالكي ، عن أحمد بن هلال ، عن علي بن حسان ، عن عمه
عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ ان
جبرئيل ( عليه السلام ) نزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا
محمد إن ربك يقرؤك السلام ، ويقول لك : ان أصحاب الكهف أسروا
الايمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر
الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين ، وما خرج من الدنيا حتى أتته
البشارة من الله بالجنة.
[ 21439 ] 18 ـ وعن عبد الحميد بن التقي الحسيني ، عن الشريف أبي
علي الموضح ، عن محمد بن الحسن العلوي ، عن عبد العزيز بن يحيى
الجلودي
(1) ، عن عبدالله بن أبي الصقر ، عن الشعبي يرفعه عن أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) قال : كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب
مؤمنا مسلماً ، يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش ، ثم ذكر
____________
16 ـ تفسير العياشي 2 : 323 | 10.
17 ـ الحجة على الذاهب : 17.
18 ـ الحجة على الذاهب : 24.
(1) السند في المصدر هكذا : عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، عن احمد بن محمد العطار ، عن
ابو عمر حفص بن عمر بن الحرث النمري ، عن عمر بن ابي زائدة.... إلى آخره.
( 232 )
لعلي ( عليه السلام ) أبياتا في رثاء أبيه والدعاء له.
[ 21440 ] 19 ـ وبإسناده عن ابن بابويه ، عن محمد بن القاسم المفسر ،
عن يوسف بن محمد بن زياد ، عن العسكري ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ
قال : إن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه.
[ 21441 ] 20 ـ علي بن الحسين المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه )
نقلا من تفسير النعماني بإسناده الآتي
(1) عن علي ( عليه السلام ) قال : وأما
الرخصة التي ( صاحبها فيها بالخيار )
(2) ، فإن الله نهى المؤمن أن يتخذ
الكافر وليا ، ثم من عليه باطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر ـ إلى أن
قال : ـ قال الله تعالى : (
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله
نفسه )
(3) فهذه رحمة تفضل الله بها على المؤمنين ، رحمة لهم ليستعملوها
عند التقية في الظاهر ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله
يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه.
[ 21442 ] 21 ـ محمد بن محمد المفيد في ( الارشاد ) قال : استفاض عن
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : ستعرضون من بعدي على سبي
فسبوني ، فمن عرض عليه البراءة مني فليمدد عنقه ، فإن برىء مني فلا دنيا
له ولا آخرة.
____________
19 ـ الحجة على الذاهب : 114.
20 ـ المحكم والمتشابه : 36.
(1) يأتي في الفائدة الثانية | من الخاتمة برقم ( 52 ).
(2) في المصدر : يعمل بظاهرها عند التقية ولا يعمل بباطنها.
(3) آل عمران 3 : 28.
21 ـ إرشاد المفيد : 169.
( 233 )
أقول : وتقدم ما يدل على بعض المقصود
(1) ، ويأتي ما يدل عليه
(2) ،
وما تقدم في حديث مسعدة من تكذيب رواية النهي عن البراءة راويه عاميّ ،
ويحتمل الحمل على إنكار النهي التحريمي خاصة ، وعلى التقية في
الرواية ، ولا يخفى على اللبيب ما فيه من الحكمة
(3).
30 ـ باب وجوب التقية في الفتوى مع الضرورة
[ 21443 ] 1 ـ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال )
عن حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن
إسماعيل بن عمار ، عن ابن مسكان ، عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي
عبدالله ( عليه السلام ) : إنّي أقعد في المسجد ، فيجيء الناس فيسألوني ،
فإن لم اجبهم لم يقبلوا منّي ، وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم ، فقال
لي : انظر ما علمت أنه من قولهم فأخبرهم بذلك.
[ 21444 ] 2 ـ وعن حمدويه وإبراهيم ابني نصير ، عن يعقوب بن يزيد ،
عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن معاذ
(1) ، عن أبيه معاذ بن مسلم
النحوي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : بلغني أنك تقعد في الجامع
____________
(1) تقدم في الحديث 10 من الباب 25 من هذه الابواب ، وفي الباب 56 من ابواب جهاد النفس.
