كتاب نظرة عابرة الى الصحاح الستة ص 136 ـ ص 158
سمع الموتى
(150) عن ابن عمر: اطلع النبي على أهل القليب فقال: «وجدتم ما وعد ربكم حقاً».
فقيل له: تدعو أمواتاً؟
فقال: «ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون»(1).
(151) عن ابن عمر: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال: «هل وجدتم ما وعد ربّكم حقاً؟ ثم قال: «انّهم الآن يسمعون ما أقول ما أنتم بأسمع منهم».
فذكر لعائشة، فقالت: انّما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «انّهم الآن يعلمون انّ الذي كنت أقول لهم هو الحق» ثم قرأت: (أنّك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور)(2).
(152) وعن نافع، عن عبدالله: قال ناس من أصحابه: يا رسول الله تنادي ناساً أمواتاً؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنتم باسمع لما قلت منهم»(3).
أقول: لا يعلم وجه لانكار عائشة لحديث ابن عمر، وعدم علمها لا يدلّ على عدم صدور الحديث منه صلى الله عليه وسلم، والظاهر انّها اعتمدت في ردّه على الآيتين، والحال انّه لا منافاة بينهما وبين الحديث، وإذا قلنا انّ عائشة وابن عمر لم يحضرا بدراً سقط الحديثان معاً عن الاعتبار، ولعلّه لاَجله لم يذكر مسلم حديث عائشة في صحيحه(4)، حيث اقتصر على نقل حديث انس
____________
(1) صحيح البخاري رقم 1304 كتاب الجنائز.
(2) صحيح البخاري رقم 3760، وانظر 3759.
(3) صحيح البخاري رقم 3802.
(4) صحيح مسلم 17: 206.

( 137 )
الموافق لقول ابن عمر. وسواء صح قوله أو قولها فالحديث يدلّ على الحياة البرزخية.

عذاب القبر وعائشة
(153) انّ عائشة لم تكن عارفة بعذاب القبر فأخبرتها يهودية! فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال: «نعم، عذاب القبر حق».
قالت عائشة: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلّى صلاة إلاّ تعوّذ من عذاب القبر(1).
أقول: مدلول كلامها انّ رسول الله تشاغل بالتعوّذ من عذاب القبر بتذكير اليهودية! وانّه لم يتعوّذ قبله ولو مرة واحدة عند عائشة!
(154) وفي حديث آخر عنها: انّ عجوزين من عجز يهود المدينة قالتا له: انّ أهل القبور يعذّبون من قبورهم... فما رأيته بعد في صلاة إلاّ تعوّذ من عذاب القبر(2).
على كلٍّ لم يفهم انّ الصحيح هو اخبار عجوز أو عجوزين، وشيخنا البخاري لا يلتفت إلى هذا الاختلاف، والواقع لو انّ أحداً من الباحثين وسعه الوقت فيؤلف كتاباً في جمع مختلفات متون الاحاديث المذكورة في كتاب البخاري لجاء كتاباً كبيراً يبطل خرافة كون كتاب البخاري أصحّ الكتب، واحاديثه أوثق الاحاديث بأتمّ وجه.
وللسيدة او للوضّاعين عليها صورة ثالثة للقصة تقول: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود، وهي تقول: هل شعرت انّكم تفتنون في القبور؟ قالت: فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «انّما تفتن يهود».
____________
(1) صحيح البخاري رقم 1306.
(2) صحيح البخاري رقم 6005 كتاب الدعوات.

( 138 )
قالت عائشة: فلبثنا ليالي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل شعرت؟! انّه اوحي اليَّ انّكم تفتنون في القبور...»(1).
وهذا الحديث المجمع عليه ـ على حسب زعم مسلم ـ زاد في طنبور المشكلة نغمة أُخرى، وهي أعلمية يهودية من خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم في حوادث البرزخ، هدى الله الغالين والغافلين.

استئذان عمر من عائشة
(155) عن عمرو بن ميمون... يا عبدالله بن عمر اذهب إلى أُمّ المؤمنين عائشة فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلها أن أُدفن مع صاحبيَّ، قالت: كنت أريده لنفسي فلاُوثرنّه اليوم على نفسي... فان أذنت لي فادفنوني وإلاّ فردّوني إلى مقابر المسلمين(2).
أقول: لم نفهم وجه الاستئذان، فانّ ما تركه النبي صدقة ـ كما حدّث وأصرّ عليه أبو بكر ـ وعلى فرض كونه ميراثاً فأصحاب الحق بنو فاطمة وجميع أزواجه صلى الله عليه وسلم، فما معنى الاستئذان من إحداهن؟ ثم انّ عائشة بأي دليل شرعي أعدّت المكان لمدفنها وهي فرد من المسلمين أو فرد من الورثة، ولم تكن وصيّة وقيّمة ولا وليّة أمر المسلمين. والواقع انّ السياسة رفعتها وعظّمتها، وهذا هو السبب في شهرتها وكثرة الحديث عنها دون سائر زوجاته صلى الله عليه وسلم، فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.
تم الجزء الاول من البخاري حسب النسخة الموجودة عندي.

