قَصَص الأنْبِيَاءِ

تأليف

قُطْبِ الدّين سَعيدِ بْنِ هبَةِ اللهِ الرّاوَنديّ
ت 573

تحقيق
غلام رضا عرفانيان اليزديّ


( 7 )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الّذي بعث رسله وأنبياءه إقامة لعدله ودينه وحجّة له على خلقه لئلاّ يثبت لهم عذر وبرهان بأنّه : لولا أرسلت إلينا رسولاً هادياً مبشّراً ومنذراً وبيده قرآن وفرقان حتّى نتبعك من قبل أن نضلّ ونخزى . فكشفوا لهم عن المحاسن والمساوئ وبصرّوهم سرّاء الدّنيا وضرّائها وبيّنوا لهم ما أعدّ الله للمطيعين من جنّة وكرامة ، وللعصاة من نار وخسارة فجهل الغواة حقّ الهداة فبدّدوهم ومزّقوهم .
ولم يقطع الله سبحانه عن الظالمين والغاوين حجّته فواتر إلى الخلق سفراءه ليتواتر عليهم بيّناته البالغة إلى أن أفضت جلائل نعمه وكرائم ألطافه أن ينتجب أبا القاسم محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف رسولاً إلى الثّقلين من خليقته فأعطاه الشّريعة السّهلة السّمحة الكامل قواعدها والمرصوص مبانيها فأتمّ به النّبوة وختم به الرّسالة صلى الله عليه وآله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، جعلهم خلفاء الرّسول امتداداً لخطّ الرّسالة وإخراجاً للنّاس من وساوس الضّلالة إلى أنوار الهداية فهم مشاعل الخير والسّعادة « حاضرهم وغائبهم ماضيهم وقائمهم الحجة بن الحسن العسكري عليهما السلام وأرواحنا له الفداء » إلى يوم النّأس لربّ العالمين . وبعد : فإنّ كتاب قصص الأنبياء لأبي الحسين سعيد بن هبة الله قطب الدّين الرّاوندي لم يظهر ليومنا هذا على عالم الطّبع مع أنّه كتاب قيّم ثمين مشتمل على مطلب مهمّ وزين ، ألا وهو التأريخ الرّزين للأنبياء والمرسلين وقد أشار مؤلّفه الفذّ « في المقدّمة » إشاره لطيفة إلى نمجيده وتحبيره حيث قال : والكتب المصنّفة في هذا المعنى ، فيها الغثّ والسّمين والرّدّ والثّمين فجمعت بعون الله زلالها وسلبتها جربالها . . .
إن قلت : ربما ينسب الكتاب إلى السّيد الأمام ضياء الدّين أبي


التّعريف بالكتاب
ومزاياه القيّمة
ومختصّاته النّادرة

كشف زلّة ورفع شبهة


( 8 )

الرّضا فضل الله بن عليّ الرّاوندي ، كما كتبت النّسبة على ظهر نسخة منه بمكتبة الأستاذ الشّهيد مرتضى المطهّري ( التّي في السّابق كانت موسومة بـ : المكتبة لمدرسة سبه سالار الكبرى الجديدة في مقابل المدرسة لسبه سالار الصّغرى القديمة كلتاهما في طهران ) وقد ترفع النسّبة إلى لمجلسي مردّداً في مقدّمة البحار .





