مخافة أن أجور أو أظلم ، وإن كل إمرأة لي طالق ، وكل مملوك لي حرّ وعليّ وعليّ إن ظلمت أحدا أو جرت عليه (1) ، وإن لم اعدل ، قال : كيف قلت ؟ فأعدت عليه الايمان فرفع رأسه إلى السماء ، فقال : تناول السماء أيسر عليك من ذلك .
[ 22318 ] 5 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد ، عن حميد ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إني وليت عملا فهل لي من ذلك مخرج ؟ فقال : ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعسر عليه ، قلت : فما ترى ؟ قال : أرى أن تتقي الله عزّوجلّ ولا تعد (1) .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله (2) .
[ 22319 ] 6 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في حديث المناهي ـ قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من تولى عرافة قوم اُتي به يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه ، فإن قام فيهم بأمر الله عزّوجلّ أطلقه الله ، وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير .
[ 22320 ] 7 ـ وفي ( عقاب الاعمال ) بسند تقدم في عيادة المريض (1) عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال : من أكرم أخاه فإنما يكرم الله عزّوجلّ ، فما ظنكم بمن يكرم الله عزّوجلّ أن يفعل به .
____________
(1) في نسخة : على أحد ( هامش المخطوط ) .
5 ـ الكافي 5 : 109 | 15 .
(1) في التهذيب : تعود ( هامش المخطوط ) .
(2) التهذيب 6 : 332 | 922 .
6 ـ الفقيه 4 : 11 | 1 ، وأورده في الحديث 14 من الباب 50 من أبواب جهاد النفس .
7 ـ عقاب الأعمال : 339 .
(1) تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الإحتضار .

(190)

ومن تولى عرافة قوم (2) حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة ، وحشر ويده مغلولة إلى عنقه ، فإن كان قام فيهم بأمر الله أطلقها الله ، وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين خريفا .
[ 22321 ] 8 ـ وفي ( التوحيد ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن اسماعيل ، عن الحضرمي ، عن مفضل بن عمر قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من نظر في الله كيف كان هلك ، ومن طلب الرياسة هلك .
[ 22322 ] 9 ـ محمد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من كتاب مسائل الرجال ، عن أبي الحسن علي بن محمد ( عليه السلام ) إن محمد بن علي بن عيسى كتب اليه يسأله عن العمل لبني العباس وأخذ ما يتمكن من أموالهم هل فيه رخصة ؟ فقال : ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر فالله قابل العذر ، وما خلا ذلك فمكروه ، ولا محالة قليله خير من كثيره وما يكفر به ما يلزمه فيه من يرزقه يسبب وعلى يديه ما يسرك فينا وفي موالينا ، قال : ( فكتبت إليه ) (1) في جواب ذلك أعلمه أن مذهبي في الدخول في أمرهم وجود السبيل إلى إدخال المكروه على عدوه ، وانبساط اليد في التشفي منهم بشيء أن نقرب (2) به إليهم ، فأجاب : من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراما بل أجرا وثوابا .
[ 22323 ] 10 ـ علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : سأل رجل أبا عبدالله ( عليه السلام )
____________
(2) في نسخة زيادة : ولم يحبسن فيهم ( هامش المخطوط ) وكذا المصدر .
8 ـ التوحيد : 460 | 32 .
9 ـ مستطرفات السرائر : 68 | 14 .
(1) في نسخة : فكتبت ( هامش المخطوط ) .
(2) كذا في الأصل ، وكتب في هامشه : ( أتقرب ، ظاهرا ) وفي المصدر : أن اتقرب .
10 ـ تفسير القمي 1 : 176 .

