الوجوب الذي يفهم من الأخير وغيره مخصوص ببعض المراتب كالرضا بالقضاء وعدم الإنكار القلبي ، وما زاد عليه مستحب كعدم إظهار التأثر أصلا ، واستشعار الفرح والسرور بالمصيبة ظاهرا وباطنا ، والله أعلم .

77 ـ باب استحباب احتساب البلاء والتأسي بالأنبياء والأوصياء
والصلحاء .

[3584] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : ذكر عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) البلاء وما يخص الله به المؤمن ، فقال : سئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أشد الناس بلاء في الدنيا ؟ فقال : النبيون ثم الأمثل فالأمثل ، ويبتلى المؤمن بعد على قدر أيمانه وحسن أعماله ، فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه .
[3585] 2 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن في الجنة منزلة لا يبلغها عبد إلا بالابتلاء في جسده .
[3586] 3 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن رباط قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة ، أما إن ذلك إلى مدة قليلة وعافية طويلة .
____________
=
الابواب ، والاحاديث 2 و 4 و 6 من الباب 19 والباب 25 بعمومه من أبواب جهاد النفس والحديث 15 من الباب 24 من أبواب الأمر والنهي والاحاديث 3 و5 و 6 من الباب 15 من أبواب فعل المعروف .

الباب 77
فيه 21 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 196 | 2 .
2 ـ الكافي 2 : 198 | 14 .
3 ـ الكافي 2 : 198 | 16 .

( 262 )

[3587] 4 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين إما بذهاب ماله ، أو ببلية في جسده .
[3588] 5 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ، ثم الأمثل فالأمثل .
[3589] 6 ـ وعنه ، عن أبيه ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأوصياء ، ثم الأماثل فالأماثل .
[3590] 7 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه يذكر به .
[3591] 8 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن في كتاب علي ( عليه السلام ) إن أشد الناس بلاء النبيون ، ثم الوصيون ، ثم الأمثل فالأمثل ، وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه ، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثواب المؤمن ولا عقوبة لكافر ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه ، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض .
____________
4 ـ الكافي 2 : 199 | 23 .
5 ـ الكافي 2 : 196 | 1 .
6 ـ الكافي 2 : 196 | 4 .
7 ـ الكافي 2 : 197 | 11 .
8 ـ الكافي 2 : 200 | 29 .

( 263 )

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن محبوب مثله (1) .
[3592] 9 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اسامة ، عن حمران ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن الله ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة ، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض .
[3593] 10 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن عظيم الأجر لمع عظيم البلاء ، وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم .
[3594] 11 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن عبيد ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) إنه قال : ـ وعنده سدير ـ إن الله إذا أحب عبدا غته (1) بالبلاء غتاً ، وأنا وإياكم ـ يا سدير ـ لنصبح به ونمسي .
[3595] 12 ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن المثثى الحضرمي ، عن محمد بن بهلول ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان ، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه .
____________
(1) علل الشرائع : 44 | 1 .
9 ـ الكافي 2 : 198 | 17 .
10 ـ الكافي 2 : 196 | 3 .
11 ـ الكافي 2 : 197 | 6 .
(1) غته بالأمر : كدّه ، وفي الماء : غطه ( هامش المخطوط عن القاموس المحيط 1 : 159 ) ، وفي النهاية 3 : 342 : يغتهم ... أي يغمسهم فيه غمسا متتابعا .
12 ـ الكافي 2 : 197 | 10 .