قلت : لا اعتبار لتلك النّسبة بالكتابة المجهول كاتبها . والنّسخة الموصوفة رأيتها وأخذت صورة منها . على هامش صفحتها الرّابعة : كتاب قصص الأنبياء تأليف السّيد فضل الله الرّاوندي جزء كتابخانه شاهزاده خان لر ميرزا احتشام الدّولة . وعلى هامش آخر النّسخة هكذا : هوالباقي ، قد انتقل بالبيع الشرعي إلى البعد المذنب خان لر بمبلغ خمسة عشر ريال في سنة 1262 وفي ذيل الكتابة ختمه .
وهذا أكمل نسخة ( من خمس نسخ خطّيّة نالتها أيدينا ) وقع الفراغ من استنساخها في اليوم 22 من ذي الحجّة 1089 على يد عزيز بن مطلب بن علاء الدّين بن أحمد الموسوي الحسيني الجزائري (1) مولداً ومنشأ في بلدة شوشتر ( هكذا تحكي الكتابة والمقصود أنّ مولده الجزائر ـ من اعمال البصرة ـ ونشأه في بلدة شوشتر ) وألحق بالنسخة بخط آخر فوائد متفرقة ومسائل متشتّتة منها الإستفتاء في مسألة عن القاضي ابن فريقة وروايات ثلاثة عن مجالس الصّدوق في الرّؤيا ومسائل متفرقة مشكلة تشبه الاحجيّة ورواية معلّى بن خنيس في فضل يوم النّيروز وفائدة ملخّصة من المهذّب شرح المختصر في تحقيق يوم النّيروز وتعيينه في ذيل : تنبيه . ثمّ ذكر فوائد الشّيخ جواد وألغازه وهناك مواعظ مختلفة وفوائد متفرقة عليها .
والشّيخ الظهراني قد رأى هذه النّسخة ووصفها في الذّريعة الجزء 17 | 104 بما ذكرنا في الجملة فزلّ قلمه حيث نسب الكتاب في هذه الصّفحة إلى السّيد الرّاوندي اغتراراً من تلك الكتابة المجرّدة المجهولة ومسرعاً في العبور على عبارة المجلسي في مقدمة البحار الآتي ذكرها وفي الصفحة المقابلة نسبه إلى القطب الرّاوندي لتشويه سواد على بياض فردّد تعدّد الواحد الّذي رتّب على عشرين باباً محدّد البدء والختم وما أدرى لو رأى سائر النّسخ من هذا الكتاب الّتي لم يكتب عليها شيء أو كتب على بعضها ما يفهم منه أنه تأليف قطب الدّين الرّاوندي فهل توقّف أو حكم بتكرّر تأليف بقالب واحد بقلمين للراونديّين ؟
ومن المعلوم أنّ بكتابة صامتة من كاتب غير معروف ومن دون إقامة مستند معتبر مستدلّ على دعواه لا يثبت المدّعى وهذه المسألة كمسألة وقف الكتاب حيث قال الفقهاء : لا تثبت وقفيّة كتاب بمجرّد وجود كتابة الوقف عليه فيمكن شراءه وبيعه .
والحال على هذا المنوال في أشباه القضيّة ونظائرها الّتي تحتاج في صحّتها وواقعيّتها إلى بيّنة أو
____________
(1) : الظاهر أنه ابن العمّ للسيّد نعمة الله الجزائري ، كما يظهر من ترجمته في أعيان الشيعة 10 | 226 .
( 9 )

استفاضة أو اطمئنان على تصديق عنوان خاص في مواردها ومن الإتّفاق أنّ فيما نحن فيه دعوى الاستفاضة بل الشّهرة على عكس الدّعوى وهو أنّ كتاب قصص الأنبياء الرّاونديّة ( على حدّ تعبير شيخنا صاحب الذريعة الجزء 17 : 105 ) وذاك المقصور على قصص الأنبياء الّذي أخباره جلّها مأخوذة من كتب الصّدوق ( على لبّ تحديد المجلسي ) كتاب واحد تحت هذه القبّة الخضراء وفوق هذه الغبراء لم ينسبه متتبع إلى غير أبي الحسين قطب الدّين الرّاوندي ولا يوجد في الفهارس والمكتبات الطويلة والعريضة في البلاد تسجيل جازم متقن على خلاف ذلك .
ولذا ذكر المحدّث المتخصّص الشّيخ الحرّ العاملي بكلمة في وسائل الشيعة الجزء 20 | 42 : كتاب الخرائج والجرائح تأليف الشّيخ الصّدوق سعيد بن هبة الله الرّاوندي ، كتاب قصص الأنبياء له . وقال في ذكر طرقه إلى الكتب ص 57 : ونروي كتاب الخرائج والجرائح وكتاب قصص الأنبياء لسعيد بن هبة الله الرّاوندي بالإسناد السّابق عن العلاّمة الحسن بن المطهّر عن والده عن الشّيخ مهذّب الدّين الحسين بن ردّة عن القاضي أحمد بن عليّ بن عبد الجبار الطّبرسي عن سعيد بن هبة الله الراوندي .
وقال في أمل الآمل الجزء 2 | 127 عند ترجمة القطب الراوندي وتعريض كتبه : وقد رأيت له كتاب قصص الأنبياء أيضاً . ولم ينسبه إلى السيّد فضل الله الرّاوندي حين ترجمه في المصدر نفسه ص 217 .
ويظهر من مواضع لترجمة قطب الدّين الرّاوندي في رياض العلماء الجزء 2 مسلّمية أنّ كتاب قصص الأنبياء له منها ص 419 ومنها ص 426 ومنها ص 435 وقال في ص 428 : ثم أقول : المشهور أنّ كتاب الخرائج والجرائح وكتاب قصص الأنبياء كلاهما من مؤلفات القطب الرّاوندي هذا . وقال الأستاذ الإستناد في البحار : وكتاب الخرائج والجرائح للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الرّاوندي وكتاب قصص الأنبياء له أيضاً على ما يظهر من أسانيد الكتاب واشتهر أيضاً ولا يبعد أن يكون تأليف فضل الله بن عليّ بن عبيد الله الحسني الرّاوندي كما يظهر من بعض أسانيد السيّد ابن طاووس وقد صرّح بكونه منه في رسالة النّجوم وكتاب فلاح السّائل والأمر فيه هيّن لكونه مقصوراً على القصص وأخباره جلّها مأخوذة من كتب الصّدوق ، انتهى .
أقول : العبارة بعينها موجودة في البحار الطّبع الجديد الجزء 1 | 12 وغرض صاحب الرّياض من ذكر عبارة المجلسي ردّ ما أبداه احتمالا من كون كتاب القصص للسيّد فضل الله الرّاوندي ولذا قال متّصلا بالعبارة : أقول : لكن قد صرّح ابن طاووس نفسه أيضاً في كتاب مهج الدعوات بأن كتاب قصص الأنبياء تأليف سعيد بن هبة الله الرّاوندي والقول بأنّ لكلّ منهما كتاباً في هذا المعنى ممكن لكن