تحريف القرآن وما يلحق به.
نذكر هنا ما ورد في البخاري وغيره من الصحاح في تحريف القرآن
____________
(1) صحيح مسلم 5: 85.
(2) صحيح البخاري رقم 1328.

( 139 )
ليكون اسهل تناولاً. وهكذا فعلت في بعض الموارد الاَُخر.
(156) عن عبدالله... (وما اُوتوا من العلم إلاّ قليلاً) قال الاعمش: هكذا في قراءتنا(1).
والمذكور في المصاحف الشريفة: (وما أُوتيتم).
(157) عن ابن عباس: كان عكاظ و... فنزلت: (ليس عليكم جناج ان تبتغوا فضلاً من ربّكم في مواسم الحج)(2).
وعن المعلّق: انّه خلاف المشهور فهي قراءة شاذة لها حكم حديث الاحاد، فتكون تفسير الآية وليست بقرآن.
وفي سنن أبي داود بعد نقل الحديث: فحدثني عبيد بن عمير انّه كان يقرأها في المصحف!
(158) وعن انس... فكنا نقرأ: (ان بلغوا قومنا ان قد لقينا ربّنا فرضي عنا وأرضانا) ثم نسخ بعد...(3)
(159) وعنه أُنزل في الذين قتلوا في بئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد: (بلغوا قومنا ان قد لقينا ربّنا فرضي عنا ورضينا عنه)(4).
والفرق بين النقلين ظاهر في الموردين في أول الآية وآخرها(5).
(160) في قراءة عبدالله: (ونادوا يا مال) مكان (يا مالك)(6).
(161) وقرأ ابن عباس: (امامهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصباً وأما
____________
(1) صحيح البخاري رقم 125 وغيره.
(2) صحيح البخاري رقم 1945 كتاب البيوع.
(3) صحيح البخاري رقم 2647 كتاب الجهاد.
(4) صحيح البخاري رقم 2659 كتاب الجهاد.
(5) انظر صحيح مسلم 5: 178.
(6) صحيح البخاري رقم 3058 كتاب بدء الخلق.

( 140 )
الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين)(1).
وفي صحيح مسلم مثله بزيادة: سفينة صالحة(2).
(162 ) عن علقمة... فقرأت عليه: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والاَُنثى) قال والله أقرأنيها رسول الله من فيه الى في(3)وفي البخاري(4). مازال بي هؤلاء حتّى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم!.
أقول: وهذا الحديث يدلّ على انّ كلمة (ما خلق) في القرآن زيادة، ولكن اجماع المسلمين على خلافها.
(163) وعن ابن عباس انّه يقرأ: (الا انّهم تثنوني صدور...)(5).
(164) وعنه لما نزلت: (وانذر عشيرتك الاَقربين ورهطك منهم المخلصين) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم... فنزلت: (تبت يدا أبي لهب وتب وقد تب) هكذا قرأها الاعمش(6).
(165) عن ابن عباس: قال عمر لقد خشيت ان يطول بالناس زمان حتّى يقول قائل: لا نجد الرجم في كتاب الله...(7)
(166) وعن عكرمة... قال: لولا ان يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي(8).
(167) وعنه عن عمر ـ في حديث طويل ـ ثم انّا كنا نقرأ فيما نقرأ من
____________
(1) صحيح البخاري ذيل 3220 كتاب الانبياء.
(2) صحيح مسلم 15: 142.
(3) صحيح البخاري رقم 3532 كتاب فضائل الصحابة، وانظر صحيح مسلم 6: 109 و110. ومسلم: 1533.
(4) برقم 1533.
(5) صحيح البخاري رقم 6 ـ 4405 كتاب التفسير.
(6) صحيح البخاري رقم 4687 كتاب التفسير، صحيح مسلم 3: 82 و83.
(7) صحيح البخاري رقم 6441 كتاب المحاربين.
(8) صحيح البخاري بعد رقم 6748 كتاب الاحكام.

