(68) ولأبي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحق الكليني الرازي ( ت 328 هـ أو 329 هـ ) كتاب الكافي الذي يعد من أكبر الأصول التي تعتمد عليها الشيعة في الحديث والفقة وتعتبر المعلومات التي يوردها الكليني في باب الحجة من أوسع المعلومات وأقدمها كما أنه يأخذها من طرق مختلفة عن الأئمة وهو عند كلامه عن الإمامة يذكر الحاجة إلى الإمام ، معرفة الإمام ، أهمية معرفة الإمام ، صفات الإمام وفضله وأن الإمامة عهد من الله ، واجبات الإمام وما نزل من الآيات في الأئمة وحصر الإمامة في ولد علي بن أبي طالب ثم حصرها في أولاد الحسين .
وبعد ذلك يذكر النص على كل إمام من الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ويفصل في ذكر الإمام الثاني عشر والكلام عن الغيبة .
ثم يتكلم في مواليد الأئمة الاثني عشر كما يذكر ما جاء في الأئمة الاثني عشر والنص عليهم (1) .
ويذكر في الروضة من الكافي أخباراً متفرقة عن علي والأئمة وعن الشيعة وأخبار الإمام الصادق مع جماعة الشيعة وغيرها من الأخبار .
(69) ويعطي النعماني محمد بن إبراهيم بن جعفر المعروف بابن أبي زينب ( من علماء القرن الثالث ) معلومات وافية عن الغيبة في كتابه « الغيبة » . وتظهر أهمية المعلومات التي يوردها النعماني لقرب اتصالها بعهد الغيبة فقد كان ممن ولد أيام الغيبة الصغرى وعاصر الكليني وكان كاتبه كتب له الكافي . ويبدو من مقدمة كتابه أنه ألفة سنة 300هـ أي أيام المحنة ، والمقصود بها اختفاء الإمام وحيرة الناس إلا القلة من الشيعة التي اعتقدت بإمامة الإمام الثاني عشر .
ويبدأ النعماني كتابه في الكلام عن الغيبة وعللها ويبن أنها سر من أسرار آل محمد يجب صونه . ثم يذكر الإمامة والوصية ويؤكد أنها في آل البيت ، ثم يذكر الحديث عن الأئمة الاثني عشر ليؤكد إمامة المهدي ، وقد أخذ حديث الأئمة الاثني عشر عن رواة الشيعة كما أخذها عن مخالفيهم ثم
____________
(1) انظر الكليني : الكافي ج 1 ( الأصول ) في باب الحجة ، وباب تواريخ الأئمة .

( 33 )

يعود إلى الكلام عن الإمامة وأهميتها ويذكر الغيبة الصغرى والكبرى كما يذكر القائم من طرق العامة ( ويقصد بهم غير الشيعة أي أهل السنة ) ثم يتكلم بالتفصيل عن أيام القائم وصفاته وعلامات ظهوره وفضله وما يصاحب ظهوره من أحداث وعن الشيعة أيام خروج القائم ثم يختم كلامه بالرد على الإسماعيلية وإثبات إمامة القائم .
(70) ويبحث أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان بن أبان ابن عبد الله البخاري ( ت 341 هـ ) في كتابه « سر السلسلة العلوية » أنساب آل أبي طالب فيبدأ بذكر الحسن بن علي وأخباره ثم تطرق إلى ذكر أخبار الحسين ونسبه ثم ذكر أولاده الأئمة التسعة . ثم ذكر أخبار زيد بن علي بن الحسين مع ذكر أولاده ثم أخبار محمد بن الحنفية وأولده كما ذكر أولاد الفضل بن العباس بن علي بن أبي طالب .
وقد اعتمد عليه ابن عنية في عنبة الطالب والكتاب يختص بالأنساب ومع هذا يروي أخباراً تاريخية .
(71) وتذكر المصادر الإمامية أن لعلي بن الحسين بن علي المسعودي ( ت 346 هـ ) صاحب تاريخ مروج الذهب كتاباً بعنوان « إثبات الوصية » وقد ذكره النجاشي في الرجال والعلامة الحلي في الرجال وآغا بزرك الطهراني في الذريعة ويسمي الكتاب « إثبات الإمامة لعلي » (1) .
وقد عد هؤلاء المسعودي من الشيعة الاثني عشرية وقد ذكر الدكتور جواد علي في مقال له عن موارد تاريخ المسعودي ، أن الكتاب لا يمكن أن يكون للمسعودي حيث يقول : « والذي أراه أن هذا الكتاب هو لشخص آخر ، وذلك لأن أسلوبه وطريقة تاليفه وصيغته وإنشاءه كل هذه لا تتفق مع أسلوب وطريقة المسعودي في كتبه » (2) .
ويلاحظ أن المسعودي في كتابيه مروج الذهب والتنبيه والإشراف لم
____________
(1) انظر النجاشي : الرجال ص 192 ، الحلي : الرجال ص 100 . أغا بزرك الذريعة جـ 1 ص 85 .
(2) جواد علي : موارد تاريخ المسعودي ، مقالة في مجلة سومر جـ 1 ـ 2 1964 ، المجلد العشرون .