( 264 )

[3596] 13 ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمد الأشعري ، عن ، أبي يحيى الحناط ، عن عبدالله بن أبي يعفور قال : شكوت إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) ما ألقى من الأوجاع ـ وكان مسقاما ـ فقال لي : لو يعلم المؤمن ماله من الأجر في المصائب لتمنى أنه قرض بالمقاريض .
[3597] 14 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن لله عزوجل عبادا في الأرض ، من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم ، ولا بلية إلا صرفها إليهم .
[3598] 15 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن الوليد بن العلاء ، عن حماد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن الله إذ أحب عبدا غته بالبلاء غتا ، وثجه بالبلاء ثجا (1) ، فإذا دعاه قال : لبيك عبدي ، لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر ، ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك خير لك .
[3599] 16 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن زكريا بن الحر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه ، أوقال : على حسب دينه .
[3900] 17 ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) أيبتلى المؤمن
____________
13 ـ الكافي 2 : 198 | 15 .
14 ـ الكافي 2 : 196 | 5 .
15 ـ الكافي 2 : 197 | 7 .
(1) ثج الماء : سال ، وثجه أساله القاموس المحيط 1 : 181 ( هامش المخطوط ) .
16 ـ الكافي 2 : 197 | 9 .
17 ـ الكافي 2 : 200 | 27 .

( 265 )

بالجذام والبرص ، وأشباه هذا ؟ قال : فقال : وهل كتب البلاء إلا على المؤمن ؟ الحديث .
[3901] 18 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن رواه ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الغايب أهله بالطرف ، وإنه ليحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض .
[3902] 19 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) ، عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، ومحمد بن سنان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ إن نبيا من الأنبياء بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه ، فأتاه ملك ، فقال . إن الله بعثني إليك فمرني بما شئت ، فقال لي أسوة بما يصنع بالحسين ( عليه السلام ) .
[3903] 20 ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن إسماعيل كان رسولا نبيا سلط الله عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه فأتاه رسول من عند رب العالمين ، فقال له : ربك يقرئك السلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك ، وقد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت ، فقال : يكون لي بالحسين ( عليه السلام )أسوة .
ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن محمد بن سنان . وكذا الذي قبله (1) .
____________
18 ـ الكافي 2 : 200 | 28 .
19 ـ علل الشرائع : 77 | 2 ، وكامل الزيارات : 64 | 1 .
20 ـ علل الشرائع : 78 | 3 .
(1) كامل الزيارات : 64 | 2 .

( 266 )

[3904] 21 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن أبي محمد الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن الإمام علي بن محمد ، عن آبائه ، عن موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) قال : أي من صفت له دنياه فاتهمه في دينه .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك .

78 ـ باب تحريم اظهار الشماتة بالمؤمن .

[3905] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن إبراهيم بن ، محمد الأشعري ، عن أبان بن عبد الملك ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قات : لا تبدي الشماتة لأخيك فيرحمه الله ، ويصيرها بك .
وقال : من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن .
[3906] 2 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن محمد بن أحمد بن علي بن أسد ، عن يعقوب بن يوسف بن حازم ، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ، عن حفص بن غياث ، عن برد بن سنان ، عن مكحول ، عن واثلة (1) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك .
ورواه الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمد بن عمر
____________
21 ـ أمالي الطوسي 1 : 286 .

الباب 78
فيه حديثان

1 ـ الكافي 2 : 267 | 1 .
2 ـ أمالي الصدوق : 188 | 5 .
(1) في نسخة : وايلة بن الأصبغ ـ هامش المخطوط ـ .

( 267 )

الجعابي ، عن محمد بن عمر النيسابوري ، عن محمد بن السري ، عن أبيه ، عن حفص بن غياث (2) .

79 ـ باب استحباب تذكر المصاب مصيبة النبي ( صلى الله عليه
وآله ) واستصغار مصيبة نفسه بالنسبة اليها .

[3907] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله ( صلى الله عليه واله ) ، فإن الخلق لم يصابوا بمثله قط .
[3908] 2 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بن عمر النخعي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من أصيب بمصيبة فليذكر مصابه بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) فإنه من أعظم المصائب .
[3909] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن عبدالله بن الوليد الجعفي ، عن رجل ، عن ، أبيه قال : لما أصيب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نعى الحسن إلى الحسين وهو بالمدائن ، فلما قرأ الكتاب قال : يالها من مصيبة ما أعظمها ، مع أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من أصيب منكم بمصيبة فليذكر مصابه بي (1) فإنه لن يصاب بمصيبة أعظم منها ، وصدق ( صلى الله عليه وآله ) .
____________
(2) أمالي الطوسي 1 : 31 | 1 .

