ويذكر المفيد خبر حديث الغدير ويرى « أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أوجب لعلي فرض طاعته على الخلايق واختصاصه بخلافته ودعا إلى اتباعه والنهي عن مخالفته والدعاء لمن اقتدى به فقام بنصرته والدعاء على من خالفه واللعن على من بارزه بعداوته وكشف بذلك عن كونة أفضل خلق الله واجل بريته وهذا مما لم يشركه فيه أحد من الأمة » (1) .
ويقول أيضاً أنه بحديث الغدير « أعطاه حقيقة الولاية وكشف به عن مماثلته له في فرض الطاعة والأمر لهم والنهي والتدبير والسياسة والرياسة » (2) .
ويذكر المرتضى حديث الغدير ويجعله من النصوص الجلية على امامة علي بن أبي طالب (3) .
ويذكر الطوسي حديث الغدير ضمن الادلة على امامة علي بن أبي طالب (4) ، ويفسر الآية ( اليوم اكملت لكم دينكم ) أنها نزلت بعد أن نصب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عليا علما للأمة يوم غدير خم (5) .
ويقول الطبرسي « أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم احتج على الخلق بولاية علي بن أبي طالب ونصبه علما للأمة وأمر المسلمين بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين » (6) .
ويعطي أهمية كبيرة لحديث الغدير فيقول « إن خبر الغدير رواه الشيعي والناصبي وتلقته الأمة بالقبول على اختلافها في النحل وتباينها في المذاهب ، وان كانوا اختلفوا في تأويله ، ويقول أن النبي قرر أمته في ذلك المقام على فرض طاعته فقال : الست أولى بكم من أنفسكم فلما اجابوه
____________
(1) المفيد : الإرشاد ص 95 .
(2) المفيد : الإفصاح في إمامة علي ص 6 .
(3) المرتضى : الشافي ص 85 .
(4) الطوسي : تلخيص الشافي ص 173 وانظر الأمالي ج 1 ص 343 .
(5) الطوسي : التبيان ج 6 ص 437 .
(6) الطبرسي : الاحتجاج ج 1 ص 33 ـ 34 وانظر أيضاً مجمع البيان في تفسير القرآن ج 3 ص 223 .

( 125 )

بالاعتراف رفع بيد أمير المؤمنين علي وقال عاطفاً على ما تقدم من كنت مولاه فهذا مولاه ويفسر كلمة مولى والمراد بها إنه أولى بتدبير المؤمنين والأمر والنهي فيهم من كل أحد منهم وإذا كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أولى بالخلق من أنفسهم من حيث كان مفترض الطاعة عليهم واحق بتدبيرهم وأمرهم ونهيهم بلا خلاف وجب أن يكون ما أوجبه لأمير المؤمنين فيكون أولى بالمؤمنين من حيث أن طاعته مفترضة عليهم وأمره ونهيه مما يجب نفوذه فيهم وفرض الطاعة يتحقق بالتدبير من هذا الوجه لا يكون إلا النبي أو الإمام فإذا لم يكن نبيا وجب أن يكون إماما » (1) .
أما ابن شهر أشوب ففي ذكره لحديث الغدير يعطي عدداً كبيراً من الروايات والكتب التي ذكرته مثل كتاب الولاية لمحمد بن جرير الطبري وكتاب الغدير لعلي بن هلال المهلبي وكتاب محمود الشجري وكتاب منصور اللاتي الرازي وكتاب أحمد بن محمد بن سعد وكتاب الولاية لا بن عقده (2) .
ويرى ابن شهر آشوب أن العلماء مطبقون على قبول حديث الغدير وإنما وقع الخلاف في تأويله (3) .
ويورد رواية عن جعفر بن محمد الصادق قال : نعطي حقوق الناس بشهادة شاهدين وما أعطي أمير المؤمنين حقه بشهادة عشرة الاف نفس يعني الغدير . ثم يفسر « من كنت مولاه » فيقول لفظة مولى تفيد الأولى بالتدبير والتصرف وفرض الطاعة (4) .
ويذكر أن عليا احتج بهذا الحديث يوم الدار حيث عدد فضائله وقال : افيكم من قال له رسول الله « من كنت مولاه ... » فاعترفوا بذلك وهم جمهور من الصحابة ، وينقل خطبة للصاحب بن عباد ( ت 385 هـ ) في علي بن أبي طالب : « الجليل الذي كفله صغيراً ورباه ، وبالعلم وبالحكمة
____________
(1) الطبرسي : أعلام الورى بأعلام الهدى ص 169 .
(2) ابن شهراشوب : مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 25 .
(3) ن . م ج 3 ص 26 .
(4) ن . م : مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 42 .

