تاريخ مقام الإمام المهدي ( عج ) في الحلة ::: 171 ـ 180
(171)
     « إن السيد حيدر الحلي كان من عادته في كل سنة أن نيشئ قصيدة رثاء للامام الحسين عليه السلام وينشدها أمام قبره في يوم عاشوراء وعندما نظم قصيدته العينية ( التي يستنهض بها الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ) سراً بينه وبين المولي عَزَّوَجَل ، إذ لم يطلع عليها أحد بعد فذهب الى كربلاء في يوم عاشوراء لينشد قصيدته العينية الجديدة عند الامام الحسين عليه السلام وفي الطريق رافقه سيد اعرابي وقال له بعد السلام :
     يا سيد حيدر انشدني قصيدتك العينية فأنشده قصيدة عينية سابقة اخرى ( للسيد نفسه ) غير التي في خاطره فقال : لا أريد هذه ، أريد قصيدتك التي أنت ذاهب من أجلها ، فقرأها له والتي مطلعها.
مات التصبّر في انتظارك فانهض فما أبقى التحمل أترى تجىء فجيعةٌ بأمض حيث الحسين على الثرى ورضيعه بدم الوريد أيها المچبي الشريعة غير أحشاء جزوعة من تلك الفجيعة خيل العدا طحنت ضلوعه مخضبٌ فاطلب رضيعه (1)
    فأخذ السيد الاعرابي بالبكاء وقال : يا سيد حيدر كفى ... كفى والله ان الامر ليس بيدي ، واختفى عن أنظار السيد فعرف السيد انه الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف إذ لم يطلّع أحد على قصيدته وناداه باسمه بدون سابق معرفة وكلامه له بكفى ... كفى.
     وهناك ندبة شجية أنشأها السيد حيدر الحلي رَحَمَهُ الله بأمر سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني رَحَمَهُ الله النزيل في الحلة في السنة التي صار
1 ـ انظر : ديوان السيد حيدر الحلي ج 1 ص 88.

(172)
عمر باشا والياً على أهل العراق ، وشدد عليهم وأمر بتحرير النفوس لاجراء القرعة ، وأخذ العسكر من أهل القرى والانصار سواء الشريف فيه والوضيع والعالم فيه والجاهل ، والعلويّ فيه وغيره ، والغني فيه والفقير ، فاشتد عليهم الامر وعظم البلاء وضاقت الارض ، ومنعت السماء فأنشأ السيد هذه الندبة المشجية ، فرأى واحد من صلحاء المجاورين في النجف الاشرف الحجة المنتظر عليه السلام فقال له ما معناه : قد أقلقني السيد حيدر قل له : لا يؤذيني فان الامر ليس بيدي ، ورفع الله عنهم القرعة في أيامه وبعده بسنين ، وهي هذه :
يا غمرة من لنا بمعبرها يطفح موج البلا الخطير بها ضاقت ولم يأتها مفرِّجها لِمَ صاحب الامر عن رعيّته ما عذره نصب عنيه اُخذت سيفك والضرب إن شيعتكم مات الهدى سيدي فقم وأمت فالنطف اليوم تشتكي وهي في فالله يا ابن النبي في فئة ماذا لأعدائها تقول إذا ماتت شعار الايمان واندفنت موارد الموت دون مصدرها فيغرق العقل في تصوّرها فجاشت النفسي من تحيّرها أغضى فغضت بجور أكفرها شيعته وهو بين أظهرها قد بلغ السيف حزّ منحرها شمس ضحاها بليل عيثرها الارحام منها الى مصوِّرها ما ذخرت غيركم لمحشرها لم تنجها اليوم من مدمرها ما بين خمر العدى وميسرها


(173)
فدعوة الناس إن تكن حجبت فربّ جرى حشى لواحدها توشك أنفاسها وقد صعدت لأنها ساء فعل أكثرها شكت الى الله في تصورها أن تحرق القوم فى تسعرها(1)
    لقد ذكر العلامة النوري رَحَمَهُ الله في كتابه جنة المأوى هذه الندبة بخمسة وثلاثين بيتاً واقتصرنا نحن على خمسة عشر بيتاً خوف الاطالة من أرادها فليراجع جنة المأوى صفحة 161 و 162.
1 ـ انظر : جنة المأوى / النوري رَحَمَهُ الله ص 105.