وتقدم ما يدل على التقية مطلقا في الابواب 24 ، 25 ، 27 ، 28 من هذه الابواب.
(2) يأتي في الباب 31 من هذه الابواب.
(3) تقدم في الحديث 2 من هذا الباب.
الباب 30
فيه حديثان
1 ـ رجال الكشي 2 : 622 | 602.
2 ـ رجال الكشي 2 : 524 | 470.
(1) في نسخة : حسن بن معاذ ( هامش المخطوط ).
( 234 )
فتفتي الناس ؟ قلت : نعم ، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج ، إني
أقعد في المسجد فيجيء الرجل فيسألني عن الشيء ، فاذا عرفته بالخلاف
لكم أخبرته بما يفعلون ، ويجيء الرجل أعرفه بمودتكم فأخبره بما جاء
عنكم ، ويجيء الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو ، فأقول : جاء عن فلان
كذا ، وجاء عن فلان كذا ، فادخل قولكم فيما بين ذلك ، قال : فقال لي :
اصنع كذا ، فإني كذا أصنع.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(2) ، ويأتي ما يدل عليه
(3).
31 ـ باب عدم جواز التقية في الدم
[ 21445 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن
عبد الجبار ، عن صفوان ، عن شعيب الحداد ، عن محمد بن مسلم ، عن
أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : انما جعلت التقية ليحقن بها الدم ، فاذا بلغ
الدم فليس تقية.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ومحمد بن عيسى اليقطيني ،
عن صفوان بن يحيى ، نحوه
(1).
[ 21446 ] 2 ـ محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن محمد بن الحسن
الصفار ، عن يعقوب ـ يعني ابن يزيد ـ عن الحسن بن علي بن فضال ، عن
____________
(2) تقدم في الباب 25 من هذه الابواب.
(3) يأتي في الباب 31 من هذه الابواب ، وفي الاحاديث 2 ، 3 ، 7 ، 17 ، 46 من الباب 9 من
ابواب صفات القاضي ، وفي الباب 11 من ابواب آداب القاضي.
الباب 31
فيه حديثان
1 ـ الكافي 2 : 174 | 16.
(1) المحاسن : 259 | 310.
2 ـ التهذيب 6 : 172 | 335.
( 235 )
شعيب العقرقوفي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو عبدالله ( عليه
السلام ) : لم
(1) تبق الارض إلا وفيها منا عالم ، يعرف الحق من الباطل ،
قال : إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم ، فاذا بلغت التقية الدم فلا تقية ،
وأيم الله لو دعيتم لتنصرونا لقلتم : لا نفعل إنما نتقي ، ولكانت التقية أحب
إليكم من آبائكم وأمهاتكم ، ولو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن
ذلك ، ولاقام في كثير منكم من اهل النفاق حد الله.
32 ـ باب وجوب كتم الدين عن غيرأهله مع التقية
[ 21447 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير ، عن يونس بن عمار ، عن سليمان بن خالد ، قال : قال أبو
عبدالله ( عليه السلام ) : يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ، ومن
أذاعه أذله الله.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله
(1).
[ 21448 ] 2 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن
محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين
( عليه السلام ) قال : وددت والله اني افتديت خصلتين في الشيعة لنا
ببعض لحم ساعدي : النزق
(1) ، وقلة الكتمان.
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن الحميري ، عن
____________
(1) في المصدر : لن.
الباب 32
فيه 6 احاديث
1 ـ الكافي 2 : 176 | 3.
(1) المحاسن : 257 | 295.
2 ـ الكافي 2 : 175 | 1.
(1) النزق : الخفة والطيش ( الصحاح ـ نزق ـ 4 : 1558 ).
( 236 )
محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب مثله
(2).