( 141 )
كتاب الله: (أن لا ترغبوا عن ابائكم فانّه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم) أو (ان كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم...)(1).
(168) عن أبي ذر... ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: (ذلك مستقر لها) في قراءة عبدالله (كتاب التوحيد) وفي المصحف الشريف لمستقر لها.
(169) عن أبي يونس... فأملت عائشة عليَّ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) قالت عائشة: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم(2).
(170) عن أبي هريرة... من نسي الصلاة فليصلّها إذا ذكرها فانّ الله قال: (أقم الصلاة لذكري...).
قال يونس: وكان ابن شهاب يقرؤها: للذكرى(3).
(171) عن عائشة انّها قالت كان فيما اُنزل من القرآن: (عشر رضعات معلومات يحرمن) ثم نسخ بخمس معلومات، فتوفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن(4).
(172) عن عمر بن الخطاب... فكان مما أُنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلنا، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فاخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل: مانجد الرجم في كتاب الله... وانّ الرجم في كتاب الله حق(5).
(173) قال أبو داود: قراءة ابن مسعود: (يسئلونك النفل) مكان (عن الانفال)(6).
____________
(1) صحيح البخاري رقم 6442 كتاب المحاربين.
(2) صحيح مسلم 1: 130، سنن النسائي 1: 236 وغيره.
(3) صحيح مسلم 5: 183.
(4) صحيح مسلم 10: 29 و30 كتاب الرضاع، سنن أبي داود 2: 230.
(5) صحيح مسلم 11: 191 كتاب الحدود.
(6) سنن أبي داود 3: 78 كتاب الجهاد.

( 142 )
(174) قرأ مطرف: (فئة تقاتل في سبيل الله ببدر)(1).
(175) عن عائشة: لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها(2).
أقول: وعلى حال الحديث فليبك الباكون.
(176) عن أبي مسعود الانصاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أحد الواحد الصمد) تعدل ثلث القرآن (3).
(177) وعن عبدالله بن مسعود قال: على قراءة من تأمروني اقرأ؟ لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، وانّ زيداً لصاحب ذوابتين يلعب مع الصبيان(4).
وفي حاشية السندي على المقام: قاله يوم أُمر أن يقرأ القرآن على مصحف عثمان ويترك مصحفه، فكان بينهما فرق باعتبار أنّ بعض ما نسخ تلاوته من القرآن قد بقي عند بعض الصحابة مكتوباً في مصاحفهم.
أقول: لو كان الفرق بينهما بهذا لم يعترض ابن مسعود على ذلك، لاَنه اعتراض باطل.
(178) عن ابن مسعود أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انّي أنا الرزّاق ذو القوة المتين)(5).
أقول: في المصحف الشريف: (انّ الله هو الرزّاق ذو القوة
____________
(1) سنن أبي داود 3: 154كتاب الخراج.
(2) صحيح البخاري رقم 1945 كتاب النكاح.
(3) سنن ابن ماجه رقم 3789 كتاب الادب.
(4) سنن النسائي 8: 134.
(5) جامع الترمذي 3: 15.

( 143 )
المتين).
(179) عن رجل، عن ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم قرأ: (... ماتذر من شيء اتت عليه إلاّ جعلته كالرويم)(1).
(180) عن أُبيّ بن كعب انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: انّ الله أمرني أنّ أقرأ عليك القرآن، فقرأ عليه (لم يكن الذين كفروا) وقرأ فيها: (انّ الدين عندالله الحنفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يعمل خيراً فلن يكفره) وقرأ عليه: (لو انّ لابن آدم وادياً من مال لابتغى اليه ثانياً ولو كان له ثانياً لابتغى اليه ثالثاً ولا يملأ جوف بن آدم إلاّ تراب ويتوب الله على من تاب)(2).

نقص سورتين من القرآن
(181) عن أبي الاسود قال: بعث أبو موسى الاشعري إلى قرّاء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم فاتلوه، ولا يطولّن عليكم الاَمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم. وانّا كنّا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأُنسيتها غير انّي قد حفظت منها: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب).
وكنا نقراً سورة كنّا نشبهها باحدى المسبحات فأُنسيتها غير اني حفظت منها: (يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون تكتب شهادة في اعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة)(3).
____________
(1) جامع الترمذي 3: 109.
(2) صحيح سنن الترمذي 3: 245.
(3) صحيح مسلم 7: 140 كتاب الزكاة.

