في مقاتل الطالبيين : تسمية من عرف ممن خرج مع زيد ابن علي (ع) من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء ثم عد من جملتهم :
فروى بسنده عمن سمع محمد بن جعفر بن محمد في دار الامارة يقول رحم الله ابا حنيفة لقد تحققت مودته لنا في نصرته زيد ابن علي وفعل بابن المبارك في كتمانه فضائلنا ودعا عليه . وبسنده على الفضيل بن الزبير ص59 قال أبو حنيفة من يأتي زيدا في هذا الشأن من فقهاء الناس قلت سلمة بن كهيل وعد معه جماعة من الفقهاء فقال لي قل لزيد لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح ثم بعث ذلك معي الى زيد فأخذه زيد ومر في ترجمة ابراهيم بن عبدالله بن الحسن ما فعله الامام أبو حنيفة من الدعاء اليه ومعونته بالمثل وما قاله للمرأة التي قتل ابنها مع ابراهيم وغير ذلك اذن فأبو حنيفة زيدي ولهذا كانت فرقة من الزيدية على مذهب الامام أبي حنيفة ويأتي عند الكلام على الزيدية زيادة في ذلك .
ومنهم منصور بن المعتمر ومحمد بن أبي ليلى جاء منصور يدعو الى الخروج مع زيد بن علي وبيعته وأبطأ عن زيد لما بعثه يدعو اليه فقتل زيد ومنصور غائب فصام سنة يرجو أن يكفر ذلك عن تأخره.
ومنهم يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم صاحب عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال عبدة بن كثير السراج الجرمي قدم يزيد الرقة يدعو الناس الى بيعة زيد بن علي وكان من دعاته واجابه ناس من أهل الرقة وكنت فيمن أجابه.
وروى أبو الفرج بسنده الى عبدة بن كثير الجرمي كتب زيد ابن علي الى هلال بن حباب وهو يومئذ قاضي المدائن فأجابه وبايع له .
وبسنده عن سالم بن أبي الجعد أرسلني زيد بن علي الى زبيد اليامي أدعوه الى الجهاد معه.
وبسنده عن أبي عوانة فارقني سفيان على أنه زيدي.
وبسنده كان رسول زيد الى خراسان عبدة بن كثير الجرمي والحسن بن سعد الفقيه.
وبسنده عن شريك قال اني لجالس عند الاعمش أنا وعمرو ابن سعيد أخو سفيان بن سعيد الثوري إذ جاءنا عثمن بن عمير ابو اليقظان الفقيه (1) فجلس الى الاعمش فقال أخلنا فإن لنا إليك حاجة فقال وما خطبكم هذا شريك وهذا عمرو بن سعيد ( أي أنهما ليس دونهما سر ) اذكر حاجتك فقال أرسلني اليك زيد بن علي أدعوك الى نصرته والجهاد معه وهو من عرفت قال أجل ما أعرفني بفضله اقرئاه مني
وفي هذه الاخبار دلالة على أن أكثر الخاصة كانت ناقمة على بني أمية اما العامة فهم أتباع الدنيا في كل عصر وإن زيدا رضوان الله عليه لم يأل جهدا في بث الدعاية .
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر الباقر وأبان بن عثمن وعروة بن الزبير وعبيدالله بن أبي وافع وعنه ابناه حسين وعيسى وابن أخيه جعفر بن محمد والزهري والاعمش وشعبة ( ابن الحجاج ) وسعيد بن خثيم واسماعيل السدي وزبيد اليامي وزكريا ابن أبي زائدة وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة وأبو خالد عمرو ابن خالد الواسطي وابن أبي الزناد وعدة وفي الشذرات أخذ عنه أبو حنيفة كثيراً ( أقول ) وذكر رواية جعفر بن محمد
عن أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الملقب بأخطب خوارزم أنه ذكر في مقتله أنه قيل لزيد بن علي الصمت خير أم الكلام فقال قبح الله المساكتة ما أفسدها للبيان وأجلبها للعي والحصر والله للمماراة أسرع في هدم الفتى من النار في ببس العرفج ومن السيل الى الحدور فقد فضل الكلام على السكوت وذم المماراة فالكلام أفضل بشرط أن لا يكون مماراة ونقل أن زيد بن علي كان اذا تلا هذه الآية ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) يقول أن كلام الله هذا تهديد وتخويف ثم يقول اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا . وروي عن زيد بن علي أنه قال صرفت مدة ثلاث عشرة سنة من عمري في قراءة القرآن فما وجدت آية من كتاب الله يفهم منها الرخصة في طلب الرزق.