[ 21449 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن
مروان ، عن أبي اسامة زيد الشحام قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) :
أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شيء : الصبر
والكتمان.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن
عمار بن مروان ، عن حسين بن المختار ، عن أبي أسامة مثله الا أنه قال :
كثرة الصبر
(1).
[ 21450 ] 4 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ،
عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ انه اوصى جماعة
فقال : ليقو شديدكم ضعيفكم ، وليعد غنيكم على فقيركم ، ولا تبثوا سرنا ،
ولا تذيعوا أمرنا.
[ 21451 ] 5 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الاعلى
قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إنه ليس احتمال امرنا
التصديق له والقبول فقط ، من احتمال امرنا ستره وصيانته عن غير أهله ،
فاقرئهم السلام ، وقل لهم : رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا ، حدثوهم
بما يعرفون ، واستروا عنهم ما ينكرون... الحديث.
[ 21452 ] 6 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن
____________
(2) الخصال : 44 | 40.
3 ـ الكافي 2 : 176 | 2.
(1) المحاسن : 255 | 285.
4 ـ الكافي 2 : 176 | 4 ، واورد قطعة منه في الحديث 18 من الباب 9 من ابواب صفات القاضي.
5 ـ الكافي 2 : 176 | 5 ، واورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 7 من هذه الابواب.
6 ـ الكافي 2 : 177 | 8 ، واورده عن البصائر في الحديث 24 من الباب 24 من هذه الابواب.
( 237 )
أبيه ، عن عبدالله بن يحيى ، عن حريز ، عن معلى بن خنيس قال : قال أبو
عبدالله ( عليه السلام ) : يا معلّى ، اكتم امرنا ولا تذعه ، فانه من كتم أمرنا
ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا ، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى
الجنة ، يا معلّى ، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ، ونزع النور
من بين عينيه في الآخرة ، وجعله ظلمة تقوده إلى النار ، يا معلّى ، إن التقية
من ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له ، يا معلّى ، إن الله يحب أن
يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية ، يا معلى إن المذيع لامرنا
كالجاحد له.
ورواه في ( المحاسن ) عن أبيه ، ومثله إلا أنه ترك ذكر العبادة في السر
والعلانية
(1).
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(2) ، ويأتي ما يدل عليه
(3).
33 ـ باب تحريم تسمية المهدي ( عليه السلام ) ، وسائر
الائمة ( عليهم السلام ) وذكرهم وقت التقية ، وجواز ذلك
مع عدم الخوف
[ 21453 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن
محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن القاسم ـ شريك المفضل ـ
وكان رجل صدق قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : خلق في
____________
(1) المحاسن : 255 | 286.
(2) تقدم في الحديثين 1 ، 9 من الباب 24 ، وفي الاحاديث 1 ، 11 ، 14 ، 16 ، 17 ، 18 ،
19 من الباب 29 من هذه الابواب.
(3) يأتي في الحديث 1 من الباب 33 ، وفي الباب 34 من هذه الابواب.
الباب 33
فيه 23 حديثا
1 ـ الكافي 8 : 374 | 562.
( 238 )
المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم ، اولئك ليسوا منا ، ولا نحن منهم ،
أنطلق فاداري وأستر فيهتكون ستري ، هتك الله ستورهم يقولون : امام ، والله
ما أنا بإمام إلا من أطاعني ، فأما من عصاني فلست له بامام ، لم يتعلقون
باسمى ألا يكفون اسمي من أفواههم ! فو الله لا يجمعني الله واياهم في
دار.
[ 21454 ] 2 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن
جعفر بن بشير ، عن عنبسة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إياكم
وذكر علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، فإن الناس ليس شيء أبغض إليهم من
ذكر علي وفاطمة ( عليهما السلام ).
[ 21455 ] 3 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن
أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في
حديث الخضر ( عليه السلام ) ـ انه قال : واشهد على رجل من ولد الحسن
لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جوراً ، إنه القائم
بأمر الحسن بن علي ( عليه السلام ).