( 144 )
زوجاته صلى الله عليه وسلم
(182) عن أُمّ سلمة (رض): انّ النبي استيقظ ليلة فقال: «سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة، ماذا أنزل من أمر الخزائن (ماذا فتح من الخزائن 115)، من يوقظ صواحب الحجرات، يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة»(1).
أقول: الحديث في البخاري مكرر، والتكرار في البخاري كثير وخارج عن الحد المتعارف إلى حدّ ممّل، والفاظه لاَجل تصرّف الرواة مختلفة، وهذا الاختلاف شائع منتشر في احاديثه، والباحث يقطع بعدم صدور كل هذه الروايات من النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم.
(183) وعن عبيد الله في حديث عن عائشة: فخرج بين رجلين تخط رجلاه الارض، وكان بين العباس ورجل آخر.
قال عبيد الله: فذكرت ذلك لابن عباس ما قالت عائشة، فقال لي: هل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟
قلت: لا.
قال: هو علي بن أبي طالب(2).
أقول: كرّره البخاري في كتابه سبعة عشرة مرة! وعلى كل حال انّ عائشة تبغض علياً بحيث تتنفّر من اسمه فلا تذكره، ولا لوم عليها فانّ عاطفة النساء أكثر من عقلها، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «يا معشر النساء... تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن»(3).
____________
(1) صحيح البخاري رقم 115 ـ 1074 وغيره.
(2) صحيح البخاري رقم 634.
(3) صحيح البخاري رقم 1393 كتاب الزكاة.

( 145 )
(184) وعنها: كنت اغتسل أنا والنبي من اناء واحد من الجنابة(1).
ومثل هذا الجملة نقلت عنها كثيراً، ونرى ميمونة انّها تحدّث عن غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تخبر عن غسلها حياء(2).
(185) وعن عائشة: انّ النبي كان يتكىء في حجري وأنا حائض...(3).
(186) وعنها: كنت اغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من اناء واحد كلانا جنب، وكان يأمرني فأتزر، فيباشرني وأنا حائض...(4)
(187) وعنها: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلّي وهي بينه وبين القبلة على فراش أهله اعتراض الجنازة(5).
وفي حديث: ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني، فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتهما!
(188) وعنها: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على باب حجرتي، والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله يسترني بردائه انظر إلى لعبهم(6).
ولاحظ روايات الموضوع وهي تصف نفسها بحريصة على اللهو في بعض هذه الاحاديث الشريفة(7).
وقالت: جاء حبش يزفون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم،
____________
(1) صحيح البخاري رقم 260.
(2) صحيح البخاري رقم 256 ـ 257 كتاب الغسل.
(3) صحيح البخاري رقم 293.
(4) صحيح البخاي رقم 295.
(5) صحيح البخاري رقم 376.
(6) صحيح البخاري رقم 443 كتاب المساجد.
(7) صحيح مسلم 6: 183 وما بعدها.

( 146 )
فوضعت رأسي على منكبه(1).
ومعنى الزفن هو الرقص. فصار مسجده مرقصاً بقول عائشة.
أقول: هذا الكلام المفترى لا يصدّقه من كانت له ادنى معرفة باخلاق خاتم الانبياء والرسل، واي عاقل يصدّق بان يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده مكاناً للعب واللهو بدل العبادة والذكر والذي من اجلهما اسس المسجد، فسبحان الله من كذب الدجالين وسذاجة البخاري.
(189) وعنها ـ انّه ذكر عندها ما يقطع الصلاة، فقالوا: يقطعها الكلب والحمار والمرأة ـ: لقد جعلتمونا كلاباً، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلّي وانّي لبينه وبين القبلة، وأنا مضطجعة على السرير...(2)
يفهم من جملة (فقالوا) انّ جمعاً كثيراً نقلوا قطع الصلاة بالثلاثة.
(190) وعنها: دخل عليَّ رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بغاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه! ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام (3) فقال: «دعهما». فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا.
وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فأمّا سالت النبي صلى الله عليه وسلم وأمّا قال: «تشتهين تنظرين؟» فقلت: نعم.
فأقامني وراءه خده على خده! وهو يقول: «دونكم يا بني ارفدة»
____________
(1) صحيح مسلم 6: 186.
(2) صحيح البخاري رقم 489.
(3) وكلمة عليه السلام ذكرت في حق علي أيضاً وكذا كلمة عليها السلام في حق فاطمة في البخاري، انظر رقم 498 وما بعد رقم 1038 ورقم 1983 ورقم 2552 ـ الصلح ورقم 2946 ـ الخمس ورقم 3810 ـ المغازي ورقم 2945 ـ الخمس ورقم 3014 ـ الجزية ورقم 3538. وقد كثر ذكرها في سنن أبي داود في حقّهما.

