39 ـ باب وجوب البراءة من أهل البدع وسبهم وتحذير
الناس منهم وترك تعظيمهم مع عدم الخوف

[ 21531 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن محمد بن الحسين (1) ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم ، وأكثروا من سبهم ، والقول فيهم ، والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ، ويحذرهم الناس ، ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.
[ 21532 ] 2 ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن جمهور العمي رفعه قال : من أتى ذا بدعة فعظمه فانما سعى في هدم الاسلام.
ورواه الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور مثله (1).
[ 21533 ] 3 ـ عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمرو ،
____________
الباب 39
فيه 7 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 278 | 4.
(1) في المصدر : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين.
2 ـ المحاسن : 208 | 72.
(1) الكافي 1 : 44 | 3.
3 ـ المحاسن : 208 | 73 ، واورده عن الفقيه وعقاب الاعمال في الحديث 7 من الباب 40 من هذه الابواب.

( 268 )

عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : من مشى إلى صاحب بدعة فوقره فقد مشى في هدم الاسلام.
[ 21534 ] 4 ـ العياشي في ( تفسيره ) عن محمد بن هاشم ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : نزلت هذه الآية ( قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ) (1) وقد علم أنهم قالوا : والله ما قتلنا ولا شهدنا ، قال : وإنما قيل لهم : ابرأوا من قتلهم فأبوا.
[ 21535 ] 5 ـ وعن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في قول الله : ( قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ) (1) وقد علم ان هؤلاء لم يقتلوا ، ولكن كان هواهم مع الذين قتلوا ، فسماهم الله قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك الفعل.
[ 21536 ] 6 ـ وعن معمر بن عمر (1) قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : لعن الله القدرية لعن الله الحرورية ، لعن الله المرجئة ، لعن الله المرجئة ، قلت : كيف لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين ؟ فقال : ان هؤلاء زعموا أن الذين قتلونا كانوا مؤمنين ، فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم القيامة ، أما تسمع لقول الله : ( الذين قالوا إن الله عهد إلينا ـ إلى قوله ـ : فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين ) (2) قال : وكان بين الذين خوطبوا بهذا القول
____________
4 ـ تفسير العياشي 1 : 209 | 164 ، واورده في الحديث 13 من الباب 5 من هذه الابواب.
(1) آل عمران 3 : 183.
5 ـ تفسير العياشي 1 : 208 | 162.
(1) آل عمران 3 : 183.
6 ـ تفسير العياشي 1 : 208 | 163.
(1) في المصدر : عمر بن معمر.
(2) آل عمران 3 : 183.

( 269 )

وبين القاتلين خمسمائة عام ، فسماهم الله قاتلين برضاهم بما صنع اولئك.
[ 21537 ] 7 ـ وعن محمد بن الهيثم التميمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) (1) قال : أما أنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ، ولا يجلسون مجالسهم ، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم وأنسوا بهم.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (2) ، ويأتي ما يدل عليه (3).

40 ـ باب وجوب اظهار العلم عند ظهور البدع وتحريم
كتمه الا لتقية وخوف ، وتحريم الابتداع

[ 21538 ] 1 ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن جمهور العمي رفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذ ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.
ورواه الكليني عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور مثله (1).
____________
7 ـ تفسير العياشي 1 : 335 | 161.
(1) المائدة 5 : 79.
(2) تقدم في الحديث 39 من الباب 1 من ابواب مقدمة العبادات ، وفي الابواب 7 و 11 و 15 و 37 و 38 من هذه الابواب.
(3) يأتي ما يدل عليه بعمومه في الباب الاتي من هذه الابواب.

الباب 40
فيه 11 حديثا

1 ـ المحاسن : 231 | 176.
(1) الكافي 1 : 44 | 2.