الباب 79
فيه 8 أحاديث

1 ـ الكافي 8 : 168 | 189 .
2 ـ الكافي 3 : 220 | 1 .
3 ـ الكافي 3 : 220 | 3 .
(1) في نسخة : فّي . ( هامش المخطوط ) .

( 268 )

[3610] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد الثقفي ، عن أبي جعفر( عليه السلام ) ، قال : قال : إن أصبت بمصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك فاذكر مصابك برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط .
[3611] 5 ـ عبدالله بن جعفر في ( قرب الإسناد ) : عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته فيّ فإنّها (1) أعظم المصائب .
[3612] 6 ـ وروى الشيخ زين الدين في كتاب ( مسكن الفؤاد ) عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله ) : إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب .
[3613] 7 ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( من عظمت عنده مصيبة ) (1) فليذكرمصيبته بي فإنها ستهون عليه .
[3614] 8 ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال في مرض موته : أيها الناس ، أيما عبد من أمتي أصيب بمصيبة من بعدي فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بعدي (1) ، فإن أحداً من امتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي .
____________
4 ـ الكافي 3 : 220 | 2 .
5 ـ قرب الاسناد : 45 .
(1) في المصدر : فإنها هي .
6 ـ مسكن الفؤاد : 110 .
7 ـ مسكن الفؤاد : 110 .
(1) في المصدر : من عظمت مصيبته .
8 ـ مسكن الفؤاد : 110 .
(1) في المصدر : بغيري .

( 269 )

80 ـ باب عدم جواز الجزع عند المصيبة مع عدم الرضا بالقضاء .

[3615] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علي بن مهزيار ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ربعي بن عبدالله عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : إن الصبر (1) والبلاء يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع .
[3616] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يا إسحاق ، لا تعدن مصيبة اعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله عز وجل الثواب ، إنما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها .
[3617] 3 ـ وعنهم ، عن سهل ، عن الحسن بن علي ، عن فضل بني ميسر قال : كنا عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فجاء رجل فشكا إليه مصيبة اصيب بها ، فقال له أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أما إنك إن تصبر تؤجر ، وإلا تصبر يمض عليك قدر الله الذي قدر عليك وأنت مأزور .
[3618] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الهيثم بن واقد ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أن ملك الموت قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا محمد ، إني أقبض
____________

الباب 80
فيه 5 أحاديث

1 ـ الكافي 3 : 224 | 3 ، تقدم صدره في الحديث 6 من الباب 76 من هذه الابواب .
(1) في المصدر : الجزع .
2 ـ الكافي 3 : 224 | 7 .
3 ـ الكافي 3 : 225 | 10 .
4 ـ الكافي 3 : 136 | 2 .

( 270 )

روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول : ما هذا الجزع ؟! فوالله ما تعجلناه قبل أجله ، وما كان لنا في قبضه من ذنب ، فإن تحتسبوه وتصبروا تؤجروا ، وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا .
[3619] 5 ـ وعن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، رفعه قال : جاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الأشعث بن قيس يعزيه بأخ له ، فقال له : إن جزعت فحق الرحم أتيت ، وإن صبرت فحق الله أديت ، على أنك إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت محمود ، وإن جزعت جبرى عليك القضاء وأنت مذموم ، الحديث .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2) .

81 ـ باب تأكد كراهة ضرب المصاب يده على فخذه .

[3620] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن صفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من ضرب يده على فخذه عند مصيبة حبط أجره .
[3921] 2 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ضرب المسلم يده على فخذه عند المصيبة إحباط لأجره .
____________
5 ـ الكافي 3 : 261 | 40 .
(1) تقدم في الحديث 4 من الباب 25 من هذه الابواب .
(2) يأتي في الباب 85 وفي الحديث 4 من الباب 87 من هذه الابواب .

الباب 81
فيه 4 أحاديث

1 ـ الفقيه 4 : 298 | 900 .
2 ـ الكافي 3 : 224 | 4 .