(191)

عن قوم من الشيعة يدخلون في أعمال السلطان يعملون لهم ويحبون لهم ويوالونهم ، قال : ليس هم من الشيعة ، ولكنهم من اولئك ، ثم قرأ أبو عبدالله ( عليه السلام ) هذه الاية ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ـ إلى قوله : ـ ولكن كثيرا منهم فاسقون ) (1) قال : الخنازير على لسان داود ، والقردة على لسان عيسى ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) (2) قال : كانوا يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمور ، ويأتون النساء أيام حيضهن ، ثم احتج الله على المؤمنين الموالين للكفار ، فقال : ( ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ـ إلى قوله : ـ ولكن كثيرا منهم فاسقون ) (3) فنهى الله عزّوجلّ أن يوالي المؤمن الكافر إلا عند التقية .
[ 22324 ] 11 ـ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال ) عن محمد بن قولويه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن معمر بن خلاد قال : قال أبوالحسن ( عليه السلام ) : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرئاسة .
ثم قال : لكن صفوان لا يحب الرئاسة .
[ 22325 ] 12 ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره عن سليمان الجعفري قال : قلت لابي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ما تقول في أعمال السلطان ؟ فقال : يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي في
____________
(1) المائدة 5 : 78 ـ 81 .
(2) المائدة 5 : 79 .
(3) المائدة 5 : 80 ـ 81 .
11 ـ رجال الكشي 2 : 793 | 965 ، وأورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 50 من أبواب جهاد النفس .
12 ـ تفسير العياشي 1 : 238 | 110 .

(192)

حوائجهم عديل الكفر ، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التى يستحق بها النار .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك هنا (1) ، وفي جهاد النفس (2) ، ويأتي ما يدل عليه (3) .

46 ـ باب جواز الولاية من قبل الجائر لنفع المؤمنين والدفع
عنهم ، والعمل بالحق بقدر الامكان

[ 22326 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن يقطين قال : قال لي أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إن لله تبارك وتعالى مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه .
ورواه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن يقطين مثله (1) .
[ 22327 ] 2 ـ قال الصدوق في خبر آخر : أولئك عتقاء الله من النار .
[ 22328 ] 3 ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : كفارة عمل السلطان قضاء حوائج الاخوان .
____________
(1) تقدم في الحديث 1 من الباب 2 ، وفي الحديث 12 من الباب 5 ، وفي الباب 42 من هذه الأبواب .
(2) تقدم في الحديثين 10 ، 13 من الباب 50 من أبواب جهاد النفس .
(3) يأتي في الأبواب 46 ، 47 ، 48 ، 49 من هذه الأبواب .

الباب 46
فيه 17 حديثا

1 ـ الفقيه 3 : 108 | 451 .
(1) الكافي 5 : 112 | 7 .
2 ـ الفقيه 3 : 108 | 452 .
3 ـ الفقيه 3 : 108 | 453 ، وأورده في الحديث 1 من الباب 33 من أبواب الكفارات .

(193)

[ 22329 ] 4 ـ وبإسناده عن عبيد بن زرارة أنه قال : بعث أبو عبدالله ( عليه السلام ) رجلا إلى زياد بن عبيدالله ، فقال : وأد (1) نقص عملك (2) .
[ 22330 ] 5 ـ وفي ( المقنع ) قال : روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنه قال : إن لله مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه .
[ 22331 ] 6 ـ قال : وسئل أبو عبدالله ( عليه السلام ) عن رجل يحب آل محمد ( صلّى الله عليه وآله ) وهو في ديوان هؤلاء فيقتل تحت رايتهم ؟ فقال : يحشره الله على نيته .
[ 22332 ] 7 ـ وفي ( الامالي ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن زيد الشحام قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول : من تولى أمرا من أمور الناس فعدل وفتح بابه ورفع ستره ونظر في أمور الناس كان حقا على الله عزّوجلّ أن يؤمن روعته يوم القيامة ، ويدخله الجنة .
[ 22333 ] 8 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عمن ذكره ، عن علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، عن علي بن يقطين قال : قلت لابي الحسن ( عليه السلام ) : ما تقول في أعمال هؤلاء ؟ قال : إن كنت لا بد فاعلا فاتق أموال الشيعة .
____________
4 ـ الفقه 3 : 108 | 454 .
(1) في نسخة : داو ( هامش المخطوط ) .
(2) في نسخة : وإذا نقص عملك فداوه ( هامش المخطوط ) .
5 ـ المقنع : 122 .
6 ـ المقنع : 122 .
7 ـ أمالي الصدوق : 203 | 2 .
8 ـ الكافي 5 : 110 | 3 ، والتهذيب 6 : 335 | 927 .