( 34 )

يذكر اسم هذا الكتاب ولم يشر إليه كعادته عندما يتكلم عن الإمامة والشيعة فيبدأ بكلامه ولا يتمه لأنه قد استوفاه في أحد كتبه فلم يذكر عن هذا الكتاب أبداً .
والكتاب يبدأ بذكر أخبار الخلق ، ثم ذكر الأنبياء وذكر النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم والدعوة الإسلامية ووصية النبي لعلي ثم ذكر أخبار الإمامة للأئمة الاثني عشر والنص عليهم وأخبارهم مع الخلفاء وهو في كلامه عن الإمامة يأخذ عن الكليني والكتاب يعطينا معلومات عن حياة الائمة وتاريخهم .
(72) ويعطي محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ويلقب بالصدوق ( ت 381 هـ ) معلومات مفصلة عن الشيعة الإمامية في كتبه فيتناول في كتابه « عيون أخبار الرضا » تفصيلات عن الإمام الرضا ونسبه وذكر إمامته والنص عليه ثم ذكر ما جاء في الائمة الاثني عشر ثم يذكر أخبار موسى بن جعفر مع الرشيد كما يذكر أخبار الرضا مع المتكلمين وأهل الملل وذكر رأيه في الإمامة والعصمة وعلامات الإمام ووصف الإمامة ، ثم ذكر ولاية الرضا لعهد المأمون ورأي الإمامية في ذلك ثم وفاة الرضا وأخباراً أخرى متفرقة والكتاب أحسن مصدر لدراسة تاريخ الرضا .
ويأخذ القمي في كتابه هذا عن الكليني وخاصة في باب الإمامة والنص على الأئمة .
(73) ويتناول في كتابه « التوحيد » معنى التوحيد ونفي التشبيه وثواب الموحدين وغيرها من الآراء وفي خلال ذلك يروي أخباراً متفرقة عن الأئمة .
(74) كما يتناول في كتابه « كمال الدين وتمام النعمة » الكلام عن الغيبة بشيء من التفصيل فيبدأ بذكر الإمامة عند الشيعة ثم اختلافهم ويذكر الفرق المختلفة كالواقفة والجعفرية والقطعية كما يذكر الزيدية ويرد عليهم كما يرد على الإسماعيلية حتى ينتهي إلى تأكيد إمامة الإمام الثاني عشر ، ثم يتناول الغيبة مع ذكر من غاب من الأنبياء ثم يذكر النصوص عن الإمام الثاني عشر ، مبتدئاً بذكر الآيات التي تنص على إمامته ثم نص الرسول


( 35 )

عليه ثم نص علي بن أبي طالب عليه ثم فاطمة الزهراء ثم نص بقية الأئمة .
كما يذكر عن أيام خروج القائم وصفاته والشيعة وحالهم أيام الغيبة كما يذكر علامات ظهوره .
وقد أخذ في كتابه هذا عن النعماني في الغيبة وعن الكليني .
(75) وفي « معاني الأخبار » سار القمي على نهج البرقي في كتابه « المحاسن » فقسم كتابه إلى أبواب فذكر معنى الثقلين ، كما تكلم عن العصمة ، وحديث من كنت مولاه ، وحديث المنزلة ، ومعنى الال والأهل والأمة والعترة ، وغيرها من الأقوال والأحاديث .
(76) وفي كتابه « صفات الشيعة » « وفضائل الشيعة » يذكر أحاديث عديدة في وصف الشيعة ثم ذكر ما خصهم الله به من فضائل والأحاديث عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم وعن الأئمة .
(77) ويسير في « الخصال » أيضاً على طريقة البرقي في « المحاسن » فيذكر في أبواب كتابه في باب الاثنى عشر أخبار الأئمة الاثنى عشر ثم يذكر في باب الأربعين احتجاج علي بن أبي طالب على أبي بكر بخصال انفرد بها فيذكر منها حديث المنزلة ، حديث الراية ، المؤاخاة ، غدير خم ، الطائر المشوي ، وكلها من أدلة الإمامة عند الشيعة ، ثم يذكر في باب السبعين سبعين منقبة لعلي ثم يذكر أخبار الأئمة وعلومهم .
(78) وفي « المقنع والهداية » يتناول الأمور الفقهية إلا أنه في الهداية يذكرباباً في الإمامة وآخر في التقية . وفي نهاية كتاب الهداية وصف القمي مذهب الإمامية بإيجاز .
(79) وفي « علل الشرائع » يتحدث عن أمور فقهية ثم يذكر أخباراً متفرقة عن الإمامة وعن الأئمة وعن وراثة علي النبي ويقصد بالوراثة الإمامة .
(80) ويتحدث في « الأمالي » عن أمور متفرقة فيتناول أحاديث في فضل علي بن أبي طالب ودلائل إمامته كحديث الراية وحديث المنزلة


( 36 )