( 126 )

غذاه وعلى كتفه رقاه ، وساهمه في المسجد وساواه ، وقام بالغدير وناداه ، ورفع ضبعه واعلاه ، وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (1) .
وقد أورد محمد بن علي الطبري روايات عدة في حديث الغدير من طرق مختلفة (2) .
ويذكر ابن طاووس حديث الغدير ويسميه يوم النص العام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (3) . ويقصد بالنص العام الولاية أو الامامة .
ويروي الأربلي حديث الغدير ويأخذ في ذلك عن الأزهري ويقول فيه : « لو تدبر متدبر هذا الكلام ومقاصده وطرح الهوى جانباً وقدم الأنصاف امامة لا تضح له أن هذا نص جلي على علي بالإمامة واقامة للحجة على من نابذه ونازعه الأمر » (4) .
وذكر ابن المطهر حديث الغدير في أكثر من موضع ففي تفسير الآية ( يا أيها الرسول بلغ ... ) ويقول حينما نزلت هذه الآية أخذ الرسول بيد علي فرفعها وقال « من كنت مولاه ... » والنبي صلّى الله عليه وآله وسلم مولى أبي بكر وعمر وباقي الصحابة بالاجماع فيكون علي مولاهم ، فسيكون هو الإمام (5) .
ويذكر الغدير في تفسير الآية ( اليوم اكملت لكم دينكم ... ) ويقول أنها نزلت بعد أن قال الرسول من كنت مولاه فهي أيضاً نص على الولاية (6) .
ويذكر احتجاج علي بن أبي طالب بهذا الحديث يوم الشورى
____________
(1) مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 27 .
(2) محمد بن علي الطبري ( من القرن السادس ) : بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص 202 ، 203 ، 261 ، 156 .
(3) ابن طاووس : كشف المحجة لثمرة المهجة ص 38 سعد السعود ص 96 .
(4) الأربلي ( ت 293 هـ ) : كشف الغمة في معرفة الأئمة ج 1 ص 50 ـ 51 .
(5) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص 149 .
(6) ابن المطهر : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص 150 .

( 127 )

وشهادة الناس له بذلك (1) .
وممن روى حديث الغدير من غير الامامية الجاحظ ( ت 255 هـ ) فقد ذكر ذلك حينما أورد رأي الشيعة في امامة علي بن أبي طالب واتخاذهم حديث الغدير دليلاً على إمامته (2) .
وكذا فعل القاضي عبد الجبار المعتزلي ( ت 415 هـ ) فقد أورد خبر الغدير في كلامه على الامامة عند الشيعة وذكر أن الشيعة الامامية استدلت به عل إمامة علي بن أبي طالب من حيث ورود لفظة مولى (3) .
وأورد النسائي عدة روايات في حديث الغدير فروى عن زيد بن ارقم نفس رواية البلاذري (4) .
فيذكر ثلاث روايات في حديث الغدير ذكر فيها مناشدة علي للناس في حديث الغدير وشهادة ستة أو خمسة نفر له ولكنه لا يذكر أسماء هؤلاء (5) .
وذكر الباقلاني حديث الغدير واعتبره من الأخبار والآحاد وقد فسر
____________
(1) ابن المطهر : مناهج الكرامة في معرفة الإمامة ص 126 ـ 127 وانظر أيضاً كشف اليقين ص 90 ـ 91 وممن روى حديث الغدير أيضاً من المصادر الإمامية الحميري ( من القرن الرابع ) : قرب الإسناد ص 39 ، السيوري : المنافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر ص 73 ، ومن المصادر الإمامية المتأخرة العاملي : المجالس السنية ج 2 ص 134 ـ 135 ، الأردبيلي : باب النجاة ص 22 ، محمد حسن المظفر : دلائل الصدق ج 2 ص 50 ، عبد المهدي المظفر : إرشاد الأمة للتمسك بالأئمة ص 16 ، الحائري : شجرة طوبي ج 2 ص 18 ، الحر العاملي : إثبات الهداة ج 3 ص 349 ، 456 ، 458 ، جعفر النقدي : نزهة المحبين في فضائل أمير المؤمنين ص 73 وانظر أيضاً الأنوار العلوية والأسرار المرتضوية ص 60 ، علي نقي : كشف المحجة ج 1 ص 144 ، 221 .
(2) الجاحظ : العثمانية ص 134 .
(3) القاضي عبد الجبار : شرح الأوصول الخمسة ص 766 وانظر أيضاً المغني ج 20 القسم الأول 145 .
(4) النسائي ( ت 303 هـ ) : خصائص أمير المؤمنين ص 30 ورواية البلاذري انظر أنساب الأشراف ج 2 الورقة 66 ب .
(5) النسائي : خصائص أمير المؤمنين ص 32 ، 33 .