( 270 )

[ 21539 ] 2 ـ عنه ، وعن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، ومحمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال علي ( عليه السلام ) : إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا ، تلعنه كل دابة من (1) دواب الارض الصغار.
[ 21540 ] 3 ـ وعمن ذكره (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر فيغفر الله لهما جميعا.
[ 21541 ] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة قال : قلت لابي جعفر ( عليه السلام ) : ما أدنى النصب ؟ قال أن يبتدع الرجل رأيا (1) فيحب عليه ويبغض عليه.
[ 21542 ] 5 ـ وبإسناده عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً ، فيحب عليه ويبغض.
[ 21543 ] 6 ـ قال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار
____________
2 ـ المحاسن : 231 | 177.
(1) في المصدر : حتى.
3 ـ المحاسن : 231 | 178.
(1) في المصدر زيادة : عن ابي بكر الحضرمي...
4 ـ الفقيه 3 : 374 | 1770 ، وعقاب الاعمال : 307 | 4.
(1) في العقاب : شيئا ( هامش المخطوط ) وكذلك الفقيه.
5 ـ الفقيه 3 : 374 | 1769 ، وعقاب الاعمال : 307 | 3 ، واورد مثله عن تفسير العياشي في الحديث 46 من الباب 6 من ابواب صفات القاضي.
6 ـ الفقيه 3 : 374 | 1768.

( 271 )

[ 21544 ] 7 ـ قال : وقال علي ( عليه السلام ) : من مشى إلى صاحب بدعة فوقره فقد سعى في هدم الاسلام.
وفي ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (1).
وعن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن الحميري ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب وذكر الذي قبله.
[ 21545 ] 8 ـ وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز رفعه قال : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار.
[ 21546 ] 9 ـ وفي ( عيون الاخبار ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار (1) ، عن محمد بن يحيى ( عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ) (2) ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمن ـ في حديث ـ قال : روينا عن الصادقين ( عليهم السلام ) انهم قالوا : إذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه ، فإن لم يفعل سلب نور الايمان.
____________
7 ـ الفقيه 3 : 375 | 1771 ، واورده عن المحاسن في الحديث 3 من الباب 39 من هذه الابواب.
(1) عقاب الاعمال : 307 | 6.
8 ـ عقاب الاعمال : 307 | 2.
9 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 112 | 2.
(1) ليس في المصدر ، وذكر في هامشه عن بعض النسخ.
(2) في المصدر : احمد بن الحسين بن سعيد.

( 272 )

[ 21547 ] 10 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان رفعه عن أبي جعفر ، وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) قالا : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار.
[ 21548 ] 11 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2).

41 ـ باب تحريم التظاهر بالمنكرات ، وذكر جملة من
المحرمات والمكروهات

[ 21549 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعاً ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول
____________
10 ـ الكافي 1 : 45 | 8 ، واورد نحوه في الحديث 5 من الباب 20 من ابواب الجماعة.
11 ـ الكافي 1 : 46 | 12 ، واورد نحوه في الحديث 6 من الباب 20 من ابواب الجماعة.
(1) تقدم ما يدل عليه عموما في الباب 1 ، وفي الحديث 1 من الباب 39 من هذه الابواب ، وما يدل على بعض المقصود في الحديث 1 من الباب 10 من ابواب نافلة شهر رمضان ، وفي الباب 79 من ابواب جهاد النفس ، وفي الباب 16 من هذه الابواب.
(2) يأتي في الحديث 4 من الباب 13 من ابواب مقدمات التجارة ، وفي الاحاديث 5 و 7 و 49 من الباب 6 وفي الحديث 52 من الباب 12 من ابواب صفات القاضي ، وفي الباب 6 من ابواب حد المحارب ، وفي الحديثين 2 و 6 من الباب 41 من هذه الابواب.

الباب 41
فيه 8 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 277 | 1.

( 273 )

الله ( صلى الله عليه وآله ) : خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم ، وأخذ (1) بعض ما في أيديهم ، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
ورواه الصدوق في ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان الاحمر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (2).
[ 21550 ] 2 ـ وعنهم ، عن أحمد ، وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : وجدنا في كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة ، وإذا طفف الميزان والمكيال أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم ، وإذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار ، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.
ورواه الصدوق في ( الامالي ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن
____________
(1) في المصدر : واخذوا.
(2) عقاب الاعمال : 301 | 2.
2 ـ الكافي 2 : 277 | 2 ، واورد صدره في الحديث 4 من الباب 37 من هذه الابواب.