( أقول ) كأنه رضي الله عنه نظر الى الآيات المتضمنة ان الله تعالى تكفل بالرزق وهي أكثر الآيات كقوله وما من دابة الا على الله رزقها . الله الذي خلقكم ثم رزقكم . إن الله يرزق من يشاء بغير
وقال بعض المعاصرين : ليس معنى هذا الكلام ان الانسان غير مأمور بطلب الرزق حتى ينافي الاخبار الآمرة بطلب الرزق وعدم استجابة دعاء من يقول رب ارزقني ولا يسعي في طلب الرزق بل المقصود أنه ليس من المناسب للسلطنة الالاهية ان يقول الله تعالى إنا خلقتكم فاذهبوا فتكلفوا تحصيل الرزق بأنكم لذلك نسب الرزق تعالى في الآيات المتقدمة ولكن زيدا رضي الله عنه انما قال أنه لم يجد في القرآن لا في الروايات وأما دعوى أنه ليس من المناسب للسلطنة الالاهية أن يقول الله ذلك فدعوى غير صحيحة فقوله تعالى اذهبوا فتكلفوا تحصيل الرزق بانفسكم ان لم يكن مؤيدا للسلطنة الالاهية فليس منافيا على أنه قد أمرهم بذلك في الآيتين السالفتين اما الآيات التي اسندت لرزق اليه تعالى فالمراد بها والله اعلم إن كل شيء بتسببه وارادته وتوفيقه فلا منافاة بينها وبين الامر بطلب الرزق .
في كفاية الاثر ص86 عن محمد بن بكير أنه قال دخلت على زيد بن علي وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه وهو يريد الخروج الى العراق فقلت له يا ابن رسول الله حدثني بشيء سمعته عن أبيك
وفي كتاب لباب الآداب تأليف الامير اسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منبقذ الكناني صاحب قلعة شيزر ما لفظه : قال المدائني قال زيد بن علي لاصحابه : أوصيكم بتقوى الله فإن الموصي بها لم يدخر نصيحة ولم يقصر في الابلاغ فاتقوا الله في الامر الذي لا يفوتكم منه شيء وإن جهلتموه واجملوا في الطلب ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه وتفكروا وأبصروا هل لكم قبل خالقكم من عمل صالح قدمتموه فشكره لكم فبذلك جعلكم الله تعالى من أهل الكتاب والسنة وفضلكم على أديان آبائكم الم يستخرجكم نطفا من أصلاب قوم كانوا كافرين حتى بثكم في حجور أهل التوحيد وبث من سواكم في حجور أهل الشرك فبأي سوابق أعمالكم طهركم الا بمنه وفضله الذي يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم.
قال المرتضى في كتاب الفصول المختارة من المجالس والعيون والمحاسن للمفيد : الفصل الخامس حدثني الشيخ قال وجدت عن الحسين بن زيد قال حدثني مولاي قال كنت مع زيد بن علي عليه السلام بواسط فذكر قوم الشيخين وعليا فقدموها عليه فلما قاموا قال لي زيد قد سمعت كلام هؤلاء وقد
قلت ابياتا فادفعها اليهم وهي
ورواه الخزاعي في كتاب الاربعين عن الاربعين بسنده عن سلام مولى زيد بن علي كما ذكرناه في ترجمة محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ومن قوله ( ثوى باقر العلم في ملحد ) الخ وقوله ( نحن سادات قريش ) الخ وقوله ( مهلا بني عمنا ) وقوله ( شرده الخوف )
ومما نسب اليه قوله :
وفي نسمة السحر من شعر الامام زيد قوله :
في عمدة الطالب رثي زيد بمراث كثيرة .