ورواه الصدوق في كتاب ( إكمال الدين ) وفي ( عيون الاخبار ) عن
أبيه ، ومحمد بن الحسن ، عن سعد والحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن
إدريس كلهم عن أحمد بن محمد البرقي مثله
(1).
[ 21456 ] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن
الحسن بن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :
صاحب هذا الامر لا يسميه باسمه إلا كافر.
____________
2 ـ الكافي 8 : 159 | 156.
3 ـ الكافي 1 : 441 | 1.
(1) إكمال الدين : 315 ، عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 67.
4 ـ الكافي 1 : 268 | 4.
( 239 )
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن أبيه ، عن سعد ، عن
يعقوب بن يزيد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن الريان ـ وفي نسخة : علي
بن زياد
(1) عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه
(2).
[ 21457 ] 5 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن
فضال ، عن الريان بن الصلت قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه
السلام ) وسئل عن القائم ( عليه السلام ) ؟ فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى
اسمه.
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن
سعد ، عن جعفر بن محمد بن مالك مثله
(1).
[ 21458 ] 6 ـ وعن علي بن محمد ، عمن ذكره ، عن محمد بن أحمد
العلوي ، عن داود بن القاسم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن العسكري
( عليه السلام ) يقول : الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من
بعد الخلف ؟ قلت : ولم جعلني الله فداك ؟ قال : لانكم لا ترون شخصه ،
ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : كيف نذكره ؟ قال : قولوا الحجة من آل
محمد.
ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن أبيه ، عن سعد ، عن
محمد بن أحمد العلوي ، مثله
(1).
____________
(1) في الاكمال : علي بن رئاب.
(2) إكمال الدين : 648 | 1.
5 ـ الكافي 1 : 268 | 3.
(1) إكمال الدين : 648 | 2.
6 ـ الكافي 1 : 268 | 1.
(1) إكمال الدين : 648 | 4.
( 240 )
[ 21459 ] 7 ـ وعن علي بن محمد ، عن أبي عبدالله الصالحي قال :
سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد ( عليه السلام ) أن أسال عن الاسم
والمكان ، فخرج الجواب : إن دللتم على الاسم أذاعوه ، وإن عرفوا
المكان دلوا عليه.
أقول : هذا دال على اختصاص النهي بالخوف ، وترتب المفسدة.
[ 21460 ] 8 ـ وعن محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيى جميعا ، عن
عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عثمان العمري ـ في حديث ـ أنه
قال له : أنت رأيت الخلف ؟ قال : اي والله ـ إلى أن قال : ـ قلت :
فالاسم ، قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ،
فليس لي أن احلل ولا أحرم ، ولكن عنه ( عليه السلام ) فإن الامر عند
السلطان ، ان أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا ـ الى أن قال : ـ وإذا وقع الاسم
وقع الطلب ، فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك.
أقول : هذا أوضح دلالة في ان وجه النهي التقية والخوف.
[ 21461 ] 9 ـ محمد بن علي بن الحسين في كتاب ( اكمال الدين ) وفي
كتاب ( التوحيد ) عن علي بن أحمد الدقاق وعلي بن عبدالله الوراق ، عن
محمد بن هارون
(1) ، عن عبد العظيم الحسني ، عن سيدنا علي بن محمد
( عليه السلام ) أنه عرض عليه اعتقاده واقراره بالائمة ( عليهم السلام )
ـ إلى أن قال : ـ ثم أنت يا مولاي ، فقال له ( عليه السلام ) : ومن بعدي ابني
____________
7 ـ الكافي 1 : 268 | 2.
8 ـ الكافي 1 : 265 | 1 ، واورد صدره في الحديث 4 من الباب 11 من ابواب صفات القاضي.
9 ـ إكمال الدين : 379 | 1 ، والتوحيد : 81 | 37.
(1) في الاكمال زيادة : عن ابي تراب عبدالله بن موسى الروياني وفي التوحيد : ابو تراب عبيدالله بن
موسى الروياني.
