أن يتكلّم : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، يعيدها سبع مرّات ، دفع الله عنه سبعين نوعاً من أنوع البلاء ( ومن قالها إذا صلّى المغرب قبل أن يتكلّم دفع عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ) (1) ، أهونها الجذام والبرص.
ورواه الشيخ في ( المجالس والأخبار ) ، مثله (2).
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في تعقيب المغرب (3) ، وفي أدعية الصباح والمساء (4).

26 ـ باب استحباب الدعاء بعد صلاة الزوال بالمأثور

[ 8496 ] 1 ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن عيسى بن عبد الله القمّي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول إذا فرغ من الزوال : اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرّب إليك بمحمّد عبدك ورسولك ، وأتقرّب إليك بملائكتك المقرّبين ، وأنبيائك المرسلين وبك ، اللهمّ أنت الغني عنّي وبي الفاقة إليك ، أنت الغني وأنا الفقير إليك ، أقلتني عثرتي ، وسترت عليّ ذنوبي ، فاقض اليوم حاجتي ، ولا تعذّبني بقبيح ما تعلم منّي بل عفوك وجودك يسعني ، قال : ثمّ يخرّ ساجداً فيقول : يا أهل التقوى ، يا أهل المغفرة ، يا برّ يا رحيم ، أنت أبرّ بي من أبي وأُمّي ومن جميع الخلائق ،
____________
(1) ما بين القوسين ليس في المصدر.
(2) أمالي الطوسي 2 : 343.
(3) يأتي في البابين 3 و5 من الباب 28 من هذه الأبواب.
(4) يأتي في الباب 47 من أبواب الدعاء والباب 49 من أبواب الذكر ، وتقدم ما يدل عليه في الحديث 11 من الباب 53 من أبواب الملابس.

الباب 26
وفيه حديث واحد

1 ـ الكافي 2 : 396|1.

( 482 )

اقلبني بقضاء حاجتي مجاباً دعائي ، مرحوماً صوتي ، قد كشفت أنواع البلاء عنّي.
ورواه الصدوق مرسلاً (1).

27 ـ باب استحباب الاستغفار بعد العصر سبعين مرّة
فصاعداً ، وتلاوة القدر عشراً

[ 8497 ] 1 ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) : عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عمرو بن خالد ، عن أخيه سفيان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من استغفر الله بعد العصر سبعين مرّة غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب ، فإن لم يكن له فلأبيه ، فإن لم يكن لأبيه فلأمّه. فإن لم يكن لأُمّه فلأخيه ، فإن لم يكن لأخيه فلأخته ، فإن لم يكن لأُخته فللأقرب فالأقرب.
[ 8498 ] 2 ـ محمّد بن الحسن في ( المصباح ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : من استغفر الله بعد صلاة العصر سبعين مرّة غفر الله له سبعمائة ذنب.
[ 8499 ] 3 ـ وعن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، أنّه قال : من قرأ ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) بعد العصر عشر مرّات مرّت له على مثل أعمال الخلائق ( يوم القيامة ) (1).
____________
(1) الفقيه 1 : 213|956.

الباب 27
فيه 4 أحاديث

1 ـ أمالي الصدوق : 211|8.
2 ـ مصباح المتهجد : 65 ، المصباح : 33.
3 ـ مصباح المتهجد : 65.
(1) في المصدر : في ذلك اليوم.

( 483 )

ورواهما الكفعمي في ( مصباحه ) أيضاً مرسلين (2).
[ 8500 ] 4 ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن جدّه محمّد بن عيسى القيسي (1) ، عن محمّد بن أصيل (2) الصيرفي ، عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ـ في حديث ـ أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال لرجل : إذا صلّيت العصر فاستغفر الله سبعاً وسبعين مرّة ، يحطّ عنك عمل سبع وسبعين سنة ، قال : مالي سبع وسبعون سنة ؟ قال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : فاجعلها لك ولأبيك ، قال : مالي ولأبي سبع وسبعون سنة ؟ قال : اجعلها لك ولأبيك وأمّك ، قال : يا رسول الله ، مالي ولأبي وأُمّي سبع وسبعون سنة ؟ قال : اجعلها لك ولأبيك ولأمّك ولقرابتك.

28 ـ باب نبذة ممّا يستحبّ أن يزاد في تعقيب المغرب والعشاء

[ 8501 ] 1 ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمّد بن اسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الصباح بن سيّابة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قال إذا صلّى المغرب ثلاث مرّات : الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولايفعل مايشاء غيره ، أعطي خيراً كثيراً.
____________
(2) المصباح : 33.
4 ـ أمالي الطوسي 2 : 121.
(1) في المصدر : القمي.
(2) في المصدر : فضيل.

الباب 28
فيه 5 أحاديث

1 ـ الكافي 2 : 396|2.