وفي مقاتل الطالبيين قال فضل بن العباس بن عبد الرحمن ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب يرثي زيد بن علي عليه السلام :| الا يا عين لا ترقي وجودي | * | بدمعك ليس ذا حين الجمود |
| غداة ابن النبي ابو حسيـن | * | صليب بالكناسة فـوق عود |
| يظل على عمودهم ويمسي | * | بنفسي أعظم فوق العمـود |
| تعدى الكافر الجبار فيــه | * | فأحرقه من القبر اللحيــد |
| فظلوا ينبشـون ابا حسيـن | * | خضيبا بينهم بدم جسيــد |
| فطال بـه تلعبهــم عتــوا | * | وما قدروا على الروح الصعيد |
| وجاور في الجنــان بني أبيه | * | وأجدداهم خيــر الجــدود |
| فكم من والد لأبـي حسيــن | * | من الشهـداء أو عم شهيــد |
| ومن أبناء أعمــام سيلقــى | * | هم أولى به عنـد الــورود |
| دعاه معشـر نكثــوا أبــاه | * | حسينــا بعـد توكيد العهود |
| فسار اليهم حتـى أتــاهــم | * | فما أرعوا علـى تلك العقـود |
| وكيف تضن بالعبـرات عيني | * | وتطمـع بعد زيد في الهجـود |
| وكيف لها الرقــاد ولم تراءى | * | جياد الخيل تعــدوا بالاسود |
| تجمع للقبـائــل من معــد | * | ومن قحطـان في حلق الحديد |
| كتائـب كلمــا أردت قتيـلا | * | تنـادت ان الى الأعداء عودي |
| بأيديهم صفايـح مـرهفــات | * | صوارم أخلصت من عهد هود |
| بها نسقي النفـوس اذا التقينـا | * | ونقتــل كل جبــار عنيـد |
| ونقضي حاجة مـن آل حـرب | * | ومروان العنيــد بني الكنود |
| ونحكم في بني الحكـم العوالي | * | ونجعلهم بهـا مثل الحصيـد |
| ونـنـزل بالمعيطيين حربــا | * | عمارة منهـم وبنـو الوليــد |
| وإن تمكن صروف الدهـر منكم | * | وما يأتي من الامر الجديــد |
| نجازكـم بمــا اوليتمونـــا | * | قصاصـا أو نزيد على المزيد |
| ونترككم بـأرض الشام صرعى | * | وشتى من قتيل أو طـريــد |
| تنوء بكم خوامعها (1) وطلس | * | وضاري الطير من بقع وسود |
| ولست بآيس من أن تعودوا | * | خنازيرا واشبــاه القــرود |
وأبو الفرج ينقل مثل هذا الشعر في ذم أجداده لأنه زيدي المذهب وان كان مرواني النسب قال أبو الفرج وقال أبو ثميلة الأبار يرثي زيدا عليه السلام :
| يا با الحسين أعـاد فقدك لوعـــة | * | من يلق ما لاقيـت منهـا يكمــد |
| نعرا السهاد ولو سواك رمت به الـ | * | أقدار حيـث رمت به لـم يشهــد |
| ونقـول لا تبعــد وبعــدك داؤنا | * | وكذاك من يلـق المنيــة يبعــد |
| كنت المؤمــل للعظائــم والنهى | * | ترجـى لأمـر الأمــة المنــأود |
| فقتلت حين نضلت كـل مناضــل | * | وصعــدت في العليــاء كل معمد |
| فطلبت غايـة سابقيــن فنلتهــا | * | بالله في سيــر كريــم المـورد |
| وأبى الاهك أن تمـوت ولم تســر | * | فيهم بسيـرة صــادق مستنجــد |
| والقتــل في ذات الآلـه سجيــة | * | منكم واجرى بالفعــال الأمجــد |
| والناس قـد آمنــوا وآل محمــد | * | من بين مقتول وبيـــن مطــرد |
| نصب اذا ألقـى الظـلام ستــوره | * | رقد الحمــام وليلهم لـم يرقــد |
| يا ليث شعري والخطـوب كثيــرة | * | اسباب موردهــا وما لم يــورد |
| ما حجة المستبشريـن بقتلــه | * | بالامس أو ما عذر أهـل المسجد |
| فلعل راحم أم موسى والــذي | * | نجاه من لجج الخصم المزبــد |
| سيسر ريطة بعد حزن فؤادهـا | * | يحيى ويحيى في الكتائب يرتدي |
وريطة هي بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن حنفية أم يحيى وزوجة زيد.
وقال ابن الأثير قيل كان خراش بن حوشب بن يزيد بن مزيد الشيباني على شرطة يوسف وهو الذي نبش زيدا وصلبه فقال السيد الحميري :
| بت ليلــي مسهــدا | * | ساهر العيــن مقصدا |
| ولقد قلــت قولــة | * | وأطـلـت التبـلــدا |
| لـعـن الله حوشبــا | * | وخراشـا ومن يــدا |
| الف الـف وألـف الـ | * | ف من اللعن سرمــدا |
| إنهـم حاربــوا الالـ | * | ـه وآذوا محـمــدا |
| شاركوا في دم الحسيـ | * | ن وزيـد تـعـنــدا |
| ثم علوه فـوق جــذ | * | ع صريعـا مجــردا |
| يا خراش بن حوشـب | * | أنت أشقى الورى غـدا |
وفي نسمة السحر رأيت في بعض التواريخ أن بعض الخوارج
قال يرثي الامام زيدا عليه السلام :
وقال قبل ذلك في ترجمة درويش بن محمد الطالوي ان ابناء درزة هم الخياطون وإن زيدا لما خرج كان معه خياطون من الكوفة.
في عمدة الطالب كان له أربعة بنين ولم يكن له انثى وهم يحيى والحسين ذو الدمعة وعيسى مؤتم الاشبال ومحمد والحسين ذو الدمعة هو جدنا.