( 241 )
الحسن ، فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ قلت : وكيف ذلك ؟ قال : لانه
لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه ، حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا
ـ إلى أن قال : ـ فقال ( عليه السلام ) : هذا ديني ودين آبائي.
أقول : هذا لا ينافي الحمل على التقية ، والتخصيص بوقت الخوف
كما يظن ، لما تقدم من التصريح بوجوب التقية إلى أن يخرج صاحب الزمان
( عليه السلام )
(2) ، ولكن التقية في هذه المدة لا تشمل جميع الاشخاص
والاماكن ، لما مر أيضا
(3) ، فهذا من جملة القرائن على ما قلنا ، لان هذه
المدة هي مدة التقية.
[ 21462 ] 10 ـ وفي كتاب ( اكمال الدين ) عن أحمد بن زياد بن جعفر ،
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي أحمد محمد بن زياد الازدي ، عن
موسى بن جعفر ( عليه السلام ) في حديث أوصاف الامام الثاني عشر
وغيبته قال : تخفى على الناس ولادته ، ولا تحل لهم تسميته ، حتى يظهره
الله فيملاء الارض عدلا وقسطا ، كما ملئت جورا وظلما.
[ 21463 ] 11 ـ وعن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن
أيوب بن نوح ، عن محمد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عن الصادق
( عليه السلام ) انه قيل له : من المهدي من ولدك ؟ قال : الخامس من ولد
السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.
وعن علي بن محمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبدالله ، عن سهل بن
زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن عبدالله بن
____________
(2) تقدم في الحديث 25 من الباب 24 من هذه الابواب.
(3) مر في الحديثين 6 و 10 من الباب 25 من هذه الابواب.
وفي الحديث 8 من هذا الباب.
10 ـ إكمال الدين : 368 | 6.
11 ـ إكمال الدين : 333 | 1.
( 242 )
أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله
(1).
[ 21464 ] 12 ـ وعن المظفر بن جعفر العلوي ، عن جعفر بن محمد بن
مسعود ، وحيدر بن محمد ، عن محمد بن مسعود ، عن آدم بن محمد
البلخي ، عن علي بن الحسين الدقاق
(1) وإبراهيم بن محمد قالا : سمعنا
علي بن عاصم الكوفي يقول : خرج في توقيعات صاحب الزمان ( عليه
السلام ) : ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس.
أقول فيه وفي أمثاله دلالة على ما قلنا في العنوان لاختصاصه
بالمحفل ، وهو مظنة التقية والمفسدة ، وبالناس وكثيرا ما يطلق هذا اللفظ
على العامة
(2) فهو قرينة أيضا.
[ 21465 ] 13 ـ وعن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن همام ،
عن محمد بن عثمان العمري قال : خرج توقيع بخط أعرفه : من سماني في
مجمع من الناس فعليه لعنة الله.
ورواه المفيد في ( الارشاد )
(1).
والطبرسي ، في ( أعلام الورى ) نحوه
(2).
[ 21466 ] 14 ـ وعن محمد بن أحمد السناني
(1) ، عن محمد بن أبي
____________
(1) إكمال الدين : 338 | 12.
12 ـ إكمال الدين : 482 | 1.
(1) في المصدر : علي بن الحسن الدقاق...
(2) تقدم إطلاقه على العامة هنا في حديث عنبسة ( منه. قده ).
13 ـ إكمال الدين : 483 | 3.
(1) لم نجده في ارشاد المفيد المطبوع.
(2) إعلام الورى : 451.
14 ـ إكمال الدين : 377 | 2.
(1) في المصدر : محمد بن احمد الشيباني.
( 243 )
عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن عبد العظيم الحسني ، عن محمد بن
علي بن موسى ( عليه السلام ) في ذكر القائم ( عليه السلام ) قال : يخفى
على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، وتحرم عليهم تسميته ، وهو
سمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكنيه... الحديث.