( 10 )

بعيد . فتأمّل ( رياض العلماء الجزء 2 | 429 ) وجه التّأمل أنّ الكلام في المقام ليس في احتمال وجود تأليف في هذا الموضوع للسّيد الرّاوندي ولم يصل إلينا فإنّه لانافي لهذا الإحتمال وإنما الكلام في أنّ هذا الكتاب الوحيد المعروف المشخّص في الخارج المحرز بدواً وختماً وفهرساً الموسوم بقصص الأنبياء لأيّ من الرّاونديّين فيقال : إنّه قامت القرائن الوثيقة على أنّه للشيخ الإمام أبي الحسين قطب الدّين سعيد بن هبة الله الرّاوندي .
القرينة الأولى والثّانية : أنّ السيد ابن طاووس ذكر في موردين من مهج دعواته ما فيه انفهام عرفيّ بأنّه يرى نسبة تأليف كتاب قصص الأنبياء . هذا ، إلى قطب الدّين الرّاوندي .
المورد الأوّل في الصفحة 307 منه الطّبع الحجري 1323 ( انتشارات كتابخانه سنائي ) : ومن ذلك دعاء يوسف عليه السّلام لمّا القي في الجبّ رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الرّاوندي من كتاب قصص الأنبياء بإسناده فيه إلى أبي عبد الله عليه السّلام قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف في الجبّ نزل عليه جبرئيل عليه السّلام فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبّ ؟ قال : إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني ، قال : أتحبّ أن تخرج من هذا الجبّ ؟ قال : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قال جبرئيل : فإنّ الله يقول لك : قل : اللهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت بديع السّماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام أن تصلّي على محمّد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب برحمتك يا أرحم الرّاحمين .
وهذا الحديث مذكور حرفاً بحرف في الكتاب الحاضر في الفصل الأوّل من الباب السّادس في نبوّة يعقوب ويوسف عليهما السّلام .
والمورد الثّاني في ص 312 : ومن ذلك دعاء عيسى عليه السلام رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الرّاوندي رحمه الله من كتاب قصص الأنبياء عليهم السّلام بإسناده إلى الصّادق عن آبائه عن النّبي صلوات الله عليه وعليهم قال : لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السلام ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرائيل عليه السّلام فغشّاه بجناحه فطمح عيسى عليه السّلام ببصره فإذا هو بكتاب في باطن جناح جبرئيل وهو : اللّهم إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزّ . . . إلى آخر الدّعاء والخبر . وهو مذكور أيضاً عيناً في الكتاب الحاضر ، الباب 18 الفصل 8 .
وأمّأ مقالة المجلسي من أنّ ابن طاووس قد صرّح بكونه منه في رسالة النّجوم وفلاح السّائل . فمع أنّه جذيلها المحكك وعذيقها المرجّب (1) تورّط من كثرة المشغلة في الخطأ لأنّ الكتابين كشفتهما صفحة بعد
____________
(1) : قول في حادثة السقيفة مع المهاجرين ، واصله : أنا جذيلها . . . استعيربن عمن يستشفى برأيه ويستضاء به أي هو ممن يقتدى به ويؤخذ بتدبيره .
( 11 )