( 274 )

محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب (1).
ورواه في ( عقاب الاعمال ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد (2).
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله (3).
[ 21551 ] 3 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلي بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن العلاء ، عن مجاهد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الذنوب التي تغير النعم البغي ، والذنوب التي تورث الندم القتل ، والتي تنزل النقم الظلم ، والتي تهتك الستور شرب الخمر ، والتي تحبس الرزق الزنا ، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم ، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين.
ورواه الصدوق في ( معاني الاخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن المعلى بن محمد ، عن العباس بن العلاء (1).
ورواه في ( العلل ) عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن العباس مثله (2).
[ 21552 ] 4 ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : كان أبي يقول : تعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء ، وتقرب الآجال ، وتخلي الديار ، وهي
____________
(1) امالي الصدوق : 253 | 1.
(2) عقاب الاعمال : 300 | 1.
(3) المحاسن : 116 | 122.
3 ـ الكافي 2 : 324 | 1.
(1) معاني الاخبار : 269 | 1.
(2) علل الشرائع : 584 | 27.
4 ـ الكافي 2 : 324 | 2.

( 275 )

قطيعة الرحم ، والعقوق ، وترك البر.
[ 21553 ] 5 ـ وعنه ، عن أيوب بن نوح أو بعض أصحابه ، عن أيوب ، عن صفوان بن يحيى ، عن بعض أصحابنا قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إذ فشا أربعة ظهرت أربعة : إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة ، وإذا فشا الجور في الحكم احتبس القطر ، وإذا خفرت الذمة أديل لاهل الشرك من أهل الاسلام ، وإذا منعوا (1) الزكاة ظهرت الحاجة.
ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير ، عن الصادق ( عليه السلام ) نحوه (2).
ورواه في ( الخصال ) عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي ، عن جده ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير نحوه (3).
[ 21554 ] 6 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير جميعا ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن حمران ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : ألا تعلم أن من انتظر أمرنا ، وصبر على ما يرى من الاذى والخوف فهو غدا في زمرتنا ؟ فاذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خلق ، وأحدث فيه ما ليس فيه ، ووجه على الاهواء ، ورأيت الدين قد انكفا كما ينكفىء الماء ، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق ، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر
____________
5 ـ الكافي 2 : 325 | 3 ، واورده في الحديث 1 من الباب 7 من ابواب صلاة الاستسقاء.
(1) في المصدر : منعت.
(2) الفقيه 1 : 332 | 1491.
(3) الخصال : 242 | 95.
6 ـ الكافي 8 : 36 | 7.

( 276 )

أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر الكبير ، ورأيت الارحام قد تقطعت ، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ، ولا يرد عليه قوله ، ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة ، ورأيت النساء يتزوجن النساء ، ورأيت الثناء قد كثر ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله ، فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه ، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن ، مرحا لما يرى في الارض من الفساد ، ورأيت الخمور تشرب علانية ، ويجتمع عليها من لا يخاف الله عزّ وجلّ ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا ، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا ، ورأيت أصحاب الآيات يحقرون (1) ويحتقر من يحبهم ، ورأيت سبيل الخير منقطعا ، وسبيل الشر مسلوكا ، ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه ، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله ، ورأيت الرجال يتسمنون للرجال ، والنساء للنساء ، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها ، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال ، ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر ، واظهروا الخضاب ، وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها ، وأعطوا الرجال الاموال على فروجهم ، وتنوفس في الرجل ، وتغاير عليه الرجال ، وكان صاحب المال أعز من المؤمن ، وكان الربا ظاهرا لا يغير (2) ، وكان الزنا تمتدح به النساء ، ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا ، ورأيت البدع والزنا قد ظهر ، ورأيت الناس يقتدون (3) بشاهد الزور ، ورأيت الحرام يحلل ، ورأيت
____________
(1) في المصدر : يحتقرون.
(2) في المصدر : يعير.
(3) في المصدر : يعتدون.

