نَشأةُ الشّيعْة الاِماميّةْ


رسالة نالت درجة الماجستير في التاريخ الاسلامي
من جامعة بغداد


تـأليف

نبيلة عبدالمنعم داود



دَارُ المؤرّخ العَرَبيْ

بَيروت ـ لبْنان

( 2 )


جَميع حقوق الطبع محفوظة
الطبعَـة الأولى
1415هـ ـ 1994 مـ

دَارُ المؤرّخ العَرَبي


بَيْروت ـ صَ بْ 124 | 24 ـ تلكس 40512 كمك ـ ت 820843

( 3 )

الإهداء

إلى أبي ...

إلى أبي ... الذي أنار لي هذا الطريق

ورحل ولم يرَ ثمرة جهوده

نبيلة عبد المنعم


( 4 )



(5)

المقدمة

الشيعة فرقة من أكبر الفرق الإسلامية التي ظهرت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد تطورت هذه الفرقة وانقسمت إلى فرق عديدة من أبرزها وأهمها الامامية ، التي كتب لها الاستمرار ، لذالك كان هذا الموضوع « نشأة الشيعة الامامية » جدير بالدراسة والبحث .
إن بحث هذا الموضوع لا يخلو من عقبات وذلك لكثرة المصادر والمادة التي تقدمها ، فالمصادر غير الامامية تقدم مادة لا يستهان بها ، إلا أنها لا تخلو من تناقض ، إذ ليس هناك تمييز بين الإمامية وبين غيرها من فرق الشيعة ، كما أن هذه المعلومات قد تتأثر أحيانا بأهواء كاتبيها . لذلك كان اعتمادي على المصادر الامامية لإعطاء صورة واضحة عن نشأة الامامية لوفرة مادتها ووضوحها .
اشتملت الرسالة على دراسة نشأة الشيعة الامامية وقد ابتدأت من عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم وذلك لاْنه بدون الرجوع الى هذه الفترة لا يمكن توضيح النشأة الاولى للشيعة وقد قسمت الرسالة الى خمسة فصول : الفصل الاول دراسة للمصادر التي بحثت عن الشيعة الامامية ، والمصادر الامامية وقسمتها الى مجموعات بالنسبة لزمن كاتبيها .
أما الفصل الثاني : كان دراسة تاريخية لنشأة وأصل التشيع ثم مناقشة الاراء حول بداية التشيع . وتطوره في ضوء الاحداث الرئيسية التي مرت به .
والفصل الثالث : دراسة للإمامة بنظر الشيعة ، وبحث إمامة علي بن أبي طالب وأدلة إمامته عند الشيعة ، ثم إمامة الائمة من بعده الى نهاية إمامة الباقر ، كما بحثت فيه الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة .


(6)

أما الفصل الرابع : فيبحث عن سياسة العباسيين تجاه الشيعة بما فيهم زيدية وإمامية كما يبحث عن الثورات الزيدية وموقف الإمامية من هذه الثورات وعلاقة الشيعة الإمامية بالعباسيين .
والفصل الخامس : يبحث في الإمامة فيبداً من إمامة الصادق وأدلة إمامته ، ثم إمامة باقي الأئمة حتى نهاية إمامة الإمام الثاني عشر كما يبحث عن الغيبة وظروفها . ثم بحث نظرية الإمامة عند الشيعة الإمامية وما اتصل بها من عقائد .
أما أساس المنهج الذي سلكته في بحثي فيعتمد على دراسة النصوص التاريخية وما فيها من غموض وتضارب أو تشابه ثم تحليلها واستخلاص النتائج منها ، كما كان اهتمامي بدراسة الأحداث التاريخية وربطها بظروفها ثم دراسة ما تكون منها من عقائد وأفكار .
وبعد فأرجو أن أكون قد وفقت في إعطاء صورة عن بعض الجوانب المهمة من تاريخنا .
ويسرني أن أتقدم بخالص شكري وتقديري إلى أستاذي الدكتور عبد العزيز الدوري لما تقدم به من إرشادات وتوجيهات قيمة كان لها الفضل الأكبر في إبراز هذه الرسالة . كما أشكر أستاذي الدكتور صالح أحمد العلي لما أبداه من مساعدة وتوجيه ، والدكتور حسين محفوظ لإعارتي بعض الكتب وزميلاتي موظفات مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا : ابتسام الصفار ، وأديبة عريم ، وفائزة عبد القادر .
نبيلة عبد المنعم داود



( 7 )

الفصل الأول


1 ـ دراسة للمصادر

أ ـ المصار التاريخية
ب ـ كتب الفرق
ج ـ المصادر الإسماعيلية
د ـ كتب أهل السنة
هـ ـ كتب الإعتزال
و ـ كتب الإمامية




( 8 )



( 9 )

إن مصادر دراسة الشيعة الإمامية تتكون من المصادر التاريخية ومن كتب الفرق التي تتناول بحث عقائد الإمامية وفرقهم ، ومن المصادر الاسماعيلية التي تتناول الإمامية ومن كتب الاعتزال ومن كتب أهل السنة التي تروي أخبار الأئمة ومن المصادر الإمامية التي تعطينا صورة واضحة عن الشيعة الإمامية ومبادئهم .
أ ـ أما المصادر التاريخية فتفيدنا من ناحية التطور التاريخي لحركة الشيعة في ضوء الأحداث التي مرت بها .
(1) وتأتي معلوماتنا التاريخية الأولى عن الإخباريين الذين كانوا رواد الكتابة التاريخية ومن هؤلاء أبو مخنف لوط بن يحيى ( ت 170 هـ ) وقد بدأ بكتابة تاريخ بعض الأحداث بكتب مفردة (1) وأشهر كتبه التي وصلتنا « مقتل الحسين » وكتاب « أخبار المختار » ففي مقتل الحسين يعطينا صورة واضحة عن الحوادث التي جرت منذ خروج الحسين من المدينة حتى مقتله . وتبدو فيها ميول أبي مخنف الشيعية والعراقية وهذا ما نلاحظه في حديثه عن مقتل المختار . ومعلوماته ذات قيمة لأنها أصبحت مادة للمؤرخين فيما بعد وبالأخص البلاذري والطبري كما أن ومعلوماته موثوق بها عند الشيعة الإمامية حيث ورد ذكره في كتب الرجال فقد ذكره الطوسي في رجاله (2) .
____________
(1) بروكلمان ؛ تاريخ الأدب العربي ج 3 ص 36 .
(2) الطوسي : الرجال ص 79 .