صفحة وسطراً خلف سطر فرأيت كتاب فلاح السّائل فارغاً عن ذكر هذا الكتاب ومؤلّفه وما وجدت في كتاب فرج المهموم في علم النّجوم إلاّ موضعين فيهما الدّلالة على أنّ كتاب قصص الأنبياء لسعيد بن هبة الله . وهذان الموضعان يشكّلان القرينة الثّالثة والرّابعة على المطلوب .
الموضع الأوّل في ص 27 ( طبع النّجف المطبعة الحيدريّة ) : ورواه سعيد بن هبة الله الرّاوندي رحمه الله في كتاب قصص الأنبياء . والمقصود بقوله : ورواه ، الإشارة إلى قصة آذر والد إبراهيم ( بمعنى المربّي أو ما يقرب منه ) كان منجّما لنمرود . . . فقال له : إنّي أرى في حساب النّجوم . . . والقصة بطولها موجودة في الباب الرابع الحديث المرقم 93 من كتاب القصص الحاضر لديك .
الموضع الثّأني فيه في ص 118 : ومن ذلك ما ذكره سعيد بن هبة الله الرّاوندي رحمه الله في كتاب قصص الأنبياء ، قال : إنّ عيسى عليه السلام مرّ بقوم معرّسين فسأل عنهم فقيل له : إنّ بنت فلان تهدى إلى فلان فقال : إنّ صاحبتهم ميّتة . . . والقصّة بعينها مذكورة في كتابكم الحاضر في الباب 18 الحديث 338 .
القرينة الخامسة : إنّي تصفحت كتاب سعد السّعود لإبن طاووس أيضاً فرأيت فيه ما يشكّل قرينة على المطلوب حيث قال ( ص 123 من طبعته الأولى في النّجف الحيدريّة 1369 ) : فصل ، فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء جمع الشّيخ سعيد بن هبة الله بن الحسن الرّاوندي قصة إدريس . . . : أخبرنا السّيد أبو الصّمصام ذوالفقار بن أحمد بن معبد الحسيني حدّثنا الشّيخ أبو جعفر الطّوسي . . . عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جدّه عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان نبوّة إدريس أنّه كان في زمنه ملك جبار وأنّه ركب ذات يوم . . . وآخر القصّة : فأظلمتهم سحابة من السماء فأرعدت وأبرقت وهطلت عليهم .
والقصّة مفصّلة اقتطعناها وهي باسرها تضمّنها هذا الكتاب الّذي بيدك . الحديث الأوّل من الباب الثّاني في نبوة إدريس .
وبعد استعراض هذه القرائن الخمس مضافا إلى ما سمعته من صاحب الرّياض والوسائل ، لايعتريك ريب في أنّ الكتاب الموجود تأليف قطب الدّين سعيد بن هبة الله الرّاوندي وأنّ احتمال خلافه من قبيل إبداء شبهة في مقابل النّص .
ويؤيّد المطلب ما ذكره الشّيخ النّوري في مستدركه الجزء 3 | 489 و490 حيث يلوح من المذكور في الصّفحتين اعتقاده : أنّ كتاب قصص الأنبياء للقطب الرّاوندي ولا غير ولوضوح الأمر لا حاجة إلى كشف عبارته في ص 326 من نفس الجزء وكسر سكوته على ما تقدّم من المجلسي من البيان الظّاهر في ترديده لكون الكتاب للقطب أو السّيد فضل الله وفيما أوردناه من بسط بعض الإمارات والدّلائل على المقصود كفاية انشاء الله تعالى .


( 12 )

اختلف في اسمه وكنيته وسلسلة نسبه . فقيل : إّنه سعيد وقيل : سعد وقيل : أبو الحسن وقيل : أبو الحسين وقيل : أبو الفرج وقيل : إنّ مدفنه في قرية خسرو شاه بقرب من تبريز وقيل في الجميع غير ذلك .
مشخصات القطب :
اسمه ولقبه ومولده
ووفاته ومدفنه