وحديث من كنت مولاه كما يصف حادثة الغدير ، كما يتكلم عن حوادث تاريخية فيذكر أخبار موسى بن جعفر مع الرشيد وأخبار الرضا مع المأمون .
والكتاب مقسم إلى مجالس وفي كل مجلس يذكر أموراً شتى وهذا الطريق سار عليه المفيد في كتابه « الأمالي » .
(81) ويتحدث محمد بن جرير بن رستم الطبري ( ت 400 هـ ) في كتابه « المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب » عن الإمامة واختلاف المسلمين بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ثم يبدأ بمناقشة أدلة إمامة علي بن أبي طالب كذكر حديث الغدير وحديث الراية والمنزلة ثم يؤكد أهمية الوصية وأنها لعلي بن أبي طالب كما ينفي الإمامة عن غيره ويعلل سبب قعوده عن طلبها . والكتاب يختص بإمامة علي فقط .
(82) أما في كتابه « دلائل الإمامة » فيبحث عن وصية النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وأخبار فاطمة الزهراء ثم أخبار علي بن أبي طالب وأخبار أولاده مع ترجمة لكل منهم وذكر دلائل إمامتهم .
(83) ويذكر أبو العباس عبد الله بن جعفر الحميري ( من رجال القرن الرابع ) في كتابه « قرب الإسناد » أخباراً متفرقة عن الإمامة والتقية وعن بعض دلائل الإمامة عند الشيعة كحديث الغدير وأخباراً أخرى للأئمة عن الشيعة وصفاتهم .
(84) ويتحدث أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني ( من أعلام القرن الرابع ) في كتابه « تحف العقول عن آل الرسول » عن مجموعة أقوال للرسول صلّى الله عليه وآله وسلم ولعلي ولبقية الأئمة .
(85) ويذكر أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي ( ت 405هـ) في كتابه « الرجال » رجال الشيعة على حروف الهجاء . ولم يقتصر كتابه على ذكر الرجال فقط وإنما ذكر مؤلفاتهم فهو فهرست لكتب الشيعة .
(86) أما محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ( من أعلام القرن الرابع ) فيذكر في كتابه « رجال الكشي » رجال الشيعة ويبدأ بإعطاء ترجمة


( 37 )

لكل من سلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد ... وهو في كتابه لا يكتفي بذكر الرجال فقط وإنما يذكر معلومات متفرقة تتعلق بفرق الشيعة مثل الزيدية والبترية والقطعية والواقفة ، كما يذكر الغلاة أيام علي بن محمد العسكري ثم يذكر الفقهاء أيام الصادق وايام موسى بن جعفر وايام الرضا وأخبار أخرى متفرقة .
(87) وللشريف الرضي ( ت 406 هـ ) كتاب « خصائص أمير المؤمنين » يتحدث فيه عن أخبار النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وأخبار علي ووصية النبي لعلي بالإمامة من بعده ثم يذكر أدلة إمامته .
(88) وللشريف الرضي أيضاً « كتاب حقائق التأويل في متشابه التنزيل » ذكر فيه بعض الآيات وفسرها . فقد ذكر آية المباهلة وبين اختصاصها بعلي بن أبي طالب .
أما الشيخ المفيد محمد بن النعمان ( ت 413 هـ ) فقد قام بأعظم دور في تطوير حركة الإمامية بما كتبه وبما نشره من آراء وللمفيد تآليف كثيرة تبحث في الإمامة وفي أخبار وأحوال الأئمة .
(89) ففي كتابه « الإرشاد » يذكر أخبار علي بن أبي طالب مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ومشاركته الرسول في غزواته ثم وصية الرسول له ثم ذكر إمامته ودلائلها ثم أيام خلافته وحروبه ، ثم يتناول حياة كل من أولاده الأئمة وأخبارهم وذكر أولادهم وصلتهم بخلفاء زمانهم وهو في الإرشاد يأخذ عن الكليني في عدة مواضع .
(90) ويناقش الشيخ المفيد في « الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب » مسألة الإمامة فيبحث معنى الإمامة وكيفية حصولها ، ثم وجوب معرفة الإمام ثم يبحث إمامة علي بن أبي طالب ونفي إمامة من سبقه كما يذكر عدداً من الآيات التي اختصت بإمامة علي .
(91) وفي « الأمالي » يسير الشيخ المفيد على طريقة الشيخ الصدوق في كتابه « الأمالي » حيث قسمه إلى مجالس ذكر فيها مسائل شتى في أخبار الأئمة والكلام على الإمامة واختصاصها بآل النبي وصفات الإمامة ومناقشة


( 38 )