(194)

قال : فأخبرني علي أنه كان يجبيها من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر .
[ 22334 ] 9 ـ وعن الحسين بن الحسن الهاشمي ، عن صالح بن أبي حماد ، عن محمد بن خالد ، عن زياد بن أبي سلمة قال : دخلت على أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) فقال لي : يا زياد إنك لتعمل عمل السلطان ؟ قال : قلت : أجل ، قال لي : ولم ؟ قلت : أنا رجل لي مروءة وعليّ عيال وليس وراء ظهري شيء ، فقال لي : يا زياد لئن أسقط من حالق فأتقطع قطعة أحب إليّ من أن أتولى لاحد منهم عملا او أطأ بساط رجل منهم إلاّ ، لماذا ؟ قلت : لا أدري جعلت فداك ، قال : إلا لتفريج كربة عن مؤمن ، أو فك أسره ، أو قضاء دينه .
يا زياد ، إن أهون ما يصنع الله جل وعز بمن تولى لهم عملا ان يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ (1) من حساب الخلائق (2) .
يا زياد ، فإن وليت شيئا من اعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة ، والله من وراء ذلك .
يا زياد ، أيما رجل منكم تولى لاحد منهم عملا ثم ساوى بينكم وبينهم فقولوا له : أنت منتحل كذاب .
يا زياد ، إذا ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غدا ، ونفاد ما أتيت اليهم عنهم ، وبقاء ما أتيت (3) إليهم عليك .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله (4) ، وكذا الذي قبله .
____________
9 ـ الكافي 5 : 109 | 1 .
(1) في نسخة : يفرغ الله ( هامش المخطوط ) .
(2) في نسخة : الخلق ( هامش المخطوط ) .
(3) في التهذيب : أبقيت ( هامش المخطوط ) .
(4) التهذيب 6 : 333 | 924 .

(195)

[ 22335 ] 10 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن حبيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ذكر عنده رجل من هذه العصابة قد ولي ولاية ، فقال : كيف صنيعه إلى إخوانه ؟ قال : قلت : ليس عنده خير ، قال : اُفّ ، يدخلون فيما لا ينبغي لهم ولا يصنعون إلى إخوانهم خيرا .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عبد الجبار مثله (1) .
[ 22336 ] 11 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري ، عن أحمد بن زكريا الصيدلاني (1) ، عن رجل من بني حنيفة من اهل بست وسجستان قال : وافقت (2) أبا جعفر ( عليه السلام ) في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم ، فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان : إن والينا جعلت فداك رجل يتوالاكم اهل البيت ويحبكم ، وعليّ في ديوانه خراج ، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالاحسان إليّ ، فقال لي : لا أعرفه ، فقلت : جعلت فداك إنه على ما قلت من محبتكم أهل البيت ، وكتابك ينفعني عنده ، فأخذ القرطاس فكتب « بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد فإن موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا ، وإنما لك من عملك (3) ما أحسنت فيه ، فأحسن إلى إخوانك ، واعلم أن الله عزّوجلّ سائلك عن مثاقيل الذر والخردل » .
قال : فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبدالله
____________
10 ـ الكافي 5 : 110 | 2 .
(1) التهذيب 6 : 330 | 916 .
11 ـ الكافي 5 : 111 | 6 .
(1) في نسخة : أحمد بن زكريا الصيدناني ( هامش المخطوط ) .
(2) في نسخة : رافقت ( هامش المخطوط ) .
(3) في نسخة زيادة : إلا ( هامش المخطوط ) .

(196)

النيسابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة ، فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه ، وقال : ما حاجتك ؟ فقلت : خراج عليّ في ديوانك فأمر بطرحه عني ، وقال : لا تؤد خراجا ما دام لي عمل ، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم ، فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا ، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا ولا قطع عني صلته حتى مات .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن أحمد نحوه (4) .
[ 22337 ] 12 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد البارقي (1) ، عن علي بن أبي راشد (2) ، عن إبراهيم بن السندي ، عن يونس بن عمار (3) قال : وصفت لابي عبدالله ( عليه السلام ) من يقول بهذا الامر ممن يعمل عمل (4) السلطان ، فقال : إذا ولوكم يدخلون عليكم المرفق وينفعونكم في حوائجكم ؟ قال : قلت : منهم من يفعل (5) ومنهم من لا يفعل ، قال : من لم يفعل ذلك منهم فابرأوا منه برئ الله منه .
محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله (6) .
[ 22338 ] 13 ـ وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب ، عن إبراهيم النهاوندي ، عن السياري ، عن ابن جمهور وغيره من أصحابنا قال : كان
____________
(4) التهذيب 6 : 334 | 926 .
12 ـ الكافي 5 : 109 | 14 .
(1) في المصدر : أحمد بن محمد البرقي .
(2) في التهذيب : أبي علي بن راشد .
(3) في المصدر : يونس بن حماد .
(4) في التهذيب : مع ( هامش المخطوط ) .
(5) في نسخة زيادة : ذلك ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر .
(6) التهذيب 6 : 332 | 923 .
13 ـ التهذيب 6 : 333 | 925 .

(197)

النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الاهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إن في ديوان النجاشي عليّ خراجا ، وهو ممن يدين بطاعتك ، فإن رأيت أن تكتب له كتابا قال : فكتب إليه كتابا : « بسم الله الرحمن الرحيم ، سر أخاك يسرك الله » فلما ورد عليه وهو في مجلسه ، فلما خلا ناوله الكتاب وقال له : هذا كتاب أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقبله ووضعه على عينيه ، ثم قال : ما حاجتك ؟ فقال : عليّ خراج في ديوانك ، قال له : كم هو ؟ قلت : هو عشرة آلاف درهم ، قال : فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه ، ثم أخرج مثله فأمره أن يثبتها له لقابل ، ثم قال : هل سررتك ؟ قال : نعم ، قال : فأمر له بعشرة آلاف درهم اخرى ، فقال له : هل سررتك ؟ فقال : نعم جعلت فداك ، فأمر له بمركب ثم أمر له بجارية وغلام وتخت ثياب في كل ذلك يقول : هل سررتك ؟ فكلما قال نعم زاده حتى فرغ ، قال له : إحمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي فيه ، وارفع إلي جميع حوائجك .
قال : ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) بعد ذلك فحدثه بالحديث على وجهته ، فجعل يستبشر بما فعل ، فقال له الرجل : يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي ؟ قال : إي والله لقد سر الله ورسوله .
[ 22339 ] 14 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى العبيدي قال : كتب أبوعمر الحذاء إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) وقرأت الكتاب والجواب بخطه يعلمه أنه كان يختلف إلى بعض قضاة هؤلاء ، وأنه صير إليه وقوفا ومواريث بعض ولد العباس أحياء وأمواتا ، وأجرى عليه الارزاق وأنه كان يؤدي الامانة اليهم ، ثم إنه بعد عاهد الله أن لا يدخل لهم في عمل ، وعليه مؤونة ، وقد تلف أكثر ما كان في يده ، وأخاف أن ينكشف عنه ما لا يحب أن ينكشف من
____________
14 ـ التهذيب 6 : 336 | 930 .
(198)

الحال ، فإنه منتظر أمرك في ذلك فما تأمر به ؟ فكتب ( عليه السلام ) إليه : لا عليك ، وإن دخلت معهم الله يعلم ونحن ما أنت عليه .
[ 22340 ] 15 ـ وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابنا ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال ، وما حرمناه من ذلك فهو له حرام .
محمد بن الحسن الصفار في ( بصائر الدرجات ) عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد نحوه (1) .
[ 22341 ] 16 ـ عبدالله بن جعفر في ( قرب الاسناد ) عن محمد بن عيسى ، عن علي بن يقطين ، أو عن زيد ، عن علي بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان ـ وكان وزيرا لهارون ـ فإن أذنت جعلني الله فداك هربت منه ، فرجع الجواب : لا آذن لك بالخروج من عملهم ، واتق الله ، أو كما قال .
[ 22342 ] 17 ـ العياشي في ( تفسيره ) عن مفضل بن مريم الكاتب (1) قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) وقد أمرت أن أخرج لبني هاشم جوائز فلم أعلم الا وهو على رأسي فوثبت إليه فسألني عما أمر لهم ، فناولته الكتاب فقال : ما أرى لاسماعيل هاهنا شيئا فقلت : هذا الذي خرج
____________
15 ـ التهذيب 4 : 138 | 387 .
(1) بصائر الدرجات : 404 | 3 .
16 ـ قرب الاسناد : 126 .
17 ـ تفسير العياشي 2 : 163 | 79 .
(1) في المصدر : المفضل بن مزيد الكاتب .