( 10 )

(2) ثم نصر بن مزاحم بن سيار المنقري الكوفي ( ت 212 هـ ) حيث يزودنا كتابه « صفين » بمعلومات وافية عن وقعة صفين تعد من أقدم المعلومات التاريخية التي اعتمد عليها البلاذري والطبري ، إذ يظهر لنا أنصار علي وشيعته في تلك الموقعة ودورهم فيها وتطور الأحداث حتى خروج الخوارج .
وتبدو ميول نصر العلوية في روايته لأحداث صفين كما تظهر ميوله العراقية فهو كوفي كما أنه شيعي ، ذكره ابن النديم في الفهرست (1) ، وعده الطوسي من أصحاب الإمام الباقر (2) .
(3) ومن المؤرخين الأولين الذين تناولوا الشيعة أبو حنيفة الدينوري ( ت 276 هـ ) في كتابه « الأخبار الطوال » فالبرغم من الإيجاز في الكتاب ، فقد أورد معلومات وافية عن خلافة علي بن أبي طالب وحرب الجمل وصفين ، كما ذكر أخبار الحسن بن علي وتنازله ، ثم يذكر أخبار المختار بن عبيد الثقفي بشيء من التفصيل ، ثم يعطي معلومات عن الدولة العباسية وبدء الدعوة ولكنه بعد الدعوة لا يذكر شيئاً عن الشيعة ولا يتناول سياسة العباسيين تجاههم إلا نادراً .
وتظهر أهمية المعلومات التي يوردها الدينوري لقدم فترتها فهي البدايات بالنسبة لتاريخ الشيعة .
(4) ويعطي أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ( ت 279 هـ ) في كتابه « أنساب الأشراف » معلومات مفصلة عن الشيعة فيبدأ بذكر أخبار علي بن أبي طالب مع النبي (ص) ويروي حديث المؤاخاة ، وحديث الراية يوم خيبر وحديث الغدير ولهذا الحديث أهمية عند الشيعة وقد رواه البلاذري بالرغم من أنه لم يكن شيعياً ويبدو أن أخباره موثوق بها عند الشيعة كما يبدو من قول المرتضى في « الشافي » : « وقد روى أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري وحاله في الثقة عند العامة والبعد عن مقاربة الشيعة
____________
(1) ابن النديم : الفهرست ص 93 . أما عن المراجع وسنة الطبع انظر عن ذلك ثبت المراجع .
(2) الرجال : ص 139 .

( 11 )

والضبط لما يرويه معروف » (1) .
ثم يورد أخباراً عن خلافة علي وعن وقعة الجمل وصفين وتتصف أخباره بكونها مفصلة فيذكر قصة مقتل علي ثم يذكر أولاد علي فيذكر أخبار الحسن ويتكلم عن أولاد الحسن لأنه لا يلتزم بالتسلسل التاريخي وإنما يسير في ذكر الأخبار على الأنساب فيبدأ بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلم والعلويين ثم العباسيين ويتبعها بذكر أخبار الأمويين .
ويورد أخبار محمد النفس الزكية وإبراهيم أخيه ثم يذكر أخبار الحسين ومقتله بشيء من التفصيل ثم يتكلم عن زيد بن علي وثورته وأخباره مع الإمام الباقر .
كما يورد أخبار المختار بن أبي عبيد الثقفي ويتكلم عن العباسيين فيذكر العباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله بن العباس ثم محمد بن عبد الله ويذكر انتقال الخلافة إلى بني العباس والكلام عن الدعوة العباسية وأخبار الخلفاء العباسيين ، إلا أنه لا يروي أخبار العلويين وباقي الأئمة (2) .
(5) وقد بحث أحمد بن طاهر الملقب ب طيفور ( ت 280 هـ ) في كتابه « بغداد » أخبار المأمون مع العلويين وولاية علي بن موسى الرضا لعهد المأمون والقسم الأول من الكتاب مفقود والموجود لدينا يتصل بعصر المأمون .
(6) ويأتي بعد هذا أحمد بن يعقوب بن أبي جعفر بن وهب بن
____________
(1) الشافي في الإمامة ص 207 .
(2) وقد اعتمدت على نسخة الرباط لمخطوطة أنساب الأشراف لأن فيها معلومات غير موجودة في نسخة استانبول التي اعتمد عليها محمد حميد الله حينما نشر الجزء الأول من كتاب أنساب الأشراف ففي ذكر أخبار الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم يذكر خبر حجة الوداع ولا يذكر خبر غدير خم وإنما يذكر وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم ثم السقيفة .
وكذلك في الجزء الرابع والخامس طبعة القدس سنة 1936 حيث أن المعلومات المذكورة عن ثورة الحسين ومقتله ليست مطابقة لما في نسخة الرباط إذ أن نسخة الرباط فيها تفصيلات أكثر وكذلك فيما يتعلق بأخبار المختار .

( 12 )

واضح الكاتب الاخباري ( المشهور باليعقوبي ) المتوفي سنة 282 هـ فيقدم معلومات هامة عن تاريخ الشيعة ، وكان اليعقوبي مولى لبني العباس وكان جده من موالي أبي جعفر المنصور ولكن بالرغم من صلته بالعباسيين لم يستطع أن يخفي ميوله العلوية في كتاباته إلا أنه كان معتدلاّ فقد روى أخبار علي بن أبي طالب مع الرسول وأكد حديث الغدير بعد حجة الوداع وبيّن أهميته بالنسبة لاعتقاد الشيعة الإمامية . وأورد أحداث خلافة علي وحروبه في الجمل وصفين ، ثم خلافة الحسن وأخبار الحسين والتوابين والمختار كما تكلم عن الدولة العباسية وبدء الدعوة وأخبار الشيعة مع العباسيين إلا أن الأخبار التي يذكرها مختصرة تمشياً مع الخطة التي التزمها في الإيجاز .
وقد تناول الأئمة الاثنى عشر إلى الإمام علي الهادي ، وذكر تاريخ كل إمام سنة ولادته ووفاته وشيئاً من أخباره ونبذاً من أقواله بشيء من الإيجاز (1) .
(7) أما محمد بن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) فيزودنا تاريخه « الرسل والملوك » بمعلومات عن نشأة الشيعة وتطورها وتمتاز معلوماته بكونها مأخوذة من مصادر متعددة ويروي الحوادث بشيء من التفصيل .
وكان الطبري شافعياً إلا أنه أسس مذهباً خاصاً به تبعه عليه بعض العلماء وقد ظهر ذلك في كتاباته ومع أنه لا يعطي رأيه في الأحداث التي يرويها إلا أنه انتقى من الروايات الكثيرة التي توفرت له . وقد روى أخبار علي مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وذكر خبر المؤاخاة وحديث الراية وحديث المنزلة ، كما ذكر خبر حجة الوداع إلا أنه لم يذكر حديث الموالاة أو حديث الغدير مع العلم أن المصادر الإمامية تذكر أن له كتاباً حول غدير خم (2) ، وقد ذكر ياقوت أن له كتاباً في فضائل علي (3) كما ذكر ذلك الذهبي وسماه
____________
(1) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 245 .
(2) انظر الطوسي : الفهرست ص 178 ، النجاشي : الرجال ص 246 ، ابن شهراشوب : معالم العلماء ص 106 ، ابن طاووس : اليقين في أمرة أمير المؤمنين ص 96 .
(3) ياقوت : معجم الأدباء ج 6 ص 452 .