أدلة إمامة علي وبقية الأئمة كما يذكر أيضاً عدداً من الآيات ويفسرها بالإمامة .
(92) ويتناول المفيد عدة مسائل في كتابه « الفصول المختارة من العيون والمحاسن » فيناقش المعتزلة في مسألة النص وتقسيمه كما يناقش لفظة مولى كما يذكر أخباراً للأمام موسى الكاظم وعلي الرضا مع الرشيد والمأمون ثم يتكلم عن أفضلية علي للخلافة كما يتكلم عن الغيبة .
ويذكر في الجزء الثاني من الكتاب نفسه أموراً أخرى تتعلق بالخلافة أيضاً ويناقش آراء المعتزلة كما يذكر حديث الغدير وأهميته بالنسبة للدلالة على الإمامة ثم يتكلم عن الشيعة الإمامية ويذكر فرقهم ويناقش آراء الزيدية في الإمامة وهو في كلامه عن الإمامية وفرقهم لا يأتي بشيء جديد وإنما يورد نفس ما أورده سعد القمي والنوبختي .
(93) ويخصص الشيخ المفيد لوقعة الجمل كتاباً خاصاً سماه « الجمل » أو « النصرة لحرب البصرة » يبدأ بذكر اختلاف الأمة في وقعة الجمل ويعطي رأي الخوارج والمعتزلة والشيعة كما يتناول إمامة علي بن أبي طالب ثم يذكر رأي العثمانية ويذكر الأحداث التأريخية لوقعة الجمل . ولما كان المفيد فقيهاً فإنه يعطي آراءه ولا يكتفي بسرد الحوادث التأريخية بل يورد مسائل متعددة لا تتعلق بحرب الجمل .
(94) وللمفيد في الغيبة كتاب يسمى « الفصول العشرة في الغيبة » ناقش فيه مسألة الغيبة وإمكان حصولها وسبب ذلك كما رد على كل من خالف الإمامية وأنكر الغيبة كل ذلك بإيجاز .
(95) وللمفيد رسائل نشرت بعنوان « رسائل المفيد » ومن هذه الرسائل « المسائل الجارودية » ويبحث فيها المفيد مسألة الإمامة واختلاف الإمامية والجارودية في الإمامة وآراءهم .
ثم رسالة « الثقلان » ناقش فيها حديث الثقلين والمقصود بهما الكتاب والعترة ورد فيها على الجارودية أيضاً وأكد أن الحديث من دلائل إمامة علي واختصاص الإمامة بأولاد الحسين .


( 39 )

ثم رسالة « في النص على أمير المؤمنين بالخلافة » وقد ناظر المفيد في هذه الرسالة القاضي الباقلاني واثبت إمامة علي .
ورسالة أخرى « في تحقيق لفظة مولى » ذكر فيها حادثة الغدير وناقش لفظة مولى وانتهى إلى أنها تفيد الإمامة .
(96) ويتكلم المفيد في « أوائل المقالات » عن اصل التشيع وسبب تسمية الشيعة كما يتكلم عن الإمامة وصفات الإمام وولاية الأئمة من آل محمد وعن علومهم وعن عصمة الأئمة والتقية ومسائل أخرى لا صلة لها بموضوعنا .
(97) وقد شرح المفيد « عقائد الصدوق » أو « تصحيح الاعتقاد » فقدم معلومات عن التقية والرجعة والعصمة .
(98) وللمفيد كتاب « النكت الاعتقادية » يبحث في الأصول الاعتقادية وفي الإمامة وأدلة إمامة علي بن أبي طالب وبقية الأئمة والنصوص عليهم . والكتاب مختصر ويتحدث فيه بطريقة الأسئلة والأجوية ويمكن اعتباره من الكتب التعليمية .
(99) ويورد المفيد في « الاختصاص » أخباراً متفرقة فيذكر شرطة الخميس وأصحاب الإمام علي ويترجم لسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار كما يورد شيئاً من أخبار الأئمة فيذكر أخبار موسى بن جعفر مع الرشيد وإخبار المأمون والرضا ثم يتكلم عن الشيعة الإمامية ويذكر قصة المباهلة وفدك واخبار السقيفة ثم إمامة الأئمة وصفات الأئمة وعلومهم .
ويأتي بعد الشيخ المفيد علي بن الحسين المرتضى ( ت 436 هـ ) الذي تتلمذ على الشيخ المفيد هو وأخوه الرضي .
(100) ويتناول المرتضى في كتبه بحث الإمامة من ذلك رسالته « في الأصول الاعتقادية » ، وقد بحث فيها الأصول الاعتقادية ومن ضمنها الإمامة والرسالة مختصرة .
(101) وأهم بحوثه في الإمامة ما أورده في كتابه « الشافي في الإمامة » وفيه رد على القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه « المغني »


( 40 )

وناقض أقواله . والكتاب يبحث إمامة علي بن أبي طالب ويبدأ بذكر الإمامة والحاجة إليها وشروطها كما يذكر اختلاف الناس في الإمامة ثم يذكر آراء المعتزلة والشيعة ويناقش إمامة المفضول مع وجود الأفضل ثم كون الإمامة لطف من الله ويذكر أيضاً عصمة الإمام وصفاته ويحلل معنى النص ويقسمه إلى نص جلي ونص خفي ووجوب النص على الإمام ثم يتحدث عن إمامة علي وأنه الإمام بعد الرسول بلا فصل ويناقش أدلة إمامة علي ويناقش من ينفي إمامته بلا فصل بعد الرسول ثم يناقش إمامة أبي بكر وعمر ويتحدث عن إمامة عثمان كما يتناول إمامة الحسن والحسين وهو في كلامه يذكر آراء الزيدية ويرد عليها كما يذكر آراء المعتزلة ويناقشها ويفندها . ونلاحظ أنه يأخذ في كلامه عن أدلة الإمامة عن ابن رستم الطبري وعن الكليني وعن الشيخ المفيد . كما يروي أحداثاً تاريخية ويكثر من الرواية عن البلاذري (1) .
(102) وله بحث عن الغيبة في رسالة صغيرة نشرت ضمن المجموعة الرابعة من نفائس المخطوطات .
(103) وله كتاب « جمل العلم والعمل » يتناول أموراً فقهية وتحدث فيها عن الإمامة .
وقد تتلمذ على الشريف المرتضى أبو جعفر الطوسي ( ت 460 هـ ) الملقب بشيخ الطائفة لأن رئاسة الشيعة الإمامية انتهت إليه بعد وفاة المرتضى .
(104) وتتشابه آراؤه مع آراء المرتضى ، وقد لخص الطوسي كتاب الشافي في الإمامة فجاء تلخيصه « تلخيص الشافي » كأصل الكتاب مع بعض الإضافات عليه . وفي آخر الكتاب يبحث الطوسي إمامة باقي الئمة وأدلة إمامتهم والنص عليهم .
____________
(1) والنسخة الموجودة من كتاب الشافي طبع حجر غير واضحة وغير مفهرسة ، وفي آخر الكتاب بذكر المرتضى أنه بدأ كتابه بذكر أقاويل الزيدية وأنه قطع كتابه على هذا الموضوع لأنه بدأ بنية أن يكون الكتاب مختصر إلا أنه لم يلتزم بهذا فوسع في بعض المواضع وقد حاول أن يصلح هذا النقص إلا أنه لم يتمكن لأن الكتاب انتشر وشاع بين الناس فلم يستطع تلافي هذا النقص . الشافي ص 295 .
( 41 )