ولعمري إنّ الاختلاف في ذلك اختلاف في أمر بديهيّ إذ المشتهر عند النّاس من العوام والخواص هو : أبو الحسين قطب الدّين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي .
وأسبق من ترجمه بأخصر شيء جميل هو تلميذه ابن شهر آشوب في معالم العلماء ص 55 طبع النجف ، حيث قال : شيخي أبو الحسين سعيد بن هبة الله الرّاوندي . ثمّ فهرس مختصراً من كتبه .
وأقدم من نصّ على تلقييه بـ : قطب الدّين هو تلميذه الآخر الشّيخ منتجب الدّين في فهرسته إذ قال في حرف سينه : الشّيخ الإمام قطب الدّين أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الرّاوندي فقيه عين صالح ثقة له تصانيف . ثمّ سردها ولسنا بهذا الصّدد وعن تأريخ الرّي له : زيادة : بن عيسى ، بعد ، الحسن .
ويظهر من الرّياض في أوائل ترجمته ( الجزء 2 | 419 ) أنّه الشّيخ الإمام قطب الدّين أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله بن الحسن الرّاوندي .
ووجه الظّهور أنّه وجه الجمع بين كلامه « بعيد عنوانه » : وقد ينسب إلى جدّه كثيراً اختصاراً فيقال : سعيد بن هبة الله الرّاوندي . فلا تظنّنّ المغايرة بينهما وبين كلامه الآخر بعد ترجمته المفصّلة في ص 437 تحت عنوان جديد آخر : الشّيخ الإمام قطب الدّين أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي ، قد سبق بعنوان : الشّيخ قطب الدّين أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله ابن الحسن الرّاوندي .
وعليه ففي أصل نسخة الرّياض أو من عند بعض المستنسخين له ، وقع سقط في أوّل سلسلة نسب هذا الرّجل والسّاقط هو ما أثبتناه بقرينة ذكرناها . وطراز ما ذكره السّيد الأمين في أعيانه الجزء 7 | 239 من طبع بيروت دار التعارف هو أيضاً هذا .
والزّائد على هذا في نسبه لم يصل إلينا ولم يذكره غير المنتجب والفاضل الأفندي صاحب الريّاض كما لم يذكر أحد تاريخ ولادته وفي أمل الآمل زيد : أبو الحسن على نسخة وابن الحسن بعد هبة الله .
وكيفما كان الّذي يظهر من كلمات المترجمين له أنّه من علماء القرن السادس وتوفي في العام 573 ومن المطمئن به مدفنه في الصّحن الجديد بقم وقبره معروف ، له مرقد مرتفع يزار ، وعليه رحمة الله الواسعة .


( 13 )

وأما آباؤه فلم يتعرض لهم أحد من المتعرضين لتراجم العلماء ولم تطلع على الصّفحات المبيضة من التأريخ شمس من شموس وجودهم غير أنّه ورد عن مجمع الآداب في أعيان الشّيعة الجزء

آبائه وأولاده


10 | 262 : قطب الدّين أبو الفضل هبة الله ابن سعيد الرّاوندي الفقيه المتكلّم كان من العلماء الأفاضل وله تصانيف حسنة ، روى عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، أقول : والظّاهر أنّه أحد آبائه لو كان صدر العبارة مأموناً من الغلط ـ ويحتمل قريباً أنّه صاحب القبر المعروف « في قرية خسروشاه بناحية من تبريز » بـ : قبر القطب الرّاوندي .
وأمّا أولاده فله : محمد وعليّ وحسين ، تعرض لهم تلميذ والدهم منتجب الدين في فهرسته مشفوعين بالثّناء والمدح . فقال في حرف الميم : الشّيخ الإمام ظهير الدّين أبو الفضل محمّد بن الشّيخ الإمام قطب الدّين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الرّاوندي ، فقيه ، ثقة ، عدل ، عين .
وعرّف له أبناً وهو : الشّيخ رشيد الدّين الحسين بن أبي الفضل بن محمد الرّاوندي المقيم بقوهده رأس الوادي من أعمال الرّى . صالح ، مقرئ والظّاهر زيادة « بن » قبل : محمّد ، لأنّ درك الشيخ منتجب الدّين لإبن حفيد استاده عند كبره بعيد جداً .
وقال في حرف العين : الشّيخ الإمام عماد الدّين علي ابن الشّيخ الإمام قطب الدّين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الرّاوندي ، فقيه ، ثقة ، وكنيته أبو الفرج ، كرّر إطلاقه عليه في رياض العلماء الجزء 3 | 331 ـ 332 عن بعض طرق الإجازات والرّوايات وذكره الشّيخ الحرّ في أمل الآمل الجزء 2 | 171 وقال : يروي عنه الشّهيد . وما قاله من رواية الشّهيد ( الظّاهر في الشّهيد الأوّل ) عنه ليس بثبت ، إذ من المسلّم استشهاده في عام 786 هـ ق فلا يمكن روايته عنه بلا واسطة (1) . وذكر في نفس الجزء ص 179 أبا الفرج الآخر وهو : الشّيخ أبو الفرج عليّ بن الحسين الرّاوندي ، عالم ، فاضل ، جليل يروي عن الشّيخ أبي عليّ الطّوسي . وهذا أيضاً غير صالح للقبول ولم يعلم تطبيقه على واحد من أسرة الشّيخ الإمام القطب .
وللشّيخ عليّ هذا ابن ذكره تلميذ جدّه الشّيخ منتجب الدّين في حرف الميم من فهرسته بعنوان : الشّيخ برهان الدّين محمّد بن عليّ بن أبي الحسين أبو الفضائل الرّاوندي سبط الإمام قطب الدّين رحمهم الله فاضل ، عالم . أقول : المناسب بفنّ الإنساب أن يقول : حفيد الإمام . . . . لأن السّبط اصطلاحاً ابن البنت .
____________
(1) : نعم روى عنه محمّد بن نما وأسعد بن عبد القاهر ، كما في البحار الجزء 91 | 230 .
( 14 )