( 277 )

الحلال يحرم ، ورأيت الدين بالرأي ، وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت الليل لا يستحيى (4) به من الجرأة على الله ، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر الا بقلبه ، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عزّ وجلّ ، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ، ويباعدون أهل الخير ، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد ، ورأيت ذوات الارحام ينكحن ويكتفى بهن ، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ، ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله ، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء ، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور ، يعلم ذلك ويقيم عليه ، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل مالا يشتهي وتنفق على زوجها ، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب ، ورأيت الايمان بالله عزّ وجلّ كثيرة على الزور ، ورأيت القمار قد ظهر ، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع ، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لاهل الكفر ، ورأيت الملاهي قد ظهرت ، يمر بها لا يمنعها احد أحدا ، ولا يجترىء أحد على منعها ، ورأيت الشريف يستذله الذى يخاف سلطانه ، ورأيت اقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا اهل البيت ، ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته ، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه ، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه ، وخف على الناس استماع الباطل ، ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه ، ورأيت الحدود قد عطّلت ، وعمل فيها بالاهواء ، ورأيت المساجد قد زخرفت ، ورأيت اصدق الناس عند الناس المفتري الكذب ، ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة ، ورأيت البغي قد فشا ، ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا ، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله ، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن ، ورأيت الخراب قد أديل من العمران ، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان ، ورأيت سفك الدماء يستخف
____________
(4) في المصدر : لا يستخفي.
( 278 )

بها ، ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى وتسند اليه الامور ، ورايت الصلاة قد استخف بها ، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه ، ورأيت الميت ينشر (5) من قبره ويؤذى وتباع أكفانه ، ورأيت الهرج قد كثر ، ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه ، ورأيت البهائم تنكح ، ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضا ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه ، ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم ، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه ، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس ، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين ، يطلب الدنيا والرئاسة ، ورأيت الناس مع من غلب ، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير ، وطالب الحرام يمدح ويعظم ، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله ، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد ، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين ، ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه ويقول : هذا عنك موضوع ، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ، ويقتدون بأهل الشرور ، ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد ، ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد ، ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان ، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الاغنياء ، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ، ويرحم لغير وجه الله ، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد ، ورأيت الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم ، ولا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس ، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ، ويمنع اليسير (6) في طاعة الله ، ورأيت العقوق قد ظهر ، واستخف بالوالدين ، وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ، ويفرح بأن
____________
(5) في المصدر : ينبش.
(6) كان في الاصل : الكثير ، وما اثبتناه من المصدر.

( 279 )

يفتري عليهما ، ورأيت النساء وقد غلبن على الملك ، وغلبن على كل أمر ، لا يؤتى الا ما لهنّ فيه هوى ، ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ، ويدعو على والديه ، ويفرح بموتهما ، ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا ، يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره ، وإذا رأيت السلطان يحتكر الطعام ، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ، ويتقامر بها ويشرب بها الخمور ، ورأيت الخمر يتداوى بها ، وتوصف للمريض ويستشفى بها ، ورأيت الناس قد استووا في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وترك التدين به ، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق دائمة (7) ، ورياح أهل الحق لا تحرك ، ورأيت الاذان بالاجر والصلاة بالاجر ، ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله ، مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ، ويتواصفون فيها شراب المسكر ، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر ، وإذا سكر أُكرم واتقى وخيف وترك لا يعاقب ، ويعذر بسكره. ورأيت من أكل أموال اليتامى يحدث (8) بصلاحه ، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله ، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لاهل الفسق (9) والجرأة على الله ، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون ، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر ، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله ، ويعطى لطلب الناس ، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا ، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ، ورأيت أعلام الحق قد درست ، فكن على حذر ، واطلب إلى الله النجاة ، واعلم أن
____________
(7) في المصدر : قائمة.
(8) في المصدر : يحمد.
(9) في المصدر : الفسوق.