( 271 )

[3622] 3 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن حسان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) ، قال : قال : ضرب الرجل يده على فخذه عند المصيبة إحباط لأجره .
[3623] 4 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : الصبر على قدر المصيبة ، ومن ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط أجره .

82 ـ باب حد الحداد على الميت .

[3624] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : ليس لأحد أن يحد أكثرمن ثلاثة أيام إلا المرأة على زوجها حتى تقضي عدتها .
أقول : ويأتي ما يدل على حداد المرأة في محله (1) .

83 ـ باب كراهة الصراخ بالويل والعويل ، والدعاء بالذل

والثكل والحزن ، ولطم الوجه ، والصدر وجز الشعر ،
وإقامة النياحة .
[3625] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : ما الجزع ؟ قال :
____________
3 ـ الكافي 3 : 225 | 9 .
4 ـ نهج البلاغة 3 : 185 | 144 .

الباب 82
فيه حديث واحد

1 ـ الفقيه 1 : 116 | 550 أورده مسندا في الحديث 5 من الباب 29 من أبواب العدة .
(1) يأتي في الباب 29 من أبواب العدة .

الباب 83
فيه 5أحاديث

1 ـ الكافي 3 : 222 | 1 ، وتقدم ذيله في الحديث 7 من الباب 73 من أبواب الدفن .

( 272 )

أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل (1) ولطم الوجه والصدر ، وجز الشعر من النواصي ، ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر ، وأخذ في غير طريقه ، الحديث .
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر( عليه السلام ) ، مثله (2) .
[3626] 2 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : من الفاظ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الموجزة التي لم يسبق إليها : النياحة من عمل الجاهلية .
[3627] 3 ـ وبإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن ابائه ( عليهم السلام ) ـ في حديث المناهي ـ قال : ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الرنة عند المصيبة ، ونهى عن النياحة والاستماع إليها .
[3628] 4 ـ قال : وقال ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة حين قتل جعفر بن أبي طالب : لا تدعي بذل ولا ثكل ولا حزن (1) ، وما قلت فيه فقد صدقت .
[3629] 5 ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن راشد ، عن علي بن إسماعيل ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا الحسن و(1) أبا جعفر ( عليهما السلام ) يقول في قول الله عز وجل : ( ولا يعصينك في معروف ) (2) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة ( عليها السلام ) : إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجهاً ولا ترخي علي شعراً ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمن علي نائحة ،
____________
(1) العويل : رفع الصوت بالبكاء . ( هامش المخطوط عن صحاح اللغة ) .
(2) الكافي 3 : 223 | 2 .
2 ـ الفقيه 4 : 271 | 828 .
3 ـ الفقيه 4 : 3 | 1 ، وأورده في الحديث 11 من الباب 17 من أبواب ما يكتسب به .
4 ـ الفقيه 1 : 112 | 521 .
(1) كتب المصنف عن نسخة ( ولا حرب ) فوق : ولا حزن .
5 ـ معان الأخبار : 390 | 33 .
(1) في المصدر : ( او ) بدل : و ، ولاحظ الضميرين ( يقول ) و ( قال ) .
(2) الممتحنة60 : 12 .

( 273 )

قال : ثم قال : هذا المعروف الذي قال الله عز وجل : ( ولا يعصينك في معروف ) (3) .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (4) ، ويأتي ما يدل عليه (5) ، ويفهم من أحاديث الجزع أنه قسمان كما مر في الصبر (6) .

84 ـ باب كراهة الصياح على الميت وشق الثوب على غير الأب
والأخ والقرابة ، وكفارة ذلك .

[3630] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي ، ولكن الناس لا يعرفونه ، والصبر خير .
[3631] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن عقبة ، عن امرأة الحسن الصيقل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا ينبغي الصياح على الميت ، ولا تشق الثياب .
[3632] 3 ـ وعن محمد بن يحيى وغيره ، عن سعد بن عبدالله ، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسن الأفطس ، أنهم حضروا يوم توفي محمد بن
____________
(3) الممتحنة 60 : 12 .
(4) تقدم في الباب 71 من أبواب الدفن .
(5) يأتي في الحديث 1 و 2 و 9 من الباب 84 من هذه الأبواب .
(6) تقدمت أحاديث الصبر في الباب 76 وتأتي أحاديث الجزع في الباب 80 من هذه الأبواب ، وأما قوله أن الجزع قسمان فيستفاد منها ما ورد في الحديث 5 و 6 من الباب 85 من هذه الابواب .