( 128 )

« من كنت مولاه » قال « إنه يحتمل أمرين أحدهما من كنت ناصره على دينه وحامياً عنه بظاهري وباطني وسري وعلانيتي فعلي ناصره على هذا السبيل ، ويحتمل أيضاً أن يكون ... من كنت محبوبا عنده وولياً على ظاهري وباطني فعلي مولاه ، أي أن ولاءه ومحبته من ظاهره واجبه ، كما أن ولائي ومحبتي على هذا السبيل واجب » (1) .
فالباقلاني يعطي تفسيراً لكلمة مولى مخالف للتفاسير الامامية المارة سابقاً فلا يفسر هذا الحديث بالامامة ، ويقول لو كان هذا الحديث صحيحاً لا حتج به علي يوم السقيفة (2) .
وقد ذكر ابن عبد البر أيضا حديث الغدير في كلامه عن الإمام علي وعده من مناقبه (3) .
وكذلك ذكره ابن الأثير في ترجمة علي بن أبي طالب واورد فيه رواية عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (4) .
ولكن المصادر الامامية كما مر بنا تذكر أن عليا احتج بهذا الحديث في يوم الشورى والسقيفة وغيرهما من المواضع .
ويذكر الحسيني حديث الغدير كما يذكر أن عدداً ممن شهد يوم الغدير هنأ عليا بذلك ومنهم عمر بن الخطاب (5) .
ويؤكد محمد بن الحسن القرشي أهمية الغدير ويقول : « وصار ذلك اليوم عيداً وسما لكونه كان وقتا خص به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عليا بهذه المنزلة العلية وشرفه بها دون الناس كلهم » (6) .
____________
(1) الباقلاني ( ت 403 هـ ) : التمهيد في الرد على الملحدة والمعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة ص 172 .
(2) ن. م ص 173 .
(3) ابن عبد البر : الاستيعاب ج 3 ص 1099 .
(4) ابن الأثير : أسد الغابة ج 4 ص 28 .
(5) محمد الحسيني العلوي ( ت 485 هـ ) : بيان الأديان ص 32 وانظرالخوارزمي ( ت 568 هـ ) : مناقب الخوارزمي ص 25 .
(6) محمد بن الحسن القرشي ( ت 652 هـ ) : مطالب السؤول ج 1 ص 44 .

( 129 )

ويروي سبط ابن الجوزي حديث الغدير عن زيد بن ارقم وعن أبي هريرة والبراء بن عازب ويذكر اتفاق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع حيث جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين الفاً . أو يذكر أن من معه من الصحابة ومن الأعراب وممن يسكن حول مكة والمدينة مائة وعشرون الفا وهم الذين شهدوا حجة الوداع وسمعوا من الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم « من كنت مولاه » (1) .
ويعطي سبط ابن الجوزي لكلمة مولى عشرة معاني ولكنه يبطل جمعيع المعاني المحتملة ويروي « أن المراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة » ومعنى ذلك من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به ، ويفسر قوله « الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » يقول : « هذا نص صريح في اثبات امامته وقبول طاعته » (2) .
ويورد القرشي نفس الروايات السابقة لحديث الغدير ويأخذ في ذلك عن ابن عقدة الكوفي ، ويروي عن حديث الغدير « أنه حديث حسن مشهور روته الثقات وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجة في صحة النقل ، ولو لم يكن في محبة علي عليه السلام إلا دعاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لمحب علي بكل خير لكان فيه كفاية .... فكيف وقد دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم به عزّوجلّ بموالاة من والاه وبمحبة من أحبه وبنصرة من نصره » (3) .
وذكر المحب الطبري رواية عن ابن السمان في كتابه الموافقة أن أعرابيين اختصما إلى عمر بن الخطاب فقال لعلي : اقض بينهما فقضى علي بينهما فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا فوثب اليه عمر وقال : ويحك « هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ومن لم يكن مولاه فليس
____________
(1) سبط ابن الجوزي ( ت 654هـ ) : تذكرة الخواص ص 37 .
(2) ن . م ص 37 .
(3) محمد بن يوسف بن محمد القرشي ( ت 654 هـ ) : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ص 14 وينسب لا بن عقدة الكوفي كتاباً يسمى « الولاية » لا وهو في حديث الغدير وطرقه إلا أن الكتاب غير متوفر لدينا .

( 130 )