( 484 )

ورواه الصدوق (1) والشيخ (2) مرسلاً.
[ 8502 ] 2 ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، رفعه قال : تقول بعد (1) العشائين : اللهمّ بيدك مقادير الليل والنهار ، ومقادير الدنيا والآخرة ، ومقادير الموت والحياة ، ومقادير الشمس والقمر ، ومقادير النصر والخذلان ، ومقادير الغنى والفقر ، اللهمّ بارك لي في ديني ودنياي ، وفي جسدي وأهلي وولدي ، اللهمّ ادرأ عنّي فسقة العرب والعجم والجنّ والانس ، واجعل منقلبي إلى خير دائم ونعيم لا يزول.
ورواه الشيخ (2) والصدوق مرسلاً (3) ، إلاّ أنّهما قالا : روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : تقول بين العشاءين.
[ 8503 ] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا صلّيت المغرب والغداة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، سبع مرّات ، فإنّه من قالها لم يصبه جذام ولا برص ولا جنون ، ولا سبعون نوعاً من أنواع البلاء ، الحديث.
[ 8504 ] 4 ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن سعيد بن يسار قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا صلّيت المغرب
____________
(1) الفقيه 1 : 214|957.
(2) التهذيب 2 : 115|430.
2 ـ الكافي 2 : 397|3.
(1) في الفقيه : بين ( هامش المخطوط ).
(2) التهذيب 2 : 115|432.
(3) الفقيه 1 : 214|958.
3 ـ الكافي 2 : 384|20 ، وأورد ذيله في الحديث 8 من الباب 49 من أبواب الذكر.
4 ـ الكافي 2 : 399|10.

( 485 )

فأمرّ يدك على جبهتك وقل : بسم الله الذي لا إله إلاّ هو ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، اللهمّ اذهب عنيّ الهمّ (1) والحزن ، ثلاث مرّات.
[ 8505 ] 5 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد الجعفي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كنت كثيراً ما اشتكي عيني ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال : ألا أُعلّمك دعاءاً لدنياك وآخرتك وبلاغاً لوجع عينيك ؟ فقلت : بلى ، قال : تقول في دبر الفجر ودبر المغرب : اللهم إنّي أسألك بحق محمّد وآل محمّد عليك ، صلّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل النور في بصري ، والبصيرة في ديني ، واليقين في قلبي ، والاخلاص في عملي ، والسلامة في نفسي ، والسعة في رزقي ، والشكر لك أبداً ما أبقيتني.
ورواه الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير (1).

29 ـ باب استحباب قراءة الاخلاص اثنتي عشرة مرّة بعد كلّ
فريضة ، وبسط اليدين ورفعهما الى السماء والدعاء بالمأثور

[ 8506 ] 1 ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من أحبّ أن يخرج من الدنيا وقد تخلّص من الذنوب كما يتخلّص الذهب الذي لا كدر فيه ، ولا يطلبه أحد بمظلمة ، فليقل في دبر ( الصلوات
____________
(1) في المصدر زيادة : والغمّ.
5 ـ الكافي 2 : 399|11.
(1) أمالي الطوسي 1 : 199 ، وتقدم ما يدل عليه في الباب 24 ، وفي الحديثين 9 و 12 من الباب 25 من هذه الأبواب.

الباب 29
فيه 4 أحاديث

1 ـ الفقيه 1 : 212|949.

( 486 )

الخمس ) (1) نسبة الرب تبارك وتعالى اثنتي عشرة مرّة ، ثمّ يبسط يديه فيقول : اللهم إنّي أسألك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك ، وأسألك باسمك العظيم ، وسلطانك القديم ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، يا واهب العطايا ، يا مطلق الأسارى ، يا فكّاك (2) الرقاب من النار ، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعتق رقبتي من النار ، وأن تخرجني من الدنيا آمناً ، وتدخلني الجنّة سالماً ، وأن تجعل دعائي أوّله فلاحاً ، وأوسطه نجاحاً ، وآخره صلاحاً ، إنّك أنت علاّم الغيوب.
ثمّ قال أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : هذا من المختار (3) ممّا علّمني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأمرني أن أُعلمّه الحسن والحسين ( عليهما السلام ).
ورواه الشيخ أيضاً مرسلاً (4).
[ 8507 ] 2 ـ وفي ( معاني الأخبار ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم وأحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن علي بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، مثله ، إلاّ أنّه قال : نسبة الله عزّ وجلّ ( قل هو الله أحد ) ، وقال في آخره : هذا من المنجيات.
[ 8508 ] 3 ـ وفي ( ثواب الأعمال ) بإسناد تقدّم في القراءة (1) عن الحسن بن علي ، عن سيف ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام )
____________
(1) في التهذيب : كل صلاة. ( هامش المخطوط ).
(2) في نسخة من التهذيب : فاك ( هامش المخطوط ).
(3) في التهذيب : المخبآت ( هامش المخطوط ).
(4) التهذيب 2 : 108|410.
2 ـ معاني الأخبار : 139.
3 ـ ثواب الأعمال : 156|4.
(1) تقدم في الحديث 39 من الباب 51 من أبواب قراءة القرآن.

( 487 )

قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع أن يقرأ في دبر الفريضة بقل هو الله أحد ، فإنّ من قرأها جمع الله له خير الدنيا والآخرة ، وغفر له ولوالديه وما ولدا.
وبالإسناد عن الحسن ، عن صندل ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، مثله (2).
ورواه الكليني عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة بالإسناد ، مثله (3).
[ 8509 ] 4 ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء ، فقال ابن سبا : يا أمير المؤمنين ، أليس الله في كل مكان ؟ قال : بلى ، قال : فلم يرفع يديه إلى السماء ؟ فقال : أما تقرأ : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) (1) فمن أين يطلب الرزق إلاّ من موضعه ، وموضع الرزق وما وعد الله السماء.
ورواه الصدوق مرسلاً (2).
ورواه في ( العلل ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى (3).
____________
(2) ثواب الأعمال : 156|3 ، باختلاف المتن.
(3) الكافي 2 : 455|11.
4 ـ التهذيب 2 : 322|1315.
(1) الذاريات 51 : 22.
(2) الفقيه 1 : 213|955.
(3) علل الشرائع : 344.