(174)

(175)
ملحق للباب الحادي عشر
في ذكر
جملة من مشاهد الحلة وقبور أعلامها


(176)

(177)
     عدت عوادي الأيام وصروف الزمان وما فتئت تفعل ذلك على كثير من الاثار الجليلة والمشاهد المشرفة ولا يختص هذا ببقعة دون أخرى على ما لا يخفى على الباحث المتتبع ومما شمله الضياع والاندثار قبور كثير من علماء الامامية وانطماس مشاهدهم ولم يبق لها عين ولا أثر ورٌبّ قبر لأحد أولئك الأعاظم عرف في زمان ثم دَرَسَ في زمان آخر وجهل موضعه ثم أخذت الآراء تتباين في تحديد موضع قبره ومما يرجح العناية والاهتمام بهذا الجانب عدة أمور منها : ما ورد من ثواب زيارة أولاد الائمة عليه السلام والمشاهير من محدثي الشيعة وعلمائهم الحافظين لأثار الأئمّة الطاهرين عليهم السلام ، فقد روى الثقة الجليل الشيخ جعفر بن قولويه القمي عن عمرو بن عثمان الرازي قال :
     سمعت أبا الحسن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : « من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل موالينا يكتب له ثواب صلتنا ». (1)
     ومنها انه إذا اراد الداخل إلى مدينة الحلة أن يزور الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في مقامه المشهور بها ربّما يتسنى له زيارة بعض تلك المشاهد ومنها انه يتسنى للقاريء العزيز معرفة بقاء عمارة مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه ببقاء عمارة تلك المشاهد المشرفة ، ومنها معرفة القاريء العزيز بمنزلة مدينة الحلة من خلال معرفة من دُفن فيها
1 ـ انظر : مفاتيح الجنان / القمي رَحَمَهُ الله ص 914.

(178)
من عظماء الامامية الاجلاء ولهذه الامور مجتمعة رأيت من المناسب هنا أن أذيل ما كتبته عن مقام سيدنا ومولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه بهذا الملحق الذي أحصيت فيه نحو خمسين مشهداً في مدينة الحلة توثيقاً لها وتعميماً للفائدة ، ولم نسلك خطة التفصيل ومن رامَ الوقوف على تمام الكلام عليها فليراجع كتاب ( المزارات ومراقد العلماء في الحلة الفيحاء ) للأستاذ الباحث السيد حيدر ابن السيد موسى آل وتوت الحسيني ( سلمه الله ونفع به ) ، وقد التزمت في ذكر هاتيك المشاهد بالتسلسل الهجائي والله المستعان.
     1 ـ ابراهيم القطيفي رَحَمَهُ الله : هو الشيخ الجليل العلامة ابراهيم بن سليمان القطيفي الاصل ، الغروي الحلي المسكن والمدفي ، يقع مرقده في ( محلة الطاق ) بالقرب من مرقد العلامة ابن فهد الاحسائي ( من علماء القرن العاشر ).
     2 ـ ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام : هو السيد ابراهيم ابن الامام موسى بن جعفر عليه السلام يقع المرقد المنسوب اليه في منطقة تعرف اليوم بـ ( الحي الجمهوري ) قرب باب المشهد.
     3 ـ ابراهيم بن احمد الموسوي رَحَمَهُ الله : يقع مرقده في ( سرداب تحت جامع الامام علي عليه السلام ) الواقع في محلة الطاق مطلاً على شارع الامام علي عليه السلام وصاحب القبر مجهول.
     4 ـ ابراهيم بن محمد رَحَمَهُ الله ( سيد ابراهيم ) : ويقع مرقده في ( محلة التعيس ) خلف بناية بلدية مدينة الحلة ، واحتمل السيد حيدر ال وتوت من انه الشيخ ( ابراهيم بن محمد بن احمد بن صالح الحلي ) الذي يروي عن السيد الجليل علي بن موسى بن طاوس رَحَمَهُ الله.