بمؤمن » (1) .
وهكذا فسرت الشيعة هذا الحديث في امامة علي بن أبي طالب وأنه الخليفة بعد الرسول . كما وتذهب الشيعة إلى أن المسلمين سلموا على علي بأمرة المؤمنين على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأنه أمرهم بذلك .
فقد ذكر سليم ما جرى في السقيفة وامتناع علي عن البيعة واشتداد النقاش بينه وبين عمر وأبي بكر ، عن بريدة الاسلمي قال « اتثب يا عمر على أخي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفكما الستما اللذين قال لكما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم انطلقا إلى علي وسلما عليه بأمرة المؤمنين فقلتما عن أمر الله وأمر رسوله قال : نعم » (2) .
ثم يذكر أن علياً احتج على أبي بكر بعد بيعته « يا أبا بكر ما أسرع ما توثبتم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بأي حق وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك ، ألم تبايعني بالأمس بأمر الله وأمر رسوله » (3) .
ويؤكد سليم هذا الخبر فيقول أنه شهد أبا ذر في مرضه على عهد عمر فدخل عليه عمر يعوده وعنده أمير المؤمنين علي وسلمان والمقداد وقد أوصى ابو ذر إلى علي وكتب وأشهد ، فلما خرج عمر قال رجل من أهل أبي ذر من بني عمه بني غفار : ما منعك أن توصي إلى أمير المؤمنين عمر ، قال « قد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقاً أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ونحن ثمانون رجلاً من العرب وأربعون رجلاً من العجم فسلمنا على علي بإمرة
____________
(1) محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ( ت 694 هـ ) : ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ص 67 ، وانظر أيضاً ابن الصباغ المالكي ( ت 855 هـ ) : الفصول المهمة في معرفة الأئمة ص 24 وقد اعتمد ابن الصباغ في رواية حديث الغدير وتفسير كلمة مولى على القرشي في كفاية الطالب وعلى سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص . وانظر أيضاً عن الغدير ما جاء عند الحنفي في ينابيع المودة ص 296 ، المتقي الهندي : كنز العمال ج 12 ص 202 ، 206 ، 207 ، 208 ، الدهلوي : مختصر التحفة الإثني عشرية ص 159 ، الشبلنجي : نور الأبصار ص 78 .
(2) سليم بن قيس : السقيفة ص 78 .
(3) ن. م ص 75 وانظر ما ذكره البرقي في كتابه الرجال حيث ذكر جملة من أقوال ممن أنكر خلافة أبي بكر ووقف إلى جانب علي البرقي | الرجال ص 63 ـ 66 .

( 131 )

المؤمنين .... » ويستمر سليم في ذكر الخبر ويقول إنه سأل أن يسمون له الثمانين رجلاً فسماهم سلمان رجلاً رجلاً منهم عمار بن ياسر وسعد بن عبادة والباقي من أصحاب العقبة ( وفي رواية النقباء من أصحاب العقبة ) وأبي بن كعب وأبو ذر والمقداد وبقية جلهم وأعظمهم من أهل بدر والأنصار وفيهم أبو الهيثم بن التيهان وخالد بن يزيد وأبو أيوب وأسيد بن خضير وبشير بن سعد (1) .
ويذكر المفيد ، بعد أن خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع خطبته المشهورة نزل وجلس في خيمة وأمر علياً أن يجلس في خيمته له بإزائه ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً يهنئوه بالمقام ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك كلهم ، ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين أن يسلمن عليه بإمرة المؤمنين ، وكان فيمن هناه عمر بن الخطاب وأظهر له المسرة وقال له فيما قال « بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة » (2) .
ويؤكد هذا الحديث ابن طاووس فيروي عدة روايات مفادها أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أمر أصحابه بالتسليم على علي بإمرة المؤمنين .
فيذكر رواية عن الحافظ ابن مردويه « أمر النبي أن يسلم على علي بإمرة المؤمنين في حياته » ويروي عن بريدة أيضاً قال « أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أن نسلم على علي بإمرة المؤمنين » (3) .
ثم يورد رواية عن أحد أصحاب علي قال « كنت مع علي في أرض يحرثها حتى جاء أبو بكر وعمر فقالا سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقيل كنتم تقولون في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال عمر هو أمرنا بذلك » (4) .
ويقول ابن المطهر الحلي أن أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بالسلام على علي بإمرة
____________
(1) سليم بن قيس : السقيفة ص 145 .
(2) المفيد : الإرشاد ص 94 .
(3) ابن طاووس : اليقين في أمرة أمير المؤمنين ص 10 .
(4) ن. م ص 11 وما بعدها كثير من الأحاديث .

( 132 )

المؤمنين هو نص في إثبات إمامته (1) .
ومن الأمور الأخرى التي اتخذتها الإمامية دليلاً لإثبات إمامة علي ابن أبي طالب قصة حملة أسامة .
فمن المعروف أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بعث أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتجهز الناس وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون (2) .
ويذكر البلاذري حث رسول الله على إنقاذ جيش أسامة ويقول : وكان في جيش أسامة أبو بكر وعمر ووجوه من المهاجرين والأنصار فلما قبض رسول الله واستخلف أبو بكر أتى أسامة فقال : قد ترى موضعي من خلافة رسول الله وأنا إلى حضور عمر ورأيه محتاج فأنا أسألك تخليفه ففعل » (3) .
ويؤكد اليعقوبي كون أبا بكر وعمر في جيش أسامة (4) .
وتذكر المصادر الإمامية أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم « إنما عمد إلى إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالإمارة ويستتب الأمر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع ... كما أنه حث الناس على الخروج مع أسامة وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه » (5) .
ويؤكد هذا ابن رستم فيذكر عن الواقدي أنه قال نعى لنا نبينا نفسه
____________
(1) ابن المطهر : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص 171 وانظر له أيضاً كشف اليقين في مناقب أمير المؤمنين ص 95 .
(2) ابن هشام : السيرة النبوية ج 4 ص 291 .
(3) البلاذري : أنساب الأشراف ج 1 ص 474 .
(4) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 93 ، ويذكر الطبري نفس ما أورده ابن هشام في السيرة انظر ج 3 ص 184 ـ 186 وانظر كذلك ابن سعد . الطبقات ج 2 القسم الأول 136 أما ابن الجوزي فيؤكد وجود عمر وأبي بكر في الحملة انظر : الوفا بأحوال المصطفى ج 2 ص 672 .
(3) المفيد : الإرشاد ص 96 .