( 13 )

كتاب الولاية (1) .
كما ويورد لنا الطبري معلومات مفصلة عن السقيفة ثم عن خلافة علي بن أبي طالب وعن وقعتي الجمل وصفين وهو في هذا يأخذ معلوماته عن رواة عراقيين . ومع أنه اعتمد بالدرجة الأولى في الجمل على أبي مخنف وفي صفين على نصر بن مزاحم إلا أنه لا يأخذ بوجهة نظر الشيعة (2) .
ويبدو أن الطبري يهتم اهتماماً كبيراً بالثورات فيعطي أهمية لثورة الحسين ويشرحها بالتفصيل معتمداً في روايته لأحداثها على أبي مخنف وكذا في حركة التوابين والمختار وتتشابه معلوماته مع معلومات البلاذري في هذه الفترة .
ويتحدث الطبري بشيء من التفصيل عن الدعوة العباسية ويهتم بذكر ثورات أبناء الحسن ولا يذكر إلا القليل عن الشيعة الإمامية . كما أن معلوماته عن الأئمة وصلتهم بالعباسيين قليلة .
(8) أما أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ( ت 346 هـ ) فيعطي في كتابه « مروج الذهب ومعادن الجوهر » أخبار علي بن أبي طالب والأحداث في عهده ولكنها أخبار مختصرة .
ويمتاز المسعودي بأنه ينفرد بذكر أخبار لا ترد عند بقية المؤرخين (3) . كما أنه يتكلم عن الفرق فهو يتحدث عن فرق الكيسانية وأصلها ويتحدث عن الزيدية ويذكر فرقهم ثم يتكلم عن الشيعة الإمامية ويذكر بعض فرقهم كما يذكر أخبار الأئمة الاثني عشر حتى يصل إلى ذكر
____________
(1) الذهبي : تاريخ الإسلام ج ص 195 .
(2) يذكر نصر بن مزاحم في روايته لأحداث صفين مجموعة من الأشعار والأراجيز التي تشير إلى كون علي وصي النبي ولا ترد هذه عند الطبري بالرغم من اعتماده على نصر في رواية أحداث صفين .
(3) مروح الذهب ج 3 ص 83 ـ 84 في كلامه عن المختار ثم في كلامه على فرق الزيدية حيث يعدد فئات غير موجودة عند كتاب الفرق انظر مروج الذهبي ج 3 ص 220 .

( 14 )

الإمام الثاني عشر (1) . إلا أن أخباره مختصرة ولعل ذلك يعود إلى أن المسعودي قد استوفى ذكر هذه الأخبار في كتب منفصلة لذلك نراه يشير إلى هذه الأخبار ويذكر أنه تحدث عنها بالتفصيل في كتبه أمثال كتاب « المقالات في معرفة الديانات » (2) وكتاب « سر الحياة » (3) وكتاب « الصفوة في الإمامة » (4) وكتاب « حدائق الأذهان في أخبار آل محمد » وكذلك كتاب الوسيط وكتاب أخبار الزمان وقد طبع قسم منه . ولكن هذه الكتب لم تصلنا .
(9) وفي كتابه « التنبيه والإشراف » تناول المسعودي ظهور الإسلام وحياة الرسول والخلفاء وأخبار العلويين وثورات أبناه الحسن إلا أن الأخبار مختصرة ولكنه يأتي بمعلومات لا توجد في كتب التواريخ ، كما يتحدث عن الفرق مثل الشيعة الإمامية ورأيهم في الإمامة (5) .
(10) أما مطهر بن طاهر المقدسي ( ت 355 هـ ) فيورد في كتابه « البدء والتاريخ » معلومات عن صفة النبي وأخباره وأخبار الصحابة أمثال سلمان الفارسي وأبي ذر وعمار بن ياسر .
ويخصص المقدسي فصلاً في ذكر « مقالات أهل الإسلام » يتحدث فيه عن سبب الاختلاف في الإمامة ، ويعدد الفرق فيذكر فرق الشيعة ويقول : « منهم الغالية ،الغرابية ، والقطعية والبيانية ، والكيسانية والسبأية ... ويجمعهم الزيدية والإمامية (6) .
فالمقدسي يخلط بين فرق الشيعة ومعلوماته في هذا الباب تختلف عن كتاب الفرق فهو يدخل الغلاة ضمن فرق الشيعة ، ثم يذكر فرقاً هي عند مؤرخي فرق الشيعة من الغلاة كالسبأية والغرابية وغيرهم ويجعلها فرقاً
____________
(1) مروح الذهب ج 4 ص 199 .
(2) ن . م ج 3 ص 220 .
(3) ن . م ج 4 ص 199 .
(4) ن . م ج 4 ص 27 .
(5) التنبيه والإشراف ص 231 .
(6) المقدسي : البدء والتاريخ ج 5 ص 124 .

( 15 )

قائمة بذاتها . وحين يتحدث عن هذه الفرق يتكلم عن الإمامية ثم يتكلم عن الزيدية وعن المغيرية والبزيغية والقطعية والواقفة وحينما يعدد أصناف الزيدية لا يذكر إلا الجارودية فقط (1) .
ثم يذكر المقدسي أخبار خلافة علي والحسن ومقتل الحسين والمختار وكذلك أخبار الخلفاء العباسيين وثورات أبناء الحسن إلا أن الأخبار التي يذكرها مختصرة .
(11) ويعطي أبو الفرج الأصفهاني ( ت 356 هـ ) معلومات وافية ومفصلة عن آل أبي طالب ومن قتل منهم في كتابه « مقاتل الطالبيين » وقد قسم الأصفهاني كتابه إلى أقسام فذكر من قتل من آل أبي طالب في بدء الإسلام ثم من قتل منهم في أيام الدولة الأموية وأيام الدولة العباسية ، وهو في ذكر هذه الأخبار لا يقتصر على ذكر مقاتل آل أبي طالب وإنما يورد ترجمة لكل من قتل منهم مع ذكر أخباره ونسبه وسبب قتله وما قيل فيه من المراثي والأشعار ثم ذكر أخبار الخلفاء العباسيين وسيرتهم مع آل أبي طالب فهو تاريخ لآل أبي طالب في أيام الأمويين والعباسيين كما أنه يكشف عن العلاقة بين فرعي الهاشميين العلويين والعباسيين والنزاع المستمر بينهما ودور أبناء الحسن بن علي في الثورات ضد الحكم العباسي .
(12) وهناك مخطوطة بعنوان « أخبار العباس وأولاده » مجهولة المؤلف ، والكتاب يبدأ بذكر العباس بن عبد المطلب ومنزلته من النبي وأخباره مع النبي ثم ذكر أولاد العباس والكلام عن عبد الله بن عباس ومنزلته وعلمه وأخباره مع الأمويين . ويذكر أخبار الإمامة ويقصد بها إمامة آل العباس وكيفية انتقالها إليهم عن طريق محمد بن الحنيفة مع ذكر ثورة زيد بن علي وموقف آل العباس منها . وهذه المعلومات غير متوفرة في كتب التواريخ الأخرى ولا سيما في أخبار الدعوة العباسية فيذكر صاحب المخطوط أسماء الدعاة العباسيين وأسماء النقباء وأساليب الدعاة كما أنه
____________
(1) المقدسي : البدء والتاريخ ج 5 ص 133 .