(105) وبحث في « الفهرست » مؤلفي الشيعة الإمامية وسار في ترتيب الفهرست على حروف فذكر الهجاء حوالي 900 اسم من مصنفي الكتب .
(106) أما في كتابه « الرجال » فيسير على طريقه البرقي فيذكر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ثم أصحاب علي والحسن والحسين ... إلى أصحاب الإمام المهدي ، ثم يذكر رجال الشيعة الذين لم يرووا عن الأئمة وهو أحد الكتب المعول عليها في كتب الرجال .
(107) ويتناول الطوسي في كتابه « الغيبة » بحث الغيبة فيذكر سببها كما يتكلم عن الإمامة وعصمة الإمام وآراء بعض فرق الشيعة امثال الكيسانية والواقفة والناووسية ثم يذكر أحكام الغيبة وأسبابها وإثبات إمامة الإمام الثاني عشر ثم يروي أخبار الخاصة والعامة في كون الأئمة ، إثنى عشر إماماً ، كما يؤكد كون المهدي من ولد الحسين ويذكر أيام الحسن العسكري وما حدث من الاختلاف في زمانه ثم الكلام عن أيام الغيبة .
(108) ويذكر الطوسي في « الأمالي » أخباراً متفرقة عن الأئمة وفضلهم وأخباراً عن الشيعة وأحداثاً تاريخية للأئمة مع الخلفاء العباسيين كما يبحث دلائل الإمامة مثل حديث الراية والمنزلة والغدير . وقد سار الطوسي في كتابه هذا على طريقة الشيخ الصدوق والمفيد حيث قسمه إلى مجالس أيضاً .
(109) وللطوسي « التبيان » وهو تفسير واسع للقرآن سار فيه على طريقة الشيعة الإمامية فتناول فيه عدداً من الآيات فسرها بولاية علي وبقية الأئمة من ولده . وهذا التفسير يعتبر من أهم وأوسع التفاسير الإمامية .
(110) ويذكر الشيخ حسين بن عبد الوهاب ( من علماء القرن الخامس ) في كتابه : « عيون المعجزات » أخبار الإمام علي وما نسب إليه من المعجزات وأخبار إمامته كما يذكر أخبار بقية الأئمة كالباقر والصادق والرضا وأخبارهم مع الخلفاء العباسيين وذكر معجزاتهم والنص على إمامتهم كما يتكلم عن المهدي ووقت ولادته ومعجزاته وأموراً أخرى في أحواله .


( 42 )

(111) أما الشيخ محمد بن الفتال النيسابوري ( ت 508 هـ ) فيتحدث في كتابه : « روضة الواعظين » عن الإمامة ويبدأ بذكر إمامة علي وفضائله ثم إمامة الحسن والحسين ومقتل الحسين وأخبار إمامة علي بن الحسين والباقر والصادق ...ثم ذكر أخبار المهدي وأيام الغيبة كما يتكلم عن الشيعة وذكر فضائلهم وأخباره تتشابه مع من سبقه .
(112) أما محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( ت 588 هـ ) فيزودنا بمعلومات وافية عن الإمامية وعن حياة الأئمة الاثني عشر في كتابه : « مناقب آل أبي طالب » فيبدأ بأخبار الرسول ثم ينتقل إلى الامامة وشروطها والرد على الغلاة والخوارج ثم يتناول إمامة الأئمة الاثني عشر من طرق الشيعة وغير الشيعة .
وقد تحدث عن علي بن أبي طالب وأخباره ومعجزاته وإمامته والنصوص عليها وفعل مثل ذلك عن بقية الأئمة الاثنى عشر .
(113) ويبحث ابن شهر آشوب في كتابه « معالم العلماء » مصنفي رجال الشيعة وأسماء كتبهم ، وسار فيه على نهج الشيخ الطوسي ويمكن أن يعتبر الكتاب تتمة لكتاب الشيخ الطوسي هو فهرست لكتب الشيعة .
(114) وتحدث أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 548 هـ ) عن الأئمة الاثنى عشر ودلائل إمامتهم في كتابه « أعلام الورى بأعلام الهدى » وقد سار فيه على طريقة الشيخ المفيد وابن شهر آشوب إذ تناول أخبار كل إمام وأحواله ومعجزاته ودلائل إمامته .
(115) أما في كتابه « الاحتجاج » فيذكر أخبار النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ووقعة الغدير وأخبار علي واحتجاجه على أبي بكر في حقه بالخلافة ثم مسائل أخرى ويذكر كذلك أخبار بقية الأئمة واحتجاجاتهم في مسائل مختلفة كالإمامة وغيرها .
(116) وللطبرسي أيضاً تفسير « مجمع البيان في تفسير القرآن » سار فيه على طريقة المفسرين الإمامية الذين سبقوه امثال علي بن إبراهيم القمي وعياشي والطوسي والتفسير موسع فسر بعض الايات الواردة فيه بالإمامة كما ذكر نزول بعض الآيات في حق آل البيت .