( 133 )

قبل موته بشهر فكيف يقدم رجلاً ويجعله خليفته من بعده في أمته بزعمهم وقد أمره بالخروج مع أسامة ومعه الجماعة التي خاف ناحيتها ... ولو كان ذلك كذلك لم يكن معنى الصلاة معنى الاستخلاف لأن أبا بكر لو كان مستخلفاً من رسول الله لما جاز له أن يدعوه إلى غيره ولا جاز للأنصار أن يقولوا منا أمير ومنكم أمير ولكان أبو بكر المدعي له بالخلافة يدعيها لنفسه » (1) .
ويذكر الطبرسي أن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح كانوا أول من سارعوا اللحاق بالجيش ثم تركوه بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم واجتماع الأنصار إلى سعد بن عبادة في السقيفة (2) .
ويقول ابن أبي الحديد « وتزعم الشيعة أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم كان يعلم موته وأنه سير أبا بكر وعمر في بعث أسامة لتخلو دار الهجرة منهما فيصفو الأمر لعلي عليه السلام ويبايعه من تخلف من المسلمين بالمدينة على سكون وطمأنينة فإذا جاءهما الخبر بموت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وبيعة الناس لعلي بعده كانا عن المنازعة والخلاف أبعد » (3) .
ثم لما اشتدت العلة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أراد أن يوصي بالمسلمين فطلب منهم أن يأتوه بدواة وكتف ليكتب كتاباً لا يضلوا بعده فكثر تنازعهم فامتنع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم عن كتابة الوصية (4) .
ولكن المصادر الإمامية ترى أن الرسول لم يهمل الوصية وأنه أوصى إلى علي بن أبي طالب قال « يا علي إن حياتك وموتك معي وأنت أخي وأنت وصيي وأنت صفيي ووزيري » (5) .
وتذكر أن رسول الله في مرضه دعا علي بن أبي طالب فناجاه طويلاً
____________
(1) ابن رستم الطبري : المسترشد ص 3 .
(2) الطبرسي : الاحتجاج ج 1 ص 44 .
(3) ابن أبي الحديد : شرح النهج ج 1 ص 54 .
(4) البلاذري : أنساب الأشراف ج 1 ص 564 وانظر الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 3 ص 193 .
(5) سليم بن قيس : السقيفة ص 65 .

( 134 )

فلما خرج علي قيل له ما الذي أوعز إليك ... قال « أوصاني بما أنا قائم به إن شاء الله » (1) .
ويؤكد سليم الوصية فيذكر عن علي قال « أسر إليّ رسول الله مفتاح ألف باب ولو أن الامة منذ قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ثم يذكر علي أن الرسول طلب منه صحيفة وأملى عليه الوصية بحضور ثلاثة نفر هم سلمان وأبا ذر والمقداد وجاء في الصحيفة أسماء الأئمة وهم علي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين وقد أشهد علياً على ما جاء في الصحيفة طلحة فشهد لأنه يثق بشهادة أبي ذر : قال « والله لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول لأبي ذر : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر » (2) .
وتروي المصادر الإمامية وبعض المصادر التاريخية أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حينما حج حجة الوداع لم يوص بعلي فقط وإنما أوصى بأهل بيته ، فقد ذكر البلاذري أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال « وإني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (3) .
ويذكر ذلك الكليني ( حديث الثقلين ) يقول : « فوقعت الحجة بقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وبالكتاب الذي يقرأه الناس فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن » قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) (4) وقوله : ( واعلموا إنما غنمتم من شيء فإن الله خمسه وللرسول ولذي القربى ) (5) ثم قال ( وآت ذا القربى حقه ) (6) فكان
____________
(1) المفيد : الإرشاد ص 99 وانظر أيضاً ابن طاووس : الطرف ص 21 ، 24 ، 29 ، 30 .
(2) سليم بن قيس : السقيفة ص 109 .
(3) البلاذري : أنساب الأشراف ج 2 الورقة 66 آ ، اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 293 أما الطبري فيذكر ذلك ولكنه يقول « كتاب الله وسنة نبيه » انظر . الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 3 ص 151 .
(4) سورة الأحزاب 33 : 33 .
(5) سورة الأنفال 8 : 41 .
(6) سورة الإسراء 17 : 26 .