( 16 )

يجعل بدء الدعوة بفترة أسبق مما جعلها الطبري وبقية المؤرخين وينتهي إلى انتقال الخلافة إلى العباسيين وتولي السفاح الخلافة .
ويبدو من المعلومات التي يزودنا بها صاحب المخطوطة أن له صلة بآل العباس لأن المعلومات التي يرويها لا يمكن أن يذكرها إلا من كان مطلعاً على الدعوة أو أحد رجالها .
ويعتقد الدكتور الدوري أن المعلومات التي أوردها صاحب المخطوطة قد أخذها من الحلقة الداخلية من رجال الدعوة العباسية ومن رجال الدعوة والدعاة البارزين المتصلين بالعباسيين دون أفراد الأسرة العباسية (1) .
كما أن أسلوب الكتاب ومصادرة تشير إلى أنه كتب حوالي منتصف القرن الثالث الهجري (2) . وقد روى صاحب المخطوطة عن معاصرين اتصل بهم كالبلاذري فمرة يذكر قال البلاذري وأخرى حدثنا البلاذري (3) .
(13) ويعطينا صاحب « العيون والحدائق » أخباراً عن الشيعة أيام الأمويين وأخبارهم مع العباسيين وثورات أبناء الحسن كما يتحدث عن الدعوة العباسية . وتتشابه معلوماته مع معلومات الطبري إلا فيما يتعلق بأخبار الدعوة العباسية فإنه ينفرد بمعلوماته (4) .
____________
(1) الدكتور الدوري : ضوء جديد على الدعوة العباسية ، مقالة في مجلة كلية الآداب والعلوم العدد الثاني 1957 ص 66.
(2) ن . م ص 64.
(3) أخبارهم العباس الورقة 36 ب ، 65 آ ، 73 آ .... وقد اختصر هذا الكتاب مؤلف مجهول في القرن الحادي عشر وقد ذكر نفس الأخبار ولكن بإيجاز وفي مقدمة المختصر ما يلقي ضوءاً على شخصية المؤلف فقد ذكر صاحب المختصر في كلامه « وقد دعاني إلى ارتدىء ، وذكر العباس بن عبد المطلب لبانة في نفس وأرب يخصني ، وذاك أني أنتسب إلى ولاء في هذا البيت الشريف شرعي لأن جدي الذي أنتب إليه من إحدى طرفي وثاب كان مكاتباً لعبد الله بن عباس .. ثم يذكر أن وثاب تزوج فولد له يحيى صاحب طريقة في قراءة القرآن » وبعد هذا لا يذكر شيئا ويصل في أخباره إلى خلافة السفاح ويذكر خطبته . نبذة من كتاب التاريخ : الورقة 7.
(4) العيون والحدائق ص 180 ـ 181.

( 17 )

وصاحب الكتاب مجهول والقسم المتوفر من كتابه يبدأ من خلافة الوليد بن عبد الملك إلى خلافة المعتصم وهو الجزء الثالث ، ثم الجزء الرابع ويبدأ من حوادث 256 هـ ـ 351 هـ وهذا الجزء مخطوط لم يطبع بعد .
(14) أما مسكويه (ت 421هـ ) فيسير في رواية الأحداث في كتابه « تجارب الأمم » على طريقة الطبري فلا يأتي بجديد في معلوماته والقسم الموجود من كتاب مسكويه الجزء الأول ويبدأ من سنة 1 هـ ـ 40هـ نشره كايتاني وتوجد مخطوطة تبدأ من حوادث سنة من سنة 104هـ ـ 134هـ يتناول فيها أخبار الدعوة العباسية وهو في هذا لا يأتي بأكثر مما جاء به الطبري إلا قليلاً . ثم نشر قسم آخر من تجارب الأمم يبدأ من سنة 298هـ ـ 251 هـ وهو في هذا القسم لا يأتي بجديد أيضاً فيروي أخبار الطالبيين مع المأمون وثوراتهم ويفصل في ذكر ثورة أبي السرايا مع ذكر من ثار منهم بعده .
(15) وذكر محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري ( ت 630 هـ ) في كتابه « الكامل في التاريخ » نفس الأحداث التي أوردها الطبري وسار على طريقته في ذكر الحوادث مع إضافات وقد ذكر ذلك في خطبة كتابه حيث يقول : « إني قد جمعت في كتابي هذا مالم يجمع في كتاب واحد ... فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري إذ هو الكتاب المعول عليه عند الكافة ... فأخذت مافيه من جمعيع تراجمه ولم أخل بترجمة واحدة منها وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذات عدد كل رواية منها مثل التي قبلها أو أقل منها ، وربما زاد الشيء اليسير أو نقصه فقصدت أتم الروايات فنقلتها وأضفت إليها من غيرها ما ليس فيها ... » (1) .
(16) ويروي ابن الطقطقي ( ت 709 هـ ) في كتابة « الفخري في الآداب السلطانية » أخبار علي بن أبي طالب مع النبي ثم أخبار الشيعة مع
____________
(1) الكامل في التاريخ ج 1 ص 5 .

( 18 )

الأمويين وأخبارهم مع العباسيين ، وذكر أخبار الائمة والثورات التي قام بها أبناء الحسن وهو في روايته للأحداث لم يستطع أن يخفي ميوله العلوية .
(17) أبو الفدا ( ت 732 هـ ) يذكر في كتابه « المختصر في أخبار البشر» خلاصة عن ماأورده من سبقه من المؤرخين .
(18) ويعطي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( ت 748هـ ) في كتابه « تاريخ الإسلام» تراجم للصحابة ويذكر بعض الأخبار التي تهتم بهاالشيعة كذكر حادثة الغدير وغيرها من الحوادث ويأخذ عن الطبري .
(19) ويسير ابن كثير ( ت 774 هـ ) في كتابه « البداية والنهاية في التاريخ » على طريقة الطبري وابن الأثير في روايته للأحداث ويأخذ عن الذهبي في بعض الروايات .
(20) ابن خلدون ( ت 808 هـ ) يسير على طريق يختلف عن بقية المؤرخين فهو لا يكتفي بسرد الحوادث وإنما يحاول أن يجد فلسفة وأسباباً للأحداث فيذكر في مقدمة كتابه « العبر وديوان المبتدأ والخبر » فصلاً عن الملل ويتحدث عن الشيعة وبداية ظهورهم وسبب ظهور الفرق ثم يورد في العبر الأخبار الواردة عند المؤرخين .
(21) وأحسن ما كتبه المقريزي ( ت845 هـ ) فائدة في بحث الشيعة كتابه « النزاع والتخاصم فيما بين أمية وهاشم » فقد ذكر العلاقة بين هاشم وأمية والعداء بينهما ومن قتل من بني هاشم أيام بني أمية .
(22) ويذكر في كتابه « الخطط » أخباراً متفرقة عن الشيعة وبداية ظهورهم وعن الرافضة .
(23) أما السيوطي ( ت 911 هـ ) في كتابه « تاريخ الخلفاء » فيتناول أخبار كل خليفة وتاريخ الشيعة وأخبارهم مع الأمويين والعباسيين .
(24) ويعطي ابن الشحنة ( ت 815 هـ ) في كتابه « روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر » والقرماني ( ت 1019 هـ ) في كتابة « أخبار الدول


( 19 )