( 280 )

الناس في سخط الله عزّ وجلّ وإنما يمهلهم لامر يراد بهم ، فكن مترقبا ، واجتهد ليراك الله عزّ وجلّ في خلاف ما هم عليه ، فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله ، وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله عزّ وجلّ ، واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين ، وإن رحمة الله قريب من المحسنين.
[ 21555 ] 7 ـ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كتاب ( كنز الفوائد ) عن أبي الحسن بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول ـ في حديث ـ : يا يونس ملعون ملعون من اذى جاره ، ملعون ملعون رجل يبدؤه أخوه بالصلح فلم يصالحه ، ملعون ملعون حامل القرآن مصر على شرب الخمر ، ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جور (1) ، ملعون معلون مبغض علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فانه ما أبغضه حتى أبغض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومن أبغض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعنه الله في الدنيا والآخرة ، ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر ، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقاتله ، ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها أو تغمه ، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع احواله ـ إلى أن قال : ـ ملعون ملعون ، قاطع رحم (2) ، ملعون ملعون من صدق بسحر ، ملعون ملعون من قال الايمان قول بلا عمل ، ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشيء ، أما سمعت أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال ، ملعون
____________
7 ـ كنز الفوائد : 63.
(1) في المصدر : جوره.
(2) في المصدر : رحمه.

( 281 )

ملعون من ضرب والده أو والدته ، ملعون ملعون من عق والديه ، ملعون ملعون من لم يوقر المسجد.
[ 21556 ] 8 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( معاني الاخبار ) عن أحمد بن الحسن القطان ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عبدالله بن الفضيل ، عن أبيه ، عن أبي خالد الكابلي قال : سمعت زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : الذنوب التي تغير النعم (1) : البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر ، قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) (2).
والذنوب التي تورث الندم : قتل النفس التي حرم الله ، قال الله تعالى في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه : ( فأصبح من النادمين ) (3) ، وترك صلة القرابة حتى يستغنوا ، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، وترك الوصية ورد المظالم ، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان.
والذنوب التي تنزل النقم : عصيان العارف بالبغي ، والتطاول على الناس ، والاستهزاء بهم ، والسخرية منهم.
والذنوب التي تدفع القسم : اظهار الافتقار ، والنوم عن العتمة ، وعن صلاة الغداة ، واستحقار النعم ، وشكوى المعبود عزّ وجلّ.
____________
8 ـ معاني الاخبار : 270 | 2.
(1) قد تقدم الاستعاذة من اقسام الذنوب المذكورة في دعاء كل يوم من شهر رمضان ( منه. ره ).
(2) الرعد 13 : 11.
(3) المائدة 5 : 31.

( 282 )

والذنوب التي تهتك العصم : شرب الخمر ، واللعب بالقمار ، وتعاطى ما يضحك الناس من اللغو والمزاح ، وذكر عيوب الناس ، ومجالسة اهل الريب.
والذنوب التي تنزل البلاء : ترك إغاثة الملهوف ، وترك معاونة المظلوم ، وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والذنوب التي تديل الاعداء : المجاهرة بالظلم ، واعلان الفجور ، وإباحة المحظور وعصيان الاخيار ، والانصياع للاشرار.
والذنوب التي تعجل الفناء : قطيعة الرحم واليمين الفاجرة ، والاقوال الكاذبة ، والزنا ، وسد طريق (4) المسلمين ، وادعاء الامامة بغير حق.
والذنوب التي تقطع الرجاء : اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله ، والتكذيب بوعد الله عزّ وجلّ.
والذنوب التي تظلم الهواء : السحر والكهانة ، والايمان بالنجوم ، والتكذيب بالقدر ، وعقوق الوالدين.
والذنوب التي تكشف الغطاء : الاستدانة بغير نية الاداء ، والاسراف في النفقة على الباطل ، والبخل على الاهل والولد ، وذوي الارحام ، وسوء الخلق ، وقلة الصبر ، واستعمال الضجر والكسل ، والاستهانة بأهل الدين.
والذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية ، وخبث السريرة والنفاق مع الاخوان ، وترك التصديق بالاجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها ، وترك التقرب إلى الله عزّ وجلّ بالبر والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول.
والذنوب التي تحبس غيث السماء : جور الحكام في القضاء ، وشهادة
____________
(4) في نسخة : طرق ( هامش المخطوط ).
( 283 )

الزور ، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون ، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة ، وظلم اليتيم والارملة ، وانتهار السائل ورده بالليل.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (5).
____________
(5) تقدم في الباب 84 من ابواب جهاد النفس.