( 135 )

علي وكان حقه الوصية (1) .
فيقصد بالحجة الإمامة وأنها لعلي بن أبي طالب بوصية النبي . ثم يذكر بعض الآيات التي تؤكد وصية النبي لأهل بيته قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة في القربى ) (2) وقوله : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) (3) ، يقصد بأهل الذكر آل محمد أمر الله بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال (4) . ثم يقول إنه بعد أن نزلت آية المودة ( قل لا أسألكم ... ) إن جبريل أتى محمداً فقال : يا محمد إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم ، وآثار علم النبوة عند علي ... (5) .
إن الشيعة تؤكد الوصية ولكن الظاهر من الروايات التي مرت أن الوصية التي أوصى بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لم يعلنها إلى جميع المسلمين خوف الفرقة لما رأى عليه حالهم من الاختلاف وعدم سماعهم أمر الرسول بكتابه الوصية فلذلك شهدها نفر قليل كما يبدو من رواية سليم .
والشيعة عندها أن الإمامة قد نص عليها في حياة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وليس في وقت مرضه ، أو حتى في يوم الغدير وهذا يظهر مما مر من الروايات السابقة والأحاديث والآيات التي فسرتها الشيعة بالإمامة .
ولكن المصادر الإمامية بأجمعها تؤكد الوصية لعلي ولآل بيت
____________
(1) الكليني : الكافي ( الأصول ) ج 1 ص 294 ( كتاب الحجة ) وممن ذكر آية التطهير من المصادر الإمامية ابن طاووس : سعد السعود ص 106 الصدوق الأمالي ص 144 ، 240 ، 472 ، الحر العاملي : إثبات الهداة ج 3 ص 3 الجزائري : المبسوط في إمامة أمير المؤمنين علي ص 31 ، جعفر النقدي : ذخائر القيامة ص 28 ، الأردبيلي : باب النجاة ص 26 ، العاملي ، المجالس السنية ج 3 ص 121 محمد حسن المظفر : دلائل الصدق ج 2 ص 64 ومن المصادر غير الإمامية القرشي : مطالب السئول ج 1 ص 56 ، الحنفي : ينابيع المودة ص 124 .
(2) سورة الشورى 42 : 23 .
(3) سورة الأنبياء 21 : 7 .
(4) الكليني : الكافي ج 1 ص 295 .
(5) ن. م ج 1 ص 296 .

( 136 )

الرسول ، فيذكر الصدوق حديث الثقلين ، وما معنى الثقلين ومعنى العترة ويقول : « والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة وسلالة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وهم الذين نص الله عليهم بالإمامة على لسان نبيه صلّى الله عليه وآله وسلم (1) .
وتؤكد الشيعة حق آل البيت بالوصية بقول علي : « فو الذي أكرمنا أهل البيت بالنبوة فجعل منا محمداً وأكرمنا بعده أن جعل فينا أئمة المؤمنين لا يبلغ عنه غيرنا ولا تصلح الأمامة والخلافة إلا فينا ، ولم يجعل الله لأحد من الناس فيها نصيباً ولا حقاً » (2) .
وقوله : « لا يقاس بآل محمد احد ... ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة » ويقول ابن أبي الحديد في هذا الصدد : « إن الإمامية أرادت نص النبي على علي وأولاده لأن علي قال فيهم الوصية والوراثة ، ويذكر رأي المعتزلة ويقول : « ولسنا نعني بالوصية النص على الخلافة ولكن أمور أخرى لعلها إذا لمحت أشرف وأجل ، أما الوراثة فالإمامية يحملونها ميراث المال والخلافة وتحملها المعتزلة ميراث العلم ، وإن كان علي أولى بالأمر وأحق لا على وجه النص بل على وجه الأفضلية » (3) .
فهذه كلها أدلة تؤيد بها الشيعة رأيها في الإمامة وتدلل بها على النص على علي .
ولم تقتصر الشيعة على هذه الأحاديث وإنما لجأت إلى القرآن الكريم فاتخذت من آياته أدلة لتعضيد رأيها بالإمامة (4) .
____________
(1) الصدوق : معاني الأخبار ص 92 وانظر أيضاً رسالة للمفيد بعنوان « الثقلان الكتاب والعترة » نشرت ضمن مجموعة رسائل للمفيد ناقش فيها الجارودية في الإمامة وأثبت أن الإمامة محصورة في أبناء الحسين وانظر كتاب « الثقلان » لمحمد الحسين المظفري ، النجف سنة 1974 .
(2) نقل هذا الكلام الأربلي في كتابه كشف الغمة في معرفة الأئمة عن الجاحظ ج 1 ص 30 ولم نعثر على نسخة لهذه الرسالة .
(3) ابن أبي الحديد : شرح النهج ج 1 ص 46 .
(4) لقد ذكرت الأحاديث النبوية ثم الأخبار التاريخية ثم الآيات القرآنية بالرغم من أن التسلسل التاريخي يحتم علينا ذكر الآيات القرآنية في البداية وذلك لتوضيح فكرة الإمامة عند الشيعة في ضوء الأحداث التي مرت بها وطورتها ، كما أن قسما كبيراً من الآيات =