الباب 84
فيه 9 أحاديث

1 ـ الكافي 3 : 226 | 12 .
2 ـ الكافي 3 : 225 | 8 .
3 ـ الكافي 1 : 262 | 8 .

( 274 )

علي بن محمد باب أبي الحسن ( عليه السلام ) يعزونه ـ إلى أن قال ـ إذ نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ، الحديث .
[3633] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : لما قبض علي بن محمد العسكري ( عليه السلام ) رؤي الحسن بن علي ( عليه السلام ) وقد خرج من الدار وقد شق قميصه عن خلف وقدام .
[3634] 5 ـ علي بن عيسى في كتاب ( كشف الغمة ) نقلا من كتاب ( الدلائل ) لعبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبي هاشم الجعفري قال : خرج أبو محمد ( عليه السلام ) في جنازة أبي الحسن ( عليه السلام ) وقميصه مشقوق ، فكتب إليه ابن (1) عون : من رأيت أو بلغك من الأئمة شق قميصه في مثل هذا ؟! فكتب إليه أبو محمد ( عليه السلام ) : يا أحمق ، وما يدريك ما هذا ؟! قد شق موسى على هارون .
[3635] 6 ـ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال ) : عن أحمد بن علي بن كلثوم ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن الحسن بن شمون وغيره قال : خرج أبو محمد ( عليه السلام ) ـ وذكر الحديث ـ إلا أنه قال : فكتب إليه أبوعون الأبرش .
[3636] 7 ـ وعنه ، عن إسحاق بن محمد ، عن إبراهيم بن الخضيب قال : كتب أبو عون الأبرش ـ قرابة نجاح بن سلمة ـ إلى أبي محمد ( عليه السلام ) : ان الناس قد استوهنوا (1) من شقك على أبي الحسن ( عليه السلام ) ! فقال : يا أحمق ، مالك وذاك ؟! قد شق موسى على هارون .
____________
4 ـ الفقيه 1 : 111 | 511 .
5 ـ كشف الغمة 2 : 418 .
(1) في هامش الاصل عن نسخة : ابو بدل ابن .
6 ـ رجال الكشي 2 : 842 | 1084 .
7 ـ رجال الكشي 2 : 843 | 1085 .
(1) في المصدر : استوحشوا .

( 275 )

[3637] 8 ـ وعنه ، عن الفضل بن الحارث قال : كنت بسر من رأى بعد خروج سيدي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فرأينا أبا محمد ( عليه السلام ) ماشيا وقد شق ثوبه .
[3638] 9 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه لما ورد الكوفة قادما من صفين مر بالشاميين فسمع بكاء الناس على قتلى صفين ـ إلى أن قال ـ فقال لشرحبيل الشامي : أتغلبكم نساؤكم على ما أسمع ؟! الا تنهونهن عن هذا الرنين .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك في أحاديث الصبر والجزع والرضا وغير ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه إن شاء الله تعالى في الكفارات (2) .

85 ـ باب جواز اظهار التأثر قبل المصيبة والصبر والرضا
والتسليم بعدها .

[3639] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محمد بن مهزيار ، عن قتيبة الأعشى قال : أتيت أبا عبدالله ( عليه السلام ) أعود ابناً له ، فوجدته على الباب ، فإذا هو مهتم حزين ، فقلت له : جعلت فداك ، كيف الصبي ؟ فقال : والله إنه لما به ، ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج إلينا وقد أسفر وجهه وذهب التغير والحزن ، قال : فطمعت أن يكون قد صلح الصبي ، فقلت : كيف الصبي ، جعلت فداك ؟ فقال : قد مضى لسبيله ، فقلت : جعلت فداك ، لقد كنت
____________
8 ـ رجال الكشي 843 | 1087 .
9 ـ نهج البلاغة 3 : 230 | 322 .
(1) تقدم في الأبواب 70 و 76 و 80 من هذه الأبواب .
(2) يأتي في الحديث 1 من الباب 31 من أبواب الكفارات .