( 488 )

ورواه في ( الخصال ) بإسناده الآتي عن علي ( عليه السلام ) في حديث الأربعمائة (4).

30 ـ باب كراهة الكلام بين المغرب ونافلتها وفي أثناء النافلة

[ 8510 ] 1 ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن سيف ، عن محمّد بن يحيى ، عن حجّاج الخشّاب ، عن أبي الفوارس قال : نهاني أبو عبد الله ( عليه السلام ) أن أتكلّم بين الأربع ركعات التي بعد المغرب.
محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن سلمة ، عن الحسين بن يوسف ، عن محمّد بن يحيى ، مثله (1).
[ 8511 ] 2 ـ وعنه ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحكم ، عن أبي العلاء الخفّاف ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) قال : من صلّى المغرب ثمّ عقّب ولم يتكلّم حتى يصلّي ركعتين كتبتا له في علّيين ، فإن صلّى أربعاً كتبت له حجة مبرورة.
ورواه الصدوق مرسلاً (1).
ورواه في ( ثواب الأعمال ) (2) وفي ( المجالس ) (3) : عن محمّد بن
____________
(4) الخصال : 628 بالإسناد الآتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (ر) ، وتقدم ما يدل على بعض المقصود بعمومه في الحديث 1 من الباب 31 من أبواب قراءة القرآن.

الباب 30
فيه حديثان

1 ـ الكافي 3 : 443|7.
(1) التهذيب 1 : 143|664.
2 ـ التهذيب 2 : 113|422.
(1) الفقيه 1 : 143|664.
(2) ثواب الأعمال : 69|2.
(3) أمالي الصدوق : 469|4.

( 489 )

الحسن ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحكم بن مسكين ، عن أبي العلاء الخفّاف.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أعداد الفرائض ونوافلها (4).

31 ـ باب جواز تأخير التعقيب وسجدة الشكر عن نوافل
المغرب وتقديمهما عليها ، واستحباب اختيار تقديمهما على
النوافل

[ 8512 ] 1 ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن محمّد بن عيسى ، عن حفص الجوهري قال : صلّى بنا أبو الحسن علي بن محمّد ( عليه السلام ) صلاة المغرب فسجد سجدة الشكر بعد السابعة ، فقلت له : كان آباؤك يسجدون بعد الثلاثة ؟! فقال : ما كان أحد من آبائي يسجد إلاّ بعد السبعة.
أقول : يمكن أن يراد من عدا أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) لما يأتي ، وأن يكون التأخير لأجل الاخفاء تقيّة أو لبيان الجواز.
[ 8513 ] 2 ـ وبإسناده عن محمّد بن علي بن بابويه ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن جهم بن أبي جهيمة (1) قال : رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وقد سجد بعد الثلاث ركعات من المغرب ، فقلت له : جعلت فداك ، رأيتك سجدت
____________
(4) تقدم في الحديث 24 من الباب 13 من أبواب اعداد الفرائض.

الباب 31
فيه 4 أحاديث

1 ـ التهذيب 2 : 114|426.
2 ـ التهذيب 2 : 114|427.
(1) في المصدر : جهم.

( 490 )

بعد الثلاث ؟ قال : ورأيتني ؟ فقلت : نعم ، قال : فلا تدعها فإنّ الدعاء فيها مستجاب.
ورواه الصدوق بإسناده عن جهم بن أبي جهم ، مثله (2).
وبإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، مثله (3).
قال الشيخ : هذا محمول على الاستحباب ، والأوّل على الجواز.
[ 8514 ] 3 ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) : عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، أنه كتب إليه يسأله عن سجدة الشكر بعد الفريضة ، فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّها بدعة ، فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة ؟ وإن جاز ، ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الأربع ركعات النافلة ؟ فأجاب ( عليه السلام ) : سجدة الشكر من ألزم السنن وأوجبها ، ولم يقل : إن هذه السجدة بدعة ، إلاّ من أراد أن يحدث في دين الله بدعة ، فأمّا الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب والاختلاف في أنّها بعد الثلاث أو بعد الأربع فإنّ فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعد النوافل كفضل الفرائض على النوافل ، والسجدة دعاء وتسبيح ، فالأفضل أن يكون بعد الفرض ، وإن جعلت بعد النوافل أيضاً جاز.
[ 8515 ] 4 ـ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في ( الإرشاد ) عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، أنّه لمّا تزوّج بنت المأمون وحملها قاصداً إلى المدينة صار إلى شارع باب الكوفة والناس معه يشيّعونه ، فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد ، وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد ، فدعا بكوز
____________
(2) الفقيه 1 : 217|967.
(3) الاستبصار 1 : 347|1309.
3 ـ الاحتجاج : 486.
4 ـ الارشاد : 323.