وآثار الأول » معلومات كالتي أوردها المؤرخون الذين سبقوهما إلا أنهما يزيدان في ذكر أخبار الأئمة ونبذ من أقوالهم .
ب ـ أما كتب الفرق غير الشيعية فتبحث في تكوين الفرق ومنها الشيعة مع ذكر آرائها واختلافاتها .
(25) فيذكر أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ( ت 324 هـ ) في كتابه « مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين » الشيعة ويقسمهم إلى ثلاث فرق الغلاة ويقسمها إلى خمس عشرة فرقة ثم الرافضة ويقسمهم إلى 24 فرقة ويدخل ضمنهم الكيسانية والظاهر أنه يقصد بالرافضة الإمامية لأنه يذكر القطعية والواقفة وهؤلاء من الإمامية ، بالإضافة إلى هذا يذكر البيانية ويعدها من الإمامية بينما هي من الغلاة .
ثم يذكر الزيدية ويقسمها إلى ثلاثة أصناف الجارودية والبترية والسليمانية وكل هذه الفرق يقسمها إلى فرق أخرى .
وبالإضافة إلى ذلك يذكر من خرج من آل أبي طالب منذ أيام الأمويين حتى نهاية أيام المكتفي العباسي .
وكذلك يذكر رأي الشيعة في الإمامة وأقوالهم في الوعد والوعيد والتجسيم والقضاء والقدر .
(26) ويذكر أبو بكر محمد بن الطيب بن الباقلاني ( ت 403 هـ ) في كتابة « التمهيد في الرد على المحدة والمعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة » إمامة علي بن أبي طالب ويورد أحاديث للرسول في فضل علي وينفي أن يكون حديث الغدير دليلاً على إمامة علي ويرد على الرافضة في مسائل أخرى .
(27) ويتحدث عبد القادر بن طاهر بن محمد البغدادي ( ت 429 هـ ) في كتابة « الفرق بين الفرق » عن الشيعة فيذكر أن الشيعة ثلاث فرق ويطلق كلمة رافضةعلى كل الشيعة وعنده أن الشيعة هم الإمامية والزيدية والكيسانية ، ويقسم الكيسانية إلى فرقتين ثم يقسم الإمامية إلى خمس عشرة فرقة ولكنه يدخل معهم الغلاة ولو أنه يخصص فصلاً للغلاة .


( 20 )

ويتصف البغدادي على خلاف كتاب الفرق بإعطاء رأيه في الحوادث (1) .
(28) أما أبو المظفر الاسفراييني ( ت 471 هـ ) في « التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين » فيتكلم عن الشيعة وفرقهم وهو لا يختلف عن البغدادي في تقسيمه إلا قليلاً ، كما أنه يعطي رأيه في الأحداث ويرد على الشيعة وعلى بقية الفرق لأنه يرى أن الفرقة الناجية هم أهل السنة والحديث .
(29) ويتكلم عبد الكريم الشهرستاني ( ت 548 هـ ) في كتابه « الملل والنحل » عن الشيعة فيتحدث عن الزيدية والكيسانية والإمامية وفرقهم والغلاة ثم يذكر عدداً من رجال الشيعة ومصنفي كتبهم .
(30) أما فخر الدين الرازي ( ت 606 هـ ) فيذكر في كتابه « اعتقادات فرق المسلمين والمشركين » الشيعة ويسميهم الروافض ويطلق هذا الاسم عامة ويعطي للفرق نفس التقسيم الذي ذكره البغدادي والاسفراييني إلا أنه لا يفصل في كلامه . إنما يكتفي بتعريف لكل فرقة من فرق الشيعة .
(31) ويتحدث عثمان بن عبد الله بن الحسن الحنفي العراقي ( من القرن السابع ) في كتابه « الفرق المفترقة بين أهل الزيغ والزندقة » عن فرق الشيعة المختلفة ويطلق لفظة الروافض على جمعيع الشيعة .
ج ـ ومما يفيدنا في بحث الشيعة مصادر الإسماعيلية ، كما أن بعض كتب الإسماعيلية أقرب صلة بالإمامية من غيرها .
(32) ففي كتاب « الزينة في الكلمات الإسلامية » للرازي المتوفي سنة 322هـ كلام عن الشيعة فيذكر اصل لفظ التشيع ثم يتكلم عن الرافضة ومعناها كما يتحدث عن فرق الشيعة وهو في ذلك لا يختلف عما يذكره النوبختي وسعد القمي إلا فيما يتصل بالإسماعيلية ومهما يحاول الرازي أن لا يفصح عن كونه إسماعيلياً إلا أن أسلوبه يدل عليه .
(33) ويذكر أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن
____________
(1) وقد اختصر كتاب « الفرق بين الفرق » الرسعني في « مختصر الفرق بين الفرق » .

( 21 )

حيون التميمي المغربي ( ت 363 هـ ) في كتابه « دعائم الإسلام في ذكر الحلال والحرام والقضاء والأحكام عن أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم » ولاية علي بن أبي طالب مستدلاً بأحاديث عن الرسول كحديث المنزلة وحديث الغدير ، ثم يذكر أبو حنيفة النعمان ولاية الأئمة عامة ويذكر أخبار جعفر بن محمد الصادق ثم يتوقف عن ذكر بقية الأئمة لأن الإسماعيلية لا يعترفون بإمامة موسى الكاظم والأئمة الذين يأتون بعده كما هو الحال عند الإمامية . ثم يذكر شيئاً عن صفات الأئمة ووصاياهم وأخبارهم .
ويذكر في كتابه « أساس التأويل » عدداً من الآيات ويفسرها في ولاية آل البيت كما يخصص فصلاً عن حياة النبي وإمامة علي بن أبي طالب فيذكر حديث الغدير وحديث المنزلة وحديث الأنذار والراية .
(34) أما حسن بن نوح بن يوسف بن محمد بن آدم الهندي البهروجي ( ت 939 هـ ) في كتابه « الأزهار ، ومجمع الأنوار الملقوطة من بساتين الأسرار مجامع الفواكه الروحانية والثمار » فقد ابتدأ الكتاب بذكر المصادر التي أخذ عنها ثم تكلم عن النبي محمد وذكر حديث الانذار ثم أخبار علي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم حجة الوداع وخبر غدير خم كما ذكر حديث الثقلين ، وتناول أخبار الأئمة وألقابهم وكناهم وسنة ولادتهم ووفاتهم باختصار وانتهى بذكر الإمام جعفر بن محمد الصادق . ثم يذكر بقية الأئمة كما تعتقد الإسماعليلة (1) .
د ـ وبالإضافة إلى هذه المصادر هناك كتب اهل السنة التي تروي أخبار الأئمة .
(35) ومنها الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي ( ت 230 هـ ) فقد ترجم لعلي بن أبي طالب ولمحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين وعمار بن ياسر الفارسي وغيرهم وأهمية كتاب الطبقات ترجع لقدم فترتة ويلاحظ أنه لم يترجم للحسن ولا للحسين .
____________
(1) والكتاب نشر منه الجزء الأول ضمن كتاب منتخبات إسماعيلية تحقيق عادل العوا دمشق 1958.

( 22 )