( 43 )

(117) ويتكلم أبو جعفر بن أبي القاسم محمد بن علي الطبري ( من القرن السادس ) عن إمامة علي وذكر أولاده وأخباره ودلائل إمامته ويبحثها بالتفصيل في كتابه « بشارة المصطفى لشيعة المرتضى » .
(118) ويتناول أبو الحسين ورام بن أبي فراس المالكي الأشتري ( ت 605 هـ ) في كتابه « تنبيه الخواطر ونزهة النواظر » ويعرف بمجموعة ورام ، أحاديث متفرقة عن الإئمة وإمامتهم وأخبارهم مع الخلفاء من أمويين وعباسيين .
(119) ويبحث نجم الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلي ( ت 645 هـ ) في كتابه « مثير الأحزان » قصة مقتل الحسين ويأخذ أخباراً تاريخية عن أبي مخنف والبلاذري .
ولعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني ( ت 664 هـ ) عدة مؤلفات يبحث فيها مسائل ومتعددة .
(120) ففي كتابه « اللهوف في قتلى الطفوف » يبحث قصة مقتل الحسين ويأخذ عمن سبقة كالكليني والمفيد .
(121) أما في « الطرف » فيذكر 33 طرفة وكلها مناقب لعلي بن أبي طالب وأخباراً في إمامته .
(122) ويبحث ابن طاووس الإمامة بصورة مفصلة في « اليقين في إمرة أمير المؤمنين » فيبدأ بأخبار علي زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حتى توليه الخلافة ويذكر أدلة إمامته . ويمتاز ابن طاووس بأنه يذكر في كتبه مصادر متعددة وهو دقيق في أخذه عن هذه المصادر إذ يذكر اسمها واسم مؤلفها .
(123) ويتكلم في كتابه « كشف المحجة لثمرة المهجة » عن مسائل متعددة تتعلق بأخبار الأئمة والإمامة وشروطها وعصمة الإمام وقد جعل الكتاب على شكل أجوبة لابنه محمد .
(124) أما في كتاب « الملاحم والفتن » فيذكر ابن طاووس أنه أخذ معلوماته عن كتاب الفتن لنعيم بن حماد الخزاعي ، وكتاب الفتن لأبي


( 44 )

صالح السليلي ، وكتاب الفتن لأبي يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز .
ويورد في الكتاب أخباراً عن النبي وعن أهل بيته وما أصابهم بعده كما يتكلم عن شيعة بني أمية وبني العباس ويذكر خبر السفياني ثم أخبار الإمام المهدي وزمن الغيبة ودلائل إمامة المهدي وذكر ما يحدث من الفتن .
(125) وفي « مهج الدعوات ومنهج العبادات » يتناول مجموعة من الادعية للرسول والأئمة ومع هذا يذكر خلال كلامه أحداثاً تاريخية .
(126) وهو في كتابه « الإقبال » يذكر مجموعة من الأدعية ويروي خلال ذلك أحداثاً تاريخية كعلاقة الصادق بالمنصور العباسي .
(127) ويبحث في كتابه « سعد السعود » تفسير آيات من القرآن يأخذها من تفاسير مختلفة ويعرض في خلالها لقضايا الإمامة ودلائلها كما يتكلم عن الأئمة وعن أحداث تاريخية كالمباهلة والغدير .
وقد اتبع ابن طاووس في كتابه طريقة دقيقة في النقل عن المصادر فهو لا يكتفي بذكر اسم من أخذ عنه وإنما يذكر اسم الكتاب ومؤلفه والجزء ورقم الصفحة (1) . وحينما ينقل لا يكتفي بالنقل عن المصادر الإمامية وإنما ينقل من مصادر المعتزلة ومصادر السنة .
(128) ويذكر أبو الفضل علي الطبرسي ( المتوفى في أوائل القرن السابع ) في كتابه « مشكاة الأنوار في غرر الأخبار » أخباراً متفرقة من فقه وحديث ويتكلم عن التقية والرجعة والشيعة وصفاتهم وفضائلهم .
(129) ولمحمد بن محمد بن نصير الملة الطوسي ( ت 672هـ ) كتاب صغير باسم : « فصول العقائد » يبحث في عقائد الشيعة وفيه باب عن الإمامة .
(130) ويذكر جمال الدين أحمد آل طاووس ( 677 هـ ) في كتابه
____________
(1) انظر سعد السعود : ابن طاووس ص 73 ، 81 ، 83 .