( 491 )

فيه ماء فتوضّأ في أصل النبقة ، وقام فصلّى بالناس صلاة المغرب ، فقرأ في الأولى ( الحمد ) و ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ، وقرأ في الثانية ( الحمد ) و ( قل هو الله أحد ) ، وقنت قبل ركوعه فيها ، وصلّى الثالثة ، وتشهّد وسلّم ، ثمّ جلس هنيئة يذكر الله وقام من غير أن يعقّب ، فصلّى النوافل أربع ركعات وعقّب بعدها ، وسجد سجدتي الشكر ، ثمّ خرج ، فلمّا انتهى الناس إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً جنياً (1) فتعجّبوا من ذلك ، وأكلوا منها فوجدوه نبقاً حلواً لاعجم (2) له ، فودّعوه ومضى.
أقول : وفي حديث أبي العلاء الخفّاف دلالة على تقديم تعقيب المغرب على نافلتها ، وقد تقدّم (3) وتقدّم أيضاً أن الدعاء بعد الفريضة أفضل من الدعاء بعد النافلة (4).

32 ـ باب أستحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر والدعاء
بالمأثور

[ 8516 ] 1 ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن حسين بن عثمان ومحمّد بن سنان جميعاً ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قال : سألته عمّا أقول إذا اضطجعت على يميني بعد ركعتي الفجر ؟ فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : اقرأ الخمس آيات التي في آخر آل عمران إلى ( إنّك لا تخلف الميعاد ) ، وقل : استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام
____________
(1) وفي نسخة : حسناً ( هامش المخطوط ).
(2) العَجَم : بالتحريك النوى وكل ما كان في جوف ماكول كالرطب وما أشبهه ( الصحاح 5 : 1980 هامش المخطوط ).
(3) تقدم في الحديث 2 من الباب 30 من هذه الأبواب.
(4) تقدم في الباب 4 من هذه الأبواب ، وتقدم ما يدل على ذلك في الباب 5 من هذه الأبواب.

الباب 32
فيه حديث واحد

1 ـ التهذيب 2 : 136|530.

( 492 )

لها ، واعتصمت بحبل الله المتين ، وأعوذ بالله من شرّ فسقة العرب والعجم ، آمنت بالله ، توكلت على الله ، ألجأت ظهري إلى الله ، فوّضت أمري إلى الله ، من يتوكّل على الله فهو حسبه ، إنّ الله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شيء قدراً ، حسبي الله ونعم الوكيل ، اللهم من أصبحت حاجته إلى مخلوق فإنّ حاجتي ورغبتي إليك ، الحمد لربّ الصباح ، الحمد لفالق الاصباح ، ثلاثاً.
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (1).

33 ـ باب أنّه يجزي بدل الضجعة بعد ركعتي الفجر السجود
والقيام والقعود والكلام ، فإن نسي ذلك حتى شرع في الاقامة
لم يرجع بل يجزي السلام

[ 8517 ] 1 ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : صلّيت خلف الرضا ( عليه السلام ) في المسجد الحرام صلاة الليل ، فلمّا فرغ جعل مكان الضجعة سجدة.
محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب ، مثله (1).
[ 8518 ] 2 ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسن ، عن أيّوب بن نوح ، عن الحسين بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : يجزيك من الاضطجاع بعد ركعتي الفجر القيام والقعود والكلام بعد ركعتي الفجر.
____________
(1) يأتي في الباب 33 من هذه الأبواب.

الباب 33
فيه 7 أحاديث

1 ـ الكافي 3 : 448|26.
(1) التهذيب 2 : 137|531.
2 ـ التهذيب 2 : 137|532.

( 493 )

[ 8519 ] 3 ـ وبإسناده عن أحمد ، عن موسى بن القاسم وأبي قتادة ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن رجل نسي أن يضطجع على يمينه بعد ركعتي الفجر فذكر حين أخذ في الاقامة ، كيف يصنع ؟ قال : يقيم ويصلّي ويدع ذلك فلا بأس.
ورواه علي بن جعفر في كتابه (1).
[ 8520 ] 4 ـ ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) : عن عبد الله بن الحسن ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه ، مثله ، وزاد : قال : وسألته عن الرجل ، هل يصلح له أن يتكلّم إذا سلّم في الركعتين قبل الفجر قبل أن يضطجع على يمينه ؟ قال : نعم (1).
وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب ، عن أحمد ، مثله (2).
[ 8521 ] 5 ـ وعنه ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن خفت الشهرة في التكأة فقد يجزيك أن تضع يدك على الأرض ولا تضطجع ، وأومأ بأطراف أصابعه من كفّه اليمنى فوضعها في الأرض قليلاً ، وحكى أبو جعفر ( عليه السلام ) ذلك.
[ 8522 ] 6 ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : افصل بين ركعتي الفجر وبين الغداة باضطجاع ، ويجزيك التسليم ، فقد قال الصادق ( عليه السلام ) : أي
____________
3 ـ التهذيب 2 : 338|1399.
(1) مسائل علي بن جعفر : 182|350.
4 ـ قرب الاسناد : 93.
(1) نفس المصدر : 91.
(2) لم نعثرعلى الحديث بهذا السند.
5 ـ التهذيب 2 : 338|1398.
6 ـ الفقيه 1 : 313|1422 ، 1423.

( 494 )

قطع أقطع من السلام ؟! وفي نسخة : التسليم.
[ 8523 ] 7 ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الاسناد ) : عن محمّد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : صلّى أبو الحسن الأوّل ( عليه السلام ) صلاة الليل في المسجد الحرام وأنا خلفه ، فصلّى الثمان وأوتر ، وصلّى الركعتين ، ثمّ جعل مكان الضجعة سجدة.