(36) ومنهم أحمد بن شعيب النسائي ( ت 303 هـ ) صاحب السنن له كتاب « خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب » ذكر في هذا الكتاب فضائل علي وما خص به من دون الصحابة من الفضائل فذكر حديث المنزلة والمؤاخاة وقصة برءة وحديث « من كنت مولاه » وأحاديث أخرى غيرها إلا أنه في ذكره لحديث الموالاة لا يفسر هذا الحديث في الإمامة كما تفسره الشيعة وإنما يكتفي بذكره فقط (1) .
(37) وترجم أبو نعيم الأصبهاني ( ت430 هـ ) صاحب « حلية الأولياء » للأئمة وذكر أخبارهم وروى أحاديث عنهم .
(38) وتكلم ابن عبد البر ( ت 463 هـ ) في كتابه « الاستيعاب في معرفة الأصحاب » عن الإمام علي وذكر حديث المؤاخاة وحديث المنزلة وحديث الغدير وذكر فضائل ومناقب أخرى للإمام علي .
(39) ويذكر أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد البكري المالكي المعروف بأخطب خوارزم ( ت 568 هـ ) في كتابه « المناقب » أخباراً عن علي ابن أبي طالب فيذكر اسمه ونسبه وإسلامه وصلته بالرسول وأحاديث في فضله وبيان أنه أفضل الأصحاب وأقرب الناس إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم ويذكر حديث المنزلة وسورة براءة وحديث الغدير إلا أنه أيضاً لا يفسره في الإمامة .
ثم يذكر أخبار علي وحرب الجمل وصفين وحربه مع الخوارج ، ثم يذكر أنه معصوم من الذنب وقد ذكر العصمة بالرغم من أنه لم يكن شيعياً ثم ينهي كتابه بذكر مقتل علي وبيان مدة خلافته كما ذكر قصائد في مدحه .
(40) ويستهل الخوارزمي كتابه « مقتل الحسين » بذكر النبي وفضائله ثم ذكر فضائل فاطمة وآل البيت وفضائل علي والحسن والحسين ، ثم ذكر الحسين منفرداً فيبدأ بذكر قصة مقتله وما جرى فيها من الحوادث وما قيل فيه من المراثي ثم ذكر أخبار المختار وانتقامه من قتله الحسين .
____________
(1) وقد ذكر ابن حجر في الإصابة جـ 2 ص 501 في باب ترجمة علي قال : « تتبع النسائي ما خص به علي عليه السلام فجمع من ذلك شيئاً كثيراً بأسانيد أكثرها جياد » .

( 23 )

(41) وذكر ابن الأثير ( ت 630 هـ ) في « أسد الغابة في معرفة الصحابة » أخبار علي بن أبي طالب فذكر حديث الثقلين وحديث الراية يوم خيبر وقصة مبيت علي على فراش الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم وحديث الغدير .
ويلا حظ أن ابن الأثير في أسد الغابة يذكر قصة غدير خم بينما لا يذكرها في الكامل في التاريخ (1) .
(42) ويعطي محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي ( ت 652 هـ ) في كتابه « مطالب السؤول في مناقب آل الرسول » معلومات وافية عن علي بن أبي طالب وأولاده الأئمة الاثني عشر فيبدأ بذكر أخبار علي مع النبي وقصة المؤاخاة وأخباره في الغزوات وصفاته وجملة من خطبه ثم عدد أولاده .
ثم يتكلم عن الأئمة الاثني عشر فيذكر أخبارهم وصلتهم بالخلفاء ويذكر في هذا أخباراً تاريخية ويكثر في أخذ رواياته عن الترمذي والبخاري .
(43) ويذكر أبو المظفر يوسف شمس الدين الملقب بسبط أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ( ت 654 هـ ) في كتابه « تذكرة الخواص » أخبار علي بن أبي طالب مع النبي وخلافته ووقعتي الجمل وصفين كما يذكر صلح الحسن وأخباره مع معاوية ثم يترجم لكل من الأئمة الاثني عشر ويروي حوادث تاريخية فيأخذ عن الطبري والمسعودي ، وتثق الشيعة بأحاديث سبط ابن الجوزي لأن أحاديثه تتشابه مع الشيعة لا سيما في تأكيده على حديث الغدير (2) .
(44) ويتناول محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القرشي الكنجي الشافعي ( ت 658 هـ ) في كتابه « البيان في أخبار صاحب الزمان » الكلام عن الإمام المهدي فيذكر خروجه في آخر الزمان وكونه من ولد فاطمة وكون المهدي من ولد الحسين كما بشر النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ، وأخبار خروجه ووصف زمانه .
____________
(1) أسد الغابة 4/28 .
(2) انظر سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص ص 38 .

( 24 )

وهو في ذكره للمهدي يختلف عن الشيعة فهو يقتصر على ذكر الأحاديث النبوية بينما الشيعة تؤكد ذلك بأحاديث ترويها عن علي وبقية الائمة ويبدو أنه لم يعتمد على الشيعة في ذكر المهدي حيث يقول في خطبة الكتاب وسميته « البيان في أخبار صاحب الزمان » وعريته عن طريق الشيعة تعرية تركيب الحجة إذ كل ما تلقته الشيعة بالقبول وإن كان صحيح النقل فإنما هو خريت منارهم وحذارية ذمارهم فكان الاحتجاج بغيره أكد » (1) .
(45) وله أيضاً كتاب « كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب » . والكتاب يبحث في أخبار علي بن أبي طالب متبدئاً بذكر حديث غدير خم وأحاديث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم في تولي علي بن أبي طالب ، ثم أخبار علي أيام خلافته . وتحدث عن الائمة الاثني عشر وترجم لكل منهم .
(46) وذكر أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ( ت 681 هـ ) في كتاب « وفيات الأعيان وأنباء ابناء الزمان » أخبار الأئمة الاثني عشر وأحوالهم .
(47) ويذكر محب الدين عبد الله الطبري ( ت 694هـ ) في كتابه ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى » أخبار النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وذكر فضل قرابته ثم ذكر أخبار علي بن أبي طالب وآيات نزلت في آل البيت ثم ذكر فضل الحسن والحسين وتحدث عن مقتل الحسين وأورد أخبار أخرى تتعلق بآل أبي طالب وآل العباس ومنزلة قرابتهم من النبي صلّى الله عليه وآله وسلم .
(48) وذكر ابن حجر العسقلاني ( ت752 هـ ) في « الإصابة في معرفة الصحابة » أخبار علي بن أبي طالب ومناقبة ومنها حديث المنزلة ، وحديث الراية يوم خيبر وحديث المباهلة .
(49) ويعطي علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي الشهير بابن
____________
(1) الشافعي : البيان في أخبار صاحب الزمان ص 53 ، والخريت : الدليل الحاذق والمنار موضع النور . حذارية ذمارهم ، العقاب والذمار ما يلزم حفظه .

( 25 )

الصباغ ( ت 855 هـ ) ترجمة وافية عن حياة علي بن أبي طالب وأخباره مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ثم حياة الأئمة الاثني عشر وذكر أخبارهم في « الفصول المهمة في معرفة الأئمة » ، ويأخذ ابن الصباغ عن القرشي في مطالب السؤول والكنجي في كفاية الطالب . ويذكر حديث الغدير ويفسر معانية إلا أنه لا يفسره بالإمامة كما تعتقد الشيعة .
(50) ولشمس الدين محمد بن طولون ( ت953 هـ ) كتاب عن « الأئمة الاثني عشر » وسماه بـ « الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية » ويبدأ بذكر علي بن أبي طالب فيذكر زمن ولادته وأخباره ووفاته وينتهي بذكر أخبار الإمام الثاني عشر .
أما بقية مصادر أهل السنة فتعتمد في روايتها للأحداث على المصادر السابقة .
(51) كما في « كنز العمال » للمتقي الهندي ( ت 975 هـ ) وكتاب « ينابيع المودة » للحنفي ( ت 1270 هـ ) وكتاب « نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار » .
(52) ويتحدث شاه عبد العزيز الدهلوي ( ت 1239هـ ) في كتابه « مختصر التحفة الاثني عشرية » عن أصول الشيعة وبيان مذاهبهم ورواة أخبارهم وعقائدهم في النبوة والإمامة وصفة الامام وعصمته وفي ذكر فرقهم . ويبدو أنه ألف الكتاب في وقت شاع فيه مذهب الاثني عشرية يدل على ذلك قوله في مقدمة كتابه « إن البلاد التي نحن بها ساكنون راج فيها مذهب الاثني عشرية حتى قل بيت من أمصارهم لم يتمذهب بهذا المذهب » .
وقد كتب الكتاب بالفارسية ثم نقله إلى العربية الشيخ غلام محمد ابن محي الدين بن عمر الأسلمي .
هـ ـ أما مصادر الاعتزال فيتناول بعضها آراء الشيعة الإمامية وخاصة رأيهم في الإمامة .
(53) ومنها كتاب « العثمانية » لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( ت 255 هـ ) فهو في خلال كلامه عن العثمانية يذكر آراء الشيعة في الإمامة ومن ذلك قصة براءة وحديث المنزلة وحديث الطائر وحديث الغدير كما يذكر