( 147 )
حتّى إذا مللت قال: «حسبك؟».
قلت: نعم.
قال: فاذهبي(1).
أقول: وفي حديث آخر: قال أبو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابا بكر انّ لكلّ قوم عيداً وهذا عيدنا»(2).
والمستفاد من هذا انّه صلى الله عليه وسلم كان شريك عائشة في استماع غناء جاريتين اجنبيتين ـ نعوذ بالله منه ـ وهي تنظر إلى الرجال اللاعبين الاجانب!
(191) وعنها: انّ أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في ايام منى تدفقان وتضربان والنبي متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي عن وجهه فقال: «دعهما يا أبا بكر، فانّها أيام عيد وتلك أيام منى!».
وقالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا انظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي: «دعهم امنا بني رفدة» يعني من الاَمن(3).
أقول: تريد عائشة الاستعلاء على أبيها وعلى عمر بهذه القصة، وتريد أن تقول انّ القصة تكرّرت في منى والمدينة ان لم نقل انّه لا حافظة لكذوب، ومعنى دونك: أي داوموا في عملكم، وبنو رفدة الحبشة، والعجب من القصاص انّه لم يزد في آخر القصة انّه صلى الله عليه وسلم قال هذه من
____________
(1) صحيح البخاري رقم 907.
(2) صحيح البخاري رقم 909 كتاب العيدين.
(3) صحيح البخاري رقم 944.

( 148 )
المناسك: «فخذو عني مناسككم».
واعلم: انّ الاَمر يدور بين حسن الظن بالبخاري ورواة كتابه بتصديق الحديث واهانة صاحب الرسالة الالهية، وبين تقديس الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم وتكذيب الرواة وتقبيح البخاري، فانت أيّها المسلم العاقل اختر أيهما تشاء.
(192) عنها: الصلاة أول ما فرضت ركعتين، فأُقرّت صلاة السفر واتمّت صلاة الحضر.
قال الزهري: فقلت لعروة ما بال عائشة تتم؟ قال: تأوّلت ما تأوّل عثمان(1).
أقول: الرواية نص في عدم تشريع التمام في السفر، فلا يبقى مجال للتأويل.
(193) وعنها: ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه «اين أنا اليوم اين أنا اليوم اين أنا غداً؟» استبطاء ليوم عائشة، فلمّا كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري، ودفن في بيتي(2) أي بين صدري وعنقي.
أقول: أولاً: فيه تناقض لما ادّعته من انّ الازواج وهبن حقهن لها في مرضه(3)! وثانياً: انّ فيه مبالغة نسائية باردة وسيأتي وجهها.
(194) وعنها: كنت اطيب رسول الله لاِحرامه حين يحرم ولحلّه قبل أن يطوف بالبيت(4).
____________
(1) صحيح البخاري رقم 1040 كتاب تقصير الصلاة.
(2) صحيح البخاري رقم 1323.
(3) ويتناقض ايضاً مع ما نقل عنها من انّه (ص) قال لهن: لا استطيع ان ادور بينكن، فان رأيتن ان تأذنَّ لي فاكون عند عائشة فعلتن فاذنّ له. ص250 ج2 سنن أبي داود. فيفهم ان كل ذلك مختلق.
(4) صحيح البخاري رقم 1465 كتاب الحج.

( 149 )
(195) وعن صفوان... فجاء الوحي... اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات... واصنع في عمرتك كما تصنع في حجّك(1).
فهذه الرواية تبطل قول عائشة ـ كما لا يخفى ـ لكنّ البخاري وغيره يحمل الاولى على حين الاحرام والاُخرى على ما قبل الغسل، وهذا الجمع نحو من اللعب بالروايات ولا شاهد عليه.
(196) وعنها: ان كان رسول الله ليقبّل بعض ازواجه وهو صائم، ثم ضحكت(2).
ومعنى ضحكها انّها هي التي قبّلها.
(197) وعنها: انّ النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يعتكف، فلمّا انصرف إلى المكان الذي اراد أن يعتكف، إذا اخبية خباء عائشة وخباء حفصة وخباء زينب، فقال: «آلبر تقولون بهن؟» ثم انصرف فلم يعتكف...(3)
وفي حديث آخر(4): «ما حملهن على هذا؟ آلبر؟ انزعوها فلا اراها...».
أقول: اختلاف الالفاظ في احاديث البخاري كثير بحيث يسلب الاعتماد عليها، والواقع انّ جواز النقل بالمعنى والفصل بين زمان الصدور والتدوين أوجبا عدم التحفظ على كلامه صلى الله عليه وسلم، فما اغفل واجهل من يدّعي انّ ما في البخاري قد صدر عن لسانه صلى الله عليه وسلم. ومن اقسم ان اكثره لم يصدر عن لسانه صلى الله عليه وسلم لا شيء عليه عند من دقق نظره في المتون.
____________
(1) صحيح البخاري رقم 1463.
(2) صحيح البخاري رقم 1827 كتاب الصوم.
(3) صحيح البخاري رقم 1929 كتاب الاعتكاف.
(4) صحيح البخاري رقم 1936.