34 ـ باب استحباب الصلاة على محمّد وآله ، والتسبيح
والاستغفار مـائة مائة ، وقراءة الإخلاص أربعين مـرّة ،
أو احدى وعشرين مرّة ، أو إحدى عشره مرّة بين ركعتي
الفجر وصلاة الغداة مع سعة الوقت

[ 8524 ] 1 ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : روي أنّ من صلّى على محمّد وآل محمّد مائة مرّة بين ركعتي الفجر وركعتي الغداة وقى الله وجهه حرّ النار ، ومن قال مائة مرّة سبحان ربّي العظيم وبحمده ، أستغفر الله (1) وأتوب إليه ، بنى الله له بيتاً في الجنّة ، ومن قرأ إحدى وعشرين مرّة ( قل هو الله أحد ) بنى الله له بيتاً في الجنة ، فإن قرأها أربعين مرّة غفر الله له.
[ 8525 ] 2 ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن العمركي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد قال : قال علي ( عليه السلام ) : من صلّى الفجر ثمّ قرأ ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرّة لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب ، وإن رغم أنف الشيطان.
____________
7 ـ قرب الإسناد : 128.

الباب 34
فيه حديثان

1 ـ الفقيه 1 : 314|1426.
(1) في المصدرزيادة : ربي.
2 ـ ثواب الأعمال : 68.

( 495 )

35 ـ باب كراهة النوم بين صلاة الليل والفجر وعدم تحريمه

[ 8526 ] 1 ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن علي بن محمّد القاساني ، عن سليمان بن حفص المروزي قال : قال أبو الحسن الأخير ( عليه السلام ) : إيّاك والنوم بين صلاة الليل والفجر ، ولكن ضجعة بلا نوم ، فإنّ صاحبه لا يحمد على ما قدّم من صلاته.
[ 8527 ] 2 ـ وبإسناده عن سعد ، عن أحمد وعبد الله ابني محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّما على أحدكم إذا انتصف الليل أن يقوم فيصلّي صلاته جملة واحدة ثلاث عشرة ركعة ، ثمّ إن شاء جلس فدعا ، وإن شاء نام ، وإن شاء ذهب حيث شاء.
وبإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، مثله (1).
أقول : هذا يدلّ على الجواز ، وما سبق على الكراهة ، فلا منافاة ، ذكره الشيخ (2) وغيره (3).
____________
الباب 35
فيه حديثان

1 ـ التهذيب 2 : 137|534.
2 ـ التهذيب 2 : 137|533 ، والاستبصار 1 : 349|1320.
(1) التهذيب 2 : 339|1400.
(2) قاله الشيخ في الاستبصار 1 : 349 ذيل الحديث المذكور.
(3) الشهيد في الذكرى : 112 ومجمع البرهان 2 : 325 ، وتقدّم ما يدل عليه في الباب 53 من أبواب المواقيت.

( 496 )

36 ـ باب كراهة النوم مابين طلوع الفجر وطلوع الشمس
وعدم تحريمه ، واستحباب الاشتغال حينئذ بالعبادة والدعاء

[ 8528 ] 1 ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن النوم بعد الغداة ؟ فقال : إنّ الرزق يبسط تلك الساعة ، فأنا أكره أن ينام الرجل تلك الساعة.
ورواه الشيخ أيضاً بإسناده عن العلاء ، مثله (1).
[ 8529 ] 2 ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : نوم الغداة شؤم ، يحرم الرزق ويصفر اللون.
[ 8530 ] 3 ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : نومة الغداة مشؤومة ، تطرد الرزق ، وتصفر اللون ، وتقبّحه وتغيره ، وهو نوم كلّ مشوم ، إنّ الله تعالى يقسم الأرزاق مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإياكم وتلك النومة.
[ 8531 ] 4 ـ قال : وكان المنّ والسلوى ينزل على بني إسرائيل مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فمن نام تلك الساعة لم ينزل نصيبه ، وكان إذا انتبه فلا يرى نصيبه احتاج إلى السؤال والطلب.
[ 8532 ] 5 ـ وبإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ
____________
الباب 36
فيه 11 حديثاً

1 ـ الفقيه 1 : 317|1443.
(1) التهذيب 2 : 138|538 ، الاستبصار 1 : 350|1322.
2 ـ الفقيه 1 : 319|1453.
3 ـ الفقيه 1 : 318|1445 ، التهذيب 2 : 139|540 ، الاستبصار 1 : 350|1322.
4 ـ الفقيه 1 : 319|1453 ، التهذيب 2 : 139|540.
5 ـ الفقيه 1 : 318|1444 ، وأورده في الحديث 3 من الباب 27 من أبواب الدعاء.