(199)

إلينا ، ثم قلت : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال : أنظر ما أصبت فعد به على أصحابك فإن الله تعالى يقول : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) (2) .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (3) ، ويأتي ما يدل عليه (4) .

47 ـ باب وجوب رد الظالم إلى أهلها إن عرفهم وإلا
تصدق بها

[ 22343 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن علي بن أبي حمزة قال كان لي صديق من كتاب بني امية فقال لي : استأذن لي علي أبي عبدالله ( عليه السلام ) فاستأذنت له (1) ، فأذن له ، فلما أن دخل سلم وجلس ، ثم قال : جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا ، وأغمضت في مطالبه ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : لولا أن بني أمية وجدوا لهم من يكتب ويجبي لهم الفئ ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم .
قال : فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي مخرج منه ؟ قال : إن قلت لك تفعل ؟ قال : أفعل ، قال له : فاخرج من جميع ما كسبت (2) في ديوانهم
____________
(2) هود 11 : 114 .
(3) تقدم في الحديث 4 من الباب 44 ، وفي الحديث 9 من الباب 45 من هذه الأبواب .
(4) يأتي في الحديث 1 من الباب 48 ، وفي الحديث 1 من الباب 49 من هذه الأبواب .

الباب 47
فيه حديث واحد

1 ـ الكافي 5 : 106 | 4 .
(1) في نسخة : عليه ( هامش المخطوط ) .
(2) في نسخة : اكتسبت ( هامش المخطوط ) .

(200)

فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدقت به ، وأنا أضمن لك على الله عزّوجلّ الجنة ، فأطرق الفتى طويلا ثم قال له : لقد فعلت جعلت فداك .
قال ابن أبي حمزة : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الارض الا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه قال : فقسمت له قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا إليه بنفقة ، قال : فما أتى عليه إلا أشهر قلائل حتى مرض ، فكنا نعوده ، قال : فدخلت يوما وهو في السوق (3) قال : ففتح عينيه ثم قال لي : يا علي وفى لي والله صاحبك ، قال : ثم مات فتولينا أمره ، فخرجت حتى دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فلما نظر إلي قال لي : يا علي وفينا والله لصاحبك ، قال : فقلت صدقت جعلت فداك هكذا والله قال لي عند موته .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب نحوه (4) .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك في جهاد النفس (5) ، وغير ذلك (6) ، ويأتي ما يدل عليه (7) .
____________
(3) السوق : النزع ، كأن روح الإنسان تساق لتخرج من بدنه ( مجمع البحرين ـ سوق ـ 5 : 188 ) .
(4) التهذيب 6 : 331 | 920 .
(5) تقدم في الباب 78 ، وفي الحديثين 4 ، 5 من الباب 87 من أبواب جهاد النفس .
(6) تقدم في الحديث 1 من الباب 5 من أبواب ما يجب فيه الزكاة ، وفي الحديث 6 من الباب 1 ، والحديث 9 من الباب 2 ، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف .
(7) يأتي في الحديث 5 من الباب 76 من هذه الأبواب ، وفي الباب 18 من أبواب اللقطة .

(201)

48 ـ باب جواز قبول الولاية من قبل الجائر مع الضرورة
والخوف ، وجواز إنفاذ أمره بحسب التقية الا في
القتل المحرم

[ 22344 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن الحسن بن الحسين الانباري ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : كتبت إليه أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان ، فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أني أخاف على خيط عنقي ، وأن السلطان يقول لي إنك رافضي ، ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض فكتب إلى أبوالحسن ( عليه السلام ) : فهمت كتابك (1) وما ذكرت من الخوف على نفسك ، فإن كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك وإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا وإلا فلا .
محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن يعقوب نحوه (2) .
[ 22345 ] 2 ـ وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال : سئل أبو عبدالله ( عليه السلام ) عن رجل مسلم وهو في ديوان هؤلاء وهو يحب آل محمد ( صلّى الله عليه وآله ) ويخرج مع هؤلاء
____________
الباب 48
فيه 10 أحاديث

1 ـ الكافي 5 : 111 | 4 .
(1) في نسخة : كتبك ( هامش المخطوط ) .
(2) التهذيب 6 : 335 | 928 .
2 ـ التهذيب 6 : 338 | 944 .