( 150 )
(198) وعن ابن عباس: لم أزل حريصاً على أن اسأل عمر عن المرأيتين من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما: (ان تتوبا فقد صغت قلوبكما...) فقال (عمر) واعجبى لك يا ابن عباس عائشة وحفصة... فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم من اجل ذلك الحديث حين افشته حفصة إلى عائشة، وكان قد قال: «ما أنا بداخل عليهن شهراً» من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله...(1).
(199) عن عائشة: انّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين، فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر أُمّ سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله عائشة، فإذا كان عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرّها حتّى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة... فقال صلى الله عليه وسلم لها ـ أي لاَم سلمة ـ: «لا تؤذيني في عائشة، فانّ الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلاّ عائشة» ثم انّهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم... ان نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر... فقال: «يا بنية ألا تحبّين ما أحب!» فارسلن زينب بنت جحش... فرفعت صوتها حتّى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها... فتكلمت عائشة ترد على زينب حتّى اسكتتها...(2).
(200) وعنها... وكان يقسم لكلّ امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة...(3).
أقول: كرّره البخاري عشرين مرة في كتابه، ولا يرى له نظير بين
____________
(1) صحيح البخاري رقم 3236 كتاب المظالم.
(2) صحيح البخاري رقم 2442 كتاب الهبة.
(3) صحيح البخاري رقم 2453.

( 151 )
العقلاء المؤلفين.
(201) وعنها: كان رسول الله يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: «اين أنا غداً أين أنا غداً» يريد يوم عائشة! فأذنَّ له ازواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتّى مات عندها.
قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي...(1).
أقول: صدره وذيله متناقضان فتأمّل، والشيعة تقول انّه صلى الله عليه وسلم كان عند فاطمة وعلي والحسنين، وعلي هو الذي تصدّى لتجهيزه صلى الله عليه وسلم، ولو كان صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة لم يمكن لعلي تغسيله وتدفينه صلى الله عليه وسلم، على أن جملة من زوجاته صلى الله عليه وسلم كن مخالفات لها، فلا يرضين كونه صلى الله عليه وسلم في بيتها.
(202) عن انس... فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده اليها، فقالت: هذه زينب، فكفّ النبي صلى الله عليه وسلم يده، فتقاولتا حتّى استخبتا واقيمت الصلاة، فمر أبو بكر على ذلك فسمع اصواتهما فقال: اخرج يا رسول الله إلى الصلاة واحث في افواههن التراب... اتاها أبو بكر فقال لها: قولاً شديداً(2).
(203) عن عائشة: كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم(3).
(204) عن سلمان... انّ جبرئيل عليه السلام أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم وعنده أُمّ سلمة قال: فجعل يتحدث ثم قام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاَُمّ سلمة: «من هذا؟» أو كما قال.
____________
(1) صحيح البخاري رقم 4185 كتاب المغازي.
(2) صحيح مسلم 10: 47.
(3) صحيح مسلم 10: 49.

( 152 )
قال: قالت: هذا دحية...(1)
(205) عن عائشة: انه اعتلّ بعير لصفية بنت حيي وعند زينب فضل ظهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب: «اعطيها بعيراً».
فقالت: أنا اعطي تلك اليهودية؟
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر(2).
(206) عن أُمّ محمّد في قصة مخاصمة عائشة مع زينب حتّى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: «سبيّها، فسبت عائشة زينب، وان زينب ذهبت إلى فاطمة وقالت لها: انّ عائشة وقعت بكم وفعلت، فجاءت فاطمة وجاء علي و... فلاحظ الرواية(3).
أقول: انظر السب والافتراء بينهن على فرض صحّة الحديث.
(207) عن عائشة: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا(4).
أقول: سبحان الله من قلّة الحياء.
(208) وعنها في قصة الافك... فدعا رسول الله علي بن أبي طالب واُسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله، فامّا اُسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال اُسامة: اهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلاّ خيراً، وامّا علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك.
____________
(1) صحيح مسلم 18: 8.
(2) سنن أبي داود 4: 198.
(3) سنن أبي داود 4: 276 كتاب الادب.
(4) سنن ابن ماجه رقم 608.