( 497 )

إبليس إنما يبثّ جنود الليل من حين تغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، ويبثّ جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشمس ، وذكر أنّ نبي الله ( عليه السلام ) كان يقول : أكثروا ذكر الله عزّ وجلّ في هاتين الساعتين ، وتعوّذوا بالله عزّ وجلّ من شرّ إبليس وجنوده ، وعوّذوا صغاركم في هاتين الساعتين ، فإنّهما ساعتا غفلة.
[ 8533 ] 6 ـ قال : وقال الرضا (1) ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( فالمقسّمات أمراً ) (2) قال : الملائكة ، تقسّم أرزاق بني آدم مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه.
ورواه الشيخ بإسناده مرسلاً (3) ، وكذا الحديثان قبل حديث جابر.
[ 8534 ] 7 ـ وفي ( الخصال ) : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ما عجّت الأرض إلى ربّها عزّ وجلّ كعجيجها من ثلاثة : من دم حرام يسفك عليها ، أو اغتسال من زنا ، أو النوم عليها قبل طلوع الشمس.
[ 8535 ] 8 ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب ، عن موسى بن عمر ، عن معمر بن خلاّد قال : أرسل إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) في حاجة فدخلت عليه فقال : انصرف ، فإذا كان غداً فتعال ، ولا تجيء إلاّ بعد طلوع الشمس ، فإنّي أنام إذا صلّيت الفجر.
____________
6 ـ الفقيه 1 : 319|1454.
(1) في التهذيب : الصادق. ( هامش المخطوط ).
(2) الذاريات 51 : 4.
(3) التهذيب 2 : 139|541.
7 ـ الخصال : 141|160 ، وأورده في الحديث 7 من الباب 36 من أبواب التعقيب.
8 ـ التهذيب 2 : 320|1309 ، الاستبصار 1 : 350|1323.

( 498 )

أقول : يأتي وجهه (1).
[ 8536 ] 9 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم أبي (1) خديجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سأله رجل وأنا أسمع فقال : إنّي أُصلّي الفجر ثمّ أذكر الله بكلّ ما أُريد أن أذكره ممّا يجب عليّ ، فأريد أن أضع جنبي فأنام قبل طلوع الشمس فأكره ذلك ؟ قال : ولم ؟ قال : أكره أن تطلع الشمس من غير مطلعها (2) ، قال : ليس بذلك خفاء ، انظر من حيث يطلع الفجر فمن ثمّ تطلع الشمس ، ليس عليك من حرج أن تنام إذا كنت قد ذكرت الله عزّ وجلّ.
أقول : هذا يدلّ على الجواز ، وما تقدّم على الكراهة فلا منافاة ، ذكره الشيخ وغيره.
[ 8537 ] 10 ـ علي بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( اذكروا الله ذكراً كثيراً ) (1) ، قال : قلت : من ذكر الله مائتي مرّة ، كثير هو ؟ قال : نعم ، قال : وسألته عن النوم بعد الغداة ؟ قال : لا ، حتى تطلع الشمس.
[ 8538 ] 11 ـ محمّد بن الحسن الصفّار في ( بصائر الدرجات ) : عن
____________
(1) يأتي في الحديث 9 من هذا الباب.
9 ـ التهذيب 2 : 321|1311 ، الاستبصار 1 : 350|1324.
(1) في المصدر : سالم بن ابي خديجة.
(2) ورد في هامش المخطوط ما نصه : هذا إشارة إلى ما روي ان من علامات خروج المهدي ( عليه السلام ) طلوع الشمس من مغربها فأجاب ( عليه السلام ) بأن ذلك من طلوع الفجرذلك اليوم. منه قده.
10 ـ مسائل علي بن جعفر : 143|169 ، 170.
(1) الاحزاب 33 : 41.
11 ـ بصائر الدرجات : 363|9.

( 499 )

محمّد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن محمّد بن الحسن بن زياد الميثمي ، عن فليح (1) ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : لا تنامنّ قبل طلوع الشمس ، فإنّي أكرهها لك ، إن الله يقسّم في ذلك الوقت أرزاق العباد ، على أيدينا يجريها.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على استحباب الجلوس بعد الصبح إلى طلوع الشمس (2).

37 ـ باب ما يستحبّ أن يعمل من رأى في منامه مايكره

[ 8539 ] 1 ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا رأى الرجل ما يكره في منامه فليتحوّل عن شقّه الذي كان عليه نائماً وليقل : ( إنّما النجوى (1) من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارّهم شيئاً إلاّ بإذن الله ) (2) ثمّ ليقل : عذت بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون ، وأنبياؤه المرسلون ، وعباده الصالحون ، من شرّ ما رأيت ، ومن شرّ الشيطان الرجيم.
____________
(1) في المصدر : صالح وفي هامش المخطوط عن نسخة : مليح.
(2) تقدم في الحديث 3 من الباب 1 وفي الباب 18 من هذه الأبواب ، يأتي ما يدل عليه في الحديث 4 من الباب 40 من هذه الأبواب ، وفي الحديث 9 من الباب 2 من أبواب سجدتي الشكر ، وفي الباب 25 من أبواب الدعاء ، وفي الحديث 12 و 21 من الباب 49 من أبواب جهاد النفس ، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف.

الباب 37
وفيه حديثان

1 ـ الكافي 8 : 142|106.
(1) نجوته : ساررته وتناجوا تساروا والاسم النجوى ( الصحاح للجوهري ، 6 : 2501 ، هامش المخطوط ).
(2) المجادلة 58 : 10.

( 500 )

[ 8540 ] 2 ـ وعنه ، عن أبيه ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن هارون بن منصور العبيدي (1) ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) في رؤياها التي رأتها : قولي : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون ، وأنبياؤه المرسلون ، وعباده الصالحون ، من شرّ ما رأيت في ليلتي هذه ، أن يصيبني منه سوء أو شيء أكرهه ، ثم اتفلي (2) عن يسارك ثلاث مرات.