(202)

في بعثهم فيقتل تحت رايتهم ؟ قال : يبعثه الله على نيته .
قال : وسألته عن رجل مسكين خدمهم رجاء أن يصيب معهم شيئا فيغينه الله به فمات في بعثهم ؟ قال : هو بمنزلة الاجير إنه إنما يعطي الله العباد على نياتهم .
[ 22346 ] 3 ـ وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن الحسن بن علي ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق ، عن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) سئل عن أعمال السلطان يخرج فيه الرجل ؟ قال : لا إلا أن لا يقدر على شيء يأكل ولا يشرب ولا يقدر على حيلة ، فإن فعل فصار في يده شيء فليبعث بخمسه إلى أهل البيت .
[ 22347 ] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) وفي ( عيون الاخبار ) عن المظفر بن جعفر بن مظفر العلوي ، عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ، عن أبيه ، عن محمد بن نصير ، عن الحسن بن موسى قال : روى أصحابنا عن الرضا ( عليه السلام ) أنه قال له رجل : أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون ؟ فكأنه أنكر ذلك عليه .
فقال له أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : يا هذا أيما أفضل النبي أو الوصي ؟ فقال : لا بل النبي فقال : أيما أفضل مسلم أو مشرك ؟ فقال : لا بل مسلم ، قال : فإن العزيز عزيز مصر كان مشركا وكان يوسف ( عليه السلام ) نبيا ، وإن المأمون مسلم وأنا وصي ، ويوسف سأل العزيز أن يوليه حين قال : ( اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم ) (1) وأنا اجبرت
____________
3 ـ التهذيب 6 : 330 | 915 ، وأورده في الحديث 2 من الباب 10 من أبواب ما يجب فيه الخمس .
4 ـ علل الشرائع : 238 | 2 ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 138 | 1 .
(1) يوسف 12 : 55 .

(203)

على ذلك . . . الحديث .
[ 22348 ] 5 ـ وعن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : دخلت على علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) فقلت له : يا ابن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، إن الناس يقولون : إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا ، فقال ( عليه السلام ) : قد علم الله كراهتي لذلك ، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل أخترت القبول على القتل ، ويحهم أما علموا أن يوسف ( عليه السلام ) كان نبيا رسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قال له : ( اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم ) (1) ، ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الاشراف على الهلاك ، على أني ما دخلت في هذا الامر إلا دخول خارج منه ، فإلى الله المشتكى وهو المستعان .
[ 22349 ] 6 ـ وعن الحسين بن إبراهيم بن تاتانة (1) ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت الهروي قال : إن المأمون قال للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك ، وأراك أحق بالخلافة مني ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : بالعبودية لله عزّوجلّ أفتخر ، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا ، وبالورع عن المحارم ارجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزّوجلّ .
فقال له المأمون : فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك ، فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إن كانت هذه الخلافة لك
____________
5 ـ علل الشرائع : 239 | 3 ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 139 | 2 ، وأمالي الصدوق : 68 | 2 .
(1) يوسف 12 : 55 .
6 ـ علل الشرائع : 237 | 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 139 | 3 .
(1) في العلل : الحسين بن إبراهيم بن ناتانه . . .