( 137)

وأقدم التفاسير الإمامية تفسير فرات الكوفي ( ت 300 هـ ) وتفسير التستري ( ت 310 هـ ) وتفسير عياش ( ت 323 هـ ) وتفسير علي بن إبراهيم القمي ( ت 324 هـ ) وتفسير الطوسي ( ت460 هـ ) (1) .
والتفاسير الإمامية تذكر بعض الآيات وترى أنها نزلت في حق علي ودلت على فضله وقسم منها تخصصه بالولاية .
ويقول فرات : « إن الله أنزل في علي كرائم القرآن » (2) . ويذكر صاحب عيون المعجزات أن كل ما ورد في القرآن « يا أيها الذين آمنوا » فالمقصود بها علي (3) .
فيذكر فرات بعض الآيات ويفسرها بالولاية ومنها قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) (4) يقول يقصد بهم شيعة علي الذين أنعم الله عليهم بولاية علي (5) .
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) (6) في ولاية علي أيضاً (7) ويفسر قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) (8) فقد فسر هذه الآية بالولاية أيضاً (9) . ويقول القاضي عبد الجبار في تفسير الآية السابقة « إن الشيعة رأت أن هذه الآية من جملة النصوص » (10) . وكذلك يذكرهذه الآية حينما يتكلم عن الشيعة الإمامية
____________
= القرآنية والتي بنيت عليها آراء في الإمامة لم تظهر في فترة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم وإنما بعد أن تكونت نظرية الإمامة عند الشيعة .
(1) وينسب تفسير للإمام الحسن العسكري ( ت 260 هـ ) إلا أنه مشكوك فيه .
(2) فرات الكوفي : تفسير فرات ص 2 .
(3) الشيخ حسن بن عبد الوهاب ( من القرن الخامس ) : عيون المعجزات ص 32 .
(4) سورة الفاتحة : 1 : 7 .
(5) فرات : تفسير فرات ص 3 .
(6) سورة البقرة : 2 : 208 .
(7) فرات : تفسير فرات ص 3 وانظر أيضاً الجاحظ : العثمانية ص 117 .
(8) سورة المائدة : 5 : 55 .
(9) فرات : تفسير فرات ص 3 .
(10) القاضي عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة ص 765 .

( 138 )

ويقول : « ربما تعلقوا بقوله تعالى : ( إنما وليكم الله ... ) فيقولون المراد بالذين آمنوا أمير المؤمنين لأن الله تعالى وصفه بصفة لم تثبت إلاّ له » (1) كما يذكر رأي الإمامية فيقول في تفسير الآية : ( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة ... ) فالمراد بصالح المؤمنين علي وقد جعله الله تعالى مولى للرسول ولا يجوز أن يخصه بذلك الأمر ويختص به دون سائر المؤمنين وذلك الأمر ليس إلا طريقة الإمامة ، وأنه الثابت عنه في ذلك » (2) .
ويفسر فرات قوله تعالى : ( أوفوا بعهدي اوف بعهدكم ) (3) . قال أوفوا بولاية علي فرضا من الله لكم اوف لكم بالجنة (4) .
ويفسر قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا ) (5) فولاية علي البر فمن استمسك بها كان مؤمناً ومن تركها خرج من الإيمان (6) .
ويورد فرات الآية : ( فاذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) (7) ويفسرها بقوله ، الا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي (8) .
ثم يفسر قوله تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) (9) ، قال إن من ترك ولاية علي أعماه الله واصمه عن النداء (10) .
____________
(1) القاضي عبد الجبار : المغنى ج 20 القسم الأول ص 133 ، وانظر أيضاً المفيد : النكت الاعتقادية ص 50 ، ابن طاووس : سعد السعود ص 95 ، السيوري النافع يوم الحشر ص 75 ، جعفر النقدي : ذخائر القيامة ص 25 ، البحراني : علي والسنة ص 85 .
(2) القاضي عبد الجبار : المغنى ج 20 القسم الأول ص 139 .
(3) سورة البقرة 2 : 40 .
(4) فرات : تفسير فرات ص 11 .
(5) سورة آل عمران 3 : 103 .
(6) فرات : تفسير فرات ص 11 .
(7) سورة الأعراف 7 : 44 .
(8) فرات : تفسير فرات ص 45 .
(9) سورة طه : 20 : 124 .
(10) فرات : تفسير فرات ص 93 .