38 ـ باب استحباب الانصراف من الصلاة عن اليمين

[ 8541 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر( عليه السلام ) قال : إذا انصرفت من الصلاة فانصرف عن يمينك.
[ 8542 ] 2 ـ وفي ( الخصال ) بإسناده الآتي (1) عن علي ( عليه السلام ) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : إذا انفتلت من الصلاة فانفتل عن يمينك.
[ 8543 ] 3 ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا انصرفت عن الصلاة فانصرف عن يمينك.
____________
2 ـ الكافي 8 : 142|107.
(1) في المصدر : العبدي.
(2) في نسخة : انقلبي ( هامش المخطوط ).

الباب 38
وفيه 3 أحاديث

1 ـ الفقيه 1 : 245|1090 ، أورده في الحديث 13 من الباب 2 من أبواب التسليم.
2 ـ الخصال : 630.
(1) يأتي إسناده في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (ر).
3 ـ التهذيب 2 : 317|1294 ، أورده في الحديث 10 من الباب 2 من أبواب التسليم.

( 501 )

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد (1).

39 ـ باب استحباب القيلولة

[ 8544 ] 1 ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : أتى أعرابي إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، إنّي كنت ذكوراً وإنّي صرت نسيّاً ؟ فقال : أكنت تقيل (1) ، قال : نعم ، قال : وتركت ذلك ؟ قال : نعم ، قال : عد ، فعاد فرجع إليه ذهنه.
[ 8545 ] 2 ـ قال : وروي : قيلوا ، فإنّ الله يطعم الصائم في منامه ويسقيه.
[ 8546 ] 3 ـ قال : وروي : قيلوا فإنّ الشياطين لاتقيل.
[ 8547 ] 4 ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإسناد ) : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّ أعرابيّاً أتاه فقال : يا رسول الله ، إنّي كنت رجلاً ذكوراً فصرت منساءاً (1) ؟ فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : لعلّك اعتدت القائلة فتركتها ؟ قال : نعم ، فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : فعد يرجع إليك حفظك إن شاء الله.
____________
(1) الكافي 3 : 338|8 ، تقدم مايدل على ذلك في الباب 2 من أبواب التسليم.

الباب 39
وفيه 4 أحاديث

1 ـ الفقيه 1 : 318|1449.
(1) تقيل : أي تنام القيلولة. وعن الأزهري القيلولة والمقيل هي الاستراحة وإن لم يكن نوم ( مجمع البحرين ـ قيل ـ 5 : 459).
2 ـ الفقيه 1 : 319|1451 ، أورده في الحديث 1 من الباب 2 من أبواب آداب الصائم.
3 ـ الفقيه 1 : 319|1452.
4 ـ قرب الإسناد : 34.
(1) في المصدر : نسياً.

( 502 )

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (2).

40 ـ باب كيفيّة النوم ، وجلة من أحكامه

[ 8548 ] 1 ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق قال : دخلت على أبي محمّد ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال ـ فقلت : يا سيّدي ، روي لنا عن آبائك أنّ نوم الأنبياء على أقفيتهم ، ونوم المؤمنين على أيمانهم ، ونوم المنافقين على شمائلهم ، ونوم الشياطين على وجوههم ؟ فقال ( عليه السلام ) : كذلك هو ، فقلت : يا سيّدي ، إنّي أجهد أن أنام على يميني فما يمكنني ، ولا يأخذني النوم عليها ، فسكت ساعة ثمّ قال : يا أحمد ، ادن مني ، فدنوت منه فقال : أدخل يدك تحت ثيابك ، فأدخلتها ، فأخرج يده من تحت ثيابه وأدخلها تحت ثيابي فمسح بيده اليمنى على جانبي الأيسر ، وبيده اليسرى على جانبي الأيمن ، ثلاث مرّات ، قال أحمد : فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل ذلك بي ( عليه السلام ) وما يأخذني نوم عليها أصلاً.
[ 8549 ] 2 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن معمر بن خلاّد ، قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ربّما رأيت الرؤيا فأعبرها ، والرؤيا على ما تعبّر.
[ 8550 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن جهم قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : الرؤيا على ما تعبر ، الحديث.
____________
(2) يأتي في الحديث 4 من الباب 40 من هذه الأبواب ، وفي الحديث 7 من الباب 4 من أبواب آداب الصائم.

الباب 40
وفيه 12 حديث

1 ـ الكافي 1 : 430|27.
2 ـ الكافي 8 : 335|527.
3 ـ الكافي 8 : 335|528.

( 503 )

[ 8551 ] 4 ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الباقر ( عليه السلام ) : النوم أوّل النهار خرق ، والقائلة نعمة ، والنوم بعد العصر حمق ، والنوم بين العشاءين يحرم الرزق.
[ 8552 ] 5 ـ وبإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، في وصيّة النبي ( صلّى الله عليه واله ) لعلي ( عليه السلام ) قال : يا علي ، النوم أربعة : نوم الأنبياء على أقفيتهم ، ونوم المؤمنين على أيمانهم ، ونوم الكفّار والمنافقين على يسارهم ، ونوم الشياطين على وجوههم.
ورواه أيضاً مرسلاً ، إلاّ أنّه قال : على أقفيتهم لمناجاة الوحي (1).
[ 8553 ] 6 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من رأيتموه نائماً على وجهه فأنبهوه.
[ 8554 ] 7 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : ثلاث فيهنّ المقت من الله عزّ وجلّ : نوم من غير سهر ، وضحك من غيرعجب ، وأكل على الشبع.
[ 8555 ] 8 ـ وبإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ـ في حديث المناهي ـ قال : نهى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أن يكذب الرجل في رؤياه متعمّداً ، وقال يكلّفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة (1) وما هو بعاقدها.
____________
4 ـ الفقيه 1 : 318|1446.
5 ـ الفقيه 4 : 264|824.
(1) الفقيه 1 : 318|1446.
6 ـ الفقيه 1 : 318|1447.
7 ـ الفقيه 1 : 318|1448 ، أورده مسنداً عن الخصال في الحديث 3 من الباب 82 من أبواب العشرة.
8 ـ الفقيه 4 : 3|1.
(1) في نسخة : شعره ( هامش المخطوط ).