( 26 )

مجموعة من الآيات فسرتها الشيعة بإمامة علي بن أبي طالب (1) .
(54) وللجاحظ أيضاً رسالة بعنوان « استحقاق الإمامة » ذكر فيها رأي الزيدية في إمامة علي بن أبي طالب .
(55) وللصاحب بن عباد ( ت 385 هـ ) رسالة عنوانها « الابانة عن مذهب أهل العدل » ذكر فيها فضل علي بن أبي طالب وما خص به من الفضائل دون سواه واستحقاقه للإمامة .
(56) وله أيضاً « التذكرة في الأصول الخمسة » ذكر فيها أيضاً فضل علي وأورد بعض الآيات في هذا الصدد .
(57) وأكثر مصادر المعتزلة فائدة كتابات القاضي أبو الحسن عبد الجبار ( ت 415 هـ ) فقد أورد في كتابه « شرح الأصول الخمسة » فصلاً عن الإمامة وعرض خلال كلامه على الإمامة آراء المعتزلة . وأعطى رأي الشيعة الإمامية .
(58) وخصص في كتابه « المغني في أبواب العدل والتوحيد » قسماً لذكر الإمامة ومناقشة الشيعة في مسألة الإمامة فهو يعرض دلائل الإمامة عند الشيعة كحديث المنزلة والراية والطائر والثقلين والغدير بعد أن يعطي رأيه كمعتزلي .
(59) أما ابن أبي الحديد المدائني ( ت 622 هـ ) ففي شرحة لنهج البلاغة أي مجموعة خطب الإمام علي يذكر حوادث مختلفة أيام الإمام علي كوقعتي الجمل وصفين كما يذكر آراء المعتزلة في الإمامة ثم آراء الشيعة الإمامية . ويتصف ابن أبي الحديد بكونه يأخذ عن أقدم المصادر ففي الجمل مثلاً يأخذ عن أبي مخنف وفي صفين عن نصر بن مزاحم ، بالإضافة إلى هذا يذكر أخباراً مختلفة للأئمة كذكر أخبار الإمام الصادق مع أبي جعفر المنصور وغيرها من الأخبار .
و ـ أما المصادر الإمامية فتزودنا بأوسع المعلومات عن الشيعة
____________
(1) وقد رّد على الجاحظ أبو جعفر الإسكافي في « مناقضات أبي جعفر الإسكافي لبعض ما أورده الجاحظ في العثمانية » .

( 27 )

الإمامية وتطورها كما تبحث في العقائد والآراء . ثم إنها تهتم اهتماماً كبيراً بقضية الإمامة وتعطي معلومات وافية عن حياة الأئمة وتاريخهم ودورهم في تطور عقائد الأمامية .
(60) ان أقدم المصادر المتوفرة من كتب الإمامية كتاب سليم بن قيس الكوفي الهلالي الملقب بأبي صادق ( ت 90 هـ ) .
وقد أدرك سليم بن قيس علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر وتوفي في أيام علي بن الحسين مستتراً عن الحجاج أيام ولايته (1) .
وتعطي الشيعة أهمية كبيرة لكتاب سليم بن قيس وتعده من الأصول التي يعوّل عليها يقول النعماني « ان كتاب سليم بن قيس أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم حملة حديث أهل البيت وأقدمها ....» (2) .
ويذكر ابن النديم أن سليماً قد أخفى كتابه هذا لأنه عاش أيام الحجاج متوارياً فلما حضرته الوفاة سلم الكتاب إلى أبان بن أبي عياش الذي رواه وهو أول كتاب ظهر للشيعة (3) .
وهناك خلاف حول صحة نسبة الكتاب إلى سليم بن قيس ، لأن سليماً ذكر أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت وأن الأئمة ثلاثة عشر . ويقول العلامة الحلي في هذا الصدد : « والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه (4) . ولكني لم أجد ما ذكر في النسخة التي اطلعت عليها . ويتصف كتاب سليم بن قيس أو السقيفة كما يسمى أحياناً بأنه عبارة عن مجموعة من الأخبار التاريخية أخذها سليم عن عمار بن ياسر توفي في صفين ( سنة 37 هـ ) وسلمان الفارسي ( ت 35 هـ ) والمقداد ( ت33هـ ) وأبي ذر ( ت 32 هـ بالربذة ) كما قال في مقدمة كتابه .
____________
(1) انظر كتاب الرجال : البرقي ص 4 ، 97 والنعماني : الغيبة ص 53 .
(2) النعماني : الغيبة ص 47 .
(3) ابن النديم : الفهرست ص 254 .
(4) الحلي : الرجال ص 83 .

( 28 )

يذكر سليم في بداية كتابه وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ثم أحاديث للرسول عن علي بن أبي طالب وذكر فضائله ويذكر قصة السقيفة مع ذكر أخبار علي ومن وقف بجانبه من الشيعة كما يذكر الفضائل التي أهلت علياً للإمامة فيذكر حديث المؤاخاة وحديث المنزلة وحديث الراية وخبر حجة الوداع وغدير خم كما يذكر فرق الأمة بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم وكلام حول الإمامة ويذكر أن الأئمة من أولاد علي وأن عددهم أحد عشر ثم يذكر أخبار العباس عم النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ثم أخبار خلافة علي وحرب الجمل وصفين ثم يذكر المراسلات بين علي ومعاوية ثم يذكر بعد هذا أخبار علي بن أبي طالب أيام أبي بكر وعمر بن الخطاب كما يتكلم عن سيرة أصحاب علي المقربين إليه أمثال سلمان وأبو ذر والمقداد . ثم يذكر أحوال الشيعة وما أصابهم من المحنة أيام الأمويين ويذكر أخبار الحسن والحسين كما يذكر عن الإمام علي بن الحسين ويورد أقوالاً للباقر كما يروي قصة فدك وخبر وفاة فاطمة .
ونلاحظ أن سليماً في روايته لهذه الأحداث لا يلتزم بالتسلسل التاريخي وإنما يروي هذه الأحداث لتأكيد كلامه عن الإمامة فهو يسبق الأحداث أحياناً في ذكر الأخبار ، كما أنه يهتم بالآراء أكثر من اهتمامه بالأحداث التاريخية .
وبالإضافة إلى ما مّر من الإخبار التي ذكرها سليم تنسب إليه أخبار أخرى تتعلق بصفات الإمام والنص على الأئمة الاثني عشر وباب عصمة الإمام مع كلام عن الغلو ومناقب علي بن أبي طالب وباب القدرة والإرادة وغيرها من الإخبار التي لم ترد في النسخة التي بين أيدينا (1) .
وتظهر أهمية كتاب سليم إذا لاحظنا زمان كتابته فأخباره هي البداية
____________
(1) وقد ورد ذكر هذه الأخبار عند النعماني : الغيبة ص 32 ، 35 ، 36 ، 38 ، 39 ، 46 وكذلك الطوسي : الغيبة ص 91 وانظر الطبرسي : الاحتجاج ج 1 ص 252 ، 83 ، 86 ، وانظر أيضاً الكليني : الكافي ج 8 ص 58 ، 63 ، 343 ، ج 1 ص 44 ، 191 ، 297 ، 539 ، بحار الأنوار : المجلسي ج 8 ص 3 ، 5 ، 7 ، 12 ، 13 ، 16 ، 27 ، 28 ، 52 ، 55 ، 56 ، 57 طبع حجر وكذلك أخبار العباس : مؤلف مجهول الورقة 14 أ .