( 139 )

ويفسر الآية : ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا ) (1) بالولاية (2) .
ويفسر قوله تعالى : ( إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) (3) أي لا يستطيعون إلى ولاية علي (4) .
ويفسر النعيم في قوله تعالى : ( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ) (5) بالولاية أيضاً (6) .
ويفسر قوله تعالى : ( إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) (7) قال « تواصوا بالحق الولاية وأوصوا دراريهم ومن خلفوا بالولاية والصبر عليها » (8) .
أما قوله تعالى : ( وقفوهم انهم مسؤولون ) (9) قال : عن ولاية علي بن أبي طالب (10) .
ويفسر معنى الآية : ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) (11) قال : لئن أشركت بولاية علي لنحبطن عملك (12) .
وقوله تعالى : ( فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا
____________
(1) سورة الإسراء 17 : 73 .
(2) فرات : تفسير فرات ص 106 .
(3) سورة الإسراء 17 : 47 .
(4) فرات : تفسير فرات ص 107 .
(5) سورة التكاثر 102 : 8 .
(6) فرات تفسير فرات ص 230 .
(7) سورة العصر 103 : 3 .
(8) فرات : تفسير فرات ص 230 .
(9) سورة الصافات 37 : 24 .
(10) فرات : تفسير فرات ص 130 وانظر في تفسير هذه الآية الفضل بن شاذان : إيضاح دفائن النواصب ص 11 ، جعفر النقدي : ذخائر القيامة ص 25 ، الأردبيلي : باب النجاة ص 48 ، محمد حسن المظفر : دلائل الصدق جـ 2 ص 96 .
(11) سورة الزمر 39 : 65 .
(12) فرات : تفسير فرات ص 133 .

( 140 )

الذي كنتم به تدعون ) (1) قال « ذلك علي بن أبي طالب إذا رأوا منزلته ومكانته من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولايته » (2) .
والتفسير مليء باآيات التي فسر بعضها بحق آل البيت عامة وبعضها خاصة بعلي وآخرى بالولاية .
ويذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره أيضاً عدداً من الآيات بعضها في الولاية وبعضها بما خص الله به آل البيت وعلي من الفضائل .
ففي تفسير الآية : ( ليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها وآتوا البيوت من أبوابها ) (3) قال « نزلت في ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام لقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها » (4) .
ويفسر قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) (5) قال : نزلت في ولاية علي بن أبي طالب (6) .
وقوله : ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) (7) يعني الولاية (8) . ويفسر قوله : ( واعتصموا بحبل الله جمعياً ) (9) قال : التوحيد والولاية (10) .
ويقول في تفسير الآية : ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ) (11) فالنور إمامة أمير المؤمنين (12) .
____________
(1) سورة الملك 67 : 27 .
(2) فرات : تفسير فرات ص 187 .
(3) سورة البقرة 2 : 189 .
(4) علي بن إبراهيم القمي : تفسير القمي ص 36 .
(5) سورة البقرة 2 : 207 .
(6) علي بن إبراهيم القمي : تفسير القمي ص 37 .
(7) سورة البقرة 2 : 256 .
(8) علي بن إبراهيم : تفسير القمي ص 45 .
(9) سورة آل عمران 3 : 103 .
(10) علي بن إبراهيم : تفسير القمي ص 58 .
(11) سورة النساء 4 : 174 .
(12) علي بن إبراهيم : تفسير القمي ص 86 .

( 141 )

أما في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) (1) فيذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عقد عليهم لعلي بالخلافة (2) .
وقوله : ( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه ) (3) أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الميثاق بالولاية لعلي (4) .
هذا قسم من الآيات التي أوردها علي بن إبراهيم في الولاية .
ويذكر عياش في تفسيره أيضاً عدداً من الآيات تخص الولاية وآل البيت منها قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) (5) فيورد رواية عن خالد بن يزيد ... عن زيد بن الحسن عن جده قال « سمعت عمار بن ياسر يقول وقف لعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمة فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فأعلمه بذلك فنزل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم هذه الآية » (6) ويقول أيضاً أن الآية : ( إنما وليكم الله ... ) المقصود بها الأئمة (7) .
ويذكر في تفسير الآية : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) (8) قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : أنا المنذر وأنت الهادي يا علي » (9) .
ويفسر قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جمعياً ) (10) قال : علي بن أبي طالب حبل الله المتين (11) .
____________
(1) سورة المائدة 5 : 1 .
(2) علي بن إبراهيم : تفسير القمي ص 87 .
(3) سورة المائدة 5 : 7 .
(4) علي بن إبراهيم : تفسير القمي ص 88 .
(5) سورة المائدة 5 : 55 .
(6) عياشي : تفسير عياشي ج 1 ص 327 .
(7) ن. م ج 1 ص 328 .
(8) سورة الرعد 13 : 7 .
(9) عياشي : تفسير عياشي ج 2 ص 203 .
(10) سورة آل عمران 3 : 103 .
(11) عياشي : تفسير عياشي ج 1 ص 194 .