وقال في حرف الحاء : الشّيخ نصير الدّين أبو عبدالله الحسين ابن الشيخ الإمام قطب الدّين أبي الحسين الرّاوندي ، عالم صالح ، شهيد . وقال في الرياض الجزء 2 | 430 : ثمّ أنّ له ولداً فاضلاً شهيداً وهو الشّيخ نصير الدّين أبو عبد الله الحسين . . . أقول : ولم يظهر وصف شهادته لنا ولا يظهر شيء من ذلك من شهداء الفضيلة .
وربما ينسب له ابن بعنوان : الشّيخ أبو الفرج عليّ بن الحسين المشار إليه آنفا والنّسبة غير ثابتة تفرّد بتعرّضه الشّيخ الحرّ . هذا ما ساعدتنا الفرصة العزيزة للنّظر إلى مضانّ تراجم الأسرة الشّريفة للشّيخ المعظّم قطب الدّين الرّاوندي ، فما وجدنا غير هؤلاء من أمجاده الفضلاء الدّاخلين في الإجازات وطرق الرّوايات . وقال في الرياض أيضاً في المورد المذكور : وكان والده وجدّه أيضاً من العلماء ، وقد مرّ وسيجيء ترجمتها فلاحظ .
أقول : لاحظنا لم يمرّ ولم نظفر بما قال .
وبعد تطواف هذا المظاف يحسن بنا المورود على باب الكتاب ونترك البحث رهواً عن كتبه السّتّة والخمسين ومشايخه السّادس والعشرين وتلامذته الجمّة للمتعطشين إلى شريعة أعيان الشّيعة الجزء 7 | 240 ـ 241 و360 فإنّ منهله واف للباب وكاف للخطاب .
ونهتف « هنا تمهيداً » إلى القراء الكرام والنّظراء العظام بإلاشارة إلى ذكر المهمّ وثائق الكتاب .
منها : تطبيقه مع نسخة العلاّمة المجلسي فإنّها مضبوطه مدرجة مبثوثة في بحار الأنوار .
ومنها : تحصيل نسخ خمسة خطّية منه عن المكتباب القيّمة .
1 ـ نسخة عن مكتبة الندرسة الكبرى لسبه سالار في طهران ـ كتبت بخط النسخ وهي الّتي تقوّلنا عليها في مفتتح المقدّمة وناقشنا بها بعض الكلام مع شيخنا الطّهراني لتصحيح نسبة النّسخة إلى القطب الرّاوندي ، وبالنّظر إلى أنّها كاملة أولاً ووسطاً وآخراً وحسن الخط نسبيّاً فقد رمزناها بـ : ق 1 .
مشخّصات النّسخ
والتعريف عن شأن
تحقيق الكتاب


2 ـ نسخة عن مكتبة الجامعة الكبيرة لطهران وهي أيضاً بخطّ النّسخ تامّة كسابقتها إلاّ أنّها بدون التاريخ واسم الكاتب ولكن يظهر من رسم قلمها أنّها كتبت في عصر تأليف بحار الأنوار . ورمزناها : ق 2 .
3 و4 و5 ـ نسخ ثلاثة عن مكتبة السّيد الإمام الهمام شهاب الدّين المرعشيّ دام ظلّه في قم وهي بخطّ النّسخ أيضاً .


( 15 )