( 29 )

في دراسة الشيعة ولا سيما في كلامه على الإمامة .
ويأتي بعده أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي ( ت 274 هـ أو 280 هـ ) . ولمعلومات البرقي أهمية بالنسبة لدراسة الشيعة الإمامية لأنه صاحب الإمام الجواد (ت 220 هـ ) وروى عنه . وقد عاش أيام الحيرة أي أيام اختفاء الإمام بعد وفاة الحسن العسكري ، إلا أنه رجع إلى اعتقاده بالإمام الثاني عشر .
(61) وللبرقي مؤلفات منها « كتاب المحاسن » وفي هذا الكتاب أبواب متفرقة من الفقة والعلل الشرعية والأداب كما يتناول الأحوال الاجتماعية وفي الكتاب معلومات متفرقة في وصف آل محمد وولايتهم كما يذكر عن الرافضة ويعرفها ويقسم كتابه إلى أبواب متفرقة مثل باب الواحد وباب الثلاثة ... الخ وهذا السبيل سار عليه القمي بعده في كتابه « الخصال » .
(62) أما في كتابه « الرجال » فيذكر رجال الشيعة ويقسمهم إلى طبقات مبتدئاً بذكر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ثم أصحاب علي بن أبي طالب ويذكر شرطه الخميس ( والمقصود بهم أخلص أصحاب علي ) ويذكر أن عددهم ستة آلاف رجل ويعدد منهم 89 فقط (1) .
ثم يذكر أصحاب الحسن بن علي ، وأصحاب الحسين بن علي وأصحاب علي بن الحسين ، وأصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( الباقر ) ثم أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق وأصحاب أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم وأصحاب أبي الحسن علي بن موسى الرضا ثم أصحاب أبي جعفر الثاني ( محمد الجواد ) ثم أصحاب أبي الحسن الثالث ( علي الهادي ) ثم أصحاب أبي محمد الحسن بن علي العسكري .
كما يورد من روت من النساء عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم ومن روت عن علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين .. إلى الحسن العسكري .
____________
(1) البرقي : الرجال ص 3 ـ 7 .

( 30 )

وفي آخر كتابه يذكر أخباراً عن السقيفة وخلافة أبي بكر ومن عارضها .
وهذا السبيل الذي سلكه البرقي سار عليه بقية مؤلفي الشيعة في كتب الرجال أمثال الطوسي .
(63) أما سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي ( ت 301 هـ 299 هـ ) فذكر في كتابه « المقالات والفرق » أخباراً مفصلة عن أصل التشيع وما تكون من الفرق حول الأئمة والكلام عن فرق الشيعة الإمامية الزيدية والمخالفين لهم وكذلك ذكر الغلاة وفرقهم . ومعلوماته مهمة بالنسبة لقدم فترتها الزمنية فقد ذكر الصدوق في « كمال الدين وتمام النعمة » أن سعداً لاقى الحسن العسكري وسمع منه (1) . وبالإضافة إلى الأخبار عن فرق الشيعة أورد سعد القمي آراء في صفة الإمام وعصمته كما روى أخباراً لتقية .
(64) ويأتي بعد سعد القمي أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي ( 310 هـ ) فذكر في كتابه « فرق الشيعة » نفس الأخبار والتقسيمات التي أوردها سعد القمي في كتابه ما عدا بعض الإضافات القليلة والاختلافات الأسلوب وقد عمل الدكتور محمد جواد مشكور مقارنة بين كتابي النوبختي والقمي فبين الاختلاف وذكر الزيادات في كل منهما (2) .
ويمكن اعتبار الكتابين من أهم وأقدم الكتب المتوفرة لدينا والتي تبحث عن فرق الشيعة .
كما نلاحظ عن سعد القمي والنوبختي في تقسيمهما للفرق التي ظهرت بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم أنهما صنفاها إلى مرجئة ومعتزلة وخوارج وشيعة دون ذكر أهل السنة .
(65) أما فرات بن إبراهيم الكوفي ( من علماء القرن الثالث فله تفسير معروف بإسم تفسير فرات الكوفي يروي فيه عن شيخه الحسين بن سعيد الأهوازي صاحب الإمام الرضا .
____________
(1) الصدوق : كمال الدين وتمام النعمة ج 2 ص 251 ـ 257 .
(2) سعد القمي : المقالات والفرق مقدمة الدكتور محمد جواد مشكور .

( 31 )

وقد عده السيد حسن الصدر من أصحاب الإمام محمد الجواد يؤيد ذلك اكثاره من الرواية عن الحسين بن سعيد الأهوازي صاحب الأئمة الرضا والجواد والهادي (1) .
ولم أجد له ذكراً في كتب الرجال مثل كتاب الرجال للطوسي ولا في الفهرست ولم يذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ولا الحلي في الخلاصة .
ولكن الكتب المتأخرة تعتمد على تفسيره وتثني عليه كما في بحار الأنوار للمجلسي (2) .
والتفسير مختصر يبدأ بتفسير بعض الآيات المتفرقة ويفسرها في حق الأئمة وآل البيت وحق الشيعة ويؤكد على الإمامة والولاية في تفسيره للسور التي يذكرها مثل سورة آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة ويونس وهود ويوسف والفرقان ، ويروي خلال التفسير حوادث تاريخية فيذكر خبر حجة الوداع وقصة غديرخم وغزوة خيبر وغزوة ذات السلاسل وهو في أكثر تفسيره يأخذ عن الأئمة وخاصة الإمام الصادق والرضا .
(66) ويذكر محمد بن الحسن العياشي السمرقندي ( ت 324 هـ ) في تفسيره الموسوم « بتفسير عياشي » أخباراً كالتي أوردها فرات وتفسيره موجز أيضاً (3) .
(67) أما علي بن ابراهيم القمي ( ت 324 هـ ) فيذكر في تفسيره « تفسير القمي » للآيات أخباراً تاريخية كذكر الغزوات التي شارك فيها على كما يتكلم عن فضائله ويورد أخباراً متفرقة عن الأئمة كما ذكر الشيعة وفضلهم وهو في تفسيره يأخذ عن الأئمة وتفسيره أوسع من بقية التفاسير .
____________
(1) السيد حسن الصدر : تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص 332 .
(2) انظر بحار الأنوار : المجلسي ج 1 ص 37 .
(3) وينسب للإمام الحسن العسكري ( ت260هـ ) تفسير باسمه إلا أنه مشكوك فيه كما أن هناك تفسير للتستري ( ت 300هـ ) .