(204)

وجعلها الله لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسك الله ، وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك .
فقال له المأمون : يا ابن رسول الله لا بد لك من قبول هذا الامر ، فقال : لست أفعل ذلك طائعا أبدا ، فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله ، فقال له : إن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : والله لقد حدثني أبي ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام )، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما ، تبكي عليّ ملائكة السماء والارض ، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد ، فبكى المأمون وقال له : يا ابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الاساءة إليك وأنا حي ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت ، فقال المامون يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الامر عنك ، ليقول الناس : إنك زاهد في الدنيا ، فقال له الرضا ( عليه السلام ) : والله ما كذبت منذ خلقني الله عزّوجلّ ، وما زهدت في الدنيا للدنيا ، وإني لاعلم ما تريد ، فقال المأمون : وما أريد ؟ قال : الامان على الصدق ، قال : لك الامان قال : تريد ان يقول الناس : إن علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ، أما ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة ؟ قال : فغضب المأمون ، ثم قال : انك تتلقاني أبدا بما اكرهه ، وقد أمنت سطوتي ، فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك ، فإن فعلت وإلا ضربت عنقك .
فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد نهاني الله أن ألقي بيدي إلى التهلكة ، فإن كان الامر على هذا فافعل ما بدا لك ، وإنا أقبل ذلك على أن لا أولي أحدا ، ولا أعزل احدا ، ولا أنقض رسما ولا سنة ، وأكون في الامر من بعيد مشيرا ، فرضي بذلك منه وجعله ولي عهده على كراهية منه ( عليه السلام ) لذلك .


(205)

وفي كتاب ( المجالس ) بهذا السند مثله (2) ، وكذا الذي قبله .
[ 22350 ] 7 ـ وفي ( عيون الاخبار ) عن علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن محمد بن عرفة قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله ما حملك على الدخول في ولاية العهد ؟ قال : ما حمل جدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على الدخول في الشورى .
[ 22351 ] 8 ـ وعن علي بن عبدالله الوراق ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : والله ما دخل الرضا ( عليه السلام ) في هذا الامر طائعا ولقد حمل إلى الكوفة مكرها ، ثم اشخص منها على طريق البصرة إلى فارس ثم إلى مرو (1) .
[ 22352 ] 9 ـ وعن الحسن بن يحيى الحسيني ، عن جده يحيى بن الحسن بن جعفر ، عن موسى بن سلمة ، أن ذا الرئاستين الفضل بن سهل خرج ذات يوم وهو يقول : واعجبا لقد رأيت عجبا ، سلوني ما رأيت ، قالوا : وما رأيت أصلحك الله ؟ قال : رأيت أمير المؤمنين يقول لعلي بن موسى قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين ، وأفسخ ما في رقبتي ، وأجعله في رقبتك .
ورأيت علي بن موسى يقول له : الله الله لا طاقة لي بذلك ولا قوة ، فما رأيت خلافة كانت أضيع منها ، أمير المؤمنين ينفض (1) منها ويعرضها على
____________
(2) أمالي الصدوق : 65 | 3 .
7 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 140 | 4 .
8 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 141 | 5 .
(1) فيه أنه ( عليه السلام ) حمل إلى مرو مكرها وقد مر في صلاة المسافر أنه كان يقصر في الطريق ، ( منه قده ) .
9 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 141 | 6 .
(1) في المصدر : يتفصى .

(206)

علي بن موسى ، وعلي بن موسى يرفضها ويأبى .
[ 22353 ] 10 ـ سعيد بن هبة الله الراوندي في ( الخرائج والجرائح ) عن محمد بن زيد الرزامي (1) ، عن الرضا ( عليه السلام ) أن رجلا من الخوارج قال له : أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفار ، وأنت إبن رسول الله ، فما حملك على هذا ؟ فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته ؟ أليس هؤلاء على حال يزعمون أنهم موحدون ، وأولئك لم يوحدوا الله ولم يعرفوه ؟ ويوسف بن يعقوب نبي إبن نبي إبن نبي ، فسأل العزيز وهو كافر فقال : ( اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم ) (2) وكان يجلس مجلس الفراعنة ، وإنما أنا رجل من ولد رسول الله أجبرني على هذا الامر وأكرهني عليه ما الذي أنكرت ونقمت علي ؟ فقال : لا عتب عليك أشهد أنك ابن رسول الله ، وأنك صادق .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (3) ، وعلى وجوب التقية عموما (4) ، وتحريمها في القتل (5) .
____________
10 ـ الخرائج والجرائح : 201 .
(1) في المصدر : محمد بن يزيد الرزامي .
(2) يوسف 12 : 55 .
(3) تقدم في الحديث 1 من الباب 2 ، وفي الحديثين 9 ، 10 من الباب 45 من هذه الأبواب .
(4) تقدم في الأبواب 24 ، 25 ، 28 من أبواب الأمر والنهي .
(5) تقدم في الباب 31 من أبواب الأمر والنهي .