(179)
     5 ـ الشيخ احمد بن ادريس الحلي رَحَمَهُ الله : يقع في ( حي راغب ) بالقرب من مرقد الشيخ محمد بن ادريس الحلي رَحَمَهُ الله مطلا على الشارع العام وصاحب هذا القبر مجهول.
     6 ـ أحمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السلام : يقع مرقده في ( محلة جبران ) على مقربة من مرقد الشيخ ابراهيم القطيفي رَحَمَهُ الله.
     7 ـ أحمد بن فهد الاحسائي رَحَمَهُ الله : هو الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن ادريس بن فهد الاحسائي رَحَمَهُ الله ، مولدا الحلي مدفنا ، يقع مرقده في ( محلة الطاق ) في شارع الكوازين سابقا ، المعروف في هذه الايام بـ ( سوق الحطابات ) ( توفّي في اوائل القرن التاسع ).
     8 ـ السيد جمال الدين ابو الفضائل أحمد بن سعد الدين موسى بن جعفر بن طاوس الحسني رَحَمَهُ الله : يقع مرقده في ( محلة الجباويين ) في حجرة داخل مسجد يعرف بأسمه ( مسجد ابي الفضائل ) تـ ( 673 هـ ).
     9 ـ السيد أحمد ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام : يقع مرقده في ( محلة التعيس ) قرب شارع المحافظة القديمة وفي نهاية ممر ضيق.
     10 ـ جلال الدين أحمد ابن الفقيه رَحَمَهُ الله : السيد العلامة الفقيه الزاهد نقيب العلويين جلال الدين أبو القاسم الطاهر احمد بن الفقيه يحيى بن أبي طاهر ... يقع مرقده ضمن مرقد الشيخ الجليل محمد بن ادريس رَحَمَهُ الله صاحب السرائر.
     11 ـ نبي الله أيوب عليه السلام : يقع مرقده الشريف على يسار الطريق المؤدي الى ناحية القاسم عليه السلام وعلى مقربة من مركز المدينة ويبعد عن الطريق العام نحو ( 1 كم ).


(180)
     12 ـ بكر بن الامام علي عليه السلام : يقع مرقده خارج مدينة الحلة على يمين الذاهب الى النجف الاشرف.
     13 ـ الشيخ جعفر بن الحسن الهذلي رَحَمَهُ الله ( المحقق الحلي ) : هو الشيخ الجليل والعلامة الكبير إمام الطائفة وزعيمها المطلق في عصره ، نجم الدين ابو القاسم جعفر بن ابي يحيى الحسن ابن نجيب الدين يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي المعروف بالمحقق الحلي ، يقع مرقده في محلة ( الجباويين ) وعلى واجهة الشارع الذي يعرف باسمه شارع ( ابو القاسم ) ، تـ ( 676 هـ ).
     14 ـ الشيخ جعفر بن نما الحلي رَحَمَهُ الله : نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله أبي البقاء محمد بن نما الحلي الربعي ، يقع مرقده في ( محلة الجباويين ) على الشارع العام مقابل حديقة عامة تعرف بـ ( متنزه الشعب ).
     15 ـ الجومرد : يقع مرقده في ( محلة الطاق ) وبالقرب من مرقد الشيخ أحمد بن فهد في شارع مطل على السوق الكبير ( مجهول ).
     16 ـ الشيخ حسن الدمستاني رَحَمَهُ الله : يقع مرقده في ( محلة الجباويين ) على مسافة قريبة من مرقد السيد أبي الفضائل بن طاووس الحلي رَحَمَهُ الله وفاته 23 شهر ربيع الاول سنة 1181 هـ
     17 ـ الحسن بن موسى الكاظم عليه السلام : يقع مرقده خلف ( سوق الخضار القديم ) في ساحة لوقوف السيارات وبالقرب من بداية سوق الحلة الكبير السوق المسقف.
     18 ـ الامير دبيس بن علي المزيدي : من أمراء الحلة والنيل
تاريخ مقام الإمام المهدي ( عج ) في الحلة ::: فهرس