( 153 )
فدعا رسول الله بريرة...(1).
أقول: لم تكن عائشة حاضرة مجلس الاستشارة بطبع الحال، فلا نعلم من هو الذي اخبرها بمقالة هؤلاء المستشارين؟ وعلى كل حال فانَّ عائشة تظن انّ علياً لم يكن محباً لها كحب اُسامة، بل اشار إلى طلاقها، فهذا من أحد اسباب عدائها له، وأنا لا أطمئن بصدور هذا الكلام من علي ولا بعدمه منه، وكلا الفرضين محتمل، والله العالم.
(209) عن عبدالله: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فاشار نحو مسكن عائشة، فقال: «هنا الفتنة ـ ثلاثاً ـ من حيث يطلع قرن الشيطان»(2).
(210) عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة»(3)‌.
(211) عن عائشة: ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، هلكت قبل ان يتزوّجني، لما كنت اسمعه يذكرها، وأمره الله ان يبشّرها ببيت من قصب، وان كان ليذبح الشاة فيهدي إلى خلائلها منها ما يسعن(4).
(212) وعنها: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها، قالت: تزوجني بعدها بثلاث سنين، وأمره ربّه عزّ وجلّ أو جبرئيل عليه السلام ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب(5).
(213) وعنها ما غرت على أحد... ما غرت على خديجة، وما
____________
(1) صحيح البخاري رقم 2518 كتاب الشهادات.
(2) صحيح البخاري رقم 2937 كتاب الخمس.
(3) صحيح البخاري رقم 3604 كتاب فضائل الصحابة.
(4) صحيح البخاري رقم 3605 كتاب فضائل الصحابة، وانظر صحيح مسلم 15: 201.
(5) صحيح البخاري رقم 3606.

( 154 )
رأيتها، ولكن كان النبي يكثر ذكرها، وربّما ذبح الشاة... فربّما قلت له: كأنّه لم يكن في الدنيا امرأة إلاّ خديجة، فيقول: «انّها كانت وكانت، وكان لي منها ولد»(1).
(214) عن اسماعيل قال: قلت لعبدالله بن أبي أوفى: بشر النبي صلى الله عليه وسلم خديجة؟
قال: نعم، ببيت من قصب(2) لا صخب(3) فيه ولا نصب(4).(5)
(215) عن أبي هريرة أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها اناء فيه أدام أو طعام أو شراب، فإذا هي اتتك فأقرأ عليها السلام من ربّها ومني، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب(6).
أقول: وأبو هريرة لم يكن بمكة.
(216) عن عائشة: استأذنت هالة بنت خويلد أُخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفها استئذان خديجة، فارتاع لذلك فقال: «اللهم هالة» قالت: فغرت، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيراً منها(7).
أقول: فافضل زوجاته صلى الله عليه وسلم واحبّهااليه هي خديجة، ثم حمية عائشة
____________
(1) صحيح البخاري رقم 3607.
(2) قيل: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف، وقيل: انابيب من جوهر.
(3) الصوت المختلط المرتفع.
(4) المشقة أو التعب ثم الغيرة الحمية والانفة.
(5) صحيح البخاري رقم 3608، وانظر صحيح مسلم 15: 200.
(6) صحيح البخاري رقم 3609.
(7) صحيح البخاري رقم 3610، وانظر امثال هذه الاحاديث في صحيح مسلم 15: 200 ـ 202.

( 155 )
وانفها على خديجة، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربّما توقف المحقق من الاعتماد على رواياتها واحاديثها، فانها امرأة شابة اسيرة احاسيسها، وان كانت الصحاح مشحونة باقوالها، والله العالم بصحتها.
(217) وعنها: تزوّجني النبي وأنا بنت ست سنين... فاسلمتني اليه صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ بنت تسع سنين(1).
(218) وعنها لابن الزبير في مرض موتها، دخل ابن عباس فاثنى عليَّ، وودت أني كنت نسياً منسياً(2).
أقول: وكأنّها تذكرت موقفها في حرب الجمل وعداوتها لبني هاشم.
(219) عنها: انّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوّجها وهي بنت سبع سنين، وزفّت اليه وهي بنت تسع سنين، ولعبها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة(3).
(220) وعنها: يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أُكل منها، ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في ايّها كنت ترتع بعيرك؟
قال: «في التي لم يرتع منها»(4). تعني نفسها.
أقول: أسفاً على البخاري وضبط مثل هذه الروايات.
(221) وعن ابن عباس، عن عمر: فدخلت على عائشة فقلت: يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فقالت: ما لي وما لك يا ابن الخطاب، عليك بعيبتك(5).
(222) وعنها: انّها زفّت امرأة إلى رجل من الانصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
____________
(1) صحيح البخاري رقم 3681.
(2) صحيح البخاري رقم 4476 كتاب التفسير.
(3) صحيح مسلم 9: 208.
(4) صحيح البخاري رقم 4789.
(5) صحيح مسلم 10: 82.