[ 21467 ] 15 ـ وعن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر
الحميري ، عن محمد بن إبراهيم الكوفي ، ان أبا محمد الحسن بن علي
العسكري ( عليهما السلام ) بعث إلى بعض من سماه شاة مذبوحة وقال : هذه
من عقيقة ابني محمد.
[ 21468 ] 16 ـ وعنه ، عن الحميري ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن
أبي غانم الخادم قال : ولد لابي محمد ( عليه السلام ) مولود فسماه محمدا ،
وعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي
عليكم وهو القائم... الحديث.
[ 21469 ] 17 ـ وعن محمد بن محمد بن عصام ، عن محمد بن يعقوب
الكليني ، عن علان الرازي ، عن بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي
محمد ( عليه السلام ) قال : ستحملين ولدا واسمه محمد ، وهو القائم من
بعدي.
[ 21470 ] 18 ـ وعن محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن الحسين بن
إسماعيل القطان
(1) ، عن عبدالله بن محمد ، عن محمد بن عبد الرحمن ،
عن محمد بن سعيد ، عن العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى ،
____________
15 ـ إكمال الدين : 432 | 10.
16 ـ إكمال الدين : 431 | 8.
17 ـ إكمال الدين : 408 | 4.
18 ـ إكمال الدين : 305 | 1.
(1) في المصدر : الحسن بن إسماعيل ، عن ابي عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان...
( 244 )
عن أبي نضرة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبدالله عن
فاطمة ( عليها السلام ) انه وجد معها صحيفة من درة فيها اسماء الائمة من
ولدها فقرأها ـ إلى أن قال : ـ أبو القاسم محمد بن الحسن حجة الله على خلقه
القائم ، أُمّه جارية ، اسمها نرجس.
[ 21471 ] 19 ـ وعن علي بن أحمد بن موسى ، عن محمد بن أبي عبدالله
الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن إسماعيل بن مالك ، عن
محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، عن آبائه ( عليهم
السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على المنبر : يخرج رجل
من ولدي في آخر الزمان ـ وذكر صفة القائم وأحواله إلى أن قال ـ له اسمان :
اسم يخفى ، واسم يعلن ، فأما الذي يخفى فأحمد ، وأما الذي يعلن
فمحمد... الحديث.
[ 21472 ] 20 ـ وبأسانيده الكثيرة عن الحسن بن محبوب ، عن أبي
الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر قال : دخلت على فاطمة
( عليها السلام ) وبين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء من ولدها فعددت اثني
عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم علي.
ورواه في ( الفقيه ) بإسناده عن الحسن بن محبوب
(1).
ورواه الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن
الحسن بن محبوب مثله
(2).
____________
19 ـ إكمال الدين : 653 | 17.
20 ـ إكمال الدين : 313 | 4.
(1) الفقيه 4 : 132 | 7.
(2) الكافي 1 : 447 | 9.
( 245 )
[ 21473 ] 21 ـ وعن علي بن الحسن بن شاذويه
(1) وأحمد بن هارون
الفامي
(2) جميعاً ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن
جعفر بن محمد بن مالك
(3) ، عن درست ، عن عبدالله بن القاسم ، عن
عبدالله بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه
السلام ) ، عن جابر بن عبدالله أنه رأى قدام فاطمة ( عليها السلام ) لوحا يكاد
ضوؤه يغشي الابصار ، فيه اثنا عشر إسما ، قال : فقلت : أسماء من هؤلاء ؟
قالت : أسماء الاوصياء أولهم ابن عمّى وأحد عشر من ولدي آخرهم
القائم ، قال جابر : فرأيت فيه محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع ، وعليا
عليا عليا عليا في أربعة مواضع.
ورواه في ( عيون الاخبار ) أيضا
(4).