( 45 )

« عين العبرة في غبن العترة » أخباراً متفرقة عن الأئمة ويذكر آيات مختلفة ويفسرها في ولاية علي والأئمة .
(131) أما أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي ( ت 693 هـ ) فقد ترجم للأئمة في كتابه « كشف الغمة في معرفة الأئمة » وذكر أخبارهم وابتدأ كتابه بذكر النبي صلّى الله عليه وآله وسلم مع بيان فضل بني هاشم ويذكر في هذا الصدد رسالتين للجاحظ في فضل بني هاشم غير موجودة ضمن رسائل الجاحظ المطبوعة (1) .
وقد سار في حديثه عن حياة الأئمة على طريقة المفيد في الإرشاد والطبرسي في أعلام الورى ونقل عنهما كما نقل عن الكليني وعن الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا .
ولجمال الدين الحسن بن يوسف المعروف بالعلامة الحلي ( ت 726 هـ ) بحوث في الإمامة عند الشيعة الإمامية يتناول فيها نظرية الإمامة كما يبحث دلائلها .
(132) وله في هذا الباب كتاب « منهاج الكرامة في معرفة الإمامة » يبدأ فيه بذكر مزايا الإمامة وشروطها ووجوبها ثم يبحث أدلة الإمامة وتقسيمها إلى عدة أصناف منها العقلية ومنها المستمدة من حياة علي ومنها ما نص عليه القرآن والحديث النبوي ثم يذكر إمامة باقي الئمة باختصار .
(133) أما في « الألفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب » فيبحث الحلي ألفي دليل على إمامة علي وهو يتناول هنا نظريةالإمامية فيذكر أن الإمامية لطف من الله ثم يذكر وجوبها وكيفية نصب الإمام ثم يناقش من خالف الإمامية الرأي في الإمامة ثم يتكلم عن إمامة الأئمة وعصمتهم ويناقش الإمامة عن طريق عصمة الأئمة .
(134) أما في « إحقاق الحق » فهو كتاب في الكلام عن مسائل عدة للرد على النواصب كما يذكر الحلي وفيه باب عن الإمامة وصفات الإمام وعصمته وطريق تعيينه .
____________
(1) انظر الأربلي : كشف الغمة جـ 1 ص 32 .
( 46 )

(135) ويبحث في كتابه « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » الإمامة فيتناول إمامة علي ودلائلها ثم إمامة بقية الأئمة ثم يتكلم عن العصمة وصفات الإمام .
(136) وللعلامة الحلي أيضاً كتاب « كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين » بحث في فضائل علي بن أبي طالب ومناقبه معتمداً على كتب المناقب غير الإمامية وخاصة كتاب المناقب للخوارزمي .
(137) وله كتاب في الرجال « رجال العلامة الحلي » وقد قسم هذا الكتاب إلى أبواب في ذكر رجال الشيعة وذكر أخباراً متفرقة عن الشيعة وسار على النسق الهجائي ، كما أكثر من الرواية عن النجاشي والكشي .
(138) وقد كتب الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي كتاب « الإرشاد » وقد عاصر الديلمي ابن المطهر الحلي وكتابه يبحث عن فضائل ومناقب علي وإمامته .
(139) وكتب رجب البرسي ( من القرن الثامن ) كتاب « مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين » ، والكتاب إضافة إلى أنه يشمل فضائل علي فإنه يتناول مسائل متعددة عن الإمامة واختلاف الفرق حولها كما تكلم عن الغلاة وبراءة الأئمة منهم كما ذكر أخبار الأئمة الاثني عشر .
(140) وهناك كتاب في الأنساب لجمال الدين احمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبه ( ت 828 هـ ) يتناول أنساب آل أبي طالب مبتدئاً بنسب أبي طالب وأخباره كما يتكلم عن نسب عقيل بن أبي طالب ثم يذكر أنساب أولاد الحسن وأخبارهم ، ثم يذكر أولاد الإمام زين العابدين وأولاد الباقر والصادق وبقية الأئمة .
(141) وكذلك يبحث تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني ( كان حياً سنة 753 هـ ) الأنساب في كتابه « غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار » فيبدأ بذكر أنساب أبناء الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كما يذكر اعقاب بقية الأئمة .
(142) ويتناول الشيخ حسن بن سليمان الحلي (من علماء أوائل القرن التاسع ) في كتابه : « مختصر بصائر الدرجات » أموراً متفرقة عن الإمامة


( 47 )