(207)

49 ـ باب ما ينبغي للوالي العمل به في نفسه ومع أصحابه
ومع رعيته

[ 22354 ] 1 ـ روى الشهيد الثاني الشيخ زين الدين في ( رسالة الغيبة ) بإسناده عن الشيخ الطوسي ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه محمد بن عيسى الاشعري ، عن عبدالله بن سليمان النوفلي قال : كنت عند جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) فإذا بمولى لعبدالله النجاشي قد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ، ففضه وقرأه وإذا أول سطر فيه بسم الله الرحمن ـ إلى أن قال : ـ إني بليت بولاية الاهواز فإن رأى سيدي ومولاى أن يحد لى حدا أو يمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقربني إلى الله عزّوجلّ وإلى رسوله ، ويلخص لى في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما ابتذله وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها ، وبمن آنس وإلى من أستريح ، وبمن أثق وآمن وألجا إليه في سري ؟ فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده ، لا زالت نعمته عليك .
قال عبدالله بن سليمان : فأجابه أبو عبدالله ( عليه السلام ) : بسم الله الرحمن الرحيم حاطك الله بصنعه ولطف بك بمنه ، وكلأك برعايته فإنه ولي ذلك أما بعد فقد جاءني رسولك بكتابك فقرأته ، وفهمت جميع ما ذكرت وسألته (1) عنه ، وزعمت أنك بليت بولاية الاهواز فسرني ذلك وساءني ، وسأخبرك بما ساءني من ذلك ، وما سرني إن شاء الله ، فأما سروري
____________
الباب 49
فيه حديث واحد

1 ـ كشف الريبة : 122 | 10 . وتقدم وجوب العدل في الباب 38 من أبواب جهاد النفس وتحريم طلب الرئاسة في الباب 50 منها .
ويأتي في الأبواب 1 و 2 و 9 و 12 من آداب القاضي .
(1) في المصدر : وسألت .

(208)

بولايتك ، فقلت : عسى أن يغيث الله بك ملهوفا خائفا من آل محمد ( عليهم السلام ) ، ويعز بك ذليلهم ، ويكسو بك عاريهم ، ويقوى بك ضعيفهم ، ويطفئ بك نار المخالفين عنهم ، وأما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس ، فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به ولم تجاوزه ، رجوت أن تسلم إن شاء الله ، أخبرني يا عبدالله ، أبي ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : من استشاره اخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه .
واعلم أني سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه ، واعلم أن خلاصك مما بك من حقن الدماء ، وكف الاذى عن أولياء الله ، والرفق بالرعية ، والتأني وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف ، وشدة في غير عنف ، ومداراة صاحبك ، ومن يرد عليك من رسله ، وارتق فتق رعيتك بان توقفهم على ما وافق الحق والعدل إن شاء الله ، وإياك والسعاة وأهل النمائم فلا يلتزقن بك أحد منهم ، ولا يراك الله يوما وليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا عدلا ، فيسخط الله عليك ، ويهتك سترك ، واحذر مكر خوز الاهواز فإن أبي أخبرني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام )أنه قال : إن الايمان لا يثبت في قلب يهودي ولا خوزي أبدا .
فأما من تأنس به وتستريح إليه وتلجئ أمورك اليه فذلك الرجل الممتحن المستبصر الامين الموافق لك على دينك ، وميز عوامك وجرب الفريقين ، فإن رأيت هناك رشدا فشأنك وإياه ، وإياك ان تعطى درهما او تخلع ثوبا او تحمل على دابة في غير ذات الله لشاعر او مضحك او ممتزح إلا أعطيت مثله في ذات الله ، ولتكن جوائزك وعطاياك وخلعك للقواد والرسل والاجناد واصحاب الرسائل واصحاب الشرط والاخماس ، وما اردت ان تصرفه في وجوه البر والنجاح والفتوة والصدقة والحج والمشرب والكسوة التي تصلي فيها وتصل بها والهدية التي تهديها إلى الله عزّوجلّ وإلى رسوله ( صلى الله