( 156 )
«يا عائشة ما كان معكم لهو، فانّ الاَنصار يعجبهم اللهو!»(1).
(223) عن أبي هريرة: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المرأة كالضلع ان اقمتها كسرتها، وان استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج»(2).
(224) وعن عائشة: انّ النبي كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل: انّي أجد منك ريح مغافير، اكلت مغافير، فدخل على أحدهما فقالت: له ذلك...(3)
أقول: هذا اعتراف بكذب أحدهما، فكيف تقبل احاديثهما.
(225) وعنها:... فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس اكثر ما كان يحتبس فغرت... فقلت لسودة... فقولي أكلت المغافير... فقولي له: جرست نحلة العرفط... وقولي انت يا صفية ذاك... فلما دار اليَّ قلت له نحو ذلك، فلمّا دار إلى صفية قالت له مثل ذلك...(4)
أقول: يظهر من الروايتين انّ عائشة تكذب ولا ترى حتّى في كذبها على النبي صلى الله عليه وسلم حرجاً، وتضلّ حفصة وسودة وصفية وتشوقهن إلى الكذب، فيكذبن والكذب من المحرمات، على ان الكاذب لا تقبل رواياته، وقد ملاَوا صحاحهم من رواياتها، فانا لله وانا اليه راجعون. على انّ النبي صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه من أجل ذلك الحديث حين افشته حفصة إلى عائشة 29 ليلة من شدة موجدته ـ أي غضبة ـ عليهن كما يقص ذلك عمر(5).
____________
(1) صحيح البخاري رقم 4867 كتاب النكاح.
(2) صحيح البخاري رقم 4889 كتاب النكاح.
(3) صحيح البخاري رقم 4966 كتاب النكاح، صحيح مسلم 10: 74.
(4) صحيح البخاري رقم 4967، صحيح مسلم 10: 75.
(5) صحيح البخاري رقم 4982.

( 157 )
(226) وعنها: كنت ألعب بالبنات عند النبي، وكانت لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم...(1).
أقول: قد اخذنا من هذه السيدة اللاعبة شطر ديننا!
(227) عن عمار:... ولكنّ الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم ايّاه تطيعون أم هي(2).
أقول: جعل عمار متابعة عائشة في حرب الجمل في مقابل متابعة المسلمين لله.
(228) وعن عائشة: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من اناء واحد ونحن جنبان(3).
(229) وعنها:... فأرسل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش... وهي التي تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تشرح قصة نزاعها معها(4).
(230) وعنها: ما رأيت صانعاً طعاماً مثل صفية، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً فبعثت به، فأخذني أفْكَل(5) فكسرت الاناء، فقلت: يا رسول الله ما كفارة ما صنعت؟ قال: «اناء مثل اناء وطعام مثل طعام»(6).
(231) وعنها: لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو عروس بصفية بنت
____________
(1) صحيح البخاري رقم 5779 كتاب الادب.
(2) صحيح البخاري رقم 6687 كتاب الفتن.
(3) صحيح مسلم 4: 5.
(4) صحيح مسلم 15: 206.
(5) أفْكَل: في نهاية ابن الاثير 3: 466 أي رعدة، وهي تكون من البرد أو الخوف، ومنه حديث عائشة: «فأخذني أفْكَل وارتعدت من شدة الغيرة».
(6) سنن أبي داود 3: 297 كتاب البيوع.

( 158 )
حيي جئن نساء الانصار فاخبرن عنها... فقال: كيف رأيت؟ قلت: ارسل يهودية وسط يهوديات(1).
(232) عن عمر: انّ رسول الله طلّق حفصة ثم راجعها(2).
(233) عن عبدالله: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فاشار نحو مسكن عائشة فقال: «ههنا الفتنة ـ ثلاثاً ـ من حيث يطلع قرن الشيطان»(3).
(234) عن ابن عمر: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال: «رأس الكفر من ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان(4).
وامّا زيادة كلمة (يعني المشرق) فهي من الرواة أو اجتهاد أرباب الصحاح.

الاطفال
(235) عن ابن عباس: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال: «الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين»(5).
(236) وعن أبي هريرة: سئل النبي عن ذراري المشركين، فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين»(6).
(237) وعن سمرة بن جندب، عنه صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: «والشيخ في أصل الشجرة ابراهيم عليه السلام ، والصبيان حوله فأولاد الناس»(7).
____________
(1) سنن ابن ماجه رقم 1980 كتاب النكاح.
(2) سنن ابن ماجه رقم 2016 كتاب النكاح.
(3) صحيح البخاري باب ما جاء في بيوت ازواج النبي (ص).
(4) صحيح مسلم.
(5) صحيح البخاري رقم 1317 كتاب الجنائز.
(6) صحيح البخاري رقم 1318.
(7) صحيح البخاري رقم 1320.