الباب 85
فيه 6 أحاديث

1 ـ الكافي 3 : 225 | 11 .

( 276 )

وهو حي مهتما حزيناً ، وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال ، فكيف هذا ؟ فقال : إنا أهل بيت إنما نجزع قبل المصيبة ، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلمنا لأمره .
[3640] 2 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن العلاء بن كامل قال : كنت جالساً عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فصرخت الصارخة من الدار ، فقام أبو عبدالله ( عليه السلام ) ثم جلس فاسترجع ، وعاد في حديثه حتى فرغ منه ، ثم قال : إنا لنحب أن نعافى في أنفسنا وأولادنا وأموالنا ، فإذا وقع القضاء فليس لنا أن نحب مالم يحب الله لنا .
[3641] 3 ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن بعض أصحابنا قال : كان قوم أتوا أبا جعفر ( عليه السلام ) فوافقوا صبيا له مريضاً ، فرأوا منه اهتماما وغما ، وجعل لا يقر ، قال : فقالوا : والله لئن أصابه شيء إنا لنتخوف أن نرى منه ما نكره ، قال : فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه ، فإذا هو قد خرج عليهم منبسط الوجه في غير الحال التي كان عليها ، فقالوا له : جعلنا الله فداك ، لقد كنا نخاف مما نرى منك أن لو وقع أن نرى منك ما يغمنا ، فقال لهم : إنا لنحب أن نعافى فيمن نحب ، فإذا جاء أمر الله سلمنا فيما أحب .
[3642] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت نجزع قبل المصيبة ، فإذا نزل أمر الله رضينا بقضائه وسلمنا لأمره ، وليس لنا أن نكره ما أحب الله لنا .
[3643] 5 ـ وفي كتاب ( إكمال الدين ) : عن محمد بن الحسن ، عن
____________
2 ـ الكافي 3 : 226 | 13 .
3 ـ الكافي 3 : 226 | 14 .
4 ـ الفقيه 1 : 119 | 567
5 ـ إكمال الدين 1 : 73 .

( 277 )

الحسن بن متيل ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن عبدالله الكوفي قال : لما حضرت إسماعيل بن أبي عبدالله ( عليه السلام ) الوفاة جزع أبو عبدالله ( عليه السلام ) جزعا شديدا ، فلما غمضه دعا بقميص غسيل ـ أوجديد ـ فلبسه ، ثم تسرح وخرج يأمروينهى ، ( فقيل له )(1) لقد ظننا أن لا ننتفع (2)بك زماننا لما رأينا من جزعك ؟! فقال : إنا أهل بيت نجزع مالم تنزل المصيبة ، وإذا نزلت صبرنا .
[3644] 6 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : ثقل ابن لجعفر ، وأبو جعفر ( عليه السلام ) جالس ـ إلى أن قال : ـ فلما قضى قال لنا : إن نجزع ما لم ينزل أمر الله ، فإذا نزل أمر الله فليس لنا إلا التسليم ، ثم دعا بدهن فأدهن ، واكتحل ، ودعا بطعام فأكل هو ومن معه ، ثم قال : هذا هو الصبر الجميل ، ثم أمر به فغسل ، ولبس جبة خز ، ومطرف خز ، وعمامة خز ، وخرج فصلى عليه .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك في أحاديث كتابة اسم الميت على الكفن (1) .

86 ـ باب استحباب التسلي وتناسي المصائب .

[3645] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله
____________
(1) في المصدر : قال : فقال له بعض أصحابه .
(2) في المصدر : لا ينتفع بك زماناً .
6 ـ التهذيب 1 : 289 | 841 ، وتقدم صدره في الحديث 1 من الباب 44 من أبواب الاحتضار .
(1) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث 2 من الباب 29 من أبواب التكفين .

الباب 86
فيه 4 أحاديث

1 ـ الكافي 3 : 227 | 2 .