واحد منها تامّ الأوّل والآخر إلاّ أسطراً من ما قبل آخرها ، تاريخ كتابتها : ربيع الأول 1319 كاتبها رجب علي التبريزي أصلا والحائري مسكناً حسن نسبة عن نسخة كتبت في ربيع الأول لسنة 1132 . رمزناها بـ : ق 3 .
والثّاني منها تامّ الأوّل وناقص الآخر ـ بمقدار ثلاثين حديثاً تقريباً ـ بخطّ النّسخ وهو حسن قياساً ، يلوح من سبك الخطّ أنّ تاريخها ما قبل مائتي سنة تقريباً ، رمزناها بـ : ق 4 .
والثالث منها ناقص الأطراف إلاّ بقدر قليل من آخرها يقرأ منه تاريخ كتابتها وهو ذوالقعدة لعام 1090 بخط غير حسن ، رمزناها بـ : ق 5 .
واستفدنا من النّسخة الأولى كثيراً وجعلناها أصلاً ، كما وإنّا استفدنا من نسخة البحار وإثبات الهداة وغيرهما من الكتب ومارسناها مكرّراً لتصبح ، أقاصيص هذا الكتاب سنداً ومتناً مستقيمة خاليةً من الأغلاط والزّيادة والنّقص ، محقّقةً منقّحةً إذ كانت النّسخ الموصوفة مشوّهة في بعض الموارد .
ومن الوثائق : إنّا قابلنا النّسخ المذكورة كلّ واحدة مع الأخرى وأشرنا إلى موارد اختلافها واستحسان بعض وتصوييه أحياناً في ذيل الصّفحات لنسختكم هذه الّتي استخلصناها من مجموعها ومن نسخة البحار وغيرها .
ومنها ، أنّ هذا الكتاب بما أنّه من مصادر بحار الأنوار وأصولها وبثّت قصصه وعبره ومواعظه وفوائده الأخرى ، على الأبواب المناسبة المتفرقة في البحار فسبرناها دقيقاً من أوّل أجزائها المائة وعشرة إلى آخرها مضافاً إلى الجزء الثّامن من طبعها القديم ( الّذي في الفتن والمحن ) فكلّ أثر مرمّز بص ، الّذي اصطلح عليه مؤلف البحار الكتاب قصص الأنبياء ـ وجدناه فيها قيّدناه بذكر رقم الجزء والصّفحة ورقم له لو كان في ذيل نفس الأثر الموجود بالأصل ، وإذا كان مقطوعاً مذكوراً في أزيد من مورد ، صرّحنا بذلك في الذّيل أيضاً .
وإذا اُتي بالأثر في البحار عن غير القصص من سائر المصادر الّتي في التاريخ والآثار فقيّدنا أيضاً اسم المصدر بخصوصيّته ومشخصاته ذيلاً .
والحال على هذا المنوال ندرة بالأضافة إلى إثبات الهداة ووسائل الشّيعة ومستدركه .
وفي التّصحيحات السّنديّة والمتنيّة اعتمدنا على الفوائد والقواعد المشهورة المسلّمة والقرائن القطعيّة الّتي علّمنا الله تعالى طرقها ومخارج استنباطها « سبحانك لأعلم لنا إلاّ ما علّمتنا » البقرة : 32 .
فأصبحت بحمد الله التّخريجات والتّعليقات نافعة شاملة لقصص الكتاب وأحاديثه وحكاياته الّتي نافت بأرقام التسلسل أربعمائة وخمسين مع شرح اللّغات وتخريج الآيات الواردة فيه .
وليعلم أنّه قد تخلّف في موارد من البحار هذا الرّمز المختص : ص ، بكتاب القصص ، منها ـ في الجزء


( 16 )

103 | 30 برقم 55 فإنّه ليس من القصص بشيء وإنما ورد ما يقرب منه جدّا لفظاً ومعنى في : التّمحيص ص 53 برقم 104 و105 . ومنها في نفس الجزء ص 43 برقم 65 ، ذكر في التّمحيص ص 52 برقم 97 وفيه نفسه ص 35 برقم 66 وهو مذكور في التّمحيص ص 52 برقم 99 ، وذكر هذا الأخير في تحف العقول أيضاً ص 283 ونحو هذه الموارد من الأشتباه ربما يجده المتتبّع أثناء مراحعة البحار . وإنّما سجّلنا هذا النموذج لأجل تنبيه القرّاء العظام على الصّعوبة الّتي تحمّلناها في سبيل خروج هذا الكتاب عن الظّلام إلى النّور بأحسن النّظام .


( 17 )


وجدير بنا في خاتمة المقدمة أن نعطف عنان القلم إلى سرد كتب وصلت إلينا في
تأريخ الأنبياء عليهم السّلام كي تكون نبراساً لمن يريد العائدة والفائدة .