( 504 )

[ 8556 ] 9 ـ وبإسناده عن جابر وفي ( المجالس ) و ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد الأسدي ، عن محمّد بن أبي أيّوب ، عن جعفر بن سند (1) بن داود ، عن أبيه ، عن يوسف بن محمّد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه واله ) : قالت أُمّ سليمان بن داود لسليمان : إيّاك وكثرة النوم بالليل ، فإنّ كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيراً يوم القيامة.
[ 8557 ] 10 ـ وفي ( الخصال ) : عن الخليل بن أحمد ، عن أبي العبّاس السرّاج ، عن عبد الله بن عمر ، عن وكيع بن الجرّاح ، عن سفيان ، عن منصور ، عن خيثمة ، عن عبد الله ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه واله ) قال : لا سهر (1) بعد العشاء الآخرة إلاّ لأحد رجلين : مصلٍّ أومسافر.
[ 8558 ] 11 ـ وعن محمّد بن عمر (1) البصري ، عن محمّد بن عبد الله الواعظ ، عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، عن أبيه ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ـ في حديث ـ أن رجلاً سأل علياً ( عليه السلام ) عن النوم ، على كم وجه هو ؟ قال : النوم على أربعة أوجه : الأنبياء تنام على أقفيتهم مستلقين وأعينها (2) لا تنام متوقعة لوحي الله عزّ وجلّ ، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة ، والملوك وأبناؤها تنام على شمائلهم ليستمرّؤا مايأكلون ،
____________
9 ـ الفقيه 3 : 363|1726 ، أمالي الصدوق : 193|3 ، الخصال : 28|99.
(1) في المجالس والخصال : سُنيد وهو الصحيح ( راجع تهذيب التهذيب 4 : 244 وتقريب التهذيب 1 : 335|543 ، وميزان الاعتدال 2 : 236 ، والجرح والتعديل 4 : 326|1428 ).
10 ـ الخصال : 78|125.
(1) في المصدر : سمر.
11 ـ الخصال : 262|140.
(1) في المصدر : عمرو.
(2) في المصدر : واعينهم.

( 505 )

وأبليس مع إخوانه وكلّ مجنون وذو عاهة ينام على وجهه منبطحاً.
ورواه في ( عيون الأخبار ) (3) وفي ( العلل ) (4) نحوه.
[ 8559 ] 12 ـ وبإسناده الآتي عن علي ( عليه السلام ) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : لا ينام الرجل على وجهه ، ومن رأيتموه نائماً على وجهه فأنبهوه ـ إلى أن قال ـ ليس في البدن أقلّ شكراً من العين ، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله عزّ وجلّ (1) ، ( إذا نام أحدكم ) (2) فليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ، فإنّه لا يدري أينتبه من رقدته أم لا (3).
وفي ( العلل ) بالإسناد المشار إليه مثل الحكم الأخير (4).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على جملة من أحكام النوم (5) ، ويأتي جملة أخرى منها (6) ، ويأتي ما يدلّ على كراهة كثرة النوم في التجارة (7) ، وتقدّم ما يدلّ على جواز إيقاظ النائم في أعداد الفرائض ونوافلها (8) ، وفي الجهر في نوافل الليل
____________
(3) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 246.
(4) علل الشرائع : 597.
12 ـ الخصال : 613.
(1) الخصال : 629.
(2) في المصدر : إذا أراد أحدكم النوم.
(3) الخصال : 636.
(4) لم نعثرعلى الحديث في العلل.
(5) تقدّم في الحديث 2 من الباب 16 من أبواب أحكام الخلوة ، وفي الباب 9 من أبواب الوضوء وفي الحديث 2 و5 من الباب 6 من أبواب السواك ، وفي الحديث 11 من الباب 9 من أبواب التيمم.
(6) يأتي في الحديث 5 من الباب 13 من أبواب صلاة الكسوف ، وفي الأحاديث 13 ، 17 ، 18 ، 21 من الباب 49 من أبواب جهاد النفس.
(7) يأتي في الباب 17 من أبواب مقدمات التجارة.
(8 و9) تقدم في الحديث 6 و7 من الباب 15 من أبواب أعداد الفرائض ، وفي الحديث 1 من الباب 22 من أبواب القراءة ، وفي الأبواب 11 و12 و13 و23 و32 و33 و35 و36

=


( 506 )

وغير ذلك (9) ، ويأتي ما يدلّ عليه في قواطع الصلاة وغيرها (10) إن شاء الله.
____________

=

و37 و39 من هذه الأبواب.
(10) يأتي في الباب 9 من أبواب القواطع وفي الحديث 8 من الباب 2 من أبواب آداب المائدة.