( 278 )

تبارك وتعالى تطول على عباده بثلاث : القى عليهم الريح بعد الروح ، ولولا ذلك ما دفن حميم حميماً ، والقى عليهم السلوة(1) ، ولولا ذلك لانقطع النسل ، والقى على هذه الحبة الدابّة ، ولولا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة .
ورواه الصدوق مرسلا (2) .
ورواه في ( العلل ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، مثله (3) .
[3946] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن مهران بن محمد قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن الميت إذا مات بعث الله ملكا إلى أوجع أهله فمسح على قلبه فأنساه لوعة الحزن ، ولولا ذلك لم تعمر الدنيا .
وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، مثله (1) .
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن مهران بن محمد ، مثله (2) .
[3947] 3 ـ وبإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال : إن ملكا موكلا بالمقابر ، فإذا انصرف أهل الميت من جنازتهم عن ميتهم أخذ قبضة من تراب فرمى بها في آثارهم ، فقال : أنسوا ما رأيتم ، فلولا ذلك ما انتفع أحد بعيش .
[3948] 4 ـ وفي ( الخصال ) : عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن سعد بن
____________
(1) في العلل والفقيه زيادة : بعد المصيبة ( هامش المخطوط ) .
(2) الفقيه 1 : 118 | 566 .
(3) علل الشرائع : 299 | 1 الباب 237 .
2 ـ الكافي 3 : 227 | 1 .
(1) الكافي 3 : 228 | 3 .
(2) الفقيه 1 : 112 | 522 .
3 ـ الفقيه 1 : 111 | 516 .
4 ـ الخصال : 112 | 87 .

( 279 )

عبدالله ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله عز وجل يقول : إني تطولت على عبادي بثلاث : القيت عليهم الريح بعد الروح ، ولولا ذلك ما دفن حميم حميماً ، والقيت عليهم السلوة بعد المصيبة ، ولولا ذلك لم يتهن أحد بعيشه ، وخلقت هذه الدابة وسلطتها على الحنطة والشعير ، ولولا ذلك لكنزتها (1) ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة .
ورواه الكليني كما مر (2) .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (3) .

87 ـ باب جواز البكاء على الميت والمصيبة ، واستحبابه عند
زيادة الحزن .

[3649] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : لما ماتت رقية ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال رسول الله ( صلى الله عليه واله ) : الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه ، قال : وفاطمة ( عليها السلام ) على شفير القبر تتحدر دموعها في القبر ، الحديث .
[3650] 2 ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي محمد الهذلي ، عن إبراهيم بن خالد القطان ، عن محمد بن منصور الصيقل ،
____________
(1) في المصدر : لكنزهما .
(2) كما مر في الحديث 1 من هذا الباب .
(3) تقدم ما يدل على ذلك في الباب السابق من هذه الأبواب .

الباب 87
فيه 11 حديثاً

1 ـ الكافي 3 : 241 | 18 .
2 ـ الكافي 3 : 250 | 3 .

( 280 )

عن أبيه قال : شكوت إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) وجدا وجدته على ابن لي هلك حتى خفت على عقلي ؟ فقال : إذا أصابك من هذا شيء فأفض من دموعك ، فإنه يسكن عنك .
[3651] 3 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هملت عين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالدموع ، ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ، الحديث .
[3652] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : لما مات إبراهيم ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حزنا عليك يا إبراهيم ، وإنالصابرون ، يحزن القلب وتدمع العين ، ولا نقول ما يسخط الرب .
[3653] 5 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من خاف على نفسه من وجد بمصيبة فليفض من دموعه فإنه يسكن عنه .
[3654] 6 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جداً ، ويقول : كانا يحدثاني ويؤنساني فذهبا جميعا .
[3655] 7 ـ وفي ( الخصال ) : عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن
____________
3 ـ الكافي 3 : 262 | 45 .
4 ـ الفقيه 1 : 113 | 526 .
5 ـ الفقيه 1 : 119 | 568 .
6 ـ الفقيه 1 : 113 | 527 .
7 ـ الخصال : 272 .