1 ـ القرآن المجيد
2 ـ أحسن القصص ، في تفسير سورة يوسف للسيّد محمّد بن على النّقوي الهندي النّصير آبادي ، طبع في عظيم آباد ، الذريعة 1 | 288 .
3 ـ أفصح الأحوال ، فهرس : برلن ، ش 539 وهو يختص بالأنبياء غير الخاتم بضميمة قصة اصحاب الكهف وشمعون وخالد .
من : تاريخ ادبيات فارسي 232 تأليف : هرمان آته ، بترجمة دكتر رضا زادة شفق .
4 ـ الاناجيل الأربعة .
5 ـ أنبياء نامه ، منظوم ، ناظمة : أبو اسحاق ابراهيم بن عبدالله الباله الحسني الشبستري في تاريخ الأنبياء غير الخاتم ، من : تاريخ ادبيات فارسي تأليف : هومان اته ( المصدر السّابق ) .
6 ـ الأنبياء والأوصياء من آدم إلى المهدي عليهم
السّلام لمحمّد بن علي ، ذكره ابن طاووس في فرج المهموم ص : 111 .
7 ـ انس المريد وشمس المجالس ، فارسي في قصة النبي يوسف ، لخواجه عبدالله الأنصاري ، الذريعة 2 | 368 .
8 ـ الأنهار اللاهوتية في الحياض الناسوتية ، مؤلفه : أحمد البيرجندي ، خطي ، طهران مكتبة المجلس ، ش : 2269 .
9 ـ أنيس القلوب ، للقاضي أبي نصر مسعود بن مظفر أنوى ، تاريخ الأنبياء منظوم خطي . أيا صوفيّة في بلغاريا ، ش 2984 .
10 ـ بحر موّاج لـ : احسان الله ممتاز طبع لكهنو 1362 بالقمري .
11 ـ بهجة التواريخ ، مؤلفة : شكرالله الرّومي الفصل الثّاني منه في : قصص الأنبياء إلى محمد صلّى الله عليهم وعليه وآله وسلّم ، خطي ( لنين گراد . ش : 385 ) .
12 ـ تاج القصص ، مؤلفه أبونصر أحمد البخاري


( 18 )

خطـي ، ديـوان هنـد . ش : 618
وفـي تـاريخ أبيـات فـارسي 232 تـأليف : هرمـان اتـه : إبـن نصـر البخـاري . وفـي الـذريعة 3 | 206 : تـاج الـقصص لمولـى مـعين الـدين الهـروي المتوفـي 907 ألمنقـول عنـه فـي قـصص مـوسى .
13 ـ تـاريخ الأنبيـاء ، تـأليف : محمـد علي بـن حسيـن الطّهـراني مـاتوزيان ، مطبـوع فـي طهـران 1329 بـالقمري .
14 ـ تـاريخ الأنبيـاء ، اينديـا افـيس ، ش : 2028 انبيـاء بنـي إسرائيـل بضميمـة قصـة ذي القـرنين وجـرجيس وراهـب بـرشيشا ومـوسى حفيـد يـوسف وبشـر بـن أيـوب الصـابر
مـن تـاريخ أدبيـات فـارسي 232 ـ 233 تـأليف هـرمان آتـه ، بترجمـه : دكتـر رضـا زاده شفـق .
16 ـ تـاريخ الأنبيـاء ، لـملا علـي اكبـر معلـم بـنت لمحمـد شـاه القـاجـار ، خطـي فـي جامـع طهـران ، ش : 4118 .
17 ـ تـاريخ الأنبيـاء ، مطبـوع فـي ثـلاث مجلـدات للمولـوي الشيـخ احمـد صـاحب الهنـدي الذريعـة 3 | 237 .
18 ـ تـاريخ الأنبيـاء ، فـارسي ، راجـع إلـى أوائـل
القرن 14 ، الذريعة 3 | 236 .
19 ـ تاريخ الانبياء والاوصياء ، مؤلفه غير مذكور خطي ـ مشهد ـ في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام ش : 123 .
20 ـ تاريخ الأنبياء باللغة التركية للوزير أمير علي شيرم 907 ، راجع الذريعة 3 | 236 .
21 ـ تاريخ پيامبران وپيشوايان ، ( فارسي ) 439 فهرس سپهسالار 1506 .
22 ـ تاريخ جهان آرا ، فارسي ، لأحمد بن محمد القاضي انتهى عنه في 972 وهو مرتب على ثلاثة اقسام ، الأول منه في : الأنبياء الذريعة 3 | 247 .
23 ـ تاريخ قبچاق خاني ، تأليف : خواجم قلي بيك البلخي ، الباب الأول منه في تاريخ الأنبياء من آدم إلى الخاتم ، خظي ، بودليان ، ش : 117 .
24 ـ التاريخ الكبير ـ مؤلفه : السيد جعفر الجعفري ، القسم الأول منه في تاريخ الأنبياء ، خطي ـ في المكتبة العامة في لينينگراد ، ش : 201 .
25 ـ تاريخ گزيده ـ لحمد الله المستوفي ، الباب الأول منه في تاريخ الأنبياء طبع ليدن وطهران .
26 ـ تحفة الاتقياء ، في ترجمة النّصف الأوّل من تنزيه الأنبياء بلغة اُردو ، طبع بالهند للسيد شريف حسين الهندي .