والرجعة والتقية واخبار الأئمة وذكر إمامتهم .
(143) ويخصص العلامة عبد النبي بن الشيخ سعد الدين الأسدي الجزائري ( ت 1020 هـ ) كتاباً للإمامة يسميه « المبسوط في إثبات إمامة أمير المؤمنين » يبحث فيه نظرية الإمامة ودلائلها والعصمة .
(144) وقد اختصر الشيخ عبد الله محمد السيوري الحلي ( من القرن العاشر ) كتاب « مصباح المتهجد » للطوسي وسماه « الكتاب النافع يوم الحشر في شرح باب الحادي عشر . تكلم فيه عن نظرية الإمامة ودلائلها والعصمة .
(145) وكتب علي بن الحسين بن شدقم الحسيني النسابة ( ت 1033هـ ) كتاباً في الأنساب سماه « زهرة المقول في نسب ثاني فرعي الرسول » بحث منه أنساب آل الرسول كما أن له كتاباً آخر في الأنساب « نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة » بحث فيه أنساب أولاد الأئمة ايضاً .
وهكذا نلاحظ أن المصادر الإمامية قد وجهت اهتمامها إلى مسألة الإمامة وأعطتها القسط الكبير من بحوثها فلا يخلو كتاب أياً كان نوعه من كتب الإمامية من بحث الإمامة كما أنها اهتمت بأخبار وتواريخ الأئمة .
وهناك مصادر إمامية متأخرة تنقل عن المصادر السابقة وتبحث في مواضيع مختلفة كالإمامة وأخبار الأئمة وتراجم رجال الحديث عند الشيعة .
(146) ومنها كتاب « إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات » للحر العاملي ( ت 1104 هـ ) ذكر فيه إمامة الأئمة الاثني عشر ، كما ذكر مصادره التي أخذ منها .
(147) كما كتب « الفصول المهمة لمعرفة أحوال الأئمة » ذكر فيه أخباراً عن الأئمة وإمامتهم .
(148) وترجم لرجال الشيعة في كتابه « أمل الآمل » .
(149) وذكر هاشم البحراني ( ت 1107 هـ ) في كتابه « علي والسنة » أو « مناقب أمير المؤمنين » أخباراً عن علي ودلائل إمامته كما أورد بعض


( 48 )

الآيات وفسرها بالإمامة وقد اخذ أكثر معلوماته عن مصادر أهل السنة .
(150) كما كتب المجلسي ( ت 1111 هـ ) كتاب « بحار النوار » ويعد هذا الكتاب موسوعة جمع فيه مؤلفه أخباراً وأحاديث من مصادر متعددة وتمتاز مصادره بقدم عهدها ، ويبدو أن بعض المصادر التي أخذ منها قد ضاعت بعض أخبارها فلا نجدها في النسخ المطبوعة .
(151) أما نعمة الله الجزائري ( ت 1112 هـ ) فقد ذكر أخبار الأئمة في كتابه « الأنوار النعمانية » كما بحث الإمامة والعصمة والتقية .
(152) وكذلك جعل الخوانساري ( ت 1313 هـ ) كتابه « روضات الجنات » فهرساً لرجال الشيعة وأخبارهم .
ثم هناك مجموعة أخرى من المصادر الإمامية أقرب عهداً من سابقتها ومنها ما كتبه الشيخ جعفر النقدي فقد تناول الإمامة وأخبار الأئمة ومن أشهر كتبه :
(153) « ذخائر القيامة » تحدث فيه عن نظرية الإمامة ودلائلها .
(154) كما أن له كتاب « نزهة المحبين في فضائل أمير المؤمنين » ذكر فيه صفات ومناقب علي وإمامته.
(155) وكذا في كتابه « الأنوار العلوية والأسرار المرتضوية » أكثر فيه من الرواية عن الحنفي في ينابيع المودة والمتقي الهندي في كنز العمال .
(156) وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه « الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية » أخبار الأئمة وصفاتهم .
(157) واقتصر الشيخ لطف الله على بحث أخبار الإمام الثاني عشر في كتابه : « منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر » جمع فيه الأخبار من المصادر القديمة .
(158) وكتب الأردبيلي « باب النجاة » ذكر فيه فرق الشيعة كما أورد عدداً من الآيات وفسرها بالإمامة وبحق آل البيت ويلاحظ أنه أخذها من طرق أهل السنة .


( 49 )

(159) وذكر عبد المهدي المظفر في كتابه « إرشاد الأمة للتمسك بالأئمة » إمامة علي ودلائلها كما تكلم عن إمامة بقية الأئمة وقد سار على أسلوب ابن المطهر في منهاج الكرامة .
(160) وبحث محمد حسن المظفر في « دلائل الصدق » أموراً فقهية وخصص قسماً من كتابه لبحث الإمامة وشروطها وعصمة الإمام كما تناول دلائل الإمامة .
فهذه هي المصادر التي تزودنا بمعلومات عن دراسة الشيعة الإمامية وتعطينا صورة واضحة عن فكرة الإمامية في الإمامة وعن أشهر فرقهم وأهم مبادئهم ، لأن موضوع دراسة الشيعة الإمامية موضوع يحتاج إلى دقة في البحث بعد أن كثرت فيه الآراء واضطربت وبعد أن أضيفت إليه آراء ليست منه كما نسبت إليه فرق لا تعد من فرق الشيعة وخاصة الغلاة إذ أن نسبة هذه الفرق إلى الشيعة ألقت ظلالاً من الشك على مبادىء الشيعة مما جعلت البعض يخلط بين مبادىء الإمامية ومبادىء الغلاة الخارجين عن فرق الشيعة .