[ 21474 ] 22 ـ وعن علي بن محمد بن أحمد الدقاق
(1) ، عن محمد بن
أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران ، عن عمه الحسين بن زيد
(2) ، عن
المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق ( عليه السلام ) فقلت : لو
عهدت الينا في الخلف من بعدك ، فقال : الامام بعدي ابني موسى ،
____________
21 ـ إكمال الدين : 311 | 2 ، إعلام الورى : 394.
(1) في الاكمال : على بن الحسين بن شاذويه.
(2) في المصدر : احمد بن هارون القاضي.
(3) في المصدر زيادة : عن مالك السلولي.
(4) عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 46 | 5.
22 ـ إكمال الدين : 334 | 4.
(1) في المصدر : علي بن احمد بن محمد الدقاق.
(2) في المصدر : الحسين بن يزيد النوفلي.
( 246 )
والخلف المأمول المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن
موسى.
الفضل بن الحسن الطبرسي في ( اعلام الورى ) عن المفضل بن عمر
مثله
(3).
[ 21475 ] 23 ـ وبإسناده عن ابن بابويه ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
الطالقاني ، عن أبي محمد بن همام ، عن محمد بن عثمان العمري ،
عن أبيه ، عن أبي محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في الخبر الذي روي
عن آبائه ( عليهم السلام ) ان الارض لا تخلو من حجة لله على خلقه ، وأن
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، فقال : إن هذا حق كما أن
النهار حق ، فقيل : يابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال : ابني
محمد
(1) ، هو الامام والحجة بعدي ، فمن مات ولم يعرفه مات ميتة
جاهلية.
ورواه علي بن عيسى في ( كشف الغمة ) نقلا عن الطبرسي في ( اعلام
الورى )
(2).
أقول : والاحاديث في التصريح باسم المهدي محمد بن الحسن
( عليهما السلام ) ، وفي الامر بتسميته عموما وخصوصاً ، تصريحا وتلويحاً
فعلا وتقريراً ، في النصوص ، والزيارات ، والدعوات ، والتعقيبات ،
____________
(3) إعلام الورى : 429.
23 ـ إعلام الورى : 442.
(1) قد صرح باسمه ( عليه السلام ) جماعة من علمائنا في كتب الحديث ، والاصول ، والكلام ،
وغيرها ، منهم العلامة ، والمحقق ، والمقداد ، والمرتضى ، والمفيد ، وابن طاوس ،
وغيرهم ، والمنع نادر ، وقد حققناه في رسالة مفردة. ( منه. قده ).
(2) كشف الغمة 2 : 528.
( 247 )
والتلقين ، وغير ذلك كثيرة جدا ، قد تقدم جملة من ذلك
(3) ، ويأتي جملة
اخرى
(4) وهو دال على ما قلناه في العنوان.
34 ـ باب تحريم اذاعة الحق مع الخوف به
[ 21476 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن
محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في
حديث ـ قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ولاية الله أسرها إلى جبرئيل
( عليه السلام ) ، وأسرها جبرئيل إلى محمد ( صلى الله عليه وآله )
وأسرها ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) وأسرها
على ( عليه السلام ) إلى من شاء الله ، ثم أنتم تذيعون ذلك من الذي أمسك
حرفا سمعه ، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) في حكمة آل داود : ينبغي
للمسلم أن يكون مالكا لنفسه ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، فاتقوا
الله ولا تذيعوا حديثنا.
[ 21477 ] 2 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن
صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
قال : من استفتح نهار باذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد ، وضيق
المحابس.
____________
(3) تقدم في الحديث 3 من الباب 37 من ابواب الاحتضار ، وفي الباب 20 ، وفي الحديثين 5 ، 6
من الباب 21 من ابواب الدفن ، وفي الحديث 6 من الباب 48 من ابواب الذكر ، وفي الحديث
2 من الباب 81 من ابواب المزار.
(4) يأتي في الحديثين 3 ، 4 من الباب 64 من ابواب احكام الاولاد.
الباب 34
فيه 22 حديثا
1 ـ الكافي 2 : 178 | 10.
2 ـ الكافي 2 : 276 | 12.